الأحد، 11 أكتوبر 2015

د.ميمونة خليفه الصباح ترد على فيروز ابادي قائد اركان الجيش الايراني

ادعاء ابادي ملكية دول الخليج

=============

ادعاءات زائفة لا تستند على التاريخ ولا تقبلها الجغرافية

لا تخيفنا التصريحات العدوانية ونقف في دول «التعاون» صفاً واحداً لا تفرقنا انتماءات

ادعاء ابادي ملكية دول الخليج ليس الأول ولن يكون الأخير والحقائق تؤكد ملكيتها لأهلها

أوضاع بلاد فارس العامة سهلت مهمة العتوب في الكويت ومكنتهم من تأسيس مدينتهم وتوطيد حكمهم

من أسس دول «التعاون» هم أهلها وهم من حكموها بعيدا عن السيطرة الفارسية وقدموا التضحيات لأجلها

استخدام مبدأ الحقوق التاريخية يشيع الفوضى في العالم ونحن لا نعيش في العصور الوسطى

ندعو حكام «التعاون» إلى الإسراع في الالتحام باتحاد كونفدرالي أو فدرالي لتحقيق الأمن والاستقرار

تأتي هذه التصريحات الاستفزازية ومن مسؤول عسكري كبير، لتشكل تهديدا فجا من الجارة الجمهورية الايرانية الاسلامية، لم يكن الاول ولا الاخير من المسؤولين الايرانيين الذين دأبوا على ترديد ادعاءات زائفة لا تستند على حقائق التاريخ ولا تقبلها الجغرافية التي تربط الدول القائمة على جانبي الخليج بجيرة مشتركة لا يمكن تغيرها، فهي جيرة خلقها الله سبحانه وتعالى عندما خلق الطبيعة الجولوجية للمنطقة بأرضها وبحرها.
وايران بترديدها هذه الادعاءات المبطنة بالتهديدات التي لا تراعي فيها قيم الجيرة، وتتنافى مع تعاليم الاسلام، الذي يوصي بسابع جار، ويرفض العدوان والتهديد ويدعو الى السلام والتعاون بقوله تعالى: {يا أيها الناس ان خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} (صدق الله العظيم).
ونحن في دول مجلس التعاون لا تخيفنا هذه التصريحات العدوانية، ونقف صفا واحدا في مواجهتها، لا تفرقنا انتماءاتنا الفئوية، سواء كانت طائفية او قبلية او ايديولوجية، فالدين لله والوطن للجميع، ففي الكويت عندما توضع الاولويات يكون الوطن في المقدمة، ويكون شعارنا جميعا «الله الوطن الأمير» ولا تشذ عن هذا التوجه جميع دول الخليج العربية.
وليس بجديد على ايران اتخاذ خطوات عدائية ضد دول الخليج العربية، فلاتزال قضية الجزر الاماراتية الثلاث على حالها دون اتخاذ أي خطوة ايجابية من جانب ايران تثبت حسن نية نحو حلها.. وما احداث الشغب المؤسفة الاخيرة في مملكة البحرين الشقيقة سوى نتاج تدخل ايراني فج ووقح من قبل ايران، فلو كان الامر مجرد مطالب مشروعة لمجموعة من شعب البحرين لامكن حلها بالحوار الذي بادر صاحب السمو الملكي ولي عهد مملكة البحرين لاتباعه بشجاعة وروح سمحة، ولكن الامر اكبر من ذلك بكثير بما اكتنفه من عنف وقتل متعمد لرجال الامن وتدمير للممتلكات العامة، وتكشف النتائج عن اصابع خارجية كان لايران دور فيها، ولم تستطع اقناع احد بنكرانها، كما فعلت في نكران شبكة التجسس حيث انكرتها بوقاحة وتكبر.
ان هذه الاحداث في البحرين ثم في الكويت ما هي الا عدوان وتدخل سافر في شؤون البلدين وتهدد بخطر لا يعلم الا الله مداه واثاره على امن واستقرار اوطاننا… وذلك في مقابل ما قدمته الكويت ودول مجلس التعاون الخلجي من اواصر المودة، ورفض أي عدوان ينطلق من اراضيها وبحرها وسماها ضد ايران ومفاعلها النووي، احتراما لروابط الدين والجيرة والمصالح المشتركة التي كان يمكن ان تستثمر لصالح شعوب المنطقة لاسيما واننا لا ننسى موقف ايران المشرف ابان العدوان العراقي لنظام صدام على الكويت… وقد يكون من المناسب ان نستشهد بما ذكره صاحب السمو امير البلاد خلال ندوة اقمناها في مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية تحت رعاية سموه عام 1999م حين كان يشغل منصب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بعنوان «نحو آفاق جديدة للعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وايران» حيث قال (لا شك ان دول مجلس التعاون الخليجي تتطلع الى افاق واسعة ورحبة والى المزيد من العلاقات المتينة المبنية على الثقة في العلاقة والتعال مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي شهدت علاقاتنا معها تطورات عديدة ومراحل متغيرة تبعا للظروف السائدة والتطورات الاقليمية والدولية بكل انعكاساتها، وما ادت اليه من اختلاف في بعض الاحيان في الرؤى السياسية لعدد من القضايا والامور التي تهم الطرفين، الا اننا على يقين ان نقاط الالتقاء مع الاخوة في ايران كثيرة وعديدة تستوجب منا العمل بشكل متواضع لتوسيع اطارها وتعزيزها بما يحقق ما نصبو اليه جميعا من خير ورخاء للمنطقة بأسرها).
ويضيف الشيخ صباح الاحمد حفظه الله «ان دول مجلس التعاون تتطلع الى علاقة قوية راسخة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية مبنية على الثقة والمودة واحترام الجوار، فتلك المعاني هي التي تجسد تنامي العلاقة وازدهارها، كما نؤكد في هذا الصدد على ان دول مجلس التعاون تؤمن وبقناعة راسخة بما رسمه قادتها وحددته انظمتها السياسية، بأن العلاقات بين الشعوب تزدهر وتصل الى مرحلة النضوج والاستقرار في ظل احترام وتعزيز الروابط التاريخية، الاخوية القائمة على علاقات حسن الجوار والالتزام بوحدة الاراضي والسلامة الاقليمية، ونبذ الخلاف والتدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام بتسوية المنازعات بالطرق السلمية التي نحقق التفاهم والتراضي.
واننا لنقدر من جانبنا حق التقدير روابط الدين وحقائق الجغرافية والتاريخ التي تربطنا بالجارة المسلمة ايران، ونؤكد في الوقت ذاته على رغبتنا الصادقة في تطوير العلاقات الودية القائمة بحيث تنسجم مع متطلبات حسن الجوار في العلاقات بين دول المجلس والجمهورية الاسلامية الايرانية في ظل التوجهات القيادية الايرانية، نحو تحقيق المزيد من التعاون والتطوير الايجابي لأمن الخليج واستقرار المنطقة).
واذا كنت قد اطلت من استعراض جانب كبير من كاللمة الشيخ صباح الاحمد الصباح، قبل عقد من الزمن ونيف فلذلك لأني اعتبرها ما زالت تمثل خارطة طريق لعلاقات اخوية تعتمد على الثقة المتبادلة وحسن النوايا لاصلاح ما رأت تلك العلاقات من بعض المشاكل والتصدعات فخليجنا واحد، ولنا الكثير من الآمال والمصالح المشتركة.
اما عن مزاعم فيروز ابادي الاستفزازي بادعاء ملكية دول الخليج والذي لم يكن الاول ولن يكون الاخير، وواجبي كباحثة في التاريخ الحديث والمعاصر ان افند حديث الافك بادعاء ملكية دول مجلس التعاون الخليجي، واشير بموضوعية معتمدة على حقائق التاريخ ووثائقه التي تظهر كالشمس في رابعة النهار ان دول الخليج العربية اسسها اهلها وحافظوا عليها وقدموا اغلى التضحيات في سبيل امنها واستقرارها، ولم تكن هذه الحقائق الوثائقية مصطنعة للرد على ادعاءات زائفة لم ينزل الله بها من سلطان وهذرا معادا مكررا عاريا من فكر وتدبير بعيدا عن حكمة محاولا تأجيج فتنة دفينة لن ينل تحقيقها بإذن الله تعالى.
فالحقائق التي لا جدال حولها تكشف ان دول الخليج العربية ملك لأهلها، فإذا كانت الجزيرة العربية التي تدخل ضمنها هذه الدول بأراضيها الداخلية منها والساحلية فإن التاريخ يحدثنا ان الاوضاع السياسية التي كانت تسود بلاد فارس في القرن السابع عشر ومطلع القرن الثامن عشر قد عملت على ان تحتل الكويت مكانا مرموقا في عالم الخليج بعد حين، فقد مهدت احوال فارس المضطربة وغير المستقرة خلال الربع الاول من ذلك القرن سبل النمو والاستقرار والازدهار للكويت بحرية ودون ادنى خوف من تلك الدولة المتسلطة والتي كانت في زمن قوتها تتحين الفرص لتفرض سيطرتها على الجانب الغربي من الخليج العربي. الا انها في تلك الفترة كانت مشغولة في محاولة لملمة شمل اجزائها المهلهلة ومعالجة اوضاعها المتردية نتيجة تعرضها للغزو الافغاني ثم العثماني ثم الروسي على التوالي، لذا فقد كان من الطبيعي ان تتحرر امارات الخليج العربية من اية سيطرة فارسية. فبالإضافة الى الغزو الخارجي الذي تعرضت له بلاد فارس كانت اوضاعها الداخلية اكثر سوءا.
فقد دب الهرم في جسم الدولة الفارسية نتيجة للفوضى والفتور والاضطراب في سياستها الداخلية وتفشي الفساد في الدولة الصفوية مما أغرى الشعوب الواقعة تحت نيرها أن تطالب بالاستقلال وتسعى لنيله وان تقوم بعمليات عسكرية للتخلص من سيطرة الفرس، مما زاد من ضعف الدولة وفت عضدها وجعلها تنصرف عن محاولة فرض سيطرتها على الدول المجاورة نتيجة لانشغالها بأمورها الخاصة وذلك الى جانب عدم احكام مواصلاتها، كل هذه العوامل وغيرها فسحت المجال واسعا امام العتوب في الكويت لانشاء دولتهم والعمل على نموها وتقدمها والمحافظة على استقلالها عن كافة الاطراف، بل ان العتوب طمحوا الى ما هو اكبر من ذلك وهو عملهم على تحرير البحرين التي كان واليها الغربي يدين بالولاء لفارس – بعد ان اطمأنوا الى ضعف فارس من جهة، والعراق في ظل الحكم العثماني من جهة اخرى، وهما البلدان الوحيدان اللذان كان بمقدورهما بل لهما من قوة عسكرية تمكنهما من ان يلعبا دوراً مهماً في سياسة الخليج في هذه الحقبة من الزمن، الا انه لا الاتراك ولا الفرس كانوا في وضع يمكنهم من ان يلعبوا مثل هذا الدور المهم والحيوي في تاريخ المنطقة، وهكذا خلا ميدان الخليج السياسي في تلك الفترة من اية قوى كبرى تفرض هيمنة كلية عليه ومن هنا صار في مقدور المدن الناشئة كالكويت وعمان والزبارة والبحرين وقطر ان تتطور وتقوى دون ان تتعرض لخطر حكام فارس أو العثمانيين.
ان الجانب العربي من الخليج لم يأخذ دوراً مرموقاً من الاهتمامات الفارسية الا بعد عام 1726م عندما سيطر نادر شاه على فارس جميعها، وبدأ يتطلع بأنظاره الى مدن الخليج العربية، وتبنى حينذاك (سياسته البحرية) في الشمال والجنوب، أي باتجاه بحر قزوين والجانب العربي من الخليج، وحتى هذه السياسة فشلت بسرعة لعدم توافر البحارة الفرس اللازمين لمواكبة ذلك الطموح والاطماع السياسية، ذلك ان قوام اسطوله كان يقوم على البحارة الهنود والبرتغاليين المرتزقة أما الميناء الذي كان يتجمع فيه ذلك الاسطول فهو ميناء بوشهر الذي اطلق عليه نادر شاه عام 1734م اسم بندر نادريه نسبة اليه.
وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر كان الحكم في ايران قد آل الى كريم خان الذي كان يمثل اقوى ادارة قامت في الخليج، فكانت قاعدته الأساسية شيراز ثم بسط نفوذه على البلاد جميعاً فيما عدا بعض المناطق البعيدة المتطرفة، ومن الجهات القليلة التي لا تخضع له خضوعاً كاملاً تلك المتاخمة للخليج مثل عربستان، وعلى الرغم مما وصل اليه كريم خان من قوة ونفوذه الا ان مركزه في الداخل كان دقيقاً وحرجاً بحيث لا يسمح له بالتأثير في الاحداث الخارجية، اذ كان مشغولا اثناء مدة حكمه القصيرة بقمع حركات التمرد في الداخل، وفي وقت كانت الكويت قد بدأت في البروز، بعد ان استقرت امورها في الداخل ونظمت شؤونها فسعت بكل جهدها الى الظهور في عالم الخليج فتحقق لها ما ارادت تحقيقه لنفسها من نمو وتطور بسرعة كبيرة وذلك بفضل العوامل الخارجية المحيطة بها والتي منحتها الامن والسلام في تلك الحقبة من الزمن التي كانت فيها بأشد الحاجة الى مثل هذين العاملين المهمين لاطراد نموها وتقدمها.
أما الخطر الحقيقي الذي كان يهدد الكويت والامارات الأخرى الناشئة في الخليج في هذه المرحلة من تاريخها فقد جاء من الجانب الفارسي من الخليج، ولكنه لم يأت من الفرس بل من العرب مثل عرب بني كعب الذين كانت مدينتهم الدورق مركز سلطتهم وقوتهم، وكانوا ينزلون الى الشرق والجنوب الشرقي من البصرة وكانوا لا يداومون على ولاء لأحد، فهم طورا مع الفرس وطورا آخر مع الأتراك وأحياناً مع الطرفين في آن واحد، والخطر الآخر تمثل في عرب بندر ريق ثم بوشهر وكانت هذه القبائل العربية الثلاث التي تحكم المدن الثلاث هي التي ترسم الخريطة السياسية للجزء الجنوبي من بلاد الفرس في العقد السابع من القرن الثامن عشر.
ويمكن القول ان العلاقات كانت قائمة باستمرار بين ساحل فارس الجنوبي على الجانب الفارسي من الخليج وشرقي الجزيرة العربية، نظراً لأن ذلك الساحل كان مأهولاً بالعرب الذين كانوا على اتصال دائم بعرب شرقي الجزيرة الذين كانوا هناك. ولما اراد نادر شاه ان يوطد اقدامه على ساحل الخليج الشرقي، اعتمد على مشاته من الفرس، ثم لما اراد ان يبسط نفوذه خارج حدود فارس عبر الخليج، اعتمد على ضباط من القرى لقيادة سفنه التي كان يسيرها ملاحون من العرب، وكان يهدف الى ابعاد العنصر العربي من جيشه البري، الذي اسند اليه اعمالاً ثانوية في بحريته، الا أن مآل تلك السياسية كان الفشل، اذ انه لم يتمكن من ان يفرض تفوقه في مياه الخليج حيث فتك الجنود العرب برؤسائهم الفرس وسلموا الاسطول الى اخوانهم العرب.
وعند تسلم كرم خان الحكم عام 1757م عمل على تركيز السلطة في يده بشكل كامل ووطد علاقته مع العرب النازلين بفارس فطلب منهم العون في كفاحه لتوطيد نفوذه في منطقة الخليج، الا ان العرب لم يتعانوا مع كريم خان بمحض ارادتهم بل انهم تسببوا له بكثير من المشاكل.
وهكذا ساهمت اوضاع بلاد فارس بصورة عامة في تسهيل مهمة العتوب في الكويت وفي تمكينهم من تأسيس مدينتهم وتوطيد حكمهم والعمل على إعلاء شأن بلدهم، فكان ضعف الفرس وانعدام نفوذهم الى جانب انعدام نفوذ القوى الكبرى الاخرى وهي الدولة العثمانية في العراق، مما اتاح الفرصة امام المدن الصغيرة النامية مثل الكويت والزبارة ان تتطور دون خوف من خطر قوة اكبر منها قد تتدخل في شؤونها وتفرض عليها سلطاتها، فتحد من حريتها واستقلالها ونشاطها ونموها واطراد تقدمها.
وقد انحصر جهد العتوب الجاد والمضني في العمل على مواجهة تحديات القوى العربية الثلاث ، وهم بنو كعب وعرب بندر ريق وبوشهر الذين تمكن العتوب في النهاية من النجاح في مقاومتهم والقضاء على خطرهم والحفاظ على استمرار استقلال بلدانهم في الكويت والزبارة وتخليص البحرين منهم وضمها للمدن العتبية كقوة جديدة ناشئة.
والاضافة الى تلك القوى القبلية الثلاث الكبيرة، كان هناك جماعة اخرى، هم عرب الهولة النازلون على الجزء الجنوبي والمنتشرون في جزر قشم وقيس وهرمز وغيرها من الجزر الصغيرة الواقعة في جنوب الخليج العربي.
اذا كنت قد ركزت على وطني الكويت التي اقامها العتوب بقيادة آل صباح وآل خليفة وآل جلاهمة وحكمها آل صباح منذ نشأتها، وظلت بمنأى عن السيطرة الخارجية وارتبطت بثلاث قوي على التوالي هم: بني خالد والعثمانيون، ثم معاهدة الحماية، وبالرغم من ارتباطها بهذه القوى الا انها ظلت مستقلة ولم تطئها اقدام الفرس كما بينا آنفا، فكل دول مجلس التعاون اوطاني، لذا فساقدم ادناه اطلاله على تشكيل هذه الدول وبقائها بيد اهلها الذين لم يفرطوا بارضهم وسيادتها ودول مجلس التعاون هي على النحو التالي:
- المملكة العربية السعودية: هي الشقيقة الكبرى لدول مجلس التعاون، وقد اسس آل سعود الدول السعودية الثلاث على التوالي الدولة السعودية الاولى اسسها محمد بن سعود باحتضانه لدعوة محمد بن عبدالوهاب عام 1745م، وسقطت الدولة السعودية، واستطاعت توحيد نجد تحت رايتها الى ان سقطت عام 1800 م على يد قوات محمد علي، ثم قامت الدولة السعودية الثانية التي استطاع ابن رشيد تقويضها والاستيلاء على الحكم عام 1892م بعد معركة المليداء، وقامت الدولة السعودية الثالثة على يد الأمير عبدالعزيز آل سعود عام 1901 م الذي اعاد توحيدها وعمل على توسعها واقامة بنيان ثابت قوى وواجة العثمانيين وحرر الاحساء عام 1913م، واستمر في قيادة الدولة السعودية الى التطور والنمو الى ان اوصلها الى قيام مملكة شامخة هي المملكة العربية السعودية، ولم يكن لفارس اي سلطة عليها لا من قريب ولا من بعيد.
- عمان: اقامها اليعاربة العمانيون وواجهوا اول استعمار في الخليج وهو الاستعمار البرتغالي، وساهموا في طرده بل وتتبعوه الى خارح وطنهم والى المستعمرات البرتغالية في الهند، ثم اتى بعد اليعاربة آل بوسعيد الذين لازالوا يحكمون عمان ولم تكن لهم ارتباطات سوى بالقوى الاوروبية وآخرهم بريطانيا التي وقعوا معها اتفاقية حماية.
- قطر: سكنها آل ثاني تحت حكم آل مسلم في البداية ثم استقلوا بها بعد ان تضخمت ثروتهم من تجارة اللؤلؤ واصبحوا قوة يحسب لها حساب.. وارتبطت بالسيادة الاسمية العثمانية بتوسط الشيخ محمد بن صباح الثاني حاكم الكويت السادس اثناء حملة الاحساء عام 1871م المشهورة بحملة مدحت باشا.. ثم ارتبطت بمعاهدة حماية مع بريطانيا عام 1916م، وكانت اخر امارات الخليج التي ارتبطت بمعاهدة الحماية وبالتالي لم يكن للفرس موطئ قدم فيها.
- الامارات العربية المتحدة: وهي التي كنت تسمى امارات ساحل عمان ، وهي عبارة عن امارات صغيرة توحدت في دولة بدعم من بريطانيا.. وقبلها حاولت فارس التوسع على حسابها واقتصر توسعها على الجزر الثلاث التي استولت عليها، ومازالت قضيتها لم تحل.
- البحرين : شارك آل خليفة مع آل صباح والجلاهمة في تأسيس الكويت التي حكمها صباح الأول، ثم هاجر آل خليفة الى الزبارة عام 1762م وعملوا بالتجارة والغوص وغيرها من الاعمال البحرية ، ونمت ثروتهم وقوتهم، وحصنوا منطقة استقرارهم في منطقة الزبارة بالقلاع والحصون تحسبا لاي اعتداء خارجي، وكان ان لجأ اليهم مثلهم مثل الكويت مجموعة مهاجرين من البصرة نتيجة احتلال الفرس للبصرة وذلك من الفارين من هجمات الموحدين، مما دعاهم الى السعي لتوسيع منطقة نفوذهم، وكان آل مذكور وهم عرب من قبيلة المطاريش العمانية يحكمون بوشهر ، وشيخهم الشيخ نصر آل مذكور بينما ينوب عنه في حكم البحرين ابنه علما بانهم يقدمون الولاء لفارس وهذا ما يؤكد ان من يحكم البحرين هم عرب وليسوا فرسا – وهؤلاء العرب شأنهم شأن حلفائهم شيوخ بني كعب وهم عرب كذلك من الجزيرة العربية وليسوا فرسا، وكذلك الامر مع شيوخ بندر ريق وهم عرب من عمان ايضا، لذا فان الخطر الذي يتهدد امارات.
الخليج العربية في ذلك الوقت كان من عرب ساكني الجانب الفارسي، وعندما وجدوا تطور ممتلكات العتوب تطلعوا إليها فكانت معركة الرقة من بني كعب على الكويت، ثم معركة الزباره منطقة استقرار آل خليفة، بعد أن نجحوا في تطوير مستوطنتهم الجديدة والتي بدأها والي البحرين (ابن الشيخ نصر آل مذكور) وحلفائه من بني كعب وشيوخ بندر ريق والقواسم- وكلهم عرب- ووقف آل خليفة منهم موقف المدافع لا المهاجم، ولكنهم نجحوا من الاستيلاء على إحدى سفن الخصوم مما أجبر الآخرين على الخروج لمهاجمة الزباره ومحاصرتها إلا أنهم فشلوا، وبعد محاولات وساطة من راشد بن مطر شيخ القواسم التي فشلت مثلما فشلت وساطة شيخ بندر ريق التي سبقتها، لذلك تحركت قوات بوشهر نحو الزباره، ولكنها وجهت بمقاومة باسلة من العتوب مما اضطرهم إلى الفرار بعد هزيمتهم… وتتبعهم آل خليفة وحلفائهم إلى البحرين وحققوا نصرا عليهم وفتحت البحرين من قبل آل خليفة بمساعدة أبناء عمومهم من آل صباح حكام الكويت والقبائل العربية في قطر وحتى قبل فتح البحرين لم يكن حكامها من الفرس بل كانوا عربا موالين للفرس، وهكذا كانت دول الخليج ملكا لأهلها ومؤسسيها الذين ما زالوا يحكمونها.
إن ما قدمناه أعلاه يثبت التسلسل التاريخي لتأسيس دول مجلس التعاون الخليجي، التي تثبت أن من أسسها هم أهلها وهم الذين حكموها بمنأى عن السيطرة الفارسية، وقدموا أجل التضيحات في سبيل الحفاظ عليها والدفاع عنها في مواجهة الاعتداءات الخارجية، وبالتالي هي ملك لأهلها، لا ينازعها أحد عليها… كما أن خرافة الحقوق التاريخية الإيرانية إلى جانب بطلانها وفقا لما بيناه أعلاه فإنها جاءت في أسلوب (الخواء الأيديولوجي) وآلياته… فضلا عن أن استخدام مبدأ الحقوق التاريخية هو أمر مرفوض في الأساس، لأن استخدامه يؤدي إلى أن تعم الفوضى العالم، فعالمنا المعاصر له مقاييسه المختلفة عن عالم العصور الوسطى، وحتى عن عالم القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حيث كانت الدول في تلك العصور متعددة الجنسيات، أو دولا تسمي نفسها عالمية مثل امبراطوريتي النمسا والمجر في أوروبا والامبراطورية العثمانية في المشرق والمغرب العربي، وقد استحدثت مفاهيم جديدة مختلفة تماما عن تلك المفاهيم التي تعتمد على القوة وأشياء أخرى، وأهم ما يمكن إبرازه من مفاهيم جديدة استقر عليها العرف الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، حينما استقرت الأوضاع الجغرافية لمعظم الدول، فتقرر المبدأ المهم بالاعتراف بالكيانات التي استقلت حديثا ضمن الحدود التي رسمت لها حتى لو جاء هذا الرسم من قبل الاستعمار، وذلك لأن فتح الدعاوى التاريخية أو العرفية أو حتى دعاوى الوحدة القومية يمكن أن يؤدي إلى أن تعم الفوضى في العالم.
كما أن إطلاق هذا المبدأ في القرن الحادي والعشرين هو عمل يمكن أن يترتب عليه تفجير العالم في حروب ومطالبات لا نهاية لها، ولا تقوم على أساس.
والدعاوى التاريخية ستعرض إيران ذاتها لمطالبات كثيرة حتى قبل الميلاد، حين غزاها الاسكندري المقدوني عند غزوه امبراطورية الاخمينين وقضائه عليها بعد مقتل دارا (داريوس الثالث) في بلخ بقزوين صيف 330 ق.م، في ذلك الحين لم تكن البلاد تعرف باسم (فارس) فرجوعا إلى «الاغستا» كتاب زرادشت مزي المسمى هو «إيرانا فيجا» أي حظيرة الإيرانيين وهو ما اشتهرت به أبان حكم الاخمينين 330-559».
فضلا عن أن أغلبية عربية حكمت الساحل الشرقي أكثر من 1400 عام دون انقطاع(1).
فلنترك الادعاءات التاريخية وملكية دول مستقلة والتي تكلف الجمهورية الإسلامية الكثير، ونتجه إلى آفاق جديدة من العلاقات الأخوية المتينة بين دول مجلس التعاون الخليجي والجمهورية الإسلامية الإيرانية المبنية على الإخاء الإسلامي وقيمه وتعاليمه وعلى الجيرة والمصالح المشتركة لصالح أوطاننا وشعوبنا، وإلى علاقة قوية راسخة مبنية على الثقة والمودة واحترام حسن الجوار.
ومع تطلعنا لتحقيق المزيد من التعاون والتطوير الإيجابي لأمن الخليج واستقرار المنطقة على جانبي الخليج، فإننا في الوقت ذاته ندعو حكامنا الميامين في دول مجلس التعاون الخليجي إلى الإسراع في الالتحام باتحاد كونفدرالي أو فدرالي، أيهما الأنسب لتحقيق أمن واستقرار أوطاننا ومنحها المزيد من التقدم والازدهار والرخاء لشعوبها.
ونتضرع إلى المولى عز وجل أن يكلا حكامنا الميامين بعين رعايته لتبقى أوطاننا في ظل حكمهم ورعايتهم متمتعة بالعزة والمنعة، محفوظة بعين الرحمن التي لا تنام… وأن يتقبل شهداءنا الأبرار بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته… إنه قريب مجيب الدعوات.
والله من وراء القصد الهادي إلى سواء السبيل،،

هامش:
(1) يعقوب يوسف الإبراهيم: جمع لعدة مقالات نشرت في جريدة القبس بعنوان (تسمية الخليج: قراءة في الأصول) ص ص 25-9.

(2) بقلم أ.د.ميمونة خليفة الصباح 


==============


الكويت تابعة ايران عزلها البرتغاليين كتاب اسناد الخارجية الايرانية

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2014/10/blog-post_141.html


==================

الخليج عربي و الدليل ان العرب حكموا الفرس لقرون عديدة

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/04/blog-post_372.html

تاريخ هزائم ايران و توالي الهزائم منذ بشر القرآن بهزيمة الفرس بل منذ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم

https://goo.gl/LDB6PD

نبذة عن تاريخ ايران و احتلال بريطانيا و روسيا لايران / هزائم ايران

http://goo.gl/BNNXjv

ايران دولة ضعيفة اقتصاديا و مفككة عرقيا و مذهبيا و دينيا

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2014/07/blog-post_3792.html

أكثر من 5 منظمات قومية في ايران تسعي الي الانفصال عن ايران

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=168203

ملف ايران روابط عن تاريخ / اقتصاد / العلاقة مع العرب وغيره

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/03/blog-post_172.html

=========

ملف الجرائم الذي تقوم فيها ايران و اذنابها الشيعة في مكة والمدينة

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/09/blog-post_883.html


ملف تفجير ايران و اذنابها الشيعة في المساجد و الاماكن المقدسة


http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/07/blog-post_22.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق