السبت، 25 أبريل 2020

الشخصية المصرية بين «الهبش والفهلوة »

.اقتباس من مقال 

فاروق شوشة

......الآن فقد وقعنا فى قبضة «الهبّاش»
 الذى يخطف كل شيء، ويبتلع كل شيء، كل أرض فضاء تحرّضه على الهبش والسرقة ووضع اليد، كل شبر فى الصحراء يخايله ليجعل منه مستعمرة ومنتجعًا يُدرّ عليه الملايين، كل الصفقات المشبوهة يقوم بها جهارًا وتودع تحويلاتها فى بنوك خارج مصر، التهريب شعاره، وخيانة الوطن ديْدنه، والإيغال فى أحشاء مصر تمزيقًا وتقطيعًا هوايته. وحين انتقلنا إلى الحديث عن «التعليم» راح يشير إلى بعض المستثمرين فى مجال التعليم وعينهم على الكسب الفاحش والثراء السريع وتحقيق أقصى قدر من الأرباح، سواء كان ما يبتنونه رياضًا للأطفال مصروفاتها بالألوف، أو جامعات خاصة مصروفاتها بعشرات الألوف. وبين روضة الأطفال والجامعة ينتشر هؤلاء «الهبّاشون» فى كل ربوع مصر، عيونهم على الغنيمة التى سيسقطون عليها، وقلوبهم يحرّكها حساب الأرباح والعائد الذى سيدر عليهم الملايين.

قلت: هذا فى قطاع واحد هو قطاع التعليم، فماذا عن بقية قطاعات المجتمع. قال: أخشى ما أخشاه ألا نعطى لهذا الوباء الفاتك ما يتطلبه من حسم ومسئولية، ونحن نتجه إلى بناء المستقبل. إن هؤلاء الذين ينخرون فى بنية المجتمع، وينهبون أمواله بدون حق، ويستولون بمنطق «الهبّاشين» على الأخضر واليابس، هم أعداء هذا المستقبل، وهم الذين يريدون أن يعيشوا على فساد منظومة التعليم فى مصر - على سبيل المثال - ليصنعوا منظومتهم الفاسدة والمفسدة، والذين يخوضون أعتى القضايا مسلّحين بذخيرة ضخمة من أصفيائهم القانونيين لإنقاذهم من الوقوع فى شرك الفساد والخيانة، ويظلون يخرجون ألسنتهم للدولة وللناس معًا، مؤكِّدين أن الدولة العميقة فى جيوبهم، وأن ما يمارسونه مستمر بلا نهاية.

وودعت أستاذى الكبير، بعد حوار ساخن عن الفهلوى والهبّاش، وعن نمط المواطنة المصرية الذى أُطالعه الآن، بعد ثورتى 25 يناير وثلاثين يونيو، وعما يحمله مستقبل مصر القادم من نُذُرٍ وعلامات.

(الأهرام)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق