الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

الحريات الجنسية برعاية الامم المتحدة


ثقافة جنسية عالمية أم تربية جنسية إسلامية؟(1)
 

د. ست البنات خالد محمد على .


جاءت برامج مكافحة الايدز تحت مصطلح ما يعرف بالصحة الإنجابية بما فيها من رعاية اليافعين والشباب، وإلزامهم بما يسمى بالجنس الآمن. ونشر الثقافة الجنسية وإدماجها في مناهج التعليم وبرامج رعاية الشباب، ومحاربة الزواج المبكر.

نرى في الكثير من هذه المصطلحات واجهات براقة، ذات معان جذابة ـ تأتى بأهداف زائفة وشعارات رنانة قد تعتبر سامية ـ وفيها ما يناقض الثوابت والمرجعيات التي تنطلق منها حضارتنا الإسلامية وديننا الحنيف, مما ينعكس سلبا على واقعنا الثقافي والاجتماعي ويسبب خللا يقضي على أهم خصائصه وهي القيم الدينية والفكرية لحضارتنا. وما تحمله هذه الأفكار المادية من مسميات فكرية مختلفة لا يمكن التسليم بها ويصعب الالتزام بها و تصديق مقاصدها وأهدافها, ومن هذه المصطلحات:
مصطلح الصحة الجنسية والإنجابية:
تعريف برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان و التنمية: "بأنها حالة رفاه كامل بدنيا و عقليا واجتماعيا في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي ووظائفه وعملياته. وليس مجرد السلامة من المرض والإعاقة".
جاء هذا المصطلح في كل الوثائق الخاصة بالمرأة والطفل والشباب الصادرة من الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة وهى كثيرة ومتتالية، ما توقفت لحظة وما خفي كان أعظم، والتي من أهمها:

1 – مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية 1994.
2 - وثيقة بكين (المؤتمر الرابع العالمي للمرأة).
3 - وثيقة (عالم جدير بالأطفال) .
4 - مؤتمرات مكافحة الإيدز.
5 – مؤتمرات الشباب.

نذكر منها بعض المؤتمرات وأهم أهدافها:

1- مؤتمر براغ بالبرتغال: مؤتمر الشباب 1998م، وفيه تمكنت المنظمات الدولية من إدخال عبارة "مرض الخوف من الحياة الجنسية المثلية".
2 - مؤتمر لاهاي للتنمية والسكان: في هولندا 1999م وقد تبنى المؤتمر وبكل وقاحة أطروحات جماعات الشواذ والمنحلين والاستحواذ على فعالياته وتوصياته ودارت فعالياته في ثلاثة نطاقات:

النطاق الأول والثاني: مؤتمر الشباب ومؤتمر المنظمات غير الحكومية وعقد في الفترة 6 – 7 فبراير 1999م.

والنطاق الثالث: مؤتمر الدبلوماسيين 8 – 13 فبراير، وكان هدف هذه المؤتمرات التحضير لمؤتمر نيويورك الدولي الذي شارك فيه ممثلو حكومات العالم في الفترة من 22 – 30 مارس 1999م.
وهذه المؤتمرات عبارة عن جلسات تمهيدية متعددة صدر عنها توصيات إيضاحية لإعلان مؤتمر القاهرة، والذي تتضمن نصوصاً إباحية صريحة لعرضها والتصديق عليها في المؤتمرات اللاحقة، وهي دورة الحكومات في نيويورك، ثم إنهاء الخطوات التنفيذية في اجتماع سفراء الشباب 30 يونيو – 2 يوليو 99 م في سان فرانسيسكو بأمريكا، ثم اجتماع نهاية العام في 31 ديسمبر 1999م لتواجه مجموعات الشباب العالم أجمع بقراراتها.
وقد اتخذت مجموعات الشباب أسماء منظمات عديدة تعمل من خلالها مثل:"منظمة اليوم الواحد"، و "منتدى الشباب "، و "سفراء الشباب"، و "اجتماع مندوبي الشباب" و"مؤسسة جسر الحياة ".

وغيرها من المنظمات الإباحية التي تعمل تحت ستار الشباب، سواء على المستوى المحلي القطري أو الدولي.
ومؤتمر الشباب الأخير الذي عقد في هولندا أصدر المؤتمرون فيه "قائمة التوصيات" أو ما سمي بالإعلان ما يلي: "يجب أن يكون التعليم الجنسي الشامل إلزامياً على جميع المراحل، ويجب أن يغطي المتعة الجنسية والثقة والحرية عن التعبير الجنسي والسلوك الجنسي غير النمطي".
وطالب الإعلان بإنشاء جهاز خاص في كل مدرسة لتحطيم الصور التقليدية والسلبية للهوية الجندرية، للعمل على تعليم الطلبة حقوقهم الجنسية والإنجابية (المتعلقة بالجهاز العضوي الإنجابي)؛ ولهدف خلق هوية إيجابية "للفتيات النساء" و"للفتيان الرجال".

وإذا كان مؤتمر القاهرة قد لاقى الصعوبات في إدراج مصطلح "التوجه الجنسي" فإن إعلان الشباب في لاهاي حفلت كل صفحاته بمصطلحات مثل: "حرية التعبير الجنسي"، و" الحريات الجنسية "، و"المتعة الجنسية"، و"حق الإجهاض"، و "توفير موانع الحمل". إضافة إلى عدم التفرقة على أساس "السلوك الجنسي" و "التوجه الجنسي".
والقاسم المشترك بين هذه الوثائق وما تبعها من مؤتمرات هو توفير خدمات الصحة الإنجابية والجنسية للمراهقين وخاصة الطفلة الأنثى.

لا بد لنا أن نغوص في أعماق هذا المصطلح لنتعرف على مدلولاته كلها, فأجندة الصحة الإنجابية كثيرة ومتعددة من أهمها:

1. رعاية الشباب اليافعين والمراهقين.
2. رعاية الأمهات في الحمل و الولادة وما بعد الولادة.
3. خدمات موانع الحمل المختلفة.
4. محاربة كل أنواع ختان الإناث .
5. تقنين الإجهاض و جعله حقا صحيا من حقوق المرأة.
6. مكافحة الأمراض الجنسية و أمراض القناة التناسلية والإيدز.
7. مكافحة سرطان الجهاز التناسلي(عنق الرحم) و سرطان الثدي.
8. علاج العقم والتلقيح الصناعي.
9. تقديم خدمات لكبار السن.
10. استغلال المساعدات المقدمة في حالات الكوارث الطبيعية و الحروب و التهجير.

أجنده أخرى ضمن هذه الخدمات:

1. مكافحة الناسور الناتج عن الولادة.
2. تنمية و تمكين وتعليم المرأة حتى تشارك في بناء المجتمع المعافى.
3. ترسيخ مفهوم الجندر.
4. صحة الجندر.
في كل هذه البنود يوجد نشر مكثف لكافة أنواع موانع الحمل، و تحديد النسل الطوعي أو القسري؛ لتحقيق أهداف مجلس الأمن الأمريكي لحد نسل شعوب العالم ضمن برامج فرض الهيمنة الأمريكية على العالم وخصوصا العالم الإسلامي.

سنأخذ منها أهم ما حفلت به الأجندة فيما نحن بصدد نقاشه

رعاية الشباب اليافعين والمراهقين:

1 - محاربة الزواج المبكر والدعوة إلى تأخير سن الزواج.
2 – نشر ثقافة الجنس الآمن للشباب: خدمات ضبط الحمل بكافة وسائل منع الحمل من: حبوب بأنواعها، و واقي ذكرى (الرفالات) وحقن، و إباحة الإجهاض وتقنينه, لتوفير جنس آمن (من الحمل و الأمراض الجنسية والايدز).
3 - نشر الثقافة الجنسية في المناهج التعليمية المبكرة.
4 - خفض سن الجنس ورفع سن الزواج.

تعد المناهج التعليمية مائدة مثمرة، ووسيلة فعالة تستثمرها الفرق المنحرفة متى أتيحت لها الفرصة في الاقتراب من دائرة صنع القرار المتحكم في محتوى تلك المناهج، التي تسببت في تشكيل عقول كثير من أبناء الأمة الإسلامية وفق مرجعية واضعي المواد التعليمية التربوية والتي تباينت بين أفكار عدة شيوعية، إلحادية، علمانية وليبرالية وغيرها والتي انضمت إليها مؤخراً أطروحات الحركات النسوية الشاذة والتي يسيطر واضعوها على لجنة مركز المرأة بالأمم المتحدة.
ونجد في الإصدار الرابع من وثيقة عالم جدير بالطفل في المادة الرابعة والأربعين الفقرة الثانية: "التأكد أنه مع إطلالة عام 2005 يكون لدى 90% من الشباب والشابات فيما بين سن 15-24 سنة المعلومات والتعليم، وبصفة خاصة التعليم المرتبط بمرض الإيدز.

ومع عام 2010 تصل هذه النسبة إلى 95%، ويضاف إلى ذلك أن يتم مد الشباب والشابات المذكورين بكافة الخدمات الضرورية (ويقصد - بالخدمات الضرورية - بوضوح شديد استخدام موانع الحمل مثل الواقي الذكري)؛ لتطوير المهارات الحياتية اللازمة التي تساعد على تقليل إمكانية العدوى بمرض الإيدز بالمشاركة الكاملة ما بين: الشباب، الأهل، الأسر، التربويين، والمسؤولين عن الإشراف الصحي.

إن إدخال مصطلح "الجنس الآمن – safe sex" خلال منهج مكافحة الايدز ضمن المناهج التربوية وهو مصطلح يقوم على حق المرأة الشابة والشاب في إشباع غريزتها بأمان، وبالصورة التي تقررها هي لا التي يضبطها أي ضابط، ومن ثم فهي تمارس الجنس بصورة توفر لها الحماية من الأمراض الجنسية أو الحمل غير الشرعي.
وجاء كذلك تبعا لأجندة الصحة الإنجابية، إدخال دور الرجل لإيجاد نموذج جديد من الرجال يطلق عليه "الرجل الجديد" وهو النموذج المعبر عن الدياثة والمتقبل للدور الانحلالي الجديد للمرأة الجديدة، بل والمبشر به داخل المجتمع.
وحتى يتحقق هذا الجنس الآمن لابد من توافر عنصرين هامين:

أولاً: تعليم الجنس والذي يأتي من خلال تعديل المناهج التعليمية.

الثاني: خدمات الصحة الإنجابية، والمتمثل في توفير موانع الحمل والواقيات الذكرية والأنثوية لتحقيق الآمان عملياً.

سوف نتناولهما بالشرح في الحلقة القادمة بمشيئة الله.
 





المصدر: موقع لها أون لاين . 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق