2016-01-10 by شؤون خليجية
بقلم : عبدالله المفلح
كتبت مقالتي الأخيرتين حول ما يجري خلف كواليس الإعلام السعودي غير الرسمي المرئي والمقروء، من محاولة البعض السيطرة على الإعلام السعودي عبر ضخ الكثير من الأموال لشراء ضمائر الكتَّاب والمثقفين، وإغرائهم بالقصور والسيارات الفارهة وجنسية البلد والشرهات والأعطيات المقطوعة والتسهيلات، ودعم دور النشر ومراكز الدراسات الخاصة بهم، ومن ثم تحويلهم إلى أدوات تمرر أجندة هذا البعض، وليس أجندة الوطن الذي ينتسبون إليه. حتى أننا رأينا قبل أيام أحد الكتَّاب، ممن لا يملك أكثر من الشهادة الإعدادية، التي لا تخوله بطبيعة الحال للعمل والعيش في مدينة باهظة التكاليف، رأيناه يهاجم حكومة السعودية ويتهمها بالتمييز المذهبي ضد الشيعة، واقفاً في ذات الخندق الذي يقف فيه الإيرانيون والمتصهينون، ويهاجمنا بذات الطريقة التي يهاجموننا بها من خلال الطعن بسلفيتنا ووهابيتنا!
إنه يأتمر بأمر سيده الذي يمول مركز الدراسات، وهو الذي نصَّبه رئيساً عليه، رغم أنه لا يملك من المؤهلات سوى شهادة الإعدادية وفوبياه من الإخوان والسلفية والوهابية. وهو كل ما يهم السيد الذي يدفع ببذخ لا حدود له للسيطرة على الفضاء العربي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي .
يحاول هذا السيد أن يرث الإعلام السعودي حياً! فهو يعمل على تفكيك كل أدوات ووسائل الإعلام السعودي المباشر وغير المباشر، ثم إعادة تركيبها بحيث تصبح تابعة له وخاضعة لأجندته.
وبالمناسبة، لم يعد الأمر سراً، فالكثير من الإعلاميين السعوديين باتوا يلحظون ما يجري خلف الكواليس، وكيف تحول بعض المثقفين والكتَّاب من زملائهم من الولاء لوطنهم إلى الولاء لهذا السيد الجديد من خارج البلاد، وكيف أصبحت مصلحة السيد الجديد وبلده مقدمة على مصلحة السعودية!
……..
ولإغلاق الدائرة بشكل كامل سأكتب اليوم عما يجري خلف كواليس تويتر، وهو لا يختلف كثيراً عما يجري خلف كواليس الإعلام غير الرسمي المرئي والمقروء.
هناك لعبة كبيرة تجري على فضاء تويتر.
مع بدء أحداث الربيع العربي اكتشفت الحكومات مدى خطورة وأهمية مواقع التواصل الاجتماعي، وضرورة السيطرة عليها، واتخامها بجنودها “الإلكترونيين” نساءً ورجالاً لمقاومة الدعاية المضادة، ولدعم أخواتها من وسائل الإعلام الرسمي وغير الرسمي في ضبط بوصلة الرأي العام .
ويجب أن لا يلوم أحدٌ الحكومات لفعل ما ترى أنه في مصلحتها .
ولِجتُ إلى عالم تويتر في ديسمبر 2010 مع بدء الربيع العربي، حيث كان تويتر يأتي في المرتبة الثانية بعد الفيسبوك. لم تكن أعداد المشاركين بالحجم الهائل الذي نراه اليوم. كما أن مشاركة جنود الحكومات الإلكترونيين لم تكن بالكثافة التي هي عليه اليوم.
تضاعف عدد المشاركين في تويتر في السنوات القليلة التي أعقبت 2010، نتيجة زخم الربيع العربي، الأمر الذي واكبه تحرك الكثير من الحكومات بشكل مضاعف لاحتواء ما قد يُمثل خطورة عليها.
لقد كان شيئاً شبيهاً بما حصل مع بداية دخول الإنترنت. كان الإنترنت في بداياته متنفساً للكثير من المقهورين والمعارضين والإصلاحيين. استمر ذلك لسنوات قليلة كانت كافية كي تدرك الحكومات خطورته، فتواجهه وتحد من تأثيراته من خلال الدفع بجنودها الإلكترونيين بكثافة كبيرة للرد على خصومها وأعدائها.
كل ما سبق مفهوم ومشاهد، فلعبة القط والفأر بين الحكومات ومعارضيها هو أمر معتاد ومفهوم. لكن ما يحصل الآن في تويتر هو شيء مختلف تماماً.
طوال 5 سنوات من الكتابة في تويتر، ومن خلال التدقيق والفحص والمتابعة تكشفت لي الكثير من الحقائق المثيرة.
تويتر ليس كما يبدو لك. هناك الكثير من الأكاذيب والخدع والألاعيب يتم تمريرها عليك. بل إن البعض يشارك فيها دون أن يدري أنه يعمل وفق أجندة تستهدف وطنه!
لقد أصبح تويتر ملعباً مفتوحاً لمخابرات بعض الدول (لنسمها س) التي تريد التأثير، ليس على الرأي العام في دولها، بل على سياسات دول أخرى (لنسمها ص)، سواء أكانت عدوة أو “حليفة”، ليس من خلال الدعاية المضادة كما هو الحال في السابق، بل من خلال “تزييف” الرأي العام في تلك الدول (أي تقوم مخابرات الدول س بتزييف الرأي العام في الدول ص)، كي يضغط هذا الرأي العام على حكومة بلده (ص) لاتخاذ أو منع اتخاذ مواقف تستفيد منها تلك الدول (س). ولا يتوقف الأمر عند محاولة التزييف فقط، بل يمارس أفراد هذه المخابرات التابعة لبلدان أخرى (س) شتى أنواع التحريض والتشويه والتهديد للمواطنين المستقلين، الذين يعيشون تحت كنف حكومة ذلك البلد المستهدف (ص) بزعم أنَّهم– أعني أفراد المخابرات من البلد س- من مواطني البلد (ص)، وأنَّهم حريصون على مصلحته، وأنَّهم مخلصون له. لا يسلم من هجوم هؤلاء أي كاتب وطني يُقدَّم مصلحة وطنه على مصلحة سيدهم.
في تويتر تداخلتُ مع كافة الشرائح والتيارات وتحاورنا وتناقشنا وتعاركنا وتشاتمنا. أعرف الجامية جيداً، وأعرف ولاءهم المطلق لولي الأمر، وحقدهم الأسود على كل التيارات الإسلامية المخالفة لأفكارهم. وأعرف الإخوان وألاعيبهم السياسية. وأعرف الليبراليين بجميع أطيافهم. وأعرف الموظفين الذين يعملون بأجر للدفاع عن حكومتهم. وأعرف الشيعة الذين يمارسون التقية بالدخول بأسماء سنية!
أعرف جيداً وأتفهم متى وكيف تتقاطع مصالح هذا الطرف مع ذاك في ملف ما، وتتنافر في آخر. إنها السياسة. وكل هذا مفهوم ومقبول سياسياً إلى حد ما. لكن غير المقبول أخلاقياً وسياسياً هو أن تحاول دولة ما أن تسيطر وتتحكم وتتلاعب بالرأي العام في دولة أخرى، لتمرير أجندتها السرية!
لا بد من ضرب المثال هنا:
كان هناك الكثير من الكتَّاب “السعوديين”- أو هكذا ظننا- في تويتر يقفون مع قرار المملكة بتجريم جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جماعة إرهابية. وقد صفقوا لهذا القرار حين صدر وأيدوه، وعلى ضوئه هاجموا خصومهم واتهموهم وحرضوا عليهم باسم الولاء للبلد والحكومة. وهذا أمر طبيعي…
لكنك لو نظرت بهدوء ودققت، لاكتشفت الحقيقة التالية:
1 – أن الكثير من كتَّاب تويتر هؤلاء يستخدمون أسماءً مستعارة، ولا يضعون صورهم الشخصية، بل يضعون صورة الملك سلمان أو علم المملكة، ويكتبون في البايو ما يشير إلى أنهم من الرياض أو من منطقة سعودية أخرى. ولا أدري لماذا يخشى شخصٌ يدافع عن بلده ومليكه أن يكتب اسمه أو يظهر صورته؟!
2 – يهرب هؤلاء الكتَّاب دائماً من محاولة البعض لقائهم وجهاً لوجه. وقد ذكر هذا الأمر الكثير من القراء. فلماذا يا ترى؟!
3 – الكثير من هؤلاء الكتَّاب بدأ أولاً بشراء الكثير من المتابعين من شركات بيع المتابعين كي يمرر شعبيته على البسطاء والسذج، وقد ذكر الكثير من القراء أنهم حين أرادوا عمل دعاية لمنتجاتهم ودفعوا لصاحب الحساب بعض المال، لم تحصل تغريدته الدعائية سوى القليل جداً من الاهتمام، مما يكشف أن غالب متابعيه هم متابعون وهميون!
4 – البعض الآخر منهم- وهم الأكثر- يختارون اسماءً تقليدية كي تبدو حقيقية، مثل محمد علي أو سعد القحطاني أو نوف العتيبي، لكنها أسماء لا وجود لها في الواقع. ولا يضعون صوراً شخصية لهم. وفي القليل من الحسابات التي وضعت صوراً، كانت تلك الصور من المتداولة والمنتشرة على تويتر ممن لا يعرف لها صاحب، كصورة شاب وسيم أو فتاة جميلة. بل حتى في اختيارهم للمعرفات الإنجليزية التي يتطلبها تويتر والمسبوقة بعلامة @ نجدها تأتي على عجل، فغالبها 12345678 أوabcdefg. فالمشارك الطبيعي كما نعلم جميعاً حين يريد التسجيل في تويتر بشكل رسمي يحرص على اختيار معرف يعبر عنه. وإذا دققت أكثر فدخلت حساباتهم وجدت أن عدد متابعي بعضهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وأنَّهم يتابعون حسابات معينة فقط، وأن تويتاتهم تأتي في مواضيع محددة.
5 – يحرص بعض هؤلاء على أن يختاروا معرفات نسائية، ويضعون صورًا نسائية رمزية، لأنهم يعرفون جيداً أن المشاركين لن يطالبوا النساء بكشف صورهن الحقيقية، لأنه أمر مرفوض في المجتمع السعودي.
تكتشف مع الدربة والخبرة أنَّ هذه الحسابات هي في غالبها حسابات غير سعودية، وإنما تهدف لتكثير السواد فقط لإحداث انطباع لدى القارئ أن هذا هو توجه الرأي العام السعودي، وهو في الحقيقة رأي عام مزيف. وذات الطريقة تستخدم للهجوم على خصوم ذلك السيد ودولته، حيث تجد عشرات الحسابات ترد على كاتب معين ينتقد موقف ذلك السيد أو موقف دولته، فتتهمه تلك الحسابات وتشتمه وتشوهه!
إلى هنا نحن أمام شكوك. كيف تكتشف قطعاً أنها غير سعودية:
1 – بعد مجيء الملك سلمان إلى الحكم، والانفتاح على الإخوان المسلمين، وتغير الموقف من النظام المصري، وجدنا ذات الحسابات التي تدعي الولاء للبلد والحكومة تقف مع نظام السيسي وتدعمه، وتصمت عن هجومه على السعودية، وتدافع عنه بصفتها مدافعة عن السعودية ضد جماعة إرهابية، رغم ما جدَّ من تصريحات سعود الفيصل رحمه الله، ومن استقبال الملك سلمان لأردوغان والزنداني وخالد مشعل، ورغم تصريح عضو مجلس الشورى البارز الدكتور أحمد التويجري المقرب من الحكومة. مع كل هذا ظلَّت هذه المعرفات تهاجم الإخوان وتصمت عن الشتم والسب الذي يوجهه الإعلام المصري لرموز السعودية وقياداته! فكَّروا معي: من المستفيد من تجريم السعودية لجماعة الإخوان، ومن الذي يضايقه جداً أن يتغير الموقف السعودي تجاه النظام الانقلابي في مصر؟
هذا أولاً.
أما ثانياً:
1 – لقد أعلنت السعودية بشكل صريح أنها مع إسقاط نظام بشَّار، وكانت هذه الحسابات ذات الأسماء المستعارة تتجنب الخوض في هذا الموضوع، ثم حين أعلنت السعودية رفضها للتدخل الروسي في سوريا، على عكس بعض الحلفاء، أخذت هذه الحسابات، التي من المفترض أن تكون دوافعها الولاء للبلد والحكومة، موقفًا معارضًا لموقف الحكومة والبلد، وأيدت التدخل الروسي!
2 – ما الذي يضايق هذه الحسابات التويترية من تقارب المملكة مع تركيا والعمل على تأسيس مجلس تنسيقي مشترك، وهو قرار اتخذه الملك سلمان، الذي يدعي هؤلاء موالاته وحبه؟! هل يوجد سعودي محب لوطنه ومليكه يضايقه أن تتقارب السعودية مع تركيا فتصنعان حلفاً قوياً يوقف التمدد الإيراني عند حده؟!
قبل شهور قليلة كتبت مقالاً مؤيداً لبيان الـ52 عالماً سعودياً، وهو بيان يدعو للتضامن مع الشعب السوري ودعمه، ودعوة الفصائل المقاتلة للتوحد، وينتقد ما تفعله داعش. بعد نشر المقالة وجدت الكثير من هذه الحسابات تهاجمني وتصفني بالداعشي والإخواني، وتدعو لإلقاء القبض علي وعلى هؤلاء العلماء بصفتنا إرهابيين محرضين تكفيريين، بل وتدعو لفضحي وإرسال اسمي إلى معرف وزارة الداخلية لملاحقتي. وللأسف شاركهم في هذا بعض البسطاء والسذج من الذين انطلت عليهم اللعبة.
لاحظ أنهم فعلوا هذا، رغم أن البيان يأتي متسقاً مع الموقف الحكومي السعودي الرسمي!
لقد موهوا تأييدهم لتجريم جماعة الإخوان، ودعمهم لموقف الحكومة بشكل يجعلهم يبدون كسعوديين من الجامية أو الليبروجامية مؤيدين للحكومة السعودية بدافع الولاء المطلق، لكن موقف الحكومة الذي تغير من النظام المصري، وتقاربها مع تركيا، وموقفها من التدخل الروسي، فضحهم وكشف عمالتهم للخارج!
إنَّها “جماعة” إلكترونية حكومية (ليس المقصود أنها تابعة للحكومة السعودية بل لحكومة سيدها)، مثلها مثل الأحزاب الحكومية المهترئة التي تحاول الادعاء أنها أحزاب مليونية، وحين توضع على المحك لا يتجاوز أتباعها المئات من المدفوع لهم!
إنها جماعة من المرتزقة التي يجمع بين أفرادها كره الإسلاميين، بدءاً من الإخوان وانتهاءً بالسلفية مع حب الصوفية والجامية والليبروجامية. إنها جماعة تحترم الصهاينة وتكره الفلسطينيين. ولا أدل على ذلك من خروج أحدهم ويبدو أنَّه مسؤول كبير في هرم الجماعة، يدعو للصهيوني بيريز بالنصر والتوفيق، ويدعو نتنياهو لاستئصال شأفة حماس ومساواة غزة بالأرض! هل يوجد سعودي يحب وطنه ومليكه يدعو بمثل هذا؟!
المنتسبون لهذه الجماعة هم من أكثر الناس بذاءة على تويتر. يتعمدون أن يكونوا كذلك. فهم يشتمونك ويشتمون أمك وأبيك وزوجتك بأكثر الألفاظ عهراً وخسة وقباحة. يريدون أن يرهبوك كي تفكر ألف مرة قبل أن تجرؤ على قول الحقيقة، أو تجرؤ على مواجهتهم أو مواجهة آلتهم الإعلامية والتويترية.
حين يجدون أنَّك لا تعبأ بشتائمهم، يبدأون بالتحريض عليك أمنياً من خلال اتهامك بالأخونة والدعشنة، لسان حالهم يقول: أيها الكاتب المستقل، إن اختلفت مع سيدنا وولي نعمتنا– حتى ولو بالانحياز إلى حكومة بلدك- فإنَّا قادرون على جعلك تبدو كداعشي أو إخواني. سنُحرِّض عليك ونتهمك ونُخرِج من أرشيفك ونتلاعب بالصور، ونحشد الآلاف (هم في الحقيقة لا يتجاوزون العشرات فقط) خلفنا، سنعمل فيك هاشتاقات ونخاطب معرفات وزارة الداخلية ونشن عليك الحملات. سنفبرك لك تاريخاً، ونصنع لك تهمة، ونحلف بالله ثلاثاً أنك خائن وعميل، وأنت تعرف كيف تتعامل حكومتك مع هكذا اتهامات!
وللأسف يسير خلف دعاياتهم بعض البسطاء والسذج ممن تختلف معهم فكرياً، دون وعي منهم بما يجري خلف الكواليس. كم من كاتب ساذج مرَّت عليه كذبة أن ذلك المعرِّف الذي يسمي نفسه “مجموعة فلان بن فلان”، أو “وكالة الأخبار الفلانية”، أو “المركز الفلاني للأخبار”، أو “خبر عاجل”، أو “خبر مباشر”، أو ما شابههم هو معرف سعودي حقيقي، بينما هو مجرد ساقط يكتب من الخارج ويلعب دوراً دعائياً مدفوع الثمن…
أحد أفراد هذه الجماعة ممن يكتب باسم مستعار وصفني مرة بالإرهابي، فنبهته بأنَّه إن لم يحذف التغريدة قبل نهاية اليوم فسوف اتصل بالجهات الرسمية، فحذفها وهرب. إنَّهم يخافون جداً من أن تجري ملاحقتهم واكتشاف مواقعهم التي يكتبون منها خارج السعودية، لذا يحاولون قدر استطاعتهم تجنب الصدام مع الداخلية السعودية التي ستكتشف اللعبة بسهولة شديدة. لذا فهم يدفعون هؤلاء البسطاء والسذج للتواصل مع وزارة الداخلية إن أرادوا تحريضها على أحد!
يا ترى من هو سيد هذه الجماعة الإلكترونية وولي نعمتها.
إنَّ كل ما نعرفه عنه هو أنَّه يكره الإخوان حد الموت، ويضايقه موقف السعودية الحازم من نظام السيسي، ويزعجه تقارب السعودية من أردوغان، ويفرحه تدخل الروس في سوريا، ويتحالف مع الصهاينة ضد حماس؟
هذا السيد لا يهمني كثيراً. ما يهم هو أن نمتلك قدراً من الوعي والجرأة يجعلنا نقف في طريقهم، فنفضح ارتباطاتهم، ونكشف مخططاتهم.
أعزائي القراء:
لا تستسلموا لهذه الجماعة الإلكترونية الخائنة، المحاربة للإسلام وأهله، الداعمة لكل حملات وغزوات بلاد الكفر على بلاد الإسلام.
إنَّها قلة قليلة تحاول أن تتلاعب بالكثرة وتسيطر عليها وتزور قرارها. إن المسألة ليست جامية وإخوانية، أو ليبرالية ومتدينين، إنها حرب حقيقية بين الصهاينة والمتصهينين الخونة والمنافقين من جهة، وبين المسلمين مهما اختلفت مشاربهم من جهة أخرى.
إن سلاح هذه القلة هو “الوطنية”، وهو كما يقال آخر أسلحة المنافقين. فلا يخدعونكم بالتظاهر بأنَّهم سعوديون غيورون. تكرم حكومة السعودية وشعبها ودعاتها عن هذه الشرذمة، التي لم تترك مكاناً إلا وحاربت فيه الإسلام وأهله.
سيشتمونكم ويهزأون منكم ويشككون في وطنيتكم وولائكم، لكن الغلبة في النهاية ستكون للحقيقة رغماً عن أنوفهم.
وصدق الله القائل “وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ“.
وصدق سبحانه “فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق