الأحد، 11 فبراير 2018

القبائل العربية عنابة / سكيكدة / الطارف / الجزائر


قبائل عنابة الطارف سكيكدة

قبائل وعروش ناحية بونة الجزائرية (عنابة الطارف وبعض مناطق سكيكدة )

يرجع الفضل في إعداد هذا البحث في لبابته الاولى إلى المنشورات والبحث الذي قدمه السيد برانس عبد الله من عنابة والذي نشره في مجلة الفرسان الجزائرية سنة 2012 ثم أضيف إليه معلومات اضافية قصد إثرائه و نشر المعرفة .

ود قبل مباشرة هذا البحث حول أصول سكان ناحية بونة أن نشير الى المؤرخ الفرنسي كاريت الذي يعتبر من أهم المستشرقين ومؤرخي القرن العشرين المتخصصين في تاريخ شعوب افريقيا الشمالية لاسيما ما كان يعرف سابقا بالمستعمرات الفرنسية باعتباره كان عضوا في اللجنة العلمية الفرنسية التي أوكل إليها اعداد تقارير ودراسات علمية موثقة ومفصلة حول تاريخ وعادات وتقاليد هذه الشعوب والمتصفح لهذه التقارير أو المؤلفات يجد انها سلاح ذو حدين إذ أنها كانت تعتبر تقارير استخباراتية عسكرية ذات طابع تاريخي ، اجتماعي،ثقافي،سياسي، واقتصادي تهدف إلى توفير المعلومات والبيانات اللازمة حول تاريخ وجغرافية هذه البلدان وكذا،طبائع ،عادات وتقاليد سكانها المحليين وقد كانت هذه الدراسات والتقارير الاستخباراتية يتم اعدادها بطلب من القادة السياسيين او العسكريين و دوائر السلطة وصناع القرار الفرنسيين ، ويستفاد منها في وضع المناهج والخطط الاستعمارية المناسبة للسيطرة على شعوب وثروات هذه البلدان .
لكن من جهة اخرى فان الجانب الايجابي لهذه الدراسات والمؤلفات انها ذات طابع علمي اكاديمي وتوثق لتاريخ وعادات هذه الشعوب بصفة دقيقة حيث اننا نجد كاريت مثلا يعتمد في كتابه :

ابحاث حول اصول اهم القبائل الجزائرية (دراسة استقصائية ميدانية تمت بين 1840-1841-1842 )

حيث يعتمد كاريت في هذا الكتاب الفريد من نوعه على عدة مصادر تاريخية موثوق بها كتاريخ ابن خلدون وجغرافية الادريسي وكتاب البكري وغيرها من الكتب العربية التاريخية القديمة التي يعول عليها كثيرا في الدوائر الاكاديمية لكتابة تاريخ المنطقة وشعوبها

وسنحاول لاحقا تحقيق الجزء الذي خصصه كاريت في كتابه لأعراش وقبائل ناحية بونة (ناحية بونة إبان استعمار الفرنسى هي الناحية الشرقية للجزائر بالمحاذات مع الحدود التونسية ) وسنحاول التركيز على عنابة بالتحديد بين سنة 1840-1841-1842 ومقارنة ذلك بالوضع الحالي لهذه القبائل وانتشارها الجغرافي في سفوح جبل الايدوغ وسهول بونه مع ذكرنا قدر المستطاع للقبائل الاخرى في ولايات مجاورة لها ( الطارف سكيكدة قالمة جيجل )

وقد إعتمدنا أيضا على موسوعة “” تاريخ الجزائر في القديم والحديث”” لمؤلفها العلامة الشيخ مبارك الميلي –رحمه الله- أحد رموز حركة الإصلاح الجزائرية وأمين مال “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”الذي تعتبر أشمل موسوعة ( في ثلاث مجلدات) تحدثت بإطناب عن تاريخ الجزائر بصفة عامة وبتأصيل للقبائل الجزائرية القديمة منها والحديثة وتفرعاتها الحالية وأماكن تواجدها وانتشارها

جدول يبين تحقيق اصول قبائل واعراش ناحية بونه (عنابة)
Image

بحث في أصول سكان ولاية عنابة :

بادئ ذي البدء لا يضرنا أن نلقى لمحة عن تاريخ مدينة عنابة تلك المدينة العريقة الضاربة في التاريخ فقد شهدت احداث عظام ولعبت دورا هاما فيها ، يرجع تأسيس عنابة على يد “” الفينيقيون “”وهم من اصل سامي اي -عربي قديم- قدموا من السواحل الجزيرة العربية (الشام الغربي وفلسطين اليوم ) وذلك حوالي القرن ال12 ق.م، وعرفت باسم “”هيبون”” و استوطن الفينقيون القادمون من المشرق العربي المنطقة السهلية جنوب المدينة لخصوبة تربتها…، وقد أعطت المدينة اسمها للخليج الذي كانت تقع عليه حيث عُرف باسم ” هيبونينسيس رجبان” وفي فترة لاحقة أسماها الرومان بعدما استولوا عليها باسم “”هيبو ريجيوس.””

عرف عن هيبو(عنابة) أنها كانت حليفا قويا ل”قرطاج ” (بحكم قرابة الدماء مع أبناء عمومتهم الفينقيون-) واتصلت بها بسهولة لقربها الجغرافي منها(بقرطاج)، وبذلك أصبحت من المدن البونيقية المهمة للغاية. وفي أثناء الحرب البونيقية الأولى (264 -241 ق.م) قام غايا زعيم قبيلة الماسيلي النوميدية باحتلال المدينة ولكن القرطاجيين استعادوها لاحقا مجددا من النومديين الماسليين . وبعد أفول نجم القرطاجيين والنميديون دخلها الرومان وذلك بعد الحروب البونيقية (264-146ق.م)،ومنحوها نوعا من الاستقلال الذاتي ولذلك السبب أطلق الرومان عليها لقب “ريجيوس” والذي يعني “الملكي”.

وباستلاء الرومان عليها ، شهدت “” هيبو الفينقية (عنابة)”” دخول المسيحية اليها و اليوم نعرف أسماء سبعة قديسيين مسيحيين من هيبو ريجوس القديمة (هيبو الفينقية ) ومنهم ثيوجينس وفيدينتيوس الذين ماتا شهيدين حسب النصوص الكنسية، والقديس ليونتيوس فاليريوس، بالإضافة إلى القديس اوغسطين نفسه الذي عرفت هيبو ريجوس في عهده وجود ثلاثة أديرة مسيحية في الأبرشية (الأسقفية) داخل الدير الأسقفي، كما عقدت في المدينة آيام أوغسطين ثلاث مجامع مسيحية في الأعوام 393م، 395م و 426 م.

للعلم أنه في القرن 2م استقدم الرومان مئات الجنود السوريين كحاميات عسكرية ( من سوريا بحكم ان سوريا كانت تابعة للحكم الروماني في تلك الفترة ) و هؤلاء استوطنوا بعد تقاعدهم ومنحت لهم اراض خصبة في سهل سيبوس.. وفي عام 431م. تعرضت مدينة هيبو ( عنابة حاليا) لغزو الوندال وبعد الوندال استولى عليها البزنطنيون وذلك في سنة 533م زمن الإمبراطور جوستنيان، إلى أن جاء الفتح الإسلامي عام 697م. فدخلتها الجيوش العربية وقد سماها العرب باسمها الحالي “عنابة” نسبة لأشجار العناب التي تمتاز بها سهولها ، صارت المدينة مركزا هاما لهجرات عرب الفتح .فاستقرت بها بطون بني تميم ( التي أسست فيما بعد دولة الأغالبة ) كما شهدت هجرات للأندلسيين فنذكر ان “مسجد سيدي بو مروان الذي يعتبر من أقدم المساجد في المغرب العربي هو من الطراز أندلسي ويعود للقرن ال 11م بُني بأعمدة من الآثار الرومانية تعود لهيبو ريجيوس و سمي بهذا الاسم نسبة لمؤسسه عبد الملك بن مروان بن علي الأزدري الأندلسى المولود بإشبيلية، والذي قام بإنجاز أول جامعة دينية بالمسجد قدمت فيها العلوم العسكرية والدينية.

ثم جائت الهجرة العربية الثانية اليها في عهد الحكم الاغلبي (الأغالبة سلالة عربية تعود لقبيلة بني تميم كانت تنتشر بكثرة في السهل العنابى والشمال التونسى وإليها يُنسب كثير من علماء عنابة مثل عائلة “” التميمي البوني “” المشهورة في التاريخ بكثرة فقهائها وعلمائها ) وفي هذا الحكم استقرت كثير من الأسر العربية المهاجرة من المشرق في الريف العنابي …بعد حصولهم على اقطاعات ومزايا من الحكام الجُدد….

وبحلول القرن العاشر شهدت المنطقة هجرة عربية ثالثة كبيرة من خلال التمركز الكثيف لقبائل بنو هلال العربية واحلافها في المغرب الادنى وإلى هذه القبائل يعود نسب أغلب سكانها اليوم نذكر منها اليوم : قبيلة الخوالد والتريعات في برحال و اولاد عطية في السفوح الجنوبية لجبال ايدوغ …وقبيلة الشدادية ( نسبة لأولاد شداد من الأثبج) حول مدينة عنابة واولاد يعقوب في منطقة الحجار وقبيلة الكعوب والدواودة وأولاد دريد في مناطق متفرقة ,,,الخ

أما الاندلسيين الذين فروا اليها بعد سقوط الاندلس فانتشروا أساسا في جبال ايدوغ حيث مارسوا تخصصهم في الزراعة الجبلية ….

وهناك نسبة معتبرة للعروش البربرية الذين أجلاهم العرب الهلاليون عن عنابة فانتقلوا الى المنطقة الغربية(غرب جبال ايدوغ بالتحديد ..) واغلبهم يتواجدون في الجهات الغربية بالقرب من منطقة جيجل …ومن هذه العروش البربرية التي ما زالت موجودة زواوة+ولهاصة+بني ورجين+اداسة

كما يوجد في عنابة العنصر الروماني …و الاتراك و أحفاد العبيد الصقالبة الاوروبيين في العصور الوسطى…و من الدماءالزنجية….والموالي الدين قدموا مع الجيش العربي الى الجزائر من سريان وفرس وارمن و اشوريين ….و الجيش البيزنطي كان مكون من الارمن والابخاز والجورجيين و اليونانيين و الالبان…..الخ كل هذه المكونات تشكل النسيج الاجتماعي اليوم للمنطقة الشمالية الشرقية للجزائر

ونلاحظ ان 90 % من العنانبة يتميزون بما يلي …الرجل / اسمر البشرة (سمرة خفيفة مائلة للحمرة فلا هو أسمر ولا هو أبيض ) +اسود الشعر+بني العينين+ متوسط الطول +انفه مستقيم + الوجه له ملامح حادة…النساء يتميزون بنفس ملامح الرجال مع بياض في البشرة أو سمرة خفيفة والشعر الطويل الخفيف قليلا والأملس ويكون اسود او بني مُسوَد و يكون جسمها رشيق ادا كانت نحيفة ….وهده ملاح عربية خالصة …وعموما العنانبة يشبهون كثيرا الاردنيين والعراقيين و السوريين في ملامحهم..

وهذا جدول لخصنا فيه أهم القبائل أو البطون و العروش الموجودة اليوم في ناحية بونة (عنابة والولايات المجاورة لها قدر المستطاع )

——— القبيلة ——— النسب ———- الأصل ——- موقعها الجغرافي ———

– خرازة — عرب —–تنحدر من قبيلة كرفة هلالية —- حوالي 10كلم جنوب غربي لعنابة

– دريد —- عرب —– وهم قبيلة مشهور من بني هلال —–سكان الحجار وما جاورها

– النوايل — عرب — من قبيلة أولاد نايل —-هذه الفرقة قد قدمت منذ مدة من ناحية اولاد نايل(المسيلة والحضنة)

– العواودة — عرب —- ينحدرون من بني هلال
– أولاد ماونة — عرب — من قبيلة دريد الهلالية
– اولاد نفودة — عرب —- من بني هلال
– أولاد معمر — عرب — من بني هلال
– سيدي عيسى — عرب — من الشرفاء
– بني محمد — عرب — الأرجح من الشرفاء
ـ المازن — عرب — من بني هلال
– أولاد ناصر — عرب — من بني هلال
– أولاد مسعود — عرب – من الأثبج
– أولاد سباع — عرب — من رياح
ـ أولاد عمر بن علي — عرب — من بني هلال

-الموالفة — عرب — من قبيلة كرفه الهلالية — تشكلت في سنة 1770 من قبيلة كرفة الهلالية

ـ الشيابنة — عرب —- بني هلال — قدمت من تونس سنة 1816 واستقرت مكان قبيلة قضى عليها الطاعون

الصادة —- عرب —– تقع ببلدية المرسى يذكر كاريت ان هذه الفرقة نزحت من نواحي القل منذ قرون

الجنادلة(أولاد جندل)— عرب — بطن قديم بنفس الاسم جندل الهلالية — سكان عزابة وضواحيها ومن عروش هذه القبيلة الحرازلة

الحرازلة— تكون هذا العرش منذ حوالي ثلاثة قرون وينتسب الى قبيلة جنادلة الغرب وهو بطن من بني هلال

بني مروان —-عرب —من قبيلة دريد — تنتسب هذه الفرقة الى قبيلة دريد احدى بطون بني هلال التي قدمت من نواحي تونس

السبتية واولاد سبيتة — عرب — هذه الفرقة جزء من قبيلة النهد السلمية— سكان القالة وضواحيها

اولاد دياب (ذياب)— عرب — بطن قديم بنفس الاسم — سكان الطارف ونواحيها

الشعابنة—- عرب —- بني هلال — هذه الفرقة احدى بطون بني هلال ويذكر كريت انها قدمت من نواحي تونس حوالي سنة1816 هروبا من وباء الطاعون الذي فتك بمعظم افراد القبيلة التي كانوا ينتمون اليها — جنوب الطارف بالقرب من الحدود تونسية وجيرانهم أولاد ناصر ،أولاد مسعود وأولاد عزيز

بني عامر —عرب — قبيلة هلالية قديمة — هذه القبيلة الشهيرة هي احدى قبائل بني هلال العربية وينتمي إليها القطب سيدي ابراهيم بن تومي دفين بونه والذي اقيم على قبره مسجد سيدي ابراهيم الشهير وهو موجود لحد الآن عند المدخل الغربي لمدينة عنابة — وسط ولاية الطارف

مرداس— عرب — بطن مشهور من بني سليم — سكان الطارف ونواحيها
ـ أولاد علي — عرب — من بني سليم من قبيلة مرداس – جنوب الطارف بالقرب من حدود تونسية ومنهم أولاد ايوب وجبابرة .
– أولاد عزيز — عرب — من مرداس

فيهم يقول ابن خلدون : ” وأما عَوْف فهو ابن بُهْثَة بن سُلَيْم ومواطنهم من وادي قابس إلى أرض بونة ولهم جرمان عظيمان: مرداس وعلاق. ولعلاق بطنان: بنو يحيى وحصن.”

و يقول ايضا عن مرداس سليم : ” وملك الكعوب ومرداس من بني سليم ضواحي الجانب الشرقي كلها من قابس إلى بونة ”

الشرفة —- عرب —- حوالي 35كلم جنوب عنابة بالقرب من جبال بني صالح —- يذكر كريت ان هذا العرش قدم من ناحية الساقية الحمراء بالصحراء الغربية ولم يذكر انتساب هذا العرش الى آل بيت رسول الله (ص) اما ابناء هذا العرش فانهم يقولون انهم شرفاء يعود اصلهم الى ذرية علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص وهناك من يقول انهم ينسبون الى وادي شارف الذي يقيمون بجواره منذ زمن بعيد)

العلمة — عرب — حلف عربي مكون من عدة عروش عربية — بالقرب من الشرفة

العلمة –الخراشة—- عرب وبربر —- هذه الفرقة هي مزيج من عرب بني هلال وبربر صنهاجة

طلحة اولاد غمام—- عرب —-هذه الفرقة هي احدى بطون بني هلال وإخوانهم طلحة –أولاد دندان –

الخوالد—- عرب — منطقة الرميلية (المرسى ) —- هاجرت هذه قبيلة من الصحراء خاصة من نواحي بسكرة والوادي ومازالت كثير من بطونها يسمون باسمها في منطقة بسكرة

التريعات—- عرب—ينحدرون من قبيلة مرداس الهلالية حوالي 40 كلم غرب عنابة وفي شرق سكيكدة — تنسب هذه القبيلة حسب كاريت الى قبيلة مرداس العربية لبني هلال بعدما اشترت الاراضي من قبيلة صنهاجة

عرب العوام—- عرب —- قدمت هذه القبيلة من الصحراء منذ حوالي 200 سنة أي حوالي 1600و المرجح ان هذه القبيلة هي امتداد للقبائل العربية لبني هلال التي نزحت من الصحراء الى المناطق الساحلية منذ قرون

بني قشة—- عرب — هذه القبيلة تنسب لبني هلال وقد ذكر كاريت انهم قدموا من نواحي قسنطينة ومازالت منهم فرقة في قسنطينة—- ديار بني قشة حوالي 20كلم من عرش بني محمد (المرسى)

اولاد بوعزيز— عرب —

بني صالح – اولاد احمد—- عرب — بين عنابة وقالمة واخوانهم “بني صالح-أولاد شايب” .

النهد(نهادة) — عرب — من قبيلة بني سليم — نواحي القالة والطارف شرق عنابة — إن قبائل النهد(سكان الطارف والقالة) هي إحدى بطون بني سليم حلفاء بني هلال

وأولاد الميزان — عرب – بطون من بني هلال اولاد علي واولاد احمد بن علي

الزهاوة —- عرب — من بني هلال — يُنسبون الى قبيلة كرفة من شعب بني هلال يذكر كاريت ان هذه القبيلة تكونت منذ حوالي ثلاثة قرون – في ساحل الشمالي الغربي لعنابة

عطوة—- عرب — من أولاد عطية — أعالى الايدوغ — قدموا من نواحي القل وهي جزء من قبيلة أولاد عطية

اولاد عطية—- عرب — أعالى الايدوغ — اوقبائل شرفاء كما يسمى عندنا قدمت الى الايدوغ منذ حوالي 50 سنة أي حوالي 1790 من منطقة سبعة روس (القل) المرجح من راي النسابة ان قبيلة اولاد عطية هي قبيلة شريفة من ابناء علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) وقد تفرق الكثير منها في عدة مناطق نتيجة الصراعات والثورات ضد سلطة الاتراك الجائرة—واندمجت فيها بعض البطون البربرية والهلالية

الدراكمنة — مزيج من العرب والبربر — هذه الفرقة هي مزيج من عرب بني هلال وقبائل البربر القادمة من ناحية جيجل

الويشاوة — خليط بين البربر والعرب الشرفاء —- يذكر المؤرخ كاريت ان قبيلة الويشاوة هم عرب من شرفاء آل البيت ابناء عبدالله الكامل بن علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) لكن لعل هذه القبيلة هي من بربر الشاوية الذين هربوا من الصحراء ( من ناحية الاوراس ) منذ زمن والالتباس يكمن في ان فرقة من الشرفاء قد نزحت من ناحية راس سبعة رؤوس واندمجت فيهم والله أعلم .

عين عبدالله— المرجح ان هذا العرش هومزيج من العرب وبربر صنهاجة لكن العرب تغلبوا عليه ولذلك عده كاريت من العرب وتدعى هذه الفرقة كذلك بالبراهمية نسبة الى الولى الصالح سيدي ابراهيم دفين منطقة الصدى او الصادة كما يسميها عرب المنطقة باعتبارها منطقة عالية يرتد منها الصوت كما ان هذا العرش يتداخل مع عرش بني محمد الشريف في النسب باعتبار الصلات الوثيقة التي بينهم

ولهاصة — بربر — هذه القبيلة نزحت منذ زمن من الصحراء التونسية
ولهاصة القنطرة — بربر — فرقة من قبيلة ولهاصة
صنهاجة —- بربر —- فرقة من قبيلة صنهاجة —- حوالي 5 كلم عن بلدية المرسى

نلاحظ من خلال الجدول السابق الذي يبين اصول وحركة اهم القبائل المستوطنة بنواحي عنابة ان هذه الاعراش بدأت تتشكل في فترات زمنية مختلفة لاتتجاوز في احسن الاحوال ستة او سبعة قرون على الاكثر أي بين الفترة الممتدة من 1200 الى 1900م.نتيجة الهجرات التي كانت تتخذ عدة اشكال منها الهجرات الفردية او الجماعية بسبب الحروب والثورات والصراعات بين القبائل وحتى بين افراد القبيلة الواحدة كما ان هناك عوامل طبيعية او اقتصادية دفعت بالقبائل الى ترك مواطنها هربا من الجفاف، الاوبئة ،اوالفقر …. والبحث عن مواطن اخرى اكثر استقرارا وامنا.

لكن معظم القبائل والاعراش المتواجدة الان بناحية عنابة قد تشكلت نتيجة الهجرات الاساسية الثلاثة :

1- الهجرة من الشرق نحو الغرب:

هذه الهجرات هي من اكبر واقدم الهجرات التي عرفها التاريخ ولعل من اكبر القبائل التي اشتهرت بهجرتها من الشرق نحو الغرب هم قبائل بنو هلال بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان وحلفائهم من بني سليم العربية التي نزحت من صعيد مصر ابان الحكم الفاطمي على شكل جماعات جماعات واخذت تتقدم نحو الشرق شيئا فشيا في جميع الاتجاهات فاكتسحت الربوع الشمالية الشرقية للتلال والسهول والجبال والصحاري لليبيا ثم تونس فالجزائر حتى وصلت الى المغرب الاقصى وكانت في كل مرة تشكل تجمعات سكانية هنا وهناك ثم ما تلبث ان تتركها لتواصل تقدمها نحو الجهات الرطبة والمناطق الخصبة بحثا عن الماء والكلئ .

وقبائل بنو هلال وقبائل بنو سليم معروفة ببداوتها وخشونتها وفروسيتها منذ ان كانت بضواحي الحجاز ،بالإضافة إلى أنها معروفة بتمردها على السلطة المركزية ( كثيرة تلك الثورات التي قامت بها ضد العباسيين ثم ضد الفاطمين ، أي ضد أي نظام حكم يضطهدها ) مما اضطر الخليفة انذاك الى ترحيلهم الى صعيد مصر ولا تزال هذه الطباع موجودة في بعضهم حتى يومنا هذا ، وقد كان المستنصر الفاطمي حاكم القاهرة قد استعمل هذه القبائل انتقاما من خصومه السياسيين من امثال صاحب دولة المعز بن بلكين الصنهاجي الذي خرج عن سلطة السلطان فاطمي في ذلك الزمان وهناك اسباب اخرى منها انتشار المجاعة والقحط في المشرق العربي في تلك الفترة

والداخلون الى المغرب من قبائل بني هلال وقبائل بنو سليم كثير جدا (لم يكونو مجرد قبيلة واحدة وانما حلف قبلي متكون من عدة قبائل والتي في الغالب ترجع في نسبها الى جد واحد سُموا به ، كما نزحت معهم قبائل اخرى من حلفائهم التقليديين ) ولعل أهم قبائل بنو هلال ،التي شاركت في هجرتهم الشهيرة هي قبائل : رياح،زغبة ،الاثبج،جشم، بنو قرة، … ومعهم حلفائهم من بني ثور وربيعة و الطرود وعدوان ،و قبائل المعقل ….الخ وغيرهم كثير. وفي ذلك قال ابن خلدون أنهم كانوا شعوبا مختلفة : ( والمعلوم أن مصطلح شعب في علم الاجتماع يطلق على مجموعة من القبائل )

” وكان زياد بن عامر رائدهم في دخول أفريقية ويسمونه لذلك أبا مخيبر وشعوبهم لذلك العهد كما قلناه زغبة ورياح والاثبج وقرة وكلهم من هلال بن عامر. وربما ذكر فيهم بنو عدي، ولم نقف على أخبارهم، وليس لهم لهذا العهد حيّ معروف. فلعلهم دثروا وتلاشوا وافترقوا في القبائل. وكذلك ذكر فيهم ربيعة، ولم نعرفهم لهذا العهد إلا أن يكونوا هم المعقل كما تراه في نسبهم. وكان فيهم من غير هلال كثير من فزارة وأشجع من بطون غطفان وجشم بن معاوية بن بكربن هوازن وسلول بن مرة بن صعصعة بن معاوية، والمعقل من بطون اليمنية، وعمرة بن أسد من بني ربيعة بن نزار، وبني ثور بن معاوية بن عبادة بن ربيعة البكاء بن عامر بن صعصعة، وعدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان. وطرود بطن من فهم بن قيس، إلا أنهم كلهم مندرجون في هلال وفي الأثبج منهم خصوصاً، لأن الرياسة كانت عند دخولهم للأثبج وهلال فأدخلوا ا فيهم وصاروا مندرجين في جملتهم.”
– تاريخ ابن خلدون – ج6 – ص.22 ـ 24

وقال ابن عذاري فجاز منهم خلق عظيم …

” أباح بنو عبيد للعرب مجاز النيل وكان قبل ذلك ممنوعا، لا يجوزه أحد من العرب. ثم أمر لكل جائز منم بدينار، فجاز منهم خلق عظيم، من غير أن يأمرهم بشيء لعلمهم أنهم لا يحتاجون لوصية.” —ابن عذاري ـ البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب ـ (1/126) —

وقد واصلت قبائل بنو هلال تقدمها نحو سهول عنابة وسواحلها في فترات زمنية مختلفة واستمرت الى اواخر القرن التاسع عشر الميلادي ولعل اكبر قبائل بني هلال وحلفائهم بناحية عنابة هي قبيلة دريد نواحي الحجار وقبيلة مرداس بالقرب من مجرى نهر سيبوس عنابة وكذلك بطون من قبائل رياح وسليم بنواحي عين الباردة وما جاورها ولهذه القبيلة الان تفرعات كثيرة في عدة سهول وسواحل وجبال من اقليم ولاية عنابة وخصوصا في ولاية الطارف .

وفي ذلك يقول الشيخ محمد خير الدين في مذكّراته :

“”” تقدم العرب الهلاليون وأحلافهم نحو الجزائر ودخلوها من ثلاث جهات عام : 442هـ-1051م .

الأولى : جهة السواحل حيث انتشروا على ضواحي القالة و عنابة و قسنطينة والقل إلى جبال بابور

الثانية : جهة الهضاب العليا الواقعة بين الأطلس التلي والأطلس الصحراوي .

الثالثة : جهة الصحراء ، وانتشروا جنوب الأوراس على قرى الزاب وانتهوا أيام الموحدين إلى مزاب وجبل راشد .

ـ “لما ضعفت الدولة الموحدية المؤمنية ، ونشأت دولتا : بني زيان و بني مرين احتاجت الدولتان إلى العرب لتعزيز سيادتهما ، فدخل الهلاليون وأحلافهم شمال المغرب الأوسط من عمالة وهران .
وهكذا تم للعرب استيطان الجزائر بالرهبة من سيوفهم أولاً وبالرغبة فيها أخيرًا . فأقطع لهم الملوك الاقطاعات ، و أجزلوا لأمرائهم الصلات ، وتقربوا إليهم بالمصاهرات ، و أضيفت إفريقيا الشمالية إلى جزيرة العرب جنسيا بعد ما تبعتها دينيا وسياسيا “”””.

2- الهجرة من الغرب نحو الشرق:

تعكس هجرات القبائل من الغرب نحو الشرق منحى الهجرات وسيرورتها اذ ان معظم الهجرات البشرية عبر التاريخ كانت تنطلق من الشرق العريق نحو الغرب ونحن نقصد بالشرق المشرق العربي والشرق الأوسط بصفة عامة والغرب منطقة المغرب العربي وشمال افريقيا بالتحديد

لقد كانت هذه الهجرات العكسية من الغرب نحو الشرق اضطرارية اذ ان معظم هذه القبائل تكون قد اجبرت على ترك مواطنها نتيجة الثورات والصراعات المختلفة ولعل اهم هجرة كانت لقبائل الاشراف من الادارسة والسليمانيون من ذرية علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول (ص) بسبب الجور الذي سلط عليهم في محاولة لاستبعادهم من ساحة السلطان والحكم ولقد دفعت ثورة السفاح موسى بن ابي العافية ضد الشرفاء من الادارسة والسليمانيون هذه القبائل الشريفة الى ترك مواطنها (واد الذهب وساقية الحمراء — الصحراء الغربية حاليا ) مرغمة فرارا من بطش هذا الطاغية الذي اعمل فيهم السيف واضطهدهم ونكل بهم ولاحقهم في كل مكان حتى اصبح الشرفاء يخفون نسبهم عن الناس خوفا من القتل والتشريد وكان نتيجة ذلك هروب ونزوح الكثير من القبائل الشريفة التي كانت منتشرة كثيرا بالمغرب الاقصى والنواحي الغربية للجزائر خاصة تلمسان ووهران وتفرقها وتشتتها في عدة مناطق حيث هاجر الكثير منها نحو المناطق الجنوبية خاصة منطقة الساقية الحمراء بالصحراء وبعض المناطق الوسطى والشرقية للمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومنهم حتى من عاد الى المدينة المنورة ومكة المكرمة وبعض المناطق الاخرى من شبه الجزيرة العربية التي تذكرهم بأجدادهم الاوائل.

وهناك هجرة اخرى متاخرة لقبائل الشرفاء يذكرها المؤرخون تمت من منطقة الساقية الحمراء التي كانت ماوى لكثير من قبائل الشرفاء من بطش الطاغية ابن ابي العافية حيث اضطرت هذه القبائل الشريفة مرة اخرى الى ترك مواطنها والنزوح الى مناطق متفرقة من المغرب الاوسط خاصة الجزائر التي نزحت اليها بعض القبائل الشريفة من آل البيت من منطقة الساقية الحمراء وسبب هذا النزوح الذي يرجح وقوعه بين 1400-1700م على ما ذكر جل المؤرخون هي الحملات التي كان يشنها الاسبان بداعي التنصير او البحث عن الثروات في المناطق الشمالية للبحر الابيض المتوسط وكذلك المناطق الساحلية الجنوبية للمحيط الاطلسي للمغرب والصحراء الغربية ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض القبائل الشريفة بناحية عنابة والتي نزحت منذ زمن بعيد من منطقة الساقية الحمراء ، قبيلة او عرش بني محمد ببلدية المرسى ولاية سكيكدة ويقع اقصى غرب جبال الايدوغ حوالي 65 كلم من مدينة عنابة ، فرقة من عرش الويشاوة القادمة من راس سبعة روس ومن الارجح انها جزء من قبيلة اولاد اعطية، قبيلة الشرفة بالنواحي الجنوبية لبحيرة فزارة حوالي 30 كلم جنوب ولاية عنابة، قبيلة اولاد اعطية بنواحي القل ولها فرقة بنواحي جبل ايدوغ بعنابة….كل هذه القبائل اثبت المؤرخ الفرنسي كريت في 1840 صحة نسبها الى الشرفاء من آل البيت من ذرية علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول (ص).

3- الهجرة من الجنوب نحو الشمال :

هذا النوع من الهجرات من الجنوب نحو الشمال نشط في القرون السابقة الا انه قل ابتداءا من القرن التاسع عشر وكانت هذه الهجرات تتم من حين الى آخر والمعروف ان معظم قبائل الصحراء هم من البدو الرحل الذين كانوا في رحلة دائمة للبحث عن الماء والكلأ ولذلك فقد كانت معظم الهجرات من الجنوب نحو الشمال لاسباب طبيعية اواقتصادية بحتة وفي بعض الاحيان الاخرى بسبب الصراعات والنزاعات بين القبائل على مواطن الماء والكلأ.

ويسجل المتتبع لحركة وهجرات هذه القبائل وجود عدد لا باس به من القبائل العربية والبربرية بناحية عنابة التي نزحت من المناطق الصحراوية الجنوبية نحو الشمال والمناطق الساحلية ونذكر منها قبيلة الخوالد العربية بالمرسى او ما يسمون الآن بالرمايلية اذ ان حنينهم لرمال الصحراء دفعهم للإستيطان بمنطقة رملية محاذية للبحر كما نجد بعض القبائل البربرية نزحت هي الاخرى من الصحراء كقبيلة ولهاصة القادمة من الصحراء التونسية وقبيلة صنهاجة الشهيرة كذلك يذكر المؤرخون انها نزحت منذ زمن بعيد من الصحراء واكتسحت السهول والمناطق الشمالية الساحلية للجزائر وتونس والمغرب ولها موطن شهير بناحية عنابة يحمل اسمها بالقرب من منطقة برحال.

وفي ختام هذا البحث نشير الى ان المصادر الاجنبية خاصة الفرنسية على ما عليها من مآخذ (هناك بعض مؤرخون الفرنسيون كانوا يكتبون بفكر اديولوجي لتغليط الناس في انسابها ، فبربروا قبائل عربية كبيرة معروفة في التاريخ وعربوا قبائل بربرية اخرى ) رغم ذلك الى اننا نجد من هذه الدراسات من قد توخت الصدق والدقة والمنهجية العلمية في التوثيق لتاريخ وانساب القبائل والاعراش الجزائرية وهذه المؤلفات كثيرة وهي محفوظة على مايبدو في مركز الارشيف الوطني الفرنسي ولكن المؤلفات التي تعنى بترجمتها و تحقيقها قليلة جدا..ويبقى كتاب ثلاث سنوات في شمال غربي افريقيا(1860-1863)للرحالة الالماني هاينريخ فون مالتسن…كتابا ذا مصداقية وعلمية في دراسة انساب القبائل والعروش في ذلك الزمان

اما المصادر العربية التي تعنى بانساب القبائل والاعراش الجزائرية فهي نادرة جدا باستثناء ما ورد في تاريخ ابن خلدون الذي يعتبر المرجع الاساس في هذا الشان أوما ورد في كتاب ابن حـــزم الاندلـــــسي ( جمهرة انساب العرب) او بعض الاشارات الواردة هنا وهناك في مؤلفات الادريسي او البكري ، وهناك بعض الكتب المتخصصة في انساب الاشراف من ذرية الرسول الا انه لا يعول على كثيرمنها وهي الى سجع الكهان اقرب منها الى الحقيقة وفيها كثير من المغالاة والادعاء على النسب النبوي الشريف بل انها تحوي الكثير من الخرافات والاساطير التي تنسب الكرامات وحتى المعجزات لبعض الاولياء على شاكلة سيدي فلان وسيدي علان ،ويلاحظ ان مؤلفوا هذه الكتب انتشروا كثيرا بالمناطق الغربية للجزائر والمغرب الاقصى ومنهم من اخذ يتكسب بها ويحرر الانساب تحت الطلب فيلحق بالنسب النبوي الشريف بعض المدعين من دون تحقيق صحيح ولاصريح لنسبهم الكاذب لذرية الرسول(ص) ، واصحاب هذه المؤلفات هم لا يعدون عن كونهم مدعين على العلم وعلى الدين فمعظمهم كان مجرد درويش او شيخ زاوية او طريقة شجعهم الاستعمار الفرنسي واستخدمهم للاستخفاف بعقول الناس واستغفالهم ،لكن جمعية العلماء الجزائريين تصدت لخزعبلاتهم بكل قوة ولعبت دورا كبيرا في كشف زيفهم ونزقهم وادعاءاتهم الكاذبة وتنوير عامة الشعب بحقائق الامور والدين الصحيح وكان على راس هذه الحملة التنويرية العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ البشير الابراهيمي رحمهما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق