السبت، 5 مارس 2016

موقف المملكة العربية من قضية فلسطين في إطار الجامعة العربية:



موقف المملكة العربية من القضية في إطار الجامعة العربية:
أثار تقرير لجنة التحقيق الإنجليزية الأمريكية سخط العرب وغضبهم واستياءهم الشديد، وأضربت فلسطين، واحتجت الحكومات العربية لدى حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ، وتداعى العرب لعقد اجتماع فيما بينهم، فتم عقد مؤتمر أنشاص 28 مايو 1946م للإعراب عن استنكارهم لهذا التقرير([123]).
مؤتمر أنشاص:
عقد هذا المؤتمر في يومي 27– 28 جمادى الثانية 1365هـ/ 28– 29 مايو 1946م؛ لبحث قضية فلسطين من جميع جوانبها ، وكان ذلك بدعوة من الملك فاروق ملك مصر والسودان ، وقد حضر المؤتمر الأمير عبد الله بن الحسين ممثلاً عن الأردن، والأمير عبد الإله عن العراق، والأمير سعود بن عبدالعزيز عن المملكة العربية السعودية، والأمير سيف الإسلام عن اليمن، وشكري القوتلي عن سوريا، وبشارة الخوري عن لبنان، وقد ترأس المؤتمر الملك فاروق.
وأعلن المؤتمرون أن قضية فلسطين ليست قضية عرب فلسطين وحدهم، بل هي قضية كل العرب ، وفي نهاية المؤتمر أجمع الحاضرون على تنفيذ القرارات الآتية:
أولا: وقف الهجرة الصهيونية تماماً.
ثانيا: منع تسرب الأراضي العربية إلى الصهيونيين منعا باتا.
ثالثا: العمل على تحقيق استقلال فلسطين وتشكيل حكومة فيها، تضمن حقوق جميع سكانها الشرعيين.
رابعا: اعتبار توصيات لجنة التحقيق الأنجلو أمريكية عملاً عدائياً موجهاً ضد دول الجامعة العربية.
خامسا: اتخاذ جميع الوسائل الممكنة للدفاع عن كيان فلسطين التي هي قلب الأمة العربية([124]).
وفي نهاية المؤتمر صدر بيان بذلك يوضح الرغبة الأكيدة في السلم الدائم بين دول الجامعة العربية وجميع دول العالم، وأشار البيان إلى أن قضية فلسطين قضية العرب جميعاً، وأن ما يصيب عرب فلسطين من ضرر يصيب شعوب الجامعة العربية، وقد أجمعوا على ضرورة مساعدة عرب فلسطين للحفاظ على عروبة فلسطين([125]).
ولا ريب أن قرار الجامعة العربية كان قراراً صائباً وتعبيراً صادقاً عن الشعور العربي الذي انفجر غاضبا ضد قرار اللجنة غير العادل، وبدأت الدولتان الولايات المتحدة وبريطانيا تعيدان النظر من جديد في توصيات لجنة التحقيق، ووعدتا بأنهما لن يخطوا خطوة قبل التشاور مع العرب([126]).
وقد التزمت الحكومة السعودية بتطبيق قرارات المؤتمر ؛ إذ أصدر جلالة الملك عبدالعزيز أمراً ملكيا بتأليف لجنة مركزية للدفاع عن فلسطين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود ولي العهد، كما تشكلت لجان التبرعات في كل مدينة وقرية([127]) ، كما فتحت مراكز للتطوع في جميع مدن المملكة، وكان يشرف عليها سمو الأمير منصور بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران([128]).
مؤتمر بلودان 1365هـ/ 1946م :
بناء على توصية مؤتمر أنشاص عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً عاجلاً في بلودان بسورية في المدة من 7–12 رجب 1365هـ/ 8–12 يونيو 1946م ؛ للنظر في تقرير لجنة التحقيق الإنجليزية الأمريكية والخطة التي ينبغي على العرب أن يسيروا بموجبها لمعالجة قضية فلسطين التي أخذت تدخل في دور دقيق وحاسم([129]).
وقد مثل المملكة العربية السعودية في هذا المؤتمر ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز ، ومعه الشيخ يوسف ياسين مستشار الملك عبدالعزيز الخاص ، وحضر المؤتمر وزراء خارجية الدول العربية([130]).
واتخذ مجلس الجامعة قرارات علنية وأخرى سرية، وقد تضمنت القرارات العلنية: نقد لجنة التحقيق الأنجلو أمريكية وكشف تحيزها لليهود، والمطالبة بإجراء مفاوضات مع الحكومة البريطانيــة من أجل إنهاء الحالة الراهنة في فلسطين، وفي حالة فشل المفاوضات تعرض القضية على هيئة الأمم المتحدة، وطلب تجريد اليهود من السلاح، وإنشاء مكاتب للمقاطعة في كل دولة عربية، ورفض كل أشكال التقسيم، وإنشاء لجان دفاع عن فلسطـــين في كل دولة عربيــة، وإصــدار طابع باسم فلسطين ، وأخيراً تنظيــم تمثيل فلسطـــين في هيئـــة جديدة([131]). وتركزت القـــرارات السرية حول مساعدة عرب فلسطين عسكرياً، وإلغاء امتيازات الدولتين الكبريين (بريطانيا والولايات المتحدة)، ويقصد بهذه الامتيازات اتفاقيات النفط ، والعمل على عدم السماح للدولتين بأي امتيــــازات اقتصادية جديدة، والمقاطعـــة الأدبية، وعدم تأييد مصالح الدولتين في أية هيئة دولية([132]).
مؤتمر لندن الثاني 1365هـ/ 1946م :
استجابت الحكومة البريطانية لطلب مجلس جامعة الدول العربية بإجراء مفاوضات مع العرب لحل هذه القضية الفلسطينية، وحددت يوم 15 شوال 1365هـ/10 سبتمبر 1946م موعداً لانعقاد مؤتمر لندن الثاني، ولكن المجتمعين حول المائدة المستديرة هم ممثلو بريطانيا والدول العربية السبع الأعضاء في الجامعة العربية، أما عرب فلسطين واليهود فقد رفضوا الدعوة الموجهة إليهم، رفضها عرب فلسطين بسبب رفض بريطانيا لحضور مفتي فلسطين الحاج محمد أمـين الحسيني ، ولرفضهم الجلـوس مــع اليهـود أيضا، ولكن الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ أكد على ضرورة حضور الوفد الفلسطيني لتفويت الفرصة على اليهود ، فاستجابت الهيئة العربية العليا لفلسطين لطلب الملك عبدالعزيز([133]).
وقد عرض الإنجليز مشروعهم القاضي بجعل فلسطين كلها دولة موحدة، ووضع نظام يكفل حكماً ذاتيا لكل من العرب واليهود تحت إدارة حكومة مركزية، ورفض مشروع مورسون أن تكون فلسطين دولة عربية ولا دولة يهودية([134])، وأصر العرب على إعلان استقلال فلسطين، وإيقاف الهجرة اليهودية، واتخاذ تدابير حماية الأراضي العربية.
ومما يجدر ذكره أن المؤتمر انعقد على دورتين، استغرقت الدورة الأولى ثلاثة أسابيع، وعرضت فيه الحكومة البريطانية مشروع موريسون الذي قوبل بالرفض([135])، وجدد العرب رفضهم لقرارات المؤتمر في دورته الثانية ؛ لأنها تتحيز لليهود على حساب العرب، وترفض قيام دولة عربية في فلسطين([136]).
المؤتمرات العربية في لبنان 1366هـ/ 1947م (صوفر، بيروت، عالية) :
لما فشل مؤتمر لندن في دورتيه عامي 1946م و 1947م في الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية رفعت حكومة بريطانيا القضية برمتها إلى الأمم المتحدة في 20 جمادى الأولى 1366هـ/ 12 أبريل 1947م ؛ لتدرج هذه القضية ضمن جدول أعمال الجمعية العمومية في دورتها العادية، وطلبت عقد دورة طارئة لتشكيل لجنة لإعداد تقرير عن قضية فلسطين([137]).
وفي 6 جمادى الثانية 1366هـ/ 28 أبريل 1947م اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وشكلت لجنة تحقيق خاصة لدراسة قضية فلسطين([138])، وفي أول سبتمبر 1947م قدمت اللجنة تقريرها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد نص على اقتراحين لحل المشكلة الفلسطينية، كان أولها وهو مشروع الأغلبية، وقد اقترح إنهاء الانتداب وتقسيم فلسطين، وإنشاء دولتين عربية ويهودية ، ووضع القدس تحت الوصاية الدولية، وقبول 150 ألف مهاجر يهودي في الدولة اليهودية([139]).
أما الاقتراح الثاني فقد عرف بمشروع الأقلية ، وقد اقترح إنهاء الانتداب، ولكنه دعا إلى إنشاء دولة اتحادية قوامها دولة عربية ودولة يهودية، وتكون القدس عاصمة هذه الدولة الاتحادية([140]).
اجتمعت اللجنة الخاصة وقررت دعوة ممثلي الهيئة العربية العليا والوكالة اليهودية لحضور جلساتها والإدلاء بالمعلومات التي قد تحتاج إليها اللجنة، وقد لبت الهيئتان الدعوة، وألقى جمال الحسيني مندوب الهيئة العربية العليا لفلسطين كلمة، فند فيها مزاعم الصهيونية، وأعلن أن العرب يرفضون أي مشروع للتقسيم ، وسيقاومونه، وأعلن أن الحل الوحيد هو قيام دولة ديمقراطية مستقلة تنشأ في فلسطين([141]).
وتحدث مندوب الوكالة اليهودية ، وأعلن قبوله لمشروع الأغلبية بعد إجراء بعض التعديلات عليه بضم الجليل ومنطقة القدس إلى حدود الدولة اليهودية، وساندت الدول الكبرى – وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا –مشروع الأغلبية دعماً لموقف اليهود، ودفع هذا التصرف الأمير فيصل بن عبدالعزيز للتنديد بسياسة الولايات المتحدة الموالية للصهيونية([142]).
أثارت مواقف الدول الكبرى من مشروعات تقسيم فلسطين المعروضة على الأمم المتحدة ردود فعل عربية على قرار لجنة التحقيق، وقد رفضته جميع الدول العربية، وانطلقت الجماهير العربية في شتى أنحاء الوطن العربي منددة ومستنكرة لذلك، وطالب المتظاهرون بضرورة العمل على إنقاذ فلسطين والاحتفاظ بها ودعم الحق العربي مادياً وأدبياً([143]).
مؤتمر صوفر بلبنان 20 شوال 1366هـ/ 16 سبتمبر 1947م:
دعت اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية الوفود العربية لعقد اجتماع في صوفر بتاريخ 20 شوال 1366هـ/ 16 سبتمبر 1947م للنظر في تقرير لجنة التحقيق التابعة لهيئة الأمم المتحدة عن قضية فلسطين، وقد ساهمت حكومة المملكة العربية السعودية بجهود مخلصة في هذا المؤتمر ناهيك عن الجهود الفردية التي قام بها الملك عبدالعزيز على الصعيد الدولي لإلغاء قرار التقسيم([144]).
وبعد البحث والمداولة اتخذت اللجنة قراراً بمقاومة ورفض مقترحات لجنة التحقيق، وإرسال مذكرات احتجاج إلى كل من حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن ضرورة اتخاذ قرار ينص على قيام دولة عربية مستقلة، وتؤكد عزم الدول العربية على تأييد عرب فلسطين في نضالهم من أجل الدفاع عن عروبة وطنهم وحريتهم واستقلالهم، وقررت اللجنة كذلك توصية دول الجامعة بتقديم المعونة العاجلة إلى عرب فلسطين من مال ورجال وعتاد([145]).
ولقد بعث الملك عبدالعزيز فعلاً برسالة إلى الرئيس الأمريكي ترومان يقول فيها: “إن دعم الولايات المتحدة للصهيونية يعني ضربة قاتلة للمصالح الأمريكية في البلاد العربية “([146]).
كما حرصت المملكة العربية السعودية على وحدة كلمة العرب، فأعلنت على لسان مندوبهـــا يوســف ياسين بأن حكومته مستعدة للتضامن مع الجامعة في تنفيذ أي قـــرار حاسم يقره مجلسها، وبأن يكـــون التنفيذ اقتراحاً يعرض على مجلس الجامعة ليقول كلمته فيه، وتقرر عقد هذا المجلس في أقرب وقت مستطــاع([147]).
مؤتمر عالية في لبنان 1947م :
في 23 ذي القعدة 1366هـ/ 7 أكتوبر 1947م انعقد مجلس الجامعة العربية في بيروت ، ثم والى اجتماعاته في عالية إلى 30 ذو القعدة 1366هـ/ 15 أكتوبر 1947م، وذلك للنظر في تقرير اللجنة الفنية والعسكرية التي قررت اللجنة السياسية تأليفها والبحث في وسائل المقاومة العربية للصهيونية، فتقرر بالإجماع ما يأتي : يجب تنفيذ مقررات بلودان السرية في حالة تطبيق أي حل من شأنه أن يمس حق فلسطين في أن تكون دولة عربية مستقلة، وأن الخطر الذي يهدد عرب فلسطين يحتم على الدول العربية اتخاذ احتياطات عسكرية على حدود فلسطين؛ ولذا يوصي مجلس الجامعة دول الجامعة بتقديم المساعدات المالية والمعنوية إلى عرب فلسطين ؛ لتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم ورصد الأموال اللازمة لهذا الغرض([148]).
كما قرر المجلس أن تقوم دول الجامعة باتخاذ احتياطات عسكرية على حدود فلسطين ، وعلى أن تبقى الجيوش العربية مرابطة على حدود فلسطين، فلا تدخلها إلا إذا تعرض عرب فلسطين للخطر ، وجاء أيضاً في هذه القرارات: ” يجب أن يترك للفلسطينيين أنفسهم عبء الدفاع عن بلادهم، على أن تزودهم الحكومات العربية بالمال والسلاح والخبراء العسكريين، ولا مانع من الاستعانة بالمتطوعين”([149]).
وبعد أن اطلع الملك عبدالعزيز على تقرير الخبراء العسكريين أيد هذا التقرير انطلاقاً من رجاحة عقله وفكره السديد ورأيه الصائب ، وهو الذي حنكته التجارب وصقلته المواقف، فقال في هذا الصدد:” إن ترك الأمور في أيدي الفلسطينيين أنفسهم على أن يمدهم العرب بالسلاح والعتاد سوف يمكن الفلسطينيين من الدفاع عن أنفسهم وتوطيد أقدامهم في بلادهم “([150]) .
لكن هذه الخطة التي وضعها العسكريون ، وأيدها الملك عبدالعزيز ، وأقرها مجلس الجامعة ، لم تستمر طويلاً حتى جرى استبدالها، وذلك بعد اعتراض بريطانيــا على تسليح الفلسطينــيين وتدريبهــم، وعدَّت الإقدام على ذلك عملاً غير ودي موجهاً إلى السلطة المنتدبة التي لم تنسحب بعد من البلاد([151]).
وقد انبثق عن مؤتمر ” عالية ” تشكيل لجنة عسكرية اتخذت دمشق مقراً، واشترك فيها ممثلون عسكريون للدول العربية، وحددت الجامعة العربية مبلغ مليون دينار ميزانية هذه اللجنة ؛ من أجل شراء السلاح والعتاد وإرساله لعرب فلسطين وجمع أكبر عدد من المتطوعين من فلسطين والبلاد العربية وتدريبهم وتسليحهم([152]).
وكان مفتي فلسطين الحاج محمد أمين الحسيني قد أيد فكرة مساعدة عرب فلسطين بالسلاح وعدم تدخل الجيوش العربية إلى فلسطين ، وكان في هذا الموقف متفقاً مع موقف الملك عبدالعزيز ، كما طالب المفتي في مؤتمر عالية بإنشاء حكومة لفلسطين، ولكن العراق والأردن عارضتا ذلك ، وهذا الموقف يدل على بعد نظر وفكر صائب ورأي حصيف لدى مفتي فلسطين، لكن الأمور كانت تسير في طريق مخالف وفق آراء الدول الاستعمارية ، وحاولت المملكة العربية السعودية بكل ما تستطيع من قوة منع دخول الجيوش العربية إلى فلسطين ، ولكن دون جدوى([153]).
وفي إطار الجامعة العربية جرت مزايدات بين العراق والسعودية حول قطع النفط عن الدول التي تؤيد اليهود (أمريكا وبريطانيا)، وكان ذلك لإحراج السعودية فقط، ولكن الملك عبدالعزيز كان ينظر إلى الأمور بعقلانية، وأنه لا يستطيع مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وهو لا يريد الخلط بين الاقتصاد والسياسة، ومع ذلك فإن الملك عبدالعزيز كان مستعداً لقطع النفط عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، وقد عبر عن ذلك أثناء زيارة الملك عبدالله للرياض في عام 1367هـ/1948م([154]).
موقف المملكة العربية السعودية
من قرار تقسيم فلسطين
16 محرم 1367هـ/ 29 نوفمبر 1947م
أقرت الجمعية العامـــة للأمم المتحدة مشروع تقسيم فلسطين بتاريخ 16 محرم 1367هـ/ 29 نوفمبر 1947م استناداً إلى توصية الأغلبية من أعضاء لجنة التحقيق الدولية المذكورة آنفاً، وفاز القرار بالأغلبية من الدول الأعضاء رغم ما بذلته الوفود العربية لرفض مشروع التقسيم وإحباطه ، إلا أن الجمعية للأمم المتحدة وافقت على القرار في 29 نوفمبر 1947هـ نتيجة تدخل الرئيس الأمريكي ترومان وضغطه على بعض الدول المحتاجة للعون الأمريكي، كما وافقت الجمعية العامة على قرار بريطانيا بإنهاء انتدابها على فلسطين في 14 مايو 1948م([155]).
أوصى قرار التقسيم بإنهاء الانتداب على فلسطين، وبإعلان استقلال البلاد مع تقسيمها سياسياً إلى دولتين منفصلتين تمام الانفصال على أن تبلغ مساحة الدولة اليهودية 55% من مساحة فلسطين، وتضم الجليل والنقب ومعظم السهل الساحلي، ولم يكن اليهود يملكون خمس هذه المنطقة، وما تبقى من فلسطين تقوم فيه دولة عربية، وهذا التقسيم شبيه بما طلبه الصهيونيون في مذكرة الوكالة اليهودية إلى مؤتمر لندن 1946م([156]).
لقد كان قرار التقسيم طعنة نجلاء ليس للشعب العربي فحسب، بل للشعوب الأفريقية والآسيوية التي رأت فيه تصميماً من جانب الغرب على فرض إرادته وسلطانه على الشعوب الشرقية، وعدته عملاً منافياً لمبدأ حق تقرير المصير، كما كان القرار خيبة أمل للعرب في الولايات المتحدة الأمريكية بالذات؛ لأنها استخدمت نفوذها في الضغط على دول أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي للموافقة على مشروع التقسيم، بل لقد رأى العرب في موقف الولايات المتحدة الأمريكية خيانة للعهود التي قطعتها على نفسها للملك عبدالعزيز آل سعود بأن أي حل للقضية الفلسطينية لن يتم إلا بموافقة العرب واليهود معاً([157]).
قوبل قرار التقسيم باستنكار واسع في أرجاء الوطن العربي ، فقد خرج المتظاهرون في المدن العربية ينددون ، ويشجبون ، ويطالبون بالتطوع لإنقاد فلسطين، كما هتف المتظاهرون بعروبة فلسطين وسقوط الاستعمار والصهيونية([158]).
وقد عقدت اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية اجتماعاً في القاهرة في 25 محرم 1367هـ/ 8 ديسمبر 1947م، حضره رؤساء الوزارات العرب، وقد أذاعوا بياناً قوياً وشديد اللهجة نددوا فيه بقرار التقسيم ومشروع إقامة الدولة اليهودية في فلسطين ، وأعلنوا مؤازرتهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني للدفاع عن وطنهم، وقرروا اتخاذ كل ما يلزم لإحباط مشروع التقسيم الظالم([159]).
وكان الملك عبدالعزيز على اتصال دائم بالقائمين على المفوضية البريطانية والأمريكية بجدة ؛ من أجل إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، على حين كان الأمير فيصل بن عبدالعزيز يقف في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدافع عن عروبة فلسطين وحقها في نيل الاستقلال وممارسة السيادة، كما يفند مزاعم الصهيونية ، ويحذر الدول الكبرى من مغبة التمادي في مسايرتهم([160]).
كما أن المواطنين في المملكة العربية السعودية قد ثاروا ضد قرار التقسيم، وعمت المدن والقرى موجة عنيفة من السخط والاستنكار، وهب الشعب السعودي يطالب بالعمل على إنقاذ فلسطين والقضاء على قرار التقسيم، وارتفعت الأصوات تطالب بالجهاد في سبيل الله من أجل إنقاذ البلاد المقدسة فلسطين ، وأرسل الأمراء والعلماء ورؤساء القبائل إلى الملك عبدالعزيز يعرضون عليه استعدادهم لبذل أموالهم وأرواحهم تحت لواء جلالته لنجدة فلسطين وإنقاذها ، فأمر جلالته تأليف لجان لجمع التبرعات، فأبدى الشعب السعودي الكريم – وعلى رأسهم الأسرة المالكة الكريمة – أريحية كبيرة في جمع التبرعات النقدية والعينية([161]).
وقام عدد من أفراد الشعب السعودي للتسجيل في مكاتب التطوع، وساهم العلماء في دعم هذه الجهود بإصدار فتوى بوجوب الجهاد ضد اليهود المعتدين على فلسطين([162]).
لقد كانت هذه المواقف البطولية تعبيراً صادقاً عن الشعور العربي الذي انفجر غاضباً ثائراً ضد هذه المؤامرة الدولية، ولئن كان هذا هو موقف الشعب السعودي النبيل في تلك المدة فإن الدور الكبير الذي قام به الملك عبدالعزيز لدى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الرجوع عن قرار التقسيم لا يمكن أن ينفصل أو يخرج عن إرادة الشعب السعودي وثقته وإيمانه بقدرة الملك عبدالعزيز على إنقاذ فلسطين.
ولو قدر لخطة الملك عبدالعزيز أن تنجح لما وصلت القضية إلى ما هي عليه الآن، فقد كان رأي الملك عبدالعزيز الحكيم الصائب بعدم دخول الجيوش العربية فلسطين، ومساعدة عرب فلسطين بالمال والسلاح والمتطوعين ؛ لكي يدافعوا عن أنفسهم ، ويثبتوا أقدامهم، لكن دخول الجيوش العربية إلى فلسطين سيؤدي إلى تعاطف الدول الغربية مع اليهود، وكذلك تدخل الأمم المتحدة وإجبار الجيوش العربية على وقف القتال ؛ حتى يتمكن اليهود من تقوية أنفسهم والاعتماد على أنفسهم ومساندة الدول الكبرى لهم ، وهذا ما أدى إلى النكبة عام 1948م.
دور المملكة العربية السعودية
في حرب فلسطين 1367هـ/1948م
أثار قرار التقسيم ثائرة الشعب العربي الفلسطيني بخاصة ، والأمة العربية بعامة، وعمت فلسطين والبلاد العربية موجة من السخط والاستنكار والشجب والرفض للقرار، وتمثل ذلك في الإضرابات الشاملة والمظاهرات العنيفة وإقبال الشباب العربي على مراكز التطوع وجمع التبرعات وغيرها ، ونادى المواطنون السعوديون بالجهاد لإنقاذ أولى القبلتين، وأرسلوا البرقيات إلى جلالة الملك عبدالعزيز يعرضون عليه التطوع والجهاد في سبيل الله لنجدة فلسطين وإنقاذها([163])، كما أرسلت الحكومة السعودية مذكرتين : إحداهما لبريطانيا ، والأخرى للمفوضية الأمريكية ، تحتج منهما على قرار التقسيم، وتوضح أخطار هذا القرار على العرب ومجافاته للحق والعدل([164]).
وقد دارت معارك طاحنة في الأشهر الخمسة التي تلت قرار التقسيم، أبدى فيها المجاهدون الفلسطينيون والمتطوعون من البلاد العربية بطولات لا مثيل لها، جعلت العرب سادة الموقف، غير أن مساعدة بريطانيا لليهود وتضييقها في نفس الوقت على العرب ، وذلك عن طريق منع المتطوعين والتموين والعتاد من الوصول إلى فلسطين([165]).
وأخذ اليهود في شن هجمات كبيرة على فلسطين، وقاموا بهجوم عام لفصل فلسطين إلى شطرين، وفتح الطريق من تل أبيب إلى القدس، واحتلال العشرات من القرى العربية. وقد قصد الصهاينة من الهجوم العام التأكيد للأمم المتحدة أن في استطاعتهم تنفيذ التقسيم بالقوة، ولذلك تصاعدت عملياتهم الحربية، واستولوا على قرية القسطل ، ولكن عبدالقادر الحسيني قد طردهم ، وسقط شهيداً على أرض المعركة، وقامت العصابات الصهيونية باقتحام قرية دير ياسين وضربها بالمدافع والقنابل، ثم ذبحوا ومثلوا بسكانها العزل من النساء والأطفال والشيوخ، وبلغ عدد القتلى ما يقارب مائتي شخص ، ارتكبت ضدهم أبشع ما تتصوره البشرية من أعمال بربرية ؛ لإرهاب سكان فلسطين وإجبارهم على الرحيل ومغادرة فلسطين([166]).
قاد الملك عبدالعزيز حملة قوية ضد الحكومتين الأمريكية والبريطانية، وحملهما مسؤولية ما يقع في فلسطين، وأمر بفتح أبواب التطوع لنصرة الشعب الفلسطيني، غير أن الحكومة الأمريكية قد هددت الحكومات العربية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة بعدم التدخل العسكري في فلسطين، لكن الملك عبدالعزيز رفض هذه التهديدات، وأكد لبريطانيا الحكومة المنتدبة على فلسطين حرص الدول العربية على حفظ النظام في فلسطين وحماية أرواح العرب بعد انتهاء الانتداب البريطاني في 15 مايو 1948م([167])، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.
واستقطبت الرياض مختلف الزعامات العربية والأجنبية، فقد وصل وفد عربي في 2 رجب 1367هـ / 12 مايو 1948م، ضم كل من عبدالرحمن عزام الأمين العام لجامعة الدول العربية ، ومفتي فلسطين الحاج محمد أمين الحسيني، ورياض الصلح رئيس وزراء لبنان ، وجميل مردم رئيس وزراء سوريا، وعرضوا على الملك عبدالعزيز خلاصة الموقف في فلسطين([168]).
عقد الوفد عدة اجتماعات مع الملك عبدالعزيز استغرقت أكثر من أسبوع، وقد نصح الملك أعضاء الوفد بعدم اشتراك الدول العربية في أية حرب في فلسطين، ورأى أنه من الأفضل تسليح أهالي فلسطين ومساعدتهم مادياً للدفاع عن بلادهم، غير أن الوفود العربية أصرت على ضرورة الحرب الخاطفة ، فاستجاب عبدالعزيز لرأي الأغلبية وهو يعلم أن هذا الرأي مجاف للحق والعدل؛ لأنه يعلم اختلاف الأهداف والغايات التي كانت تدفع بعض الدول العربية للاشتراك في الحرب([169]).
وتعزى أسباب حرب فلسطين لعام 1948م إلى قرار التقسيم عام 1947م، وقرار الجامعة العربية بدخول الجيوش العربية إلى فلسطين، واعتداءات اليهود على القرى العربية في فلسطين كذلك ، ومعارضة العرب لقيام دولة يهودية في فلسطين ، وهناك أسبابٌ أخرى غير مباشرة ، منها الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا لليهود، وكذلك الدعاية الصهيونية، وأطماع اليهود التوسعية([170]).
وفي يوم 5 رجب 1367هـ/ 14 مايو 1948م سارت الجيوش العربية مجتازة حدود فلســطين، ودخلتها في اليوم التالي 15 مايو 1948م ، وهو يـوم موعد إنهاء الانتداب البريطاني، وأصبحت الجيوش العربية على مشارف تل أبيب.
وكان الملك عبدالعزيز قد أمر القوات السعودية بالاشتراك في الحرب، غير أن الملك عبدالله قد منع دخول القوات السعودية من أراضيه، فاكتفى الملك عبدالعزيز بإرسال قوة نظامية لا تزيد على ألف ومائتي جندي إلى مصر للتدريب على أيدي الضباط المصـــريين أولاً ، ثم الذهـــاب إلى فلسطين تحت قيادة مصرية، وكانت تتألف من 6 سرايا مشاة، وسرية رشاشات، وسرية مدرعات([171]).
غادرت القوات السعودية الطائف في 13 رجب 1367هـ/ 21 مايو 1948م في طريقها إلى جــدة بين الهتاف والتصفيق والدعاء لهم بالتوفيــق والنصر المبين([172])، وأشادت جريدة أم القرى بمواقف البطولة والفداء والتضحيات التي قام بها الأبطال العرب ، وسطروا به التاريخ في أنصع صفحاته([173]).
وصلت القوات السعودية إلى مصر ، وتجمعت في العريش، ودخلت فلسطين عن طريق رفح ، وواصلت سيرها إلى غزة، وسارت القوات السعودية جنباً إلى جنب مع القوات المصرية، وبدأت في التقدم نحو الشمال لتسيطر على كل فلسطين، وسيطرت القوات المصرية والسعودية على الشريط الساحلي المحاذي للبحر الأبيض المتوسط من رفح حتى بلدة أسدود مروراً بخان يونس ودير البلح وغزة ودير سنيد والمجدل وأسدود([174]) .
ولما وصلت القوات السعودية إلى غزة احتفل أهل فلسطين بقدومها، ورحبوا بها ، وأقاموا المآدب للجنود والضباط السعوديين ، مثل مأدبة آل الشوا وآل أبو رمضان وأبو خضرة إكراما وإجلالاً وتقديراً للجيش السعودي ، كما زينوا الشوارع والمنازل بصور الملك عبد العزيز وفاءً واعترافاً بفضله([175]).
وقد أثنى الضباط المصريون والأردنيون على بطولة الجندي السعودي وشهامته وشجاعته في المعارك التي خاضها ، وقد سقط أكثر من 96 شهيداً على أرض فلسطين من الجيش السعودي في معارك مختلفة من فلسطين ، منها في اللد وحيفا ويافا والقدس والرملة والنقب وباب الـــــواد وغيرها ، وقد منحـــــت الحكومة السعوديـــــة للضباط والجنود الذين اشتركوا في حرب فلسطين أوسمة، وأمر جلالة الملك عبدالعزيز بترقية جميع الضباط([176]).
ومهما يكن من أمر فقد استطاعت الجيوش العربية خلال عشرة أيام من دخول فلسطين أن تسيطر على المناطق المخصصة للعرب في فلسطين ، لكن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية جعل بريطانيا تقترح هدنة مؤقتة لمدة أربعة أسابيع، ونال الاقتراح البريطاني الأغلبية في مجلس الأمن، وتعيين وسيط لحل الخلاف بين العرب واليهود، غير أن العرب واليهود رفضوا مقترحاته ، وانتهى الأمر بقتله على يد اليهود ، واضطر العرب إلى وقف القتال وقبول الهدنة الأولى التي مكنت اليهود من الحصول على الأسلحة، وما إن استؤنف القتال مرة أخرى حتى كانت الكفة الراجحة إلى جانب اليهود، فتوقف القتال نهائياً ، وعقدت اتفاقيات هدنة في رودس مع الدول العربية المجاورة لفلسطين([177]).
ونتج عن هذه الحرب تشريد أهل فلسطين إلى البلدان العربية المجاورة، وقد قامت الحكومة السعودية بجمع التبرعات النقدية والعينـية للاجئين الفلسطينيين، ودافعت حكومة المملكة عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين إلى بلادهم .
وكان لهزيمة الجيوش العربية في فلسطين أثر سيئ على العرب عامة والفلسطينيين خاصة، حركت مشاعر الجماهير العربية ، وجعلتها تشعر بحاجتها إلى اتحاد سياسي وتحالف عسكري، وتم عقد معاهدة الضمان الجماعي في 2 رمضان 1369هـ/ 17 يونيو 1950م ، وأدت الهزيمة إلى نشوء دولة العدو الصهيوني في فلسطين، وتسعى هذه الدولة إلى تحقيق أطماعها التوسعية على حساب الدول العربية، كما أنها تعد قاعدة للاستعمار والشيوعية، كما أن الهزيمة عملت على خلق مشكلة اللاجئين الفلسطينيين الذين اتجهوا إلى بلدان عربية مجاورة فقيرة، ثم اتجهوا إلى بلدان عربية نفطية للعمل هناك، ولاسيما المملكة العربية السعودية والكويت ، وقد استضافت المملكة أبناء فلسطين وعاملتهم معاملة أبنائها في كل المجالات ، ولا زالت المملكة تدعم بكل طاقاتها هذه المشكلة ؛ حتى تحل حلاً عادلاً ، ويسود السلام في المنطقة .
خاتــمــة :
استأثرت القضية الفلسطينية باهتمام الملك عبدالعزيز ورعايته ، فقد حمل الملك عبدالعزيز على كاهله عبء هذه القضية منذ بداياتها الأولى؛ أي منذ صدور وعد بلفور، ورفض كل محاولات بريطانيا الهادفة إلى انتزاع شبه اعتراف بالوطن القومي لليهود في مقابل إلغاء معاهدة القطيف (دارين) عام 1333هـ/ 1915م.
وظل الملك عبدالعزيز حذراً من نوايا الحكومة البريطانية، فعالج هذا الموضوع بدراية وحكمة حتى استطاع تغيير المعاهدة عام 1346هـ/ 1927م في جدة ، وحصل بها على الاستقلال ، وأصبح بإمكانه إقامة علاقات خارجية وعقد اتفاقات، وذلك بعد أن تم له توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351هـ/1932م.
كان الملك عبدالعزيز متوازناً ومعتدلاً وموضوعياً في تعاطيه مع القضايا العربية، فكان ينظر للموضوع وفق المعطيات الدولية والعربية، فلا يتشدد في مواقفه إلا في الحق، ومن هنا انطلق الملك عبدالعزيز في دفاعه عن قضية فلسطين من واقع إيمانه وشدة تدينه، وبذلك أصبح الملك عبدالعزيز الزعيم العربي الذي يقصده العرب ، ويطلبون منه العون والدعم، وذلك لما له من مكانة دولية وعربية مرموقة؛ لذا فإن الفلسطينيين قد عولوا كثيراً على دعمه ومساندته ومؤازرته للقضية ، وهذا ما تجلى في ثنايا البحث.
أخذ الملك عبدالعزيز يولي القضية الفلسطينية جل اهتمامه وكبير رعايته، وذلك من أجل حل القضية حلاً سليماً عادلاً يحقق أماني الشعب الفلسطيني في تحقيق مطالبه التي تقضي بإلغاء وعد بلفور ومنع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومنذ ثورة 1355هـ/ 1936م والقضية الفلسطينية تؤرقه، فقد حمل هموم هذه القضية دون غيره من الزعماء العرب، فهو المؤهل لذلك لمكانته الدولية والإسلامية والعربية.
أجرى الملك عبدالعزيز اتصالات مع زعماء العالم ممن يملكون صنع القرار واتخاذ القرار، كما عقد لقاءات مع زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا، وبعث برسائل لهم، غير أنها لم تسفر عن شيء ذي بال ، بالرغم وعودهم بعدم إجراء أي حل يرفضه العرب ، ومن أبرز اللقاءات والمراسلات ما تم بين الملك عبدالعزيز وكل من الرئيس الأمريكي روزفلت والمستر تشرشل رئيس وزراء بريطانيا.
كما أجرى الملك عبدالعزيز اتصالات مع القادة العرب، وحضرت وفود من المملكة في جميع المؤتمرات العربية والدولية، ونصح العرب بعدم التدخل في حرب فلسطين، وطالبهم بدعم الشعب الفلسطيني بالأموال والسلاح والمتطوعين ، ولكن الدول العربية رفضت ذلك؛ لأنها لم تكن متفقة في الهدف والتنسيق والخطة ، فكانت كل دولة منها تخشى الأخرى ، وتحسب حساباً لمطامعها.
وساهم الشعب السعودي بكل إمكاناته في دعم القضية، فجمع التبرعات النقدية والعينية، وتطوع الشباب السعودي للاشتراك في حرب فلسطين، ولم يسمح لهؤلاء المتطوعين من دخول الأراضي الأردنية لدخول فلسطين.
واضــطرت المملكة إلى الموافقة على الاشتراك في حرب فلسطين عام 1367هـ/ 1948م بقوة تبلغ ألف ومائتي جندي انضمت إلى الجيش المصري الذي دخل غزة ، ورغم ما بذله الجنود السعوديون والمصريون في بدايات المعركة وتحقيق انتصارات على اليهود أصدر مجلس الأمن قراراً بوقف إطلاق النار لمدة شهر، وتمكن اليهود خلال الهدنة الأولى من الحصول على السلاح والعتاد، على حين كانت القوات العربية تعاني من نقص شديد في السلاح والعتاد، فأدى إلى هزيمة الجيوش العربية التي افتقدت التنسيق فيما بينها وعدم توحيد قيادتها واختلاف الغايات والأهداف فيما بينها.
ومهما يكن من أمر فقد اعترف الشعب الفلسطيني –وبخاصة أهل غزة –بجهود الملك عبدالعزيز في دعم القضية، واعترفوا كذلك بشجاعة الجندي السعودي في ميدان المعركة، وقام الأهالي بوضع صور الملك عبدالعزيز في صدور بيوتهم ومحلاتهم التجارية.
ولا ريب أن الملك عبدالعزيز قد بذل كل جهد ممكن في سبيل حل هذه القضية حلاً عادلاً، لكنه وجد آذاناً صماء ممن بأيديهم الحل والعقد ، كما أن المواقف لا زالت كما هي، ولم ترق إلى مرحلة التخطيط والإعداد ووضع الإستراتيجية بعيدة المدى، وكذلك وضوح الرؤيا والهدف ؛ حتى يصل العرب إلى حقهم ، ولا زالت هذه القضية – بعد مرور قرن – تواجه عقبات كبيرة ، ولن تُحل إلا بالجهاد في سبيل الله.
وهكذا فإن المملكة العربية السعودية قد جعلت القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتها منذ عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله ، وتوارثها من بعده أبناؤه الميامين البررة سعود وفيصل وخالد – يرحمهم الله – إلى أن آلت الأمور إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الذي أبدى من الدعم والتأييد لقضايا المسلمين كافة وقضية فلسطين خاصة.
الهوامـــش
——————————————————————————–
([1]) أحمد عبدالغفور عطار، ابن سعود وقضية فلسطين، مكة المكرمة، 1984م، ص 11–14.
([2]) عبدالعزيز التويجري، المرجع سابق، ص 14.
([3]) د. محمد عبدالرؤوف سليم، مرجع سابق، 2/ 164–172.
([4]) د. تيسير جبارة، العلاقات الفلسطينية السعودية، القدس، 1989م، ص 5.
([5]) سالم أحمد قواطين، دولة فلسطين، عمان، 1997م، ص 17–18.
([6]) د. محمد عبدالرؤوف سليم، المرجع سابق، 2/ 164–172.
([7]) د. عائشة علي المسند، المملكة العربية السعودية وقضية فلسطين، الرياض، 1991م، ص 52.
([8]) صلاح الدين المختار، تاريخ المملكة العربية السعودية، بيروت، 1957م، 2/ 246–247.
([9]) أحمد عبدالغفور عطار، ابن سعود وقضية فلسطين، ص 12–13.
([10]) أحمد عبدالغفور عطار، ابن سعود وقضية فلسطين، 21–26.
([11]) وزارة الخارجية، مجموعة المعاهدات، مكة المكرمة (1341–1370هـ)، ص 33–35. د. محمد فؤاد شكري وآخرون، نصوص ووثائق في التاريخ الحديث والمعاصر، القاهرة، 1963م، ص 483–484.
([12]) د. أحمد طربين، الوحدة العربية (1916–1945م)، القاهرة، 1957م، ص 147.
([13]) صلاح الدين المختار، تاريخ المملكة العربية السعودية، بيروت، 1957م، 2/ 472.
([14]) حافظ وهبة، خسمون عاماً في جزيرة العرب، القاهرة، 1960م، ص 178–179.
([15]) محمد أمين الحسيني، حقائق عن قضية فلسطين، القاهرة، 1954م، ص 30–31.
([16]) أمين سعيد، تاريخ الدولة السعودية، ص 331.
([17]) F.O. 371/13755, Mr Bond to F.O. Jedda oct. 15. 1929.
([18]) أحمد الشقيري، أربعون عاماً في الحياة العربية والدولية، بيروت، 1975م، ص 162.
([19]) ملف وثائق فلسطين، القاهرة، 1969م، وثيقة رقم 137، 1/ 415.
([20]) الوثائق الرئيسية في قضية فلسطين، المجموعة الأولى، القاهرة، 1957م، وثيقة رقم 31، ص 167–187.
([21]) عيسى السفري، فلسطين العربية، القدس 1981م ، ص 152.
([22]) عيسى السفري، فلسطين العربية، القدس 1981م ، ص 178–183.
([23]) جريدة أم القرى، العدد 279، 13 ذو القعدة 1348هـ/ 11 أبريل 1930م.
([24]) جريدة أم القرى، العدد 463 ، 464، 8 ، 15 رجب 1352هـ/ 27 أكتوبر، 3 نوفمبر 1933م.
([25]) أم القرى، العدد 558، 23 جمادى الأولى 1354هـ/23 أغسطس 1935م. أكرم زعيتر، الحركة الوطنية الفلسطينية (1935–1939م)، بيروت، 1980م، ص 4–5.
([26]) I.O. L/Pands/ 12/3343/ P.Z. 6580, Aug. 24, 1935.
([27]) حسن صبري الخولي، سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه قضية فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين، القاهرة، دار المعارف، 1973م، ص 585.
F.O. 371/20843, E/ 631/ 1631/ 25, Saudi Arabia, Annual Report, P. 1–3.
([28]) تم تشكيل اللجنة العليا على الوجه التالي: السيد محمد أمين الحسيني رئيساً، أحمد حلمي عبدالباقي أميناً للصندوق، عوني عبدالهادي أميناً للسر، د. حسين الخالدي ، ويعقوب فراج، وعبداللطيف صلاح، ألفرد روك، جمال الحسيني ويعقوب الغصين أعضاء. أكرم زعيتر، وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية، ص 76.
([29]) د. كامل محمود خلة، فلسطين والانتداب البريطاني، ص 234–235.
([30]) د. عائشة المسند، المملكة العربية السعودية وقضية فلسطين، ص 93.
([31]) حسن عثمان، سياسة الدولة السعودية تجاه قضية فلسطين، ص 24–25.
([32]) أكرم زعيتر، المرجع السابق، ص 32.
([33]) د. كامل محمود خلة، المرجع السابق، ص 234.
([34]) ألقي القبض على أحمد حلمي، د. حسين الخالدي، الحاج يعقوب العضين، أما جمال الحسيني فقد حجزته السلطات البريطانية في روديسيا. انظر: عارف العارف، النكبة، بيروت، المكتبة العصرية، 1956م، ص 43.
([35]) فهد المارك، افتراها الصهاينة وصدقها مغفلو العرب، ط5، الرياض، 1980م، ص 147.
([36]) صالح بويصير، جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن، بيروت، 1968م، ص 194–200.
([37]) د. عبدالوهاب الكيالي، وثائق المقاومة الفلسطينية، وثيقة رقم 158، ص 388، وانظر وثيقة رقم 164.
F.O. 371/ 14006, Sir A. Ryan to Mr Eden, May 1, 1936.
([38]) د. تيسير جبارة، العلاقات الفلسطينية السعودية، القدس، 1989م، ص 15.
F.O. 371/20843, E 1631/163/125, Saudi Arabia, Annual Report. P. 8.
([39]) د. عبدالوهاب الكيالي، تاريخ فلسطين الحديث، بيروت، 1973م، ص 316.
([40]) وزارة المستعمرات البريطانية: ملف رقم
Co. 733/314/75528/44/ part 1, From Baghdad to F.O July 16, 1936 .
([41]) نفس المرجع. Ibid
([42]) حافظ وهبة، خمسون عاماً في جزيرة العرب، القاهرة، 1960م، ص 156.
([43]) F.O. 371/20029, E 1356/94/31 Memoran durn by Geoner Rendel (Fo.) Nov. 24/1936.
([44]) Fo. 371/20029, E /356/94/31 From Rednel to Eden (Fo) Nov. 24, 1936.
وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية، وثيقة رقم 265، ص 46.
د/ تيسير جباره، العلاقات الفلسطينية السعودية، ص 42.
F.O. 371/20843, E /631/163/125, Saudi Arabia, Annual Report. P. 8-9.
([45]) أرشيف جمعية الدراسات العربية، القدس، رسالة المفتي الحاج أمين الحسيني إلى الملك عبدالعزيز بتاريخ 15 شعبان 1355هـ الموافق 31/10/1936م، وانظر أيضاً: وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية، وثيقة رقم 265، ص 460.
([46]) Fo. 371/20029, E/ 365/94/31, Rendal to Fo. oct. 19, 1936 .
([47]) عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، لسراة الليل هتف الصباح، الملك عبدالعزيز، بيروت، 1997م، ص 584، وانظر كذلك: ماكلوغلن، لزلي، ابن سعود مؤسس مملكة، أكسفورد، لندن، 1992م، ص 182–185.
([48]) أرشيف وزارة المستعمرات البريطانية.
Co/ 733/314/ 75528/44/ 111 Rendal to Fo, oct. 19, 1936
([49]) د. تيسير جبارة، مرجع سبق ذكره، ص 26.
([50]) صوت الحجاز، العدد 210، 19 ربيع أول 1355هـ/ 9 يونيو 1936م، عدد 215، 24 ربيع الثاني 1355هـ/ 14 يوليو 1936م.
([51]) أحمد عبدالغفور عطار، المرجع السابق، ص 134.
([52]) عبدالوهاب الكيالي، وثائق المقاومة الفلسطينية،وثيقة رقم 188، بتاريخ 21 شعبان 1355هـ/ 6/1/1936م، بيروت، 1976م، ص 456 .
([53]) وثائق المقاومة الفلسطينية، وثيقة رقم 271، ص 469.
([54]) خير الدين الزركلي، شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز، 3/1076.
([55]) د. عادل حسن غنيم، الحركة الوطنية الفلسطينية (1936–1939م)، القاهرة، 1980م، ص 409.
([56]) Eo. /41/675, Secret, From Co. to Mr Rendel, London, 20th April, 1937.
([57]) I.O.L./ P&S/ 12/3347, Doc. No 2643, 2637, 3882.
([58]) جمعية الدراسات العربية بالقدس، رسالة المفتي إلى الملك عبدالعزيز بن سعود بتاريخ 11 جمادى الأولى 1356هـ الموافق 19/7/1937م نقلاً عن تيسير جبارة، ص 42–43.
([59]) نفس المرجع.
([60]) FO. 406/75, E. 5360/ 351/ 65, King Ib Saud Note to his Majesty,s Government, sep. 6, 1037.
([61]) أحمد عبدالغفور عطار، ابن سعود وقضية فلسطين، ص 163–167. وانظر: Ibid.
([62]) محمد عزة دروزة، حول الحركة العربية الحديثة، صيدا، لبنان، 1951م، ص 165.
([63]) جريدة الأهرام، العدد 19066، 7 شعبان 1356هـ الموافق 12/10/1937م.
([64]) محمد عزة دروزة، القضية الفلسطينية، بيروت، 1960م، ص 185.
([65]) أم القرى، العدد 659، السنة 13، 15/5/1356هـ الموافق 23/7/1937م. صوت الحجاز، عدد 266، 12/5/1356هـ الموافق 20/7/1937م.
([66]) أم القرى، عدد 660، س 14 ، 22/5/1356هـ الموافق 30/7/1937م.
([67]) 371/208/7, E 6063/22/31 From Jedda to Fo. sep 20, 1937.
([68]) فلاح خالد علي، فلسطين والانتداب البريطاني (1939–1948م)، بيروت، 1980م، ص 21.
([69]) بيان الحوت، المؤسسات والقيادات الفلسطينية في فلسطين، عكا، 1984م، ص 385.
([70]) Fo. 371/2/872, E 326/10/31 From Saudi Arabia to Fo. jan. 17th, 1938.
([71]) د. مهدي عبدالهادي، المسألة الفلسطينية ومشاريع الحلول السياسية، بيروت، 1974م، ص 64.
([72]) خير الدين الزركلي، المرجع السابق، ج3، ص 1117.
([73]) فلاح خالد علي، المرجع السابق، ص 30.
([74]) تكون الوفد الفلسطيني من السادة جمال الحسيني رئيساً للوفد، وعوني عبدالهادي وموسى العلمي، ويعقوب الغصين، وأمين التميمي، وألفرد روك، وفواد سابا ، وجورج أنطونيوس، وراغب النشاشيبي ، ويعقوب فراج. انظر: د. مهدي، مرجع سابق، ص 62.
([75]) د. عائشة المسند، المملكة العربية السعودية وقضية فلسطين، ص 150.
([76]) أميل الغوري، فلسطين عبر ستين عاماً، بيروت، 1973م ، 2/ 182.
([77]) الوثائق الرئيسية في قضية فلسطين (المجموعة الثانية)، ص 279–284.
([78]) د. تيسير جبارة، المرجع السابق، ص 69.
([79]) الوثائق الرئيسية في قضية فلسطين (المجموعة الثانية)، ص 290.
([80]) Fo. 371/24589, E 2720/1194/25, Mr Stonechewer Bird to Viscount Halifax oct. 4, 1940.
([81]) جريدة الجهاد، عدد 84، 9 ربيع الأول 1358هـ الموافق 29 أبريل (نيسان) 1939م. نقلاً عن تيسير جبارة، المرجع السابق، ص 72.
([82]) جريدة الجهاد، عدد 77، 78، 1، 3 ربيع الأول 1358هـ/ 21، 23 أبريل 1939م.
([83]) أكرم زعيتر، القضية الفلسطينية، بيروت، 1965م، ص 140.
([84]) محمد أمين الحسيني، حقائق عن قضية فلسطين، ص 48.
يذكر مفتي فلسطين محمد أمين الحسيني أن الدول العربية قابلت الكتاب الأبيض في بادئ الأمر بتحفظ وتجهم لما فيه من تناقض، إلا أنها قبلته في النهاية، كما قبلته الأكثرية من أعضاء اللجنة العربية العليا، ولكن اليهود رفضوه ، وأصروا على رفضه، فلم تنفذه بريطانيا إرضاء لليهود رغم تعهدها بتنفيذه رغم أنف الجميع.
([85]) أم القرى، عدد 754، 7 ربيع الأول 1358هـ/ 27 مايو 1939م.
([86]) أم القرى، العدد 734، س 15، 16 ذو القعدة 1357هـ/ 6 يناير 1939م.
([87]) نفس المرجع .
([88]) أم القرى، العدد 734، س 15، 16 ذو القعدة 1357هـ/ 6 يناير 1939م . أحمد عبدالغفور عطار، ابن سعود وقضية فلسطين، ص 183–185.
([89]) عبدالعزيز التويجري، المرجع السابق، ص 610–611.
([90]) محمد أمين الحسيني، المرجع السابق، ص 98.
([91]) أحمد عبدالغفور عطار، المرجع السابق، ص 186–187.
([92]) Fo. 371/ 35038, E 5554/87/31, Jedda 31st Aug, 1943.
([93]) أحمد عبدالغفور عطار، المرجع السابق، ص 188.
([94]) د. صلاح العقاد، المشرق العربي المعاصر، القاهرة، 1971م، ص 133–134.
([95]) Fo. 371/34959, E 3167/506/65, 19 June, 1943, Wikeley (Jedda) to Fo. No 258.
([96]) د. عائشة المسند، مرجع سابق، ص 166.
([97]) Fo. 371/45377. E /078/15/31. 1 Feb, 1945, Jordan (Jedda) to Fo.
([98]) Fo. 371/45376. E /078/15/31. 1 Feb, 1945, Jordan (Jedda) to Fo.
([99]) الشيخ عبدالعزيز التويجري، مرجع سابق، ص 588.
([100]) مجلة أكتوبر المصرية، العدد 1063، 9 مارس 1997م.
([101]) زهدي الفاتح، لورنس العرب على خطى هرتزل، تقارير لورنس السرية، بيروت، ط4، 1991م، ص 139.
([102]) أمين سعيد، تاريخ الدولة السعودية ، بيروت، 1975م، 2/ 349–350.
([103]) الديوان الملكي، الرقم 26/4/1/45 بتاريخ 27 ربيع الأول 1364هـ/ 10 مارس 1945م، رسالة موجهة من الملك عبدالعزيز آل سعود إلى الرئيس الأمريكي روزفلت.
([104]) الديوان الملكي، الرقم 26/4/1/45 بتاريخ 27 ربيع الأول 1364هـ/ 10 مارس 1945م، رسالة موجهة من الملك عبدالعزيز آل سعود إلى الرئيس الأمريكي روزفلت .
نقلاً عن أحمد عبدالغفور عطار، ابن سعود وقضية فلسطين، ص 205–212.
([105]) نفس المرجع.
([106]) الشيخ عبدالعزيز التويجري، الملك عبدالعزيز، ص 600–607.
([107]) الشيخ عبدالعزيز التويجري، المرجع السابق، ص 592.
([108]) خير الدين الزركلي، شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز، 3/ 1115–1116.
([109]) أم القرى، العدد 1102، 11 جمادى الأولى 1365هـ/12 أبريل 1946م .
خير الدين الزركلي، شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز 4/ 1258–1264.
FO. 37 /52516. E 3067/4/31. 19 March 1946 Interview with King Abdul Aziz by the Anglo American Comnttee.
([110]) الوثائق الرئيسية في قضية فلسطين، المجموعة الأولى 1915–1946م، ص 390–393.
([111]) FO. 371/52522, E 4253/4/31 From Hafez wahba to F.o. 9th May 1946.
أحمد طربين، المرجع السابق، ص 343–348.
([112]) FO. 37/52527, E4253/4/31 Grafftey Snith to Fo. jedda 28 May, 1946.
([113]) أم القرى، العدد 1177، 11 ذو القعدة 1366هـ/22سبتمبر 1947م.
([114]) يوسف هيكل، فلسطين قبل وبعد، بيروت، ص 126.
([115]) أحمد عبد الغفور عطار، ابن سعود وقضية فلسطين، ص 217–219.
([116])FO. 371/52564, E 1135/4/31 From Ibn Saud to Truman Nov. 1946 .
([117]) الوثائق الرئيسية في قضية فلسطين، المجموعة الأولى 1915–1946م، ص 465–466 .
([118])Fo. 371/52823 Saudi Arabian Anrual Rep ort for 1946.
([119])FO. 371/45391/ Jordan to Fo. Jedda Dec.21 1946.
([120]) حسن صالح عثمان، سياسة الدول السعودية تجاه القضية الفلسطينية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1402هـ، ص105.
([121]) محمد عزة دروزة، المصدر السابق، ص 52.
([122]) أحمد بن زيد العتيبي، السعوديون ودورهم في قضية فلسطين، مطبعة الفرزدق ، الرياض 1993م، ص 82.
([123]) أكرم زعيتر ، القضية الفلسطينية، ص 175–177.
([124]) حسن عثمان، مرجع سبق ذكره، ص 142.
([125]) أم القرى، عدد 1188، في 29 محرم 1367هـ/12 ديسمبر 1947م.
([126]) أم القرى، عدد 1189، 13 صفر 1367هـ/ 26 ديسمبر 1947م.
([127]) أحمد العتيبي، مرجع سبق ذكره، ص 83.
([128]) محمد عزة دروزة، القضـــية الفلسطينية في مختلف مراحلها، بيروت ، المكتبة المصرية 1965م، ص55.
([129]) جميل عارف، الوثائق السرية لدور مصر والسعودية وسوريا في الجامعة العربية. القاهرة 1995م. ص 185–187.
([130]) وحيد الدالي: أسرار الجامعة العربية وعبد الرحمن عزام، القاهرة ، مكتبة روز اليوسف 1982م ص 149–154 .
([131]) صالح مسعود أبو بصير، جهاد شعب فلسطين في نصف قرن، ص 293–294 .
([132]) فلاح خالد علي، المرجع السابق ص 224.
([133]) محمد نصر مهنا، مشكلة فلسطين أمام الرأي العام العالمي، القاهرة 1979م، ص 106–108.
([134]) أحمد الشقيري، الكيان الفلسطيني، بيروت 1967م، ص 19–20.
([135]) فلاح خالد علي، المرجع السابق، ص 241.
([136]) سامي هداوي، ملف القضية الفلسطينية، بيروت ، مركز الأبحاث 1968م، ص 43 .
([137]) خيري حماد، قضايانا في الأمم المتحدة، بيروت ، المكتب التجاري 1962م، ص 154.
([138]) محمد نصر مهنا، المرجع السابق، ص 138–140.
([139]) خيري حماد ، المرجع السابق، ص 156.
([140]) أم القرى، عدد 1177، 11 ذي القعدة 1366هـ/ 26 سبتمبر 1947م.
([141]) أم القرى، عدد 1167، 4 ذي القعدة 1366هـ/19 سبتمبر 1947م.
([142]) كامل محمود دخلة، المرجع السابق، ص 248 ، وانظر كذلك :
محمد عزة دروزة، المرجع السابق، 2/ 101.
([143])Miller, Ahron david, Saudi Arabian oil and Americon Foreign policy 1939–1949. New york 1980, p. 187–189.
([144]) محمد عزة دروزة، المرجع السابق، 2/ 101.
([145]) عائشة المسند، المرجع السابق، ص 213.
([146]) عارف العارف، النكبة بيت المقدس والفردوس المفقود (1947–1952م) بيروت ، المكتبة العصرية، 1956م، ص 14–15.
([147]) نفس المرجع، ص 14–16.
([148]) صالح مسعود بوصير، المرجع السابق، ص 312.
([149]) محمد عزة دروزة، المرجع السابق، 2/ 123.
([150]) حافظ وهبة، خمسون عاماً في جزيرة العرب، القاهرة، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط1، 1380هـ/1960م ص 170.
([151]) فهد خالد السديري، المملكة العربية السعودية عند مفترق الطرق، بيروت ، دار الكاتب العربي، 1970م، ص 36.
([152]) أميل العوري، اغتيال فلسطين ومحق العراق، القاهرة 1905م، ص 272–274 .
فاز قرار التقسيم بأغلبية 33 صوتاً ضد 13 صوتاً، وامتناع عشرة دول عن التصويت وغياب عضو واحد.
([153]) Hurewitz, J.c.,Diplomacy in the near and the Middle East. vol 2 (Princeton 1956) pp. 281–295.
([154])Lenzowski, G: The Middle East in the world Affairs, Newyork 1958, p.508.
([155]) Kirk, G. The Middle East (1945 –1950) New york 1960, P.220.
([156]) محمد عزة دروزة، المرجع السابق، 2/123 .
([157]) عبد العزيز عنر، تاريخ العرب الحديث المعاصر وبيروت ، 1973م، ص 705–706.
([158]) أم القرى، عدد 1188، 29 محرم 1367هـ الموافق12 ديسمبر 1947م.
([159]) نفس المرجع.
([160]) أم القرى، عدد 1188، 29 محرم 1367هـ الموافق12 ديسمبر 1947م.
([161]) خير الدين الزركلي، شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز 4/1284.
([162]) فلاح خالد علي ، المرجع السابق، ص 264–265.
([163]) عارف العارف، النكبة، ص 164.
([164]) خير الدين الزركلي، المرجع السابق، 4/ 1286.
([165]) وحيد الدالي، المرجع السابق، ص 231–232.
([166]) حافظ وهبة، المرجع السابق، ص 170.
([167]) حسن عثمان، سياسة الدولة السعودية تجاه قضية فلسطين، ص 178–187 .
([168]) حسن صالح عثمان، “دور المملكة العربية السعودية في حرب فلسطين” ، المجلة التاريخية المغربية، تونس ، السنة الثالثة عشرة، العدد 43–44، نوفمبر 1986م .
([169]) أم القرى، عدد 1112، 13 رجب 1367هـ / 21 مايو 1948م .
([170]) نفس المرجع.
([171]) د. عائشة المسند، المرجع السابق، ص 243 .
([172]) أم القرى، عدد 1216، 18 شعبان 1367هـ/ 25 يوليو 1948م.
([173]) فهد المارك، سجل الشرف، ص 19–31.
([174]) أم القرى، عدد 1222، 8 شوال 1367هـ/13 أغسطس 1948م.
([175]) نفس العدد.
([176])
([177]) أحمد عبد الغفور عطار، ابن سعود وقضية فلسطين، ص 2990.
المصادر والمراجع
أولاً – الوثائـــق :
§ وثائق غير منشورة باللغة الإنجليزية ـ الخارجية البريطانية .
§ أرشيف الخارجية البريطانية . pro.Fo
§ أرشيف وزارة المستعمرات البريطانية . C.o
§ أرشيف مكتب الهند في لندن . I.O.L
ثانياً – وثائق منشورة باللغة العربية :
§ أرشيف جمعية الدراسات الغربية بالقدس ـ ملف الهيئة العربية العليا.
§ وزارة الخارجية السعودية، مجموعة المعاهدات من 1341–1370هـ ، مكة المكرمة.
§ الوثائق الرئيسية في قضية فلسطين، (1915–1950م) مجموعتان ، القاهرة 1957 ، 1961م. (إصدار الجامعة العربية) .
§ ملف وثائق فلسطين الجزء الأول (637–1949م) ، القاهرة 1960م .
ثالثاً – المصادر والمراجع :
§ بويصير، صالح مسعود، جهاد شعب فلسطين في نصف قرن، بيروت 1965م.
§ بيهم، محمد جميل: فلسطين أندلس الشرق، بيروت 1946م.
§ التل، عبدالله: كارثة فلسطين، القاهرة 1959م.
§ التل، عبدالله: خطر اليهود على الإسلام والمسيحية، القاهرة 1965م.
§ التويجري، الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن، لسراة الليل هتف الصباح الملك عبد العزيز، دراسة وثائقية، بيروت 1997م.
§ جبارة، تيسير: العلاقات الفلسطينية السعودية، القدس 1989م.
§ حماد، خيري: قضايانا في الأمم المتحدة، بيروت 1962م .
§ حمزة، فؤاد: البلاد العربية السعودية، مكة المكرمة 1355هـ .
§ الحسيني، الحاج محمد أمين: حقائق عن قضية فلسطين، القاهرة 1954م.
§ الحوت، بيان: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين بيروت 1984م.
§ خلة ، كامل: فلسطين والانتداب البريطاني، بيروت 1974م.
§ الخولي، حسن صبري: سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين، القاهرة ، 1973م .
§ الدالي، وحيد: أسرار الجامعة العربية وعبد الرحمن عزام، القاهرة 1982م.
§ دروزة، محمد عزة: حول الحركة العربية الحديثة، 6 أجزاء، صيدا، لبنان 1951م.
§ دروزة، محمد عزة: القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها، بيروت 1965م.
§ الزركلي، خير الدين: شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز، 4 أجزاء، بيروت 1970م.
§ الزركلي، خير الدين: الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز، بيروت 1977م.
§ زعيتر، أكرم: القضية الفلسطينية، دار المعارف بمصر 1955م.
§ زعيتر، أكرم: وثائـق الحـركة الوطنية الفلسطينية، 1918–1939م. إعداد: بيان الحــوت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت 1979م.
§ السديري، فهد خالد: المملكة العربية السعودية عند مفترق الطرق، بيروت 1970م.
§ سليم، محمـــد عبد الرؤوف: تاريخ الحركة الصهيونية ، القاهرة 1974م.
§ السفري، عيسى: فلسطين العربية، القدس 1981م.
§ سعيد، أمين: تاريخ الدوله السعودية. الدارة ، الرياض 1974م.
§ شكري، محمد فؤاد وآخرون: نصوص ووثائق في التاريخ الحديث والمعاصر، القاهرة 1965م.
§ الشقيري، أحمد: أربعون عاما في الحياة الدولية، بيروت 1974م.
§ طربين، أحمد: فلسطين في خطط الصهيونية والاستعمار، القاهرة 1970م.
§ طربين، أحمد: الوحدة العربية في الشرق العربي، دمشق 1980م.
§ عطار، أحمد عبدالغفور: ابن سعود وقضية فلسطين، بيروت 1974م.
§ عطار، أحمد عبدالغفور: صقر الجزيرة العربية، القاهرة 1946م.
§ العارف، عارف: النكبة (1947–1952م)، بيروت 1955م.
§ عارف، جميل: الوثائق السرية لدور مصر وسوريا والسعودية، القاهرة ، 1995م.
§ العتيبي، أحمد زيد: السعوديون ودورهم في قضية فلسطين، الرياض 1992م.
§ العثيمين، عبد الله صالح: تاريخ المملكة العربية السعودية، جـ2، الرياض 1995م.
§ عثمان، حسن صالح: سياسة الدول السعودية تجاه قضية فلسطين، الرياض، 1981م .
§ عسة، أحمد: معجزة فوق الرمال، بيروت 1965م.
§ عبد الهادي، مهدي: المسألة الفلسطينية، بيروت 1975م.
§ غنيم، عادل حسن: الحركة الوطنية الفلسطينية، القاهرة 1980م.
§ الغوري، أميل: فلسطين عبر ستين عاماً، جزءان، بيروت 1972م.
§ الفاتح، زهدي: لورنس العرب، بيروت 1991م.
§ فهمي، وليم: الهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة، القاهرة 1970م.
§ قاسمية، خيرية: مذكرات فوزي القاوقجي، بيروت 1975م.
§ قواطن، سالم: دولة فلسطين، عمان 1977م.
§ كشك، جلال: السعوديون والحل الإسلامي، لندن 1982م.
§ الكيالي، عبد الوهاب: تاريخ فلسطين الحديث، بيروت 1975م.
§ الكيالي، عبد الوهاب: وثائق المقارمة الفلسطينية، بيروت 1980م.
§ المارك، فهد: افتراها الصهاينة وصدقها مغفلو العرب، الرياض 1984م.
§ المارك، فهد: سجل الشرف، بيروت 1965م.
§ المختار، صلاح الدين: تاريخ المملكة العربية السعودية ، جزءان ، بيروت 1957م.
§ المسند، عائشة علي: المملكة العربية السعودية وقضية فلسطين، الرياض 1990م.
§ ماكلوغلين، لزلي: ابن سعود مؤسس مملكة، لندن 1992م.
§ هيكل، يوسف: فلسطين قبل وبعد، بيروت، دار العلم للملايين ، 1970م.
§ وهبة، حافظ: جزيرة العرب في القرن العشرين، القاهرة 1961م.
الدوريات :
§ جرائد وصحف سعودية: جريدة أم القرى، جريدة صوت الحجاز.
§ جرائد وصحف فلسطينية: الجهاد.
§ جرائد وصحف مصرية: الأهرام.
المراجع الإنجليزية :
§ Hurewitz, J.c., Diplamacy in the near and the Middle East. vol. 2. Princetan 1956.
§ Kirk, G. the Middle East, New york 1960.
§ Lenzowski, G. The Middle East in the World Affairs, New york1956.
§ Miller, Ahron Daniel, Saudi Arabian Oil and American Foreign policy, New york 1980.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق