قبلة المرتزقة والانقلابيين
المحرر السياسي
وصل "مشرف" قائد أحد الانقلابات الدموية في باكستان، وصل قبله "أحمد الزند" الذي تطاول وأساء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وقبل ذلك كان "أحمد شفيق"، و "عائلة المخلوع اليمني"، و "محمد دحلان"، و"عائلة بشار الأسد"، و القتلة والمجرمين من تونس، والانقلابيين من "ليبيا"، وكثير من المرتزقة القادمين من "كولومبيا- وآخرين من أمريكا اللاتينية"، وجمع من نظام "زين العابدين" و "المخلوع مبارك"، حتى الفاسدين في نيجيريا يعملون في الإمارات بما فيها أموال الرئيس النيجيري السابق، ورئيس جهاز المخابرات الذي يخضع للمحاكمة.
ليست هذه "الإمارات" التي أسسها شيوخها الكرام، والتي تحولت إلى كل الألسنة التي تنال من سمعتها بسبب إيواءها المجرمين والقتلة والفاسدين ومنتهكي الديانات والمسيئين للرسول، ليست الإمارات التي أسسها "الشيخ زايد" طيب الله ثراه، لتكون نموذج لكل الوطن العربي في اتحادها وقوتها وقرب قيادتها من مواطنيها أولاً ومن أبناء الوطن العربي ثانياً؛ ليست "الإمارات" التي تربينا عليها والتي يقف الجميع إجلالاً لذكرها الطيب، أما اليوم يتجهم الجميع لذكرها بسبب ما تقدمه من آلام وأوجاع لشعوب المنطقة.
نحن أمام "صنيع" لا يمثل الإمارات ولا شعبها ولا قيمها وتقاليدها، ونحسب أن كل الإماراتيين يبرأون مما يوغل في نفوس العرب الكراهية ضدهم وضد دولتهم، وأكثر من ذلك يقفون صفاً واحداً إزاء كل جرائم انتقاص بحق الوطن وحق شيوخها الأفاضل، فالإمارات ستبقى طريقاً ونوراً للجميع كما أرادها الأباء عبر الأجيال، وكما نريدها نحن صانعة التاريخ والمستقبل كشعب مغلوب على أمره يحاول المرتزقة والقتلة والمجرمين توجيه دفتها بعيداً عن أحلامنا وأحلام مؤسسي دولتنا.
"الإمارات" بحاجة إلى الإصلاح وليست الحاجة وليدة اللحظة، بل منذ مدة طويلة، قامت الحاجة في 2011م إلى تقديم عريضة إصلاحات تتضمن مجلس وطني كامل الصلاحيات هو ما يحقق تطلعات الشعب ويناقش قضاياه، لكن أولئك الهاربون من بلدانهم وصلوا الإمارات مع الخوف الأمني من كل أزهار الربيع العربي، فيما كانت الإصلاحات ضروريات وليست متطلبات، ومن أجل بقاء-هؤلاء الفارين- صنعوا كل "موبقات" لا تعرفها الإمارات، وشنوا حملة اعتقالات وتعذيب وتصفيه بحق الإصلاحيين، وأخذوا زمام المبادرة لتحريك دفة السياسة الخارجية، بشيء من الخبث وكثير من الكراهية، فحولوا الدولة إلى قبلة "المعتمرين" و"الإنقلابيين" وجنرالات الحروب، وكارثيو الجرائم ومنتهكو التعذيب، فأضحت الدولة بعيداً عن شعبها وعن مواطنيها، وعن محيطها العربي والإقليمي.
يقول الشيخ زايد طيب الله ثراه: "إنني منذ بداية خلافات العالم العربي إلى يومنا هذا لم أبت ليلة واحدة مسروراً وأسعى دائماً وأود أن أبذل الجهد وأصرف المال من أجل ألا يختلف الشقيق مع شقيقه".
أما اليوم فموطن الإمارات أصبح ملاذاً وملجأً للفارين، وتحولت سياسة الدولة لصرف المال من أجل استمرار قمع الشعوب المطالبة بالحرية في دول الربيع العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق