الأحد، 13 مارس 2016

نسَب وتقوى السيستاني... بين الحقيقة والوهم. احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 20:35

النسب هو رابطة سامية وصِلة عظيمة بين الناس تُعزز من تلاحمهم وتآلفهم وتؤنس وحشتهم وتربطهم بالقيم والمثل العليا التي سطَّرها أسلافهم، وأن العناية والاهتمام بالأنساب ليس وليد اللحظة ولا يختص بعصر أو قومية أو ثقافة أو بلد خاص، بل هو وليد حاجة الإنسان في عصوره الغابرة، حيث كانت الحاجة تدعوه إلى الألفة والتعاطف والارتباط بالماضي ليستلهم منه الدروس والعِبر ليرسم منه حاضرا رغيدا ومستقبلا مشرقا،
يقول النبي العربي القرشي: « تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم» فعلم الأنساب عند العرب منذ القديم بل وعند الإسلام لم يكن وسيلة للتمييز العنصري، أو التمايز الطبقي الاجتماعي والديني، وإنما كان وسيلة للرقي والتهذيب الاجتماعي والأخلاقي بأرقى صوره،
ثمة أصوات نشاز تنطلق من هنا وهناك، وخصوصا من الذين عجزوا عن إثبات أنسابهم أو نسب مرجعهم السيستاني، يحاولون القفز على حقيقة أهمية النسب وضرورة معرفته وإثباته، فراحوا يخلطون الأوراق ويلتفون على بعض النصوص الشرعية وتأويلها بالشكل الذي يوحي للمقابل أنْ لا قيمة للنسب، وان الاهتمام به ضرب من التعصب والجاهلية، فيُلبسون الباطل لباس الحق، ليوهموا البسطاء من الناس، ضاربين بعرض الجدار ما ورد في الشارع المقدس كتاباً وسنةً من موارد صريحة على أهمية النسب وعلاقته ببعض الأحكام الشرعية...
فمن جملة الموارد التي تم توظيفها من قبل أولئك هي أية التقوى، فراحوا يؤولون هذه الآية بما تشتهى أنفسهم ويتلاءم مع تفكيرهم الشاذ ليسدوا عجزهم عن إثبات نسب سيستانيهم، فهم تعاملوا مع الآية بصورة انتقائية تقطيعية، كما يتعامل اليهود والنصارى مع النصوص الشرعية، فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، فالآية بنصها الكامل والذي هو:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، تُبين الحكمة الإلهية من التنوع في خلق الناس من ذكر وأنثى وجعلهم شعوب وقبائل، لكي يتعارفوا ويتجانسوا ويتواصلوا ويتآلفوا ويتواددوا، فالتنوع يطرد الوحشة ويجلب الأنس والتآلف، وحتى يحصل التعارف، لابد من علم يبحث فيه فكان علم الأنساب وموضوعه النسب هو المتخصص بذلك، نعم التقوى هي المعيار، لكن لا يوجد في الآية ما يدل على التعارض بين النسب ومعرفته والاعتزاز به اعتزازً شرعيا أخلاقيا مجتمعيا تراحميا تواصليا وبين التقوى، ويا ليت أولئك الذين فسروا وأولوا هذه الآية بالتعارض يتعاملون معها بموضوعية وحيادية بحيث يجعلون التقوى هي معيارهم في التقييم والاختيار ولا يضعون بعض الاعتبارات التي ما أنزل الله بها والعقل من سلطان، بل ويضربون التقوى عرض الجدار، فالسيرة العملية لهم تثبت بكل وضوح أنهم يقدمون الأعجمي على غيره مهما كان سلوكه ومواقفه حتى وان كان مخالفا للشرع والأخلاق والإنسانية، ولا وجود للتقوى في تقيمهم واختيارهم،
فبمجرد أن يكون المرجع أعجمي وخصوصا الإيراني يكفي، بل إنهم اختزلوا التقوى بالأعجمي المنحدر من أصل فارسي إيراني، وكأنَّ التقوى نصُّ مُنزل في الأعجمي الإيراني فكل رجل دين إيراني فهو تقي ولا يحق لأحد إن يعترض على ذلك أو يسال أو يشك فيه، وبطبيعة الحال عندهم فان مَنْ يكون أعجميا إيرانيا فهو تقيا وإذا ما ارتدى العمة السوداء فهو سيدا حتى لو لم يقدم دليلا يثبت سيديته ولا يحق لأحد أن يسال عن سيديته ونسبه أو يناقش أو يستفسر، فانه كفر وخروج عن المذهب في نظر هؤلاء...،هذا من جهة، ومن جهة أخرى إنَّ دعوى التقوى فقط هي المهم في مرجع التقليد دعوى ناقصة ومخالفة للشرع، ولِما يذكره كافة علماء الشيعة من شرائط وضوابط في مرجع التقليد، فلو كانت التقوى وحدها كافية لجاز تقليد كل تقي، حتى لو لم يكن حائزا على رتبة الاجتهاد والأعلمية، ومن هنا يتضح زيف وبطلان وخداع مَنَ يحصر ويختزل شرائط المرجعية في التقوى فحسب، يضاف إلى ذلك فان الجهل بالنسب وعدم معرفته وعدم تقديم دليل على إثباته وصحته يقدح في عدالة مرجع التقليد التي هي من شروط المرجع، كما انه يقدح في طهارة مولده وهو أيضا من الشروط ويقدح في إيمانه ويقدح في تقواه، فمن لا يمتلك دليلا على نسبه فهو غير تقي، ومن يدعي الانتساب إلى نسب قوم وهو ليس منه، فهو في النار كما قال الرسول: « ومن ادعى قومًا ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار »، وعليه حتى لو سلمنا (جدلاً) أن التقوى وحدها كافية في المرجع، فان عدم تقديمه دليلا يثبت نسبه، سيُبطل تقواه وبالتالي لا يصح تقليده، وهذا وحده يكفي في الطعن بتقليد السيستاني ومرجعيته وحسب دعوى وكلائه وأبواقه، لأنه غير تقي كونه لم يقدم دليلا ولا اثرا يثبت نسبه، هذا فضلا عن الحديث عن فراغه العلمي وكونه مرجع الإعلام والإحتلال والفساد والمفسدين والمليشيات، وقد تحدى المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني أن يأتي السيستاني بما يمتلكه من أموال وإعلام وسلطة ونفوذ، بدليل أو اثر يثبت نسبه حيث قال:
((هذا المسكين سيدكم يضع المُشَجَّر هنا، مَنْ عنده مُشَجَّرا من أولئك؟!!!، وضعناه حتى ندفع الشبهة عن أنفسنا، مَنْ عند مُشَجَّر هم ؟!!!، ونحن نُتَّهَم...!!!، يأتي من بلاد السند والهند، لا يُعرف !!!، مجرد يدعي السيادة ويقول انا سيد وانتهى الأمر!!!، لا يوجد مَنْ يحكي!!!، لا يوجد مَنْ يعترض!!!، لا يوجد مَنْ يناقش!!!، لا يوجد مَنْ يُشير بإصبع!!!، لا يوجد مَنْ يتنفس!!!، لا يوجد مَنْ يأمر أو ينهي بأي كيفية كان!!!، الآن العناوين الرئيسة، أنا أتحداكم، العناوين الرئيسة مَنْ يتصدى الآن ، كل أهل النجف يتبرون من أن يعملوا له أي مُشَجَّر، بما يملكون من مؤسسات وأموال ومليارات الدولارات، لم يستطع احدهم أن يحرك احد النسابة لكي يعمل له مُشَجَّر، عيب وخزي وعار، ونحن نتهم بالسيادة!!!!، الحمد لله رب العالمين....)).
ختاما نقول بدلا من الالتفاف على النصوص الشرعية والعلمية واستخدام الخداع والتضليل قدموا دليلا يثبت نسب السيستاني، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ولكن أنى لكم ذلك وقد اتبعتم ملة أمريكا وإيران وقرآن المحتل وقد سقتم العباد والبلاد من سيء إلى أسوأ...، فأين النسب وأين التقوى التي تتبجحون بها؟!!!.
https://www.youtube.com/watch?v=nKhQUncSydA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق