السبت 23 يناير 2016
مع تجاهل جميع مناشداته سابقا.. قرقاش لإيران: "آن الأوان لتغيير المسار"
خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 23-01-2016
يواصل مسؤولون في الدولة أو محسوبون على توجهاتها السياسية إطلاق التصريحات في بيانات أو تغريدات تدعو إيران حينا للحوار والتفاوض، فلا مجيب، وكان آخر هذه الدعوات لرئيسة المجلس الوطني الاتحادي أمل القبيسي، فضلا عن دعوات لا تتوقف للوزير أنور قرقاش.
وأحيانا يطالب قرقاش بتفسير أو توضيح من السلطات الإيرانية حول مسألة ما، فلا ترد.
جدية دعوات ومناشدات قرقاش
في الواقع، خبراء في الشأن الدبلوماسي يقولون إن قرقاش غير جاد في مطالبته الأخيرة لطهران أن توضح تصريحات قائد الحرس الثوري بوجود 200 ألف إيراني يحاربون لصالح طهران خاصة في اليمن وسوريا والعراق. الخبراء أكدوا لو أن لدى الوزير قرقاش جدية حول تلقى جوابا محددا كان وجه استفسارا رسميا عبر الطرق الدبلوماسية المعتمدة في التعامل بين الدول، وليس من خلال تغريدة الهدف منها تسجيل نقاط إعلامية، كما يشير ناشطون.
حتى بيان وزارة الخارجية الصادر في أبوظبي المتضمن الإعلان عن خفض العلاقات بين دولة الإمارات والنظام الإيراني، قال بصورة واضحة أن "هذه الخطوة إستثنائية" وهو ما فسرها مراقبون على أن أبوظبي وجدت نفسها مضطرة لهذا القرار مسايرة للشقيقة الكبرى السعودية، وأن أبوظبي لا ترغب بالفعل في تضرر علاقاتها مع إيران ولا سيما أن هذه الأزمة تتزامن مع "الكعكة الإيرانية الكبرى" برفع الحصار، وهو الوضع الناشئ الذي قالت بشأنه صحيفة "وول ستريت جورنال" إن دولة الإمارات أكبر مستفيد اقتصادي من رفع العقوبات عن إيران.
الشخصيات القريبة أيضا من التوجهات السياسية لأبوظبي لا تخفي في تصريحاتها "الرغبة" في عدم تضرر العلاقات بين أبوظبي وطهران أكثر من ذلك، بل وترجو أن ينتهي صفو ما يعكر هذه العلاقات، التي أكدت الأكاديمية ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للدراسات أن دولة الإمارات "تتعامل بالحكمة والصبر"، رغم الكشف مؤخرا أن إيران زودت الحوثيين بصواريخ متطورة لضرب السفن الإماراتية في اليمن.
دعوة قرقاش لتغيير المسار
وفي أحدث موقف قال الوزير قرقاش في تغريدات على «تويتر»، أن إيران بدت معزولة في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، وتعرضت سياستها التوسعية للانتقاد من شرق العالم الإسلامي إلى غربه، وآن الأوان لتغيير المسار"، على حد قوله.
المراقبون يرون أن هذه التعليقات وإن تضمنت نقدا للسلوك الإيراني إلا أنها تحمل ما هو أقرب للمناشدة التي تواجهها إيران باللامبالاة وعدم الاكتراث، متساوقة مع نفسها وما تعلنه من انفتاحها على العالم، ولكن ليس على الدول الخليجية والعربية.
وتابع قرقاش: «الغريب أن محيط إيران العربي والإسلامي يدين سياساتها التوسعية والعدائية، وطهران تهرب إلى الأمام بحثاً عن علاقات غربية، منطق وهروب لا يستوي، وتناقض إيران في تصرفها مع الغرب ومحيطها العربي والإسلامي، كمن يعد مطاراته لرحلات جوية بعيدة، ولا يرمم جسوره المتشققة الآيلة للسقوط مع جيرانه»، على حد تعبيره.
يبدو أن الخطط الإيرانية لا تسير ولن تسير وفق "آوان المنطقة" وإنما وفق أوانها هي التي خرجت من العقوبات للتو. وهي بذلك شأنها شأن أنظمة عربية وخليجية تزهد بالشرعية المستمدة من شعوبها، وتسعى لكسب "شرعيتها" من الغرب، كذلك إيران لا يهمها محطيها العربي والخليجي، ولا "مناشدات الوزير قرقاش"، وإنما يهمها أوروبا واليابان وأمريكا وسائر دول الغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق