الجمعة، 12 يونيو 2015

هل مسلمين مصر ضيوف عند أقباطها


كتبت - شرين عرفة


أثار تصريح وكيل وزارة الأوقاف المصرية في حكومة الإنقلاب العسكري، بأن مسلمي مصر ضيوف على أقباطها ، حالة من اللغط والجدل الشديد على مواقع التواصل الإجتماعي،
حيث قال وكيل وزارة الأوقاف في محافظة الفيوم، الدكتور "عبد الناصر نسيم"، إنه "منذ الفتح الإسلامى لمصر فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب ودخول الإسلام إلى مصر.. احنا كمسلمين ضيوف على إخواتنا المسيحيين".
وقد جاءت كلمة عبدالناصر، خلال افتتاح مؤتمر "بيت العائلة" فى الفيوم، بحضور المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم وقيادات من الكنيسة،
جدير بالذكر أن تلك العبارة هي أشهر مزاعم الكنيسة الارثوذكسية في مصر ،وواحد من إدعاءاتها التي ما زال يرددها عدد من قساوسة واساقفة الكنيسة المصرية ،ويصاحبها دوما إستنكار شديد من الغالبية العظمى المسلمة من سكان مصر والتي تقترب نسبتهم من ال 95% من السكان.
فهل يعقل ان 5% من سكان مصر الأقباط هم اصحاب الأرض الفعليين، و95% من سكانها المسلمين والذين تتجاوز اعدادهم التسعين مليون نسمة ،هم وافدون عليها؟!
 للإجابة على هذا السؤال : لابد لنا أن نستعير مقولة الإمام والعالم الجليل "محمد الغزالي" حين قال :
 إن من ألوان الحرب التى تشن الآن ضد الإسلام اعتباره طارئا على البلاد.
وفد عليها مع فاتحين غرباء، ثم استقر فيها على كره من أصحابها الأصلاء!!.
وهذه مزاعم مضحكة، فإن كلتا الديانتين جاءتا مصر من الخارج.
فليست مسيحية عيسى صناعة محلية يجب -لتشجيعها ـ أن توضع العوائق أمام ما قد يزاحمها من واردات أخرى ! كلا
ولو كان من حق أهل بلد ما أن يطردوا الأفكار الغريبة عن بيئتهم لأنها ليست أفكار مواطنين أصلاء، لوجب إخراج المسيحية والإسلام معا من مصر، ولوجبت إعادة البلد على عجل إلى حظيرة الوثنية المحضة التى تعبد فيها الأصنام وتقدس العجول.
فإن الوثنية هى الديانة التى عرفها تاريخنا آلاف السنين، إنها بضاعتنا العريقة.
أما الإسلام فقد جاء به عرب غرباء.
وأما المسيحية فقد جاء بها ـ كذلك ـ رومان غرباء".

من البداية:

●كانت مصر ولاية رومانية تابعة مباشرة لروما منذ عام 31 ق.م، حين استولى الرومان عليها وقضوا على حكم البطالسة فيها.
وتسربت الديانة المسيحية إلى مصر في القرن الثاني الميلادي، وظلت تحت حكم الإمبراطورية الرومانية ما يزيد عن ستة قرون، إلا أنه كان حكما مستبدا متعسفا ،يعتبر مصر بقرة حلوب يسعى لإستنزافها بشتى الطرق، وبأنواع شتى الضرائب ، فعانى المصريون ويلات من الظلم والتعسف والضرائب الباهظة.
●وقد انقسم أقباط مصر إلى :
1- يعاقبة : وهم معظم أهل مصر من القبط، وهم من يقولون بأن للمسيح طبيعة واحدة هي الألوهية، وفيها تكونت طبيعته البشرية
2-الملكانيون : وهم حزب الإمبراطورية البيزنطية، و شعارهم ازدواج طبيعة واحدة؛ فالألوهية طبيعة وحدها، والناسوت طبيعة وحده، ويكفر أصحاب هذا المذهب ويضطهدون كل من خالفهم الرأي من بقية أقباط مصر اليعاقبة.
●وقد احتدم الصراع بين أنصار مذهب اليعاقبة السائد في كثير من بلاد الإمبراطورية البيزنطية، وبين الإمبراطورية نفسها ذات المذهب المخالف، وتفننت الإمبراطورية في معاقبة المخالفين لمذهبها.
●وتطفح المصادر التاريخية التي تتعرض لهذه الفترة "ما بين ظهور المسيحية حتى انحسار الوجود الروماني والبيزنطي عن منطقة الشرق الأوسط" في مرارة بالأخبار الكثيرة عن هذا الاضطهاد.
●الأقباط والفتح الإسلامي :
بسبب الإضطهاد البيزنطي والمعاناة المريرة، رأى أقباط مصر في الفتح الإسلامي الأمل بالخلاص مما هم فيه، فساندوه ،ورحبوا به.
وشكلت انتصارات المسلمين وإخضاعهم البلاد نصرًا دينيًّا للأقباط، حيث وضعت نهاية لعذابهم على يد البيزنطيين.
ولعل أول عمل قام به عمرو بن العاص  بعد استقرار الأوضاع الداخلية، الإعلان بين الناس جميعًا أن لا إكراه في الدين، وأن حرية العقيدة أمر مقدس، فدخلت أعداد ضخمة من أقباط مصر في دين الإسلام.
ومن بقي من الأقباط على دينه شعروا لأول مرة بالحرية في ممارسة شعائر دينهم.
حتى أن البطريرك القبطي "بنيامين" الذي عاد إلى الإسكندرية بعد أن قضى ثلاثة عشر عامًا لاجئًا متخفيًا قال لأتباعه: "عدت إلى بلدي الإسكندرية، فوجدت بها أمنًا من الخوف، واطمئنانًا بعد البلاء، وقد صرف الله عنا اضطهاد الكفرة وبأسهم".
جدير بالذكر أن عدد جنود جيش "عمرو بن العاص" عند فتح مصر 641 م كان يقدر باربعة آلاف جندي لا غير وكان تعداد مصر في ذلك الوقت من ستة إلي ثمانية ملايين قبطي علي أرجح الأقوال
وحينما فتح عمرو بن العاص البلاد ، دخل غالبية سكان مصر في دين الإسلام ،
و جاء المقوقس إلي الأسكندرية و وقع علي معاهدة الأسكندرية مع بن العاص  سنة 642 م / 21 هج، وكانت تنص علي انتهاء حكم الدولة البيزنطية لمصر و جلاء الروم عنها و دفع الجزية للمسلمين دينارين في السنة عن كل شخص و إعفاء النساء و الأطفال و الشيوخ منها ،و كان عدد من تجب عليهم الجزية من مليون إلي اثنين مليون قبطي هم من اصروا على البقاء على دينهم.
فمسلمي مصر هم أهلها الذين اهتدوا إلى الحق وقرروا بمحض إرادتهم الدخول في دين الإسلام.
وتبقى عبارة أن مصر ملك للأقباط وأن المسلمين ضيوف عليهم هي أسخف كذبة روجت لها الكنيسة الارثوذكسية في مصر، ورددها اليوم بلا علم ولا عقل ولا منطق شيخ ازهري ، يشغل منصب وكيلا لوزارة الأوقاف في حكومة الإنقلاب!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق