الاثنين، 12 مارس 2018

شجاعة و تضحية مولى عبدالدار صواب في غزوة بدر وكان من المشركين والحارثية التي رفعت اللواء

عشرة من بني عبد الدار ـ من حمله اللواء ـ أبيدوا عن آخرهم، ولم يبق منهم أحد يحمل اللواء‏.‏ فتقدم غلام لـهم حبشي ـ اسمه صُؤَاب ـ فحمل اللواء، وأبدي من صنوف الشجاعة والثبات ما فاق به مواليه من حملة اللواء الذين قتلوا قبله، فقد قاتل حتى قطعت يداه، فبرك على اللواء بصدره وعنقه؛ لئلا يسقط، حتى قتل وهو يقول‏:‏ اللّهم هل أعزرت ‏؟‏ يعني هل أعذرت‏؟‏‏.‏

وبعد أن قتل هذا الغلام ـ صُؤاب ـ سقط اللواء على الأرض، ولم يبق أحد يحمله، فبقي ساقطاً‏.‏

=============

اللواء لم يزل صريعا حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعته لقريش فلاثوا به، وكان اللواء مع صؤاب غلام لبني أبي طلحة حبشي، وكان آخر من أخذه منهم فقاتل به حتى قطعت يداه، ثم برك عليه فأخذ اللواء بصدره وعنقه، حتى قتل عليه وهو يقول: اللهم هل أعزرت - يعني: اللهم هل أعذرت - فقال حسان بن ثابت في ذلك:

فَخَرْتم باللواءِ وشرُّ فخرٍ * لواءَ حين رُدَّ إلى صواب

جَعَلتُم فخركم فيه لعبدٍ * وإلام مَن يطا عُفْرَ التراب

ظننتم، والسفيهُ له ظنونٌ * وما إنْ ذاك من أمرِ الصواب

بأنَّ جلادنا يوم التقينا * بمكةَ بَيْعُكُم حُـمْرَ العِياب

أقرَّ العينَ أن عُصبتْ يداه * وما أن تُعصبَانِ على خِضَاب

وقال حسان أيضا في رفع عمرة بنت علقمة اللواء لهم:

إذا عضلٌ سيقت إلينا كأنها * جدايةُ شركٍ مُعْلَمات الحواجب

أقمنا لهم طعنا مبيرا منكِّلا * وحزْناهُم الضرب من كل جانب

فلولا لواءُ الحارثيةِ أصبحوا * يُباعونَ في الأسواق بَيْعَ الجلائبلك الحارثية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق