الثلاثاء، 27 فبراير 2018

اصبخ اقرب الطرق الي الشهرة الطعن في الدين و خالف تعرف


قد تنالوا بعضا من الشهرة ولكن لن تضروا الدين شيئا

بقلم عاهد الخطيب
يشتهر الناس بشكل أساسي قياسا بمدى تأثيرهم في غيرهم وبأنجازاتهم التي قدموها لمجتمعاتهم أو للبشرية جمعاء, ولذلك فمن البديهي أن نجد على رأس قائمة الاكثر شهرة أنبياء الله الذين هم صفوة خلقه وحملة الرسالات السماوية وكبار المفكرين وألادباء والقادة العظام الى اخر القائمة الطويلة من اصحاب الانجازات في كل ميادين العلم والمعرفة والاستكشاف والمهارات والمواهب , وقد تأتي الشهرة بذاتها ساعية لشخص عادي من عامة الناس بطريق المصادفة بسبب حدث مفاجيء ارادته له مشيئة الله وكل ذلك طبيعي, أما أن يبحث أحدهم ممن لا يمتلكون شيئا من مقومات الشهرة عنها بأي ثمن وأن كانت شهرة سوء على حساب العقيدة والمباديء فهذا ما هو شاذ عن المألوف ومدان ويعبر بصورة جلية عن خلل او علة في نفس صاحبه وشخصيته.

في وقتنا هذا وبوجود هذا الفضاء المفتوح من خلال كل وسائل الاتصال والتواصل المتاحة صار بامكان أي فرد يروم شهرة سريعة ميسرة لا يستحقها يحمل بطاقة هوية ديانته فيها الاسلام أو من أبناء الجاليات الاسلامية الذين يعيشون في الغرب بشكل خاص , أن يقوم ببساطة بتسجيل مقطع فيديو يضعه على الانترنت يدعي فيه أنه مسلم سابق وجد طريق الهداية والسلام في دين اخر ويحمل على الدين ويحّمله تزلفا ونفاقا ما ليس فيه ,على ما يشتهي من يوجه لهم الكلام من عموم جمهور الغرب المعبأة رؤوسهم أصلا من وسائل اعلامهم بالكثير من السوء عن الاسلام وأهله مما هيأ في نفوسهم متسعا لتقبل أي افكار كريهة مفزعة عن الاسلام والمسلمين مهما كان فيها من شطحات.

أما الاخطر من هؤلاء الافراد فهم فئة اخرى من المفكرين والكتاب او اصحاب المناصب المنبهرين بأفكار الغرب غثها وسمينها الكارهين لتعاليم دين هذه الأمة الطامحين في المزيد من الشهرة السريعة والاضواء والظهور الاعلامي اضافة الى مصالح ومنافع مادية قد حصلوا عليها او يمنون النفس بالوصول لها ان هم اثاروا شك الناس وريبتهم في أعز ما لديهم من دين وعقيدة, بطرح قضايا الشبهات واللعب على وتر بعض الخلافات الفقهية بين علماء الامة في السابق والحاضر وخصوصا موضوع المرأة وحجابها وحقوقها ومقارنة ذلك بمجتمعات اخرى اضافة الى جرأة البعض منهم التي وصلت حد التشكيك في بعض القضايا التي يراها جمهور المسلمين وعلمائها من الثوابت التي يجب عدم الخوض فيها ولكن هذه الشرذمة ممن يحسبون على هذه الامة يأخذون بمفهوم القاعدة العامة خالف تعرف فنقلوها لصيغة اطعن في الدين تشتهر.

هؤلاء الناعقين على وعي تام بان الغرب قد اتخذ الإسلام وأهله عموما والعرب منهم خصوصا عدوا جديدا بعد أحداث سبتمبر عوضا عن البلدان الشيوعية التي ناصبته العداء طويلا إبان حقبة الحرب الباردة فقد تبدل الحال الآن وصار أعداء الأمس بصفهم يتحالفون معهم ضد هذا العدو الجديد الذي يرون فيه بعبعا يهدد حياتهم ومنظومة قيمهم وطرق عيشهم , من اجل ذلك فان هؤلاء المارقين الباحثين عن الشهرة السريعة الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف صاروا لا يجدون أدنى صعوبة بالولوج من هذا الباب وأصبحت الحكومات والمؤسسات الغربية لا تخفي دعمها الواضح والصريح لهم وتمدهم بكثير من اشكال الدعم وتوفر لهم الملاذ الامن وقت الحاجة ,اضافة الى وسائل اعلام شتى تشرع لهم الابواب على مصراعيها ليقولوا ما يشاؤون .

لعل أنجع الطرق للتعامل مع هذه الفئة في اغلب الأحيان هي بتجاهلهم وعدم الرد عليهم لأنه بخلاف ذلك تعطى لهم قيمة لا يستحقون منها مقدار حبة خردل وان وجد أن الرد على احدهم هو الأفضل فليكن بمقداره ومن صاحب اختصاص تجنبا لضجة وصخب هي غاية ما يرومون.

نقول لهؤلاء : إن هذه العقيدة باقية كجبل راسخ لن تؤثر فيه حصياتكم التي ترمونه بها ولن تزحزحه عن مكانه قيد أنملة لان الله سبحانه وتعالى يقيض للدين في كل زمان من أصحابه المخلصين من يدافع عنه وينصره وهم والحمد لله كثر في هذا الزمن ولا يغيب عن بالكم أن كتاب الله مصدر الدين الأول محفوظ إلى قيام الساعة كما تعهد منزله, فتفيهقوا قدر ما شئتم, فانه لا أمل لكم في النيل من هذا الدين.
============

يريدونها سريعة على حساب الدين بقلم عاهد الخطيب

تاريخ النشر : 2010-12-08

يريدونها سريعة على حساب الدين بقلم عاهد الخطيب

يريدونها سريعة على حساب الدين

بقلم عاهد الخطيب

للبحث عن الشهرة وسائل عدة كان ولا زال أيسرها وأسرعها وصولا للهدف العمل بالقول -خالف تعرف- وبعض الكارهين لتعاليم دين هذه الأمة من المحسوبين عليها والطامحين للشهرة يستهويهم كثيرا مفهوم هذه القاعدة فعدلوه ليتناسب وأوضاعنا الراهنة فصارت عندهم -اطعن في الدين تشتهر- لينالوا مبتغاهم من حب الظهور والشهرة وان كانت شهرة سوء فمن أراد شهرة كهذه بين ليلة وضحاها فان خير ما يحقق له الغاية الطعن ببعض مسلمات العقيدة أو رموزها لان في ذلك مخالفة لإجماع الأمة والمساس بمشاعر السواد الأعظم من أبنائها وهم يفعلون ذلك تارة بطريق الغمز واللمز عند البعض وتارة أخرى بالقول الصريح الذي يصل حد الفجور فكلما تمادوا بغيهم وزادت وقاحتهم ازداد الرصيد في الطرف الآخر من جمهور المتفاعلين فالعلاقة طردية واضحة بين طرفي المعادلة تماما كما نعرفها في الرياضيات.

بين الفينة والأخرى يطل علينا احد هؤلاء ليشكك في بعض أمور هذا الدين ويتحفنا برؤية متفلسفة قد تنتشلنا من -الجهل والتخلف- إذا طبقت وجهة نظره بما فيها من تحريف وتشويه لبعض مسلمات الأمة في أمور دينها ودنياها مدعوما بظروف اجتمعت لصالحه من بعض وسائل إعلام تشرع الأبواب من أمامه لأنها تبحث عن أمثاله من اجل الإثارة وأغراض أخرى غير خافية على ذي بصيرة ومن خلفه غرب معاد لهذا الدين يوفر له الدرع الواقي والملاذ الآمن والحجة الجاهزة على الدوام بعدم تقييد حرية الرأي والتعبير مهما كانت شطحات صاحبها ومهما بلغ حجم الإساءة حتى ولو لأمة بأسرها ولعل قدوتهم في ذلك رسام الكاريكاتير الدنمركي سيئ الذكر الذي حقق شهرة ما كان ليحلم بها بسخريته وطعنه بخير بني البشر نقول لمعجبيه من هؤلاء اذهبوا لتسألوه أن كان يستطيع أن يسخر من محرقة اليهود أو يسفه من أمرها برسوماته فان فعل فإننا بطبيعة الحال لن نبرئه من جرمه الشنيع بحق نبينا ولكنا نقول على الأقل أن حرية تعبيرهم المزعومة طليقة غير مقيدة.

بعض من هؤلاء الناعقين على وعي تام بان الغرب قد اتخذ الإسلام وأهله عموما والعرب منهم خصوصا عدوا جديدا بعد أحداث سبتمبر عوضا عن البلدان الشيوعية التي ناصبته العداء طويلا إبان حقبة الحرب الباردة فقد تبدل الحال الآن وصار أعداء الأمس بصفهم متحالفون معهم ضد هذا العدو الجديد الذي يرون فيه بعبعا يهدد حياتهم ومنظومة قيمهم وطرق عيشهم من اجل ذلك فان هؤلاء الحاقدين الباحثين عن الشهرة السريعة الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف صاروا لا يجدون أدنى صعوبة بالولوج من هذا الباب وأصبحت الحكومات والمؤسسات الغربية لا تخفي دعمها الواضح والصريح لهم .

لعل أنجع الطرق للتعامل مع هذه الفئة من البشر في اغلب الأحيان هي بتجاهلهم وعدم الرد عليهم لأنه بخلاف ذلك تعطى لهم قيمة لا يستحقون منها مقدار حبة خردل وان وجد أن الرد على احدهم هو الأفضل فليكن بمقداره ومن صاحب اختصاص تجنبا لضجة وصخب هي غاية ما يرومون.

نقول لهؤلاء إن هذه العقيدة باقية كجبل راسخ لن تؤثر فيه حجارتكم التي ترمونه بها ولن تزحزحه عن مكانه قيد أنملة لان الله سبحانه وتعالى يقيض للدين في كل زمان من أصحابه المخلصين من يدافع عنه وينصره وهم والحمد لله كثر في هذا الزمن ولا يغيب عن بالكم أن كتاب الله مصدر الدين الأول محفوظ إلى قيام الساعة كما تعهد منزله فتفيهقوا كما شئتم فانه لا أمل لكم في النيل من هذا الدين.

عاهد علي الخطيب

جامعة الملك سعود-الرياض

====================


إذا أردت الشهرة فاطعن فى الإسلام

هاني صلاح الدين نشر في أخبار اليوم يوم 17 - 07 - 2010

أصبح أقصر طريق للشهرة وتسليط الأضواء على المجاهيل أن يثيروا قضايا جدلية، لا ينبنى عليها أى عمل يصب فى مصلحة الأمة، على أن تكون هذه القضايا تحمل بين ثناياها طعنًا فى الإسلام وأصوله.

وقد ابتلينا على مدار الأشهر الماضية بمجموعة من مدعى التنوير والحداثة، يشهرون أسلحتهم فى وجه ثوابت وهوية الأمة، فمنهم من بث سمه وأشهر سيفه فى وجه كتب التراث الإسلامى ورجاله، مثل صحيح البخارى ومسلم والقرطبى وابن كثير، وغيرها من الكتب التى تعد من العلامات المضيئة فى تاريخ التراث الإسلامى، طاعنين فيها، مطالبين بالتخلص منها، بل ووصل الأمر بهم إلى الطعن فى بعض الصحابة من المحدثين والتطاول عليهم، وعلى رأسهم التقى النقى محدث هذه الأمة أبو هريرة رضى الله عنه.

ثم وجدنا هؤلاء يخرجون علينا بفتاوى شاذة ما أنزل الله بها من سلطان، مثل فتوى التدخين وعدم إفساده للصيام، وعدم فرضية الحجاب، وجواز تقبيل الشباب والفتيات فى حدائق عامة تخصص لهذا الشأن، وتحريم تعدد الزوجات.

بل وجدنا منهم من استهان بالنصوص القرآنية، وجعلها موروثا ثقافيا، يخضع للنقد، ومنهم من يثير قضايا لا تفيد أمتنا، كمصير والدى الرسول فى الآخرة، ومنهم من تخصص فى التشكيك فى سير الصحابة، وتشويه صورتهم أمام البسطاء، ومنهم من تخصص فى الطعن فى التاريخ الإسلامى وإهالة التراب على رموزه.

وهذه المجموعة من أجل تحقيق أهدافهم يرتدون ثوب الدفاع عن الإسلام والخوف عليه، والباحث فى الأمر يجد أن هؤلاء يستهدفون التخلص من السنة، وتشكيك شبابنا خاصة ضعيف التدين والاطلاع منهم، فى ثوابت الحديث وصحيح الدين، بهدف تحجيم الصحوة الإسلامية التى عمت فى معظم البلدان العربية والإسلامية.

ومكافأة لهم على دورهم الفاسد، نجد هؤلاء يتحولون بقدرة زعماء الميديا ومن خلفهم الحركة الصهيونية، والحركة العلمانية العالمية إلى نجوم فضائيات ورؤوس للتنوير والفكر التقدمى، ويفرد لهم مساحات فى الصحف، وتحولوا إلى أبطال مغاوير، يحيطون بدروع بشرية تنهش من يحاول الاقتراب من مناقشة أفكارهم وكشف زيفها، ويكيلون لهم التهم الجاهزة مثل الظلاميين والمتطرفين والمتشددين وكل ذلك لإرهاب من يحاول المساس بأفكارهم ومخططاتهم.

لكن لن ترهبنا دعواتهم التخويفية، وسنواصل دك معاقل هؤلاء المتلاعبين بالدين وثوابته، مقارعين الرأى بالرأى والحجة بالحجة.

==================

عندما يصبح الدين بوابة للشهرة

مولاي التهامي بهطاط

الجمعة 04 دجنبر 2015 -

ليس جديدا ولا غريبا أن يكون الخوض في بعض المسائل الدينية من أسرع الطرق لتحقيق الشهرة بأقل جهد ممكن.

فمع الطفرة التي عرفتها وسائل الاتصال في السنوات الأخيرة، أصبح المتلقي أمام طوفان من المعلومات والمعطيات المتدفقة بشكل يستحيل معه التحكم فيها، أو التمييز بين غثها وسمينها.

في هذا الصدد يمكن أن نميز بين نموذجين اثنين استفاد كل منهما من اللحظة التاريخية ليجد لنفسه مكانا تحت الاضواء.

النوع الأول يتمثل في ظاهرة "الدعاة الجدد".

فهذه الفئة استغلت وسائل الاتصال والتواصل المتوفرة، لتسويق "بضاعتها" بغض النظر عن قيمتها العلمية، علما أن كثيرا من رموز هذه الظاهرة ونجومها لا يتوفرون على الرصيد العلمي والمعرفي والمستوى الأكاديمي الذي يؤهلهم لنيل وصف "داعية"، بل إن أغلبهم يستعملون أدوات "الحلايقي" (الحكواتي بلهجة المشارقة)، فيروون قصصهم التاريخية المنتقاة بعناية، بشكل مسرحي تمثيلي، ينجح فعلا في تجميع الناس حولهم.

بدأت هذه الظاهرة مع الغزو الخليجي لـ"الفضاء" ليس عبر المركبات الفضائية وإنما عبر القنوات الفضائية التي تناسلت في العقدين الأخيرين مثل الفطر.

فاشتهر "دعاة" شباب بأصواتهم الهادئة، وبـ"مسكنتهم" وإسلامهم "اللايت".. فكانوا "بديلا ممكنا" على النقيض من دعاة "التطرف" وصراخهم وضجيجهم و"إسلامهم" الذي يبتدئ بالجلد ولا ينتهي بتقطيع الأعناق.. ثم دخلت بعض الأجهزة الأمنية المحلية على الخط، لخلط الأوراق وضرب هؤلاء بهؤلاء وتجنيد أولئك، وفي كل الأحوال نجح "الدعاة الجدد" في التحول إلى ظاهرة، مع ما يعنيه ذلك من شهرة ومال وحظوة، حتى أن بعضهم أصبح أهم من "الرقاصة" في أعراس المجتمع المخملي في المشرق والمغرب..

لقد نجح هؤلاء في تسويق صورة أحاذية الرؤية عن الإسلام، حيث بالغوا في نشر قصص الرحمة والرقة والبكائيات والزهد في الدنيا.. وهي مواضيع لا تخفى الجهات التي تستفيد -حتى لا أقول تملي- سيناريوهاتها وحواراتها..

غير أن للواقع حكمه البات في النهاية، فكثير من هؤلاء كشفوا غير ما مرة عن جهلهم بأبسط مسائل الدين، بل إن تركيزهم على النبش في قصص الصالحين وكراماتهم لشغل الناس عن الواقع وعن المطالبة بالحقوق الضائعة، جعل بعضهم يقع في أخطاء يفترض ألا يقع فيها حتى المبتدؤون، خاصة في زمن ثورة المعلومات حيث صار البحث ميسرا ومجانيا.

وأبرز مثال على ذلك، قصة "الداعية الشاب" مصطفى حسني الشهير.. الذي كتب في تدوينة مؤخرا بأن الهجرة النبوية وقعت في مستهل شهر محرم ... بينما وقعت فعلا في ربيع الأول..

كما سقط آخرون عندما حاولوا ترويج "بضاعة سياسية" في بورصة الانتخابات باستغلال رصيدهم الشخصي الذي اتضح أنه ضعيف جدا.. كما حدث مع عمرو خالد المصري الداعية الآخر الأشهر..

بالنسبة لهذا النموذج (الدعاة الجدد)، فإن نقطة ضعفه تتمثل أساسا في غياب التكوين العلمي الصحيح، حيث إنه راهن على تقديم "فرجة" تلفزية أو انترنيتية تصور الدين أحيانا بطريقة "فنطازية" وتجد قطعا سوقا رائجة لدى الحالمين بعودة أمجاد الماضي، لكنها من الناحية الواقعية ترسخ فقط صورة المسلم الخامل المتواكل الذي يزهد في الدنيا على أمل أن تأتيه ذليلة صاغرة...

ألم يقل كارل مارك إن الدين أفيون الشعوب؟


أما النموذج الثاني، فقد اختار أسلوبا مناقضا، وأكثر ضجيجا.

فخلال السنوات الأخيرة، وخاصة مع المساحات الشاسعة التي وفرها العالم الافتراضي، أصبح الطعن في الدين، أو في بعض رموزه، من المنافذ التي يتسلل منها الباحثون عن شهرة سريعة.

صحيح أن التشكيك والطعن والافتئات على الدين ليس جديدا، بل هو قديم قدم الدين نفسه، لكن حتى فترة قريبة كان الخوض في المسألة الدينية -من هذه الزاوية تحديدا- حكرا على بعض كبار المنظرين "اللادينيين".

فهؤلاء كانوا في مستوى أكاديمي معين، وكانوا ينشرون آراءهم بتوقيعاتهم الحقيقية -أي أنهم يتحملون مسؤولية ما يكتبونه عن قناعة- ويخوضون مواجهات مع "حرس التراث" ومع "التيارات المحافظة" وحتى مع أجهزة "الإسلام الرسمي".. بل كان نشر مقالاتهم في الصحف والمجلات يتطلب شجاعة كبيرة حتى من طرف المشرفين على هذه المطبوعات.

وبغض النظر عن الموقف من كتاباتهم، فهؤلاء على الأقل كانوا يملكون عتادا معرفيا يؤهلهم للدخول في سجالات بلا بداية وبلا نهاية مع مخالفيهم، بل إن بعضهم دفع حياته ثمنا لأفكاره، وبعضهم الآخر اضطر للهجرة نحو منافي اختيارية بحثا عن فضاءات "آمنة"، وبعضهم الثالث باع نفسه لجهات -داخلية أو خارجية- استعملته لتحقيق أهدافها الخاصة، ثم أعطته حصة بسيطة من الكعكة أو لفظته لفظ النواة بعد استهلاكه.

لكن الإشكال الذي ظهر مع ثورة الأنترنيت في السنوات الأخيرة، هو أنه أصبح كل من هب ودب يمكنه أن يكتب -غالبا بأسماء مستعارة- كلاما تافها لكن فيه إساءة لله تعالى، أو للرسول صلى الله عليه وسلم أو للصحابة رضي الله عنهم أو للقرآن أو السنة .. فينقض عليه بعض "أهل الكهف" - والتعبير هنا مجازي طبعا- ليتحول إلى نجم فيسبوكي، وإلى بطل "افتراضي" يصول ويجول، مع أنه لا يستطيع تركيب جملة واحدة صحيحة دون "حوادث سير" لغوية أو نحوية أو إملائية أو تعبيرية..

ويمكن تقسيم هذا النموذج إلى فصيلين رئيسيين:

فصيل يعلن رفضه للدين ويعتبره سبب كل الكوارث التي حلت بقومه، رغم أنه لا يقدم دليلا عقليا ولا نقليا على ما يقول، بل يكتفي بترديد كلام يدرك جيدا أنه لا يصمد أمام رياح النقد، فيخلط وقائع تاريخية بأحكام دينية، ويربط ممارسات بشرية خاطئة بتوجيهات إلهية... ويسعى صراحة وراء العائد "الإعلامي" المضمون.. لهكذا خرجات..

وبالنسبة لهذا الفصيل، أظن أن أي جدال معه محكوم عليه بالفشل، لأنه لا يبحث عن الحقيقة، ولا يريد أن يصل إلى نتيجة، بل كل همه الظهور في صورة "العاقل" الوحيد وسط محيط مجنون.

وهناك فصيل ثان، يعتبر نفسه مبعوث العناية الإلهية لتطهير الدين مما علق به من "تخاريف الأولين"، وهذه الفئة تحديدا تلعب لعبة قذرة يمكن أن تنطلي على من لا يتوفرون على العدة الفكرية الضرورية لتمييز الحق من الباطل.

فرموز هذا الفصيل يبذلون جهدا خارقا للتشويه والتحريف والاجتزاء وتحويل الفرضيات إلى حقائق قطعية، عبر القيام بقراءة انتقائية للتراث الفقهي، بل ومن خلال الإيهام بأن أجيالا من العلماء (ضمنهم صحابة وتابعون) لم يفهموا دينهم أو شوهوه وأقحموا فيه ما ليس منه.

رموز هذا الفصيل، يتقاطعون مع غيرهم في اللهاث خلف الشهرة السريعة، لكنهم يتسللون من بوابة "التعالم"..

إننا إذن أمام وسيلة مضمونة للشهرة السريعة بما تحمله من عوائد مادية ومعنوية.. وأمام تجارة رائجة.. لكنها قطعا ليس نفس التجارة التي قال عنها القرآن إنها "لن تبور"..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق