الجمعة، 27 سبتمبر 2019

شبهات الشيعة والرد عليها رواية عمران بن حطان والخوارج... / البخاري


... 122) قلتم: (إنَّ عمران بن حطان من رجال البخاري وأبي داود والنسائي، قال العجلي: "بصري ثقة". وقال أبوداود: "ليس في أهل الأهواء أصح حديثًا من الخوارج) ثمَّ ذكر عمران هذا وغيره ... مع أنَّ العقيلي صرَّح بأنَّ عمران بن حطان كان من الخوارج وهوالمادح لابن ملجم .. ).
... قلت: الجواب تابع لما قبله من وجوه:
... أولاً: مذهب أهل السنَّة أن لا يُترك الحق ولوكان من كافر أوفاسق، وهذا الذي قرَّره القرآن الكريم.
... قال تعالى إنَّ بلقيس اليمن قالت: (إنَّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة) وهذه كلمة حق من امرأة كافرة. قال تعالى: (وكذلك يفعلون) قاله ابن عباس رضي الله عنهما (1).
... وقال تعالى في الفاسق: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) فأمر - عز وجل - بالتثبت ولم يأمر بترك خبره.
... ثانيًا: قد ثبت للعلماء صدق الخوارج في الحديث فإنَّهم يُكفِّرون مرتكب الكبيرة وهذا يعني أنَّ الكذب منهم غير وارد ولهذا رووا عنهم ورووا عمَّن سمَّموهم: "روافض" وهؤلاء يتديَّنون بالكذب الذي هو: "التقية" حتى رووا عن جعفر الصادق أنَّه قال: (إنَّ تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له).
... وعنه عن أبيه: (لا والله ما على وجه الأرض من شيء أحب إليَّ من التقية) (2).
... فكيف يُوثَّق من يعتقد أنَّ تسعة أعشار الدين كذب ومن لا يكذب لا دين له؟ ولا يوثَّق من يعتقد أنَّ الكذب: "كفر" أومخرج من: "الإيمان".
... أمَّا الرواية عن عمران بن حطان فقد قال فيه قتادة: (كان عمران بن حطان لا يتهم في الحديث) (3).
... وابن كثير قال فيه: (كان أحد العباد) وصف لحاله وليس ثناءً عليه.
__________
(1) تفسير ابن كثير/6/ 2.3/
(2) الكافي/ح/2/ 217 - 221/باب التقية
(3) تهذيب الكمال/22/ 322/
... ثالثًا: قولكم: (هؤلاء قسم من ثقات أهل السنَّة ورواة الصحاح الستَّة وكم لهم من نظير).
... قلت الجواب من وجوه:
... أولاً: أهل السنَّة يروون الحديث عن كل من: (ثبت عندهم صدقه) ولوكان مبتدعًا كما مر.
... ثانيًا: رواة الصحيح هم من أوثق الرواة من حيث صدق الرواية وخاصة الرواية التي تذكر في الصحاح.
... ثالثًا: رواة السنن لا تُقبل رواياتهم إلاَّ إذا كانوا ثقات وليس كل رواية تَرِدُ عنهم تُقبل والعلماء قد ترجموا لهم وذكروا أحوالهم لينظر فيمن تُقبل رواياتهم ممَّن تُرد.
... رابعًا: رواة السنَّة عندنا معروفون مترجم لهم لكن ماذا عن رواة السنن عند الإمامية؟ هل هم معروفون؟ ثمَّ هل هم أتقياء بررة. اسمع إلى كلام الألوسي رحمه الله وهويحدِّثنا عن الكتب الأربعة الصحاح عند الإمامية قال: (زعموا أنَّ أصح كتبهم أربعة: الكافي، وفقه من لا يحضره الفقيه، والتهذيب، والاستبصار .. وما زعموه من صحتها باطل لأنَّ في إسناد الأخبار المروية من هومن المجسمة كالهشامين وصاحب الطاق.
... ومنهم من أثبت الجهل لله في الأزل كزُرارة بن أعين، وبكير بن أعين والأحولين وسليمان الجعفري ومحمد بن مسلم وغيرهم.
... ومنهم فاسد المذهب كابن مهران، وابن بكير، وجماعة أخرى.
... ومنهم الوضَّاع كجعفر القزاز، وابن عياش.
... ومنهم الكذَّاب كمحمد بن عيسى.
... ومنهم الضعفاء كثيرون.
... ومنهم المجاهيل وهم أكثر) (1)
... ثمَّ استطرد رحمه الله يبين تكذيب بعضهم البعض في الرواية وهذا تأكيد لكلام السيد محمد الصدر في أنَّ رواة العقائد والتاريخ عند الشيعة مجهولون كما ذكر في ذكر مكان آخر من هذا البحث.
... وقد تقدم تكذيب جعفر الصادق لجماعة من تلاميذه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
__________
(1) صب العذاب على من سبَّ الأصحاب/213 - 214/رسالة علمية محققة في الجامعة الإسلامية
... 123) قلتم (ص"41"): (كيف يمكن توثيق من لعن علي بن أبي طالب والرواية عنه في الصحاح التي هي الملاك في سنَّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمدار في استنباط الأحكام)
... قلت: الجواب من وجوه:
... أولاً: لعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كبيرة من الكبائر، ولعن أبي بكر أوعمر أوعثمان أوأي أحد ممَّن شهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخير والفضل والجنَّة كذلك.
... ثانيًا: تكفيرهم أوتكفير أحد منهم أشد من لعنهم، فأمَّا تكفير المجموع إلاَّ أفرادًا فهذا كفر لأنَّه يؤدي إلى إبطال الإسلام كما تقدم.
... ثالثًا: تقدم أكثر من مرة أنَّ العلماء يروون عن الشخص الفاسق أوالمبتدع إذا كان لم يُعرف بالكذب إذ أنَّه لوتركت الرواية عن كل من فُسِّق أوضُلل أواُتهم ببدعة رغم صدقه فإنَّ هذا يحرم الناس وصول كثير من السنن.
... رابعًا: ليس كل من نسب إليه السب صحَّ عنه ذلك الفعل، وقد تقدَّم ما قيل عن: "حريز بن عثمان" وكيف أنَّه نقل عنه التبرؤ من ذلك وقيل إنَّه تاب.
... خامسًا: رأيتم أنَّ العلماء رووا عمَّن نسب إليه السب لعثمان والكره لأبي بكر وعمر ولم يمنعهم من الرواية عنهم ما داموا صادقين وقلنا إنَّ القرآن الكريم قرَّر ذلك.
... سادسًا: الرواية عنهم لا تعني الرضى عن فعلهم.
... سابعًا: هذا اجتهاد في موضوع الرواية وعلماء السنَّة مختلفون في مثل هؤلاء: منهم من يرد رواياتهم ويُضعِّفهم ومنهم من يقبلها إذا ضمن الصدق فيها.
... ثامنًا: هذا رجل واحد وقع منه السب وربَّما لوعدوا في رواة السنَّة لكانوا عددًا قليلاً فكم في علمائكم وعبَّادكم ورُواتكم من يلعن أبا بكر وعمر وعثمان وعظماء الصحابة ويسمُّون الشيخين بصنمي قريش؟!
... أهذا يجوز يا تُرى؟!
... فهذا المامقاني أورد هذا الدعاء: (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، والعن صنمَي قريش وطاغوتيهما وابنتيهما) (1).
__________
(1) تنقيح المقال/1.7/
... وقد نقل الدكتور على السالوس عن العالم الشيعي المعاصر السيد الحسن الموسوي يقول: (هذا دعاء منصوص عليه في الكتب المعتبرة وكان الإمام الخميني يقوله بعد صلاة صبح كل يوم) (1).
... فهل يجوز أن تأخذوا العلم عن مثل هذا؟! وقد تقدم اتهامه للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعدم التبليغ كما ينبغي!! وأيهما أعظم جرمًا يا تُرى!
... تاسعًا: هل رأيت أحدًا من علماء السنَّة وعوامهم يفرح بمقتل علي - رضي الله عنه -، وهل اتخذوا له عيدًا.
... أليس في كتبكم روايات تثني على قاتل عمر - رضي الله عنه - وعندكم من يتَّخذ ذلك عيدًا؟
... إنَّ هذا التعاطف مع بعض الصحابة - رضي الله عنهم - حبَّذا لوعُمِّم وعظِّم كل الصحابة فإنَّنا نحترم جميعهم ولا نفرِّق بين أحد منهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق