انفجار حارة حريك: السيارة المفخخة من بريتال إلى عرسال!
دعوات لـ"حزب الله" للتعاون مع الأمن من أجل تفادي التفجيرات الانتحارية
الأحد 23 شباط 2014 - 06:32
افادت "السياسة"، ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وضع الإصبع على جرح كبير يتعلق بمسلسل التفجيرات الإرهابية, عندما فتح ملف السيارات المسروقة, خصوصاً تلك التي تباع في سورية, فيفخخها أنصار تنظيم “القاعدة” ويرسلونها إلى لبنان, داعياً كل القوى السياسية إلى التعاون من أجل إقفال معابر الموت التي تعبر منها السيارات المعنية ذهاباً وإياباً. الواقع الذي يعرفه الجميع, هو أن بلدة بريتال البقاعية تحديداً هي المركز الأهم لاستقبال السيارات المسروقة وإعادة توريدها إلى الخارج, سواء بالكامل بعد تزوير أوراقها, أو كقطع غيار بعد تفكيكها. ويشهد مئات المواطنين اللبنانيين لدى الأجهزة الأمنية أنهم بادروا عندما سرقت سياراتهم للذهاب إلى بريتال واستطاعوا استردادها مقابل دفع مبالغ مالية. وذاع صيت البلدة كمعقل لسارقي السيارات وكمصدر لهذه السيارات, ليس فقط في لبنان, بل حتى في الدول العربية, ووصل إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية العام الماضي عشرات البلاغات من أجهزة أمن عربية وأجنبية, عن سيارات مسروقة في لبنان وصلت إلى هذه الدول بأوراق مزورة “ذات جودة عالية”, ما يعني أن العصابات المتخصصة تستفيد من تواطؤ رسمي ما, أو أنها تمتلك إمكانات تقنية نوعية تمكنها من التزوير ببراعة فائقة. وعلى الرغم من المداهمات الأمنية وتمكن الأجهزة الرسمية من مصادرة عدد من السيارات المسروقة واعتقال عدد من السارقين, إلا أن الواقع لا يتبدل, فتعاود العصابات عملها من دون تأخير. وأكد مصدر مطلع ل¯”السياسة”, أن استمرار العصابات في عملها غير المشروع بعد كل المداهمات والاعتقالات ورغم آلاف مذكرات التوقيف ومذكرات البحث والتحري الصادرة عن القضاء بحق زعماء العصابات المعروفين تماماً, يعني أن هؤلاء يتمتعون بحماية من نوعين, الحماية السياسية الأمنية والحماية الاجتماعية التي توفرها عشائر المنطقة, وهذا ما يجعل بريتال وغيرها من بلدات بقاعية, بيئة حاضنة لسرقة السيارات وسائر الأعمال الجرمية. وتحدث المصدر عن قصة المدعو ماهر طليس, المتحصن في بريتال والمتهم بمئات جرائم سرقة السيارات, كونه يترأس عصابة يعمل فيها مئات الأشخاص في مختلف المناطق اللبنانية, مشيراً إلى أن هذا الرجل ملاحق منذ عشر سنوات من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية الرسمية, ولكن نجح في “التواري” داخل بلدته, من دون أن يجرؤ أحد على اعتقاله, لا بل أنه أخذ بإصدار بيانات صحافية ينفي فيها كل ما يقال عنه, ويتهم فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بملاحقته لأسباب طائفية ومذهبية. وأكد أن الضوء مسلط اليوم على بريتال, كممر للسيارات التي استخدمت في تفجيرات الضاحية الأخيرة, وهذا ما يجب أن يدفع “حزب الله” تحديداً إلى رفع الغطاء الأمني والعشائري عن هذه البلدة, لتتمكن القوى الأمنية من اعتقال نحو خمسين شخصاً من كبار المطلوبين للعدالة, بالإضافة إلى كشف عشرات المخابئ التي يقدر الأمنيون وجود مئات السيارات المسروقة فيها, هذا عدا عن تفكيك كامل البنية التحتية لتجارة السيارات المسروقة, وخصوصاً معامل تزوير الأوراق الثبوتية, فإذا كان الحزب لا يغطي تلك العصابات كما يقول, فيتوجب عليه أن يتعاون مع الأجهزة الأمنية لضرب عصابات سرقة السيارات في أوكارها.
====================
جعفر العطار 22\1\2014 | السفير
علمت "السفير" أن المتهم بسرقة السيارة التي انفجرت في حارة حريك، أمس، المدعو نبيل م.، اعترف أمام المحققين لدى القوى الأمنية بأنه باع السيارة إلى ماهر ط.، المطلوب بمذكرات توقيف والمتحصّن في بلدة بريتال البقاعية، ثم قام الأخير ببيعها إلى سوريين يقومون بتجارة السيارات المسروقة، وتمّ تفخيخها في سوريا بمنطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، ووصلت إلى لبنان آتية من عرسال.
وتشير معلومات رسمية خاصة بـ"السفير" إلى أن سارق السيارة التي انفجرت في الهرمل يُدعى إسحق ع.، وتبين في التحقيقات أمس وجود شراكة بينه وبين نبيل م.، إذ اعترف كل منهما بسرقة عشرات السيارات ثم بيعها إلى ماهر ط.، الذي لم يتجرأ أي جهاز أمني رسمي حتى الساعة على توقيفه، علماً أن التحقيقات الرسمية أثبتت تورطه ببيع 3 سيارات انفجرت في الرويس والهرمل وحارة حريك.
وتظهر معلومات "السفير" أن نبيل وإسحق كانا يقومان بسرقة السيارات ثم بيعها إلى ماهر مقابل مبلغ ستمئة دولار، بينما الأخير يقوم باستحداث أوراق ثبوتية مزوّرة للسيارات المسروقة كي يرفع ثمنها، إذ إن التجار السوريين يسدّدون أموالاً تفوق نسبة السعر الرسمي للسيارة اللبنانية المسروقة، خصوصاً إذا تبين أنها تملك "أوراقاً شرعية".
وثمة برقيات أمنية رسمية تؤكد وجود ما يُسمى بـ"دليفري السيارات المفخخة"، الذي يعتمد موزّعوها قواعد أساسية، أبرزها أن تكون السيارة المسروقة تحمل أوراقاً ثبوتية كي تتمكن من اجتياز الحواجز. لكن ماهر، الذي لا تربطه أي صلة بمنفذي التفجيرات وإنما علاقته مع التجار السوريين، متورط بسبب أساسي: أصبح هو المصدر بالنسبة لـ"دليفري السيارات المفخخة"، ولا يتجرأ أحد في الأمن الرسمي على توقيفه، مثلما لا يتجرأون على توقيف أشخاص من عرسال لهم علاقة بتهريب السيارات.
وفي حين بدا لافتاً أمس تبني "جبهة النصرة في لبنان" عملية التفجير بعد مرور 19 يوماً على استهداف "داعش" للشارع ذاته، تستمرّ التحقيقات للتثبت من هوية الجهة المنفذة ولمعرفة هوية الانتحاري الذي فجّر نفسه بسيارة محملة بثلاث قذائف من عيار 120 ملم، فيما لم ينفجر الحزام الناسف كاملاً، وإنما جزء منه. وسط ذلك، ثمة سؤال: كيف استطاعت سيارة مفخخة اجتياز الحواجز الأمنية، معتمدة طريقاً سبق وسلكها الانتحاري السابق في فترة لا تقلّ عن شهر؟
في مكان الانفجار
- ماذا استفاد "حزب الله" من معركته في سوريا؟
- اخفض صوتك!
- لماذا؟ ألا يحقّ لي أن أقول رأيي؟ قال الحزب إنه يريد استباق الإرهاب.
- صحيح. لولا مشاركته في القتال بسوريا، كنا الآن نستقبل "داعش" هنا في الضاحية، وكانوا سيقطعون رؤوسنا.
- مَن قال ذلك؟ كانوا سيقاتلون بعضهم في سوريا، وكنا، لو أرادوا المجيء إلى هنا، سنقاتلهم دفاعاً عن أنفسنا.
- لكن الحزب قرّر قتلهم قبل أن يفكروا بالتوجه إلى هنا.
- كلا، إيران طلبت منه ذلك دفاعاً عن بشار الأسد، والآن نحن ندفع الثمن
- اخفض صوتك! أصبحت تفكر مثل 14 آذار!
نهض من كرسيه في "فرن ومعجنات الطاووس"، واضعاً حداً للحوار، الذي بدأه صديقه بعد مرور نصف ساعة على انفجار حارة حريك أمس. سدد الفاتورة لصاحب الفرن في الحارة، وغادر، تاركاً صديقه الغاضب وحده، بعدما أثار انتباه الزبائن وجلب له شبهة في غير محلها وتوقيتها.
في مكان التفجير ثمة شاب ثلاثيني يقف على رافعة مثبتة بشاحنة، يسوّي بيديه ما تبقى من شرفات المبنى الذي انفجرت أمامه السيارة المفخخة، وسط باحة صغيرة. قبل 19 يوماً، وقف الفضوليون وسكان المنطقة هنا، في هذه البقعة، يراقبون آثار الانفجار بعيون مذهولة، قرب مطعم "الجواد". أمس، دوّى الانفجار في هذه البقعة الصغيرة، وانتقل الفضوليون إلى الوقوف قرب المطعم، يراقبون من هناك آثار الانفجار الثاني، في الشارع ذاته.
الشهداء والجرحى نُقلوا إلى المستشفيات. لا إسعافات ولا أبواق تحذيرية. الساعة الحادية عشرة. مسلحون برشاشات كلاشنكوف ينتشرون على المداخل، يمنعون المارة من الدخول. "هلّق خلّصني من الإجراءات! بيتي هون!"، يقول شاب لأحد المسلحين الحزبيين بنبرة غاضبة، مردفاً: "لا تظهرون إلا بعد الانفجار! ابتعد جانباً". لا يبتعد. يدفعه إلى الوراء فيزداد غضب الشاب: "اسمع، سئمنا من هذا التشبيح! منزلي في الداخل، وبدلاً من عرض عضلاتكم، تفضّلوا وأوقفوا هذه التفجيرات".
تنقل الرافعة الشاب إلى الطابق الرابع، وينتقل معها الواقفون بعيونهم، يراقبون الشيء الوحيد المتحرك وسط الصمت الشهير بعد إجلاء الشهداء والجرحى. في هذا الشارع، المعروف بـ"العريض"، وقف هؤلاء بذهول قبل 19 يوماً، بينما انمحى الذهول من الوجوه أمس: بدا الأمر أشبه بالروتين، ولم يكن ثمة هرج ومرج كما اعتاد الناس بعد وقوع التفجيرات.
يخفض رجل خمسيني رأسه محيياً مردداً بلكنة عراقية: "سلام عليكم، أنا جارك في الطابق الرابع". يلتفت صاحب الدكان نحوه ويرد السلام، ثم يستكمل تصليح المولد الكهربائي. الدكان ملاصق لمكان التفجير. تكسّر زجاجه، لكن صاحبه بدا كما لو أن مفرقعات نارية انفجرت قبل قليل: "لم أعد أفهم ماذا يحدث هنا. لقد فجّروا الشارع ذاته. لماذا لا يتفقون على شرائه؟ إذا اشترى الانتحاريون هذا الشارع، يستطيعون تفجيره متى أرادوا".
"سلام عليكم، أنا جارك في الطابق الرابع"، يقول الرجل العراقي لصاحب مقهى صغير قرب الدكان. يرد السلام. يضيف العراقي: "وددت أن أقول لكم حمدالله على السلامة". يحدّق صاحب المقهى بوجهه كما لو أنه يتفحّصه، يهز برأسه، ثم يجيب: "شكراً، شكراً". يكمل العراقي طريقه، ربما باحثاً عن جيران يريد كسب ودّهم، في أيام أصبح فيها الغريب مشتبهاً فيه.
ثمة باحة، بين الدكان والمقهى، تضمّ طاولة يجلس حولها شبان من سكان المنطقة. لا حركة هنا سوى الرافعة التي تحرّك الشاب، وعيون الجيران. تقترب الساعة من الواحدة ظهراً، أي بعد مرور نحو ساعتين على التفجير. يشير أحدهم بإحدى يديه نحو المبنى المتضرر قائلاً: "هناك، في الطابق الخامس، وجدوا رأس الانتحاري". يقاطعه أحدهم معلقاً بنبرة حماسية: "أنظر، هذه السيدة مراسلة تلفزيون الجزيرة! كيف سمحوا لها بالدخول؟". يجيبه أحدهم هازئاً: "ألم تعرف أن قطر والحزب تصالحا أخيراً؟".
رصاص كثيف. رشقات نارية متتالية. هرج ومرج. صراخ. "يا شباب غادروا المكان!" يرتفع الصوت عالياً. رصاص. صراخ. الكل يركض كيفما اتفق. "سيارة ثانية مفخخة! اخلوا المكان!". يعلو صوت الرصاص بقوة. حشود كثيفة تسير في حلقة مثل دائرة، ثم تتوقف فجأة عن الركض عند ناصية الشارع، بالقرب من حاجز تابع لـ"حزب الله". تضارب بالأيدي وشتائم. رصاص في الهواء. لا سيارة ثانية مفخخة، بل إشكال فردي.
يعود الفضوليون، والجيران، إلى المكان المشرف على ساحة الانفجار. علي سرحان شاب جامعي، يسكن في "الشارع العريض" بالقرب من المبنى السابق لتلفزيون "المنار". يصافح علي الجيران مهنئاً بالسلامة. لحظة وقوع الانفجار الأول هنا، قبل 19 يوماً، كان الشاب في المنزل، مثلما حدث أمس. مع ذلك، يقول: "سنبقى هنا. هل يوجد بديل؟".
يسقط لوح زجاج على الأرض من شرفة مبنى. يهوي اللوح في حفرة مياه بلون الفحم. يتفرق الناس ويبتعدون عن المدخل. تسمع والدة فتى نحيل، كان يحدثها عبر هاتفه الخلوي، صوت التكسير فيطمئنها قائلاً: "أنا بعيد، لا شيء هنا!". لم تصدّقه الأم، فابتدع الفتى طريقة مقنعة: "حسناً، سأقف خلف مراسلة تلفزيون الجديد". يمشي قليلاً. "لحظة. الآن، هل تشاهدينني؟ إنني ألوّح بيدي".
مكان انفجار الأمس بدا مفاجئاً: الشارع تمّ استهدافه سابقاً، وبذلك تمّ استبعاده من لائحة الأماكن المُحتمل استهدافها مرة ثانية. سكان الضاحية كانوا يعرفون أن انفجاراً جديداً هو آتٍ، لكنهم ظنوا أن بلدة برج البراجنة هي الهدف المقبل، بسبب اكتظاظها بسكانها والتحذيرات المتكررة، فاختفى الناس من هناك، وابتعدوا عن شوارع "عين السكة"، وتم إقفال الطريق من جهة "مستشفى الرسول". اليوم، لم يعد ثمة تكهنات. ثمة مصادفة تمشي، وضحايا حظ عاثر يعبرون بخوف من سيارة هنا أو هناك.
=====
=====
دعوات لـ"حزب الله" للتعاون مع الأمن من أجل تفادي التفجيرات الانتحارية
الأحد 23 شباط 2014 - 06:32
افادت "السياسة"، ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وضع الإصبع على جرح كبير يتعلق بمسلسل التفجيرات الإرهابية, عندما فتح ملف السيارات المسروقة, خصوصاً تلك التي تباع في سورية, فيفخخها أنصار تنظيم “القاعدة” ويرسلونها إلى لبنان, داعياً كل القوى السياسية إلى التعاون من أجل إقفال معابر الموت التي تعبر منها السيارات المعنية ذهاباً وإياباً. الواقع الذي يعرفه الجميع, هو أن بلدة بريتال البقاعية تحديداً هي المركز الأهم لاستقبال السيارات المسروقة وإعادة توريدها إلى الخارج, سواء بالكامل بعد تزوير أوراقها, أو كقطع غيار بعد تفكيكها. ويشهد مئات المواطنين اللبنانيين لدى الأجهزة الأمنية أنهم بادروا عندما سرقت سياراتهم للذهاب إلى بريتال واستطاعوا استردادها مقابل دفع مبالغ مالية. وذاع صيت البلدة كمعقل لسارقي السيارات وكمصدر لهذه السيارات, ليس فقط في لبنان, بل حتى في الدول العربية, ووصل إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية العام الماضي عشرات البلاغات من أجهزة أمن عربية وأجنبية, عن سيارات مسروقة في لبنان وصلت إلى هذه الدول بأوراق مزورة “ذات جودة عالية”, ما يعني أن العصابات المتخصصة تستفيد من تواطؤ رسمي ما, أو أنها تمتلك إمكانات تقنية نوعية تمكنها من التزوير ببراعة فائقة. وعلى الرغم من المداهمات الأمنية وتمكن الأجهزة الرسمية من مصادرة عدد من السيارات المسروقة واعتقال عدد من السارقين, إلا أن الواقع لا يتبدل, فتعاود العصابات عملها من دون تأخير. وأكد مصدر مطلع ل¯”السياسة”, أن استمرار العصابات في عملها غير المشروع بعد كل المداهمات والاعتقالات ورغم آلاف مذكرات التوقيف ومذكرات البحث والتحري الصادرة عن القضاء بحق زعماء العصابات المعروفين تماماً, يعني أن هؤلاء يتمتعون بحماية من نوعين, الحماية السياسية الأمنية والحماية الاجتماعية التي توفرها عشائر المنطقة, وهذا ما يجعل بريتال وغيرها من بلدات بقاعية, بيئة حاضنة لسرقة السيارات وسائر الأعمال الجرمية. وتحدث المصدر عن قصة المدعو ماهر طليس, المتحصن في بريتال والمتهم بمئات جرائم سرقة السيارات, كونه يترأس عصابة يعمل فيها مئات الأشخاص في مختلف المناطق اللبنانية, مشيراً إلى أن هذا الرجل ملاحق منذ عشر سنوات من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية الرسمية, ولكن نجح في “التواري” داخل بلدته, من دون أن يجرؤ أحد على اعتقاله, لا بل أنه أخذ بإصدار بيانات صحافية ينفي فيها كل ما يقال عنه, ويتهم فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بملاحقته لأسباب طائفية ومذهبية. وأكد أن الضوء مسلط اليوم على بريتال, كممر للسيارات التي استخدمت في تفجيرات الضاحية الأخيرة, وهذا ما يجب أن يدفع “حزب الله” تحديداً إلى رفع الغطاء الأمني والعشائري عن هذه البلدة, لتتمكن القوى الأمنية من اعتقال نحو خمسين شخصاً من كبار المطلوبين للعدالة, بالإضافة إلى كشف عشرات المخابئ التي يقدر الأمنيون وجود مئات السيارات المسروقة فيها, هذا عدا عن تفكيك كامل البنية التحتية لتجارة السيارات المسروقة, وخصوصاً معامل تزوير الأوراق الثبوتية, فإذا كان الحزب لا يغطي تلك العصابات كما يقول, فيتوجب عليه أن يتعاون مع الأجهزة الأمنية لضرب عصابات سرقة السيارات في أوكارها.
====================
جعفر العطار 22\1\2014 | السفير
علمت "السفير" أن المتهم بسرقة السيارة التي انفجرت في حارة حريك، أمس، المدعو نبيل م.، اعترف أمام المحققين لدى القوى الأمنية بأنه باع السيارة إلى ماهر ط.، المطلوب بمذكرات توقيف والمتحصّن في بلدة بريتال البقاعية، ثم قام الأخير ببيعها إلى سوريين يقومون بتجارة السيارات المسروقة، وتمّ تفخيخها في سوريا بمنطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، ووصلت إلى لبنان آتية من عرسال.
وتشير معلومات رسمية خاصة بـ"السفير" إلى أن سارق السيارة التي انفجرت في الهرمل يُدعى إسحق ع.، وتبين في التحقيقات أمس وجود شراكة بينه وبين نبيل م.، إذ اعترف كل منهما بسرقة عشرات السيارات ثم بيعها إلى ماهر ط.، الذي لم يتجرأ أي جهاز أمني رسمي حتى الساعة على توقيفه، علماً أن التحقيقات الرسمية أثبتت تورطه ببيع 3 سيارات انفجرت في الرويس والهرمل وحارة حريك.
وتظهر معلومات "السفير" أن نبيل وإسحق كانا يقومان بسرقة السيارات ثم بيعها إلى ماهر مقابل مبلغ ستمئة دولار، بينما الأخير يقوم باستحداث أوراق ثبوتية مزوّرة للسيارات المسروقة كي يرفع ثمنها، إذ إن التجار السوريين يسدّدون أموالاً تفوق نسبة السعر الرسمي للسيارة اللبنانية المسروقة، خصوصاً إذا تبين أنها تملك "أوراقاً شرعية".
وثمة برقيات أمنية رسمية تؤكد وجود ما يُسمى بـ"دليفري السيارات المفخخة"، الذي يعتمد موزّعوها قواعد أساسية، أبرزها أن تكون السيارة المسروقة تحمل أوراقاً ثبوتية كي تتمكن من اجتياز الحواجز. لكن ماهر، الذي لا تربطه أي صلة بمنفذي التفجيرات وإنما علاقته مع التجار السوريين، متورط بسبب أساسي: أصبح هو المصدر بالنسبة لـ"دليفري السيارات المفخخة"، ولا يتجرأ أحد في الأمن الرسمي على توقيفه، مثلما لا يتجرأون على توقيف أشخاص من عرسال لهم علاقة بتهريب السيارات.
وفي حين بدا لافتاً أمس تبني "جبهة النصرة في لبنان" عملية التفجير بعد مرور 19 يوماً على استهداف "داعش" للشارع ذاته، تستمرّ التحقيقات للتثبت من هوية الجهة المنفذة ولمعرفة هوية الانتحاري الذي فجّر نفسه بسيارة محملة بثلاث قذائف من عيار 120 ملم، فيما لم ينفجر الحزام الناسف كاملاً، وإنما جزء منه. وسط ذلك، ثمة سؤال: كيف استطاعت سيارة مفخخة اجتياز الحواجز الأمنية، معتمدة طريقاً سبق وسلكها الانتحاري السابق في فترة لا تقلّ عن شهر؟
في مكان الانفجار
- ماذا استفاد "حزب الله" من معركته في سوريا؟
- اخفض صوتك!
- لماذا؟ ألا يحقّ لي أن أقول رأيي؟ قال الحزب إنه يريد استباق الإرهاب.
- صحيح. لولا مشاركته في القتال بسوريا، كنا الآن نستقبل "داعش" هنا في الضاحية، وكانوا سيقطعون رؤوسنا.
- مَن قال ذلك؟ كانوا سيقاتلون بعضهم في سوريا، وكنا، لو أرادوا المجيء إلى هنا، سنقاتلهم دفاعاً عن أنفسنا.
- لكن الحزب قرّر قتلهم قبل أن يفكروا بالتوجه إلى هنا.
- كلا، إيران طلبت منه ذلك دفاعاً عن بشار الأسد، والآن نحن ندفع الثمن
- اخفض صوتك! أصبحت تفكر مثل 14 آذار!
نهض من كرسيه في "فرن ومعجنات الطاووس"، واضعاً حداً للحوار، الذي بدأه صديقه بعد مرور نصف ساعة على انفجار حارة حريك أمس. سدد الفاتورة لصاحب الفرن في الحارة، وغادر، تاركاً صديقه الغاضب وحده، بعدما أثار انتباه الزبائن وجلب له شبهة في غير محلها وتوقيتها.
في مكان التفجير ثمة شاب ثلاثيني يقف على رافعة مثبتة بشاحنة، يسوّي بيديه ما تبقى من شرفات المبنى الذي انفجرت أمامه السيارة المفخخة، وسط باحة صغيرة. قبل 19 يوماً، وقف الفضوليون وسكان المنطقة هنا، في هذه البقعة، يراقبون آثار الانفجار بعيون مذهولة، قرب مطعم "الجواد". أمس، دوّى الانفجار في هذه البقعة الصغيرة، وانتقل الفضوليون إلى الوقوف قرب المطعم، يراقبون من هناك آثار الانفجار الثاني، في الشارع ذاته.
الشهداء والجرحى نُقلوا إلى المستشفيات. لا إسعافات ولا أبواق تحذيرية. الساعة الحادية عشرة. مسلحون برشاشات كلاشنكوف ينتشرون على المداخل، يمنعون المارة من الدخول. "هلّق خلّصني من الإجراءات! بيتي هون!"، يقول شاب لأحد المسلحين الحزبيين بنبرة غاضبة، مردفاً: "لا تظهرون إلا بعد الانفجار! ابتعد جانباً". لا يبتعد. يدفعه إلى الوراء فيزداد غضب الشاب: "اسمع، سئمنا من هذا التشبيح! منزلي في الداخل، وبدلاً من عرض عضلاتكم، تفضّلوا وأوقفوا هذه التفجيرات".
تنقل الرافعة الشاب إلى الطابق الرابع، وينتقل معها الواقفون بعيونهم، يراقبون الشيء الوحيد المتحرك وسط الصمت الشهير بعد إجلاء الشهداء والجرحى. في هذا الشارع، المعروف بـ"العريض"، وقف هؤلاء بذهول قبل 19 يوماً، بينما انمحى الذهول من الوجوه أمس: بدا الأمر أشبه بالروتين، ولم يكن ثمة هرج ومرج كما اعتاد الناس بعد وقوع التفجيرات.
يخفض رجل خمسيني رأسه محيياً مردداً بلكنة عراقية: "سلام عليكم، أنا جارك في الطابق الرابع". يلتفت صاحب الدكان نحوه ويرد السلام، ثم يستكمل تصليح المولد الكهربائي. الدكان ملاصق لمكان التفجير. تكسّر زجاجه، لكن صاحبه بدا كما لو أن مفرقعات نارية انفجرت قبل قليل: "لم أعد أفهم ماذا يحدث هنا. لقد فجّروا الشارع ذاته. لماذا لا يتفقون على شرائه؟ إذا اشترى الانتحاريون هذا الشارع، يستطيعون تفجيره متى أرادوا".
"سلام عليكم، أنا جارك في الطابق الرابع"، يقول الرجل العراقي لصاحب مقهى صغير قرب الدكان. يرد السلام. يضيف العراقي: "وددت أن أقول لكم حمدالله على السلامة". يحدّق صاحب المقهى بوجهه كما لو أنه يتفحّصه، يهز برأسه، ثم يجيب: "شكراً، شكراً". يكمل العراقي طريقه، ربما باحثاً عن جيران يريد كسب ودّهم، في أيام أصبح فيها الغريب مشتبهاً فيه.
ثمة باحة، بين الدكان والمقهى، تضمّ طاولة يجلس حولها شبان من سكان المنطقة. لا حركة هنا سوى الرافعة التي تحرّك الشاب، وعيون الجيران. تقترب الساعة من الواحدة ظهراً، أي بعد مرور نحو ساعتين على التفجير. يشير أحدهم بإحدى يديه نحو المبنى المتضرر قائلاً: "هناك، في الطابق الخامس، وجدوا رأس الانتحاري". يقاطعه أحدهم معلقاً بنبرة حماسية: "أنظر، هذه السيدة مراسلة تلفزيون الجزيرة! كيف سمحوا لها بالدخول؟". يجيبه أحدهم هازئاً: "ألم تعرف أن قطر والحزب تصالحا أخيراً؟".
رصاص كثيف. رشقات نارية متتالية. هرج ومرج. صراخ. "يا شباب غادروا المكان!" يرتفع الصوت عالياً. رصاص. صراخ. الكل يركض كيفما اتفق. "سيارة ثانية مفخخة! اخلوا المكان!". يعلو صوت الرصاص بقوة. حشود كثيفة تسير في حلقة مثل دائرة، ثم تتوقف فجأة عن الركض عند ناصية الشارع، بالقرب من حاجز تابع لـ"حزب الله". تضارب بالأيدي وشتائم. رصاص في الهواء. لا سيارة ثانية مفخخة، بل إشكال فردي.
يعود الفضوليون، والجيران، إلى المكان المشرف على ساحة الانفجار. علي سرحان شاب جامعي، يسكن في "الشارع العريض" بالقرب من المبنى السابق لتلفزيون "المنار". يصافح علي الجيران مهنئاً بالسلامة. لحظة وقوع الانفجار الأول هنا، قبل 19 يوماً، كان الشاب في المنزل، مثلما حدث أمس. مع ذلك، يقول: "سنبقى هنا. هل يوجد بديل؟".
يسقط لوح زجاج على الأرض من شرفة مبنى. يهوي اللوح في حفرة مياه بلون الفحم. يتفرق الناس ويبتعدون عن المدخل. تسمع والدة فتى نحيل، كان يحدثها عبر هاتفه الخلوي، صوت التكسير فيطمئنها قائلاً: "أنا بعيد، لا شيء هنا!". لم تصدّقه الأم، فابتدع الفتى طريقة مقنعة: "حسناً، سأقف خلف مراسلة تلفزيون الجديد". يمشي قليلاً. "لحظة. الآن، هل تشاهدينني؟ إنني ألوّح بيدي".
مكان انفجار الأمس بدا مفاجئاً: الشارع تمّ استهدافه سابقاً، وبذلك تمّ استبعاده من لائحة الأماكن المُحتمل استهدافها مرة ثانية. سكان الضاحية كانوا يعرفون أن انفجاراً جديداً هو آتٍ، لكنهم ظنوا أن بلدة برج البراجنة هي الهدف المقبل، بسبب اكتظاظها بسكانها والتحذيرات المتكررة، فاختفى الناس من هناك، وابتعدوا عن شوارع "عين السكة"، وتم إقفال الطريق من جهة "مستشفى الرسول". اليوم، لم يعد ثمة تكهنات. ثمة مصادفة تمشي، وضحايا حظ عاثر يعبرون بخوف من سيارة هنا أو هناك.
=====
=====
موقف
الخميني من أهل السنة
[الكاتب : محمد مال الله
]
الخميني واستحلال
أموال ودماء أهل السنة
أموال أهل السنة
مباحة عند الشيعة الروافض حسب الروايات
التي ذكروها عن
أئمتهم في كتبهم المعتمدة. وأن عدم قيامهم
بذلك في الوقت
الحاضر يرجع إلى أنه في هدنة مع أهل السنة
إلى أن يقوم قائمهم
المهدي.
والشيعي إذا استطاع بطريقة
ما الاستيلاء على تلك الأموال
ولو قبل قيام قائمهم
فإن ذلك حلال على شرط أداء الخمس إلى
نائب الإمام لأنه
يقوم مقامه في غيبته.
عن حفص بن البختري
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خذ
مال الناصب حيثما
وجدته وادفع إلينا الخمس (31). وفي رواية
أخرى " مال
الناصب وكل شئ يملكه حلال (32).
ويقول حسين الدرازي
البحراني : أن الأخبار الناهية عن
القتل وأخذ الأموال
منهم (33) إنما صدرت تقية أو منا كما
فعل علي عليه السلام
بأهل البصرة. فاستناد شارح المفاتيح
في احترام أموالهم
إلى تلك الأخبار غفلة واضحة لإعلانها
بالمن كما عرفت. وأين
هو عن الأخبار التي جاءت في خصوص تلك
الإباحة مثل قولهم
عليهم السلام في المستفيض : خذ مال
الناصب أينما وقعت
ادفع لنا الخمس. وأمثاله. والتحقيق في
ذلك كله حل أموالهم
ودمائهم في زمن الغيبة دون سببهم حيث
لم تكن ثمة تقية وإن
كل جاء عليهم السلام بالأمر بالكف
فسبيله التقية أو
خوفا على شيعتهم (33).
والخميني يجوّز
الاستيلاء على أموال أهل السنة ولو كانت
بطريقة غير شرعية في
حين أنه يمنع ذلك من أموال أهل الذمة
فيقول : " يجب
الخمس في سبعة أشياء : الأول ما يغتنم قهرا
بل سرقة وغيلة – إذا
كانتا في الحرب ومن شؤونه- من أهل
الحرب الذين يستحل
دماءهم وأموالهم وسبي نسائهم وأطفالهم
إذا كان الغزو معهم
بإذن الإمام عليه السلام من غير فرق ما
حواه العسكر وما لم
يحوه كالأرض ونحوها على الأصح. وأما ما
اغتنم الغزو من غير إذنه
فإن كان في حال الحضور والتمكن من
الاستئذان منه فهو
من الأفعال، وأما ما كان في حال الغيبة،
وعدم التمكن من
الاستئذان فالأقوى وجوب الخمس فيه سيما إذا
كان للدعاة إلى
الإسلام، وكذا ما اغتنم منهم عند الدفاع
إذا هجموا على
المسلمين في أماكنهم ولو في زمن الغيبة. وما
اغتنم منهم السرقة
والغيلة غير ما مرّ وكذا بالربا الدعوى
بالباطلة ونحوها
فالاحوط إخراج الخمس منها من حيث كونه
غنيمة لا قائدة ،
فلا يحتاج إلى مراعاة مؤونة السنة، ولكن
الأقوى خلافه، ولا
يعتبر في وجوب الخمس في الغيبة بلوغها
عشرين دينارا على
الأصح ، نعم يعتبر فيه أن لا يكون غصبا
من مسلم أو ذمي أو
معاهد ونحوهم من محترمي المال، بخلاف ما
كان في أيديهم من
أهل الحرب وإن لم يكن الحرب معهم في تلك
الغزوة، والأقوى
إلحاق الناصب بأهل الحرب معهم في إباحة ما
اغتنم منهم وتعلق
الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين
وجد وبأي نحو كان،
ووجوب إخراج خمسه ".
لم تقتصر الشيعة على
استباحة الأموال بل تعدى ذلك إلى
إباحة إراقة دماء
أهل السنة ولو بدون وجه حق وأنه واجب عند
الشيعة ومرتبط بحضور
أئمتهم غير ان ذلك لا يمنع إن
استطاعوا إليه سبيلا
على أن يترتب على ذلك ضرر يحدق
بالشيعة وإليك بعض
ما روى في هذا الشأن:
وآخر رواية إسحاق بن
عمار: " لولا إنا نخاف عليكم أن يقتل
رجل منكم برجل منهم
ورجل منكم خير من ألف رجل منهم لأمرتكم
بالقتل لهم ولكن ذلك
إلى الإمام عليه السلام " (36).
وربما يستنبط من هذه
الرواية أن جواز قتلهم مخصوص بحضورهم
صلوات الله عليهم
وإذنهم. وقد عرفت أن الأخبار جاءت بالأذن
في حال غيبتهم كحال
حضورهم فلعل هذا مخصوص بزمن التقية
(37).
وفي صحيحة الفضل بن
شاذان عن الرضا عليه السلام: " فلا يحل
قتل أحد من النصاب
والكفار في دار التقية إلا قاتل في ساع
في فاسد وذلك إذا لم
تخف على نفسك أو على أصحابك " (38).
وعن الريان بن الصلت
قال: قلت للرضا عليه السلام : إن
العباس يسمعني فيه
ويذكرك شيئا كثيرا وهو كثيرا ما ينام
عندي ويقبل، فترى أن
آخذ بحلقه وأعصره حتى يموت ؟ ثم أقول
مات فجأة فقال ونفض
يده ثلاثا وقال: لا يا ريان لا يا
ريان. فقلت: إن
الفضل بن سهل هوذا يوجهني إلى العراق في
أمواله والعباس خارج
من بعدي بأيام إلى العراق فترى أن
أقول لمواليك
المقيمين أن يخرج منهم عشرون أو ثلاثون كأنهم
قاطعوا طريق أو
صعاليك فإذا اجتاز بهم قتلوه فيقال قتله
الصعاليك. فسكت ولم
يقل لن نعم ولا لا.
وعلق عليها فقال :
ولعل سبب النهي في الأول هو ظهور التقية
وأن ذلك لاحتيال مما
لا يزيلها وسبب الثاني في السكوت هو
التقية فيدل على
الإباحة لأنه لا تقية في النهي لو أراده
(39).
ويقول نعمة الله
الجزائري بعد أن بين معنى الناصب: "
والثاني في جواز
قتلهم واستباحة أموالهم ، قد عرفت أن أكثر
الأصحاب ذكروا
للناصبي ذلك المعنى الخاص في باب الطهارة
والنجاسات وحكمه
عندهم كالكافر الحربي في أكثر الأحكام،
وأما على ما ذكرناه
له من التفسير فيكون الحكم شاملا كما
عرفت. روى الصدوق
طاب ثراه في العلل مسندا إلى داود بن
فرقد قال: قلت لأبي
عبد الله عليه السلام ما تقول في
الناصب ؟ قال : حلال
الدم لكني أتقي عليك، فإن دقرت أن
تقلت عليه حائطا أو
تغرقه في لكي لا يشهد به عليك فافعل.
قلت: فما ترى في
ماله ؟ قال خذه ما قدرت. وروى شيخ الطائفة
نور الله مرقده في باب
الخمس والغنائم من كتاب التهذيب
بسند صحيح عن مولانا
الصادق عليه السلام : خذ مال الناصب
حيث وجدت وابعث
إلينا بالخمس. وروى بعده بطريق حسن عن
المعلى قال: خذ مال
الناصب حيث وجدت وابعث إلينا بالخمس.
قال: ابن إدريس (ره)
الناصب المعنى في هذين الخبرين أهل
الحرب لأنهم ينصبون
الحرب للمسلمين، وإلا فلا يجوز أخذ مال
مسلم ولا ذمي على
وجه من الوجوه. وللنظر فيه مجال: أما أو
لا فلان الناصبي قد
صار في الاطلاقات حقيقة في غير أهل
الحرب، ولو كانوا هم
المراد لكان الأولى التعبير عنهم
بلفظهم من جهة
ملاحظة التقية لكن لما أراد عليه السلام
بيان الحكم الواقعي
عبر بما ترى. وأما قوله: لا يجوز أخذ
مال مسلم ولا ذمي
فهو مسلم ولكن أنى لهم والإسلام وقد
هجروا أهل بيت نبيهم
المأمور بودادهم في محكم الكتاب بقوله
تعالى {قل لا أسألكم
عليه أجرا إلا المودة في القربى} فهم
قد أنكروا ما علم من
الدين بالضرورة وأما إطلاق الإسلام
عليهم في بعض
الروايات فلضرب من التشبيه والمجاز والتفاتا
إلى جانب التقية
التي هي مناط هذه الأحكام. وفي الروايات
أن علي بن يقطين وهو
وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة
من المخالفين، وكان
من خواص الشيعة فأمر غلمانه وهدموا سقف
المحبس على
المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل
تقريبا. فأراد
الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل الإمام مولانا
الكاظم عليه
السلام.فكتب عليه السلام إليه جواب كتابه :
بأنك لو كنت تقدمت
إليّ قبل قتلهم لما كان عليك شيء من
دمائهم وحيث أنك لم
تتقدم إليّ فكفّر عن كل رجل قتلته
بتيس!! والتيس خير
منه. فانظر إلى هذه الدية الجزيله التي
لا تعادل دية أخيه
من الأصغر وهو كلب الصيد فإنه ديته
عشرون درهما، ولا
دية أخيهم الأكبر وهو اليهودي أو المجوسي
فإنها ثمانمائة درهم
وحالهم في الآخرة أخس وأنجس " (40).
وبعد هذا لا يمكن أن
يقال أن الشيعة الرافضة لا تستبيح
دماء وأموال أهل
السنة وإنها من القربات التي يتقربون بها
إلى الله تعالى.
(31) جامع الأحاديث
الشيعة 8/532 باب " وجوب الخمس فيما
أخذ من مال الناصب
وأهل البغي.
(32) المصدر السابق /533
(33) أهل السنة.
(34) المحاسن النفسانية
ص 167.
(35) تحرير الوسيلة
1/652.
(36) المحاسن النفسانية
ص 166.
(37) المحاسن النفسانية ص
166.
(38) المصدر السابق.
(39) المصدر السابق ص
167.
(40) الأنوار النعمانية
2/307-308.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق