الاتراك يحيون ذكرى ضحايا العصابات الأرمنية
نظم مجموعة من موظفين متقاعدين من وزارة الخارجية التركية، وأسر الشهداء، وسياسيين دبلوماسيين في العاصمة التركية، مسيرة لإحياء ذكرى ضحايا الذين قتلوا من خلال العمليات الإرهابية التي ارتكبتها العصابات الأرمنية.
واحتشد المشاركون في المسيرة أمام تمثال “مصطفى كمال آتاتورك” وسط العاصمة أنقرة، وحملوا صورا لشهداء دبلوماسيين وآخرين قضوا جراء عمليات إرهابية، قامت بها منظمة “أصالا الأرمنية الإرهابية” في الفترة مابين 1975 و 1994.
وقال السفير المتقاعد “توغاي أولوتشاويك” – الذي شارك في المسيرة-: “أجتمعنا اليوم لإحياء ذكرى الشهداء من الدبلوماسيين والموظفين، الذين قتلوا غدرا على يد منظمة أصالا، في داخل وخارج تركيا”، مضيفا: “أن المزاعم الأرمنية حول أحداث عام 1915 عبارة عن كذبة“.
ومن جهته، خرجت منظمات المجتمع المدني في ولاية “يوزغات” وسط الأناضول، بمسيرة احتجاجية، معربين عن رفضهم للادعاءات الأرمنية المتعلقة بأحداث عام 1915.
وقال رئيس جمعية “فكر آتاتوك” الذي شارك في المسيرة: “إن الهدف من الادعاءات الأرمنية هو تقسيم تركيا”، مضيفا: “يحاولون خلق الإبادة الكاذبة“.
وفي نفس السياق، نظمت ولاية “قارص” شمال شرقي تركيا، مراسم لاحياء ذكرى مقتل 570 شخصا على يد الأرمن، شارك فيه عدد من المواطنين، ورؤساء البلديات وشخصيات أخرى.
واجتمع المواطنين عند النصب التذكاري لـ 570 شهيدا، في قرية “سوبتان” التابعة لقارص، واستذكروهم بالرحمة عقب عزف النشيد الوطني التركي.
جدير بالذكر أن منظمة أصالا الإرهابية (الجيش الأرمني السري لتحرير أرمينيا)، يسارية متطرفة مسؤولة عن مهاجمة أهداف تركية في الخارج، بين عامي 1975 و1985 وطالت عددا من الدبلوماسيين، وانتهى نشاطها عام 1994 بعد تفككها لعدة مجموعات صغيرة افتقرت للدعم.
أحداث عام 1915
تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914.
وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.
وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية تعطل الطرق اللوجستية لإمدادات الجيش العثماني، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.
وسعيا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء “الإبادة الأرمنية” المزعومة، في كل عام.
وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق