تكرار المأساة: بعد أن ذاق الحسين ( رض ) ألم القتل في كربلاء سيرجع للدنيا ليذوقه ثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فمن خلال تجوالي في مرويات الإمامية بخصوص موضوع الرجعة وقفت على بعض الروايات التي تثبت تلك الحقيقة المأساوية وهي أن الحسين - رضي الله عنه - سيرجع للدنيا مرة ثانية ليقتل على يد أعدائه ، ولكن قبل الشروع في سرد الروايات لتلك الحقيقة لا بد من الإشارة إلى أن المراد بالمنتصر فيها هو الحسين رضي الله عنه والمراد بالسفاح فيها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والدليل على ذلك ما يلي:1- يقول علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 53 / 100 ) :[ بيان: الظاهر أن المراد بالمنتصر الحسين ، وبالسفاح أمير المؤمنين صلوات الله عليهما كما سيأتي]. 2- يقول علامتهم علي النمازي الشاهرودي في كتابه ( مستدرك سفينة البحار ) ( 10 / 66 ) :[ إطلاق المنتصر على مولانا الحسين ( عليه السلام ) يخرج عند تمام أيام القائم ( عليه السلام ) فيطلب بدمه ودم أصحابه فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح وهو أمير المؤمنين ( عليه السلام )، كما في رواية جابر ، عن مولانا الباقر ( عليه السلام ) ، فراجع البحار ].
وبعد هذا البيان إليكم عرض تلك الحقيقة كما وردت في مروياتهم من خلال مجموعتين وكما يلي:
المجموعة الأولى: التي تذكر فقط رجوعه ليطلب بدمه ودم أصحابه
فمن هذه الروايات ما يلي:1- يروي الحسن بن سليمان الحلي في كتابه ( مختصر بصائر الدرجات ) ص 49 :[ وعن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر ( ع ) يقول والله ليملكن أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا قلت متى يكون ذلك قال بعد القائم عليه السلام قلت وكم يقوم القائم في عالمه قال تسع عشرة سنة ثم يخرج المنتصر إلى الدنيا وهو الحسين عليه السلام فيطلب بدمه ودم أصحابه فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام]. 2- يروي شيخ طائفتهم محمد بن الحسن الطوسي في كتابه ( الغيبة ) ص 478-479:[ الفضل بن شاذان ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : والله ليملكن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعا . قلت : متى يكون ذلك ؟ .قال : بعد القائم عليه السلام . قلت : وكم يقوم القائم في عالمه ؟ . قال : تسع عشرة سنة ثم يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين عليه السلام ودماء أصحابه ، فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح ].
المجموعة الثانية: التي تذكر أن أعداءه سيجتمعون عليه ويقتلوه ثم يخرج علي ( رض ) لينتقم لقتله
فمن هذه الروايات ما يلي:1- يروي علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 53 / 100-101 ) عن كتاب ( الاختصاص ) لشيخهم المفيد:[ الاختصاص : عمرو بن ثابت ، عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : والله ليملكن رجل منا أهل البيت بعد موته ثلاث مائة سنة ويزداد تسعا قال : فقلت : فمتى يكون ذلك ؟ قال : فقال : بعد موت القائم عليه السلام قلت له : وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت ؟ قال : فقال : تسعة عشر من يوم قيامه إلى يوم موته قال : قلت له : فيكون بعد موته الهرج ؟ قال : نعم خمسين سنة ، ثم يخرج المنتصر إلى الدنيا فيطلب بدمه ودماء أصحابه ، فيقتل ويسبي ، حتى يقال : لو كان هذا من ذرية الأنبياء ، ما قتل الناس كل هذا القتل ؟ فيجتمع عليه الناس أبيضهم وأسودهم فيكثرون عليه حتى يلجؤوه إلى حرم الله ، فإذا اشتد البلاء عليه ، وقتل المنتصر خرج السفاح من الدنيا غضبا للمنتصر ، فيقتل كل عدو لنا . وهل تدري من المنتصر والسفاح يا جابر ؟ المنتصر الحسين بن علي ، والسفاح علي بن أبي طالب عليه السلام ]. 2- يروي المجلسي أيضاً في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 53 / 146-147 ) نقلاً عن تفسير العياشي:[ تفسير العياشي : عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : والله ليملكن رجل منا أهل البيت الأرض بعد موته ثلاثمائة سنة ، ويزداد تسعا قال : قلت : فمتى ذلك ؟ قال : بعد موت القائم ، قال : قلت : وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت ؟ قال : تسع عشرة سنة ، من يوم قيامه إلى موته قال : قلت فيكون بعد موته هرج ؟ قال : نعم خمسين سنة . قال : ثم يخرج المنصور إلى الدنيا فيطلب دمه ودم أصحابه فيقتل ويسبي حتى يقال لو كان هذا من ذرية الأنبياء ، ما قتل الناس كل هذا القتل ، فيجتمع الناس عليه أبيضهم وأسودهم ، فيكثرون عليه حتى يلجؤونه إلى حرم الله فإذا اشتد البلاء عليه ، مات المنتصر ، وخرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر ، فيقتل كل عدو لنا جائر ، ويملك الأرض كلها ، ويصلح الله له أمره ، ويعيش ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا . ثم قال أبو جعفر عليه السلام : يا جابر وهل تدري من المنتصر والسفاح ؟ يا جابر المنتصر الحسين ، والسفاح أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين ].
هكذا يريدون أن يعيدوا تلك المأساة التي حلت بالإمام الحسين رضي الله عنه مرة ثانية ليفجعوا بها المسلمين ...
وسأكتفي بهذا القدر وأترك التعليق للزملاء بما يرونه مناسباً من مسائل وأمور متعلقة بتلك الحقيقة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق