الأربعاء، 20 ديسمبر 2017


تاريخ الخليج: الملخص السياسي في حكم مشيخة أبوظبي




بُعثت أبوظبي الى الحياة عام 1761 مع اكتشاف آبار المياه فبني حولها 20 بيتاً ونيف. سكنتها قبائل البو فلاح وهي التشكيل الإجتماعي الأقوى في تحالف بني ياس، التحالف القبلي الجديد والناهض على أنقاض قوى إقليمية بدأت رحلة الضعف والإنهيار. ولادة أبو ظبي كانت اعلان وفاة الظفرة العاصمة الأولى لتحالف بني ياس.

لم يكن للصاعدين الجدد على ساحل القراصنة (تسمية كان البريطانيون يطلقونها على ساحل الخليج) خبرة بأمواج البحر. وعليه، كان القواسم في الشارقة ورأس الخيمة عدو البحر، فيما تموضع سلطان عُمان وآل سعود ومشيخة قطر كأعداء البر.

الشيخ ذياب بن عيسى (1761 – 1793)

كانت أولى تسميات المشيخة في إمارة أبو ظبي من نصيب الشيخ ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان. وقُتل الشيخ ذياب العام 1793 على يد ابن عمه هزاع بن زايد بعد صراع على المشيخة الوليدة.

الشيخ شخبوط بن ذياب (1793 – 1816)

بعد مقتل الشيخ ذياب انتقم الشيخ شخبوط بن ذياب لمقتل أبيه بقتل 10 ممن شهدوا مقتل أبيه او شاركوا فيه بحسبما يذكره ج ج لوريمر في موسوعته التاريخية: “دليل الخليج”. إلا أن مصادر أخرى تشير إلى انقسام ال نهيان الى قسمين، قسم مع الشيخ شخبوط في الظفرة وقسم بقى في أبوظبي مع الشيخ هزاع بن زايد حتى العام 1795 إذ تمكن الشيخ شخبوط من إحكام سيطرته على الإمارة والقبيلة. وبقى الشيخ شخبوط بن ذياب شيخاً على أبو ظبي حتى الاطاحة به على يد إبنه محمد.

الشيخ محمد بن شخبوط (1816 – 1818)

فترة حكم متوترة بعد عزل محمد لأبيه الشيخ شخبوط، لكنه فترة حكم لم تطل حتى ظهور الشيخ طحنون بن شخبوط الذي أمسك بتلابيب المشيخة بعد طرد أخيه محمد الذي لجأ الى قطر بمساندة من آل خليفة. يذكر هذه الرواية الملازم هينيل في 1831 “مختارات بومباي المجلد 24 ص “464” لكن الملازم ماكلويد يذكر خلاف ذلك في مذكراته سنة 1823 إذ يؤكد أن طحنون قد وضع من قبل سلطان مسقط حوالي 1821 على الحكم مكان أبيه. ويؤكد لوريمر أن الإنتقال كان بعد 1820 ويسبب ذلك بان شخبوط هو من قام بتوقيع اتفاقية السلم البحري مع بريطانيا في 11 يناير 1820.

الشيخ طحنون بن شخبوط (1821 – 1833)

بدأ عهد الشيخ طحنون بمقاومة تمرد أخيه محمد الذي استعان بالقواسم في الصراع مع أخيه. كما شارك السطان سعيد بن سلطان حاكم عمان في حملة مشتركة لغزو البحرين.

وبعد ممانعة لسنوات، وافق الشيخ طحنون على مضض على السماح لأخويه خليفة بن شخبوط وسلطان بن شخبوط من القدوم الى أبو ظبي إذ كان يخشى من اغتياله طمعاً في الحكم. وهو ما حصل فعلاً. في العام 1833 سقط طحنون قتيلاً “بطلقات رصاص من أخيه خليفة وطعنة خنجر من أخيه سلطان!” (لوريمر / دليل الخليج).

الشيخ خليفة بن شخبوط (1833 – 1845)

تولى الشيخان خليفة وسلطان الحكم معاً بالتشارك، لكن رعان ما أصبح حسم الشيخ خليفة رئاسة المشيخة لصالحه وتوافق الأخوين على بناء علاقة تحالف استراتيجية مع ابناء سعود القوة الكبرى المتاخمة لدرء خطر القواسم على مشيختهما الصغيرة.

سرعان ما أتى الصيف بمؤامرة لقتل خليفة لكنها احبطت مبكراً، وكان رد الشيخ خليفة عنيفاً على محاولة الإنقلاب ومن شارك فيها ما دفع آل فلاسة الى الهجرة إلى دبي التي اصبحت منذ هذا التاريخ منافساً تجارياً لأبوظبي. أما القواسم ورغم تحالف أبو ظبي مع الجولة السعودية الثانية إلا أنها أغارت في على أبوظبي في خريف العام ذاته 1833 دون أن تحقق انتصارات حاسمة.

في عام 1935 ازدادت أعمال القرصنة للشيخ خليفة بن شخبوط كما يؤكد ذلك لوريمر ما جعل البريطانيين يجبرونه وسكان أبوظبي على دفع تعويضات كبيرة تسببت في هروب عدد كبير من المقيمين في المشيخة خصوصاً القبيسات الى العديد في قطر، التي مثلت محور صراعات كبيرة بين مشيخة آل ثاني ومشيخة آل نهيان.

لا مفر من القتل والإنتقام في أبوظبي، ففي يوليو العام 1845 قُتل كل من الشيخ خليفة واخوه سلطان على يد عيسى بن خالد الذي حاول السيطرة على المشيخة ليأتي ذياب بن عيسى (ابن عم الشيخ خليفة) ليقتل عيسى بن خالد. لم تنتهي الحكاية؛ فقد قتل خالد بن عيسى بن خالد ذياب. فوضى من القتل في مشيخة ابو ظبي انتهت بتولي سعيد بن طحنون الحكم في الإمارة.

الشيخ سعيد بن طحنون (1845- 1855)

بعد مذبحة العام 1845 استتب الأمر لسنوات في عهد الشيخ سعيد بن طحنون، ليأتي 1850 بتطورات جديدة، أصبح الشيخ سعيد مكروهاً بعد قراره قتل شقيقه. (لم أفلح في الوصول الى سبب ذلك) ووقف وجهاء أبوظبي الى جانب الشقيق المحكوم بالموت. وبناء على عهد وثيق من الشيخ سعيد طُلب من أخيه القدوم إلى أبوظبي ولقاء أخيه، لكن النهاية حكمت بالدم فقتل سعيد أخاه.

فوضى جديدة ودماء تسببت في خروج سعيد بن طحنون الى جزيرة قيس تحت السيطرة الإيرانية تاركاً المشيخة لأخيه الشيخ صقر وهو ما لم يرتضيه سكان أبو ظبي الذين بايعوا الشيخ زايد إبن الشيخ المغدور خليفة آل نهيان بالمشيخة.

الشيخ زايد بن خليفة (1855 – 1909)

لم يكن عهد الشيخ زايد كما ينتظر له فسرعان ما أعد الحاكم المعزول سعيد عدته في يوليو 1856 لمهاجمة أبوظبي. في البدء سجل سعيد انتصاره وسيطر على المدينة لكن الشيخ زايد استجمع قواه ليسترد السيطرة على المشيخة وليكون الحاكم السابق الشيخ سعيد أحد القتلى. الأكثر من ذلك، تم تغريم شيخ القواسم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي شريك الإعتداء 25 الف روبية هندية.

تحالف الشيخ زايد مع عمان عام 1870 وتمكن من رد السعوديين من واحة البريمي. حارب قطر العام 1880 وأصبحت أبوظبي في عهده قوة سياسية وعسكرية بارزة في ساحل الخليج.

الشيخ طحنون بن زايد (1909 – 1912)

وبعد وفاة الشيخ زايد بن خليفة عام 1909 شهدت أبوظبي أزمة بين أولاده. تولى المشيخة الشيخ طحنون بن زايد وقتل العام 1912 على يد أخيه الشيخ حمدان بن زايد.

الشيخ حمدان بن زايد (1912 – 1920)

أختير الشيخ حمدان بعد مقتل أخيه حاكماً لأبوظبي. بقى في الحكم 8 سنوات. وهو بالمناسبة جد الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم دبي حالياً من أمه لطيفة بنت حمدان. قتل الشيخ حمدان بن زايد وليس ثمة من معلومات واضحة حول ظروف مقتله.

الشيخ سلطان بن زايد (1920 – 1927)

أستلم مقاليد الحكم في المشيخة عقب مقتل الشيخ حمدان بن زايد بن خليفة آل نهيان. وأشتهر الشيخ سلطان بمعارضته للتوسع السعودي.

بطبيعة الحال، وكما جرت العادة، ثأر الشيخ صقر بن زايد آل نهيان من مقتل أخيه حمدان وفي 4 اغسطس 1926 أطلق الشيخ صقر النار على الشيخ سلطان وليرديه قتيلاً. لم يكن لأولاد الشيخ سلطان إلا أن يحتموا إلى الغريم القديم شيخ الشارقة.

الشيخ صقر بن زايد اّل نهيان (1927- 1928)

أستلم مقاليد الحكم في المشيخة بعد مقتل أخيه الشيخ سلطان بن زايد انتقاماً لمقتل أخيهم الثالث الشيخ حمدان. لم تنتهي حلقة القتل فقد ثأر الأخ الرابع الشيخ خليفة بن زايد لمقتل أخيه وقتل الحاكم الشيخ صقر ورحل أولاد الشيخ صقر إلى إمارة دبي (لا معلومات ما إذا كان أولاد صقر قد عادوا إلى أبوظبي لاحقاً).

الشيخ شخبوط بن سلطان بن زايد (1928 – 1966)

بعد مقتل صقر بن زايد على يد أخيه الشيخ خليفة، لم يستلم الأخير مقاليج الحكم بل جاء بإبن أخيه المغدور شخبوط بن سلطان وبايعه بالمشيخة. وبعد مذبحة الإخوة الأربعة تقول مروية لا مصدر لها، “أن أبناء الشيخ سلطان بن زايد تعاهدوا أمام امهم الشيخه (سلامه) بان لايتقاتلون على الحكم مثل مافعل اعمامهم” إلا أن ذلك لم يمنع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من الإطاحة بأخيه الشيخ شخبوط عن كرسي الحكم في 6 أغسطس 1966 لتكون بيروت منفاه السياسي ثم سمح بعودته ليستقر في مدينة العين حتى وفاته

الشيخ زايد بن سلطان (1966 – 2004)

سيرته متاحة وموثقة

الشيخ خليفة بن زايد (2004 – حتى الآن)

سيرته متاحة وموثقة

أغلب المعلومات الواردة في هذه التدوينة مستقاة من: ج ج لوريمر في موسوعته التاريخية: “دليل الخليج”
https://adelymarzooq.wordpress.com/2017/06/16/تاريخ-الخليج-الملخص-السياسي-في-حكم-مشي/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق