الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

الرد شبهة التوسل بالنبي و الصالحين و القبور




قال المؤلف : (( 13- وقد قال الإمام أحمد نفسه عندما ذكر أمامه صفوان بن سليم: (هذا رجل ينزل القطر من السماء بذكره) )) [ ص 115 ] .

قلت : أخرج هذه العبارة عن ابن عساكر في تاريخه قال : (( أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنا محمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت أبا الفضل بن يعقوب العدل يقول سمعت أبا عبد الله الأردبيلي يقول سمعت أبا بكر بن أبي الخصيب يقول ذكر عند أحمد بن حنبل صفوان بن سليم قال هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره )) [ ص 134 / 24 ] .

قلت : راوي هذه الحكاية عن الإمام أحمد أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الخصيب ، لم أجد من ترجم له سوى أن ذكره المزي في تهذيب الكمال ضمن تلاميذ عبد الله بن محمد بن تميم [ 52 / 12 ]، وكذلك ذكره ضمن تلاميذ عثمان بن عبد الله بن بن خززاذ [ ص 421 / 19 ] ، وذكره أبو بكر البغدادي في تكملة الإكمال ضمن مشايخ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح بن عبد الله الجلي المصيصي [ ص 141 / 2 ] ، وكما ترى لم يذكروا فيه جرحا أو تعديلا فعلى هذا يكون مجهول الحال ، وكذلك أبو عبد الله الأردبيلي لم أعرف من هو ، فهذا الإسناد فيه مجاهيل فلا يحتج بمثله.

وهذه العبارة المروية عن المجاهيل لم يحفظها أبو بكر الأثر عن الإمام أحمد وقد جاء في سؤالاته : (( عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل : صفوان بن سليم من الثقات . فقال من حضرنا : إن أبا عبد الله قال : من الثقات ممن يستسقى بحديثه . ولم أحفظ أنا هذا )) [ ص 76 ] ،

فهذا أبو بكر يخبر أنه سمع أحمد يقول أنه سمع أحمد يقول : (( من الثقات )) فقط ، والذي أخبر أنه قال : (( يستسقى بحديثه )) رجل مجهول سواء في راية ابن عساكر أو رواية أبي بكر الأثرم ، فلا يصح الاحتجاج بمن كان هذا هو حال .

وإن صحت هذه الرواية فليس فيها دليل على جواز التوسل والاستغاثة لأن المقصود هو صحة حديثه وليس التوسل بذاته وبالاستغاثة به ، والمحدثون يستخدمون عبارات يقصدون بها صحة حديثه مثل : فلان جبل ، أو فلان صاعقة ، أو كالمصحف ... الخ من العبارات ، والله تعالى أعلم .





===============



(( 23 - الحافظ الإمام أحمد: قال فى منسكه الذى كتبه للمـروذى: إنه يتوسـل بالنبى صلى الله عليه وسلم فى دعائه – حتى ابن تيمية نقله ))

قلت : قول كاتب الشبه : (( حتى ابن تيمية نقله )) يحمل الطعن بالمبطن بأن مانعي التوسل يكتمون أقوال الأئمة وهذا ليس بصحيح بل يقولون الذي له والذي عليه ، ولكن كاتب الشبه كما مر معنا كان يبتر النصوص ويحرفها فظن أن كل الناس على شاكلته فقال عبارة القبيحة تلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

أما النص المنقول فكلمة (( يتوسل )) فكلمة عامة تحتمل التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم وتحتمل التوسل بجاهه أو بالإيمان به أو بإتباع أو بمحبته أو بطاعته أو بذلك كله ، فحمل لفظ التوسل على التوسل بالذات أو الجاه دون دليل أو قرينة تحكم من غير دليل .

وقد حمل ابن تيمية قول الإمام أحمد هذا على التوسل بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وطاعته واتباعه بقرينة إتفاق المسلمين على ذلك وقد نقل ابن مفلح قول الإمام أحمد وتفسير ابن تيمية له مقررا له لا كما فهم صاحب الشبهة وهذا هو نص كلام ابن مفلح قال : (( وقيل: يستحب ، قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروذي : إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه، وجزم به في المستوعب وغيره، وجعلها شيخنا كمسألة اليمين به، قال: والتوسل بالإيمان به وطاعته ومحبته، والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وبدعائه وشفاعته، ونحوه مما هو من فعله وأفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع "ع"، وهو من الوسيلة المأمور بها في قوله تعالى: { اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } [المائدة: 35] )) [ الفروع ص 229 / 3 ]

وهذا نص فتوى ابن تيمية في التوسل قال : (( الحمد لله ، أما التوسل بالإيمان به ومحبته وطاعته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك مما هو من أفعاله وأفعال العباد المأمور بها في حقه . فهو مشروع باتفاق المسلمين وكان الصحابة رضي الله عنهم يتوسلون به في حياته وتوسلوا بعد موته بالعباس عمه كما كانوا يتوسلون به .... الخ )) [ ص 107 / 1 ]










(( 24 – الحافظ البيهقى: روى عنه ابن الجوزى فى المنتظم (11 / 211) من مناقب أحمد بن حرب "استجابة الدعاء إذا توسل الداعى بقبره" ))

قلت : كاتب الشبهة مدلس كبير فالذي يقرأ كلامه هذا يفهم منه أن الحافظ ابن الجوزي ينقل رأي الحافظ البيهقي أنه يرى استجابة الدعاء اذا توسل بقبر أحمد بن حرب ، ولكن عندما ترجع للمصدر الأصلي تجد أن الحافظ ابن الجوزي يروي قصة منام في سنده الحفاظ البيهقي قال ابن الجوزي في المنتظم ص 211 / 11 : أخبرنا زاهر بن طاهر قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال‏:‏ سمعت أبا العباس محمد بن أحمد القاضي يقول ‏:‏ سمعت أبا عبد الله محمد بن جعفر الزاهد يقول‏:‏ سمعت زكريا بن أبي دلويه يقول‏:‏ (( رأيت أحمد بن حرب بعد وفاته بشهر في المنام فقلت‏:‏ ما فعل بك ربك قال‏:‏ غفر لي وفرق المغفرة ‏.‏ قلت ‏:‏ وما فوق المغفرة قال‏:‏ أكرمني بأن يستجيب دعوات المسلمين إذا توسلوا بقبري ))

وزكريا بن أبي دلويه أبو يحيى الواعظ الزاهد النيسابوري . روى عن أحمد بن حرب ، وعبد الله بن أبي زياد القطواني ، وعبد الله بن عمرو ، والعلاء بن عمرو التيمي ، وعلي بن سلمة اللبقي ، ومحمد بن أبي تميلة ، ويحيى بن معاذ الرازي . وعنه عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان ، وفتح بن الحجاج ، ومحمد بن سعيد ، ومحمد بن عبد الله بن دينار العدل ، ومحمد بن علي الحيري ، يحيى بن منصور القاضي ، وأبو زكريا العنبري .

ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام وقال : (( قال السلمي : هو من تلامذة أحمد بن حرب ، وكان يفضل على شيخه )) [ ص 147 / 22 ]

أما المنامات فأهل العلم لا يحتجون بها لم يتخذوها مصدرا للتشريع الإمام محيي الدين النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم قال : (( ومعنى هذا الكلام أنه كان يحدث عن الحسن بكل ما يسأل عنه وهو كاذب في ذلك قوله ( إن حمزة الزيات رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرض عليه ما سمعه من أبان فما عرف منه إلا شيئا يسيرا ) قال القاضي عياض رحمه الله هذا ومثله استئناس واستظهار على ما تقرر من ضعف أبان لا أنه يقطع بأمر المنام ولا أنه تبطل بسببه سنة ثبتت ولا تثبت به سنة لم تثبت وهذا بإجماع العلماء هذا كلام القاضي وكذا قاله غيره من أصحابنا وغيرهم فنقلوا الاتفاق على أنه لا يغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع وليس هذا الذي ذكرناه مخالفا لقوله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني فان معنى الحديث أن رؤيته صحيحة وليست من أضغاث الأحلام وتلبيس الشيطان ولكن لا يجوز إثبات حكم شرعي به لأن حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائي وقد اتفقوا على..... )) اهـ[ ص 115/1 ] .

وقال تقي الدين ابن تيمية : (( وفي الباب حكايات عن بعض الناس أنه رأى مناما قيل فيه : ادع بكذا وكذا ، ومثل هذا لا يجوز أن يكون دليلا باتفاق العلماء .... )) اهـ[ التوسل والوسيلة ص 105 ]











 حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال : هل يجوز أن نقول في الدعاء: "اللهم بجاه نبيك"؟

الجواب لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

لا يجوز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ولا بجاه غيره؛ لأن هذا بدعة، لا دليل عليه، وهو الشرك.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "جاه المخلوق عند الخالق تعالى ليس كجاه المخلوق عند المخلوق؛ فإنه لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، والمخلوق يشفع عند المخلوق بغير إذنه؛ فهو شريك له في حصول المطلوب، والله تعالى لا شريك له" انتهى [انظر: « مجموع الفتاوى » لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/320).].

والله سبحانه أمرنا أن ندعوه مباشرة، ولم يأمرنا أن ندعوه بجاه أحد؛ قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ} [الأعراف: 55.]، {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60.]، {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: 14.]؛ كما أمرنا أن ندعوه بأسمائه سبحانه، فقال: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].

وما يُروى: "إذا سألتُم الله؛ فاسألوه بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عظيم"؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنه حديث كذب، ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث، ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث" انتهى [انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/319)، وكذلك (24/335)، وكذلك (27/126).]

المصدر:http://www.alfuzan.net/fatawy/ask3.a...=&wordser=null




==========



حكم التوسل والإستعانة بالصالحين


 الذي يتوجه بالدعاء إلى الله عند قبور الصالحين فهذا هو التوسل بالأولياء والصالحين، والتوسل جائز شرعاً، وهو بطلب من الله متوسلاً إليه بهذا الولي، عسى أن يكون هذا الدعاء أو دعاء السائل مقبولاً، وليس في ذلك ما يتنافى مع العقيدة، لا فرق في ذلك بين الحي والميت، والدليل على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءه أعمى فقال له: يا رسول الله أطلب من الله أن يرد علي بصري؟ فقال له: اذهب فتوضأ وصلِّ لله ركعتين، ثم قل: اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا سيدي يا رسول الله! توسلنا بك إلى ربي ليرد علي بصري) فرد الله عليه بصره. ويقول أيضاً: بإنه يجوز الاستعانة بالأحياء والأموات؛ لأن السائل يسأل الله ببركة هذا الصالح من نبي أو ولي، وليس طالباً من ذات الشخص أن يفعل شيء، نرجو من سماحتكم الإفادة عن هذا الموضوع.
هذا سؤالٌ جدير بالعناية، وفيه تفصيل: الحي الحاضر لا بأس أن يسأل أن يشفع للسائل، كما كان الصحابة يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يشفع لهم، إذا أجدبوا ويستغيث لهم، وكما سأله الأعمى فأمره أن يسأل ربه أن يقبل شفاعة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وأمره أن يتوضأ ويسأل ربه، هذا لا بأس به، سؤال الأحياء أن يشفعوا لك تقول: يا أخي ادع الله لي، اسأل الله لي أن الله يشفيني، اشفع لي أن الله يرزقني، أن الله يمنحني زوجة صالحة، ذرية طيبة، لا بأس، تقول لأخيك وهو يدعو ربه، يتضرع بين يديه ويقول: اللهم اشف فلان، اللهم يسر أمره، اللهم ارزقه الزوجة الصالحة، اللهم ارزقه الذرية الطيبة، لا بأس، كما كان الصحابة يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكما كان الصحابة أيضاً فيما بينهم كل هذا لا بأس به، والنبي - صلى الله عليه وسلم – قال لهم: (إنه يقدم عليكم رجلٌ برٌ بأمه يقال له: أويس القرني، كان براً بأمه فمن لقيه منكم فليطلبه أن يستغفر له)، فهذا حديث لا بأس به. أما سؤال الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم هذا شرك أكبر، هذا عمل الجاهلية هذا عمل قريش في جاهليتها، وعمل غيرهم من الكفرة، سؤال الأموات وأصحاب القبور والاستغاثة بهم والاستعانة بهم؛ هذا هو الشرك الأكبر، عبادة غير الله التي قال فيها جل وعلا، وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا(18)سورة الجن، وقال فيها- سبحانه وتعالى -:وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117) سورة المؤمنون، ومن دعا الأنبياء أو دعا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – بعد الموت، أو استغاث بالصديق أو بعمر أو بعثمان أو بعلي أو بغيرهم فقد اتخذهم آلهة، جعلهم آلهة مع الله، قال الله جل وعلا: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ سماه شرك، وقال - سبحانه وتعالى -: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ(5)سورة الأحقاف، فأخبر - سبحانه وتعالى – أنه لا أضل من هؤلاء، دعاة غير الله، فالمقصود أن الواجب على المؤمن أن يحذر دعاء الأموات، أو الغائبين كالملائكة والجن يدعوهم، يسأل جبرائيل أو إسرافيل، أو جن في البلاد الفلانية، أو جن الجبل الفلاني هذا شرك أكبر، قال جل وعلا:وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ(40) سورة سبأ، وقال جل وعلا في سورة الجن:وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا(6) سورة الجن، فالواجب الحذر فلا يسأل الأموات ولا الغائبين من الملائكة وغيرهم، ولا يسأل الأصنام ولا الجمادات من أشجار أو أحجار لا، يسأل الله وحده، يسأل الله، يستعين بالله، يستغيث بالله، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ(23) سورة الإسراء، وقال- سبحانه وتعالى -:ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(60)سورة غافر، وقال جل وعلا: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء(5) سورة البينة، وقال - سبحانه وتعالى -: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ(186) سورة البقرة، وقال - سبحانه وتعالى -: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي – يعني ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ 162) سورة الأنعام، قال - سبحانه وتعالى -:إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ سورة الكوثر، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله من ذبح لغير الله)، فهذه أمورٌ عظيمة خطيرة، والجلوس عند القبور يدعو ربه عند القبور؛ هذه وسيلة للشرك، كونه يجلس عندها يقرأ أو يدعو هذه وسيلة، ما يجوز، من وسائل الشرك، أما إذا دعا المقبور واستغاث به هذا الشرك الأكبر، هذا الذنب الذي لا يغفر إلا بالتوبة. أما الحي الحاضر يقول له: ادع الله لي، أو يسأل منه أن يعينه على كذا لا بأس، إذا كان حي حاضر قادر فلا بأس، مثل ما كان الصحابة يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم – وهو حاضر أن يعينهم وأن يواسيهم مما أعطاه الله من المال، وأن يدعو لهم فلا بأس، مثل ما قال الله عن موسى، في قصة موسى مع القبطي:فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ(15) سورة القصص، فأغاثه موسى وقتل القبطي؛ لأن موسى حاضر يسمع الكلام، وهكذا في الحرب، الإنسان مع إخوانه في الحرب في الجهاد يتعاونون في قتال الأعداء، هذا يعين بالسلاح، وهذا يعين بالسوط، وهذا يعين بالفرس، وهذا يعين بالدرقة إلى غير ذلك، وهكذا في الدنيا يتعاونون في المزرعة، يعينه في مزرعته، يعينه في بيعه وشراءه، حي قادر حاضر، يتعاونون في المزرعة في البيع والشراء في بناء البيت، لا بأس، حي حاضر قادر لا بأس، أما ميت أو غائب لا، لا يستعان به، شرك الأكبر، والمشركون ما كانوا يعتقدن أنهم يخلقون أو يرزقون، لا، المشركون يعبدونهم؛ لأنهم بزعمهم يشفعون لهم، يقربونهم إلى الله زلفى، هذا زعمهم، ما كانوا يعتقدون فيهم أنهم يخلقون أو يرزقون، قال الله جل وعلا: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ(87) سورة الزخرف، وقال - سبحانه وتعالى -: قل من يرزقكم – يعني قل لهم يا محمد- قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ(31) سورة يونس، يعترفون بهذا، وقال جل وعلا: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ(18) سورة يونس، ما قالوا: هؤلاء خالقونا أو رازقونا، لا، ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وهم يعلمون أن الخلاق والزراق هو الله، وإنما يعبدون الأصنام لأنها تشفع لهم بزعمهم، وقد أبطلوا في هذا، وقال جل وعلا: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى(3) سورة الزمر، يعني يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى. قال الله جل وعلا:إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) سورة الزمر، سماهم كذبة، وسماهم كفرة، كذبة ما يقربونهم زلفى، وهم كفرة بهذا، بدعائهم إياهم، وذبحهم لهم، ونذرهم لهم، هم كفرة بهذا، سواءً كانوا أنبياء المعبودين أو صالحين أو ملائكة، من عبدهم كفر، بالاستغاثة بهم، بذبحه لهم، يقول أنهم يقرون إلى الله زلفى، أنهم يشفعون له، هذا دين المشركين، هذا دين عباد الأصنام يزعمون أنها تقربهم إلى الله وتشفع لهم، لا أنها تخلق و.... فالذي يأتي البدوي أو السيد الحسين أو غيره أو الجيلاني أو يأتي غيرهم يسألهم، يستغيث بهم، هذا قد جعلهم آلهة مع الله، وهذا هو الشرك الأكبر، وهكذا إذا أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه، يستغيث به، هذا من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر، الواجب على السائل وعلى غير السائل الحذر من هذه الشركيات وعدم الالتفات من دعاة الشرك من علماء السوء وقادة السوء نسأل الله العافية والسلامة.




وفي كتاب كشاف القناع لمنصور بن يونس البيهوتي الحنبلي المتوفى سنه 1051هـ الجزء الثاني :
وقال السامري وصاحب التلخيص : لا بأس بالتوسل للاستقاء بالشيوخ والعلماء المتقين . وقال في المذهب : يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح وقيل للمروذي : إنه يتوسل بالنبي في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره ، ثم قال : قال إبراهيم الحربي : الدعاء عند قبر معروف الكرخي الترياق المجرب .



قال الإمَامُ السَّامُري _ يَرْحَمُهُ اللهُ_ في "المُسْتوعِب" (3/88 )
(ولا بَأسَ بالتوسُّل إلى اللهِ تعالى في الإستسقاء بالشيوخ والزهَّاد وأهلِ العلم والفضل والدين من المسلمين. )
أعتقد أنك لم تفهم ما تنقله،وسأقتبس فقط مثالا واحدا هو هذا،فالاستسقاء بالصالحين فعله الصحابة رضوان الله عليهم حينما قدم عمر رضي الله عنه العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء به،ولو كان يجوز الاستسقاء بالأموات لاستسقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل من مشى على الأرض،لكن الصحابة استسقوا برجل حي وهو العباس رضي الله عنه،هل فهمت أم أنها صعبة؟



============



الرد على شبهة تبرك الشافعي بقبر أبي حنيفة http://www.alserdaab.org/articles.aspx?article_no=750 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق