السبت، 28 سبتمبر 2019

نعم النظرة للكويت على أنها وطن مؤقت حالت دون الاستفادة من دروس الغزو



سامي النصف
لم نتعظ..نكرر أخطاءنا ونفتح شهية الطامعين
الغزو أعاد الكويت إلى حجمها الطبيعي فلم تعد دولة عظمى
جيراننا عرفوا كيف يتعاملون مع النفط ونحن ما زلنا نفكر بعقلية عام 90
فشلنا في تعديل التركيبة السكانية.. ونظامنا التعليمي من أسباب تزايد العنف
النواب والإعلام جزء من مشكلة الكويت بعد تحريرها
نعم النظرة للكويت على أنها وطن مؤقت حالت دون الاستفادة من دروس الغزو

إلغاء التجنيد الإلزامي خلل وأدعو إلى إعادته بنظام عسكري متطور يحاكي تجربة سنغافورة
سامي النصف: لم نتعظ.. أخطاؤنا تتكرر وخلافاتنا تفتح شهية الطامعين فينا
2012/08/26     


سامي النصف: لم نتعظ.. أخطاؤنا تتكرر وخلافاتنا تفتح شهية الطامعين فينا

 22 عاماً على الغزو .. هل استوعبنا دروسه 2 - 4

كتب فوزي عويس:
جاء الغزو العراقي الصدامي البعثي الغاشم لدولة الكويت كعمل اجرامي غير مسبوق ليمثل اخطر محنة واكبر ازمة يمكن ان تتعرض لها دولة ويعاني منها شعب وآنذاك اعتقد البعض ان الكويت الصغيرة في مساحتها باتت جزءاً من الماضي لكن الكويتيين اثبتوا ان بلدهم وان كان صغيرا في حجمه الا انه كبير بشعبه وظهر معدنهم النفيس وراحوا يقاومون الغزاة وانصهروا في بوتقة الكويت وتوحدوا خلف قيادتهم التي تمسكوا بها وجددوا البيعة والولاء لها فأسمعوا العالم صوتهم وأروه موقفهم فاحترمهم القاصي والداني وهب الاشقاء والاصدقاء من البلدان العربية والاجنبية لنصرتهم في حرب تحرير قدم خلالها كوكبة من الكويتيين ارواحهم فداء لوطنهم واختلطت الدماء الشيعية بالسنية وامتزجت معها الدماء الحضرية والبدوية فكانت دماء كويتية ولا شيء غير ذلك اسهمت في تحرير الوطن من براثن الغزاة بعد ان عزف الكويتيون سيمفونية وطنية حقيقية جسدوا بها وحدتهم وحرروا انطلاقا منها بلدهم واعتقد الجميع ان الكويت ستمضي الى مسيرة جديدة واعدة.
الان وبعد مرور 22 عاما على هذا الغزو الذي اظهر الكويتيون خلاله اجمل وافضل وأروع ما فيهم فان لنا ان نتساءل: هل استطاع الكويتيون استيعاب الدروس الكثيرة التي افرزها هذا الغزو؟ والى أي مدى استفادوا من هذه الدروس؟
«الوطن» استضافت كوكبة متميزة من خيرة الكويتيين الناشطين سياسيا واجتماعيا وطرحت عليهم السؤال فأجابوا وأفاضوا وتحدثوا بصراحة انطلاقا من حب الكويت والغيرة عليها والحرص على مستقبلها.

سامي النصف: لم نتعظ.. أخطاؤنا تتكرر وخلافاتنا تفتح شهية الطامعين فينا

الغزو أعاد الكويت إلى حجمها الطبيعي فلم نعتقد بالضرورة أننا دولة عظمى.. وهذه إيجابية

تسألني: على ماذا يدلل اختلافنا على نظام انتخابي بعد مرور 22 عاماً على الغزو؟.. هذا ردي

الخطأ فينا.. والديموقراطية براء من ممارستنا السياسية وانظروا كيف يتعامل الجمهوريون مع الديموقراطيين في أمريكا

هذه وصفة الاستفادة الحقيقية من دروس الغزو وأول بنودها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب

نظامنا التعليمي سبب من أسباب ارتفاع سهم العنف في المجتمع بعد عام 1990.. وهذه أسباب فشلنا في تعديل التركيبة السكانية

جيراننا عرفوا كيف يتعاملون مع النفط ونحن ما زلنا نفكر بعقلية ما قبل عام 1990

الإعلام والنواب يمارسون السياسة بشكل مدمر.. ومعارضة الأمس هي الأرقى
أكد وزير الإعلام الأسبق الكاتب الصحافي والمحلل السياسي سامي النصف ان الكويتيين لم يتعظوا ولم يتعلموا كما ينبغي من دروس الغزو الصدامي الغاشم الذي داهمهم وهم في اجواء خلافية شديدة تتكرر الآن وتفتح شهية الطامعين فيهم.
وبرأ النصف الديموقراطية مما يحدث في الكويت منذ تحريرها حتى الآن لكون دول مجاورة لا تتمتع بمثل الديموقراطية الكويتية ومع ذلك لا تعاني من الخلافات والصراعات التي تشهدها الساحة الكويتية وقال ان النواب والاعلام جزء من المشكلة التي نعاني منها كونهم رفعوا من سقف العداء منذ تحرير الديرة حتى الآن وراحوا يمارسون السياسة بشكل مدمر.
واتفق النصف مع الوزير الاسبق جاسم العون في قوله بان النظرة باتت للكويت من ابنائها على انها وطن مؤقت واشاد بمعارضة الامس الراقية والقوية في الوقت نفسه رغم قصر تجربة المعارضين السابقين وهو ما لم يستفد منه على الاطلاق اذ يبدو المستجوب رغم حداثة تجربته النيابية وكأنه ذاهب لفتح قسطنطينية.
وقال النصف ان الغزو اعاد الكويت الى حجمها الطبيعي اذ لم تعد تعتقد بالضرورة انها دولة عظمى بعد ان باتت سياستها الخارجية متوازية وهو ما اختلف فيه مع العون، ودعا الى علاقات خارجية خصوصا مع الجيران تراعي متطلبات الجغرافيا وتحقق المصالح المشتركة، كما شدد على ضرورة اعادة النظر في النظام التعليمي الذي تسبب في ارتفاع سهم العنف في المجتمع منذ تحرير الكويت حتى الآن وقدم وصفة الاستفادة الحقيقية من دروس الغزو.
وفيما يلي حصاد الحوار مع أبوعبداللطيف الذي تحدث بصراحة وواقعية:
* وطن سُلب بالقوة واسترد بالقوة وما بين السلب والاسترداد كانت هناك دروس فما الذي ترى اننا استفدناه من هذه الدروس؟
- أي ان السؤال الافضل ما الذي لم نستفده من دروس الغزو؟
* دعني أتحدث أولا عن الاستفادة لكي تكون هناك مقارنة؟
- الاستفادة كانت قليلة مقارنة بتكرار اخطائنا فالطامع طمع فينا بسبب خلافنا الشديد الذي ابرزناه في طروحاتنا ومع ذلك لم نتعظ حتى الآن من ذلك رغم اننا غالبا لا نسمع عن خلافات في البلدان المجاورة كما يسمع الآخرون خلافاتنا وتهديداتنا لبعضنا البعض وهذا يدلل على اننا لم نتعلم من تجربة عام 90.

العيب فينا

* أيعني ان الديموقراطية الكويتية الفريدة من نوعها في المنطقة أضرت بنا أم نحن لم نحسن استخدامها بمعنى العيب فينا أم في الديموقراطية؟
- الخطأ قطعا فينا لا في الديموقراطية ولنغض النظر عن الدول المجاورة ونأخذ امريكا حيث قمة الديموقراطية لنجد انه لا حدة ولا شدة بين الحزب الجمهوري المعارض والحزب الديموقراطي الحاكم ولم نر ان الجمهوريين نزلوا الشوارع وهددوا وتوعدوا اذا لم يعجبهم حكم قضائى، اذن الحدة لا تحقق أية نتيجة ايجابية وهي اما تأخذ الى تناحر اهلي أو تطمع الآخر فينا وتجعله لا يحترمنا.
* لكن قبل الغزو كان هناك ايضا ديموقراطية ومعارضة شديدة في قوتها لكنها كانت راقية في طروحاتها واحمد الخطيب اطال الله عمره وجاسم القطامي كانا من المعارضين فما الذي اختلف لكي نصل الى هذه الحال؟
- عندما نقارن بين المعارضة ولغة الخطاب من قبل والتي تعكسها محاضر ومضابط مجالس الامة في بدايات العمل الديموقراطي وبين ما نشهده الآن نجد الفارق كبيراً رغم انه في السابق لم يكن لديهم تجربة طويلة في الديموقراطية لكنهم كانوا يؤمنون باحترام الرأي والرأي الآخر اما الآن فالبعض يرون رأيهم حقا لا يأتيه الباطل من اليمين او اليسار والبعض الآخر ينظرون لهذا الرأي على انه باطل بنفس المنطق وما هذه ديموقراطية والديموقراطية الحقيقية هي ما كنا نمارسها منذ الاستقلال حتى منتصف السبعينات وخلال هذه المرحلة كانت الانجازات، اذن المشكلة ليست في الديموقراطية بل في كيفية ممارستنا لها والدليل تعاملنا مع الاستجواب وكأن صاحبه سيفتح قسطنطينة فمنذ خروجه من بيته تلاحقه الكاميرات حتى يسلم ورقته لأمين عام مجلس الامة.
* وعليه هل يمكن القول بان النواب هم احد اسباب عدم الاستفادة من دروس الغزو؟
- النواب شخصيات عامة يقودون الرأي العام وبالتالي يؤثرون في الشباب الذين يكتسبون منهم هذه الحدة وعليه فهم جزء من اللعبة السياسية ونحن كإعلاميين كذلك جزء من المشكلة اذ لم نخفف ولم نهدئ اللعبة السياسية ورفعنا من سقف العداء فيما بيننا.
* هل تتفق مع ما قاله الوزير الاسبق جاسم العون من ان سبب عدم استفادتنا من دروس الغزو هو اننا بتنا نتعامل مع الكويت على انها وطن مؤقت ولذا فلا بأس من النهل والنهب منه؟
- تماما فقد عدنا نتعامل مع الكويت كذلك فعلا كما لازلنا لا نتعامل مع الاحداث وفق السيناريو الاسوأ حتى في الشق الاقتصادي لا السياسي فحسب.
* مثل؟
- علينا التعامل على ان سعر النفط سيهبط وعليه لابد من التخفيف من مطالبنا لكن الكثيرين يرفضون ذلك انها نفس العقلية التي سادت عام 90 وما قبله وايضا يرفضون الحديث عن احتمالية نضوب النفط رغم ان الفحم مثلا كان في السابق سلعة استراتيجية وهذا يمكن ان يحدث للنفط مستقبلا ولا يصبح سلعة استراتيجية يريدون ان يعيشوا يومهم فقط ويصرحون بذلك رغم ان كثيراً من جيراننا عرفوا كيف يتعاملون مع النفط فلم يعد يمثل النفط في ميزانيتها سوى من عشرة الى عشرين في المائة لانها استطاعت تطوير مواردها الاخرى.

مكابرة

على ماذا يدلل اختلافنا على النظام الانتخابي بعد مرور 22 عاما على الغزو؟
- يدلل على امور خاطئة كثيرة منها ان المشكلة في النفوس لا النصوص فكل بلدان العالم تتغير فيها الدوائر وحتى الدساتير واذا كانت هذه مشكلة عندنا فان هذا يعني انها فينا لا في العملية السياسية اذ ما الخطأ في عملية تغيير الدوائر بل نحن فعلنا ما لم تفعله دولة بالعالم فالمعروف ان الدوائر تزيد بتزايد عدد السكان في كل البلدان اما نحن فخفضنا الدوائر الى خمس وهناك مطالبة بالدائرة الواحدة غير الموجودة في العالم واذا…
* الدائرة الواحدة موجودة في اسرائيل؟!
- يعني من 207 دول في العالم هل تكون قدوتنا اسرائيل؟! ثم لماذا لا يكون هناك حوار صحي حول هذه المسألة؟ عندما طرح البعض مطلب الدوائر الخمس اصبح من يطالب بالابقاء على الـ25 خائنا واذكر انني كنت من هؤلاء وقلت بان الامور ستزداد تعقيدا بالخمس وهذا ما حدث وهناك الآن ممن سبق وايدوا الخمس يقولون بان الـ25 افضل والبعض الآخر لايزالون يكابرون وهكذا فالغزو لم يجعلنا نزداد احترافا في الرؤى او افتراضا بحسن النوايا تجاه الآخر او ان نفهم اللعبة الديموقراطية بشكلها الصحيح وفقط نخلق ازمة كبيرة من كل قضية صغيرة ونفترض على حكم المحكمة الدستورية اذا لم يلق الهوى في النفوس ونقول عنه «حكم سياسي» في حين تكون هذه المحكمة من احسن ما يكون اذا لاقى حكمها الهوى في النفوس بينما في امريكا تعزل مثل هذه المحكمة الرؤساء وتصدر ما ترى من احكام ولا احد هناك يعترض، ان المحكمة تحكم بناء على ما لديها من مستندات وبناء عليه فلا وجود لشيء اسمه «حكم سياسي» فهذا من اللهو واقرب ما يكون للمهزلة في الممارسة السياسية.

ماكو شغل!

* لماذا فشلنا في تعديل التركيبة السكانية المختلفة وقد كان هذا متاحا بعد ان تم تحرير الكويت من الاحتلال؟
- وما الذي نجحنا فيه؟ التركيبة السكانية خطأ من الاخطاء الكثيرة عانينا منها وارى ان رسالة ما بعد الـ 1991 كانت خاطئة ومفادها «لنعد الى ما كنا عليه» اذ ان ما كنا عليه هو الذي ادى الى الغزو ناهينا عن عشرات الازمات والكوارث التي مرت بنا وجزء منها كان بسبب خطأ التركيبة السكانية ومن بينها التفجيرات التي ضربت البلاد وكان ينبغي ان تكون رسالة ما بعد 1991 «لنعد الى شيء مختلف عن ما كانت عليه الكويت».
* كيف كان ممكنا تعديل التركيبة السكانية؟
- بان يستمر الكويتي يعمل في الاعمال التي عمل بها خلال الغزو والتي يعمل فيها الوافدون لكن هذا لم يحدث لاننا لم نغير المسار الذي كان سائدا فالتركيبة السكانية كانت مختلة منذ قبل الغزو ولم يكن هناك رفع الشعار «العصا والجزرة» كما اننا لم نعمل نظام تجنيد يلتحق به الشاب وهو غير مهتم بالعمل ويخرج منه وهو شديد الجدية بالعمل وهذا ما فعلته دول صغيرة كسنغافورة وسويسرا والسويد وحتى اسرائيل حيث نظام التجنيد مختلف تماما وليس كما هو سائد عندنا في بلادنا اذ نأتي بالمجند ونتفنن في اهانته منذ الصباح باليمين واليسار در! ونظم التجنيد في تلك البلدان تؤهل المجندين لإجادة الحاسب الآلي وغيره فيخرج المجند اكثر فهما لشركائه في الوطن وهذا ما نحتاجه في الكويت لدمج ابن الاحمدي مع ابن الضاحية فيخرجا باحثين عن اعمال جدية لا عن كرسي وطاولة من دول عمل حقيقي فاذا تم ترغيب شاب في بداية حياته على الالتحاق بعمل تحت شعار «ماكو شغل» فما ننتظر منه؟

خلل

* قبل الغزو كان هناك نظام تجنيد الزامي لكن الغريب الغاؤه بعد التحرير فهل يعتبر هذا خللا؟
- خلل وان كان نظام التجنيد قبل الغزو لم يكن جيداً هذا على الرغم من ان هناك دولاً كأمريكا الغت التجنيد الالزامي واستعاضت عنه بنظام تطوعي يذهب الشباب اليه للاستفادة على النحو الذي اشرت اليه وقد ذهبت الى حاملات طائرات امريكية وهناك رأيت الكثيرين يرتقون بأنفسهم يدرسون الدكتوراه ويستكملون تعليمهم والخلاصة ان العسكرية عندهم ليست كريهة كما عندنا في الوطن العربي وبناء عليه علينا العودة الى نظام على هذا النحو وعلينا الاستفادة من دولة سنغافورة التي عندها 400 ألف جندي تحت السلاح وقد زرتها ابان فترة الاحتلال وذهبت الى قاعدة عسكرية ووجدت الجنود في حالة استنفار كاملة لأن هناك انتخابات في ماليزيا فهم يأخذون بالسيناريو الاسوأ دائماً.
* كيف ترى سهم العنف مقارنة بما كان سائداً قبل الغزو؟
- أرى سهم العنف في صعود البعض يعتقد ان صدمة الغزو اثرت ودائماً الحروب يعقبها مثل هذه الأمور لكن بعد 22 عاماً لا يجب ان تلقي باللائمة على الغزو كذلك فان صعود سهم العنف سبب من اسبابه النظام التعليمي غير الجيد والذي لا يخلق لنا المواطن الصالح بالاضافة الى تغييب القانون فعدم احترام القانون بعد عام 1991 ظاهرة كبرت اما قبل ذلك اذكر ان الشخص منا كان مثلاً يخشى من رجل المرور او يحترمه على الاقل اما الآن فنرى اعتداءات على رجل المرور وغزواً على مخافر شرطة وهذه امور لا يجب التساهل معها وحتى الاحكام يأتي الحكم مقروناً بغرامة مالية لوقف التنفيذ وهذا لا يجوز.

نقطة مضيئة

* والسياسة الكويتية الخارجية ألم تتطور عن ما قبل الغزو؟
- اصبح لها رسالة مختلفة فقبل الغزو كانت هناك القضية الفلسطينية والحرب العراقية الايرانية والحرب الاهلية في لبنان فكنا متفرغين لشأن آخر ولكن بعد تحرير الديرة انكفأت الكويت للداخل لاسباب مبررة كما انه وللأسف الشديد فان الدول التي وقفت ضد الكويت خلال الغزو كان اكثر البلدان تلقياً للدعم من الكويت التي لم تخطئ بهذا الدعم ولكن الآخرين هم الذين اخطأوا فصدام غزانا وعلى الرغم من تبني الكويت للقضية الفلسطينية وقفت المنظمة ضدها بالاضافة الى اليمن والاردن والسودان ولهذا ارى ان الكويت تعلمت الدرس ولم تعد تعتقد انها بالضرورة دولة كبرى وتركت شأن الآخر للآخر ويبقى ان ما فعلناه قبل عام 1990 هو الصحيح واما الخطأ فهو في الآخرين الذين لم يقدروا دعم الكويت ومواقفها منهم.
* أيمكن القول ان السياسة الخارجية الكويتية بعد 1991 باتت متوازنة مع حجمها اذن؟
- هذا صحيح فعودتنا الى حجمنا ايجابية من الغزو.
* اذن هناك ايجابيات؟
- نعم هناك نقاط مضيئة ولست مع البعض الذين يقولون بأننا ومنذ ثلاثين عاماً نفتقد الى مشروع حكومي للبناء لأن ما حدث في الكويت منذ عام 1991 وحتى الآن من تنمية واسواق وجامعات وغير ذلك انما احدث تطوراً كبيراً في البلاد.
* لكن ليس هناك تسويق لهذه الايجابيات؟
- تماما والكويت كان فيها مدينة الجهراء في الشمال ومدينة الاحمدي في الجنوب والان اصبحت الكويت مدينة واحدة من كثرة العمران الذي لا يقر به البعض من كثرة تصديقهم لما يسمعون وتكذيبهم لما يرون من تطور نوعي وتغييرات جذرية.

المهم أن نبدأ

* 22 عاماً على الغزو وكما هو واضح من حديثك ولم نستفد من دروسه كما ينبغي فكيف اذن يمكن ان نستفيد ولو متأخراً في قادم الايام والشهور والسنين؟
- علينا عمل لائحة ببنود ننفذها بدقة يأتي على رأسها ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فهذا سوف يساعد على اعادة هيكلة الدولة ثم خلق قواعد جديدة للعبة السياسية التي تمارس بشكل مدمر فللمرة الاولى نرى لعبة لا يفوز فيها احد فالكل يخرج مهزوماً فالحكومة تتضرر مما يحدث والقوى السياسية كذلك تتضرر، ايضا ضرورة انجاز نظام عسكري جيد على النحو الذي اسلفت اذ لا فائدة من اية انجازات نكون غير قادرين على حمايتها، ومن الناحية الاقتصادية لا ينبغي ان نبقى اسرى لمورد واحد ناضب فلا حكمة في الانتظار حتى ينضب النفط فعلا ونبحث في كيفية المواجهة، وايضاً لابد من نظام تعليمي مشترك جديد قريب من النظام التعليمي للمدارس الخاصة الاجنبية التي تنتج طلاباً جادين قادرين على الحديث والكتابة والحوار والعمل وهذا النظام يساهم فيه اولياء الأمور تطويراً للتعليم العام فهذا افضل استثمار وهذه حلول ستستغرق وقتاً ولن تتم في يوم وليلة فليست هناك عصا سحرية لكن المهم أن نبدأ.
* لك ان تضيف ما شئت في محور الحوار بعيداً عن قيد سؤالي؟
- علينا بناء علاقاتنا الخارجية خصوصاً مع الجيران وفق المصالح المشتركة ومتطلبات الجغرافيا بعيداً عن الاسباب الايديولوجية مع عدم التدخل في الخلافات كما حدث عندما تدخلنا بالسابق في الحرب العراقية – الايرانية ودفعنا الثمن.


==================

قطبان معارضان في السابق ولم يقدما استجواباً واحداً

عندما طرحت سؤالا على أبوعبداللطيف يقارن بين معارضة ما قبل الغزو ومعارضة ما بعد التحرير استشهدت بأداء الراحل جاسم القطامي طيب الله ثراه وبالدكتور أحمد الخطيب أطال الله عمره فأجاب ثم تحدث عن الاثنين قائلا: هذان القطبان كانا من رؤوس المعارضة ورغم هذا لم يقدما أي استجواب خلال مسيرتهما النيابية أما الآن فأحدهم في الدقائق الأولى بعد دخوله المجلس يهدد باستجواب رئيس مجلس الوزراء واخر لا يملك أي تجربة سياسية يصرح راغبا في تعديل الدستور بأكمله!
أضاف: أحد النواب القدامى رغم انه لم يكن يحمل شهادة الا انه كان شديد الحكمة وتجلت حكمته في قوله بأنه مكث عاما بعد دخوله البرلمان لا يتحدث لكي يتعلم.


==================
هذا سبب انتشار الحسد بعد عام 1991
عن انتشار ظاهرة الحسد في الكويت بعد عام 1991 رغم ان دروس الغزو كانت تحتم علينا انحساره قال النصف: عندما يبدأ الانسان نهاره بلا شيء يقدمه لوطنه يخرج منه أسوأ ما فيه فتجده حاسدا حاقدا كاذبا لكن هذا الانسان نفسه لو أشغلناه فيما يفيد ويجدي من خلال نظام جاد للعمل فلسوف يشعر انه ادى ما عليه وأرضى ضميره وعندها لن يحسد ولن يحقد ولن يكذب، فإما مواطن منتج وجيد ومؤهل لمواجهة الحياة من خلال نظام تعليمي جيد لا يتسبب في أي ضرر لمجتمعه واما مواطن لا يعمل ولا يقدم شيئا مفيدا مجديا فسوف تهب عليه اعراض مرض الحسد والكذب والحقد.

==================

حتى «لا نتلعوز» إذا قالوا لنا: السلام عليكم

< وقعت الكويت اتفاقيات أمنية مع دول كبرى منذ 22 عاماً بسبب ما تعرضت له من غزو فهل ترى أننا أحسنا التعامل مع واقع كهذا يمكن أن يتغير فجأة؟
- اشدد هنا على ضرورة افتراض الأسوأ فهذه الدول الكبرى بامكانها في اية لحظة ان تتخذ قرارا مفاده «السلام عليكم» بسبب ظروف داخلية تجبرها على ذلك وعليه فاننا لم نحسن التعامل في هذه الجزئية.
< ما الذي كان يجب علينا ان نفعله؟
- كان لزاما علينا ان نستغل السنوات الماضية لخلق نظام عسكري يؤهل الكويت للدفاع عن نفسها بذاتها وبمشاركة جيرانها فنحن خليجيا حتى الان لم نستطع خلق حلف كالناتو الذي كان وحدة عسكرية تجسدت قبل ان تكون هناك وحدة سياسية وما أراه ان على الكويت وعلى كل دولة خليجية ان تعمل على تقوية نفسها ولا يجب العودة الى مقولة سعد زغلول عن الدول العربية فقال: «نحن صفر والدول العربية صفر ومجموع الاصفار صفر كبير»… وبما اننا في الكويت في مواجهة الخطر فينبغي ان نكون قدوة لبلدان الخليج بحيث يكون عندنا افضل نظام عسكري منتج، يشارك فيه كل كويتي حتى منهم فوق سن الستين كما في سنغافورة وبعد ذلك نسوق هذا النظام في بلدان الخليج التي تتمتع بثروات وفيرة وكثافتها السكانية قليلة وهذا بحد ذاته يطمع الطامعين فيها.
< تقصد ان على الكويت ان تقدم النموذج الصحيح لنظام عسكري جيد يكون مقبولا في بلدان الخليج؟
- نعم، وإذا لم نقدم نحن هذا النموذج فمن يقدمه وأرى انه لايزال في الوقت متسعا لكي نفعل ذلك.
< كيف تكون البداية؟
- بقانون تجنيد اجباري متطور على غرار قانون التجنيد في سنغافورة ثم نسوقه على الاخوة في بلدان الخليج ونخلق حلفا مثل الناتو بحيث اذا تعرضت سلطنة عمان لخطر سارعت الطائرات الكويتية الى هناك ولننظر الى السعودية التي حارب جيشها منفردا عندما وقعت احداث الحوثيين ولماذا لم نر جيشا قطريا كويتيا عمانيا بحرينيا اماراتيا هناك، والخلاصة لا يجب ان نبقى الآن اسرى لمعاهدات لا نعرف مضامينها ولقرار لا نملكه.

==================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق