السبت، 5 مارس 2016

مواقف تاريخية للمملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية



مواقف تاريخية للمملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية
– مواقف تاريخية للمملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية.
لقد وقفت المملكة العربية السعودية مواقف يشهد بها التاريخ منذ أن بدأت فكرة إقامة الدولة الصهيونية وعند قيامها وعند ظهور بوادر لإحلال السلام وبعد اضمحلال هذه البوادر وتكشير الدولة الصهيونية عن أنيابها ونواياها العدوانية محطمة بهذا كل فرص السلام العادل وكافة القرارات الدولية.. وبمراجعة كتاب الأستاذ محمد زيد العتيبي عن السعودية ودورها في قضية فلسطين نقتبس منه الفقرات التالية عن مواقف المملكة العربية السعودية:-
الملك عبدالعزيز:-
في الاجتماع التاريخي بين الملك عبدالعزيز والرئيس الأمريكي روزفلت في فبراير 1945م أشار الملك عبدالعزيز على أنه يمكن حل المشكلة اليهودية بتوزيع اليهود على البلاد الغنية التي يتكون منها معسكر الحلفاء. كما أكد الملك عبدالعزيز أنه من الإجحاف أن يدفع عرب فلسطين الأبرياء ثمن جرائم أرتكبها غيرهم . وحول مسألة تقسيم فلسطين إلى حكومة يهودية وحكومة عربية أكد الملك عبدالعزيز بأن هذا أمر باطل لا يرضاه أحد كون أن اليهود يصير لهم حكومة في أطراف بلاد المسلمين وفي البلاد المقدسة وقرب الحرمين الشريفين وأن هذا أمر لا يجوز. وقد وضع الملك عبدالعزيز ثلاثة أهداف عاهد الله ببذل كل شئ لتحقيقها وهي :-
• عزة الإسلام
• جمع شمل المسلمين
• استرداد المغصوب من الأرض المقدسة في فلسطين
وفي رسالة الملك عبدالعزيز إلى الرئيس ترومان في 23 ذو القعدة 1365هـ جاء فيها [عن حقيقة الموقف في فلسطين والحق الطبيعي للعرب فيها وأن ذلك يرجع إلى آلاف السنين وأن اليهود ليسوا إلا فرقة ظالمة باغية معتدية، اعتدت في أول الأمر باسم الإنسانية ثم أخذت تظهر عدوانها الصريح بالقوة والجبروت والطغيان. أضف إلى ذلك أطماعهم التي يبيتوها ليس لفلسطين وحدها بل لسائر البلاد العربية المجاورة ومنها أماكن في بلادنا المقدسة].
[و إني لعلى يقين بأن شعب الولايات المتحدة الذي بذل دمه وماله في مقاومة العدوان الغاشم لايمكن أن يسمح بهذا العدوان الصهيوني على بلد عربي صديق لم يقترف ذنبا غير إيمانه في مبادئ العدل والإنصاف التي قاتلت من أجلها الأمم المتحدة وكان من أركانها بلاد الولايات المتحدة].
كما جاء في رسالة الملك عبدالعزيز الموجهة إلى الرئيس روزفلت في 30 أبريل 1943م رؤية شاملة وثاقبة لمجريات الأمور نقتطف منها ما يلي [أنه لا يوجد أي حق لليهود في مطالبتهم بفلسطين وأن كل ما يطلبونه فيها ليس ألا اعتداء وعدوانا لم يسجل التاريخ له مثيلا في تاريخ البشرية ففلسطين عربية منذ التاريخ الأقدم وموقعها في وسط البلاد العربية لم يسكنها اليهود ألا حقبة من الزمن كان أكثر تاريخهم فيها مملوء بالمجازر والمآسي ثم أجلو عنها].
[إننا لا نريد محو اليهود ولا نطالب بذلك، ولكننا نطالب بألايمحى العرب من أرض فلسطين من أجل إسكان اليهود فيها، إن أرض العالم لن تضيق على اليهود فإذا تحمل كل من بلدان الحلفاء الآن في الوقت الحاضر عشر ما تحملته فلسطين أمكن حل قضية اليهود].
[لو أعطي اليهود بغيتهم في فلسطين لظلت فلسطين مقرا لفتن دائمة كما حصل في الماضي. تسبب المتاعب للحلفاء عامة ولحكومة بريطانيا خاصة، واليهود بما أتوا من قوة في المال والعلم قادرون على إيقاع الشقاق بين العرب والحلفاء في كل وقت كما كانوا سببا لكثير من المشاكل التي وقعت من قبل وكل ما نحرص عليه هو أن يسود العدل والحق سائر الحلول التي ستحل بها قضايا الشعوب والأمم].
الملك سعود بن عبدالعزيز:-
وجاء في تصريح للملك سعود [أن الملايين من العرب والمسلمين يتمنون أن تسفك دماؤهم في سبيل حماية المسجد الأقصى وأرضه المباركة من الصهيونية ].
الملك فيصل بن عبدالعزيز:-
كما جاء في كلمة الملك فيصل – شهيد فلسطين [أننا نفدي فلسطين بالمال والنفس والولد . يجب على كل فرد منا أن يشعر أنه فلسطيني عربي وفوق ذلك مسلم أنه إذا توفر هذا الشعور لدينا وجب أن ننظر ماذا يجب أن نعمل لتخليص فلسطين والقدس يجب أن يكون الجميع في المقدمة] و [نحن دعاة سلم ومحبة ولكننا لسنا أذلاء وأني لأهيب بالعرب والمسلمين أن يتضامنوا وأن يهبوا لنصرة دينهم والدفاع عن مقدساتهم].
الملك خالد بن عبدالعزيز:-
وفي رسالة الملك خالد الموجهة للرئيس الأمريكي رونالد ريجان [أن السلام الذي يمكن تحقيقه و استمراره في الشرق الأوسط إنما هو السلام العادل القائم على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشريف]
وأكد على موقف المملكة لاسترجاع الأقصى في حديث صحفي نشر أثناء زيارته لإيران في 1976م [إن المملكة العربية السعودية تعمل كما تعلمون جادة مخلصة وبكل إمكاناتها وطاقاتها لنصرة الحق العربي الإسلامي في فلسطين ولتحرير مدينة القدس وهي لا تدخر في ذلك وسعا ولن تدخر ونحن في المملكة العربية السعودية نتطلع إلى مؤازرة الدول الإسلامية الأخرى لأن ثالث الحرمين الشريفين إنما هو حق من حقوق الأمة الإسلامية ويجب أن تغار عليه وتعمل لاستخلاصه من براثن الصهيونية].
وكما جاء في حديث آخر للملك خالد [أن تحرير فلسطين وفي مقدمتها القدس الشريف هي قضية الإسلام والمسلمين الأولى وإننا نعتقد أن مواجهة المخططات الصهيونية في فلسطين هي مسؤولية جميع الدول والشعوب الإسلامية].
الملك فهد بن عبدالعزيز :-
ولقد بادرت المملكة العربية السعودية في سبتمبر 1982م بطرح مشروع للسلام عرف باسم (مشروع الملك فهد للسلام) وتبناه مؤتمر القمة العربي الثاني عشر الذي انعقد في مدينة فاس بالمغرب وأطلق عليه مشروع السلام العربي. ويقوم هذا المشروع على انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي احتلت في 1967م بما فيها القدس العربية وإزالة المستعمرات التي أقامتها إسرائيل في الأراضي العربية منذ 1967م وعلى ضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان وعلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد الملك فهد موقف المملكة من السلام [إن المملكة العربية السعودية تقف بكل إمكاناتها خلف كل تقدم يحققه المتفاوضون من شأنه أن يعيد لأصحاب الحق حقوقهم ويؤمن منطقتنا من ويلات الحرب والدمار]و [إنني مطمئن أنه في النهاية لابد أن تحل الأمور على أساس الحقوق المشروعة ولا أظن نحن العرب نريد أكثر من الحق الشرعي.. نعم نريد السلام ولكن ليس الاستسلام السلام المنطقي المعقول].
وفي خطاب الملك فهد لوفود الحجاج 1984م بمكة المكرمة جاء فيه [إن نداء القدس لا يزال يدوي في أسماعنا وتلك صيحات إخواننا من أبناء الأرض المحتلة لاتزال في أعماقنا، والعدو لا يزال في غيه وعتوه يسفك الدماء ويقتل الأبرياء ويعيث في الأرض فسادا].
وورد في كلمته أمام المؤتمر الخامس للدول الإسلامية عام 1987م [إن مثل هذا السلوك المشين من جانب إسرائيل يعتبر مصدر تهديد مستمر لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والسلام العالمي برمته وعلينا أن نعمل بكل ما نملك من طاقات لدعم ومناصرة الكفاح الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية].
وجاء في كلمة الملك فهد أمام حجاج بيت الله الحرام لعام 1411هـ [إن المملكة العربية السعودية انطلاقا من مسئوليتها الإسلامية والتاريخية والإنسانية والأخلاقية لم تتردد لحظة واحدة في القيام بواجباتها نحو الشعب الفلسطيني].
الملك عبدالله بن عبدالعزيز :-
وكما جاء في كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز [إن المنطقة لن تعرف قراراً ولا استقراراً مالم يعترف العدو قبل الصديق بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وحقه في العودة إلى بلده وحقه في إقامة دولته على تراب وطنه المغتصب وهذه الحقوق لا تقبل تفاوضاً ولا جدلاً].
وجاء في كلمته أمام مجلس التعاون الخليجي الذي إنعقد في مسقط تحليلا دقيقا لواقع الأمة مع إيضاح الطريق السوي لاسترداد حقوقها [إذا ما حولنا أنظارنا صوب أمتنا العربية والإسلامية راعنا ما يحدث لأشقائنا في فلسطين الشقيقة من تدمير ومذابح دامية تتم تحت سمع العالم وبصره، إن هذه المشاهد الأليمة تحتم على الأمة العربية والإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها أن تواجه مسؤولياتها التاريخية.. والسؤال الأهم هل ما يدور الآن في فلسطين من قمع دموي سيحدث لو أن إسرائيل وجدت أمامها أمة تتحرك عبر مؤسسات فاعلة وقوية مؤثرة ؟.. إن وقتنا أثمن من أن نضيعه في استجداء الدول والمنظمات الدولية واستعطافها وقد فعلنا هذا عبر عقود طويلة من الزمن بلا جدوى. وجهدنا أثمن من أن نهدره في شجب واستنكار وقد قمنا بهذا عبر عقود طويلة بلا فائدة].
[إن جهدنا كله يجب أن ينصب على إصلاح البيت العربي والإسلامي وجعله قادرا على مواجهة التحديات] [والداء.. هو الفرقة القاتلة التي أبعدت الجار عن جاره والشقيق عن شقيقه. والدواء.. هو الوحدة التي تعيد الجار إلى حمى جاره والشقيق إلى حضن شقيقه].
وفي كلمة الأمير سلطان بن عبدالعزيز [أن المملكة لن تتراجع عن خطها المرسوم منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز في دعم القضية الفلسطينية مهما كلفها من جهد أو مال أو دماء وأن الجيش السعودي هو جيش القضية الفلسطينية حتى تتحرر فلسطين].
إن هذه المواقف الصلبة التاريخية عبر أكثر من ستين عاما تؤكد أن التحدي كبير وأن مواقف الرجال كانت ولازالت هي مفتاح الحل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق