وإِذا أَرادَ الله نَشْرَ فَضيلةٍ *** .....................
قائل هذا البيت : أبو تمام حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج الشاعر المشهور :
لما ولي ابن أَبي دواد المظالم ، قال أبو تمام قصيدة مدحه فيها أَوّلها :
أَرأَيتَ أيّ سَوالِفٍ وخُدُودِ
عَنَّتْ لنا بين اللِّوَى فزَرُودِ
إلى أن قال :
وإِذا أَرادَ الله نَشْرَ فَضيلةٍ
طُويَتْ أَتاحَ لها لسانَ حَسُودِ
لولا اشْتِعالُ النار فيما جاوَرَتْ
ما كانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرفِ العود
انظر : وفيات الأعيان لابن خلكان (1/86)
بعد مئة عام على أضاليل الحملة الصليبية التي تحتل وما تزال المنطقة العربية منذ الحرب العالمية وسقوط الخلافة الإسلامية! المؤرخ السعودي د. فائز بن موسى البدراني الحربي يكشف المؤامرة الإنجليزية لاحتلال المدينة النبوية ومقاومة #فخري_باشا دفاعا عنها #معركة_الوعي #القدس #فلسطين
قائل هذا البيت : أبو تمام حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج الشاعر المشهور :
لما ولي ابن أَبي دواد المظالم ، قال أبو تمام قصيدة مدحه فيها أَوّلها :
أَرأَيتَ أيّ سَوالِفٍ وخُدُودِ
عَنَّتْ لنا بين اللِّوَى فزَرُودِ
إلى أن قال :
وإِذا أَرادَ الله نَشْرَ فَضيلةٍ
طُويَتْ أَتاحَ لها لسانَ حَسُودِ
لولا اشْتِعالُ النار فيما جاوَرَتْ
ما كانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرفِ العود
انظر : وفيات الأعيان لابن خلكان (1/86)
بعد مئة عام على أضاليل الحملة الصليبية التي تحتل وما تزال المنطقة العربية منذ الحرب العالمية وسقوط الخلافة الإسلامية! المؤرخ السعودي د. فائز بن موسى البدراني الحربي يكشف المؤامرة الإنجليزية لاحتلال المدينة النبوية ومقاومة #فخري_باشا دفاعا عنها #معركة_الوعي #القدس #فلسطين
pic.twitter.com/WmLRO9UqF4
================================
================================
فخر الدين باشا.. «النمر العثماني» الذي رفض تسليم مدينة الرسول للإنجليز
الجمعة 18-07-2014
| كتب: بسام رمضان |
فخر الدين باشا فخر الدين باشا تصوير : other
«لن نستسلم أبدًا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم» كانت الكلمات السابقة لآخر قائد عثماني حكم المدينة المنورة، ويدعى فخر الدين باشا، ورفض تسليمها للإنجليز في أعقاب معاهدة «موندروس» التي استسلمت الدولة العثمانية بموجبها لقوات الحلفاء في الحجاز
كانت شبه جزيرة العرب بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة خاضعة للخلافة العثمانية منذ 1517، حتى سقط الحكم العثماني بالحجاز بعد الثورة العربية، واستسلام، محافظ المدينة المنورة، اللواء فخر الدين باشا، للإنجليز.
فخر الدين باشا فخر الدين باشا تصوير : other
«لن نستسلم أبدًا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم» كانت الكلمات السابقة لآخر قائد عثماني حكم المدينة المنورة، ويدعى فخر الدين باشا، ورفض تسليمها للإنجليز في أعقاب معاهدة «موندروس» التي استسلمت الدولة العثمانية بموجبها لقوات الحلفاء في الحجاز
كانت شبه جزيرة العرب بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة خاضعة للخلافة العثمانية منذ 1517، حتى سقط الحكم العثماني بالحجاز بعد الثورة العربية، واستسلام، محافظ المدينة المنورة، اللواء فخر الدين باشا، للإنجليز.
وقال المؤرخ العراقي أورخان محمد على إن «خروج العثمانيين من المدينة شهد ملحمة إنسانية رسمت فيها أسمى العواطف الإنسانية لوحة رائعة ستبقى خالدة على مر التاريخ ولن يطويها النسيان، وملحمة عسكرية تحدت أصعب الظروف وأقسى الشروط، وكان بطلها اللواء فخر الدين باشا».
وتابع «أورخان»، في مقال له على موقع «التاريخ»، أن «فخر الدين اشتد بحبه الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم، ويطلق عليه (نمر الصحراء) أو (النمر التركي)، كان قائد الفيلق في الجيش العثماني الرابع في الموصل برتبة عميد عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى في 1914م، ثم رقي إلى رتبة لواء، واستدعي عام 1916م إلى الحجاز للدفاع عن المدينة المنورة عندما بدت تلوح في الأفق نذر نجاح الإنجليز في إثارة حركة مسلحة ضد الدولة العثمانية».
تولى فخر الدين باشا منصب محافظ المدينة المنورة قبل بداية عصيان الشريف حسين بفترة وجيزة فأرسله جمال باشا، قائد الجيش الرابع إلى المدينة، في 28 مايو 1916، واستهل الشريف حسين ثورته بتخريب الخط الحديدي الحجازي وخطوط التلغراف بالقرب من المدينة المنورة ثم هاجم المخافر فيها ليلتي 5 و6 يونيو ولكن الإجراءات الاحترازية التي اتخذها فخر الدين باشا نجحت في تشتيت شملهم وإبعادهم عن المدينة.
وبحسب المؤرخ التركي فريدون قاندمر، في كتابه «الدفاع عن المدينة: آخر العثمانيين في ظلال نبينا – صلى الله عليه وسلم»، استهل فخر الدين باشا حربه ضد العمليات المناوئة للدولة بهزيمة المتمردين القابعين في المواقع المعروفة ثم تم تعيينه قائدًا للقوة الحربية الحجازية التي تعززت بوحدات عسكرية جديدة، إلا أن المتمردين شنوا هجومًا في 9 يونيو بسبب سوء تدبير «غالب باشا» والي مكة أسفر عن دخولهم جدة في 16 يونيو، ثم مكة في 7 يوليو ثم الطائف في 22 سبتمبر فآلت بذلك جميع المراكز الكبيرة التي دافع عنها فخر الدين باشا إلى العصاة المتمردين، ولم تتمكن الحكومة العثمانية من إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة بسبب شدة وطيس معارك عمليات القنال.
ودافع فخر الدين باشا عن المدينة المنورة طيلة سنتين و7 أشهر رغم إمكاناته المحدودة، وأراد في البداية تشكيل خط أمان للمدينة وضواحيها فطهر من المتمردين كلًا من خليج عسر وبئر درويش وبئر الرحاء مما أدى إلى تكوين قطاع آمن حول المدينة طوله 100 كم في 29 أغسطس 1916م. وقد رغب «فخر الدين» في أن تمده الحكومة في استانبول بقوات مساندة لكن الحكومة أبلغته بأنها لا تستطيع تلبية رغبته.
وقال أورخان محمد: «انسحبت الجيوش العثمانية من الحجاز بعد سقوط الحجاز بيد الثوار، ولم تبق هناك سوى حامية فخر الدين باشا التي كانت تبلغ 15 ألفًا من الجنود مع بضعة مدافع، بقي فخر الدين باشا وحده وسط بحر من الصحراء ومن الأعداء.. أصبح أقرب جيش عثماني يبعد عنه 1300 كم، انقطعت عنه جميع الإمدادات، ومما زاد في عزلته قيام لورنس، الجاسوس الإنجليزي، وأعوانه من بدو بعض القبائل بنسف سكة حديد الحجاز في عدة مواضع، وأعمدة التلغراف، فأصبح معزولاً عن العالم وحيدًا ومحاصرًا من قبل أعداء يفوق عددهم عدد جنوده أضعافًا مضاعفة، ويقومون بالهجوم على المدينة ويطلبون منه الاستسلام؛ ولكنه كان يردهم على أعقابهم كل مرة».
وعندما قررت الحكومة العثمانية إخلاء قسم من المدينة المنورة، وأبلغوا فخر الدين باشا بهذا القرار، أرسل رسالة إلى أنور باشا، رئيس الحكومة، يتوسل فيها ويقول: «لماذا نخلي المدينة؟ أمن أجل أنهم فجّروا خط الحجاز؟ ألا تستطيعون إمدادي بفوج واحد فقط مع بطارية مدفعية؟ أمهلوني مدة فقد أستطيع التفاهم مع القبائل العربية، لن أنزل العلم الأحمر بيديّ من على حصن المدينة، وإن كنتم مخليها حقًا فأرسلوا قائدًا آخر مكاني»، وكان يردد «الدفاع عن المدينة المنورة قائم حتى يحل علينا القضاء الإلهي والرضا النبوي والإرادة السلطانية قرناء الشرف».
كما اقترح «فخر الدين باشا» عليها نقل 30 غرضًا هي الأمانات النبوية الشريفة إلى الآستانة خوفًا من تعرض المدينة المنورة لأعمال سلب ونهب فوافقت الحكومة على طلبه شريطة تحمله المسؤولية كاملة للأمر، فقام الباشا بإرسالها إلى استانبول نظير عمولة خاصة تحت حماية 2000 جندي.
ويسرد «أورخان محمد» تفاصيل تسليم المدينة للإنجليز والشريف حسين، قائلًا: «انتهت الحرب، وصدرت إلى (فخر الدين) الأوامر من قبل الحكومة العثمانية بالانسحاب من المدينة وتسليمها إلى قوات الحلفاء، ولكنه رفض تنفيذ أوامر قيادته وأوامر حكومته، أي أصبح عاصيًا لها، كانت الفقرة رقم 16 من معاهدة (موندروس) الاستسلاميَّة تنص صراحة على وجوب قيام جميع الوحدات العثمانية العسكرية الموجودة في الحجاز وسوريا واليمن والعراق بالاستسلام لأقرب قائد من قواد الحلفاء، واتصل به الإنجليز باللاسلكي من بارجة حربية في البحر الأحمر يخبرونه بضرورة الاستسلام بعد أن انتهت الحرب، وتم التوقيع على معاهدة الاستسلام، فكان جوابه الرفض».
كتب إليه الصدر الأعظم أحمد عزت باشا، وهو يبكي، رسالة يأمره بتسليم المدينة تطبيقًا للمعاهدة، وأرسل رسالته مع ضابط برتبة نقيب. ولكن فخر الدين باشا حبس هذا الضابط، وأرسل رسالة إلى الصدر الأعظم قال فيها: «إن مدينة رسول الله لا تشبه أي مدينة أخرى؛ لذا فلا تكفي أوامر الصدر الأعظم في هذا الشأن، بل عليه أن يستلم أمرًا من الخليفة نفسه».
وصدر أمر من الخليفة نفسه إلى فخر الدين باشا بتسليم المدينة، وأرسل الأمر السلطاني بواسطة وزير العدل، حيدر ملا، ولكن «فخر الدين» أرسل الجواب مع وزير العدل. قال في الجواب: «إن الخليفة يُعَدُّ الآن أسيرًا في يد الحلفاء؛ لذا فلا توجد له إرادة مستقلة، فهو يرفض تطبيق أوامره ويرفض الاستسلام».
ويقول «أروخان»: «وبدأ الطعام يقل في المدينة، كما شحت الأدوية، وتفشت الأمراض بين جنود الحامية، وجمع فخر الدين باشا ضباطه للاستشارة حول هذا الظرف العصيب، كان يريد أن يعرف ماذا يقترحون، ومعرفة مدى إصرارهم في الاستمرار في الدفاع عن المدينة، اجتمعوا في الصحن الشريف، في الروضة المطهرة في صلاة الظهر، أدى الجميع الصلاة في خشوع يتخلله بكاء صامت ونشيج، ثم ارتقى فخر الدين باشا المنبر وهو ملتف بالعلم العثماني وخطب في الضباط خطبة كانت قطرات دموعه أكثر من عدد كلماته، وبكى الضباط حتى علا نحيبهم، وقال: لن نستسلم أبدًا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم».
ويكمل: «نزل من المنبر فاحتضنه الضباط، هم يبكون، اقترب من القائد العثماني أحد سكان المدينة الأصليين واحتضنه وقبَّله وقال له: (أنت مدنيّ من الآن فصاعدًا.. أنت من أهل المدينة يا سيدي القائد)».
ويواصل: «عندما يئست القوات المحاصرة للمدينة من فخر الدين باشا زادوا اتصالهم مع ضباطه، كلمه ضباطه شارحين له الوضع المأساوي للحامية ولأهل المدينة، فوافق أخيرًا على قيام ضباطه بالتفاوض على شروط وبنود الاستسلام، وعلى رأس بنود الاتفاقية بند يقول: (سيحل فخر الدين باشا ضيفًا على قائد القوات السيارة الهاشمية في ظرف 24 ساعة)، وأنه تم تهيئة خيمة كبيرة لاستراحته، وفي المدينة كانت ترتيبات الرحيل تجري على قدم وساق، وكانت سيارة القائد فخر الدين مهيأة وقد نقلت إليها أغراض القائد، بقي الضباط في انتظار خروجه، ولكن الساعات مضت ولم يخرج إليهم، بل جاء أمر منه بتخليه السيارة من أغراضه الشخصية ونقلها إلى بناية صغيرة ملحقة بالمسجد النبوي، كان فخر الدين هيأ هذا المكان لنفسه، لم يكن يريد الابتعاد من عند مسجد رسول الله، وذهب إليه نائبه نجيب بك ومعه ضباط آخرون فوجدوه متهالكًا على فراش بسيط في تلك البناية، ولم يرد أن يخرج، بل قال لهم: اذهبوا أنتم أما أنا فسأبقى هنا».
ويستطرد «أورخان»: «احتار نائبه والضباط ولم يدروا كيف يتصرفون، تشاوروا فيما بينهم ثم قرروا أن يأخذوه قسرًا، اقتربوا من فراشه وأحاطوا به وحملوه قسرًا إلى الخيمة المعدة له وهم يبكون، كانوا يعرفون مدى حب قائدهم للرسول، ولماذا يعاند كل هذا العناد رافضًا الابتعاد من عند رسول الله، ولكنهم لم يكونوا يستطيعون ترك قائدهم هكذا وحيدًا هناك، وقد حدث هذا في يوم 10/1/1919، في اليوم الثاني اصطف الجنود العثمانيون صفوفًا أمام المسجد النبوي، وكان كل جندي يدخل ويزور ضريح رسول الله ويبكي ثم يخرج، وكذلك الضباط، ولم يبق أحد لم يسكب دموعًا حارة في لحظة الوداع المؤثرة هذه حتى سكان المدينة وقوات البدو بكوا من هذا المنظر».
ويتابع: «عندما نقل فخر الدين باشا إلى الخيمة المعدة له كان هناك الآلاف من قوات البدو يحيطون بالخيمة ويشتاقون إلى رؤية هذا البطل الذي أصبح أسطورة، وما أن ظهر حتى ارتجت الصحراء بنداء: (فخر الدين باشا.. فخر الدين باشا!)، لم يكن هناك من لم تبهره بطولته وحبه لرسول الله، وفي 13/1/1919م دخلت قوات البدو حسب الاتفاقية إلى المدينة، واستسلمت الحامية العثمانية في المدينة المنورة بعد 72 يومًا من توقيع معاهدة موندروس».========
فخري باشا وملحمة الدفاع عن المدينة المنورة
https://www.youtube.com/watch?v=mFT3_9aj4FU
فخري باشا والدفاع عن المدينة المنورة
https://www.youtube.com/watch?v=KCVdHzr0coc
فخري باشا والدفاع عن المدينة المنورة الدولة العثمانية
https://www.youtube.com/watch?v=YdrB56x6y0Q
فخري باشا والدفاع عن المدينة المنورة
خلال الحرب العالمية الأولى قام الجنود العثمانيين الذين يشكلون الحامية العثمانية في الحجاز بمواجهة الانجليز حيث أبدى العثمانيون مقاومة قل نظيرها بزعامة قوموتان الجيش العثماني فخري باشا الذي حمى المدينة ودافع عنها
تحالفت القبائل العربية مع الانجليز لمواجهة الإمبراطورية العثمانية حيث وعدوهم بانشاء دولة عربية لهم فلم يتاخر العرب للحرب الى جانب الانجليز
وبالفعل تحركت جيوش التمرد على الدولة العثمانية تحت شعار ما يسمى الثورة العربية وهاجمت المدينة المنورة من جميع الجهات، وعلى الرغم من كل تلك الاستعدادات والكثافة العددية فقد تصدى فخري وجنوده ببسالة وقاتل بكل ضراوة مما أدى إلى تراجع الجيوش المهاجمة عدة مرات.
وهنا تدخل الإنجليز بقوة، فتولى العميل اليهودي الإنجليزي الضابط لورانس الإشراف على القوات الشريفية او باصح تعبير الزنديقية مباشرة، فأعادت الهجوم بصورة أكثر تخطيطاً وتسليحاً ودعماً أوربياً
لكن فخري الدين باشا نمر الصحراء بدأ يستعد للحرب والحفاظ على المكانات المقدسة في مدينة الرسول والصور التي نراها ترينا جيدا كيف كان يبعث الهمم في جنود جيشه
اشتد غضب النمر حين باشر الكلب ابن الكلب لورنس لورنس الهجوم على مدينة
حاصر العرب المدينة فاظطر فخري وجنوده اكل الجراد
طلب من فخري باشا الحضور الى استانبول المحاصرة فابى وقام بزيارة والروضة المطهرة و قبر الرسول ووعده بعدم التخلي عن المدينة
في (رجب 1336هـ) تم تخريب سكة القطار في محطة المحيط شمال المدينة بزرع 11 قنبلة. وتوقف القطار بين الشام والمدينة إلى الأبد. وأدرك القائد وجنوده أنه لا أمل في وصول إمدادات، وأن عليهم الاعتماد على الله، ثم أنفسهم.
في صباح يوم الجمعة 9 يناير 1919م (17-4-1337هـ) استقل الباشا السيارة وذهب إلى المسجد النبوي وقام بالزيارة الأخيرة.. وبعدها توجه إلى بئر درويش، وسلم نفسه، ثم غادرها منفياً إلى مصر، لتنتهي بطولة عظيمة لقائد مسلم شوهتها الدعاية الاستعمارية الظالمة، وغيبتها شعارات القومية العربية الفارغة، عن العقل العربي المعاصر!.
1948 دفن في رومللي حصار . رحمه الله واسكنه فسيح جناته الفاتحه
==============
=======
عمر فخر الدين باشا.. من أشهر رجال الدولة العثمانية
نشر بتاريخ 19 سبتمبر 2015
ترك برس
كان "عمر فخر الدين باشا"، والذي لقبه القائد الإنكليزي توماس إدوارد لورانس بـ"النمر التركي" أو "نمر الصحراء"، من أشهر رجال الدولة في العهد العثماني بالمدينة المنورة خلال الأعوام ما بين 1916-1919.
وُلِد باشا في مدينة "روسجوك" العثمانية بعام 1868، وبسبب الحرب بين العثمانيين والروس المعروفة بـ"حرب 93" انتقل مع عائلته إلى إسطنبول، ودرس هناك في المدرسة الحربية وكان الأول فيها. وبعد تخرجه منها بدأ عمله برتبة نقيب وشارك في حرب البلقان.
وفي مطلع الحرب العالمية الأولى كان باشا قائد الفيلق في الجيش العثماني الرابع في الموصل، وفي عام 1915 عين وكيلا في الجيش العثماني الرابع كذلك.
وفي عام 1916 أرسله قائد الجيش العثماني الرابع جمال باشا إلى المدينة المنورة.
اشتُهِر القائد العثماني فخر الدين باشا هناك بدفاعه عن المدينة المنورة طوال سنتين و7 أشهر على الرغم من إمكانياته المحدودة أثناء العصيان العربي الذي قام به أمير مكة الشريف حسين بدعم من الإنكليز على الخلافة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى.
في أيام العصيان هاجر أهالي المدينة ممّن لا يريدون العصيان إلى المدن والبلدان الإسلامية الأخرى، وكان قطار سكة حديد الحجاز مهما جدا في انتقال المدنيين إلى المدن الآمنة، وهكذا خلت المدينة من السكان تماما ولم يبق فيها إلا الجُند.
وعلى الرغم من الأوامر من إسطنبول والضغط من الإنكليز حول تسليم المدينة المنورة وتركها رفض باشا الطلب ولم يتركها واستمر في المقاومة. ولكن بعد فترة اضطر باشا لبتسليم المدينة، وفي النتيجة هُزِم العثمانيون وانقسمت المملكة العربية السعودية بين البريطانيين والفرنسيين.
اعتُقِل فخر الدين باشا كأسير حرب من قبل الإنكليز، وأُرسِل إلى مالطا لمدة ثلاث سنوات، وبفضل الجهود من حكومة أنقرة نجا من مالطا في عام 1921.
وتم تعيينه لاحقًا في سفارة كابول من قبل البرلمان التركي، حيث لعب دورا هاما في تطوير العلاقات بين تركيا وأفغانستان. وتوفي في عام 1948 ودُفِن في مقبرة "اشييان" في منطقة "حصار روم الي" بإسطنبول.
https://www.turkpress.co/node/12740
=========
العثماني الأخير تحت ظلال القبة الخضراء
أحمد مير أوغلى نقلا ً عن كتاب فريدون قاندمر( الدفاع عن المدينة: آخر العثمانيين في ظلال نبينا – صلى الله عليه و سلم-، استانبول 1991م، ص 235)
أسطورة المدينة المنورة:
في يوم من الأيام.. كانت شبه جزيرة العرب بما فيها مكة المكرمة و المدينة المنورة جزءا ً من الدولة العثمانية منذ عام 1517م حينما أعلن الخطيبُ على المنبر السلطانَ سليما ً الأول -الذي تغلب على المماليك- حاكما ً لتلك البلاد و نعته على الأرجح بلقب " خادم الحرمين الشريفين". وقد كان سلاطين آل عثمان الذين استحقوا هذا اللقب و طبقوا فحواه بجدارة مذ ذاك و حتى زوال نفوذهم عن مكة و المدينة يخدمونهما بولع و تعلق كبيرين، و أعظم به خسارة انتهاء حكمهم لتلك الأراضي. و سنسعى في موضوعنا هذا لسرد قصة ضياع الأراضي المقدسة من أيدي العثمانيين بإيجاز.
خاضت ممثلة الإسلام قرونا ًَ بشرف- الدولة العثمانية- في أواخر سنيّها الحرب العالمية الأولى ثم خرجت منها مهزومة في النهاية، و لم يجد الجيش العثماني بدا ً من الاستسلام بموجب معاهدة موندروس (1918م)، و لكن بينما كان الجيش على جبهتي فلسطين و الحجاز يستسلم بأكمله أبى قائد القوات العثمانية في الحجاز " فخر الدين باشا" إلا المقاومة فلم يذعن لأوامر الآستانة بالاستسلام و قال بأنه لن يفرط بمرقد النبي – صلى الله عليه و سلم-. و رغم عدم تمكن الإنجليز بأي وسيلة من الاستيلاء على المدينة المنورة بشكل مباشر أو الزج بأي من جنودهم فيها إلا أنهم استولوا عليها عنوة بواسطة زعماء بعض القبائل العربية الذين اشتراهم بالأموال " لورنس العرب" الجاسوس الغني عن التعريف و بفضل شريف مكة آنذاك.
و هكذا لم يجد " فخر الدين باشا" الذابّ عن حياض الأراضي المقدسة مناصا ً من تسليم المدينة المنورة، و القبر النبوي الشريف، و تلك البلاد رغم نجاحه في صد الغزاة عنها أشهرا ً متحملا ً و جنوده وطأة الجوع و العطش.
الخدعة الإنجليزية التي فرقت الإخوة:
لم تكن ثورة العرب على الدولة العثمانية مردها طلب الاستقلال؛ لأن العرب حاربوا مع الترك جنبا ً إلى جنب في جميع الجبهات انطلاقا ً من " جاناق قلعة" و حتى نهاية الحرب العالمية الأولى بل كان ثمة عرب بين الشهداء في جبهة " آيدين" حاربوا ضد اليونان أثناء حرب الاستقلال، و زد على هذا أنه لم يُر عربي واحد في أي بلد عربي سواء في العراق أو سورية أو لبنان أو اليمن أو فلسطين يخرج على الدولة و يعلن عليها العصيان. لم يكن المتمرد و الثائر الوحيد سوى " الشريف حسين باشا" أمير مكة.
لقد كان حسين باشا أميرا ً على مكة برتبة حاكم لواء ( مير ميران)، و كان يقيم في استانبول و أفراد عائلته " حيدر باشا" و "جعفر باشا" حيث يتمتعون بالعضوية في مجلس الشورى العثماني و يتقاضون راتب الباشاوات. كان حسين باشا موضع شبهة لدى السلطان عبد الحميد الثاني فكان دوما ً يرفض بلطف طلبه في أن يصبح أميرا ً على مكة المكرمة حتى تأتى له ذلك في عهد أخيه السلطان محمد رشاد ثم استغل الإنجليز طموحه فجعلوه يصدقهم بأنه سيصبح ملكا ً على العرب بل إمبراطورا ً يجمع العرب كافة تحت لواءه، و وعدوه بتأمين ما يحتاج من مال و سلاح و ذخائر و طعام و عون و مدد و بإقامة دولة عربية مستقلة ذات حدود معينة حال انقلابه على الدولة العثمانية.
بدأ الاتصال مباشرة بين الشريف حسين و الإنجليز - وفق الوثائق المصرح بها لاحقا ً - في يوليو 1915م و طلب منهم نظير تعاونه معهم تمكينه من إقامة دولة مستقلة للعرب تمتد شمالا ً حتى إيران بما في ذلك مرسين و أضنة في الأناضول و شرقا ً حتى خليج البصرة ( الخليج العربي)، و جنوبا ً حتى سواحل المحيط الهندي و غربا ً حتى البحر الأحمر فالبحر الأبيض المتوسط حتى مرسين في الأناضول. استمرت الصفقة حتى أواسط عام 1916م حيث كان الشريف حسين يقوم بإلهاء الدولة العثمانية ثم أرسل إشعارا ً يعلم به السلطات العثمانية بتمرده ثم رفع لواء الثورة رسميا ً في 27 يونيو 1916م، جامعا ً حوله فيالق من البدو يعيشون حياة الترحال و السلب و النهب في صحارى الحجاز، و أصحاب جهل مدقع إلى أبعد الحدود لا يدرون عما يدور حولهم في جنبات العالم شيئا ً. أما أهل الحضر في مكة و المدينة جدة و الطائف فلم يشاركوا في هذه الثورة ولم يسع قائدها لاستمالتهم أساسا ً.
لقد نجحت هذه الثورة في سوق الجيوش العثمانية نحوها مما أحدث أثرا ً سلبيا ً في إدارة هذه الجيوش، و كان هذا عين ما يهدفه الإنجليز، و كانت النتيجة في النهاية وخيمة؛ فكما كانت ثورة اليمن سببا ً في خسارة الدولة العثمانية حرب البلقان وفقدانها إياه، كانت الثورة العربية سببا ً في خسارة الدولة حرب فلسطين فخرجت بلاد الشام بأكملها من ربقة الحكم العثماني.
كانت مكة في البداية:
تولى " فخر الدين باشا" منصب " محافظ المدينة المنورة " قبل بداية عصيان الشريف حسين بفترة وجيزة حيث أرسله " جمال باشا " قائد الجيش الرابع إلى المدينة في 28 مايو 1916م قريبا ً من وصول إشعار الشريف حسين للآستانة خطيا ً ببدء ثورته، فوصل " فخر الدين باشا " إليها في 31 مايو 1916م، و في بضعة أيام بلغت الرسالة جمال باشا، و في 3 يونيو 1916م استهل الشريف حسين ثورته بتخريب الخط الحديدي الحجازي و خطوط التلغراف بالقرب من المدينة المنورة ثم هاجم المخافر فيها ليلتي 5 و 6 يونيو و لكن الإجراءات الاحترازية التي اتخذها " فخر الدين باشا" نجحت في تشتيت شملهم و إبعادهم عن المدينة.
استهل " فخر الدين باشا" حربه ضد العمليات المناوئة للدولة بهزيمة المتمردين القابعين في المواقع المعروفة ثم تم تعيينه قائدا ً للقوة الحربية الحجازية التي تعززت بوحدات عسكرية جديدة، إلا أن المتمردين شنوا هجوما ً في 9 يونيو بسبب سوء تدبير " غالب باشا" والي مكة أسفر عن دخولهم جدة في 16 يونيو، ثم مكة في 7 يوليو ثم الطائف في 22 سبتمبر فآلت بذلك جميع المراكز الكبيرة التي دافع عنها فخر الدين باشا إلى العصاة المتمردين، و لم تتمكن الحكومة العثمانية من إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة بسبب شدة وطيس معارك عمليات القنال.
مقاومة باسلة طيلة سنتين و سبع أشهر:
لقد دافع " فخر الدين باشا" عن المدينة المنورة طيلة سنتين و 7 أشهر رغم إمكاناته المحدودة، و أراد في البداية تشكيل خط أمان للمدينة و ضواحيها فطهر من المتمردين كلا ً من " خليج عسر" (1) و " بئر درويش" و " بئر الرحاء" مما أدى إلى تكوين قطاع آمن حول المدينة طوله 100 كم في 29 أغسطس 1916م. و قد رغب " فخر الدين باشا" في أن تمده الحكومة في استانبول بقوات مساندة لكن الحكومة أبلغته بأنها لا تستطيع تلبية رغبته.
حين قررت الحكومة العثمانية إخلاء قسم من المدينة المنورة اقترح " فخر الدين باشا" عليها نقل 30 غرضا ً هي الأمانات النبوية الشريفة إلى الآستانة خوفا ً من تعرض المدينة المنورة لأعمال سلب و نهب فوافقت الحكومة على طلبه شريطة تحمله المسؤولية كاملة لهذا الأمر، فقام الباشا بإرسالها إلى استانبول نظير عمولة خاصة تحت حماية 2000 جندي.
رضخ الأعراب القاطنون في الصحراء الفاصلة بين الحجاز و بلاد الشام، و الذين يعيشون على السلب و النهب لحيل الشريف حسين و أموال الإنجليز بتقوية الدفاعات حول خط سكة الحديد الرابط بين بلاد الشام والمدينة، ثم أمر الجاسوس الشهير " لورنس" بزرع المتفجرات على امتداد الخط الحديدي، و بمرور الأيام صارت المدينة المنورة معزولة في وسط الصحراء عن المحيط الخارجي فتقرر إخلائها فقام الشريف حيدر باشا أمير مكة و أسرته بمغادرتها فتبعه 3-4 آلاف شخص من الأهالي.
طالما استمر التوفيق الإلهي و الرضا النبوي و الإرادة السلطانية:
استمر " فخر الدين باشا" بالدفاع عن المدينة المنورة و الطرق الصحراوية رغم قلة قواته، لكن الأعداء حاصروها بعدما استولوا على محطة " المدوّرة"- إحدى محطات الخط الحديدي الحجازي- القريبة من المدينة المنورة، و بدأ الجوع و المرض يغزو الأهالي و العسكر بسبب عدم إمكانية تلقي المساعدات من أي جهة، و لكن فخر الدين باشا لم ييأس من المقاومة بل أنه قبل حصار حصن المدينة أبلغ الحكومة في استانبول ردا ً على طلبهم إخلاء المدينة بالكامل قائلا ً: " لن أنزل العلم الأحمر بيديّ من على حصن المدينة.. و إن كنتم مخليها حقا ً فأرسلوا قائدا ً آخر مكاني" و كان يردد " الدفاع عن المدينة المنورة قائم حتى يحل علينا القضاء الإلهي و الرضا النبوي و الإرادة السلطانية قرناء الشرف..
"، و أقسم أن يفدي الأماكن التي يذود عنها ولو طارت روحه في الهواء بدل تسليمها للأعراب و الإنجليز.
و بينما كان فخر الدين باشا و جنوده يحاربون الأعداء من جهة و الجوع من جهة أخرى أسفرت عملية القنال عن كارثة حيث سقطت فلسطين و أصبحت أقرب القوات العثمانية عن المدينة بعيدة مسافة 1300 كم عنها، و في تلك الأثناء انهزمت الدولة العثمانية و وقعت اتفاقية موندروس في 30 أكتوبر 1918م و بموجب المادة 16 توجب على فخر الدين باشا الاستسلام لكنه لم يفعل بل أبى إلا الصمود. كان أهل المدينة على غير علم بهذه الاتفاقية لانقطاع الأخبار عنهم بسبب الحصار، بينما كان الباشا يتابع أحدث التطورات عن طريق اللا سلكي، و قد قامت إحدى الغواصات الإنجليزية في البحر الأحمر بإبلاغه بشروط المعاهدة لكنها لم تتلق منه أي جواب، و قد أرسلت استانبول ضابطا ً كبيرا ً إليه لنفس الغرض لكنه أمر بحبسه.
لم يرضخ " فخر الدين باشا" لمطالب القوات الإنجليزية و العربية التي تحاصر المدينة المنورة بالاستسلام، ثم أرسلت الحكومة العثمانية- تحت ضغط الإنجليز- ناظر العدلية حيدر ملا ّ إلى المدينة و معه رسالة تحمل توقيع السلطان فيها أمر للمقاومين بالاستسلام فلم يذعن " فخر الدين باشا" لهذا الأمر كذلك؛ و أبقى المقاومة قائمة بالرغم من مرض معظم الجنود و نفاد مخزون الذخيرة و الأدوية و الملابس، لكن في النهاية نزل " فخر الدين باشا" على إلحاح ضباطه و أعلن استسلامه في يناير 1919م. و هكذا طويت آخر صفحات الحكم العثماني أو بالأحرى " خدمة العثمانيين" للأراضي المقدسة بعد أن ختمت بنهاية حزينة.
ماذا جرى لأحلام الشريف حسين:
نصّب الشريف حسين نفسه أميرا ً على مكة بعدما غادر العثمانيون الحجاز، لكن الحظ لم يحالفه بعد ذلك لأنه دفع ثمن إجلائهم على يد عبد العزيز بن سعود؛ فقد سحب بساط الحكم من تحت قدميه لحساب ابنه علي نزولا ً على اقتراحات من حوله، و حينما لم يُجْدِ ذلك اضطر للصراع مع ابن سعود فلم يفلح كذلك ثم لاذ بالفرار إلى قبرص مع ابنه علي حيث مكث هناك حتى وفاته و دفن فيها.
أدرك عبدالله بن الحسين المعين من قِبَل أبيه أميرا ً على المدينة أنه لن يصمد في وجه آل سعود فهرب إلى عمّان حيث وضع أسس " المملكة الأردنية" بحماية الإنجليز، و حينما أراد أن يثور عليهم بغية الاستقلال عنهم قتلوه. تولى طلال بن عبدالله بن الحسين مقاليد الحكم في الأردن إلا أنه فقد عرشه بسبب اضطراب عقلي أصابه فلجأ إلى استانبول للعلاج فحل محله ابنه الحسين. و بوفاة الأخير تولى ابنه " عبدالله" مقاليد الأمور إلى الآن كما هو معروف.
أما فيصل الابن الثاني للشريف حسين فكان ينوي أن يصبح ملكا ً على سورية لكن الفرنسيين حالوا بينه و بين ذلك ثم جلبه الإنجليز إلى بغداد و نصّبوه ملكا ً على العراق، و بعدما تلقى الشعب العراقي عدة نكبات سبّبتها الحكومات الملكية قامت جموعه الثائرة بالقضاء على أفراد عائلته جميعا ً.
و بذلك تبخرت أحلام الشريف حسين شيئا ً فشيئا ً و لم يبق من الإمبراطورية الإسلامية التي داعبت خياله سوى دويلة صغيرة هي مملكة الأردن.
إن السبب في عدم استطاعة الشريف حسين السيطرة على العرب يكمن في عدم تمكنه من كسب دعمهم لأن مصدر دعمه الوحيد هم الأعراب الفقراء الذين وقفوا في صفه بفضل ذهب الإنجليز، و لم تشارك في الثورة مكة أو المدينة أو الطائف و زد عليها عمّان و الكرك و السلط و درعا، و لم تتجاوز أعداد الثوّار في دمشق ثلاثين أو أربعين شخصا ً، وفي بغداد لم يرد أحد انتظار الاستقلال. و على الصعيد العثماني كانت الحكومة عاجزة مقيّدة بعد هزيمتها في فلسطين و فرار القائد الألماني ليمان فون ساندرس باشا من الجبهة بثياب النوم! وفي خضمّ هذه الأحداث استطاع آل سعود رغم ضعفهم بسط سيادتهم على الأماكن المقدسة بفضل تقويتهم قبيلتهم داخليا ً.
كيف ودّع العثمانيون المدينة المنوّرة:
لم يكن ينتظرأفراد الجيش التركي المقاوم الذين أصيبوا جميعهم أثناء الحصار حيث أجسادهم امتلأت بآثار الطلقات و الإصابات، و بعضهم فقد ذراعه أو ساقه، سوى التسلل بلا حول و لا قوة بمعاونة بعضهم بعضا ً إلى الحرم الشريف للمرة الأخيرة و الدعاء بخشوع عند الروضة المطهرة. بل إن بعض العرب الذين كايدوا الأتراك بفعل ملايين الإنجليز لم يستطيعوا حبس دموعهم وهم يشاهدون هذا المنظر، كما كان العرب الأهالي الذين صمدوا و تعرضوا معنا لجميع الأخطار، و عانوا من وطأة الجوع أثناء الحصار قد أشاع خروج الجيش التركي من المدينة بينهم أجواء المآتم فبكوا بحرقة و مرارة، و إن القلم ليعجز عن وصف حال من شاهدوا آغاوات الحرم الذين خدموا في رحاب الحرم الشريف على مدى سنين – وأنا واحد من المشاهدين- يعانقون الجنود الأتراك تخنقهم العبرات و تسمع لهم أحر الزفرات.
هكذا افترق العثمانيون عن المدينة، و الواقع أن بعض الجنود الجرحى و المصابين مكثوا في المدينة لتلقي العلاج في مستشفياتنا و لكن الرحيل كان بالنسبة لهم واقعا ً حزينا ً جعلهم يعلمون أنهم مغادرون بلا عودة عاجلا ً أم آجلا ً.
و بعد رحيلهم لم يكد يبق للأتراك في المدينة سوى أضرحة الشهداء.. الشهداء الذين وهبوا أرواحهم للموت فداء للمدينة المقدسة و الحرم الشريف و هم يذودون عنهما أمام الثوار المتمردين الذين أيقظ " لورنس" في نفوسهم نزعة التمرد و الانقلاب
==========
و هذه رؤية اخرى لما حدث بالمدينة: بعد سقوط الحامية العثمانية في المدينة وشى الشريف حسين للبريطانيين كذبا بان منافسه في حب بريطانيا عبد العزيز آل سعود ساعد في تموين الحامية المحاصرة مما مكنها من الصمود فقام مبعوثو مكتب الانتداب البريطاني في القاهرة بالتحقيقي في تلك الادعاءات و خلصوا الى عدم وجود دليل عليها بشهادة المندوب البريطاني في الرياض الحاج جون فيلبي الذي قرر ان عبد العزيز كان يطلعه على جميع رسائل استنجاد فخري باشا قائد الحامية به و طلبه للسماح بعبور المؤن من نجد اولا باول. فضلا عن ذلك وشى عبد العزيز بدوره بسالم المبارك الصباح و ادلى بما مفاده ان الصباح ساعد في تهريب مؤن من الكويت الى بادية الشام و شمال الحجاز عبر اراضي شمر. في محضر استجواب اللوتنانت كولونيل باسيت البريطاني لفخري باشا( عمر فخر الدين) قائد الحامية العثمانية المهزومة في المدينة المنورة قال فخري باشا انه حاول فيما كان يحارب شريف الحجاز ان يجلب امدادات غذائية و دواب من القصيم و اطراف شمر و لكن ابن سعود كان يصادر الاموال المرسلة و صادر اباعر اشتراها قائد الحامية المحاصرة من نجد. و لما اشتد الحصار على حامية المدينة ارسل فخري باشا يناشد عبد العزيز ابن سعود بالاسلام ان يسمح بمرور مائتي بعير محملة بالحبوب اشتراها لنجدة الحامية التي حاصرتها قوات الشريف بقيادة ضباط انكليز قبل ان تسقط في يد النصارى و لكن عبد العزيز رفض و قطع الطريق على محاولات الحامية للتمون حتى استسلمت الحامية التي انقلب كثير ممن بقى من ضباطها على قائدها الباشا بعد مفاوضات مع الكابتن غارلاند و بعد ان اكل الجنود الجراد و الحيوانات النافقة التي كانت تقتات بالرمال في آخر ايامها . لم تكن تلك اول مرة يقوم فيها عبد العزيز بذلك فقد سبق له قبلها بسنوات ان احبط جهود العثمانيين بسيناء لشراء ابل تحتاجها حملة تحرير مصر من تجار الابل بنجد و القصيم بعد دفع ثمنها و ابلغ بريطانيا بما يقوم به من جهود في افساد تلك الصفقات علها تكافاه نظير عمله مع انه وقتها لم يكن قد ناصب الدولة العثمانية العداء صراحة و لا ابرز اتفاقية خضوعه لبريطانيا للعلن.ليس ذلك فحسب بل ان فخري باشا الذي كان يعلم حقيقة امر ابن سعود سمح بغرض تهدئة جنوده المحاصرين على شفا الموت جوعا بترويج اخبار عن وجود طائفة مؤمنة ذات شوكة من اهل الدين في جيش ابن سعود تدعى ;الاخوان تبغض الشريف حسين و بريطانيا و ان تلك الطائفة لن تسمح بترك المدينة تسقط في يد عميل بريطاني.لم يكن عوام الجنود المحاصرين يعلمون ان تلك الطائفة هي مطية اخرى من مطايا بريطانيا و لكن فخري باشا تركهم يتعلقون بحبال الامل. يروى ان عمر فخر الدين باشا الذي رفض سحب قواته شمالا بعد سقوط فلسطين و دمشق و خروج الجيش العثماني من الشام صعد ذات جمعة على منبر المسجد النبوي بعد سنتين من الحصار و حول وجهه تلقاء قبر الرسول صلى الله عليه و سلم قائلا: ;يا رسول الله! لن اخذلك. ; و ذكر انه راى الرسول صلى الله عليه و سلم في رؤياه مما زاده اصرارا على عدم الاستسلام مع ان قواته كانت قد صارت حامية منقطعة بلا ذخائر وسط بحر من قبائل العرب و سادتهم الانكليز.رفض الباشا كافة عروض الشريف حسين و العروض البريطانية للاستسلام حتى بعد استسلام الدولة العثمانية رسميا في خريف 1918 قائلا انه لا يسلم الا بناء على امر خطي من خليفة المسلمين. اعتبر الحلفاء هذا العصيان خرقا لشروط وقف اطلاق النار مع الدولة العثمانية و هددوا بتدمير قلاع الدردنيل التي تحمي مدخل اسطنبول في ظرف ثلاثة ايام ان لم يلقي فخري باشا سلاحه مما اضطر وزير الحربية العثماني الى ارسال اشارة تأمره بتسليم سيفه و لكنه أبى مشككا في صحة الامر فاصدر السلطان محمد الخامس المحاصر بواسطة القوات البريطانية في القسطنطينية امرا بعزله.انهكت المجاعة و وباء الانفلونزا ضباط و جنود الحامية فتسلل بعض الضباط الى خارج المدينة و فاوضوا على الاستسلام ثم دخلت مجموعة منهم الى حيث كان معتصما بالمسجد النبوي مهددا بتفجير الذخائر الحربية الموجودة به ان حاولوا اخراجه و يقال انهم تمالأوا عليه و هو نائم و اقتادوه لتوقيع عقد الاستسلام للشريف و الانكليز في بير درويش بعد ان كانت سفينة حربية بريطانية قد وصلت الى السويس حاملة وزير العدل العثماني ليسلم فخري باشا امرا خطيا مكتوبا من السلطان بتسليم المدينة.كانت حامية المدينة بقيادته آخر وحدات الجيش العثماني خارج الاناضول استسلاما حيث انزل العلم العثماني عن اسوار المدينة المنورة بعد سقوط اسطنبول بسبعين يوما. و في تعليق فخر الدين باشا على سلوك ابن سعود قال للكولونيل باسيت ;لا ادري ما هي المعاهدة التي حررت بينكم و بينه و لكنه اعاقني كثيرا، و لو سمح لي بالتمون من الشرق لكان وضع حاميتي اسهل كثيرا...هذه هي الحقيقة سيدي العقيد، لقد استطعتم ايقاع مسلمينا في حبائلكم بالنقود. ; تجلية الراية ص88 فخري باشا و الدفاع عن المدينة ، ص97،ناجي كاشف كجمان، ترجمة اديب عبد المنان.مجلة مركز بحوث و دراسات المدينة المنورة.
=============
فخري باشا في المدينة المنورة ... ظالم أم مظلوم؟
: الرياض - فطين عبيد
وصف الدكتور عائض الردادي القائد العثماني فخري باشا، الذي حاصر المدينة المنورة بين عامي 1916 – 1919 بـ«الظالم»، وذلك لارتكابه مجازر بحق أهل المدينة، إضافة إلى سياسة التجويع التي فرضها على سكان المدينة المنورة، لكن المحاضر سيستدرك في ما يخص حكمه على فخري باشا، وذلك بعد اطلاعه على كتب تؤرخ للمرحلة، منها «الدفاع عن المدينة المنورة» لناجي كجمان، و«مذكراتي عن الثورة العربية» لفايز الغصين و«العهود الثلاثة» لمحمد حسين زيدان.
وأوضح الردادي في محاضرة قدمها في مجلس الجاسر الثقافي السبت الماضي، بعنوان: «القائد العثماني فخري باشا ظالم أم مظلوم» وأدارها الدكتور سهيل الصابان، أنه كان من أشد الكارهين لفخري باشا، بسبب تهجيره سكان المدينة المنورة، أو ما يسمى بالتركية «سفر برلك»، إلا أنه بعد التعمق بالدراسة اكتشف أن فخري باشا مظلوم، «إذ لم يسلط الضوء على صموده على رأس جيشه داخل المدينة المنورة»، لافتاً إلى أن فخري باشا «أنشأ الفرقة الزراعية لتوفير الغذاء لجنوده، إضافة إلى تأسيسه مدرسة اللوازم لتدريب جنوده على فنون الحماية العسكرية، وكان مخلصاً لدولته حتى عندما صدرت الأوامر من الدولة العثمانية رفض الاستسلام وتنازل عن القيادة
لنائبه». وذكر الردادي أن القائد العثماني الرابع في الشام السفاح جمال باشا أرسل فخري باشا إلى المدينة المنورة للمحافظة على عثمانيتها، «الذي على رغم حصاره مع سكان المدينة المنورة ثلاثة أعوام تمكن من مهاجمة الإنكليز والحلفاء، الذين يحاصرون المدينة، حتى سقوط الخلافة العثمانية وصدور أوامر قيادته بالاستسلام»، مضيفاً أن فخري باشا عمل على إفراغ المدينة المنورة من أهلها، «إذ أرسل كثيرين منهم إلى إسطنبول والشام اختيارياً في البداية، ثم قسراً، حتى إن بعض أهالي المدينة المنورة حين عادوا إلى بيوتهم لم يعرفوها، ووجدوا آخرين يسكنونها، واشتهر فخري باشا بعبارته «عرب خيانات».
من جهته، أوضح الدكتور فايز الحربي أن الرواية المنتشرة في الكتب عن العثمانيين مصدرها الإنكليز، مشيراً إلى أن كثيراً من جرائم القتل التي قيل إن فخري باشا وجنوده نفذوها في المدينة المنورة «ثبت أنها غير صحيحة، ما يؤكد أن تاريخ المدينة المنورة لم يكتب بموضوعية حتى الآن».
في حين قال الدكتور محمد الأسمري في مداخلته إن فخري باشا وقادته «كانوا سفاحين وحاقدين على العرب، وما زالت مناطق عدة في السعودية تستذكر جرائمهم وبطشهم»!
=======
فخر الدين باشا الذي أثار أزمة بين أردوغان وبن زايد.. هذه قصته الحقيقية مع السعوديين
هاف بوست عربي
20/12/2017
تسبّبت تغريدة -وإن لم يكن وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، هو من كتبها بنفسه؛ بل أعاد نشرها- في أزمة بين أبوظبي وأنقرة، بعدما اتهم فيها وزير الخارجية الإماراتي، العثماني فخري الدين باشا الذي كان أميراً على المدينة المنورة ما بين عامي 1916-1919، بسرقة أموال أهل المدينة وخطفهم وإركابهم في قطارات إلى الشام وإسطنبول، إلى جانب سرقة مخطوطات نبوية شريفة.
2
فمن هو فخر الدين باشا الذي كان حديث الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت في اليومين الماضيين إثر هذه التغريدة؟
لسنتين و7 أشهر متواصلة، عاشت المدينة المنورة ما بين عامي 1916-1919 تحت إمرة فخر الدين باشا، الذي يعد آخر الأمراء العثمانيين على المدينة المنورة.
وأول ما نجده في محركات البحث باللغتين العربية والانكليزية، هو شهرة هذا الأمير بدفاعه عن المدينة واللقب الذي أطلقه عليه القائد الإنكليزي توماس إدوارد لورانس "النمر التركي" أو "نمر الصحراء".
3
وعند بحثنا أكثر في المراجع والمصادر التي استند بعضها إلى كتب تاريخية، فنجد قصة الكاملة لفخر الدين باشا، وما عاشته المدينة المنورة في تلك الفترة.
درس فخر الدين باشا في المدرسة الحربية بإسطنبول عام 1868، وعمل فور تخرجه برتبة نقيب، وشارك في حرب البلقان، عُيّن مطلع الحرب العالمية الأولى عام 1914 وكيلاً لقائد الجيش الرابع المرابط بسوريا.
وكان فخر الدين باشا، قائد فيلق بالجيش العثماني الرابع في الموصل برتبة عميد عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، ثم رُقِّي إلى رتبة لواء، واستُدعي عام 1916 إلى الحجاز؛ للدفاع عن المدينة المنورة عندما بدت تلوح في الأفق نذر نجاح الإنجليز في إثارة حركة مسلحة ضد الدولة العثمانية.
تولى منصب والي المدينة المنورة، فأرسله جمال باشا، قائد الجيش الرابع، إلى المدينة في 31 مايو/أيار 1916.
ويوم 3 يونيو/حزيران 1916، حوصرت المدينة من قِبل الشريف حسين، المدعوم من الإنكليز، حيث قاموا بتدمير الخط الحديدي الحجازي وخط التلغراف حول المدينة المنورة، ثم قاموا ليلتي 5 و6 يونيو/حزيران بمهاجمة مراكز الشرطة، إلا أن فخر الدين كان قد اتخذ جميع التدابير الاحترازية، مما أفشل مخططاتهم وأبعدهم عن المدينة، بحسب ما ذكرته صحيفة يني شفق التركية.
إخلاء المدينة المنورة
وبعد هذه الهجمات، أمرت الحكومة العثمانية في إسطنبول فخر الدين باشا بإخلاء المدينة المنورة، إلا أنه رفض، وقال إنه لن يُنزل العَلم التركي بيديه وطلب من الدولة أن تدعمه بفوج من الجنود.
واقترح على الدولة العثمانية نقل الأمانات المقدسة الشريفة إلى إسطنبول كتدبير وقائي من أي نهب وسلب قد تتعرض له المدينة المنورة.
ووافقت الدولة العثمانية على طلبه، وقامت بإرسال 30 غرضاً من الأمانات النبوية الشريفة، ورافقتها حراسة مكونة من 2000 جندي تركي.
4
واصل فخر الدين باشا الدفاع عن المدينة المنورة، رافضاً تسليمها للإنكليز، وظل يدافع عنها حتى توقيع معاهدة مودورس التي تقضي بالاستسلام، ولكنه أصرَّ على الاستمرار، إلا أن إصرار قواته وبسبب قلة الغذاء والعلاج والدعم لهم، جعله يستسلم في النهاية.
معاهدة مودورس
وكانت الفقرة رقم 16 من معاهدة مودورس تنص صراحةً على وجوب قيام جميع الوحدات العثمانية العسكرية الموجودة في الحجاز وسوريا واليمن والعراق بالاستسلام لأقرب قائد من قوات الحلفاء، واتصل به الإنجليز باللاسلكي من بارجة حربية في البحر الأحمر يخبرونه بضرورة الاستسلام بعد أن انتهت الحرب، وتم التوقيع على معاهدة الاستسلام، فكان جوابه الرفض، وفق تقرير للمؤرخ العراقي "أورخان محمد علي"، في موقع "التاريخ".
وفي 13 يناير/كانون الثاني 1919، دخلت قوات البدو حسب المعاهدة إلى المدينة، واستسلمت الحامية العثمانية في المدينة المنورة بعد 72 يوماً من توقيعها.
وبعد 400 عام من حكم وحماية الدولة العثمانية المدينة المنورة، وبدفاع فخر الدين باشا الذي استمر سنتين و7 أشهر- استسلمت القوات العثمانية فيها واعتُقل فخر الدين باشا وتم إرساله أولاً إلى مصر ثم إلى مالطا كسجين حرب.
وعندما خرج فخر الدين باشا من السجن، انتقل إلى أنقرة يوم 8 أبريل/نيسان 1921، حيث عيَّنه البرلمان في سفارة كابل 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1921.
و تقاعد من القوات المسلحة التركية عام 1936 برتبة لواء، وتُوفي بعدها بـ12 عاماً.
3
ما هي المقدسات الشريفة التي نقلها فخر الدين باشا إلى إسطنبول؟ وأين توجد الآن؟
توجد الآثار المقدسة التي نقلها فخر الدين باشا من المدينة المنورة إلى إسطنبول، في متحف قصر توب كابي، وهذه بعضها:
- القرآن الكريم الذي كُتب على جلد الغزال في عهد عثمان رضي الله عنه.
- 5 مخطوطات قديمة للقرآن الكريم إضافة إلى 4 أجزاء منه.
- 5 أغلفة للقرآن مطلية بالذهب ومزيَّنة بالأحجار الكريمة.
- لوحة عليها اسم النبي صلى الله عليه وسلم مزيَّنة بإطار فضي ومخمل أخضر وعليه أحجار من الألماس واللؤلؤ.
- لوحة من الذهب الخالص عليها ألماس كُتبت فيها الشهادتان .
- 7 مسابح من المرجان والأحجار.
- 2 من الكراسيّ التي يوضع عليها المصحف في أثناء القراءة مزينان بالفضة.
- شعار السلطان عبد العزيز المطرز والمزين بالذهب والألماس.
- 3 سيوف ثمينة.
- أعمال قيِّمة من مكتبة سلطان محمود وغيرها من المدينة المنورة.
========
شاهد هنا الوثائق البريطانية تؤكد صدمة فخري باشا من وجود ضباط بريطانيا وقوات للحلفاء لاستلام المدينة النبوية! #معركة_الوعي pic.twitter.com/bVqbR6ayCI
شاهد| الرئيس أردوغان يروي قصة القائد العثماني البطل "فخر الدين باشا" pic.twitter.com/ShAq7ikElC
أردوغان يرد على تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي: هؤلاء أجدادي.. فأين أجدادك
أيها_البائس؟
pic.twitter.com/BTe1BavxmK
فخري باشا.. بطولة طمستها دعاية الحلفاء!
======
فخري باشا والدفاع عن المدينة ، ملحمة ومأساة - ناجي كاشف كجمان
تولى فخر الدين باشا منصب محافظ المدينة المنورة قبل بداية عصيان الشريف حسين بفترة وجيزة فأرسله جمال باشا، قائد الجيش الرابع إلى المدينة، في 28 مايو 1916، واستهل الشريف حسين ثورته بتخريب الخط الحديدي الحجازي وخطوط التلغراف بالقرب من المدينة المنورة ثم هاجم المخافر فيها ليلتي 5 و6 يونيو ولكن الإجراءات الاحترازية التي اتخذها فخر الدين باشا نجحت في تشتيت شملهم وإبعادهم عن المدينة.
وبحسب المؤرخ التركي فريدون قاندمر، في كتابه «الدفاع عن المدينة: آخر العثمانيين في ظلال نبينا – صلى الله عليه وسلم»، استهل فخر الدين باشا حربه ضد العمليات المناوئة للدولة بهزيمة المتمردين القابعين في المواقع المعروفة ثم تم تعيينه قائدًا للقوة الحربية الحجازية التي تعززت بوحدات عسكرية جديدة، إلا أن المتمردين شنوا هجومًا في 9 يونيو بسبب سوء تدبير «غالب باشا» والي مكة أسفر عن دخولهم جدة في 16 يونيو، ثم مكة في 7 يوليو ثم الطائف في 22 سبتمبر فآلت بذلك جميع المراكز الكبيرة التي دافع عنها فخر الدين باشا إلى العصاة المتمردين، ولم تتمكن الحكومة العثمانية من إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة بسبب شدة وطيس معارك عمليات القنال.
ودافع فخر الدين باشا عن المدينة المنورة طيلة سنتين و7 أشهر رغم إمكاناته المحدودة، وأراد في البداية تشكيل خط أمان للمدينة وضواحيها فطهر من المتمردين كلًا من خليج عسر وبئر درويش وبئر الرحاء مما أدى إلى تكوين قطاع آمن حول المدينة طوله 100 كم في 29 أغسطس 1916م. وقد رغب «فخر الدين» في أن تمده الحكومة في استانبول بقوات مساندة لكن الحكومة أبلغته بأنها لا تستطيع تلبية رغبته.
وقال أورخان محمد: «انسحبت الجيوش العثمانية من الحجاز بعد سقوط الحجاز بيد الثوار، ولم تبق هناك سوى حامية فخر الدين باشا التي كانت تبلغ 15 ألفًا من الجنود مع بضعة مدافع، بقي فخر الدين باشا وحده وسط بحر من الصحراء ومن الأعداء.. أصبح أقرب جيش عثماني يبعد عنه 1300 كم، انقطعت عنه جميع الإمدادات، ومما زاد في عزلته قيام لورنس، الجاسوس الإنجليزي، وأعوانه من بدو بعض القبائل بنسف سكة حديد الحجاز في عدة مواضع، وأعمدة التلغراف، فأصبح معزولاً عن العالم وحيدًا ومحاصرًا من قبل أعداء يفوق عددهم عدد جنوده أضعافًا مضاعفة، ويقومون بالهجوم على المدينة ويطلبون منه الاستسلام؛ ولكنه كان يردهم على أعقابهم كل مرة».
وعندما قررت الحكومة العثمانية إخلاء قسم من المدينة المنورة، وأبلغوا فخر الدين باشا بهذا القرار، أرسل رسالة إلى أنور باشا، رئيس الحكومة، يتوسل فيها ويقول: «لماذا نخلي المدينة؟ أمن أجل أنهم فجّروا خط الحجاز؟ ألا تستطيعون إمدادي بفوج واحد فقط مع بطارية مدفعية؟ أمهلوني مدة فقد أستطيع التفاهم مع القبائل العربية، لن أنزل العلم الأحمر بيديّ من على حصن المدينة، وإن كنتم مخليها حقًا فأرسلوا قائدًا آخر مكاني»، وكان يردد «الدفاع عن المدينة المنورة قائم حتى يحل علينا القضاء الإلهي والرضا النبوي والإرادة السلطانية قرناء الشرف».
كما اقترح «فخر الدين باشا» عليها نقل 30 غرضًا هي الأمانات النبوية الشريفة إلى الآستانة خوفًا من تعرض المدينة المنورة لأعمال سلب ونهب فوافقت الحكومة على طلبه شريطة تحمله المسؤولية كاملة للأمر، فقام الباشا بإرسالها إلى استانبول نظير عمولة خاصة تحت حماية 2000 جندي.
ويسرد «أورخان محمد» تفاصيل تسليم المدينة للإنجليز والشريف حسين، قائلًا: «انتهت الحرب، وصدرت إلى (فخر الدين) الأوامر من قبل الحكومة العثمانية بالانسحاب من المدينة وتسليمها إلى قوات الحلفاء، ولكنه رفض تنفيذ أوامر قيادته وأوامر حكومته، أي أصبح عاصيًا لها، كانت الفقرة رقم 16 من معاهدة (موندروس) الاستسلاميَّة تنص صراحة على وجوب قيام جميع الوحدات العثمانية العسكرية الموجودة في الحجاز وسوريا واليمن والعراق بالاستسلام لأقرب قائد من قواد الحلفاء، واتصل به الإنجليز باللاسلكي من بارجة حربية في البحر الأحمر يخبرونه بضرورة الاستسلام بعد أن انتهت الحرب، وتم التوقيع على معاهدة الاستسلام، فكان جوابه الرفض».
كتب إليه الصدر الأعظم أحمد عزت باشا، وهو يبكي، رسالة يأمره بتسليم المدينة تطبيقًا للمعاهدة، وأرسل رسالته مع ضابط برتبة نقيب. ولكن فخر الدين باشا حبس هذا الضابط، وأرسل رسالة إلى الصدر الأعظم قال فيها: «إن مدينة رسول الله لا تشبه أي مدينة أخرى؛ لذا فلا تكفي أوامر الصدر الأعظم في هذا الشأن، بل عليه أن يستلم أمرًا من الخليفة نفسه».
وصدر أمر من الخليفة نفسه إلى فخر الدين باشا بتسليم المدينة، وأرسل الأمر السلطاني بواسطة وزير العدل، حيدر ملا، ولكن «فخر الدين» أرسل الجواب مع وزير العدل. قال في الجواب: «إن الخليفة يُعَدُّ الآن أسيرًا في يد الحلفاء؛ لذا فلا توجد له إرادة مستقلة، فهو يرفض تطبيق أوامره ويرفض الاستسلام».
ويقول «أروخان»: «وبدأ الطعام يقل في المدينة، كما شحت الأدوية، وتفشت الأمراض بين جنود الحامية، وجمع فخر الدين باشا ضباطه للاستشارة حول هذا الظرف العصيب، كان يريد أن يعرف ماذا يقترحون، ومعرفة مدى إصرارهم في الاستمرار في الدفاع عن المدينة، اجتمعوا في الصحن الشريف، في الروضة المطهرة في صلاة الظهر، أدى الجميع الصلاة في خشوع يتخلله بكاء صامت ونشيج، ثم ارتقى فخر الدين باشا المنبر وهو ملتف بالعلم العثماني وخطب في الضباط خطبة كانت قطرات دموعه أكثر من عدد كلماته، وبكى الضباط حتى علا نحيبهم، وقال: لن نستسلم أبدًا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم».
ويكمل: «نزل من المنبر فاحتضنه الضباط، هم يبكون، اقترب من القائد العثماني أحد سكان المدينة الأصليين واحتضنه وقبَّله وقال له: (أنت مدنيّ من الآن فصاعدًا.. أنت من أهل المدينة يا سيدي القائد)».
ويواصل: «عندما يئست القوات المحاصرة للمدينة من فخر الدين باشا زادوا اتصالهم مع ضباطه، كلمه ضباطه شارحين له الوضع المأساوي للحامية ولأهل المدينة، فوافق أخيرًا على قيام ضباطه بالتفاوض على شروط وبنود الاستسلام، وعلى رأس بنود الاتفاقية بند يقول: (سيحل فخر الدين باشا ضيفًا على قائد القوات السيارة الهاشمية في ظرف 24 ساعة)، وأنه تم تهيئة خيمة كبيرة لاستراحته، وفي المدينة كانت ترتيبات الرحيل تجري على قدم وساق، وكانت سيارة القائد فخر الدين مهيأة وقد نقلت إليها أغراض القائد، بقي الضباط في انتظار خروجه، ولكن الساعات مضت ولم يخرج إليهم، بل جاء أمر منه بتخليه السيارة من أغراضه الشخصية ونقلها إلى بناية صغيرة ملحقة بالمسجد النبوي، كان فخر الدين هيأ هذا المكان لنفسه، لم يكن يريد الابتعاد من عند مسجد رسول الله، وذهب إليه نائبه نجيب بك ومعه ضباط آخرون فوجدوه متهالكًا على فراش بسيط في تلك البناية، ولم يرد أن يخرج، بل قال لهم: اذهبوا أنتم أما أنا فسأبقى هنا».
ويستطرد «أورخان»: «احتار نائبه والضباط ولم يدروا كيف يتصرفون، تشاوروا فيما بينهم ثم قرروا أن يأخذوه قسرًا، اقتربوا من فراشه وأحاطوا به وحملوه قسرًا إلى الخيمة المعدة له وهم يبكون، كانوا يعرفون مدى حب قائدهم للرسول، ولماذا يعاند كل هذا العناد رافضًا الابتعاد من عند رسول الله، ولكنهم لم يكونوا يستطيعون ترك قائدهم هكذا وحيدًا هناك، وقد حدث هذا في يوم 10/1/1919، في اليوم الثاني اصطف الجنود العثمانيون صفوفًا أمام المسجد النبوي، وكان كل جندي يدخل ويزور ضريح رسول الله ويبكي ثم يخرج، وكذلك الضباط، ولم يبق أحد لم يسكب دموعًا حارة في لحظة الوداع المؤثرة هذه حتى سكان المدينة وقوات البدو بكوا من هذا المنظر».
ويتابع: «عندما نقل فخر الدين باشا إلى الخيمة المعدة له كان هناك الآلاف من قوات البدو يحيطون بالخيمة ويشتاقون إلى رؤية هذا البطل الذي أصبح أسطورة، وما أن ظهر حتى ارتجت الصحراء بنداء: (فخر الدين باشا.. فخر الدين باشا!)، لم يكن هناك من لم تبهره بطولته وحبه لرسول الله، وفي 13/1/1919م دخلت قوات البدو حسب الاتفاقية إلى المدينة، واستسلمت الحامية العثمانية في المدينة المنورة بعد 72 يومًا من توقيع معاهدة موندروس».========
فخري باشا وملحمة الدفاع عن المدينة المنورة
https://www.youtube.com/watch?v=mFT3_9aj4FU
فخري باشا والدفاع عن المدينة المنورة
https://www.youtube.com/watch?v=KCVdHzr0coc
فخري باشا والدفاع عن المدينة المنورة الدولة العثمانية
https://www.youtube.com/watch?v=YdrB56x6y0Q
فخري باشا والدفاع عن المدينة المنورة
خلال الحرب العالمية الأولى قام الجنود العثمانيين الذين يشكلون الحامية العثمانية في الحجاز بمواجهة الانجليز حيث أبدى العثمانيون مقاومة قل نظيرها بزعامة قوموتان الجيش العثماني فخري باشا الذي حمى المدينة ودافع عنها
تحالفت القبائل العربية مع الانجليز لمواجهة الإمبراطورية العثمانية حيث وعدوهم بانشاء دولة عربية لهم فلم يتاخر العرب للحرب الى جانب الانجليز
وبالفعل تحركت جيوش التمرد على الدولة العثمانية تحت شعار ما يسمى الثورة العربية وهاجمت المدينة المنورة من جميع الجهات، وعلى الرغم من كل تلك الاستعدادات والكثافة العددية فقد تصدى فخري وجنوده ببسالة وقاتل بكل ضراوة مما أدى إلى تراجع الجيوش المهاجمة عدة مرات.
وهنا تدخل الإنجليز بقوة، فتولى العميل اليهودي الإنجليزي الضابط لورانس الإشراف على القوات الشريفية او باصح تعبير الزنديقية مباشرة، فأعادت الهجوم بصورة أكثر تخطيطاً وتسليحاً ودعماً أوربياً
لكن فخري الدين باشا نمر الصحراء بدأ يستعد للحرب والحفاظ على المكانات المقدسة في مدينة الرسول والصور التي نراها ترينا جيدا كيف كان يبعث الهمم في جنود جيشه
اشتد غضب النمر حين باشر الكلب ابن الكلب لورنس لورنس الهجوم على مدينة
حاصر العرب المدينة فاظطر فخري وجنوده اكل الجراد
طلب من فخري باشا الحضور الى استانبول المحاصرة فابى وقام بزيارة والروضة المطهرة و قبر الرسول ووعده بعدم التخلي عن المدينة
في (رجب 1336هـ) تم تخريب سكة القطار في محطة المحيط شمال المدينة بزرع 11 قنبلة. وتوقف القطار بين الشام والمدينة إلى الأبد. وأدرك القائد وجنوده أنه لا أمل في وصول إمدادات، وأن عليهم الاعتماد على الله، ثم أنفسهم.
في صباح يوم الجمعة 9 يناير 1919م (17-4-1337هـ) استقل الباشا السيارة وذهب إلى المسجد النبوي وقام بالزيارة الأخيرة.. وبعدها توجه إلى بئر درويش، وسلم نفسه، ثم غادرها منفياً إلى مصر، لتنتهي بطولة عظيمة لقائد مسلم شوهتها الدعاية الاستعمارية الظالمة، وغيبتها شعارات القومية العربية الفارغة، عن العقل العربي المعاصر!.
1948 دفن في رومللي حصار . رحمه الله واسكنه فسيح جناته الفاتحه
==============
نشر بتاريخ 19 سبتمبر 2015
ترك برس
كان "عمر فخر الدين باشا"، والذي لقبه القائد الإنكليزي توماس إدوارد لورانس بـ"النمر التركي" أو "نمر الصحراء"، من أشهر رجال الدولة في العهد العثماني بالمدينة المنورة خلال الأعوام ما بين 1916-1919.
وُلِد باشا في مدينة "روسجوك" العثمانية بعام 1868، وبسبب الحرب بين العثمانيين والروس المعروفة بـ"حرب 93" انتقل مع عائلته إلى إسطنبول، ودرس هناك في المدرسة الحربية وكان الأول فيها. وبعد تخرجه منها بدأ عمله برتبة نقيب وشارك في حرب البلقان.
وفي مطلع الحرب العالمية الأولى كان باشا قائد الفيلق في الجيش العثماني الرابع في الموصل، وفي عام 1915 عين وكيلا في الجيش العثماني الرابع كذلك.
وفي عام 1916 أرسله قائد الجيش العثماني الرابع جمال باشا إلى المدينة المنورة.
اشتُهِر القائد العثماني فخر الدين باشا هناك بدفاعه عن المدينة المنورة طوال سنتين و7 أشهر على الرغم من إمكانياته المحدودة أثناء العصيان العربي الذي قام به أمير مكة الشريف حسين بدعم من الإنكليز على الخلافة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى.
في أيام العصيان هاجر أهالي المدينة ممّن لا يريدون العصيان إلى المدن والبلدان الإسلامية الأخرى، وكان قطار سكة حديد الحجاز مهما جدا في انتقال المدنيين إلى المدن الآمنة، وهكذا خلت المدينة من السكان تماما ولم يبق فيها إلا الجُند.
وعلى الرغم من الأوامر من إسطنبول والضغط من الإنكليز حول تسليم المدينة المنورة وتركها رفض باشا الطلب ولم يتركها واستمر في المقاومة. ولكن بعد فترة اضطر باشا لبتسليم المدينة، وفي النتيجة هُزِم العثمانيون وانقسمت المملكة العربية السعودية بين البريطانيين والفرنسيين.
اعتُقِل فخر الدين باشا كأسير حرب من قبل الإنكليز، وأُرسِل إلى مالطا لمدة ثلاث سنوات، وبفضل الجهود من حكومة أنقرة نجا من مالطا في عام 1921.
وتم تعيينه لاحقًا في سفارة كابول من قبل البرلمان التركي، حيث لعب دورا هاما في تطوير العلاقات بين تركيا وأفغانستان. وتوفي في عام 1948 ودُفِن في مقبرة "اشييان" في منطقة "حصار روم الي" بإسطنبول.
https://www.turkpress.co/node/12740
=========
العثماني الأخير تحت ظلال القبة الخضراء
أحمد مير أوغلى نقلا ً عن كتاب فريدون قاندمر( الدفاع عن المدينة: آخر العثمانيين في ظلال نبينا – صلى الله عليه و سلم-، استانبول 1991م، ص 235)
أسطورة المدينة المنورة:
في يوم من الأيام.. كانت شبه جزيرة العرب بما فيها مكة المكرمة و المدينة المنورة جزءا ً من الدولة العثمانية منذ عام 1517م حينما أعلن الخطيبُ على المنبر السلطانَ سليما ً الأول -الذي تغلب على المماليك- حاكما ً لتلك البلاد و نعته على الأرجح بلقب " خادم الحرمين الشريفين". وقد كان سلاطين آل عثمان الذين استحقوا هذا اللقب و طبقوا فحواه بجدارة مذ ذاك و حتى زوال نفوذهم عن مكة و المدينة يخدمونهما بولع و تعلق كبيرين، و أعظم به خسارة انتهاء حكمهم لتلك الأراضي. و سنسعى في موضوعنا هذا لسرد قصة ضياع الأراضي المقدسة من أيدي العثمانيين بإيجاز.
خاضت ممثلة الإسلام قرونا ًَ بشرف- الدولة العثمانية- في أواخر سنيّها الحرب العالمية الأولى ثم خرجت منها مهزومة في النهاية، و لم يجد الجيش العثماني بدا ً من الاستسلام بموجب معاهدة موندروس (1918م)، و لكن بينما كان الجيش على جبهتي فلسطين و الحجاز يستسلم بأكمله أبى قائد القوات العثمانية في الحجاز " فخر الدين باشا" إلا المقاومة فلم يذعن لأوامر الآستانة بالاستسلام و قال بأنه لن يفرط بمرقد النبي – صلى الله عليه و سلم-. و رغم عدم تمكن الإنجليز بأي وسيلة من الاستيلاء على المدينة المنورة بشكل مباشر أو الزج بأي من جنودهم فيها إلا أنهم استولوا عليها عنوة بواسطة زعماء بعض القبائل العربية الذين اشتراهم بالأموال " لورنس العرب" الجاسوس الغني عن التعريف و بفضل شريف مكة آنذاك.
و هكذا لم يجد " فخر الدين باشا" الذابّ عن حياض الأراضي المقدسة مناصا ً من تسليم المدينة المنورة، و القبر النبوي الشريف، و تلك البلاد رغم نجاحه في صد الغزاة عنها أشهرا ً متحملا ً و جنوده وطأة الجوع و العطش.
الخدعة الإنجليزية التي فرقت الإخوة:
لم تكن ثورة العرب على الدولة العثمانية مردها طلب الاستقلال؛ لأن العرب حاربوا مع الترك جنبا ً إلى جنب في جميع الجبهات انطلاقا ً من " جاناق قلعة" و حتى نهاية الحرب العالمية الأولى بل كان ثمة عرب بين الشهداء في جبهة " آيدين" حاربوا ضد اليونان أثناء حرب الاستقلال، و زد على هذا أنه لم يُر عربي واحد في أي بلد عربي سواء في العراق أو سورية أو لبنان أو اليمن أو فلسطين يخرج على الدولة و يعلن عليها العصيان. لم يكن المتمرد و الثائر الوحيد سوى " الشريف حسين باشا" أمير مكة.
لقد كان حسين باشا أميرا ً على مكة برتبة حاكم لواء ( مير ميران)، و كان يقيم في استانبول و أفراد عائلته " حيدر باشا" و "جعفر باشا" حيث يتمتعون بالعضوية في مجلس الشورى العثماني و يتقاضون راتب الباشاوات. كان حسين باشا موضع شبهة لدى السلطان عبد الحميد الثاني فكان دوما ً يرفض بلطف طلبه في أن يصبح أميرا ً على مكة المكرمة حتى تأتى له ذلك في عهد أخيه السلطان محمد رشاد ثم استغل الإنجليز طموحه فجعلوه يصدقهم بأنه سيصبح ملكا ً على العرب بل إمبراطورا ً يجمع العرب كافة تحت لواءه، و وعدوه بتأمين ما يحتاج من مال و سلاح و ذخائر و طعام و عون و مدد و بإقامة دولة عربية مستقلة ذات حدود معينة حال انقلابه على الدولة العثمانية.
بدأ الاتصال مباشرة بين الشريف حسين و الإنجليز - وفق الوثائق المصرح بها لاحقا ً - في يوليو 1915م و طلب منهم نظير تعاونه معهم تمكينه من إقامة دولة مستقلة للعرب تمتد شمالا ً حتى إيران بما في ذلك مرسين و أضنة في الأناضول و شرقا ً حتى خليج البصرة ( الخليج العربي)، و جنوبا ً حتى سواحل المحيط الهندي و غربا ً حتى البحر الأحمر فالبحر الأبيض المتوسط حتى مرسين في الأناضول. استمرت الصفقة حتى أواسط عام 1916م حيث كان الشريف حسين يقوم بإلهاء الدولة العثمانية ثم أرسل إشعارا ً يعلم به السلطات العثمانية بتمرده ثم رفع لواء الثورة رسميا ً في 27 يونيو 1916م، جامعا ً حوله فيالق من البدو يعيشون حياة الترحال و السلب و النهب في صحارى الحجاز، و أصحاب جهل مدقع إلى أبعد الحدود لا يدرون عما يدور حولهم في جنبات العالم شيئا ً. أما أهل الحضر في مكة و المدينة جدة و الطائف فلم يشاركوا في هذه الثورة ولم يسع قائدها لاستمالتهم أساسا ً.
لقد نجحت هذه الثورة في سوق الجيوش العثمانية نحوها مما أحدث أثرا ً سلبيا ً في إدارة هذه الجيوش، و كان هذا عين ما يهدفه الإنجليز، و كانت النتيجة في النهاية وخيمة؛ فكما كانت ثورة اليمن سببا ً في خسارة الدولة العثمانية حرب البلقان وفقدانها إياه، كانت الثورة العربية سببا ً في خسارة الدولة حرب فلسطين فخرجت بلاد الشام بأكملها من ربقة الحكم العثماني.
كانت مكة في البداية:
تولى " فخر الدين باشا" منصب " محافظ المدينة المنورة " قبل بداية عصيان الشريف حسين بفترة وجيزة حيث أرسله " جمال باشا " قائد الجيش الرابع إلى المدينة في 28 مايو 1916م قريبا ً من وصول إشعار الشريف حسين للآستانة خطيا ً ببدء ثورته، فوصل " فخر الدين باشا " إليها في 31 مايو 1916م، و في بضعة أيام بلغت الرسالة جمال باشا، و في 3 يونيو 1916م استهل الشريف حسين ثورته بتخريب الخط الحديدي الحجازي و خطوط التلغراف بالقرب من المدينة المنورة ثم هاجم المخافر فيها ليلتي 5 و 6 يونيو و لكن الإجراءات الاحترازية التي اتخذها " فخر الدين باشا" نجحت في تشتيت شملهم و إبعادهم عن المدينة.
استهل " فخر الدين باشا" حربه ضد العمليات المناوئة للدولة بهزيمة المتمردين القابعين في المواقع المعروفة ثم تم تعيينه قائدا ً للقوة الحربية الحجازية التي تعززت بوحدات عسكرية جديدة، إلا أن المتمردين شنوا هجوما ً في 9 يونيو بسبب سوء تدبير " غالب باشا" والي مكة أسفر عن دخولهم جدة في 16 يونيو، ثم مكة في 7 يوليو ثم الطائف في 22 سبتمبر فآلت بذلك جميع المراكز الكبيرة التي دافع عنها فخر الدين باشا إلى العصاة المتمردين، و لم تتمكن الحكومة العثمانية من إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة بسبب شدة وطيس معارك عمليات القنال.
مقاومة باسلة طيلة سنتين و سبع أشهر:
لقد دافع " فخر الدين باشا" عن المدينة المنورة طيلة سنتين و 7 أشهر رغم إمكاناته المحدودة، و أراد في البداية تشكيل خط أمان للمدينة و ضواحيها فطهر من المتمردين كلا ً من " خليج عسر" (1) و " بئر درويش" و " بئر الرحاء" مما أدى إلى تكوين قطاع آمن حول المدينة طوله 100 كم في 29 أغسطس 1916م. و قد رغب " فخر الدين باشا" في أن تمده الحكومة في استانبول بقوات مساندة لكن الحكومة أبلغته بأنها لا تستطيع تلبية رغبته.
حين قررت الحكومة العثمانية إخلاء قسم من المدينة المنورة اقترح " فخر الدين باشا" عليها نقل 30 غرضا ً هي الأمانات النبوية الشريفة إلى الآستانة خوفا ً من تعرض المدينة المنورة لأعمال سلب و نهب فوافقت الحكومة على طلبه شريطة تحمله المسؤولية كاملة لهذا الأمر، فقام الباشا بإرسالها إلى استانبول نظير عمولة خاصة تحت حماية 2000 جندي.
رضخ الأعراب القاطنون في الصحراء الفاصلة بين الحجاز و بلاد الشام، و الذين يعيشون على السلب و النهب لحيل الشريف حسين و أموال الإنجليز بتقوية الدفاعات حول خط سكة الحديد الرابط بين بلاد الشام والمدينة، ثم أمر الجاسوس الشهير " لورنس" بزرع المتفجرات على امتداد الخط الحديدي، و بمرور الأيام صارت المدينة المنورة معزولة في وسط الصحراء عن المحيط الخارجي فتقرر إخلائها فقام الشريف حيدر باشا أمير مكة و أسرته بمغادرتها فتبعه 3-4 آلاف شخص من الأهالي.
طالما استمر التوفيق الإلهي و الرضا النبوي و الإرادة السلطانية:
استمر " فخر الدين باشا" بالدفاع عن المدينة المنورة و الطرق الصحراوية رغم قلة قواته، لكن الأعداء حاصروها بعدما استولوا على محطة " المدوّرة"- إحدى محطات الخط الحديدي الحجازي- القريبة من المدينة المنورة، و بدأ الجوع و المرض يغزو الأهالي و العسكر بسبب عدم إمكانية تلقي المساعدات من أي جهة، و لكن فخر الدين باشا لم ييأس من المقاومة بل أنه قبل حصار حصن المدينة أبلغ الحكومة في استانبول ردا ً على طلبهم إخلاء المدينة بالكامل قائلا ً: " لن أنزل العلم الأحمر بيديّ من على حصن المدينة.. و إن كنتم مخليها حقا ً فأرسلوا قائدا ً آخر مكاني" و كان يردد " الدفاع عن المدينة المنورة قائم حتى يحل علينا القضاء الإلهي و الرضا النبوي و الإرادة السلطانية قرناء الشرف..
"، و أقسم أن يفدي الأماكن التي يذود عنها ولو طارت روحه في الهواء بدل تسليمها للأعراب و الإنجليز.
و بينما كان فخر الدين باشا و جنوده يحاربون الأعداء من جهة و الجوع من جهة أخرى أسفرت عملية القنال عن كارثة حيث سقطت فلسطين و أصبحت أقرب القوات العثمانية عن المدينة بعيدة مسافة 1300 كم عنها، و في تلك الأثناء انهزمت الدولة العثمانية و وقعت اتفاقية موندروس في 30 أكتوبر 1918م و بموجب المادة 16 توجب على فخر الدين باشا الاستسلام لكنه لم يفعل بل أبى إلا الصمود. كان أهل المدينة على غير علم بهذه الاتفاقية لانقطاع الأخبار عنهم بسبب الحصار، بينما كان الباشا يتابع أحدث التطورات عن طريق اللا سلكي، و قد قامت إحدى الغواصات الإنجليزية في البحر الأحمر بإبلاغه بشروط المعاهدة لكنها لم تتلق منه أي جواب، و قد أرسلت استانبول ضابطا ً كبيرا ً إليه لنفس الغرض لكنه أمر بحبسه.
لم يرضخ " فخر الدين باشا" لمطالب القوات الإنجليزية و العربية التي تحاصر المدينة المنورة بالاستسلام، ثم أرسلت الحكومة العثمانية- تحت ضغط الإنجليز- ناظر العدلية حيدر ملا ّ إلى المدينة و معه رسالة تحمل توقيع السلطان فيها أمر للمقاومين بالاستسلام فلم يذعن " فخر الدين باشا" لهذا الأمر كذلك؛ و أبقى المقاومة قائمة بالرغم من مرض معظم الجنود و نفاد مخزون الذخيرة و الأدوية و الملابس، لكن في النهاية نزل " فخر الدين باشا" على إلحاح ضباطه و أعلن استسلامه في يناير 1919م. و هكذا طويت آخر صفحات الحكم العثماني أو بالأحرى " خدمة العثمانيين" للأراضي المقدسة بعد أن ختمت بنهاية حزينة.
ماذا جرى لأحلام الشريف حسين:
نصّب الشريف حسين نفسه أميرا ً على مكة بعدما غادر العثمانيون الحجاز، لكن الحظ لم يحالفه بعد ذلك لأنه دفع ثمن إجلائهم على يد عبد العزيز بن سعود؛ فقد سحب بساط الحكم من تحت قدميه لحساب ابنه علي نزولا ً على اقتراحات من حوله، و حينما لم يُجْدِ ذلك اضطر للصراع مع ابن سعود فلم يفلح كذلك ثم لاذ بالفرار إلى قبرص مع ابنه علي حيث مكث هناك حتى وفاته و دفن فيها.
أدرك عبدالله بن الحسين المعين من قِبَل أبيه أميرا ً على المدينة أنه لن يصمد في وجه آل سعود فهرب إلى عمّان حيث وضع أسس " المملكة الأردنية" بحماية الإنجليز، و حينما أراد أن يثور عليهم بغية الاستقلال عنهم قتلوه. تولى طلال بن عبدالله بن الحسين مقاليد الحكم في الأردن إلا أنه فقد عرشه بسبب اضطراب عقلي أصابه فلجأ إلى استانبول للعلاج فحل محله ابنه الحسين. و بوفاة الأخير تولى ابنه " عبدالله" مقاليد الأمور إلى الآن كما هو معروف.
أما فيصل الابن الثاني للشريف حسين فكان ينوي أن يصبح ملكا ً على سورية لكن الفرنسيين حالوا بينه و بين ذلك ثم جلبه الإنجليز إلى بغداد و نصّبوه ملكا ً على العراق، و بعدما تلقى الشعب العراقي عدة نكبات سبّبتها الحكومات الملكية قامت جموعه الثائرة بالقضاء على أفراد عائلته جميعا ً.
و بذلك تبخرت أحلام الشريف حسين شيئا ً فشيئا ً و لم يبق من الإمبراطورية الإسلامية التي داعبت خياله سوى دويلة صغيرة هي مملكة الأردن.
إن السبب في عدم استطاعة الشريف حسين السيطرة على العرب يكمن في عدم تمكنه من كسب دعمهم لأن مصدر دعمه الوحيد هم الأعراب الفقراء الذين وقفوا في صفه بفضل ذهب الإنجليز، و لم تشارك في الثورة مكة أو المدينة أو الطائف و زد عليها عمّان و الكرك و السلط و درعا، و لم تتجاوز أعداد الثوّار في دمشق ثلاثين أو أربعين شخصا ً، وفي بغداد لم يرد أحد انتظار الاستقلال. و على الصعيد العثماني كانت الحكومة عاجزة مقيّدة بعد هزيمتها في فلسطين و فرار القائد الألماني ليمان فون ساندرس باشا من الجبهة بثياب النوم! وفي خضمّ هذه الأحداث استطاع آل سعود رغم ضعفهم بسط سيادتهم على الأماكن المقدسة بفضل تقويتهم قبيلتهم داخليا ً.
كيف ودّع العثمانيون المدينة المنوّرة:
لم يكن ينتظرأفراد الجيش التركي المقاوم الذين أصيبوا جميعهم أثناء الحصار حيث أجسادهم امتلأت بآثار الطلقات و الإصابات، و بعضهم فقد ذراعه أو ساقه، سوى التسلل بلا حول و لا قوة بمعاونة بعضهم بعضا ً إلى الحرم الشريف للمرة الأخيرة و الدعاء بخشوع عند الروضة المطهرة. بل إن بعض العرب الذين كايدوا الأتراك بفعل ملايين الإنجليز لم يستطيعوا حبس دموعهم وهم يشاهدون هذا المنظر، كما كان العرب الأهالي الذين صمدوا و تعرضوا معنا لجميع الأخطار، و عانوا من وطأة الجوع أثناء الحصار قد أشاع خروج الجيش التركي من المدينة بينهم أجواء المآتم فبكوا بحرقة و مرارة، و إن القلم ليعجز عن وصف حال من شاهدوا آغاوات الحرم الذين خدموا في رحاب الحرم الشريف على مدى سنين – وأنا واحد من المشاهدين- يعانقون الجنود الأتراك تخنقهم العبرات و تسمع لهم أحر الزفرات.
هكذا افترق العثمانيون عن المدينة، و الواقع أن بعض الجنود الجرحى و المصابين مكثوا في المدينة لتلقي العلاج في مستشفياتنا و لكن الرحيل كان بالنسبة لهم واقعا ً حزينا ً جعلهم يعلمون أنهم مغادرون بلا عودة عاجلا ً أم آجلا ً.
و بعد رحيلهم لم يكد يبق للأتراك في المدينة سوى أضرحة الشهداء.. الشهداء الذين وهبوا أرواحهم للموت فداء للمدينة المقدسة و الحرم الشريف و هم يذودون عنهما أمام الثوار المتمردين الذين أيقظ " لورنس" في نفوسهم نزعة التمرد و الانقلاب
==========
و هذه رؤية اخرى لما حدث بالمدينة: بعد سقوط الحامية العثمانية في المدينة وشى الشريف حسين للبريطانيين كذبا بان منافسه في حب بريطانيا عبد العزيز آل سعود ساعد في تموين الحامية المحاصرة مما مكنها من الصمود فقام مبعوثو مكتب الانتداب البريطاني في القاهرة بالتحقيقي في تلك الادعاءات و خلصوا الى عدم وجود دليل عليها بشهادة المندوب البريطاني في الرياض الحاج جون فيلبي الذي قرر ان عبد العزيز كان يطلعه على جميع رسائل استنجاد فخري باشا قائد الحامية به و طلبه للسماح بعبور المؤن من نجد اولا باول. فضلا عن ذلك وشى عبد العزيز بدوره بسالم المبارك الصباح و ادلى بما مفاده ان الصباح ساعد في تهريب مؤن من الكويت الى بادية الشام و شمال الحجاز عبر اراضي شمر. في محضر استجواب اللوتنانت كولونيل باسيت البريطاني لفخري باشا( عمر فخر الدين) قائد الحامية العثمانية المهزومة في المدينة المنورة قال فخري باشا انه حاول فيما كان يحارب شريف الحجاز ان يجلب امدادات غذائية و دواب من القصيم و اطراف شمر و لكن ابن سعود كان يصادر الاموال المرسلة و صادر اباعر اشتراها قائد الحامية المحاصرة من نجد. و لما اشتد الحصار على حامية المدينة ارسل فخري باشا يناشد عبد العزيز ابن سعود بالاسلام ان يسمح بمرور مائتي بعير محملة بالحبوب اشتراها لنجدة الحامية التي حاصرتها قوات الشريف بقيادة ضباط انكليز قبل ان تسقط في يد النصارى و لكن عبد العزيز رفض و قطع الطريق على محاولات الحامية للتمون حتى استسلمت الحامية التي انقلب كثير ممن بقى من ضباطها على قائدها الباشا بعد مفاوضات مع الكابتن غارلاند و بعد ان اكل الجنود الجراد و الحيوانات النافقة التي كانت تقتات بالرمال في آخر ايامها . لم تكن تلك اول مرة يقوم فيها عبد العزيز بذلك فقد سبق له قبلها بسنوات ان احبط جهود العثمانيين بسيناء لشراء ابل تحتاجها حملة تحرير مصر من تجار الابل بنجد و القصيم بعد دفع ثمنها و ابلغ بريطانيا بما يقوم به من جهود في افساد تلك الصفقات علها تكافاه نظير عمله مع انه وقتها لم يكن قد ناصب الدولة العثمانية العداء صراحة و لا ابرز اتفاقية خضوعه لبريطانيا للعلن.ليس ذلك فحسب بل ان فخري باشا الذي كان يعلم حقيقة امر ابن سعود سمح بغرض تهدئة جنوده المحاصرين على شفا الموت جوعا بترويج اخبار عن وجود طائفة مؤمنة ذات شوكة من اهل الدين في جيش ابن سعود تدعى ;الاخوان تبغض الشريف حسين و بريطانيا و ان تلك الطائفة لن تسمح بترك المدينة تسقط في يد عميل بريطاني.لم يكن عوام الجنود المحاصرين يعلمون ان تلك الطائفة هي مطية اخرى من مطايا بريطانيا و لكن فخري باشا تركهم يتعلقون بحبال الامل. يروى ان عمر فخر الدين باشا الذي رفض سحب قواته شمالا بعد سقوط فلسطين و دمشق و خروج الجيش العثماني من الشام صعد ذات جمعة على منبر المسجد النبوي بعد سنتين من الحصار و حول وجهه تلقاء قبر الرسول صلى الله عليه و سلم قائلا: ;يا رسول الله! لن اخذلك. ; و ذكر انه راى الرسول صلى الله عليه و سلم في رؤياه مما زاده اصرارا على عدم الاستسلام مع ان قواته كانت قد صارت حامية منقطعة بلا ذخائر وسط بحر من قبائل العرب و سادتهم الانكليز.رفض الباشا كافة عروض الشريف حسين و العروض البريطانية للاستسلام حتى بعد استسلام الدولة العثمانية رسميا في خريف 1918 قائلا انه لا يسلم الا بناء على امر خطي من خليفة المسلمين. اعتبر الحلفاء هذا العصيان خرقا لشروط وقف اطلاق النار مع الدولة العثمانية و هددوا بتدمير قلاع الدردنيل التي تحمي مدخل اسطنبول في ظرف ثلاثة ايام ان لم يلقي فخري باشا سلاحه مما اضطر وزير الحربية العثماني الى ارسال اشارة تأمره بتسليم سيفه و لكنه أبى مشككا في صحة الامر فاصدر السلطان محمد الخامس المحاصر بواسطة القوات البريطانية في القسطنطينية امرا بعزله.انهكت المجاعة و وباء الانفلونزا ضباط و جنود الحامية فتسلل بعض الضباط الى خارج المدينة و فاوضوا على الاستسلام ثم دخلت مجموعة منهم الى حيث كان معتصما بالمسجد النبوي مهددا بتفجير الذخائر الحربية الموجودة به ان حاولوا اخراجه و يقال انهم تمالأوا عليه و هو نائم و اقتادوه لتوقيع عقد الاستسلام للشريف و الانكليز في بير درويش بعد ان كانت سفينة حربية بريطانية قد وصلت الى السويس حاملة وزير العدل العثماني ليسلم فخري باشا امرا خطيا مكتوبا من السلطان بتسليم المدينة.كانت حامية المدينة بقيادته آخر وحدات الجيش العثماني خارج الاناضول استسلاما حيث انزل العلم العثماني عن اسوار المدينة المنورة بعد سقوط اسطنبول بسبعين يوما. و في تعليق فخر الدين باشا على سلوك ابن سعود قال للكولونيل باسيت ;لا ادري ما هي المعاهدة التي حررت بينكم و بينه و لكنه اعاقني كثيرا، و لو سمح لي بالتمون من الشرق لكان وضع حاميتي اسهل كثيرا...هذه هي الحقيقة سيدي العقيد، لقد استطعتم ايقاع مسلمينا في حبائلكم بالنقود. ; تجلية الراية ص88 فخري باشا و الدفاع عن المدينة ، ص97،ناجي كاشف كجمان، ترجمة اديب عبد المنان.مجلة مركز بحوث و دراسات المدينة المنورة.
=============
فخري باشا في المدينة المنورة ... ظالم أم مظلوم؟
: الرياض - فطين عبيد
وصف الدكتور عائض الردادي القائد العثماني فخري باشا، الذي حاصر المدينة المنورة بين عامي 1916 – 1919 بـ«الظالم»، وذلك لارتكابه مجازر بحق أهل المدينة، إضافة إلى سياسة التجويع التي فرضها على سكان المدينة المنورة، لكن المحاضر سيستدرك في ما يخص حكمه على فخري باشا، وذلك بعد اطلاعه على كتب تؤرخ للمرحلة، منها «الدفاع عن المدينة المنورة» لناجي كجمان، و«مذكراتي عن الثورة العربية» لفايز الغصين و«العهود الثلاثة» لمحمد حسين زيدان.
وأوضح الردادي في محاضرة قدمها في مجلس الجاسر الثقافي السبت الماضي، بعنوان: «القائد العثماني فخري باشا ظالم أم مظلوم» وأدارها الدكتور سهيل الصابان، أنه كان من أشد الكارهين لفخري باشا، بسبب تهجيره سكان المدينة المنورة، أو ما يسمى بالتركية «سفر برلك»، إلا أنه بعد التعمق بالدراسة اكتشف أن فخري باشا مظلوم، «إذ لم يسلط الضوء على صموده على رأس جيشه داخل المدينة المنورة»، لافتاً إلى أن فخري باشا «أنشأ الفرقة الزراعية لتوفير الغذاء لجنوده، إضافة إلى تأسيسه مدرسة اللوازم لتدريب جنوده على فنون الحماية العسكرية، وكان مخلصاً لدولته حتى عندما صدرت الأوامر من الدولة العثمانية رفض الاستسلام وتنازل عن القيادة
لنائبه». وذكر الردادي أن القائد العثماني الرابع في الشام السفاح جمال باشا أرسل فخري باشا إلى المدينة المنورة للمحافظة على عثمانيتها، «الذي على رغم حصاره مع سكان المدينة المنورة ثلاثة أعوام تمكن من مهاجمة الإنكليز والحلفاء، الذين يحاصرون المدينة، حتى سقوط الخلافة العثمانية وصدور أوامر قيادته بالاستسلام»، مضيفاً أن فخري باشا عمل على إفراغ المدينة المنورة من أهلها، «إذ أرسل كثيرين منهم إلى إسطنبول والشام اختيارياً في البداية، ثم قسراً، حتى إن بعض أهالي المدينة المنورة حين عادوا إلى بيوتهم لم يعرفوها، ووجدوا آخرين يسكنونها، واشتهر فخري باشا بعبارته «عرب خيانات».
من جهته، أوضح الدكتور فايز الحربي أن الرواية المنتشرة في الكتب عن العثمانيين مصدرها الإنكليز، مشيراً إلى أن كثيراً من جرائم القتل التي قيل إن فخري باشا وجنوده نفذوها في المدينة المنورة «ثبت أنها غير صحيحة، ما يؤكد أن تاريخ المدينة المنورة لم يكتب بموضوعية حتى الآن».
في حين قال الدكتور محمد الأسمري في مداخلته إن فخري باشا وقادته «كانوا سفاحين وحاقدين على العرب، وما زالت مناطق عدة في السعودية تستذكر جرائمهم وبطشهم»!
=======
فخر الدين باشا الذي أثار أزمة بين أردوغان وبن زايد.. هذه قصته الحقيقية مع السعوديين
هاف بوست عربي
20/12/2017
تسبّبت تغريدة -وإن لم يكن وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، هو من كتبها بنفسه؛ بل أعاد نشرها- في أزمة بين أبوظبي وأنقرة، بعدما اتهم فيها وزير الخارجية الإماراتي، العثماني فخري الدين باشا الذي كان أميراً على المدينة المنورة ما بين عامي 1916-1919، بسرقة أموال أهل المدينة وخطفهم وإركابهم في قطارات إلى الشام وإسطنبول، إلى جانب سرقة مخطوطات نبوية شريفة.
2
فمن هو فخر الدين باشا الذي كان حديث الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت في اليومين الماضيين إثر هذه التغريدة؟
لسنتين و7 أشهر متواصلة، عاشت المدينة المنورة ما بين عامي 1916-1919 تحت إمرة فخر الدين باشا، الذي يعد آخر الأمراء العثمانيين على المدينة المنورة.
وأول ما نجده في محركات البحث باللغتين العربية والانكليزية، هو شهرة هذا الأمير بدفاعه عن المدينة واللقب الذي أطلقه عليه القائد الإنكليزي توماس إدوارد لورانس "النمر التركي" أو "نمر الصحراء".
3
وعند بحثنا أكثر في المراجع والمصادر التي استند بعضها إلى كتب تاريخية، فنجد قصة الكاملة لفخر الدين باشا، وما عاشته المدينة المنورة في تلك الفترة.
درس فخر الدين باشا في المدرسة الحربية بإسطنبول عام 1868، وعمل فور تخرجه برتبة نقيب، وشارك في حرب البلقان، عُيّن مطلع الحرب العالمية الأولى عام 1914 وكيلاً لقائد الجيش الرابع المرابط بسوريا.
وكان فخر الدين باشا، قائد فيلق بالجيش العثماني الرابع في الموصل برتبة عميد عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، ثم رُقِّي إلى رتبة لواء، واستُدعي عام 1916 إلى الحجاز؛ للدفاع عن المدينة المنورة عندما بدت تلوح في الأفق نذر نجاح الإنجليز في إثارة حركة مسلحة ضد الدولة العثمانية.
تولى منصب والي المدينة المنورة، فأرسله جمال باشا، قائد الجيش الرابع، إلى المدينة في 31 مايو/أيار 1916.
ويوم 3 يونيو/حزيران 1916، حوصرت المدينة من قِبل الشريف حسين، المدعوم من الإنكليز، حيث قاموا بتدمير الخط الحديدي الحجازي وخط التلغراف حول المدينة المنورة، ثم قاموا ليلتي 5 و6 يونيو/حزيران بمهاجمة مراكز الشرطة، إلا أن فخر الدين كان قد اتخذ جميع التدابير الاحترازية، مما أفشل مخططاتهم وأبعدهم عن المدينة، بحسب ما ذكرته صحيفة يني شفق التركية.
إخلاء المدينة المنورة
وبعد هذه الهجمات، أمرت الحكومة العثمانية في إسطنبول فخر الدين باشا بإخلاء المدينة المنورة، إلا أنه رفض، وقال إنه لن يُنزل العَلم التركي بيديه وطلب من الدولة أن تدعمه بفوج من الجنود.
واقترح على الدولة العثمانية نقل الأمانات المقدسة الشريفة إلى إسطنبول كتدبير وقائي من أي نهب وسلب قد تتعرض له المدينة المنورة.
ووافقت الدولة العثمانية على طلبه، وقامت بإرسال 30 غرضاً من الأمانات النبوية الشريفة، ورافقتها حراسة مكونة من 2000 جندي تركي.
4
واصل فخر الدين باشا الدفاع عن المدينة المنورة، رافضاً تسليمها للإنكليز، وظل يدافع عنها حتى توقيع معاهدة مودورس التي تقضي بالاستسلام، ولكنه أصرَّ على الاستمرار، إلا أن إصرار قواته وبسبب قلة الغذاء والعلاج والدعم لهم، جعله يستسلم في النهاية.
معاهدة مودورس
وكانت الفقرة رقم 16 من معاهدة مودورس تنص صراحةً على وجوب قيام جميع الوحدات العثمانية العسكرية الموجودة في الحجاز وسوريا واليمن والعراق بالاستسلام لأقرب قائد من قوات الحلفاء، واتصل به الإنجليز باللاسلكي من بارجة حربية في البحر الأحمر يخبرونه بضرورة الاستسلام بعد أن انتهت الحرب، وتم التوقيع على معاهدة الاستسلام، فكان جوابه الرفض، وفق تقرير للمؤرخ العراقي "أورخان محمد علي"، في موقع "التاريخ".
وفي 13 يناير/كانون الثاني 1919، دخلت قوات البدو حسب المعاهدة إلى المدينة، واستسلمت الحامية العثمانية في المدينة المنورة بعد 72 يوماً من توقيعها.
وبعد 400 عام من حكم وحماية الدولة العثمانية المدينة المنورة، وبدفاع فخر الدين باشا الذي استمر سنتين و7 أشهر- استسلمت القوات العثمانية فيها واعتُقل فخر الدين باشا وتم إرساله أولاً إلى مصر ثم إلى مالطا كسجين حرب.
وعندما خرج فخر الدين باشا من السجن، انتقل إلى أنقرة يوم 8 أبريل/نيسان 1921، حيث عيَّنه البرلمان في سفارة كابل 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1921.
و تقاعد من القوات المسلحة التركية عام 1936 برتبة لواء، وتُوفي بعدها بـ12 عاماً.
3
ما هي المقدسات الشريفة التي نقلها فخر الدين باشا إلى إسطنبول؟ وأين توجد الآن؟
توجد الآثار المقدسة التي نقلها فخر الدين باشا من المدينة المنورة إلى إسطنبول، في متحف قصر توب كابي، وهذه بعضها:
- القرآن الكريم الذي كُتب على جلد الغزال في عهد عثمان رضي الله عنه.
- 5 مخطوطات قديمة للقرآن الكريم إضافة إلى 4 أجزاء منه.
- 5 أغلفة للقرآن مطلية بالذهب ومزيَّنة بالأحجار الكريمة.
- لوحة عليها اسم النبي صلى الله عليه وسلم مزيَّنة بإطار فضي ومخمل أخضر وعليه أحجار من الألماس واللؤلؤ.
- لوحة من الذهب الخالص عليها ألماس كُتبت فيها الشهادتان .
- 7 مسابح من المرجان والأحجار.
- 2 من الكراسيّ التي يوضع عليها المصحف في أثناء القراءة مزينان بالفضة.
- شعار السلطان عبد العزيز المطرز والمزين بالذهب والألماس.
- 3 سيوف ثمينة.
- أعمال قيِّمة من مكتبة سلطان محمود وغيرها من المدينة المنورة.
========
شاهد هنا الوثائق البريطانية تؤكد صدمة فخري باشا من وجود ضباط بريطانيا وقوات للحلفاء لاستلام المدينة النبوية! #معركة_الوعي pic.twitter.com/bVqbR6ayCI
شاهد| الرئيس أردوغان يروي قصة القائد العثماني البطل "فخر الدين باشا" pic.twitter.com/ShAq7ikElC
أردوغان يرد على تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي: هؤلاء أجدادي.. فأين أجدادك
أيها_البائس؟
pic.twitter.com/BTe1BavxmK
فخري باشا.. بطولة طمستها دعاية الحلفاء!
======
فخري باشا والدفاع عن المدينة ، ملحمة ومأساة - ناجي كاشف كجمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق