الأحد، 19 أبريل 2015

10 نقاط ورسالة محبة للشيخ محمد بن زايد يحفظه الله

10 نقاط ورسالة محبة للشيخ
محمد بن زايد يحفظه الله

بقلم الدكتور كمال بن محمد الصبحي
استشاري ادارة المشاريع التطويرية وأتخاذ القرارات وحل المشاكل
استاذ سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران


هذه رسالة محبة تحمل وجهة نظري لشيخ كريم هو الشيخ محمد بن زايد يحفظه الله، وارجو ممن لايريد خيرا بالمسلمين والعرب والخليج أن لايقرأها.

أيها الشيخ الكريم .. تصطاد بعض الصحف العالمية في الماء العكر محاولة الإيقاع بينكم وبين أخوانكم المؤيدين لما يحصل في اليمن الشقيق من محاولات لإعادة الشرعية اليها، وأنكم ترغبون في تسويق علي عبدالله صالح أو احد ابناءه وايجاد حلول من خلال الحوار، وأنكم لاترغبون أن ترون فصيلا أخوانيا يعود الى العملية السياسية في اليمن لأسباب لاتخفى.

ولذلك أوجه عنايتكم الكريمة - ككاتب - الى النقاط التالية:

(1)  مايربطكم بإخوانكم واشقاءكم في الخليج تعود حقبته الى حقبة الشيخ زايد وبداية تكوين دولة الأمارات العربية المتحدة .. زايد الحكمة .. والشيخ زايد – رحمه الله - كان يبحث دائما وبكل الوسائل عن ارضية مشتركة مع أخوانه، ولانتذكر أنه خرج على مايجتمع عليه اشقاؤه، وكانت كلماته الحكيمة بلسما وشفاءا دائما في الإجتماعات العربية.

وقد لاحظت شخصيا ، ولاحظ العديد من المراقبين، أنه أصبح لسموكم مواقف تختلف جذريا عن مايتفق عليه اشقاؤكم، وهو أمر يقلقنا، فلا بد للجماعة والأشقاء أن يتفقوا في النهاية على مافيه مصلحة للجميع وليس مصلحة دولة معينة.

وقد يكون رأيكم صوابا ، وفي يوم آخر رأي غيركم صوابا، ولابد في النهاية من رأي يجمع الجماعة لأن التفرق شر والمصير واحد، وهو ما أدركه الشيخ زايد رحمه الله.

(2)  أتفق أهل الحل والعقد وجميع من يتسم بالحكمة والعقلانية والبحث عن المصلحة الجماعية على أن تحرك التحالف العربي والإسلامي في اليمن لإعادة الشرعية اليها وابعادها عن شبح الحرب الأهلية هو تحرك ايجابي ولابد منه، وتم بعد أن استنفدت دول الخليج وممثل الأمم المتحدة كل الوسائل السلمية وأساليب الحوار الممكنة.

كما أنه تم بعد أن جاء نداء من الرئيس الشرعي لليمن طالبا النجدة من أخوانه بوجود خروج على الشرعية واعتداء على المواطنين والدولة ومقدراتها ووزاراتها ومراكزها وأسلحتها، وطلب المساعدة أمر تسمح به كل الشرائع الدولية على مر التاريخ.

واذا كانت الأغلبية قد أتفقت على ضرورة ذلك، فإنه من المعروف أن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال (لا تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلالَةِ)، ولذلك فإن الخروج على اجتماع الأمة بدعوى وجود وجهات نظر أخرى هو أمر يحتاج الى اعادة نظر.

(3)  هذا التحالف المبارك أوقف خطوة أخرى كانت ستحصل في اتجاه الإعتداء على الخليج، والإعتداء سيصل في النهاية الى الجميع بما في ذلك دولة الأمارات العربية المتحدة اذا سمحنا له بالتمادي.

لقد نصب الحوثي صواريخا معروف مصدرها ووجهها نحو بعض مدن الخليج، وقام يستعرض بدبابات مهترئة وأسلحة بسيطة على طول الحدود ، وأوضحت بعض قياداته (اليوم عدن وغدا السعودية) (اليوم عدن وغدا مكة المكرمة).

وهو يرفض الآن أن يلقي سلاحه ويعود الى دياره ويسمح بإعادة الشرعية وتسليم كل الأسلحة للدولة اليمنية، ويتعايش مع بقية مكونات المجتمع اليمني المتسامح ، بل يريد أن يضعنا أمام الأمر الواقع ، مع أنه أضعف من أن يفعل ذلك.

ويريد أن يخدع الجميع كما خدع حسن الجميع في لبنان بأن هذا السلاح موجه ضد العدو الإسرائيلي، ولايخفى على حكمتكم قوله صلى الله عليه وسلم (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).

(4)  إن من العجب أن لايتساءل المرء عن هذه الأسلحة والصواريخ التي تم الكشف عنها بكميات كبيرة .. لمن كانت تُحضر؟ ومن كانوا ينوون ضربهم بها؟ ولماذا؟ ولماذا لم يتم صرف قيمتها على الشعب اليمني الذي في أمس الحاجة اليها وهو الذي نسبة الأمية فيه تصل الى 70%؟

أفلم يكن من الأفضل أن يتم استخدامها لتطوير الوطن اليمني والشعب اليمني الكريم بدل أن تكون عدوانا على اشقاء لم يقدموا للحكومة اليمنية والشعب اليمني الا كل محبة ومساعدة !!

ثم ماذا كنت تنتظر ياشيخ محمد – وانت ابن رجل حكيم - ممن كانوا يحضرون للإعتداء عليهم بتلك الأسلحة المهولة والمخزنة في كل مكان مما أتعب التحالف في البحث عنها وأطال مدة اعادة الشرعية؟  

نتمنى فقط أن نسأل هذا السؤال من خلال مواقف الشيخ زايد في كافة الإجتماعات العربية .. والجواب لن يخفى على حكمتكم.

(5)  لمزت الصحافة العالمية من طرف خفي بأن سموكم لاترغبون في انتصار التحالف بقيادة السعودية في اليمن لأنكم تخافون أن تعود السعودية الى موقعها القيادي في العالم الإسلامي بعد السنوات العجاف التي تخلت فيها السعودية عن القيام بدور قيادي حقيقي من خلال ميلها للتفاهم مع الجانب الأمريكي الذي تطغى مصالحه على الجميع وينسى أحيانا المصالح الإقليمية، ومن خلال ميلها للسلمية في عالم لايعترف الا بالقوي الذي يظهر قوته.

نحن الآن في عهد الملك سلمان والأمراء مقرن بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف ومحمد بن سلمان، وهؤلاء لهم وجهة نظر مختلفة عن ماتعود الجميع عليه، ولابد أن يحسب الجميع حساب ذلك.

ونحن الآن بلغ الإعتداء من دولة اقليمية مبلغا لم يعد أحد قادر على احتماله (بلغ السيل الزبى)، وبالتالي فلا بد من دفع الإعتداء وايقافه بكل الطرق الممكنة، ومن المفروض أن تكون عونا لأشقاءك لأنه سيصلون اليكم في الأمارات اذا نجحوا في اليمن وغيرها. ونستغرب أن تثق في وعود الرئيس المخلوع.

ولن يخفى عليكم أن السعودية ركيزة اساسية وشقيقة كبرى وعمق استراتيجي لكل دول الخليج والعرب والإسلام.

ونحن جميعا لن يخفى علينا أن السعودية من المفترض أن يكون لها موقعا قياديا في العالم الإسلامي بسبب وجود الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة ، والقبلة التي يتجه لها مليار ونصف المليار مسلم خمس مرات في اليوم الواحد ، والحج الذي يأتيها بسببه كل مسلم من كل صوب وفج. إن الموقع القيادي موقع طبيعي للسعودية ياسمو الأمير.

وتصور لو أن الملك سلمان – بحكمته – نادى في العالم الإسلامي بأن هناك من يرغب في الإعتداء على مكة المكرمة والمدينة المنورة – وهو نية الدولة الإقليمية - فهل لك أن تتصور أعداد المسلمين الذين سيستجيبون؟! 

إن مثل هذه القوة الكامنة والناعمة هي قوة للمسلمين والعرب والخليج .. وكل واحد منا. وحق لنا أن نفخر بذلك جميعا، ونحن جميعا في قارب واحد بإذن الله بدل التنافس الذي يصطاد فيه بعض المتصيدين من خارج المنطقة ممن يقتاتون على الخلافات ولايرغبون بنا خيرا.

(6)  أيها الأمير الكريم .. بما أننا نتكلم عن الموقع القيادي للعالم الإسلامي ، فدعني أذكر سموكم الكريم بأنه في أيام الشيخ زايد كان الكثير من (معلمي الدين) يتم انتدابهم من عندنا استشعارا بأن طريقنا واحد .. وفي السنوات الأخيرة لاحظنا أن أبو ظبي – تحديدا – توقفت عن ذلك ، واستقدمت شيخا مستشارا من اليمن خدعكم – كما خدع بعضنا من قبل بظهوره بمظهر جميل وكلام منمق على شاشات التلفاز – وتحول الدين بسببه لدى بعضنا وبعضكم الى (دروشة).

أيها الأمير الكريم – وأنت من أشقاءنا وأحباءنا وكبراءنا – فإنني أتمنى أن تطلب من أجهزة الأمارات الأمنية أن تحضر لك اشرطة فيديو مصورة – وبعضها موجود على اليوتيوب وبعض المواقع الأخرى – لكي تريكم ماذا يفعل ذلك الشيخ أمام شيخ طريقته الأكبر في احدى الدول .. والتي لايمكن لأي انسان أن يصفها الا بـ (الدروشة).

هؤلاء الدراويش مادخلوا دولة الا قضوا على كل شيء جميل فيها .. قضوا على الحكمة والعقلانية وجدية الحياة والعبودية الصحيحة للخالق .. ولذلك كان المستعمر لبعض الدول العربية يستخدمهم كأداة لتجهيل الناس ودفعهم في اتجاهات خاطئة حتى يتمكن من ركوب ظهورهم.

إن طريقنا وطريقكم كان ولايزال واحدا، وأتمنى اعادة النظر.

(7)  تتداول الصحف العالمية أنه مما يخيف سموكم الكريم عودة فصيل يمني من الأخوان للحكم.

دعني بداية أوضح بأن الشعب اليمني الكريم حر في من يختاره لمناصب بلاده.

إن غاية مايمكننا أن نساعد به اليمن – بعد اعادة السلاح للدولة اليمنية ووضع كافة الأحزاب على قدم المساواة – هو مساعدته في وقت لاحق للوصول الى عملية سياسية تسمح لهم بتداول السلطة والتوازن في قيادة بلادهم للوصول الى وضع أفضل بالنسبة لهم.

ولايحق لنا شرعا وعقلا – وقد أنعم الله علينا – أن نستخدم ما أعطانا من مال في سبيل الإساءة للآخرين والتدخل في شؤونهم وتعطيل حياتهم بدعوى أننا نعرف ماهو أفضل لهم ، وأنه ينبغي ابعاد هذا الفصيل أو ذاك.  

إننا – اذا فعلنا ذلك نكن من المعتدين (وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ).

(8)  إن الأخوان هم أخوة لنا. ومشكلتهم في مصر يمكن حلها بالعقلانية والحكمة وتدخل العقلاء من أمثالكم.  ومحاربتهم ستؤذي مصرا والعالم العربي والإسلامي. ويمكنك رؤية مظاهر الفرح لدى بعض من لايريدون خيرا بالأمة من جراء محاربة الأخوان، بينما لايأبهون البتة بقتل أخواننا في سوريا والعراق، ولو بالكيماوي والبراميل المتفجرة.

وهاهو الشيخ الزنداني – يحفظه الله - قد أصطف معنا ومع الشرعية ، وأعلن النفير العام لمساعدة التحالف للوصول الى اهدافه في اعادة الشرعية الى اليمن ، وايقاف عدوان الرئيس المخلوع وفصيل الحوثي على الدولة والمجتمع بمساعدة من دولة اقليمية لاتخفى عليكم. 

واذا كان الأخوان قد أخطأوا – في نظر بعضنا – فإنه ليس من المعقول أن نقوم بأفعال تسمح لأعداءنا بتفكيك قلوبنا والتمكن من ظهورنا وامور تأكل الأخضر واليابس.

ثم من منا لايخطيء ياشيخ محمد ؟! ولو كل انسان أخطأ عاقبناه واستمرينا في عقوبته وحربه وعداوته ، ولم نتسامح معه فإن ذلك مما يوردنا المهالك ويلغي الخير بين الناس.

والله تعالى يقول (عفا الله عما سلف) .. ومن المفترض أن نفتح صفحة جديدة ونغسل القلوب وننطلق للمستقبل.

ثم أيها الأمير الكريم .. ألا نريد أن يعفو الله عنا؟ أسمح لي أن أخذ الكلمات التالية من منتدى أهل الحديث، وفيه كلام كله حكمة لن تخفى على من كان في حكمتكم، ويعلم أنه في يوم سيلاقي الله تعالى وحيدا .. يطلب العفو منه:

الله يحب العفو . . ويحض على العفو . . ويدع عباده أن يعفو بعضهم عن بعض﴿فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا﴾ البقرة 109، ليعفو الله عنهم ويغفر لهم ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ النور 22

 إن من يعفو ويصفح قوي؛ لأنه يملك إرادته بمفرده . . وقادر؛ لأنه يستطيع أن يتخذ قراراته بنفسه، ولا يحتاج إلى قيم على أمره، أو وصي عليه يرجع إليه؛ ولذلك جاء اسم الله (العفو) خمس مرات في القرآن الكريم، واقترن باسمين من الأسماء الحسنى، وصفتين من صفات العلا:

مرة جاء مقترناً بالقدير﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ [النساء: 149]؛ ليدلنا أن العفو لا يكون إلا عن مقدرة وقدرة . . فالله يعفو عنك؛ وهو: قادر عليك.
وأربع مرات اقترن بالغفور ، مثل قوله ﴿فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا﴾ [ النساء 99 ، فمن عفا الله عنه غفر له حتى الذنوب الكبيرة الكثيرة . .

وتأمل هذه الآية ما أعظمها! وتدبر حكمتها ما أجملها ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾الشورى 30 . .  تأمل يا رعاك الله قوله﴿وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ فالله يعفو عن الكثير الكثير . . وأنت يا عبد الله لا تعفو عن زلة . . ولا تغفر كبوة . . ولا تلتمس عذراً . . فكيف تحب أن يعفو الله عنك . . ويغفر لك . . فيا أيها الإنسان ارحم ترحم . . واعف يعفو الله عنك . . واغفر يغفر لك!!

والعفو يورث الرضا والراحة النفسية؛ ولذلك قال الله﴿خُذِ الْعَفْوَ﴾ الأعراف 199 وكأن الذي يعفو يجني ثمار العفو لنفسه، ويأخذها ليضمها إلى رصيده: (فما زاد عبد بعفو إلا عزاً).

ولذلك، فإذا عفا الله عنك: غفر لك ذنوبك، ثم يرضى عنك ويعطيك حتى ترضى.

أنتهى كلامه. وهو درس لي قبل أن يكون درسا لغيري.

(9)   ذكرت الصحف العالمية ايها الشيخ الكريم رغبتكم زيارة بعض الدول للتسويق لما تحملونه من أفكار لحل مشكلة اليمن. 

بداية أتمنى أن تعيدوا النظر في حساباتكم فيما يخص امكانية تسويق علي عبدالله صالح أو أحد أبناءه ، فهذا الرجل خان بلاده مرات عديدة ، وخدعكم كما خدع الجميع، وهو يعطي الوعود ثم ينكثها المرة تلو المرة.

ومن أمثلة ذلك – مجرد مثال – تخطيطه دخول فصيل الحوثي لصنعاء ، ومساعدته له، وقوله أنهم سيحاربون الأخوان، وبالتالي يقضي الطرفان على بعضهما البعض، ونتخلص منهما. وأنتم صدقتموه مثل الجميع.

ومن ثم قام بتحذير الأخوان – بالإشاعات وبطرق غير مباشرة - من مغبة مواجهة الحوثي، والأخوان بطبيعة الحال انسحبوا، وهذا من حكمتهم.    وهو بذلك جعل الحوثي يحتل العاصمة السياسية صنعاء ، ومن ثم حاصر الرئيس وقضى على الشرعية رويدا رويدا حتى أوصلها الى ماهي عليه اليوم من فوضى.

أيها الشيخ الكريم: كيف يمكن الوثوق بشخص مخادع .. كاذب .. يعطي الوعود ثم ينكثها .. ويلعب على كل الحبال ؟

ستعطونه لجوءا سياسيا. ونحن كمفكرين نقول لو وضعتموه في غرفة مغلقة بدون هاتف ، فسوف يتدخل في شؤون اليمن ويحدث قلاقل فيها .. ولو من تحت الباب أو شق مفتاحه؟!

(10)   إن زيارة دول أخرى – أيها الأمير الكريم - للحديث عن ماتحملونه من افكار هو أمر نتمنى أن تعيدوا النظر فيه.

وهو يوضح أن من يشير عليكم به لايريد بكم ولا بدول المنطقة ودول التحالف خيرا.

وأتمنى أن تنتبهوا لبعض المحافل والمؤتمرات التي تسوق أفكارا شريرة على أنها أفكارا خيرة. وتستطيع اختراق حصوننا من خلال منسوبيهم الذين يعملون مستشارين هنا وهناك.

لايمكن من الناحية العقلانية أن تكون الأمارات ضد قطر أو قطر ضد الأمارات .. أو تكون مصر ضد تركيا أو تركيا ضد مصر .. فهم جميعا في منطقة واحدة .. مصيرهم واحد .. مستقبلهم واحد .. اذا أوذيت دولة منهم فبقية الدول ايضا أوذيت.

وومن المفترض أن يصلوا الى حلول لكل مايواجههم من أختلافات في الرأي من خلال النقاش المباشر أو الطلب من العقلاء والحكماء التدخل بينهم لتقريب وجهات النظر.

أننا جميعا في سفينة واحدة .. ومن المفترض أن نتناقش في الأفكار .. ولاتكون لنا مواقف مسبقة.  الواحد اليوم اذا اتخذ موقف مسبق مع زوجته وأولاده - ولم يناقشهم - أخذوا على خاطرهم منه، فكيف يارعاك الله مع دولة أخرى؟

لذلك أتمنى أن تلغي زيارتكم لأي دولة خلال هذا الأسبوع لأنهم سيسجلون كل مكالمة تقولها ثم يوصلونها ويشرحونها بطرقهم ، فيزداد الإختلاف في وجهات النظر.

لقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم بعدم التنازع واختلاف الرأي المؤدي الى الجفاء والفشل وذهاب الريح ، فقال جل علاه(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )

والنجاح يحتاج الى تفاهم وصبر وقبول وتفهم ، والفشل أمر سيء أيها الأمير الكريم، والفشل تلو الفشل في المنطقة العربية والإسلامية أمر ملحوظ ، وله مسبباته التي منها ادخال دول أخرى لها مصالحها الخاصة بين الأشقاء، فتطغى مصالحهم على مصالحنا المشروعة في منطقتنا. وهو أمر لن يخفى على من يتسم بحكمتكم.

أننا نرى الأمارات وكل دول العالم العربي الإسلامي أخوانا وعمقا لبعضهم البعض .. ونرجو من الله العلي القدير أن يجمعنا جميعا على الخير دائما، وأن يحمينا من شر كل من به شر.

أخيرا ..

أوجه عنايتكم الكريمة الى أنني لم استأذن أحدا في كتابة هذه الرسالة ، فأنا من المسموح لهم بإبداء رأيه منذ أيام الملك فهد والأمير نايف رحمهما الله، وقد سار على هذا النهج الملك عبدالله رحمه الله، وأعتقد أن الملك سلمان يسير على هذا النهج برغم أن هذا هو أول مقال أكتبه منذ توليه مقاليد الحكم يحفظه الله، وذلك لعلمهم بأنني لايمكن أن اقدم الا مافيه كل محبة وخير للآخرين.

وأتمنى أيها الأمير الكريم أن تتقبل ما اكتبه ولو كوجهة نظر تتأملها .. فهي من محبتي لكم ولهذا العالم العربي والإسلامي .. والمثل يقول (صديقك من صدقَك لا من صدّقك) .. ونحن على العهد باقون معكم تملأ محبتكم قلوبنا .. ونأمل أن تملأ محبتنا قلوبكم.  
وتقبلوا سموكم الكريم فائق التحية والتقدير. 

وتقبلوا سموكم الكريم فائق التحية والتقدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق