حاولوا الطعن في النبيِّ r قائلين : إن رسولَ الإسلامِ كان يجامع نساءه في ليلةٍ واحدةٍ وبغسلٍ واحدٍ، وهن أحدى عشرة امرأة .... والدليل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري (كِتَاب الْغُسْلِ...) بَاب ( إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ وَمَنْ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ) برقم 260 عن أَنَس بْن مَالِكٍ قَال َ: كَانَ النَّبِيُّ r يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ قَالَ : قُلْتُ لِأَنَسٍ : أَوَكَانَ يُطِيقُهُ قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ . وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ تِسْعُ نِسْوَةٍ .
الرد على الشبهة
أولًا: إن هذا الحديثَ ليس فيه أدنى شبهة بل هو يدل على أنه rرجل كامل الرجولة ، وأنه نعم الزوج ، ويدل على أنه نبي صادق من عند اللهِI ؛ فهذا النبي r كان يكثر من الصيامِ ، والقيام ، ويزهد في الدنيا ، ويقلل من الطعام ، ويدعو الناسَ لدين اللهِI ، ويجاهد في سبيلِ اللهِ ، ويحكم بين الناسِ بما أراه اللهُ ..... وعلى الرُغم من ذلك كله أعطاه اللهُ I القوة ليجامع زوجاته ، ويعطيهن حقوقهن ، مثل : العدلِ ، والإنفاقِ ، والحب لهن ......
وأتساءل : أليس ذلك قوة خارقة للعادة ؛ قوة في الجماعِ مع قلةِ طعامٍ ، وكثرة الصيام ، وزهد ، وجهاد... ؟ الجواب : بلى .
إذًا يبقى السؤالُ الذي يفرضُ نفسه هو: هل كمال الرجولة ، مثل إعطاء الزوجات حقوقهن كاملة بالعدل أصبح نقصا ؟! هذا هو .
وعليه فإن المعترضين يقبحون كلَّ جميلٍ أتى به محمدٌr ، ويزينون كل قبيحٍ وشاذٍ....
ثانيًا : إن هذا الحديثَ تفرد به معاذ بن هشام عن أبيه، ورواه البخاري أيضًا عن سعيد بن أبى عروبة وغيره عن قتادة ، فقالوا : " تسع نسوة " وهى الرواية الراجحة؛ فرِوَايَةُ هِشَام تُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ ضَمَّ مَارِيَة وَرَيْحَانَة إِلَيْهِنَّ وَأَطْلَقَ عَلَيْهِنَّ لَفْظَ " نِسَائِهِ " تَغْلِيبًا .أهـ قاله ابنُ حجرٍ في الفتحِ ( ج1 / ص 422 ).
وعليه : كان هذا ردًا علي قولِهم : كان يجامع نساءه في ليلةٍ واحدةٍ وبغسلٍ واحدٍ ، وهن إحدى عشرة امرأة .
ثالثًا : إن هناك سؤالًا يطرح نفسه هو : هل قصّر رسولُ اللهِ r مع ربه في عبادتِه ، وأداء رسالته بسبب طوافه على نسائه جميعًا في ساعةٍ واحدةٍ من الليل أو النهار ؟
الجواب : لم يحدث ذلك ؛ بل كان النبيُّ r يقضى نهاره في الجهادِ ، والدعوةِ ، والحكمِ بين الناسِ ، والسعي في توطيدِ أركانِ دولته الجديدة.... ويقضى ليله في قيامِ الليلِ، وقراءةِ القرآنِ، والدعاءِ ، فكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه فتسأله عائشة فيقول : " أفلا أكون عبدًا شكورًا " . رواه مسلم برقم 5045 .
وفي موقفٍ آخرٍ رواه مسلمٌ في صحيحِه برقم 750 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ r ذَاتَ لَيْلَةٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ:" سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ". فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ.
الملاحظ من الرواية الأخيرة أنها غارت حين افتقدته ، وظنت أنه ذهبَ إلى بعضِ نسائه، ولكن إذا بها تجده قائمًا بين يدي ربه I يناجيه...
رابعًا : إن في هذا الحديثَ (محل الشبهة ) أمور تدل على عظمةِ أخلاقِ النبيِّ من جهةٍ تغيب عن المعترضين منها :
1- أن الحديثَ بيانٌ عمليُّ لقولِه I : ] وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [ (النساء19) .
2- أن الحديثَ بيانٌ لكمال أخلاقِه وعدلِه rمع أهلِ بيتِه - رضي اللهُ عنهن - ؛ قال r : " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ". رواه ابنُ ماجةَ في سننِه برقم 1967 .
3-أن الحديث يبيّنُ كمال رأفته ، وحبه ، وعدله مع أهلِ بيتِه ؛ بيّنت ذلك عائشةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه برقم1823 عن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا .
خامسًا : أتساءل : هل كمال الرجولة في هذا الزمان عيبٌ ونقصٌ عند المعترضين ؟ و قد ثبت أن هذا كان من هدّي الأنبياءِ من قبله ؛ لهم زوجات يجامعوهن ولهم منهن ذرية ؛ قال I : ] وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ [الرعد38(
وجاء في الصحيحين، واللفظ للبخاري برقم 4841 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام : لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ: وَنَسِيَ فَأَطَافَ بِهِنَّ وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ قَالَ النَّبِيُّ r: " لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ ".
إذًا : سليمان بن داودu كان يطوف على مائة امرأة يجامعهن في ليلةٍ واحدةٍ فهل ذلك منقصة في حق سليمان u أم أنه رجلٌ كاملُ الرجولةِ ؟!
فإن قيل: إن هذا لم يحدث مع سليمانَ u، لم يذكره الكتاب المقدس ؟!
قلتُ : إن الكتابَ المقدس فيه ما يؤيد ما جاء في هذا الحديثِ ؛ لأنه يذكر أن لسليمانَu ألف امرأة (زوجة) ؛ ثبت ذلك في سفر الملوك الأول إصحاح 11 عدد 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ.
سادسًا : إن قيل : ما الحكمة في طوافِه على نسائِه في الليلةِ الواحدةِ ؟
قلتُ : إن القاضي عياض - رحمه اللهُ – ذكر الحكمة من طوافه على نسائه في الليلة الواحدة قائلًا :أَنَّ الْحِكْمَة فِي طَوَافه عَلَيْهِنَّ فِي اللَّيْلَة الْوَاحِدَة كَانَ لِتَحْصِينِهِنَّ ، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِهِ عَدَم تَشَوُّفهنَّ لِلْأَزْوَاجِ ، إِذْ الْإِحْصَان لَهُ مَعَانٍ مِنْهَا الْإِسْلَام وَالْحُرِّيَّة وَالْعِفَّة ، وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ لِإِرَادَةِ الْعَدْل بَيْنهنَّ فِي ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا ، كَمَا تَقَدَّمَ شَيْء مِنْ ذَلِكَ فِي " بَاب كَثْرَة النِّسَاء " . وَفِي التَّعْلِيل الَّذِي ذَكَرَهُ نَظَر لِأَنَّهُنَّ حَرُمَ عَلَيْهِنَّ التَّزْوِيج بَعْده وَعَاشَ بَعْضهنَّ بَعْده خَمْسِينَ سَنَة فَمَا دُونهَا وَزَادَتْ آخِرهنَّ مَوْتًاعَلَى ذَلِكَ .اهـ راجع فتح الباري (ج15 / ص 17) .
ثم إن ابنَ القرن الواحد والعشرين ومنهم المعترضون إذا بلغ الخمسين سنة من عمره يأخذ المنشطات والعقاقير حتى يعطي زوجته والواحدة حقها .... كذلك شهدت زوجات النَّبِيِّ r له بأنه كان أفضلَ الناسِ خَلقًا وخُلقا ؛قالت عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - :" كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ " ( مسند أحمد برقم23460 ).
وقد مدحته خديجة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - عند بدءِ الوحي لما قالت:"وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ". صحيح البخاري برقم 3 ، وغيرهن من الزوجاتِ لم يذكرن نقصًا للنبيِّ r قط بل العكس من ذلك .
سابعًا : إن اعتراضَهم حول جماعِهِ r لزوجاتِه بغسلٍ واحدٍ ليس فيه إشكالية قط ؛ فليس معنى ذلك أنهr بعد جماع الواحدة منهن لا يغسل فرجه ثم يتوضأ ...
يدل على ذلك ما ثبت في صحيحِ مسلم برقم 466 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيَتَوَضَّأْ ".
وليت المعترضين يحدثوننا عن الطهارةِ والغسلِ بعد جماعِ الزوجةِ من الكتابِ المقدس ؟!
الجواب : لا يوجد اغتسال عندهم بعد الجماع....
ثامنًا : سألني أحدُهم سؤالين :
السؤال الأول : كيف عرف أنسٌ t أن النبيَّ كان يجامع زوجاتَه في ليلةٍ واحدةٍ وبغسلٍ واحد ٍ؟
قلتُ : إن هذا الحديثَ من مراسيلِ الصحابةِy وهو مقبول عند أهلِ العلمِ ومعمول به ، أعني: أن أنسًا t سمع ذلك من بعضِ أمهاتِ المؤمنين ؛ سمع من عائشةَ أو سمع من عروةَ ، والدليل على ذلك هو ما ثبت في سنن أبى داود برقم 1823 عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا وَلَقَدْ قَالَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ حِينَ أَسَنَّتْ وَفَرِقَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا رَسُولُ اللَّهِ r : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمِي لِعَائِشَةَ فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِr مِنْهَا قَالَتْ : نَقُولُ فِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ I وَفِي أَشْبَاهِهَا أُرَاهُ قَالَ : ] وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا [ .
فإن قيل : إن الحديث يقول : إن عائشةَ قالت :" يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ". فهل يتعارض هذا مع حديث أنسٍ t ؟
قلت : لا ؛ حدث هذا وذاك ، وذلك بالجمعِ بين الروايتين .
السؤال الثاني : كيف عرف أنسٌ t وأصحابُه y أن للنَّبِيِّ r قوة ثلاثين رجلا فهل أخبرهم الرسول بنفسه ؟
الجواب : لم يخبرهم r، بل كان قولهم على سبيل المبالغة في قوته r لا أكثر؛ يدل على ذلك قول أنسٍ tنفسه:" كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ " .
نلاحظ " كُنَّا نَتَحَدَّثُ ".
تاسعًا : إن الكتابَ المقدس ذكر أن بعضَ أنبياءِ اللهِ زناة ، وذلك في عدةِ مواضعٍ منه....
وعليه أتساءل : أيهما أفضل رجلٌ يعطي للنساء حقوقهن الشرعية ، ويكفيهن ، مثل محمدٍ r ؛ أم أنبياء زناة ،ومنهم من يزني وزنا محارم بزعم الكتاب المقدس ؟! هذا هو الحديث يقول : كان يطوف على نسائه ( زوجاته ) أي: أنه لم يمس امرأة لا تحل له ، وهذا بخلاف حالِ بعضِ أنبياءِ الكتابِ المقدسِ فهو (الكتاب) ينسِبُ لهم جريمة الزنا ، وزنا المحارم ، مثل نبيِّ اللهِ داود ، و لوط .....
ثم إن المعترضين يعترضون على قولِ أنسٍ t: " كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ r ".
ولا يعترضون على قوةِ الشاب اليهودي شمشون الذي أمسك بثلاث مئة ثعلب ، وربطهم من أذيالهم.... !
تساءل أحدُ الإخوةِ قائلًا : كيف تركت الثعالبُ شمشون بأن يقوم بربط كل ذيلين مع بعضهما البعض ؟ وكيف تركوه يُشعل النار فيهم ؟ لك أن تتخيل أن كل ثعلبين تركاه يفعل ذلك ، وانتظر الآخرون دورَهم !
فلو كل ذيلين مربوطين مع بعضهما لما تحركت الثعالب من مكانها ؛ لأن كل منهما يحاول جذب الآخر إلى الاتجاهِ المعاكس !
قلتُ : إن هذا لا يعقل فليتهم يحاولون أن يفعلوا ذلك مع كلبين أليفين فقط ثم يخبرونني عن نتيجة ذلك !
جاء ما ذكرتُ في سفر القضاة الإصحاح 15عدد 4وَذَهَبَ شَمْشُونُ وَأَمْسَكَ ثَلاَثَ مِئَةِ ابْنِ آوَى، وَأَخَذَ مَشَاعِلَ وَجَعَلَ ذَنَبًا إِلَى ذَنَبٍ، وَوَضَعَ مَشْعَلاً بَيْنَ كُلِّ ذَنَبَيْنِ فِي الْوَسَطِ، 5ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ نَارًا وَأَطْلَقَهَا بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَ الأَكْدَاسَ وَالزَّرْعَ وَكُرُومَ الزَّيْتُونِ. !
وفي ( ترجمة كتاب الحياة) وَانْطَلَقَ شَمْشُونُ وَاصْطَادَ ثَلاَثَ مِئَةِ ثَعْلَبٍ وَرَبَطَ ذَيْلَيْ كُلِّ ثَعْلَبَيْنِ مَعاً وَوَضَعَ بَيْنَهُمَا مَشْعَلاً، 5ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ بِالنَّارِ وَأَطْلَقَ الثَّعَالِبَ بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَتْ حُقُولَ الْقَمْحِ وَأَكْدَاسَ الْحُبُوبِ وَأَشْجَارَ الزَّيْتُونِ.
قلتُ : يا لها من قوة رجلٍ بألفِ رجل !! بل أكثر من قوة ألف رجلٍ ؛ لأننا نجده بعد ذلك ضرب بفك حمار ألف رجل من الفلسطينين بمفرده فقتلهم جميعا !!
جاء ذلك في نفس السفر إصحاح 15عدد 15وَوَجَدَ لَحْيَ حِمَارٍ طَرِيًّا، فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ وَضَرَبَ بِهِ أَلْفَ رَجُل. 16فَقَالَ شَمْشُونُ: «بِلَحْيِ حِمَارٍ كُومَةً كُومَتَيْنِ. بِلَحْيِ حِمَارٍ قَتَلْتُ أَلْفَ رَجُل». 17وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ رَمَى اللَّحْيِ مِنْ يَدِهِ، وَدَعَا ذلِكَ الْمَكَانَ «رَمَتَ لَحْيٍ». لا تعليق!
وليتهم يخبروننا عن القصةِ التي جاءت في سفر أخبار الأيام الأول عن يشبعام وهو أحد أبطال داود : الذي هز رمحه على ثلاث مئة فقتلهم دفعة واحدة! وذلك في الإصحاح 11عدد11وَهذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً.
وليتهم يخبروننا عن القصةِ الواردةِ في سفر صموئيل الثاني عن يُشَيْبَ ،وهو أحد أبطال داود أيضًا هزّ رمحه على ثمان مئة فقتلهم دفعة واحدة! وذلك في الإصحاح23 عدد8هذِهِ أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً. لا تعليق !
كتبه / أكرم حسن مرسي
الرد على الشبهة
أولًا: إن هذا الحديثَ ليس فيه أدنى شبهة بل هو يدل على أنه rرجل كامل الرجولة ، وأنه نعم الزوج ، ويدل على أنه نبي صادق من عند اللهِI ؛ فهذا النبي r كان يكثر من الصيامِ ، والقيام ، ويزهد في الدنيا ، ويقلل من الطعام ، ويدعو الناسَ لدين اللهِI ، ويجاهد في سبيلِ اللهِ ، ويحكم بين الناسِ بما أراه اللهُ ..... وعلى الرُغم من ذلك كله أعطاه اللهُ I القوة ليجامع زوجاته ، ويعطيهن حقوقهن ، مثل : العدلِ ، والإنفاقِ ، والحب لهن ......
وأتساءل : أليس ذلك قوة خارقة للعادة ؛ قوة في الجماعِ مع قلةِ طعامٍ ، وكثرة الصيام ، وزهد ، وجهاد... ؟ الجواب : بلى .
إذًا يبقى السؤالُ الذي يفرضُ نفسه هو: هل كمال الرجولة ، مثل إعطاء الزوجات حقوقهن كاملة بالعدل أصبح نقصا ؟! هذا هو .
وعليه فإن المعترضين يقبحون كلَّ جميلٍ أتى به محمدٌr ، ويزينون كل قبيحٍ وشاذٍ....
ثانيًا : إن هذا الحديثَ تفرد به معاذ بن هشام عن أبيه، ورواه البخاري أيضًا عن سعيد بن أبى عروبة وغيره عن قتادة ، فقالوا : " تسع نسوة " وهى الرواية الراجحة؛ فرِوَايَةُ هِشَام تُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ ضَمَّ مَارِيَة وَرَيْحَانَة إِلَيْهِنَّ وَأَطْلَقَ عَلَيْهِنَّ لَفْظَ " نِسَائِهِ " تَغْلِيبًا .أهـ قاله ابنُ حجرٍ في الفتحِ ( ج1 / ص 422 ).
وعليه : كان هذا ردًا علي قولِهم : كان يجامع نساءه في ليلةٍ واحدةٍ وبغسلٍ واحدٍ ، وهن إحدى عشرة امرأة .
ثالثًا : إن هناك سؤالًا يطرح نفسه هو : هل قصّر رسولُ اللهِ r مع ربه في عبادتِه ، وأداء رسالته بسبب طوافه على نسائه جميعًا في ساعةٍ واحدةٍ من الليل أو النهار ؟
الجواب : لم يحدث ذلك ؛ بل كان النبيُّ r يقضى نهاره في الجهادِ ، والدعوةِ ، والحكمِ بين الناسِ ، والسعي في توطيدِ أركانِ دولته الجديدة.... ويقضى ليله في قيامِ الليلِ، وقراءةِ القرآنِ، والدعاءِ ، فكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه فتسأله عائشة فيقول : " أفلا أكون عبدًا شكورًا " . رواه مسلم برقم 5045 .
وفي موقفٍ آخرٍ رواه مسلمٌ في صحيحِه برقم 750 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ r ذَاتَ لَيْلَةٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ:" سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ". فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ.
الملاحظ من الرواية الأخيرة أنها غارت حين افتقدته ، وظنت أنه ذهبَ إلى بعضِ نسائه، ولكن إذا بها تجده قائمًا بين يدي ربه I يناجيه...
رابعًا : إن في هذا الحديثَ (محل الشبهة ) أمور تدل على عظمةِ أخلاقِ النبيِّ من جهةٍ تغيب عن المعترضين منها :
1- أن الحديثَ بيانٌ عمليُّ لقولِه I : ] وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [ (النساء19) .
2- أن الحديثَ بيانٌ لكمال أخلاقِه وعدلِه rمع أهلِ بيتِه - رضي اللهُ عنهن - ؛ قال r : " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ". رواه ابنُ ماجةَ في سننِه برقم 1967 .
3-أن الحديث يبيّنُ كمال رأفته ، وحبه ، وعدله مع أهلِ بيتِه ؛ بيّنت ذلك عائشةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه برقم1823 عن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا .
خامسًا : أتساءل : هل كمال الرجولة في هذا الزمان عيبٌ ونقصٌ عند المعترضين ؟ و قد ثبت أن هذا كان من هدّي الأنبياءِ من قبله ؛ لهم زوجات يجامعوهن ولهم منهن ذرية ؛ قال I : ] وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ [الرعد38(
وجاء في الصحيحين، واللفظ للبخاري برقم 4841 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام : لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ: وَنَسِيَ فَأَطَافَ بِهِنَّ وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ قَالَ النَّبِيُّ r: " لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ ".
إذًا : سليمان بن داودu كان يطوف على مائة امرأة يجامعهن في ليلةٍ واحدةٍ فهل ذلك منقصة في حق سليمان u أم أنه رجلٌ كاملُ الرجولةِ ؟!
فإن قيل: إن هذا لم يحدث مع سليمانَ u، لم يذكره الكتاب المقدس ؟!
قلتُ : إن الكتابَ المقدس فيه ما يؤيد ما جاء في هذا الحديثِ ؛ لأنه يذكر أن لسليمانَu ألف امرأة (زوجة) ؛ ثبت ذلك في سفر الملوك الأول إصحاح 11 عدد 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ.
سادسًا : إن قيل : ما الحكمة في طوافِه على نسائِه في الليلةِ الواحدةِ ؟
قلتُ : إن القاضي عياض - رحمه اللهُ – ذكر الحكمة من طوافه على نسائه في الليلة الواحدة قائلًا :أَنَّ الْحِكْمَة فِي طَوَافه عَلَيْهِنَّ فِي اللَّيْلَة الْوَاحِدَة كَانَ لِتَحْصِينِهِنَّ ، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِهِ عَدَم تَشَوُّفهنَّ لِلْأَزْوَاجِ ، إِذْ الْإِحْصَان لَهُ مَعَانٍ مِنْهَا الْإِسْلَام وَالْحُرِّيَّة وَالْعِفَّة ، وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ لِإِرَادَةِ الْعَدْل بَيْنهنَّ فِي ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا ، كَمَا تَقَدَّمَ شَيْء مِنْ ذَلِكَ فِي " بَاب كَثْرَة النِّسَاء " . وَفِي التَّعْلِيل الَّذِي ذَكَرَهُ نَظَر لِأَنَّهُنَّ حَرُمَ عَلَيْهِنَّ التَّزْوِيج بَعْده وَعَاشَ بَعْضهنَّ بَعْده خَمْسِينَ سَنَة فَمَا دُونهَا وَزَادَتْ آخِرهنَّ مَوْتًاعَلَى ذَلِكَ .اهـ راجع فتح الباري (ج15 / ص 17) .
ثم إن ابنَ القرن الواحد والعشرين ومنهم المعترضون إذا بلغ الخمسين سنة من عمره يأخذ المنشطات والعقاقير حتى يعطي زوجته والواحدة حقها .... كذلك شهدت زوجات النَّبِيِّ r له بأنه كان أفضلَ الناسِ خَلقًا وخُلقا ؛قالت عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - :" كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ " ( مسند أحمد برقم23460 ).
وقد مدحته خديجة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - عند بدءِ الوحي لما قالت:"وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ". صحيح البخاري برقم 3 ، وغيرهن من الزوجاتِ لم يذكرن نقصًا للنبيِّ r قط بل العكس من ذلك .
سابعًا : إن اعتراضَهم حول جماعِهِ r لزوجاتِه بغسلٍ واحدٍ ليس فيه إشكالية قط ؛ فليس معنى ذلك أنهr بعد جماع الواحدة منهن لا يغسل فرجه ثم يتوضأ ...
يدل على ذلك ما ثبت في صحيحِ مسلم برقم 466 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيَتَوَضَّأْ ".
وليت المعترضين يحدثوننا عن الطهارةِ والغسلِ بعد جماعِ الزوجةِ من الكتابِ المقدس ؟!
الجواب : لا يوجد اغتسال عندهم بعد الجماع....
ثامنًا : سألني أحدُهم سؤالين :
السؤال الأول : كيف عرف أنسٌ t أن النبيَّ كان يجامع زوجاتَه في ليلةٍ واحدةٍ وبغسلٍ واحد ٍ؟
قلتُ : إن هذا الحديثَ من مراسيلِ الصحابةِy وهو مقبول عند أهلِ العلمِ ومعمول به ، أعني: أن أنسًا t سمع ذلك من بعضِ أمهاتِ المؤمنين ؛ سمع من عائشةَ أو سمع من عروةَ ، والدليل على ذلك هو ما ثبت في سنن أبى داود برقم 1823 عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا وَلَقَدْ قَالَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ حِينَ أَسَنَّتْ وَفَرِقَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا رَسُولُ اللَّهِ r : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمِي لِعَائِشَةَ فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِr مِنْهَا قَالَتْ : نَقُولُ فِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ I وَفِي أَشْبَاهِهَا أُرَاهُ قَالَ : ] وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا [ .
فإن قيل : إن الحديث يقول : إن عائشةَ قالت :" يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ". فهل يتعارض هذا مع حديث أنسٍ t ؟
قلت : لا ؛ حدث هذا وذاك ، وذلك بالجمعِ بين الروايتين .
السؤال الثاني : كيف عرف أنسٌ t وأصحابُه y أن للنَّبِيِّ r قوة ثلاثين رجلا فهل أخبرهم الرسول بنفسه ؟
الجواب : لم يخبرهم r، بل كان قولهم على سبيل المبالغة في قوته r لا أكثر؛ يدل على ذلك قول أنسٍ tنفسه:" كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ " .
نلاحظ " كُنَّا نَتَحَدَّثُ ".
تاسعًا : إن الكتابَ المقدس ذكر أن بعضَ أنبياءِ اللهِ زناة ، وذلك في عدةِ مواضعٍ منه....
وعليه أتساءل : أيهما أفضل رجلٌ يعطي للنساء حقوقهن الشرعية ، ويكفيهن ، مثل محمدٍ r ؛ أم أنبياء زناة ،ومنهم من يزني وزنا محارم بزعم الكتاب المقدس ؟! هذا هو الحديث يقول : كان يطوف على نسائه ( زوجاته ) أي: أنه لم يمس امرأة لا تحل له ، وهذا بخلاف حالِ بعضِ أنبياءِ الكتابِ المقدسِ فهو (الكتاب) ينسِبُ لهم جريمة الزنا ، وزنا المحارم ، مثل نبيِّ اللهِ داود ، و لوط .....
ثم إن المعترضين يعترضون على قولِ أنسٍ t: " كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ r ".
ولا يعترضون على قوةِ الشاب اليهودي شمشون الذي أمسك بثلاث مئة ثعلب ، وربطهم من أذيالهم.... !
تساءل أحدُ الإخوةِ قائلًا : كيف تركت الثعالبُ شمشون بأن يقوم بربط كل ذيلين مع بعضهما البعض ؟ وكيف تركوه يُشعل النار فيهم ؟ لك أن تتخيل أن كل ثعلبين تركاه يفعل ذلك ، وانتظر الآخرون دورَهم !
فلو كل ذيلين مربوطين مع بعضهما لما تحركت الثعالب من مكانها ؛ لأن كل منهما يحاول جذب الآخر إلى الاتجاهِ المعاكس !
قلتُ : إن هذا لا يعقل فليتهم يحاولون أن يفعلوا ذلك مع كلبين أليفين فقط ثم يخبرونني عن نتيجة ذلك !
جاء ما ذكرتُ في سفر القضاة الإصحاح 15عدد 4وَذَهَبَ شَمْشُونُ وَأَمْسَكَ ثَلاَثَ مِئَةِ ابْنِ آوَى، وَأَخَذَ مَشَاعِلَ وَجَعَلَ ذَنَبًا إِلَى ذَنَبٍ، وَوَضَعَ مَشْعَلاً بَيْنَ كُلِّ ذَنَبَيْنِ فِي الْوَسَطِ، 5ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ نَارًا وَأَطْلَقَهَا بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَ الأَكْدَاسَ وَالزَّرْعَ وَكُرُومَ الزَّيْتُونِ. !
وفي ( ترجمة كتاب الحياة) وَانْطَلَقَ شَمْشُونُ وَاصْطَادَ ثَلاَثَ مِئَةِ ثَعْلَبٍ وَرَبَطَ ذَيْلَيْ كُلِّ ثَعْلَبَيْنِ مَعاً وَوَضَعَ بَيْنَهُمَا مَشْعَلاً، 5ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ بِالنَّارِ وَأَطْلَقَ الثَّعَالِبَ بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَتْ حُقُولَ الْقَمْحِ وَأَكْدَاسَ الْحُبُوبِ وَأَشْجَارَ الزَّيْتُونِ.
قلتُ : يا لها من قوة رجلٍ بألفِ رجل !! بل أكثر من قوة ألف رجلٍ ؛ لأننا نجده بعد ذلك ضرب بفك حمار ألف رجل من الفلسطينين بمفرده فقتلهم جميعا !!
جاء ذلك في نفس السفر إصحاح 15عدد 15وَوَجَدَ لَحْيَ حِمَارٍ طَرِيًّا، فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ وَضَرَبَ بِهِ أَلْفَ رَجُل. 16فَقَالَ شَمْشُونُ: «بِلَحْيِ حِمَارٍ كُومَةً كُومَتَيْنِ. بِلَحْيِ حِمَارٍ قَتَلْتُ أَلْفَ رَجُل». 17وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ رَمَى اللَّحْيِ مِنْ يَدِهِ، وَدَعَا ذلِكَ الْمَكَانَ «رَمَتَ لَحْيٍ». لا تعليق!
وليتهم يخبروننا عن القصةِ التي جاءت في سفر أخبار الأيام الأول عن يشبعام وهو أحد أبطال داود : الذي هز رمحه على ثلاث مئة فقتلهم دفعة واحدة! وذلك في الإصحاح 11عدد11وَهذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً.
وليتهم يخبروننا عن القصةِ الواردةِ في سفر صموئيل الثاني عن يُشَيْبَ ،وهو أحد أبطال داود أيضًا هزّ رمحه على ثمان مئة فقتلهم دفعة واحدة! وذلك في الإصحاح23 عدد8هذِهِ أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً. لا تعليق !
كتبه / أكرم حسن مرسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق