الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

اترك العناد يا شيعي وتدبر واعلم ان مهديك وهم وخيال


ما زالت الشيعة تربى بتلك الأماني إلى اليوم، أي منذ اربعه عشر قرنا. إذ تكررت البشارات بظهوره، واقتراب الفرج بخروجه،
ولكن يأبى الله الذي لا يطلع على غيبه أحدا إلا إكذاب هذه الدعوات،
ومع ذلك فلا حرج على الإمام، فإنه كان قد اطلع على اللوح المحفوظ فأخبر صادقا بما سيقع،
لكن الله بدا له، فمحا وأثبت.
وكانت البشارات تضرب لآجال قريبة في بادئ الأمر.
فقد قال أبو جعفر:
« ليس بين قيام القائم عليه السلام وقتل النفس الزكية أكثر من خمس عشرة ليلة» الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 - ص 374
ثم زيد في المدة...
فعن أبي حمزة الثمالي قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: « يا ثابت: إن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين،
فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض، فأخره إلى أربعين و ومائة، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب» الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 368
وتكرر هذا الأمر، وطالت الحسرة على هؤلاء الذين ينتظرون الفرج، واشتد يأسهم، وتكرر إخلاف أئمتهم، فيموت أحدهم أسفا قبل يدركه الموت ويدفن في حفرته، وقد قضى عمره ينتظر المهدي، لينتقم وينتصر، ويشفي الصدر، لكنه لا يدرك إلا الغم والنكد، ولا يلقى من انتظاره إلا حرقة الانتظار، ويصور لنا أحد شعرائهم هذه الآلام فيقول:
كفى أسفا أن يمر الزمان * ولست بناه ولا آمر
وأن ليس أعيننا تستضئ * بمصباح طلعتك الزاهر
على أن فينا اشتياقا إليك * كشوق الربى للحيا الماطر
وطول انتظارك فت القلوب * وأغضى الجفون على عائر
(( ديوان السيد حيدر الحلي ج 1 - ص 32))
وتطييبا لخاطر هذا الذي قضى عمره في تتبع الأخبار وانتظار الإمام، رووا عن أبي عبد الله أنه قال: «من مات وهو عارف لإمامه لم يضره، تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن مات و هو عارف لإمامه، كان كمن هو مع القائم في فسطاطه» الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 372
وليس أمامه في القبر إلا منكر ونكير.
وما أشد ما تأخر هذا الفرج على منتظريه، وطال الوقت على مؤمليه، ولعل مدبري هذا الأمر كانوا على علم بأن لا فائدة من الانتظار، وأن لا فرج قريب، ولا مهدي سيظهر، بل لقد كانوا على علم تام، وإليك سيد الأدلة، أعني اعترافهم بأنهم كانوا على علم بما يفترون:
فقد روى الكافي عن علي بن يقطين قال:
قال لي أبو الحسن عليه السلام:
«الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة،
قال: وقال يقطين-يقطين سني وابنه شيعي- لابنه علي بن يقطين:
ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن؟
-أي ما كان يبشر به من ظهور دولة بني العباس-
قال: فقال له علي:
إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد، غير أن أمركم حضر، فأعطيتم محضه، فكان كما قيل لكم،
وإن أمرنا لم يحضر، فعللنا بالأماني،
فلو قيل لنا:
إن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة، لقست القلوب ولرجع عامة الناس من الإسلام،
ولكن قالوا: ما أسرعه وما أقربه تألفاً لقلوب الناس وتقريبا للفرج»
ج 1 - ص 369
وما زالت الشيعة تربى بتلك الأماني إلى اليوم، أي منذ اربعه عشر قرنا.
وهذه حكمة عظيمة من حكم تشريع البداء واهتمام الأئمة به،
كما ذكر علامتهم المجلسي،
فقد علل هذا الاهتمام البالغ أنه لحكم كثيرة،
وذكر منها: «أن يكون في هذه الأخبار تسلية من المؤمنين المنتظرين لفرج أولياء الله وغلبة الحق وأهله...
لأنهم عليهم السلام لو كانوا أخبروا الشيعة في أول ابتلائهم باستيلاء المخالفين وشدة محنتهم،
أنه ليس فرجهم إلا بعد ألف سنة، ليئسوا ورجعوا عن الدين. ولكنهم أخبروا شيعتهم بتعجيل الفرج، وربما أخبروهم بأنه يمكن أن يحصل الفرج في بعض الأزمنة القريبة، ليثبتوا على الدين،
ويثابوا بانتظار الفرج كما مر في خبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه»
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 4 - ص 131 - 132
ثم ساق الحديث السابق ذكره من أن الشيعة تربى الأماني..
.فاعترفوا أنهم كانوا يخبرونهم بخروج المهدي وهم يعلمون يقينا أنه لن يخرج في ذلك الوقت، تثبيتا وتأليفا، وقد صدقهم أولائك المساكين،
ويا للعجب من هذا العالم الذي يعتبر الكذب حكمة عظيمة، ويتبع إماما كذابا، يربي أتباعه بالأكاذيب.
وفي الحقيقة إن المتتبع لأحوال الشيعة ليرثي لما هم عليه، فهاهم مشايخهم يربونهم بالأماني،ويعدونهم بالشيء ليسكنوهم ويدخلوا عليهم السرور، تماما كما يعد الأب المعدم ابنه بشراء ما طلبه منه
، ويبتسم في وجهه ويجفف دموعه، وهو يعلم في نفسه أن هذا لن يكون، ثم إنك لترثي لحالهم أكثر، وأنت ترى ما يلحقونه بأنفسهم وبأبنائهم من الأذى والجراحات، وإراقة الدم وضرب الصدور والظهور بالسلاسل، تقربا إلى الله،
فلم يكفهم الأذى المعنوي والنفسي الذي ألحقوه بهم، حتى أثخنوهم بالجراح،
وآلموهم بالسياط، وأخذوا أموالهم باسم الخمس، واستحلوا فروج بناتهم باسم المتعة، وجعلوهم أضحوكة الأولين والآخرين،
«ومن يهن الله فماله من مكرم إن الله يفعل ما يشاء».
واعلم ايها الشيعي
لما أدركَتْ «عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيَّ»
[آخر النواب الأربعة] الوفاةُ،لم يُرِدْ أن يتحمل وزر ووبال النيابة وقبض الأموال بعد وفاته،لذا أصدر توقيعاً باسم الإمام ينصّ على أن النيابة انتهت وعبارة ذلك التوقيع موجودة في جميع كتب الشيعة،ومن جملتها في آخر كتاب
«منتهى الآمال» تأليف الشيخ عباس القمّي (توفي عام 1359ه- )
وقد أوردها المجلسيّ وهي كما يلي-- يَا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيَّ!
أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَ إِخْوَانِكَ فِيكَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ مَا بَيْنَكَ وبَيْنَ سِتَّةِ أَيَّامٍ، فَأَجْمِعْ أَمْرَكَ ولَا تُوصِ إِلَى أَحَدٍ فَيَقُومَ مَقَامَكَ بَعْدَ وَفَاتِكَ فَقَدْ وَقَعَتِ الْغَيْبَةُ التَّامَّةُ فَلَا ظُهُورَ إِلَّا بَعْدَ إِذْنِ اللهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ وذَلِكَ بَعْدَ طُولِ الْأَمَدِ وقَسْوَةِ الْقُلُوبِ وامْتِلَاءِ الْأَرْضِ جَوْراً وسَيَأْتِي شِيعَتِي مَنْ يَدَّعِي المُشَاهَدَةَ أَلَا فَمَنِ ادَّعَى المُشَاهَدَةَ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ والصَّيْحَةِ فَهُوَ كَذَّابٌ مُفْتَر وَأَمَّا الحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وأَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ
السؤال
• إذا كان الأمر كذلك وكان جميع علماء الشيعة يقبلون بهذا التوقيع
فكيف يدّعون النيابة عن الإمام ويعتبرون أنفسهم قائمين مقام عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيَّ ويأخذون من الناس الأموال الشرعية وسهم الإمام
• عندما صدر ذلك التوقيع كان جميع رواة حديث الأئمة قد تُوُفُّوا فكيف يمكننا الرجوع إلى الأموات؟فإن قيل:المقصود الرجوع إلى رواية الرواة وليس إلى الرواة أنفسهم فمعنى ذلك أنه حتى لو كان المجتهدون رواةً لحديث الأئمة فلا يمكن الرجوع إليهم بل لا بد من الرجوع إلى الروايات فقط.
• من المعلوم والمسلَّم به أن معظم رواة أحاديث الأئمة كانوا أشخاصاً أميين أو قليلي العلم وكان كثيرٌ منهم من الفطحيّة أو الواقفة أو الناووسية أو الجبرية أو كانوا من الوضاعين أو الكذابين أو الغلاة،فكيف يمكننا أن نرجع إلى أمثال هؤلاء وكيف يمكن لمثل أولئك الأفراد أن يكونوا حجة الله علي الناس.
• الله تعالى هو الذين يعيّن الحجة ولا يحقّ لأحد أن يعتبر نفسه حجة. لكن في هذه الرواية اعتُبرَ كلُّ راوٍ ولو مجهولاً حجةً،واعتبر الراوي (الإمام) نفسه حجة أيضاً،فما هو الدليل على ذلك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق