"الرياض" تلتقي من زارهم الأمير عبدالله في منازلهم وترصد المشاعر بتكوين فريق لدراسة الفقر
جولة - محمد الغنيم ومناحي الشيباني تصوير - بندر بخش * لاقت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني مساء أمس الأول (الأربعاء) لعدد من الأحياء بالرياض بصحبة عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وعدد من المسؤولين أصداء ايجابية واسعة بين سكان وأهالي تلك الأحياء.
وأكدوا في أحاديث ل "الرياض" التي تجولت في أحياء الشميسي، الجرادية، العود، السبالة مساء أمس، أن هذه الجولة التفقدية لسموه ليست مستغربة على قيادتنا الرشيدة التي عودت المواطنين على تلمس الاحتياجات والوقوف على أحوال المواطنين على أرض الواقع.
وثمنوا توجيه سمو ولي العهد بتكوين فريق عمل لدراسة الفقر في المملكة.
"الرياض" قامت بجولة على الأحياء التي زارها سمو ولي العهد والتقت المواطنين ورصدت مشاعرهم..
* "اللحظات والدقائق التي قضاها سمو ولي العهد بمنزلي هي الأغلى في حياتي.." بهذه الكلمات تحدث أحد المواطنين الذين تشرف مساء أمس الأول (الأربعاء) بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني له في منزله "المتواضع" في حي الشميسي وتحديداً على شارع العويدة خلال جولة سموه التفقدية لعدد من الأحياء بالرياض يصحبه فيها عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمسؤولين.
روى هذا المواطن وهو عسكري في البحرية أسعد لحظات حياته كما يصفها ل "الرياض" قائلاً: في حوالي الساعة الحادية عشر مساءً وعندما كنت في منزلي بشارع العويدة بحي الشميسي جالساً مع أبنائي سمعت صوتاً في الشارع وخرجت لأتفاجأ بسمو سيدي ولي العهد - رعاه الله - أمامي وبدون أي مقدمات فقلت لسموه الكريم ومرافقوه تفضلوا يا سيدي أبا متعب حياكم الله، فقبل سموه دعوتي ودخل منزلي يصحبه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز وعدد من المسؤولين.
ثم دخل سموه داخل المنزل وشاهداً عدداً من الغرف واطمأن على وضعي وأسرتي وهل نحن مرتاحين، واطلع سموه الكريم كذلك وصحبه على صالة الجلوس والمطبخ، وسألني - رعاه الله - عن كل أموري الأسرية وحتى عن عملي، اضافة لأصحاب السمو الملكي الأمراء الذين كانوا في معية سموه اطمأنوا على وضعي وسألوني عن مدى راحتي وأسرتي من جميع النواحي.
وأضاف وقبل خروج سموه وعدنا بلجنة للنظر في الحي والأسر المحتاجة ومساعدتها على وجه السرعة.
وأشار هذا المواطن أنه أمضى في منزله الذي زاره سمو ولي العهد فيه (21) سنة وهو ملك له حيث بناه له والده يرحمه الله.
وقدم في نهاية حديثه ل "الرياض" عميق شكره وتقديره وامتنانه للقيادة الرشيدة على اهتمامها ورعايتها لكل ما فيه خير ورفعة لهذا الوطن ومواطنيه، منوهاً في السياق ذاته بحرص سمو ولي العهد على تلمس احتياجات أبنائه المواطنين والوقوف على ذلك على أرض الواقع وبدون أي ترتيبات مسبقة، مؤكداً أن الدقائق التي جلسها سمو ولي العهد عنده هي الأغلى في حياته.
* وتحدث المواطن ناصر بن حمد بن نغيش 55عاماً قائلاً: كنا نشعر أن هناك شخصاً يقوم بمساعدة الفقراء في الحي.. وكانت المفاجأة لي عندما علمت أن من دخل علي في المنزل هو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
تقول زوجته المشلولة.. عندما شاهدت ولي العهد يحفظه الله.. لم يكن أمامي سوى البكاء فرحاً للتعبير عن الفرحة بقدوم ولي العهد إلى بيتنا المتواضع ولو كنت أستطيع المشي لفعلت ذلك وقمت باعداد القهوة له يحفظه الله لكني امرأة مشلولة وقد أصبت بجلطة منذ خمس سنوات وأنا مقعدة علي هذا السرير.. لكني لا أملك سوى الدعاء للأمير عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله وإلى جميع الأسرة المالكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله.
وعن الكلمات التي قالها لها سمو ولي العهد قالت كان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله يسألني عن (صحتي.. وعن معاناتي) لكنني لم أستطع الحديث والاجابة على أسئلة من شدة الموقف.. ولم يكن امامي سوى البكاء تعبيراً عن الفرح بمقدم سموه يحفظه الله (فوالله انني لم اتوقع ان يدخل الامير عبدالله بن عبدالعزيز منزلنا في يوم من الايام).
ويعود زوجها المواطن ناصر بن حمد بن نغيمش الحديث قائلا: اننا نعاني ظروفا صعبة للغاية من فقر.. ومرض.. وخاصة في علاج زوجتي المصابة من اكثر من خمس سنوات .
واشار المواطن ناصر الى ان الامير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وعدهم خيرا بانهاء معاناتهم خلال الايام القليلة القادمة.
ودعا المواطن ناصر بن حمد الذي قام الامير عبدالله بن عبدالعزيز بزيارتهم مؤخراً في منزلهم الكائن بحي الشميسي الله سبحانه وتعالى ان يحفظ حكومتنا الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.
الخير يصلكم إلى حد منازلكم
(الخير يصلكم إلى حد منازلكم) هكذا قالها لنا الامير عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بهذه الكلمات بدأ حديثنا مع المواطن فهد سالم حسن من سكان حي الشميسي والذي قام ولي العهد بزيارة لمنزله والاطلاع على اوضاع اسرته، يقول المواطن فهد بن سالم بن حسن ان زيارة الامير عبدالله بن عبدالعزيز لمنزلي المتواضع خففت عني كثيرا من المعاناة فأنا اعاني من شدة الفقر والحاجة ويوجد لدي تسعة اطفال وقد شرحت معاناتي للامير عبدالله بن عبدالعزيز ونستبشر خيرا بهذه الزيارة التي تأتي من ضمن اهتمامات حكومتنا الرشيدة في الاطلاع على هموم ومعاناة بعض الاسر المحتاجة ونسأل الله ان يطيل في عمر قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وان يوفق الامير عبدالله بن عبدالعزيز في اعماله الخيرية لمساعدة الضعفاء.
"الريض" تزور حي العود
واثناء جولة "الرياض" لرصد انطباع الاسر الفقيرة في بعض الاحياء بمدينة الرياض لزيارة سموه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني عبر عدد من سكان حي العود بالرياض عن فرحتهم الغامرة بزيارات ولي العهد للاحياء الفقيرة المجاورة لحيهم.. وقالوا اننا نتمنى ان يحظى حي العود بزيارات مشابهة للاطلاع على احوالنا.
ولخص المواطنون الذين التقتهم الرياض في حي العود معاناتهم مع الفقر.. ونقص المياه.. اضافة الى اصابتهم ببعض الامراض ومعاناتهم من الشروط التعجيزية التي تفرضها عليهم جمعيات البر.. عند طلبهم للمساعدة.
* كما قامت "الرياض" بجولة على عدد من احياء الرياض مساء امس كحي الشميسي وحي الجرادية وحي العود وحي السبالة ورصدت الاوضاع والتقت سكان تلك الاحياء ورصدت المشاعر والانطباعات لزيارة الخير التفقدية التي قام بها سمو ولي العهد وصحبه الكرام لعدد من تلك الاحياء، والتي ارتسمت واضحة على محيا الاهالي وسكان تلك الاحياء قبل ان نلتقي معهم، معبرين عن بالغ سعادتهم وسرورهم بهذه الزيارة الميمونة التي تحمل الخير الكثير للمواطنين.
واكد عدد منهم ممن التقتهم "الرياض" في منازلهم مساء امس انهم استقبلوا توجيه سموه الكريم بتكوين فريق عمل لدراسة الفقر في المملكة ووضع استراتيجية وطنية للحد منه ومعالجته، خلال زيارته الاخيرة هذه قوبل بكثير من الامتنان والعرفان، سائلين المولى عز وجل ان يجزي سمو ولي العهد خير الجزاء وان يجعل ما قدمه ويقدمه من سهر وحرص على راحة المواطنين وتلمس احتياجاتهم شخصيا في موازين حسناته انه سميع مجيب الدعاء.
المواطن فهد الدوسري الذي يسكن في منزل شعبي متواضع جدا هو و(15) فردا من افراد الاسرة يعولهم وحده في حي العود، زارته "الرياض" في منزله ظهر امس حيث عبر عن بالغ سعادته بتلقي خبر تكوين فريق عمل لدراسة الفقر في المملكة ووضع الحلول له.
واكد الدوسري الذي يعمل في الحراج ولا يتجاوز دخله اليومي ال (40) ريالا يعول بها (15) فردا، في وضع اسري حرج، اكد على انه يعلق الآمال الكبيرة على هذا التوجيه الكريم بتشكيل فريق عمل لدراسة الفقر لانتشاله واسرته من الوضع الصعب الذي يعيشه يوميا في صراع مع الكهرباء والماء ومتطلبات الحياة المتزايدة.
احد المواطنين كذلك ممن التقتهم "الرياض" في منزله بأحد تلك الاحياء التي زرناها رفع اكف الضراعة للمولى عز وجل سائلا الله ان يحفظ قيادتنا الرشيدة وان يديم على هذه البلاد نعمه الكثيرة.
واوضح في حديثه انه يعاني من المصاريف المتزايدة ومصاريف (3) عمليات اجراها وتتطلب علاجا دائما واقساطا شهرية تصل الى (1390) ريالا تقتطع من مرتبه الذي لا يتجاوز ال (2600) ريال معلقا آماله الكبيرة على هذا الفريق المشكل للنظر في وضعه الحرج ومساعدته للتغلب على مصاعب الحياة.
=======
الجمعـة 17 رمضـان 1423 هـ 22 نوفمبر 2002 العدد 8760
الأمير عبد الله يزور الأحياء القديمة في الرياض ويؤكد أن مشكلة الفقر لا تعالج ارتجاليا
ولي العهد: السمع ليس كالنظر والمسؤولية تحتم تخطي المكاتب * تشكيل فريق عمل لوضع استراتيجية وطنية للحد من الفقر
|
الرياض: «الشرق الأوسط»
قام الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني مساء امس بزيارة تفقدية لبعض الاحياء القديمة في مدينة الرياض، وذلك في اطار حرص ولي العهد على الالتقاء بإخوانه وأبنائه المواطنين والاطمئنان عليهم وتفقد احوالهم والاطلاع على حاجاتهم.وقد قام ولي العهد بزيارة لعدد من المنازل حيث اطمأن على ساكنيها وتبادل معهم الحديث في أبوة حانية، وشاهد على الواقع الحال الذي يعيشونه في هذه المنازل الصغيرة واستمع الى مطالبهم، معبرين عن اعتزازهم بهذه الزيارة التفقدية الكريمة وداعين الله ان يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد والنائب الثاني.
وفي نهاية الجولة أدلى الامير عبد الله بتصريح نقلته وكالة الانباء السعودية قال فيه: «انني اليوم بين أهلي وقومي جئت لأتفقد امورهم وانظر احوالهم، فليس السمع كالنظر، فنحن مؤتمنون امام الله جل جلاله تجاه كل فرد من ابناء الوطن العزيز».
واضاف قائلا: «وزيارتي هذه لا تحمل الرياء واعوذ بالله منه، ولكنها المسؤولية التي تحتم على كل مسؤول ان يدرك أن دوره يتخطى المكاتب ويتجاوز حدود المراجعين، فمن الناس من يمنعهم حياؤهم السؤال وان اشتدت بهم الحاجة، فالله جل جلاله يقول: «للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم».
وأكد قائلا: «هؤلاء لهم حق علينا نسعى لهم في محاولة المؤتمن المجتهد ان شاء الله ان نعي الاسباب ونوجد الحلول لأوضاعهم، لذلك فالهدف من مجيئي هنا الليلة يحمل واجبا تمليه علينا عقيدتنا الاسلامية التي تتجاوز اي اعتبارات سياسية او اعلامية».
وبين بالقول: «ما حضوري اليوم بين اخواني واخواتي وابنائي وبناتي الا لوازع انساني نابع كما قلنا من شرعنا المطهر ثم باهتمام اخي خادم الحرمين الشريفين لنسلط الضوء على مشكلة الحاجة التي تجعل من بعض المواطنين دون ذنب منهم يعانون ظروفا حياتية قاسية، فمشكلة الفقر لا تعالج بقرارات ارتجالية ولا تحلها الامنيات والاحلام، ولكنها تتطلب معالجة موضوعية في ضوء استراتيجية وطنية شاملة عمادها التكافل الاجتماعي، تسهم فيها الدولة يدا بيد مع المقتدرين من شرفاء هذا الوطن وهم ان شاء الله ممن وصفهم الحق تعالى بقوله الكريم «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم».
وأوضح ان هذه الاستراتيجية تتطلب قبل كل شيء الاعتراف بالمشكلة ومن ثم طرح تلك الاستراتيجية وتنفيذها على أرض الواقع بشكل عاجل، تاركا تفاصيلها لوزير العمل والشؤون الاجتماعية علي النملة، مبينا ان التحدي صعب ولكن الارادة المتوكلة على الله جل جلاله قادرة على مواجهته.
واضاف في هذا السياق قائلا: «نعم اننا ندرك ان ما نأمله لا يمكن ان يتحقق في يوم وليلة، ولكننا واثقون ان الله العلى القدير سيمدنا بعونه، ويمكننا من القيام بما يمليه علينا ديننا ثم وطنيتنا نحو اهلنا من ابناء وطننا الكرام الذين يعيشون في ظل الفاقة، حتى يستطيع كل مواطن في اي مكان من بلادنا الغالية ان يحصل على الحد اللائق من متطلبات الحياة الكريمة ان شاء الله».
كما اضاف: «واني من مكاني هذا اهيب بكل مقتدر ان يسارع ويساهم معنا. ولا اعظم من قول الحق تعالى أنطق به وأدعو كل من اغناه الله من فضله قائلا: «ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء»، واني لشديد الرجاء بالله جلت قدرته ثم بأبناء هذا الوطن من المقتدرين».
وقد رافق ولي العهد خلال الجولة الامير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، والامير نواف بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والامير عبد الإله بن عبد العزيز، والفريق اول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، والامير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة، ورئيس الشؤون الخاصة لولي العهد ابراهيم بن عبد الرحمن الطاسان، ووكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عوض بن بنيه الردادي.
جريدة الشرق الاوسط
==========
كتب - مندوب "الرياض":
* شهدت الرياض مساء أول من أمس حدثاً تاريخياً فقد حمل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني مكتبه إلى بيوت البسطاء في أحياء الرياض القديمة ليبحث في أوضاع الفقراء ويتخذ قراراً استراتيجياً يؤكد حيوية الدولة وقربها من الناس، فقد وجَّه - حفظه الله - بإجراء دراسة شاملة لأوضاع الفقراء.
وقد زار سموه عدداً من المنازل حيث اطمأن على ساكنيها وتبادل معهم الحديث واستمع إلى مطالبهم.
وفي استطلاع لـ "الرياض" أشار عدد من المواطنين والمواطنات الذين التقى بهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى جولة سموه.. وقالوا في حديث لـ "الرياض": إن زيارة سموه ليست مستغربة. وثمنوا توجيه سموه بتكوين فريق عمل لدراسة الفقر في المملكة معربين عن امتنانهم على الرعاية والاهتمام ومنوهين باللحظات التاريخية قائلين انها أغلى اللحظات في حياتهم.
كما تحدث لـ "الرياض" معالي رئيس الشؤون الخاصة لسمو ولي العهد الأستاذ إبراهيم عبدالرحمن الطاسان عن زيارة سمو ولي العهد لبيوت الفقراء وروى تفاصيل الجولة وقال إن جولة سموه مفاجأة لم يكن مرتب لها من قبل.
كما نوه عدد من رجال الأعمال والمختصين بالقرار الاستراتيجي بإجراء دراسة شاملة لأوضاع الفقراء وتكوين فريق عمل يقوم بدراسة الفقر في المملكة.
وأكدوا لـ "الرياض" المسؤولية في هذا الجانب ليست مسؤولية دولة أو رجال أعمال بل هي مسؤولية الجميع. وقد تعود المواطنون من رجال الأعمال على التكامل الاجتماعي.
وأشاروا إلى أن دعوة ولي العهد بوضع استراتيجية لمكافحة الفقر تلقى القبول والاستحسان من الجميع، وأن الخطوة الأولى لهذا العمل هي تشجيع الموسرين لتخصيص زكاتهم للصندوق الذي سينشأ لهذا الغرض لتحسين أحوال الفقراء.
قام الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني مساء امس بزيارة تفقدية لبعض الاحياء القديمة في مدينة الرياض، وذلك في اطار حرص ولي العهد على الالتقاء بإخوانه وأبنائه المواطنين والاطمئنان عليهم وتفقد احوالهم والاطلاع على حاجاتهم.وقد قام ولي العهد بزيارة لعدد من المنازل حيث اطمأن على ساكنيها وتبادل معهم الحديث في أبوة حانية، وشاهد على الواقع الحال الذي يعيشونه في هذه المنازل الصغيرة واستمع الى مطالبهم، معبرين عن اعتزازهم بهذه الزيارة التفقدية الكريمة وداعين الله ان يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد والنائب الثاني.
وفي نهاية الجولة أدلى الامير عبد الله بتصريح نقلته وكالة الانباء السعودية قال فيه: «انني اليوم بين أهلي وقومي جئت لأتفقد امورهم وانظر احوالهم، فليس السمع كالنظر، فنحن مؤتمنون امام الله جل جلاله تجاه كل فرد من ابناء الوطن العزيز».
واضاف قائلا: «وزيارتي هذه لا تحمل الرياء واعوذ بالله منه، ولكنها المسؤولية التي تحتم على كل مسؤول ان يدرك أن دوره يتخطى المكاتب ويتجاوز حدود المراجعين، فمن الناس من يمنعهم حياؤهم السؤال وان اشتدت بهم الحاجة، فالله جل جلاله يقول: «للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم».
وأكد قائلا: «هؤلاء لهم حق علينا نسعى لهم في محاولة المؤتمن المجتهد ان شاء الله ان نعي الاسباب ونوجد الحلول لأوضاعهم، لذلك فالهدف من مجيئي هنا الليلة يحمل واجبا تمليه علينا عقيدتنا الاسلامية التي تتجاوز اي اعتبارات سياسية او اعلامية».
وبين بالقول: «ما حضوري اليوم بين اخواني واخواتي وابنائي وبناتي الا لوازع انساني نابع كما قلنا من شرعنا المطهر ثم باهتمام اخي خادم الحرمين الشريفين لنسلط الضوء على مشكلة الحاجة التي تجعل من بعض المواطنين دون ذنب منهم يعانون ظروفا حياتية قاسية، فمشكلة الفقر لا تعالج بقرارات ارتجالية ولا تحلها الامنيات والاحلام، ولكنها تتطلب معالجة موضوعية في ضوء استراتيجية وطنية شاملة عمادها التكافل الاجتماعي، تسهم فيها الدولة يدا بيد مع المقتدرين من شرفاء هذا الوطن وهم ان شاء الله ممن وصفهم الحق تعالى بقوله الكريم «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم».
وأوضح ان هذه الاستراتيجية تتطلب قبل كل شيء الاعتراف بالمشكلة ومن ثم طرح تلك الاستراتيجية وتنفيذها على أرض الواقع بشكل عاجل، تاركا تفاصيلها لوزير العمل والشؤون الاجتماعية علي النملة، مبينا ان التحدي صعب ولكن الارادة المتوكلة على الله جل جلاله قادرة على مواجهته.
واضاف في هذا السياق قائلا: «نعم اننا ندرك ان ما نأمله لا يمكن ان يتحقق في يوم وليلة، ولكننا واثقون ان الله العلى القدير سيمدنا بعونه، ويمكننا من القيام بما يمليه علينا ديننا ثم وطنيتنا نحو اهلنا من ابناء وطننا الكرام الذين يعيشون في ظل الفاقة، حتى يستطيع كل مواطن في اي مكان من بلادنا الغالية ان يحصل على الحد اللائق من متطلبات الحياة الكريمة ان شاء الله».
كما اضاف: «واني من مكاني هذا اهيب بكل مقتدر ان يسارع ويساهم معنا. ولا اعظم من قول الحق تعالى أنطق به وأدعو كل من اغناه الله من فضله قائلا: «ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء»، واني لشديد الرجاء بالله جلت قدرته ثم بأبناء هذا الوطن من المقتدرين».
وقد رافق ولي العهد خلال الجولة الامير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، والامير نواف بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والامير عبد الإله بن عبد العزيز، والفريق اول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، والامير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة، ورئيس الشؤون الخاصة لولي العهد ابراهيم بن عبد الرحمن الطاسان، ووكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عوض بن بنيه الردادي.
جريدة الشرق الاوسط
==========
المواطنون عقب زيارة ولي العهد لهم: اللحظات التي قضاها الأمير عبدالله بيننا هي الأغلى في حياتنا
كتب - مندوب "الرياض": * شهدت الرياض مساء أول من أمس حدثاً تاريخياً فقد حمل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني مكتبه إلى بيوت البسطاء في أحياء الرياض القديمة ليبحث في أوضاع الفقراء ويتخذ قراراً استراتيجياً يؤكد حيوية الدولة وقربها من الناس، فقد وجَّه - حفظه الله - بإجراء دراسة شاملة لأوضاع الفقراء.
وقد زار سموه عدداً من المنازل حيث اطمأن على ساكنيها وتبادل معهم الحديث واستمع إلى مطالبهم.
وفي استطلاع لـ "الرياض" أشار عدد من المواطنين والمواطنات الذين التقى بهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى جولة سموه.. وقالوا في حديث لـ "الرياض": إن زيارة سموه ليست مستغربة. وثمنوا توجيه سموه بتكوين فريق عمل لدراسة الفقر في المملكة معربين عن امتنانهم على الرعاية والاهتمام ومنوهين باللحظات التاريخية قائلين انها أغلى اللحظات في حياتهم.
كما تحدث لـ "الرياض" معالي رئيس الشؤون الخاصة لسمو ولي العهد الأستاذ إبراهيم عبدالرحمن الطاسان عن زيارة سمو ولي العهد لبيوت الفقراء وروى تفاصيل الجولة وقال إن جولة سموه مفاجأة لم يكن مرتب لها من قبل.
كما نوه عدد من رجال الأعمال والمختصين بالقرار الاستراتيجي بإجراء دراسة شاملة لأوضاع الفقراء وتكوين فريق عمل يقوم بدراسة الفقر في المملكة.
وأكدوا لـ "الرياض" المسؤولية في هذا الجانب ليست مسؤولية دولة أو رجال أعمال بل هي مسؤولية الجميع. وقد تعود المواطنون من رجال الأعمال على التكامل الاجتماعي.
وأشاروا إلى أن دعوة ولي العهد بوضع استراتيجية لمكافحة الفقر تلقى القبول والاستحسان من الجميع، وأن الخطوة الأولى لهذا العمل هي تشجيع الموسرين لتخصيص زكاتهم للصندوق الذي سينشأ لهذا الغرض لتحسين أحوال الفقراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق