الجمعة، 4 مارس 2016

رسالة الى أخي محمد الهاشمي عنوان الرسالة السعوديون ليسوا ملائكة

                       

اخي محمد الهاشمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابعت تغريداتك خلال الأيام الماضية والتي كثفت جلها ضد قنوات ال MBC وغيرها من القنوات السعودية
ووجدت فيك حرقة كبيرة على الاسلام والمسلمين وهذا مانعهده بك من خلال متابعتنا لك ولبرامجك من على قناتك المستقلة والتي كانت أول قناة تفتح الملف الشيعي وتتصدى له بعلمية ومنهجية 
تابعت تغريداتك وأنا أظن ولازلت الى هذه اللحظة أظن حسن النية حاضرا في كل حرف كتبته وفي كل حرف لم تكتبه
أتفق معك أخي الكريم 
أتفق معك أن بعض القنوات العربية ومنها بعض القنوات السعودية معيبة ومخزية أحيانا وفعلا عندما نقلب القنوات نجد احيانا ان بعض القنوات الفرنسية او البريطانية او الامريكية أكثر احتشاما من هذه القنوات
وان تلك القنوات الاجنبية تحمل رسالة الى جمهورها على عكس هذه القنوات السعودية
ومثلما اتفق معك في ان هذه القنوات العربية والسعودية على وجه الخصوص لاتصلح لمجتمعنا فأنا متأكد يا أخي العزيز ان الشريحة الأكبر من الشعب السعودي تشاطرنا نفس الرأي وهي سبقتك منذ فترة طويلة بانتقاد هذه القنوات وفضحها بل ودار صراع كبير بين الشعب السعودي وهذه القنوات
كل حرف نطقت به يهز له ملايين السعوديين رووسهم مؤيدين لك 
لكن
وأرجو ان لاتزعل مما سأذكره الآن
فوالله ان كانت النية صادقة والنوايا حسنة فلا انت ولا انا ولا الشعب السعودي سنزعل من كلمة الحق
اتفقنا جميعا على ان القنوات التي ذكرتها تبث سموم الرذيلة والفحشاء وهذا يحسب لك في التصدي لها
ولكن ما يحسب عليك هو ربط الموضوع بالقيادة السعودية
أنا لست بصدد الدفاع عن النظام الحاكم في المملكة العربية السعودية
فلهذا البلد رجاله القادرين على الرد والتصدي لمن يريد بهم الشر فمابالك لمن يريد لهم الخير من خلال النصح 
وانا لست من المستفيدين من النظام الحاكم في المملكة العربية السعودية حتى اتهم بأني اكتب دفاعا عنهم مدفوع الأجر
ويعلم الله اني عشت سنتين في السعودية وجدت شعبا رائعا متنوعا فيه الغني والفقير وفيه المثقف والجاهل وفيه المتدين والملحد وفيه المنفتح والمنغلق وفيه تنوع كبير لامجال لحصره الآن لكني بصدد ذكره لاحقا في كتابي الذي باشرت بكتابته عن تجربتي في السعودية 
عشت سنتين في السعودية لم يقم اي مسؤول سعودي بتقديم أي مساعدة لي على مستوى الأقامة او حتى لتذليل بعض العقبات المتعلقة بالسفر او الخروج
فدفاعي عن السعودية ليس لأني مستفيد منه 
نعود الى موضوعنا
اخي العزيز الهاشمي 
حكام السعودية ليسوا ملائكة 
انهم بشر يصيبون ويخطأون
فعندما يصيبون نقف معهم وندعمهم ونشد على ايديهم وعندما يخطئون نبين لهم اخطاؤهم وننصحهم بتصحيحها 
ننصحهم ولانفضحهم
ننصحهم ونقف معهم لتعديل هذه الأخطاء كما يقف الوالد مع والده وكما يقف الأخ مع أخاه وكما يقف الصديق مع صديقه
هل سمعت يوما أن أخا اراد الخير لأخيه فقام بفضحه على الملأ
هل سمعت يوما أن أبا أراد الصلاح لإبنه فقام بالتشهير بإبنه وتعريته أمام العالم
لايمكن لعاقل ان يقوم بهذا الأمر
واذا عدنا الى موضوع السعودية وحكامها نقول
ان المملكة اليوم تخوض معركة كبيرة وقاسية ومن عدة جهات
فهاهي جهة اليمن وطعنات الحوثيين وطعنات الغدر من قبل على عبدالله صالح ومن لف لفهم
ومن جهة سوريا تخوض المملكة صراعا كبيرا لحماية الشعب السوري ونصرة قضيته
ومن جهة أخرى تخوض المملكة صراعا كبيرا مع ميليشيا ارهابية تغلغلت في الجسد اللبناني وتحاول جاهدة انتزاع هذا الورم الخبيث من هذا الجسد
وأيضا تخوض المملكة صراعا مع داعش هذا التنظيم الذي يسيطر على أجزاء من العراق وسوريا ولكن عيونه مصوبة الى بلاد الحرمين
وصراعا آخرا تخوضه المملكة في العراق محاولة انصاف المظلومين فيه 
وصراعا أكبر تخوضه المملكة مع ايران هذه الدولة الشيطانية التي كشرت عن انيابها ورسمت بوصلتها باتجاه بلاد الحرمين وهي تريد به تدميرا وتخريبا
وصراعا أكبر وأكبر مع قوى دولية تخشى ثورة الدولة السعودية بوجههم ووقف الامتيازات التي يحصلون عليها من خلال اتفاقيات اقتصادية وتجارية وسياسية وعسكرية
وصراعا آخر مع تيارات متناحرة داخل المملكة 
تيارات يمينية ويسارية ودينية والحادية ومابينهما
وسط كل هذه الصراعات التي تخوضها المملكة العربية السعودية
ووسط كل هذه الجبهات
ووسط كل هذه المعارك 
هل من المعقول ان نفتح جبهة جديدة عليهم الآن
لو كانت المملكة في مرحلة سلام وهدوء فلا بأس بهذا الأمر
لكن ان تكون وسط كل هذه النزاعات ونأتي ونفتح صراعا جديدا وموضوعا جديدا فهذا ما لايتمناه المحبين
قلت لك ولازلت أظن أن حسن النية حاضرا عندك في موقفك وأوضحت لك اني اتفق معك وان قسما كبيرا من الشعب السعودي يتفق معك ايضا
لكن 
التوقيت غير مناسب
غير مناسب جملة وتفصيلا
ليس هذا هو الوقت المناسب لفتح جبهة مع أخ لك يخوض صراعا دفاعا عني وعنك
ليس هذا هو الوقت المناسب لإشغال اخيك الذي يتصبب عرقا وسيفه لم يغمد بعد والاعداء تتربص به وتلتف حوله من كل مكان 
ليس هذا هو الوقت المناسب لمثل هذه الأمور
هل سمعت يوما ان جنديا يخوض معركة في جبهات القتال ويحمي أرضه من الأعداء ثم يأتي من يطلب منه إصلاح إنبوب الماء المكسور في بيته
لايمكن
لن يكون الوقت مناسبا لذلك
فيا أخي الهاشمي
المملكة العربية السعودية اليوم هي بحاجة الى وقفة تضامنية والى كل جهد والى كل دعم ولامانع من انتقاد الأخطاء التي تصدر من هنا وهناك 
ولكن بالوقت المناسب
فمثلما قلت لك ان السعودية شعبا وحكومة ليسوا ملائكة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم 
عوض العبدان / العراق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق