الثلاثاء، 14 أبريل 2015

جواب ماذا قدم العرب للجزائر فمن وقف مع الجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر


من اقوال الشيخ عبدالله السالم الصباح امير دولة الكويت

“إننا مع الجزائر قلباً ومالاً وكلما إتسعت أموالنا زدنا في إعانة الجزائر ولا نتقيد بميزانية ولا نحدد المدد بعدد” أثناء الثورة الجزائرية [64].

1962 جميلة بوحيرد تزور الكويت خلال حملة لإغاثة الجزائر



 وتبدو بوحيرد، في الصورة، خلال محطتها في الكويت، ضمن اطار الحملة، حيث حظيت باستقبال كبير، تكلل بتقديم دعم نوعي من الكويت للجزائر، في سياق تلك الحملة.
وكانت المناضلة الجزائرية الشابة، خاطبت القيادة الكويتية، اثناء زيارتها : (انه انتصار لجميع العرب وانتصار للحق). كما اعربت عن حاجة بلدها للنهوض بقطاع التعليم، وإعادة الاعمار وتلبية حاجة السكان العاجلة، من غذاء ودواء.
يذكر انه لم تنس بوحيرد ذلك الاستقبال، وتلك الحفاوة الكبيرة الى اليوم. ففي ردها على رسالة تهنئة وجهتها لها الكاتبة الكويتية ابرار احمد ملك في العام 2008 ، بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، ذكّرت جميلة بذلك الترحاب.اكدت انه لن يمحى من ذاكرتها ابدا.
========

بمناسبة أعياد التحرير (1/2)


لابد لنا أن نتذكر.. ونُذكّر


كتب سامي فهد الإبراهيم :


كان الشارع الجزائري مع الأسف أثناء الغزو الصدامي الغادر للكويت منفعلا وحادا وظالما أيضا. كل ذلك كان تأييدا وبلا حدود لنتائج تلك الكارثة والخطيئة التي لا يمكن أن تُغتفر.

الجزائر كانت في وجداننا هنا في الكويت، قبل استقلالها كنا نتابع أعمال وأفعال أبطال التحرير، وكان اسم جميلة بوحيرد في أعماقنا كنموذج للفداء والتضحية.

وكنا أيضا على سبيل المثال وليس الحصر، ونحن في سن مبكرة في حينه، نذهب للسينما وللفيلم نفسه أكثر من مرة ليس لأن الفيلم جذاب بأحداثه أو قصته، بل لأن هناك رسما اضافيا على بطاقة دخول السينما تستقطع لمصلحة تحرير الجزائر، هكذا كانت مشاعر أهل الكويت.

وهذا ما فعله القيمون على شركة السينما حيث فرضوا ذلك الهامش من كل تذكرة دخول للسينما، وبالمقابل استجابة وترحيب من المواطن، وايضا ما أضافه الأخ الفاضل برجس البرجس في ذكرياته القيمة «السدرة» وكيف كان أهل الكويت مبادرين وكرماء اثناء الثورة وما بعد الاستقلال. نحن الآن مُجبرون على أن نتذكر تلك الأحداث في الذكرى التاسعة عشرة للغزو الصدامي الغاشم، ورغم ما نحاوله لنسيان تلك الأحداث ولكن المشاعر وقسوة ما حدث تأبيان المحو لفداحة الفاجعة التي حلت على الكويت وأهلها.

نرجع لنستذكر بعضا من أحداث تلك المأساة. كنا قد كُلفنا من قبل الحكومة في الطائف أن نعد العدة للسفر إلى الجزائر، وبسرعة، دعما للنشاط الإعلامي لسفيرنا في الجزائر. وهنا لابد أن نستذكر ايضا ان الاخ السفير يوسف العنيزي كان لنا مدرسة تعلمنا منه الكثير، وحتى لا أطيل كنا نطرح هذا السؤال أثناء جلسات التشاور مع الأخ السفير وبحضور الأخ الفاضل سفير المملكة العربية السعودية في حينه: لماذا كل هذه المواقف لوطن وشعب أعطى ولا يزال للجزائر دولة وشعبا؟ كان الجواب وباختصار شديد قالها سفير المملكة العربية السعودية في الجزائر الذي كانت مشاعره تفيض غضبا وحزنا لما حصل، وكان حضوره شبه اليومي معنا قد شد من أزرنا.

كان يقول بحكم ما كانت تربطه من علاقات زمالة مع السفير الصدامي في الجزائر آنذاك: ان العراق ومنذ أكثر من عشر سنوات قد اشترى الإعلام الجزائري ولا يزال يشتري. أما نحن فكنا نظن أن عطايانا ودعمنا كدول مجلس التعاون الخليجي وما نختزنه من حب وتقدير للجزائر وشعبها كاف بأن يظهر كل ذلك عند اللزوم، ولكن ما حصل أثبت لنا خطأ ما كنا نظن وما كنا نؤمن به، وان الإعلام الموجه كان أكثر سطوة وأكثر نتائج لشعب لم يتعود أن يقرأ فيما مضى إلا جريدة واحدة فقط موجهة وناطقة باسم جبهة التحرير الجزائرية. أما الآن فهناك أكثر من أربعين جريدة ومجلة يومية وشهرية تكتب باللغة العربية والفرنسية، استطاعت ان تحدد مسار الشارع الجزائري من خلال ما تضخه من زور وبهتان يتقبله الطرف الآخر وكأنه من المسلمات.

وهكذا غلبونا وحساباتنا لم تكن بالدقة المطلوبة مع الاسف (انتهى حديث السفير السعودي).


(.. وللحديث صلة)


سامي فهد الإبراهيم


http://www.alqabas.com.kw/

==========

مقتطفات من مقابلة

المناضل الجزائري عبدالعزيز الطلبي يتذكر سنواته في ثانوية الشويخ الكويت كانت ولاتزال بيت العرب والمدافعة عن قضاياهم




عبدالعزيز الطلبي




• الشيخ عبدالله الجابر رئيس دائرة المعارف آنذاك، وكريم بلقاسم وفرحات عباس والطلبي وعبدالعزيز حسين




ثانوية الشويخ



• من اليمين الطلبي مع مجموعة من الطلاب الكويتيين والعرب في ثانوية الشويخ



 الطلبي أمام مجسم الكرة الأرضية الثانوية

أعدها للنشر: محمد توفيق

الكويت صغيرة في مساحتها، كبيرة بإنجازاتها التاريخية وعطاءاتها للدول العربية كافة.. وهي كانت ولاتزال حاضرة في الوجدان العربي بمساعداتها المالية اللامحدودة وتأييدها للقضايا العادلة ومواقفها النابعة من إيمان بعودة الحقوق المسلوبة إلى أصحابها ووقوفها بجانب أي دولة تستحق المساندة.. والكويت تضطلع بهذا الدور من دون أي مزايدة أو انتظار لرد الجميل.

هذا الدور الكويتي الرائد حاضر في وجدان كثير من شهود العيان الذين عاصروا حقباً متعاقبة من التاريخ العربي والأحداث التي مرت بها المنطقة، ومن هؤلاء المناضل الجزائري عبدالعزيز الطلبي الذي ولد في منطقة الأوراس، نشأ على النضال، وخاض الكفاح المسلح في مواجهة الاحتلال الفرنسي لبلاده، وتنقل من بلد إلى بلد بعد ان تشتتت أسرته وطارده الفرنسيون كما طاردوا غيره من مناضلي الجزائر حتى حط رحاله في الكويت، ودرس في ثانوية الشويخ عام 1958 وقضى هنا نحو أربع سنوات وعاصر الرعيل الأول، ولأن الطلبي سيناريست ومخرج ومنتج سينمائي فقد سجل بمهارة وتقنية عالية تجربته النضالية وذكرياته في الكويت، وهي شهادة مناضل فنان، وفنان مناضل تستحق تسليط الضوء عليها.

المستشار الثقافي في سفارتنا في باريس د. محمد الفيلي خص «القبس» بشهادة المناضل الجزائري والمبدع السينمائي عبدالعزيز الطلبي حول مسيرته في الكفاح المسلح وذكرياته حول السنوات التي قضاها في الكويت، وقد قررنا نشرها لتستفيد منها الأجيال الجديدة وتتعرف من خلالها على إسهامات الكويت في القضايا العربية ودورها في الدفاع عن حقوق الشعوب الشقيقة.

====

واتصلنا بمكتب جبهة التحرير بروما، وبقينا خمسة ايام، واتى الاستاذ عبد الحميد مهري، ممثل جبهة التحرير في دمشق مارا بروما، فاخذنا معه الى سوريا لاتمام دراستنا، واتجه محمد صابر الى العراق لدراسة الحقوق، وبعثت انا الى الكويت لاتمام تعليمي الثانوي بثانوية الشويخ.


ثانوية الشيوخ

من دمشق الى الكويت بالطائرة، في المطار كانت اول مفاجأة متمثلة في الرطوبة والحرارة، لم اعهدهما من قبل، وكان ينتظرني ممثل عن دائرة المعارف، والامين العام للطلبة المسلمين الجزائريين فرع الكويت، واول ما لفت انتباهي، ان رجال الشرطة والجمارك يتكلمون العربية، وكنت احمل جواز سفر تونسيا مؤقتا، ثم عند خروجنا من المطار رأيت السيارات الواقفة هناك كبيرة الحجم، النموذج الاميركي، وفي الطريق كانت الرمال على جانبي الطريق، وفي بعض الاحيان تخفف السيارة من سرعتها، لتجتاز كومة رمل، ولم تكن هناك لا اشجار ولا نباتات، وعندما وصلنا الى ثانوية الشويخ كانت هناك كرة ارضية كبيرة، على باب المدخل، وعلى الباب مكتوب «ثانوية الشويخ» وبداخل الثانوية، كانت هناك اشجار وورود، وذهبنا رأسا الى البناية، التي سيكون فيها مقر اقامتي، ودخلنا العنبر، فيه ثمانية اسرة اربعة عن اليمين واربعة عن اليسار، والنوافذ على الجانبين، وكل سرير بجانبه خزانة، ويستعملها التلميذ لاغراضه. ثم ذهبنا الى الخياط، فاخذ المقاييس وسلمني الملابس الرياضية، ثم عدت الى العنبر فعملت حماما بالماء البارد، ولكنه كان ساخنا فلم اتحمله، وكل شيء نظيف فنمت قليلا، ولم استفق الا عند دخول جيراني العنبر، فسلموا علي، ورحبوا بي كثيرا، وقدموا لي انفسهم، فأتذكر صميدة من تونس، الذي صار وزيرا فيما بعد واللبناني من المغرب، والباقي من الجزائريين وحدثوني كثيرا عن النظام الداخلي للثانوية، واوقات الدوام والمطالعة، والرياضة والمطعم، وفي كل اسبوع نذهب بالحافلات الى مدينة الكويت، او في رحلة داخل البلد، وسئلت عن هوايتي الرياضية فقلت كرة القدم فضحك الجميع، لان اغلب الطلبة هوايتهم كرة القدم. وذهبنا الى المطعم، قاعة كبيرة وفيها حركة «سلف سرفيس» وكانت المفاجأة بالنسبة لي اننا نأكل الرز عوض الخبز وفيه دائما نوعان ارز باللحم وارز بالسمك، ثم ان الارز لونه اصفر. والتحليات في اغلب الاحيان تفاح وياوورت، يأتي من ايطاليا، وفي الصباح، وبعد نصف ساعة رياضة، ندخل العنبر، نتحمم بالماء البارد، ونغير الملابس ونذهب الى الفطور بالمطعم وكان فيه بيض وجبنة بلا حدود، والفول المدمس، والاغلبية يشربون الشاي وليس القهوة. وبدأت اسمع من طاولة الى اخرى العربية بلهجات مختلفة، وكلمة وايد وسألت عن الطلبة الكويتيين، فقالوا: الطلبة الكويتيون يذهبون الى بيوتهم.

الجربات والحذاء

جاءت ايام الرياح الرملية «الطوز»، هنا فعلاً تمنيت لو اني بقيت في مدينة «قرونوبل» بفرنسا رغم الحياة السرية، فمهما عملت وغطيت رأسك ووجهك فستجد انفك وعي************ واذ************ مملوءة بالرمل، وتنزل السكينة على الثانوية، لان النهار صار مظلماً، ونتحاشى الحديث، حتى لا يدخل الرمل الى الحلق، وعيوننا تحمر من الرمل، وتقع بعض الخناقات في العنبر، فهناك من يريد المطالعة وهناك من يريد النوم بالنسبة للاضاءة وهناك من يريد هوائيات التبريد المتواجدة في السقف، وهناك من يريد اطفاءها لانها تجلب الرمل الى العنبر، ثم انه كان عندنا احد الجزائريين، لا اريد ذكر اسمه، لا يحب ان يغتسل، وخاصة جواربه التي يلبسها احياناً لمدة اسبوعين او ثلاثة ولا يرسلها للغسل، فكانت تنطلق منها رائحة تعم العنبر كله، فكنا نأخذها عندما ينام ونرميها في المزبلة. وكان يشك في جاره وتقع المعركة. وانت لماذا لا تغتسل ولا تعطي اغراضك للغسيل، وانت ولدتك امك مغسولا يا ابن كذا وكذا.. فأبوك راعي الجمال لم يعرف الغسل طوال حياته، وانت هنا تحضرت يا صاحب السعادة، انا من تلمسان عاصمة الحضارة الاندلسية، وفي النهاية يفتح الخزانة ويأخذ جوارب نظيفة ويواصل شتمه، ليس الى جاره فقط، ولكن الينا كلنا، لان عيوننا تدمع من الضحك.

وهذه المرة كانت المعركة كبيرة، وقعت بالخناق واللكم والسب، لانه لم يجد لا الجرابات ولا الحذاء، ووصلت القضية الى ناظر المدرسة وطلبنا ترحيله من عندنا وكان الامر كذلك، ولم يتحدث معنا طيلة سنتين وعند تخرجه اردنا توديعه فرفض.

كان الطلبة يقدرونني كثيراً لانني كنت مجاهداً صغيراً، وقد انتخبت اميناً عاماً للطلبة المسلمين الجزائريين فرع الكويت، وهكذا كنت على علاقة دائمة مع السيد فيصل المسؤول عن البعثات، وكنت ازوره من حين الى آخر في مكتبه، واقدم له بعض الطلبات فيما يخص العطلة الصيفية او غيرها، ولم يرفض لي طلبا ابداً.


الأرز الأبيض

ذات يوم عندما قدمت الى فيصل، كان الوقت متأخراً، فتلاقيت معه امام سيارته. فقال لي اركب ونتحدث في السيارة، وعندما وقفت السيارة كانت امام بيته، فقال تفضل هذا بيتي فدخلنا معاً الى البيت، وكانت امه جالسة بالصالون، فقال لها: امي ها هو المجاهد الصغير الذي حدثتك عنه عبدالعزيز الطلبي. فرحبت بي كثيراً ــ زارتنا البركة ــ اهلا بتش، فقال لي حدثها عن الجزائر البطلة هي تحب الجزائر. فبدأت احدثها ولكنها لم تكن تفهم ما اقول، وتطرح علي اسئلة، ولم افهم انا كذلك اسئلتها. فكان يترجم بيننا ويضحك، ويقول هذه احدى مشاكل الامة العربية. فقدم لنا الطعام وكان ايضاً ارزاً ولكنه كان ابيض، وطعمه لذيذ وراق، وسمكة كبيرة بجانبه، فقال لي هذا السمك اسمه كذا.. فتذكرت ان الكسكسي عندنا وهي الأكلة الرئيسية، نأكلها كل مساء، على مدار السنة، والإعداد يختلف، فهناك الكسكسي بالحليب الساخن، والكسكسي باللبن والعنب المجفف، او بالمرق والخضار واللحم، او السمك، وعلى فكرة، فإن الفرنسيين جعلوا من الكسكسي الجزائري وجبتهم الوطنية.

في ثانوية الشويخ احسست بأن الامة العربية كلها متواجدة، في هذه الثانوية، من اليمن، من عمان، من الامارات، من البحرين، من مصر، من ليبيا، من تونس، من المغرب، من فلسطين، واكبر بعثة كانت من الجزائر. وتحتوي الثانوية على 17 قاعة تدريس، وثلاثة مختبرات للكيمياء، ومسرح و12 منزلاً للسكن الداخلي للطلاب، وكذلك جامع يتسع لاكثر من الف مصل، ومستشفى وناد لهيئة التدريس.

ثم ان العلاقة الحميمة، كانت ملموسة بين هذه الجموع من الطلبة، وكأن الجميع يعرف بعضهم البعض منذ زمان، فاللغة واحدة، يعني العربية، مع بعض اللهجات المختلفة، التي تزيدها جمالاً، والعادات والتقاليد تختلف بعض الشيء، ولكن المنطلقات واحدة.


الكويت بلاد العرب

هذا البلد الصغير، الذي لم يستقل بعد، اول ما قام به هو بناء هذا الصرح الثقافي غير المعهود، مفتوح لابناء الامة العربية، من المحيط الى الخليج، ثم وضع هذه الامكانات غير المحدودة، لنجاح هذه الاجيال، لبناء مستقبل الامة العربية.

فالاساتذة في جميع الاختصاصات، مختارون من افضل الاساتذة في العالم، وكل الامكانات، من كراريس واقلام ومكتبات وكتب متوافرة، اغلب دروس الجغرافيا والعلوم التطبيقية كانت عن طريق الافلام المصورة.

فالوعي الوطني العربي، الذي كان سائداً في اجواء هذه الثانوية، لم اره من قبل، ولا من بعد، فكلنا نحسن بأننا ابناء بلد واحد، وكل الوطن العربي هو بلدنا، وان هذه الحدود الشاملة مؤقتة، وعندما كنت احدثهم عن تجاربي البسيطة في الجهاد، احس بأن الجميع يريدون الذهاب الى الجزائر كمجاهدين وعيونهم تدمع.


ولا نحدد المدد بعدد

والكويت وضعت طوابع بريدية لفائدة الجزائر، والحفلات التي كانت تقام لجمع التبرعات للجزائر كانت تفوق كل التصورات المنتظرة.

أليس الأمير الشيخ عبدالله السالم الصباح هو القائل «إننا مع الجزائر قلباً ومالاً وكلما اتسعت أموالنا زدنا في إعانة الجزائر ولا نتقيد بميزانية ولا نحدد المدد بعدد».


لقد أكرمتنا الكويت إكراماً كبيراً كجزائريين، وكنا نعامل معاملة خاصة، ووفرت لنا المأوى والملبس والمأكل والمشرب، فلم نحس بالغربة، ولم نشعر بالوحشة، ونتقاضى منحة شهرية، كنا ندخرها لأننا لسنا في حاجة إلى أي شيء، فالمطاعم كانت بدرجة أربعة نجوم والمراقبة الطبية في مستشفى الثانوية، وفي العطلة الصيفية كان تعطى لنا تذاكر الطائرات مفتوحة، وبمنحة كافية لقضاء عطلتنا في أي مكان في العالم، مما مكنا من زيارة كثير من البلدان، ولأننا لم نكن نستطيع الرجوع إلى الأهل في الجزائر.


وفد الحكومة الجزائرية يزور الكويت


الذين تخرجوا من مدرسة الشويخ تبوءوا مناصب مهمة، في الجزائر المستقلة، وأظن أنني الوحيد الذي اخترت الفن والسينما والتلفزيون، وقد أقمنا مهرجانات رياضية للتعريف بالجزائر وبثورتها، وكنا نجتمع حول مجسم الكرة الأرضية، الذي كان يوجد في مدخل الثانوية، ونلتقط صوراً تذكارية، ونختار البلد الذي سنزوره في العطلة الصيفية القادمة، ونحلم بالرجوع إلى الجزائر في يوم ما.


وكان يزورنا من حين إلى آخر صاحب السمو الشيخ عبدالله الجابر الصباح للاطلاع على سير العمل وكذلك عبدالعزيز حسين مدير دائرة المعارف.


الأيادي البيضاء


وقد سمت وتعالت أعمال الكويت، فيما بعد الاستقلال مباشرة، فالجزائريون اللاجئون في تونس، لم يستطيعوا تحويل أموالهم إلى الجزائر، لأن الدينار التونسي كان غير قابل للتحويل، والمبلغ المطلوب تحويله هو ثلاثة مليارات فرنك فرنسي، وجاء الحل على يد الحكومة الكويتية، فأودعت لدى أحد البنوك في تونس، مبلغاً قدره ثلاث ملايين جنيه استرليني، قابلاً للتحويل، مما سهل عودة اللاجئين إ.لى وطنهم، وتمويل الأنبوب الأول في الجزائر المستقلة، من الحقول الصحراوية، إلى المتوسط، وكذلك تمويلات مهمة في تجهيز المؤسسة الوطنية للنقل البحري.


سنة التخرج


جاءتنا استمارات من الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في تونس، ما هو الاختصاص ونوع الدراسة العليا، التي يريد الطالب متابعتها، والبلد الذي يريد الذهاب إليه.


وكانت استمارتي كالآتي:


تخصص سمعي بصري سينما تلفزيون


البلد: ألمانيا


فكان الجواب «الجزائر ليست في حاجة إلى السينما»، فاختر اختصاصاً آخر، فاخترت الاقتصاد السياسي، وعندما وصلت إلى ألمانيا غيرت إلى فرع آخر. ومازلت أحتفظ بالرسالة الموقرة.


الدراسة العليا


============

اللجنة الشعبية لجمع التبرعات ورحلة عطاء امتدت 54 عاما –


على امتداد ثلاثة وخمسين عاما كانت اللجنة الشعبية لجمع التبرعات حاضرة في وجدان اهل الكويت والعرب والمسلمين.

وفي تاريخ هذه اللجنة سجلات حافلة بالعطاء شملت العديد من الدول العربية والاسلامية.

واليوم، وفي اطار حفظ هذا التاريخ كانت جولة من التوثيق لأحد اجنحة العمل الخيري الاهلي الذي كان على الدوام احدى خصال هذا المجتمع الذي مد يد العون والمساعدة دون منة او تفضيل.

أنشئت اللجنة الشعبية لجمع التبرعات عام 1954 بمبادرة من اهل الخير بهدف تقديم المساعدات والغوث والمعونة لمن يحتاج اليها.

تأست اللجنة على ايدي ثلة من كبار تجار الكويت من اهل الخير واختارت اللجنة سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ليكون رئيسا فخريا لها.


شكلت اللجنة احد جناحي العمل الخيري الكويتي، الجناح الاول هو الدعم الرسمي الذي تقدمه دولة الكويت والجناح الثاني هو جمعيات النفع العام وعمل المحسنين.

وكتاب اللجنة الشعبية لجمع التبرعات، سفينة الخير الكويتية ‘وعطاؤها بين موانئ النكبات’. يوثق لاول مرة تاريخ هذه اللجنة وهو عمل قام به الزميل الدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي بتكليف من السيد عبدالعزيز محمد الشايع رئيس اللجنة، ويتابع نشاطها منذ النشأة، ولغاية 20 اكتوبر 2004 وان استمر عملها الخيري بعد هذا التاريخ في تنفيذ المشاريع الجديدة التي كانت قد جمعت لها التبرعات، علما بأنه قد فتح باب التبرعات من جديد بعد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان صيف 2006.

يذكر ان سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وعندما تولى رئاسة دائرة الشؤون الاجتماعية في ديسمبر 1954 كان الرئيس الفخري للجنة وقت انشائها، وانطلقت على ايدي مجموعة من اهل الخير وهم المرحوم عبدالعزيز الصقر والمرحوم يوسف عبدالعزيز الفليج والمرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي والسيد عبدالعزيز محمد الشايع (رئيس اللجنة الحالي) والمرحوم محمد بن يوسف النصف وخلفه شقيقه حمود يوسف النصف عام 1981 بعد وفاته مباشرة، والسيد مرزوق عبدالوهاب المرزوق والسيد بدر السالم العبدالوهاب والسيد جاسم عبدالعزيز القطامي.


اما في الوقت الحالي فتشكل اللجنة على النحو التالي:

عبدالعزيز الشايع (رئيسا) مرزوق عبدالوهاب المرزوق (نائب الرئيس) محمود يوسف الفليج (امين الصندوق الفخري) جاسم عبدالعزيز القطامي وجاسم محمد الخرافي وعصام جاسم الصقر وطارق بدر السالم العبدالوهاب وقيس نصف اليوسف النصف (أعضاء).

الكتاب الذي سيصدر قريبا احتوى على ثلاثة ابواب، الباب الاول، التعريف باللجنة الشعبية لجمع التبرعات، الباب الثاني عبارة عن توثيق لانشطة اللجنة الشعبية والمساعدات التي قدمتها منذ انشائها، والباب الثالث سرد لكبار المحسنين والمتبرعين، مع شكر وتقدير واهداء وفهرس والرئيس الفخري للجنة سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وجاء في 911 صفحة وبالورق المصقول.


إجمالي المساعدات

استعرض الكتاب بالباب الاول بشكل مختصر اجمالي المساعدات المالية والعينية والطبية التي قدمتها اللجنة الشعبية لجمع التبرعات منذ نشأتها عام 1954 ولغاية عام ،2007 والجهات هي الشعب الفلسطيني الذي بلغت جملة المساعدات المقدمة إليه 9.192.462 ملايين دينار كويتي وسوريا، حيث بلغ اجمالي ما قدمته اللجنة 3.354.399 ملايين دينار كويتي، والاردن 600 الف دينار كويتي عام 1967. والى مصر، حيث بلغ الاجمالي 41.492.745 مليون دينار كويتي وباكستان بلغ 2.948.237 مليون دينار كويتي والجزائر بلغ 1.119.414 مليون دينار كويتي، وافغانستان 2.992.115 مليون دينار كويتي، واريتريا بلغ 1.186.227 مليون دينار كويتي، والعراق بلغ 21 مليون دينار كويتي والشعبان اللبناني والفلسطيني، فقد بلغت المساعدات الى لبنان 4.358.559 ملايين دينار كويتي وبلغ اجمالي ما قدمته اللجنة لدعم اسر الشهداء والمجاهدين لدى الشعبين اللبناني والفلسطيني 6.715.881 ملايين دينار كويتي.

ومن ضمن قائمة الدول والمنظمات التي تلقت مساعدات وهبات وتبرعات هناك عدد من الحملات نورد بعضا منها وهي:

المساعدات إلى مصر

قدمت اللجنة الشعبية لجمع التبرعات على مدى تاريخها مساعدات لجمهورية مصر العربية في جميع المواقف والنكبات والازمات، بل انها لم تتأخر في تمويل المشاريع التي ترى أنها تسهم في جهود التنمية، وتخفف العبء عن كاهل المواطن المصري، وخاصة الفقراء والمحتاجين.

والجدول التالي يبين اجمالي هذه التبرعات والمشروعات بل والمواقف التي قامت بها اللجنة الشعبية في المجال الاجتماعي منذ تأسيسها وحتى الآن.


اللجنة والشعب الفلسطيني

قدمت اللجنة الشعبية مساعدات كبيرة ومستمرة منذ نشأتها وحتى وقتنا هذا للفلسطينيين، وقد تنوعت صور هذه المساعدات وأحجامها وفق حاجة الهيئات والمؤسسات الفلسطينية، التي فتحت اللجنة لها احضانها وابوابها من خلال تلقي طلبات كل جهة واحتياجاتها، والعمل على تلبيتها قدر المستطاع في اقرب وقت ممكن وافضل صورة.

ومن دواعي الاعجاب والفخر بنشاط اللجنة وشمول نظرة القائمين عليها، واهتمامهم بجميع نواحي حياة الشعب الفلسطيني، ان مساعداتها لم تقتصر على دعم الجانب الحربي للمجاهدين الفلسطينيين فقط، بل شملت ايضا عدة جوانب اخرى مهمة، تمثلت في:

– الجانب الإعلامي: الذي يتولى التعريف بالقضية الفلسطينية، ونكبة الشعب الفلسطيني، وعرض قضيته العادلة على العالم كله، في ظل التشويه الصهيوني للتاريخ والحقائق التاريخية.

– الجانب التعليمي: الذي يمثل حجر الزاوية والقلب النابض لأي مجتمع، لا سيما الشعب الفلسطيني في ظل الهيمنة الصهيونية على مناهجه التعليمية، وهجماته المتتالية على مؤسساته التعليمية، وحرب التجهيل على ابناء هذا الشعب.

– الجانب الإنساني: وذلك من خلال دعم اسر الشهداء والاسرى والمعتقلين في فلسطين، ودعم جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني ولجان الاغاثة المختلفة المعنية برعاية الاسرة الفلسطينية.

– الجانب الديني: من خلال دعم وزارة الاوقاف واعمار المساجد وبنائها.

وكانت اللجنة الشعبية قد نشرت عدة نداءات للشعب الكويتي الكريم والمقيمين على ارضه للتبرع لدعم القضية الفلسطينية، وجاءت التبرعات من الجميع على مدار سنوات عدة، وبلغت قيمة هذه التبرعات اكثر من 28753 دينارا كويتيا نقدا، بالاضافة الى 534866 دينارا كويتيا بموجب شيكات، وباجمالي 563619
دينارا كويتيا، وذلك حتى تاريخ 1978/3/20.

قدمت اللجنة مبلغا وقدره 9192462 دينارا (تسعة ملايين ومائة واثنان وتسعون الفا واربعمائة واثنان وستون دينارا كويتيا لا غير)، لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، والتخفيف من معاناته في مواجهة العدو، متمثلة في تقديم مساعدات مالية لرعاية اسر الشهداء، ودعم مؤسسات ثقافية وتعليمية، وبيوت جاهزة وبطانيات وألبسة، وتقديم مواد غذائية وغيرها، ومصاريف تنقلات حتى 2002/12/31. ولم تتوقف هذه التبرعات لمساندة الشعب الفلسطيني، بل استمرت وكانت في ازدياد دائم.

الشعب العراقي وإعمار الفاو

حرصت اللجنة الشعبية لجمع التبرعات على دعم ومؤازرة الشعب العراقي الشقيق المنكوب بالحرب العراقية – الإيرانية، التي تدهور خلالها اقتصاده، واصبح ابناء العراق بعدها في حاجة ماسة الى مد يد المساعدة لهم من قبل اشقائهم العرب والمسلمين، ونشرت اللجنة نداءات تناشد فيها المواطنين والمقيمين على التبرع والعطاء لمؤازرة اخوانهم.

وبذل القائمون على اللجنة ايضا مجهودا اكبر في الاتصال بالبنوك والشركات والهيئات لدعوتهم للتبرع.

ووفاء للعراقيين وتضامنا معهم قامت اللجنة الشعبية لجمع التبرعات للمساعدة على اعمار هذه المدينة، بعد عودتها إلى العراق، إثر ثماني سنوات متواصلة من الحرب العراقية – الإيرانية الضروس، الذي تعرضت له مدينة الفاو من دمار، سارعت اللجنة للقيام بدورها تجاه الشعب العراقي الشقيق، فتوجهت أولا بنداء لأهل الخير وجماهير المتبرعين في أرض كويت الخير عام 1988.

أوائل المتبرعين

ومن سمات العمل الخيري في الكويت أنه كان يبدأ باعضاء اللجنة وبمساهماتهم، والذين كان ينظر اليهم باعتبارهم من الرجال الثقاة والمعروفين فإذا ما رأت سائر المؤسسات في القطاع الأهلي وبقية المتبرعين اسماءهم فإنهم لا يسألون ولا يتشككون، بل يبادرون بالتبرع، ويدب الحماس في نفوسهم.

ورواد القادة الى الخير هي التسمية التي أطلقها الدكتور عبدالمحسن الخرافي أراد أن يعطيهم حقهم فخصص لهم صفحات وان حرصوا على ابقاء عملهم سرا ولوجه الله تعالى ورفضهم لنشر سيرتهم الذاتية أو التعريف بهم لذلك ارتأى المؤلف ان يورد اسماءهم في الباب الثالث تحت عنوان كبار المحسنين وهم اوائل المبادرين بالتبرع في جميع حملات التبرعات.

وأورد الاسماء بحسب الترتيب الهجائي وهم احمد يوسف النصف واخوانه وبدر سالم العبدالوهاب وعبدالله الحمد الصقر واخوانه وفهد عبدالعزيز الفليج وإخوانه ومحمد حمود الشايع ومحمد عبدالمحسن ناصر الخرافي ومرزوق عبدالوهاب المرزوق، ثم أورد قائمة بكبار المتبرعين الآخرين للجنة الشعبية وبحسب الترتيب الهجائي وهم: ابراهيم ناصر الهاجري وأحمد ويوسف ابناء عبدالله الفهد، وبدر الملا وإخوانه، وبنك الكويت الوطني، وثنيان الغانم وأولاده. وحمود إبراهيم الصقعبي، حمود الزيد الخالد، خالد الزيد الخالد، خالد داود المرزوق، خالد عبدالللطيف الحمد، خالد يوسف المرزوق وإخوانه، عبدالرحمن الزامل وصالح العبدلي، عبدالعزيز الزاحم، عبدالعزيز سعود البابطين، عبدالعزيز عبدالمحسن الراشد، عبدالله عبدالغني وأولاده، عبدالله عبداللطيف العثمان، عبدالله محمد هادي العوضي (ثم ثلثه)، عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان، علي عبدالوهاب وأولاده وشركاه، عيسى حسين اليوسفي، مبارك عبدالعزيز الحساوي، محمد ثنيان الغانم وأولاده، محمد عبدالرحمن البحر، محمد ناصر الساير، مساعد عبدالله الساير، ناصر إبراهيم الصقعبي، ناصر عبدالمحسن السعيد، يحيى وعبدالله زكريا الأنصاري، يوسف وعلي المزيني.
المؤسسون:

عبدالعزيز حمد الصقر (رئيس اللجنة)

يوسف عبدالعزيز الفليج (أمين الصندوق الفخري)

محمد عبدالمحسن الخرافي

عبدالعزيز محمد الشايع

محمد بن يوسف النصف

مرزوق عبدالوهاب المرزوق

بدر السالم العبدالوهاب

جاسم عبدالعزيز القطامي



اللجنة الحالية:


1 – عبدالعزيز محمد الشايع (رئيس اللجنة)

2 – مرزوق عبدالوهاب المرزوق (نائب الرئيس)

3 – محمود يوسف الفليج (أمين الصندوق الفخري)

4 – جاسم عبدالعزيز القطامي

5 – جاسم محمد الخرافي

6 – عصام جاسم الصقر

7 – طارق بدر السالم

8 – قيس نصف اليوسف النصف


============


تبرع لمتضرري الزلازل في الجزائر

وكان الأخوان أحمد ويوسف عبدالله الفهد – كعادتهما – في القائمة الأولى من المتبرعين لصالح متضرري الزلازل هناك، إذ تبرعا بمبلغ (10000 د.ك) عشرة آلاف دينار كويتي، وكان ذلك في شهر يناير من عام 1983م.

كما تبرع – رحمه الله – بمبلغ من المال للشعب الجزائري الشقيق عندما تعرض لزلزال مدمر عام 1980م في مدينة الشلف (الأصنام سابقاً)، وذلك بواسطة اللجنة الشعبية لجمع التبرعات في دولة الكويت.

==============


الجزائر تشكر الملك سعود
وأعربت الجزائر على لسان ممثلها لدى الجامعة العربية السيد أحمد توفيق المدني عن شكرها للملك سعود وللشعب السعودي ببيان أصدره في القاهرة يوم 9 ذي الحجة سنة 1376هـ، وهذا نصه:
" إن جلالة الجالس على العرش السعودي ، يرعى القضية الجزائرية منذ أول يوم بدأت فيه مشكلتنا ، ويحس مع الشعب الجزائري بهذا الإحساس الكريم ، فقد قام جلالته ويقوم ببذل كل ما يستطيع في سبيلنا نحن الجزائريين ، ولن يمضي وقت طويل إن شاء الله ، حتى تصبح الجزائر بلدا مستقلا.
" إن الدور العظيم الذي يقوم به جلالته ، ليس مبنيا على الدعايات وأقوال الصحف ، وإنما هو مبني على ما يراه المجاهدون الجزائريين رأي العين ، وما يعلمونه علم اليقين من أعمال جلالته لتحقيق استقلال الجزائر وتأييد المجاهدين ، وأن التاريخ ليسجل بكل فخر صحائف مجد وعظمه لجلالته في هذا المضمار.
الملك سعود يتوسط للإفراج عن الزعماء الجزائريين
ودعا الملك محمد الخامس - ملك المغرب - خمس من الزعماء الجزائريين كانوا في الخارج وهم : أحمد بنبلا ، ومحمد خيضر ، وآية أحمد ، رابح البطاط ، ومحمد بوضياف ، لزيارته في الرباط للبحث في إيجادحل لمشكلة الثورة .
ولما جاءوا تم الاتفاق بينهم وبينه على السفر إلى تونس للاجتماع بملكها محمد الأمين والاتفاق على خطة موحدة إذ أمكن .
وأخذ الملك طائرة خاصة يوم 23 تشرين أول 1956 م مع مرافقيه إلى تونس ، أما الضيوف فأخذوا طائرة أخرى حطت بهم في الجزائر - بدلا من تونس - وسلمتهم للسلطة الفرنسية فنقلتهم إلى باريس وزجتهم في السجن .
واهتز العالم العربي لهذا الغدر وارتفعت أصوات الاحتجاج تطلب الإفراج عن المعتقلين .
ودعا الملك سعود سفير أميركا لدى حكومته يوم 24 منه، فأبلغه ما يساوره من بالغ القلق بالنسبة إلى خطورة الموقف في الجزائر ، ولفت نظر الحكومة الأمريكية لهذه الحالة وطلب منها أن تبذل مساعيها الحثيثة لإطلاق سراح الزعماء المعتقلين خيانة وغدرا.
وعبر البيان الرسمي الذي أصدرته الحكومة يوم 24 تشرين أول عن صدق العاطفة نحو المعتقلين كما يلي:
" على أثر اعتقال السلطات الفرنسية لبعض زعماء الجزائر في ظروف لا تقرها القوانين الدولية أمر حضرة صاحب الجلالة الملك وزارة الخارجية بتوجيه نظر الحكومة الفرنسية إلى النتائج الخطيرة التي يؤدى إليها هذا الاعتقال بالنسبة للسلم ، مع المطالبة بالإفراج عنهم فورا حتى لا تتعقد الأمور ، وتزداد الحالة خطورة في الجزائر ، بل في الشرق الأوسط عامة ، وأن حكومة جلالة الملك لتأمل أن تتغلب الحكمة وبعد النظر ، ويتم الإفراج عن هؤلاء الزعماء في أسرع وقت ممكن حتى تهدأ الأمور ويصل إلى الحل السلمي الذي هو هدف كل محب للسلام".
وأبرق الملك سعود إلى جلالة الملك محمد الخامس بهذا المعنى.
الملك سعود يتبرع بنفقات العيد
وحل عيد جلوس الملك لسنة(1376 هـ \1956م) فأصدر جلالته أمرا بإلغاء الاحتفالات ، وأن تجمع النفقات التي جرت العادة بإنفاقها ، وترسل لمساعدة الجزائر.
الملك يتبنى قضية الجزائر في الأمم المتحدة
وأصدرت الحكومة تعليمات إلى مندوبها لدى الأمم المتحدة ، بأن يكرس أوقاته وجهوده لتأييد قضية الجزائر ، والدفاع عن حق الشعب الجزائري ، وانتدبت الأستاذ أحمد الشقيري لهذه المهمة.
الملك يرفض إعادة العلاقات السياسية مع فرنسا
وتقدمت الحكومة الفرنسية بعد جلاء جنودها عن أراضي مصر ، تطلب استئناف العلاقات السياسية مع الحكومة السعودية فوافقت شرط أن يتم ذلك بعد الاعتراف باستقلال الجزائر وإعادة حقوق هذا الشعب إليه.
وقد ظلت الحكومة السعودية ترعى قضية الجزائر ، وتمدها بالإعانات الكثيرة والأموال الطائلة حتى حصلت على الاستقلال سنة 1962 م. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق