شؤون خليجية - متابعات
كشف الدكتور سامي الجلّولي - المحلّل السياسي التونسي ورئيس مركز جنيف للسياسة العربية - أن دولة الإمارات تصرف مبالغ ضخمة لخلق الأزمات وإدارة الحروب البينية والأهلية دون أن يكون للإمارات مصلحة مباشرة أو كبرى في ذلك.
وقال "الجلولي"، في حوار له مع موقع "وطن" عن كتاب له بعنوان "الإمارات ما قبل الكارثة أسرار وخفايا"، إنه عادة من يخلق الأزمات والحروب هي القوى العظمى، لأسباب وأهداف ظاهرة، إمّا لخلق أسواق لبيع سلاحها أو للحفاظ على مصالحها أو لضرب مصالح مقابلة وفي الأخير هذه القوى لا تستنزف مواردها المالية والبشرية.
وأشار إلى أن الإمارات من أكبر الدكتاتوريات في العالم غير أن هذه الدكتاتورية لا تظهر كثيرا للعلن لعدة أسباب أهمها أن العالم لا يعرف عن أبو ظبي العاصمة السياسية وباقي الإمارات الأخرى الفقيرة شيئا.
وأشار إلى أن الدولة تختزل في إمارة دبي حتى أنه يخيّل للكثير أن دبي دولة مستقلة عن باقي الإمارات وهذا يعود إلى الحشد الإعلامي والاستعراضي لنوعية الحياة التي توفرها دبي وهي في الواقع لا تخرج عن حياة في ظاهرها أبراج بلورية لكن في داخلها مآسي حقيقية.
وعدد "الجلولي" بعض هذه المأسي والتي على رأسها سياسة القمع الممنهجة التي يمارسها النظام على كل من يسعى إلى الإصلاح، دون الحديث عمّا تتعرض له اليد العاملة الآسيوية تحديدا من استعباد وتنكيل وعنصرية ممنهجة ومقنّعة بالنصوص القانونية، مشيرا إلى أنه لا يخفى على أحد أنّ الإمارات، الأولى عربيا في مؤشر “العبودية” لسنة 2014 وهذا يعتبر خطرا على النظام الذي يتسم بالهشاشة نتيجة الصراع الدائر داخل أفراد العائلة الحاكمة وتحديدا بإمارة أبو ظبي لكونها مركز الثقل بالإمارات بالإضافة إلى التباين في المواقف والأولويات بين مختلف الإمارات المكوّنة للإتحاد.
وأوضح أن الإمارات تحولت إلى مصطبة أو قاعة عمليات إقليمية، تقصف هذا، تدعم ذاك، تنصّب، تعزل أو تنفي من تريد من القيادات التي لا تخدم سياستها، لافتا إلى أن الإمارات لا ترتبط بعلاقات جيدة فقط مع محمد دحلان بل هي تأوي بعض القيادات كالمصري أحمد شفيق وغيره والتي تسعى إلى تجهيزها كبدائل عن القيادات الأخرى التي تخطّط لإزاحتها من الحكم أو تلك التي تلقّت دعما ولم تنجح في تحقيق أهداف النظام الإماراتي.
وجزم المحلّل السياسي التونسي، بأن الإمارات ليست على توافق مع المملكة السعودية مطلقا، إلا انها ظاهريا توافق لكن باطنيا هناك حرب إعلامية ومخابراتية شرسة بينهما، وهما مختلفتان بصفة تكاد تكون جذرية في العديد من القضايا.
وأشار إلى أن تحرّش الإمارات بالسعودية ليس وليد اليوم بل إن الأمر يمتد إلى سنوات الملك عبد الله حيث لم يخف محمد بن زايد عداءه للقيادة الأولى للمملكة محرّضا الأمريكان على تغيير النظام لصالح قيادات أخرى موالية، بالإضافة إلى نعت الشعب السعودي بالجاهل وهذا موثق في برقيات ويكيليكس.
وأوضح "الجلولي" أن الصراع بين الإمارات وقطر بالأساس هو صراع حول دور قيادي، حيث كان لقطر الريادة بالمنطقة وسط تراجع دور مصر الإقليمي منذ التسعينات، مؤكدا أن الإمارات تعادي الجميع من تيارات إسلامية معتدلة وتيارات ديمقراطية. هي ضد أي نفس ديمقراطي.
وعن حقيقة تغييب خليفة بن زايد، قال "الجلولي": "ما نعلمه أن خليفة بن زايد قيد الإقامة الجبرية وان انقلابا أبيض قد حصل بتزكية من باقي شيوخ الإمارات الذين لا يمكنهم الاعتراض على قوة ونفوذ محمد بن زايد".
يشار إلى ان "الجلولي" تناول في كتابه السياسة الإماراتية من محاورها الداخلية والخارجية، شارحاً طبيعة علاقاتها بالدول المجاورة، وكشف النقاب عن العديد من الحقائق والأسرار في هذه العلاقات، إلى جانب توضيح الدور الإماراتي في محاربة الربيع العربي بشتى الطرق والوسائل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق