الأربعاء، 28 مارس 2018

عبداللطيف الدعيج : الكويت شعبها تكون من الهجرات والعتوب لا علاقة لهم بالجزيرة العربية


نقضتم البيعة..!


عبداللطيف الدعيج - القبس


13 أغسطس، 2017


كثير من أهلنا ممن نزح إلى الكويت، من على ضفتي الخليج ومن العراق، نزح إليها طلباً للرزق، وطمعاً في حياة أفضل. الرزق كان التجارة وما يصاحبها وما تتطلبها من أعمال وحرف لا تتوافر في مناطق المهاجرين والباحثين عن لقمة العيش، بسبب فقر المواد الخام، وانعدام أولويات التصنيع والتحويل، خصوصا في الجزيرة العربية. 

والحياة الأفضل تمثلت في انفتاح المجتمع الكويتي وتنوعه الثقافي، وتعدد المعتقدات والمذاهب وحتى الديانات فيه، وذلك قياسا إلى المجتمعات والمناطق المنعزلة، حضاريا وجغرافيا، التي تقاطر منها المهاجرون.

بلد التعايش

الكويت وبيئتها البحرية ووسائل الإنتاج والعمل فيها فتحت مدارك السكان، وغرست في نفوسهم التأقلم مع الجديد، والتعايش مع الغريب. فالحياة البحرية والتجارة الخارجية، في الواقع، تفرض على من يمارسها التعايش مع الغير وحتى الاعتماد عليه، وبالتالي الاستئناس به.

المجتمعات الرعوية، وحتى شبه الريفية المجاورة، تتطلب الانعزال والاكتفاء الذاتي، مما يشجع على الانغلاق والانكفاء، وبالتالي الرهبة من الغير، تصل إلى المعاداة المسبقة له. الانفتاح والتعايش كانا السمة الأساسية للمجتمع الكويتي، بل هما الطبيعة الفريدة لما سمي بـ«الأسر العتبية» التي استوطنت الكويت. 

هذه الأسر، وعلى رأسها الأسرة الحاكمة، كانت أسر «مدنية» ــ قياسا إلى الوسط المحيط. أي لم تكن قبلية أو صحراوية كما زعم التاريخ المنقول. والتاريخ المنقول، مثل كل التاريخ العربي والإسلامي، فيه خرافات وأساطير، وحتى أكاذيب تناقلها ــ ولم يكتبها ــ الأولون. وقد كشفت تحليلات الحمض النووي لبعض أفراد الأسر العتبية (الصباح، الخليفة، الصقر، القطامي على سبيل المثال)، أن أفرادها بالفعل أبناء عمومة، لكنهم لا يمتون إلى الجزيرة العربية بصلة.

ربما على أطرافها، كما في العراق والشام، وحتى ضفاف الخليج العربي.. ولكن ليس في قلب الجزيرة كما تزعم الروايات.

(قبل مدة نشر البعض فيلماً على «تويتر» يبين أطلالا قديمة، زاعما أنها كانت مساكن آل صباح وآل خليفة في نجد، لكن طبعا كالعادة، مثل كل تاريخنا، نقلا عن حكايات وروايات).
الملاذ

القصد أن الكويت في بداية تأسيسها شكلت محجا مناسبا لطالبي الرزق، وملاذا مفتوحا لمن ينشد الأمن والسلامة. الحروب والغزوات والاقتتال، ومعها الفقر والمجاعات، كانت السائدة على ضفتي الخليج في ذلك الوقت. 

أي تحديدا في القرنين السابع والثامن عشر.. وهما بداية تأسيس الكويت. البصرة كانت تئن تحت هجمات عشائر المنتفق، وأقسام كبيرة من إيران تعرضت للتخريب على يد الأفغان، فيما الضفة الشرقية للجزيرة العربية تعاني صراعات بني خالد، التي ما كادت تخمد، حتى وقعت المنطقة أسر القحط والجفاف (الذي يزعم من يميلون إلى بدوية الأسر العتبية، أنه كان سبب هجرتها من موطنها الأصلي في الجزيرة العربية). كل هذا جعل الكويت، كما قلنا، محجا لمن يطلب الرزق، ولمن يطلب السلامة أيضا.

لهذا نزح المهاجرون إلى الكويت بسبب الفقر والأمن الجماعي، ونزح إليها الكثيرون بسبب أوضاعهم ومشاكلهم الفردية أيضا. فلا شك أن الكثير من الكويتيين، أو بالأحرى المهاجرين، نزحوا إلى الكويت هربا من واقع أو ماض في مواطنهم الأصلية. الخلاصة أن الكويت كانت تمثل عند نشأتها المستقر والملجأ، الكاسي والحامي ليس للأسر العتبية المؤسسة، ولكن لكل من التحق بها وانضم إلى كويت الاستقرار والانفتاح والتسامح، وكل ما كان مفقودا وقتها في الإقليم المحيط.

وهكذا أو على كل هذا بايع الكويتيون المقيمون أو المهاجرون أو حتى من سبق كل هؤلاء من أسر الصيادين أو «الزواريع» أو الغواصين ممن تجمع حول «الكوت» في ذلك الوقت. كل هؤلاء الكويتيون بايعوا صباح الأول، وبايعهم على الأمن والاستقرار ورفض الانغلاق أو التنافر الاجتماعي.
استهداف التمدّن والانفتاح الكويتي

اليوم وبعد مرور عقود، بل قرون على الانفتاح والتعايش السلمي، الذي اختبره الكويتيون وحرصوا عليه، بل دافعوا واستشهدوا ذوداً عنه في بعض الحروب والوقعات، التي كانت تستهدف «التمدن» والانفتاح الكويتي، اليوم أصبح الانغلاق مع الأسف منا وفينا. وبعد أن صدينا التخلف والتطرف في «الجهراء» طلع لنا مع الأسف في الداخل، في مؤسسات الدولة وفي البنى الاجتماعية وحتى الاقتصادية، التي تفضّل مع الأسف بعض أبناء صباح الأول ــ الذي عاهده الكويتيون على حماية هذه المؤسسات والحرص عليها ــ تفضل فسلمها إلى مجاميع التطرف والتخلف. تماما ذات المجاميع وذات النهج الذي رفضه المرحوم الشيخ سالم الصباح، ومعه بقية الكويتيين، وقدموا الضحايا والشهداء في الجهراء لصده وصدهم عن الكويت وأهلها المتحررين.

تمسك الكويتيون بتعايشهم وانفتاحهم الاجتماعي، وزادوا عليه الانفتاح والتطور السياسي، اللذين تمثلا في الديموقراطية والدستور الكويتي، الذي كان من المفروض أن يكون المثال والقدوة السياسية في المنطقة. لكن مع الأسف لم يلتزم بعض أحفاد صباح الأول بعهدهم، ونقضوا البيعة، وسلموا البلد طواعية إلى مجاميع التخلف والتطرف الديني.. مرة أخرى ذات المجاميع التي استشهد تسعمئة كويتي لرفضها في الجهراء.

وبدلا من أن يتمدد النظام الديموقراطي الكويتي، وبدلا من أن يؤثر إيجابا في الإقليم المحيط، بدلا من ذلك تقلّص نظامنا الديموقراطي، وفقدنا ككويتيين الكثير من الحرية السياسية والانفتاح الاجتماعي، وخسرنا كل مميزات وصفات المجتمع المدني، الذي دافع عنه الأولون أو المجتمع الديموقراطي، الذي اختلقه المؤسسون الأوائل. أي، بالعربي، الذين دحرناهم في الجهراء طلعوا لنا نبتاً شيطانياً في ساحة الصفاة، وفي مجلس الأمة بعد.

الخطر الكبير

اليوم وقد بلغ السيل الزبى، وأصبح التطرف والتشدد الديني خطرا على الكويت، بل على المنطقة كلها. فأهل الخير عندنا وجمعياتنا الدينية ــ الذين تدافع عن وسطيتهم حكومتنا ليل نهار ــ أو بشكل أدق سياسياً الإخوان المسلمون والسلف عندنا، هم من عفّس العالم وقلب المنطقة رأسا على عقب تحت سمع ونظر، وأحيانا مباركة حكومتنا. نعم، إخوان الكويت وسلفيوها هم المسؤولون الرئيسيون عن الإرهاب العالمي اليوم، من أفغانستان والشيشان حتى مصر وتونس. موارد النفط تم تسخيرها من قبل «المنظمات الشعبية»، وفي بعض الأحيان بعض الدول أو أقسام منها لنشر التطرف وقمع التمدن بحجة التدين والتبشير الديني، من مجتمعاتنا الداخلية وحتى نيكاراغوا في أميركا اللاتينية، على بعد خمسة عشر ألف كيلومتر. 

ومن يشكك في ذلك فعليه أن «يقوقل» (كولونيل أوليفر نورث أو إيران غيت) اليوم، وبعد كل هذا مطلوب أن ينتصر النظام هنا للدولة المدنية، لسياسة الرعيل الأول، وللبيعة الأولى للكويتيين، بيعة الأمن والاستقرار والانفتاح الاجتماعي، وأن يقوم وبحركة فورية وثورية بدورة المئة وثمانين درجة المطلوبة.. اليوم وليس غداً.

عبداللطيف الدعيج
========


رداً على مقال عبداللطيف الدعيج .. حقائق للتاريخ

محرر القبس الإلكتروني 17 أغسطس، 2017

عبدالعزيز بن محمد آل خليفة


جاءنا من البحرين رد على مقال «نقضتم البيعة» موقع باسم عبدالعزيز بن محمد آل خليفة، جاء فيه:
طالعتنا جريدتكم الغراء بمقال للأستاذ عبداللطيف الدعيج في عددها المؤرخ 2017-8-13 تحت عنوان «نقضتم البيعة»وبصراحة فوجئت ببعض المغالطات الخطيرة التي أوردها الكاتب في مقاله وارتأيت بناءً على نصيحة أحد أبناء العمومة الأعزاء أن أكتب رداً أوضح فيه ما قد يلتبس في أذهان الناس بسبب المغالطات المذكورة.
قمت بالإطلاع على المقال المذكور فهالني ما رأيت في بعض جزئياته من طعن وغمز في قبيلتي، بني عتبة، وموروثهم. ولا تطاوعني نفسي مما قرأت أن أسلك سبيل حسن الظن أو التماس الأعذار والتعلل بالجهل لكاتب في مقام الدعيج.
أولاً تاريخ العتوب لا ينكره إلا جاهل أو متجيهل له مآرب غير محمودة وغايات مشبوهة. ولا أقول لأمثال هؤلاء سوى أنكم جئتم شيئاً إداً وركبتم مركباً صعباً لا يأمن راكبه بوائقه ولا متجشمه مخاطره.
وبغض النظر عن الموروث المتواتر المشهور والذي دونَّاه منذ قرابة القرن، وبغض النظر عن توكيد ابن لعبون المتوفى عام ١٢٠٠ للهجرة لموروثنا وذكره إياه في مخطوطته للأنساب. وبغض النظر عن تقارير واردن وغيره من الإنكليز التي كتبت منذ أكثر من ٢٠٠ سنة. ومن يظن أنهم كتبوا الموروث المعروف لنا فقط ليجاملونا أو لأنه قد ينفعنا بعد قرابة ٢٥٠ عامًا فهو إما يقر بأن الإنكليز يعلمون الغيب- وهذا منافٍ لكتاب الله عز وجل- أو إنه يعتقد بأن المتلقي فيه من الغباء والجهل والحمق ما يجعله يصدق المحال كطيران الجمال والبغال.
أقول بغض النظر عن كل ما سبق، فإن الكاتب الدعيج تطرق للحمض النووي لبني عتبة وبصمتهم الجينية.
نعم تكتلت الكثرة الكاثرة من أسر وعشائر العتوب في تحور جيني اسمه Y8853 يرجع لجد جيني ولد قبل قرابة ١١٠٠ عام لكنني أشك بأن الكاتب يعرف هذه التفاصيل.
أقرب من نلتقي معهم هم بادية المناصير والخييلات في غرب الإمارات، ويشمل ذلك شيوخهم وأكابرهم. وبالتحديد نلتقي معهم في التحور الجيني Y8854 (الأب المباشر لتحور العتوب Y8853) وفي جد جيني جامع لا يزيد عمره على ١٢٠٠ سنة فهل هؤلاء البدو الذين كانوا يسكنون الخيام إلى فترة الستينات ويرعون إبلهم عند أطراف الربع الخالي والذين لبعض عشائرهم موروث مشابه لهجرتنا وإن كانوا لا يحددون مثلنا وإنما يقولون الأفلاج والوادي، هل هم أيضاً ليسوا من الجزيرة؟!
هل يظن أنهم تَرَكُوا البلاد الخصبة وأتوا مع إبلهم سباحة عبر البحر ليصبحوا أعراباً على حدود الربع الخالي؟!.
صدق من قال حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدَّق فلا عقل له. وأنا لا أتخرص وأتقول إنما نتائجنا ونتائجهم موجودة ومعلنة في المشاريع الجينية.
وماذا عن القبائل التي تقاربنا في أجداد جينيين أعلى كالمرر والمزاريع والقمزان الذين نلتقي بهم دون الألفين سنة هل هؤلاء لا يمتون لجزيرة العرب بصلة؟!، هل يعلم الدعيج بأن القبائل المذكورة فيها أسماء أعلام مثل ملهم، مشوط، مغيرب، قَضّام، حنظل، سبيّع، دعفوس، حرموص، شظيب وناهض وغيرها؟! بالله عليك أليست هذه أسماء عربية صميمة؟!
وماذا عن أكابر تميم في نجد كآل معمر وآل هميلان الذين نلتقي بهم في أجداد جينيين أعلى؟! ماذا عن بادية الشلاوى في الحجاز؟!، ماذا عن شيخ شمل أحد أكبر وأشهر القبائل البدوية التي تسيطر على عالية نجد والنتيجة ليست للشيخ وحده وإنما تكتلت نتائج فخذه معه ولولا خشيتي من تطاول البعض عليهم لصرحت باسمهم.
وماذا عن قبيلة القرشة الخالدية في الجوف وسكاكا بشمال الجزيرة؟! وهذا كله غيض من فيض وإلا لو أطنبت في ذكر أقاربنا الجينيين ومآثرهم لما وسعنا هذا المقال ولا أعلم إن كان كاتبنا يعلم أن هياكل عظمية يقارب عمرها العشرة آلاف عام وُجدت في البادية الجنوبية في الأردن خرجت على سلالتنا الكبرى T-M70 بالإضافة السلالة E-M123 التي من أشهر أبنائها قبيلة حرب العظيمة.
بالطبع لا يخفى على المتابع الحصيف أن العتوب تعرضوا على مدة السنوات المنصرمة لأحد أبشع أنواع التدليس والتضليل لموروثهم من قبل أطراف جلية وأخرى خفية لها خططها ومآربها، لكن سبحان من جعل الأمور تنكشف في الآونة الأخيرة، وأسأل الله أن يجعل فضيحتهم عاجلة غير آجلة.
وأختم مقالي بهذه الأبيات التي قالها السموأل ابن عادياء:
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا
عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليل
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً
إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا
وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فـَتَطولُ
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ

==================
الكاتب عبداللطيف الدعيج يرد بمقالة في موقع تويتر:

عبداللطيف الدعيجAugust 20, 2017
twitter: @duaij_a


العقل أم النقل.. مشكلتنا الكبرى 

لستم من الجزيرة ولا هم يحزنون 

إذا كنت تؤمن بالله فإن جدك الأكبر هو آدم، وإن كنت تصدّق "داروين" فان أمك الأولى هي القردة أو "الشاذية لوسي" . في النهاية بني آدم.. دينياً او علمياً أصلهم واحد . لهذا إن كنت مثلي تؤمن بأحد هاتين الفرضيتين، أيّ المنبع الواحد لكل البشر، فليس هناك مبرر لتعظيم أصلك أو تصغير أصل الآخر .

" قبل سنوات، بل عقود، في بداية الستينات . أتاني الصديق المرحوم عبدالله عبد الرحمن الرشيد يضحك، سألته عن السبب فقال، الوالد اليوم "المرحوم عبدالرحمن الرشيد البدر" تحمد الله على الغداء بشكل ملفت . ولما سألت عن السبب قال "الحمد لله أن عنزة لا تزال أعز العرب " . ولما سألت كيف...!! قال "يحكمون ثلاث دول المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين" ..!!

طبعاً هذا حسب تاريخنا "المقول"، أي غير الموثق وغير المكتوب، الذي رجع إليه المرحوم البدر . اليوم تبيّن أن فخر المرحوم "البدر" بقبيلة عنزة -باعتبار أنها تحكم الدول الثلاث- في غير محله . فحسب نتائج الحمض النووي تأكد أن الأسر العتبية التي تحكم البحرين والكويت لا يمتّون لقبيلة عنزة بصلة كما كان شائعاً، وكما كان يعتقد المرحوم عبدالرحمن البدر . فالحمض النووي للعديد من الأفراد الذين ينتسبون إلى هذه الأسر يعود إلى السلالة المرموز لها جينيا بحرف "تي" بينما قبيلة عنزة تعود إلى السلالة "جيه" . والسلالة "تي" موطنها الغالب ضفتي الخليج العربي والشام . وبناء على هذه النتائج فإن السلالة لم تحكم الكويت والبحرين فقط، بل حكمت الولايات المتحدة بكبرها حيث يعود الحمض الجيني لأعظم رئيس أمريكي "توماس جيفرسون" إلى السلالة "تي" . والطريف هنا أن أشهر المنتمين للسلالة "جيه" هو محمد رضا بهلوي شاه إيران السابق.

هذا طبعاً لن يزيد أو ينقص من قيمة وهوية ومكانة لا هذه الأسر ولا أي فرد منها . فنحن في عالم اليوم عالم الفردية والإبداع الشخصي وقبل ذلك الحرية والعدالة والمساواة لبني البشر كما تنص المادة 29 من دستورنا الذي يعود الفضل في إصداره اصلا الى الأسر العتبية نفسها (الصباح، الغانم، الصقر) . ولا أعلم لماذا يكون انتقاصاً أن ينتمي البعض إلى غير الجزيرة العربية، فالعرب أنفسهم وفقاً لروايات النسّابة والنقّالون هم أبناء إسماعيل الذي نزح إلى الجزيرة مع أبيه إبراهيم من بلاد ما بين النهرين. يعني ليسوا عرباً أصليين وأصلهم ليس من الجزيرة العربية . أنا شخصياً وحسب نتائج الحمض النووي أيضا أنتمي إلى السلالة "إي" ..وهي سلالة موطنها الأصلي شمال أفريقيا وليس الجزيرة العربية كما يزعم تاريخ العائلة "المقول" وبقية النسّابة . أما العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية فهناك نزاع "مقولي" في انتمائها إلى حنيفة أو عنزة. علماً بأن هناك حمض نووي لأحد من يزعمون الإنتماء إليها يضعها في بني تميم .. أي أبناء عم حكام قطر .!! وللأمانة فقد تم نفي هذا من قبل أحد الأمراء السعوديين قبل سنوات، لكن يبقى النفي مستنداً إلى تاريخنا "المقول" وليس المؤرّخ أو المكتوب أو المثبت علمياً، فنسب العائلة السعودية إلى عنزة من عدمه لم يثبت ولم ينف جينياً حتى الآن، وهذا في الواقع يثير العجب.. الخلاصة أنه إذا كانت نتائج الحمض النووي قد أثبتت أن الأسر العتبية ليست من "عنزة" كما كان يروج أو "ثابت" قبل سنوات، وكما اعتقد المرحوم عبدالرحمن البدر ..فلمَ لا تكون أيضا ليست من الجزيرة العربية. ثم كيف تم تعديل نسب وأصل هذه الأسر بعد اكتشاف الحمض النووي.!!!

لكن لنضع نتائج الحمض النووي جانباً ..فأنا كتبت في "القبس" نفسها قبل أكثر من عشر سنوات على ما أظن . أي قبل أن تتوفر لي نتائج الحمض النووي أن الأسر العتبية الكويتية يستحيل أن تكون من بطن الجزيرة العربية ويستحيل أن يكونوا قد هاجروا منها بسبب الفقر والقحط . مستنداً في هذا إلى حقائق و وقائع تاريخية واجتماعية . فأحد أبناء هذه الأسر المرحوم عبد الوهاب القطامي ترك كتاباً علمياً يُبين ويشرح فيه جغرافية الكثير من البحار والأراضي وهو علم وخبرة لا يمكن أن يُكتسبا في يوم وليلة. خصوصاً لمن جدّه قدِم من بطن الجزيرة العربية التي بالكاد تتوفر بها قطرة ماء. وأسرة آل خليفة التي يُزعم بأنها نزحت نتيجة القحط والفقر كان لديها ما يكفي من المال لإقامة إمارة وحالياً مملكة خاصة بها في البحرين . أما عائلة الصقر فكانت تملك على ما يقال أغلب نخل البصرة. فكيف يتسنى في سنوات قليلة لأفراد أو أسر صحراوية فقيرة –كما يشاع- أن تمتلك علم عبدالوهاب القطامي وثروات آل خليفة ونخيل الصقر ...!!

في الواقع ما كتبت من المفروض أن يفسّر على أنه "ترقية" أو تعظيم لهذه الأسر وليس تصغيراً لها .، خصوصاً وأنني نشرته في "القبس" التي تعود أغلب ملكيتها إلى الأسر العتبية موضوع المقال.!!!! أي أنني أعتقد في النهاية أنها أسر في غاية المدنية والتحضر، وأنها ذات ثقافة وأصول بحرية وليست صحراوية كما يزعم "القيل والقال" أو تاريخنا المقول. وأنها قد تكون ضحية النزاعات الإقليمية التي عمّت المنطقة أو الغزو البرتغالي لها في القرون السابقة ..وليست ضحية القحط المزعوم. اما أصلها وفصلها، أو شرفها وقيمتها فهي مع كل الإحترام لكل الشرفاء وقبلهم لكل الوضعاء –إن كان هناك شرف وضعة- فهي ليست من اهتمامي .

أمّا الرد المباشر على الأخ الذي رد بغضب غير مبرر علينا فإن "بن لعبون" الذي تستند إليه يزعم أن آل خليفة "ينتسبون" إلى تغلب . أي أنه لم يقل إنهم من تغلب أصلاً ..ولكنهم ينتسبون إليها وهناك فرق عظيم إن كنت تنشد الحق .!!! وهذا الإنتساب كذّبه الحمض النووي حيث أن قبيلة "تغلب" على السلالة "جيه1"، يعني حضرتك لا زلت تكذب وبتعمّد. أي أن آل خليفة ليسوا من تغلب ... ولا اعتذار هنا، لا لابن لعبون ولا إلى غيره من النسّابة وناقلي ما يسمى بالتراث العربي الذي وُضع كله أيّام أحفاد العباس بن عبد المطلب ..أيّ الدولة العباسية . كما أن الأخ المُعترض أورد أن لهم قُرابات مع بعض سكان الإمارات والأردن .. وهذا ربما صحيح مائة بالمائة لأنني ذكرت أن موطن السلالة يعود إلى ضفاف الخليج وأطراف العراق والشام ..!!!!! ولا أعلم هنا إن كان الأخ يؤكد أم ينفي ما كتبت.!!! أمّا عن علاقته ببني تميم وبقية القبائل العربية . فيبدو أن الأخ هنا يتحدث عن الإمتداد والمصاهرة العائلية أيّ "الاتوسومل دي ان اي" وليس حمض تتبع الأعراق والأصول "الواي دي ان إي" .فأنا على سبيل المثال الذي يُرَد أصلي إلى شمال أفريقيا، لي علاقة قرابة وامتداد عائلي مع -تقريباً وبلا مبالغة- كل أهل الكويت بلا استثناء، أبناء القبائل والعوائل، بل حتى سنة وشيعة ..ولدي قرابة بعيدة حتى مع بعض الأسر العتبية نفسها .

موضوع مقال "نقضتم البيعة"، بالمناسبة عنوانه الأصلي كان "نقضتم البيعة آل صُباح" .. كان عن مدنية وإنفتاح الأسر العتبية . ونشأة الكويت كبلد إنفتاحي مفتوح لكل ناشدي الأمن والسلامة وذلك بسبب تميّز ثقافة وحضارة وتمدن الأسر العتبية... ويبدو أن من يريد للكويت أن تبقى أسيرة التطرّف والتخلّف قد حوّل الأمر إلى أصول ودماء عرقية للتغطية على الموضوع الأساسي .
==========

العلاقات البشرية تقام على اساس القرابة الايمانية ثم القرابة القبلية و هي تكوين اجتماعي لايشترط ان يكونوا من احفاد من جد واحد فينتسب للقبيلة بالتحالف او الموالاة القرابة السلالية متعلقة بالقرابة العائلية
فحص الجينات لاجل اثبات صحة القرابة بين افراد عائلة ضمن تكتل ومجموعة جينية ويحدد مكان تواجدها قبل الالاف السنين مثلا خارج جزيرة العرب مجرد استدلال معرفي فمن كان جده قبل 10 الف سنة في اليابان مثلا وهاجر الي الجزيرة العربية من 1000 عام الان هو عربي فالعربية لسان وليس عرق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق