رأى عضو كتلة “القوات اللبنانية” فادي كرم أن السيد حسن نصر الله أعلن إنتهاء لبنان كدولة سيدة ومستقلة، ونصّب نفسه مدبّراً عاماً للعلاقات اللبنانية ـ الدولية خصوصاً واللبنانية ـ العربية بشكل أخص، وذلك لاعتقاد السيد نصرالله أن أهدافه الإيرانية أهم من مصالح لبنان وأسمى من استقلاله ومن هويته العربية، معتبرا بالتالي أن السيد نصرالله الذي يخوض معارك جدية مع السعودية نيابة عن إيران، أعطى الأولوية لشعارات البطولة الفارغة، وقدمها على مصالح الجيش اللبناني وعلى مصير اللبنانيين في الخليج، علما أن مرجعياته وقياداته الإيرانية تنازلت عن شعار “إزالة الولايات المتحدة وإسرائيل عن الخريطة العالمية” عندما ارتأت أن مصالحها تقضي بإبرام تسوية مع الإدارة الأميركية حول ملفها النووي، وهي القاعدة التي لم يتخذ منها السيد نصرالله منطلقا في تعاطيه المسف والمؤسف مع السعودية ودول الخليج العربي.
ولفت كرم في تصريح لـ “الأنباء” الى أن مشروع السيد نصرالله غير المعلن، ليس فقط إحياء الأمبراطورية الفارسية، إنما إلغاء تاريخ الدول العربية لا بل إلغاء التاريخ الإسلامي برمته لإعادة كتابته إنطلاقاً من المفهوم الإيراني للإسلام وعلى أساس مذهبي معين، مؤكدا بالتالي أنه واهم من يعتقد بأن سلاح “حزب الله” هو لتحرير فلسطين أو للدفاع عن لبنان أو لتحرير المنطقة من التكفير والإرهاب كما يدعي، إنما هو الذراع العسكرية للحرس الثوري الإيراني على شواطئ المتوسط، وشأنه شأن سلاح الإنقلابيين الحوثيين في اليمن، والمعارضة في البحرين والحشد الشعبي في العراق، وشأنه أيضا شأن سلاح الخلايا الإستخباراتية الإيرانية النائمة في السعودية والإمارات والكويت ومصر، قائلا: “ألم تتغنّ الجنرالات الإيرانية بسيطرة طهران على أربع عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت، وصنعاء)؟ وألم يقل الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد أن إيران هي محور الحل والربط في المنطقة العربية؟”
ورداً على سؤال، أكد النائب كرم أنه “إذا أردنا الإنطلاق من نظرية السيد نصرالله بأن السعودية تراجعت عن تسليح الجيش اللبناني لتغطية فشلها في اليمن، فهذا يعني أن “حزب الله” يتهجم على المملكة السعودية ومجلس التعاون الخليجي، ليس فقط لتغطية فشله في الساحات العربية وغرقه بالوحول السورية، إنما أيضا لتغطية تفريغه مؤسسات الدولة اللبنانية وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية”. من هنا يرى كرم أهمية صمود ووحدة السياديين في لبنان لما في ذلك من أهمية بالغة في إسقاط مشروع التضحية بلبنان وردّ هذا الخطر الجهنمي الداهم.
وعليه يؤكد كرم أن الشغور في سدة الرئاسة سيبقى الضيف الإيراني الأثقل في الجمهورية اللبنانية، لأن مواقيت “حزب الله” تختلف عن مواقيت اللبنانيين، ولم تصل بعد الى ساعة الصفر لإطلاق سراح الإستحقاق الرئاسي وعودة الإنتظام العام الى مؤسسات الدولة.
على صعيد آخر وعن قراءة “القوات اللبنانية” لتهديد الرئيس سلام بالإستقالة حال عدم توصل مجلس الوزراء الى حل في ملف النفايات، أكد كرم أن السؤال الأصح يجب أن يكون “أيهما أقل سوءا إستقالة الحكومة أم بقاءها”، معتبراً بالتالي أنه سواء إستقال سلام أم اعتكف أم استمر في مسؤولياته فإن لبنان واللبنانيين يدفعون ثمن هذه التركيبة الحكومية التي أثبتت عملياً أنها تركيبة “تفعيل العجز” وليس “ربط نزاع”.
وإزاء ما تقدم، ختم كرم متسائلاً “هل الإستقالة هي هروب من المسؤولية أم انها بحد ذاتها تحمل للمسؤولية؟”، تاركاً للرئيس سلام الإجابة عن هذا السؤال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق