الاثنين، 28 مارس 2016

الإمارات عرّابة المؤامرات رجوى الملوحي

الإثنين، 27 أبريل 2015




الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الناشزة عن منظومة السياسات الخليجية وأهدافها وأبعادها، السابحة في فضاء سياستها ومصالحها وأهدافها الخاصة البعيدة كل البعد عن المصلحة العامة لاتحاد مجلس التعاون الخليجي، وأمن الخليج ووحدته واتحاده في خندق واحد ضد أعدائه؛ بل إنها اليوم بمثابة خنجر في خاصرته، وشريان عاصٍ في عمق قلبه، في ظل استئثار إمارة أبو ظبي بزعامة محمد بن زايد بمفاصل الدولة السياسية والأمنية بعد انقضاضه على سلطة الإمارة وتنفيذه انقلابا أبيض على أخيه الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات وحاكم أبو ظبي وتغييبه قسريا عن الساحة السياسية والإعلامية بشكل واضح، ما سبب استياءً بالغا لدى محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي المديون لمحمد بن زايد منذ إمداد إمارة أبو ظبي جارتها دبي بعشرات المليارات إثر أزمة الديون التي ضربت ثاني أكبر إمارة في دولة الإمارات عام 2009.

السياسة الخارجية الإماراتية

تقوم السياسة الخارجية الإماراتية اليوم على محور وحيد وهو المصالح المادية والاقتصادية التي تعمل الامارات على اكتسابها وتوظيفها لصالحها كما يتم توظيف المال السياسي لخدمة أهدافها ومشاريعها ، ما يعني أنها تحيك علاقاتها مع الدول بناءً على مصالح مادية فقط ، من أمثلة ذلك ، أن حجم المبادلات التجارية الضخمة التي تتم على أرض الامارات جعلها تعتمد بشكل أساسي سياسيا ومخابراتيا على الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الامريكية ، كما يربط الامارات بإيران علاقات اقتصادية وتجارية قوية جدا بالرغم من احتلال ايران للجزر الإماراتية الثلاث إلى يومنا هذا ..

ومن خلال سياسة الامارات الخارجية القائمة على مصالح اقتصادية وتوظيف ضخم للمال السياسي لعبت الامارات دوراً بارزاً لم يعد يخفى على احد ، بالمساعدة على إجهاض الثورات العربية من مصر إلى سوريا فليبيا وتونس واليمن ، من خلال توظيفها لأموال طائلة لدعم الأنظمة الديكتاتورية أو الثورات المضادة أو الانقلابات العسكرية ، تعدى ذلك إلى مساندة الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة لعملياته في ”تهويد” مدينة القدس بأموال وصلت إلى البنوك الإسرائيلية من الامارات لشراء 34 شقة سكنية في القدس المحتلة وكلّه مُثبَت بالوثائق بحسب ما صرح به الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية عام 1948 .

الأزمة السعودية الإماراتية و"عاصفة الحزم"

إن المنطقة العربية بعد عاصفة الحزم على اليمن ليست كما قبلها وبخاصة منطقة الخليج العربي ، فالسعودية اليوم تدرك تماماً خصومها على الساحة العربية وبالتأكيد فإنها لن تنسى من خذلها وتآمر ضدها ، على رأسهم وفي مقدمتهم " عيال زايد " كما يحلو للمعلقين والمغردين تسميتهم ..

عاصفة الحزم التي كانت فرصة للسعودية لتدارك أخطاء الماضي واستعادة الدور الريادي في المنطقة فشلت في تحقيق مرادها، كما أن الترويج لعاصفة حزم بعد انتهائها بأنها نصر عربي مؤزر لا يمت للواقع بصلة ، فالعاصفة انتهت كما بدأت مفاجئة للجميع بدون سابق انذار إزاء الضغط الأميركي والتهديدات الإيرانية وتخلي الحلفاء بل خيانتهم ، وعرّاب هذه الخيانة الامارات ، التي احتضنت حليف الحوثي علي عبد الله صالح وابنه ، وإمدت جماعة أنصار الله بأموال تساعدهم في استمرار قتالهم كما حفظت أموال صالح في بنوكها ، ليتضح أن هدف الإمارات من الدخول في تحالف دول الخليج هو ضرب حزب الإصلاح ذراع الاخوان المسلمين في اليمن وإرجاع علي عبد الله صالح إلى الحكم لخلق زعامة يمنية موالية لها ، كما أن التهديدات الإيرانية بكشف المستور عن الإمارات بسبب تصريحات وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد الذي شن هجوما شديد اللهجة على إيران يكشف مدى تورط الامارات بالتنسيق مع ايران في ملفات شائكة تصل إلى حد التآمر على أمن الخليج العربي ودعم طهران في كل من سوريا والعراق .

وختاما فإن السياسة المجردة من الاخلاقيات بنوايا مصلحية عبثية مدعومة بالمال السياسي تشكل سلاحا قويا لقتل القضايا العربية وتشييع ثوراتها ولا يقتصر الأمر على الامارات ، ولكنها تتصدر الساحة حاليا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق