الخميس، 10 أكتوبر 2019

الامام جعفر الصادق سني و ليبس شيعي

جعفر الصادق (رض) سني لا شيعي
 
من خلال دراسة سيرة جعفر الصادق (رضي الله عنه) في كتب الإثناعشرية ، وجدنا إشارات عديدة إلى أنه كان (سنياً) أكثر منه (شيعياً) ، ولم يكن يؤمن بمباديء الإمامية الإثناعشرية .. و إليكم الأدلة من كتبهم :-
جعفر الصادق بن محمد الباقر ( راجع/ بحار الأنوار للمجلسي : الجزء 47 )
هل لديه وصية ؟ لدى الإثناعشرية عدة روايات ( ص12 وما بعدها ) :- أولها يعترض فيها زيد (أخو الباقر) على وصية الباقر لإبنه الصادق ! لاحظ هنا كثرة تنازع أولاد الأئمة فيما بينهم ، وهذا يدل على أن أئمة أهل البيت لم يعلّموا أولادهم مبادئ الإثناعشرية، مثل الوصية الإلهية، وتسلسل الأئمة الإثناعشر، وعصمتهم، ووجوب طاعتهم طاعة عمياء. والسبب الحقيقي هو أن الأئمة أنفسهم لم يؤمنوا بتلك المبادئ . وفي الرواية الأخرى يوصي الباقر إبنه جعفراً بأصحابه خيراً . وأخرى توحي أن جعفر الصادق هو المهدي المنتظر !! وأخرى وصية حول التكفين والدفن . وأخيراً ، هناك روايتين صريحتين في الوصية ، لكنها منقولة عن كتاب ( كفاية الأثر للخزاز القمي ) المشكوك فيه (تكلمنا عنه سابقاً) ، ومما زاد الشك أن في إحداها غلطة علمية شنيعة ، حيث يقول : العقل من القلب ! والحزن من الكبد ! والنفس من الرئة ! والضحك من الطحال !! (ص15 ) . فهل يعقل أن الإمام يقول هذا؟! .
هل كان معصوماً ؟ ذات يوم مد الصادق يده إلى طعام حار ، فقال :- نستجير بالله من النار ، نعوذ بالله من النار ، نحن لا نقوى على هذا ، فكيف النار ؟! ( ص37 ) . وقال يوماً في عرفات :- اللهم إجعل خطواتي هذه التي خطوتُها في طاعتك كفارة لما خطوتُها في معصيتك ( ص161 ) . وحجّ الصادق ذات يوم ، فأراد أن يلبّي ، فانقطع صوته ، وقال : كيف أجسرُ أن أقول لبيك اللهم لبيك ، وأخشى أن يقول عز وجل لي : لا لبيك ولا سعديك ( ص16 ) . ومن دعائه : " يا ذا النعماء والجود، ارحم شيبتي من النار " ( ص 36 ) .
علاقته بخلفاء عصره :- عاصر أواخر الخلافة الأموية وبداية الخلافة العباسية . وقد عرضوا عليه أن يكون خليفة أثناء الثورة الهاشمية ضد الأمويين ، فرفض ( ص132 – ص133 ).
وكانت إحدى بناته متزوجة من رجل أموي ص353 ) .
ويقولون أن الخليفة المنصور سأل جعفر الصادق :- أنت الذي يعلم الغيب ؟ أنت الذي يُجبى إليك الخراج ؟ فنفى الصادق ذلك ص187 ) .
وقد إستدعاه الخليفة المنصور وقال له :- أأنت الذي تأخذ البيعة لنفسك على المسلمين ؟ قال (ع) :- ما فعلتُ شيئاً من هذا ( ص172 ) . وسئل (ع) عن الكبائر، فذكرها كلها، ولم يذكر من ضمنها إنكار الوصية أو إنكار حديث الغدير ( ص216 ) .
ولما ثار محمد ( النفس الزكية) بن عبد الله بن الحسن المثنى ، تأزمت الأمور بين العباسيين والعلويين ، خصوصاً أولاد الإمام الحسن ، عدا أولاد الحسين ، لأنهم لم ينقلبوا ضده . وقال المنصور يوماً للصادق :- أشكو إليك أهلك ( يقصد أبناء عمومته من أولاد الحسن الذين ثاروا ضده ) قطعوا رحمي ، وطعنوا في ديني ، وألبوا الناس عليّ ( ص193 ) ..
وقال المنصور عن جعفر الصادق :- هذا هو الصادق (ص33 ) إنه ممن يريد الآخرة لا الدنيا ( ص185 ) .
وكان أحياناً يدعوه ويركب معه إلى بعض النواحي ( ص156 ) .
وخرج المنصور يوماً وهو متوكئ على يد جعفر الصادق ، وأراد أحدهم أن يسأل الخليفة ، فقال المنصور :- سل هذا ، مشيراً إلى الصادق ( ص185 ) .
وأحياناً يستدعيه ليروي له أحاديث النبي (ص) ( ص163 ) .
وكان المنصور يقول :- قال لي الصادق جعفر بن محمد كذا وكذا ( ص161 ) .
وقال المنصور للصادق :- يا أبا عبد الله ، لا نزال من بحرك نغترف ، وإليك نزدلف ، تُبصر من العمى ، وتجلو بنورك الطخياء ، فنحن نعوم في سبحات قدسك وطامي بحرك ( ص186 ) .
وكان الربيع حاجب المنصور وذراعه اليمنى متشيعاً ص196 ) ، وكذلك محمد بن عبيد الله الإسكندري من ندماء المنصور وصاحب سره، مع أنه شيعي ( ص201 ) . لكن لما زادت الوشايات ضده، إستدعاه المنصور إلى بغداد ، فذهب جعفر الصادق إليه . ومما قال (ع) للمنصور ( جمعناها من عدة روايات موجودة في نفس الجزء ) :-" إن النمّام شاهد زور ،، ونحن لك أنصار وأعوان ، ولمُلكك دعائم وأركان ، (طالما) أمرتَ بالمعروف والإحسان ، وأمضيتَ في الرعية أحكام القرآن " ( ص168 ) ،،" يا أمير المؤمنين ، ما ذكرتك قط بسوء " ص174 ) ،،" والله ما فعلتُ ولا أردتُ" ( يقصد الثورة وخلع البيعة ) ، " فإن كان بلغك فمن كاذب " ( ص174 ) ،، " والله يا أمير المؤمنين ، ما فعلتُ شيئاً من هذا ، ولقد كنتُ في ولاية بني أمية ، وأنت تعلم أنهم أعدى الخلق لنا ولكم ،، فوالله ما بغيتُ عليهم ، ولا بلغهم عني سوء ،، وكيف يا أمير المؤمنين أصنع الآن هذا ؟ وأنت إبن عمي ، وأمسّ الخلق بي رحماً ، وأكثرهم عطاءاً وبراً ،، والله يا أمير المؤمنين ما فعلتُ ، ولا أستحلُ ذلك ، ولا هو من مذهبي ،، فصيّرني في بعض جيوشك ، حتى يأتيني الموت " ( ص196 ) ،،" أحلفُ بالله أنه ما كان من ذلك شيء " ( يقصد التحريض ضد الخليفة ) ( ص201 ). وكل هذه الروايات تنتهي بالمودة بينهما ، ورجوع الصادق سالماً مع جائزة ثمينة من الخليفة المنصور .وكان من مكانته لدى الخليفة المنصور أنه شفّع للحسن الأفطس (من أولاد الحسين) – وكان حامل راية محمد النفس الزكية – فعفا المنصور عنه . هذا رغم أن الأفطس أراد أن يقتل جعفر الصادق سابقاً ( قاموس الرجال للتستري (إثناعشري) 12/ 93 ) .
لكن هذا يتناقض مع ما يروونه أن المنصور أراد قتل جعفر الصادق ، وقال :- " قتلني الله إن لم أقتل جعفراً " ، ولكن الله أنقذه بدعاء أو بمعجزة ! ( ص136 ، 162 ، 164 ، 169 ، 170 ، 178 ، 181 ، 183 ، 190 وما بعدها ) . وهذه الروايات بسند ضعيف جداً ، والعجيب أن هذه المعجزات - التي حصلت أمام العباسيين والناس - لم نقرأها إلا في روايات الإثناعشرية التي كانت سرية آنذاك ، بينما يٌفترض أن تكون مشهورة بين الرواة والمؤرخين !!
علاقته بعلماء عصره :- كان يحبّ الإمام مالك بن أنس ، ويُعلي من شأنه (ص16 ) . ويُنقَل عن الصادق من العلوم ما لا يُنقل عن أحد ، وقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة ،، فكانوا أربعة آلاف رجل ... إن جعفر الصادق حدّث عنه من الأئمة والاعلام : مالك ابن أنس ، وشعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وابن جريج ، وعبد الله بن عمرو وروح بن القاسم ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن بلال ، وإسماعيل بن جعفر ، وحاتم بن إسماعيل ، وعبد العزيز بن المختار ، ووهيب بن خالد ، وإبراهيم بن طهمان في آخرين قال : وأخرج عنه مسلم في صحيحه محتجاً بحديثه . وقال غيره : روى عنه مالك ، والشافعي ، والحسن بن صالح ، وأبو أيوب السختياني ، وعمر بن دينار ، وأحمد بن حنبل .. أن أبا حنيفة من تلامذته .. وكان محمد بن الحسن أيضاً من تلامذته (ص 27 – 29 ) . فإذا كان هؤلاء تتلمذوا في مدرسته ثم تخرجوا وهم أساتذة في الفقه السني ! فماذا كان الصادق يدرِّسهم في مدرسته ؟! بالتأكيد كان يدرسهم فقه أهل السنة أو شئ قريب منه ! هذا يدلنا على أن فقه الصادق لم يختلف كثيراً عن فقه السنة!
ذات يوم دخل عليه رجلان من الشيعة الزيدية ، فقالا له : أفيكم إمام مفترض طاعته (كما يدّعي الإثناعشرية) ؟ فقال (ع) : لا ، فقالا له : قد أخبرنا عنك الثقاة أنك تقول به ، فغضب (ع) وقال : ما أمرتُهم بهذا ، فلما رأيا الغضب بوجهه خرجا (البحار 68/ 13 ) .
وقد إعترف الإثناعشرية بذلك – كما قلنا سابقاً - ولكنهم يبررونه بالتقية ! فقال أحدهم عن أهل البيت : كانوا يُجارون الفقه الرسمي الذي تتبناه السلطة ما تسعهم المجاراة ،، فإذا خلوا إلى أصحابهم بيّنوا لهم وجه الحق فيما يختلف فيه الناس ، وأمروهم بالكتمان والسر . وهذا ما يعرف عند الإمامية بالتقية ( تاريخ فقه أهل البيت لمحمد مهدي آصفي ، مقدمة كتاب/ رياض المسائل 1/ 24 ، كذلك تجدها في مقدمة كتاب/ شرح اللمعة 1/ 41 ) .وقال آصفي : ولم تتبلور مسائل الخلاف والمقارنة في الفقه ( بين الشيعة والسنة ) في هذه الفترة ، كما تبلورت بعد في الكوفة على يد تلامذة الإمام الصادق (ع) ( نفس المصادر 1/ 14 ، 1/ 30 ) .وقد قلنا سابقاً أن هذا مرفوض طبعاً ! فلا يوجد عالم محترم له وجهان ، وله فقهان : فقه علني وفقه سري ! رجل كهذا سيفقد مصداقيته لدى الناس حتماً ، فكيف يكون قدوة لهم ؟!

رأيه في أبي بكر وعمر :- يقول الإثناعشرية إن جعفر الصادق كان يكرههما ، لأنهما أخذا الولاية من جده علي ! لكنه كان يقول العكس ! فكان جعفر الصادق يقول : أبو بكر جدي . أفيسبّ الرجل جده ؟ لا قدّمني الله إن لم أقدّمه ( معرفة علوم الحديث الحاكم النيسابوري (شيعي) ص 51 ) . وقال جعفر الصادق : أيسبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي . لا نالتني شفاعة محمد يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما (أبا بكر وعمر) ، وأبرأ من عدوهما ( تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر 54/ 285 ، تهذيب الكمال للمزي 5/ 80 ، سير أعلام النبلاء للذهبي 6/ 258 ، تاريخ الإسلام للذهبي 9/ 90 ، الإمام جعفر الصادق لعبد الحليم الجندي ص 178 ، وجميعهم من علماء السنة ) .
هل عاش فقيراً مقهوراً ؟ قال عنه عمه زيد أنه إحتوى على مال الشرق والغرب ( ص128 ). وكان لديه خاتم بقيمة عشرة آلاف درهم ، أعطاه لأحد الشعراء لما مدحه ( ص61 ، 311 ) .وكان يلبس ملابس فاخرة حتى عابه بعضهم ، فأجابهم فأفحمهم ( ص232 ، 354 ، 361 ) .
ومن تناقضات الإثناعشرية :- أنهم يقولون تارة أن الإمام عاش في حالة تقية وخوف وإضطهاد ، وتارة يقولون أنه (ع) قام يوماً فشتم الوالي وشتم الخليفة ، ولم يُبالِ !! ( ص165 ) . وتارة يقولون أن الشيعة عاشوا أيام خوف ورعب وتقية . وتارة يقولون أن الشيعي كان ، في زمن أبي العباس السفاح ، يُجاهر بأفكاره في المجالس ، حتى يعرف الناس مذهبه !! ( ص166 ) . وكان الناس يدخلون على الصادق ويسألونه ، ويجيبهم بكل حرية ( ص384 ) . وكان يناظر أبا حنيفة في حضرة الخليفة المنصور بكل حرية ودون خوف ( ص217 ) .
معجزاته وقدراته الخارقة ؟ ( راجع ص 63 وما بعدها ) :- الإثناعشرية كعادتهم يُغلون كثيراً في أئمتهم إلى أن يقعوا في تناقض غريب . وأوضح مثال ما يقولونه عن معجزات الإمام وإمكانياته الجبارة . فبعد قراءتها نصل إلى نتيجة أن الإمام لا يُقهر ، وبإستطاعته القضاء على أعدائه بمنتهى السهولة !! ولكن الإثناعشرية يقولون أن الأئمة عاشوا في حالة إضطهاد وقهر ، بل إنهم طوال حياتهم إضطروا إلى إستخدام التقية ( يعني أن تُظهِر خلاف ما تبطن ) !! وهذا تناقض عجيب . فمثلاً يقولون أن الإمام لديه سيف رسول الله، ورايته المغلبة، والإسم الذي كان رسول الله (ص) إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة (سهم) ! (ص25 ) . وأنا أتعجب وأتساءل لماذا لم يستخدمه النبي (ص) في معركة أحد ؟ أو علي (ع) في معاركه ؟ أو الحسين في كربلاء ؟!! ومثال آخر أنهم يقولون أن الإمام يعرف كل شيء ، بل هو يجيب السائل قبل أن يسأل ، كأنه يعلم ما في قلبه ، ولكن في روايات أخرى نراه يسأل عن أمور لا يعرفها فيُخبرونه بها ، ولا يستطيع أن يُجيب إلا بعد أن يسألهم ويستوضح الموضوع ( ص158 ، 185 ، 239 ، 335 ، 336 ، 347 ) . فالتناقض هو من أبرز سمات روايات الإثناعشرية .
زيد بن علي زين العابدين :- هو عم جعفر الصادق ، ثار في أواخر الخلافة الأموية ، فبايعه الشيعة وكل المعارضين للأمويين . فهو الإمام السياسي للشيعة آنذاك ، ما عدا الإمامية (الإثناعشرية والإسماعيلية) الذين رفضوه ، لأنه مدح أبا بكر وعمر ولم يسبّهما ، فسماهم الرافضة (تاريخ الطبري 5/ 498 ، عمدة الطالب لإبن عنبه ص 256 ) ، فكانوا يخافون من نجاح ثورته وإحتمال إنتقامه منهم ( ص348 ) . وناشده الكثيرون من أقربائه ألا يطمئن إلى أهل الكوفة (تاريخ الطبري (مؤرخ سني فيه تشيع يسير) 6/ 334 ، مقاتل الطالبيين للأصفهاني (شيعي زيدي) ص 91 ) . وكان لخذلان الرافضة (أكثرهم من الكوفة) أثر سلبي على ثورته ، فإنتهت بالفشل وقتل زيد .
وبالطبع ، فإن الإثناعشرية ينكرون هذا الكلام !! لذا ترى تناقضاً في رواياتهم بين مادح وقادح في زيد ( راجع ص128 ، 141 ، 148 ، 252 ، 325 ، 348 ) .
بين زيد والأحول :- قال زيد بن علي يوماً لأحد الروافض - وهو أبو جعفر الأحول (صاحب الطاق) :- أنت الذي تزعم أن في آل محمد إماماً مفترض الطاعة معروفاً بعينه ؟ قال الأحول :- نعم ، وكان أبوك أحدهم . فقال زيد :- ويحك ، فما كان يمنعه من أن يقول لي ؟ فوالله لقد كان يُؤتى بالطعام الحار ، فيُقعدني على فخذه ، ويتناول البضعة ( اللقمة ) فيُبرِّدُها ، ثم يُلقمنيها ، أفتراهُ كان يُشفق عليّ من حر الطعام ، ولا يُشفق عليّ من حر النار ؟! فقال الأحول :- كره أن يقول فتكفر فيجب من الله عليك الوعيد ، ولا يكون له فيك شفاعة ، فتركك مرجئاً لله فيك المشيئة، وله فيك الشفاعة !!! ( ص 405 ) . غريبة أن يفهم الأحول عن التشيع أكثر مما يفهمه إبن الإمام السجاد !!!
مبادئ الشيعة الزيدية :- هي مبادئ أغلبية الشيعة أثناء الخلافة الأموية والعباسية . فهم يؤمنون بأفضلية علي (ع) على باقي الصحابة من دون وجود وصية ، ويؤمنون بخلافة أي رجل من ولد فاطمة يمتلك الشروط المطلوبة ويجاهد في سبيل الله ، ولا يجلس في بيته ويُرخي ستره متخاذلاً ( ص128 ) ، ولا وجود عندهم لوصية أو نص إلهي ، أو تسلسل إثناعشري ، أو عصمة للأئمة ، و بالتالي لا يكفّرون الصحابة . وهذا كان مذهب أولاد وأحفاد الإمام الحسن أيضاً ( ص 156 الهامش ) .
أولاد الحسن :- كان عبد الله بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن (ع) يعتبر من علماء أهل البيت ( ص228 ) . وعندما كبر بالسن ، إختار إبنه محمد ( النفس الزكية ) إماماً لهم ، حتى قال أنه المهدي ( ص120 ، 121 ، 125 ، 277 ) . وكان عبد الله يتوجس من جعفر الصادق، ويخشى أن يفسد عليه هذا الأمر ( ص277 ) .
وأولاد الحسن عموماً على مذهب الشيعة الزيدية ( ص271 ) ، ما عدا أحدهم كان (سنياً) مع عبد الله بن الزبير، وإثنان منهم كانا ( سنيين أيضاً ) يؤيدان العباسيين ( ص294 ) .
وكانوا جميعاً يُنكرون ما يردده الروافض (الإمامية) (الإثناعشرية والإسماعيلية) من غلو في آل البيت . فيقولون :- " إتقوا الله ، ما عندنا إلا ما عند الناس " ( ص34 ) . " لا، والله، ما ترك علي بن أبي طالب كتاباً " ( ص270 ) . " ما لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا " ( ص271 ) . " بأي شيء كان الحسين أحق بها من الحسن ؟ إن الحسين كان ينبغي له إذا عدل أن يجعلها في الأسن (الأكبر) من ولد الحسن " ( ص281 ) . وكانوا يؤكدون عدم وجود إمام مفترض الطاعة ( منصوص عليه من الله ورسوله ) ، حتى جدهم علي بن أبي طالب لم يكن في نظرهم إماماً منصوصاً عليه ( ص272 ) . ويستهزأون من الروافض ، ويقولون لهم :- أهذا في جفركم الذي تدّعون ؟ ( ص272 ) . وأنكروا أن هناك إمامة منصوص عليها لجدهم علي بن أبي طالب ( ص 271 ، 272 ) .
ولهذه الأسباب فإن الإثناعشرية الروافض يشتمون أولاد الحسن بأقذع الشتائم ، ويقولون إنهم حاسدون ، وأنهم أولى باليهودية من غيرهم ، ويعتبرونهم من ألد أعدائهم ( ص273 ) . ويزعم الإثناعشرية أن إمامهم المعصوم لديه كتاب فيه إسم كل ملِك ، وأن أولاد الحسن غير موجودين في هذا الكتاب ، لذا توقعوا فشل ثوراتهم ( ص 273 ) . لكن التاريخ أظهر خلاف ذلك ، فقد تمكن إدريس ( من نسل الحسن ) لاحقاً من السيطرة على شمال أفريقيا ، وأسس دولة الأدارسة هناك .
من سيرة الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب :- يروى أن الحسن المثنى قال لرجل من الرافضة : إن قتلك قربة إلى الله ، فقال : إنك تمزح ، فقال : والله ما هو مني بمزاح . وقال الحسن المثنى أيضاً لرجل من الرافضة : أحبونا في الله ، فإن عصينا الله فأبغضونا ، فلو كان الله نافعاً أحدا بقرابته من رسول الله (ص) بغير طاعة لنفع أباه وأمه. وقال الحسن المثنى : دخل عليّ المغيرة بن سعيد – المتهم بالزندقة - فذكر من قرابتي وشبهي برسول الله (صلى الله عليه وسلم) - ثم لعن أبا بكر وعمر ، فقلت : يا عدو الله ، أعندي ! ثم خنقتُه - والله - حتى دلع لسانه . وكانت شيعة العراق يمنّون الحسن المثنى بالإمارة والخلافة، مع أنه كان يبغضهم ديانة!! ( راجع / سير أعلام النبلاء للذهبي (سني) 4/ 486 – 487 ) . والمقصود بشيعة العراق هنا هم الروافض ، وهذه عادتهم : يشجعون أهل البيت على الثورة ثم يخذلونهم .
وقال الحسن المثنى لرجل من الرافضة: " والله لئن أمكننا الله منكم لنقطعن أيديكم وأرجلكم، ثم لا نقبل منكم توبة ". فقال رجل: " لم لا يقبل منهم توبة؟ " قال: " إن هؤلاء إن شاؤوا صدقوكم، وإن شاؤوا كذبوكم ! وزعموا أن ذلك يستقيم لهم في التقية. ويلك، إن التقية إنما هي باب رخصة للمسلم، إذا اضطر إليها وخاف من ذي سلطان أعطاه غير ما في نفسه يدرأ عن ذمة الله عز وجل، وليس بباب فضل!! إنما الفضل في القيام بأمر الله وقول الحق. وأيم الله، ما بلغ من التقية أن يجعل بها لعبد من عباد الله أن يضل عباد الله !! " . وهذا أحد الفروقات بين الشيعة والروافض . فالشيعة لا يستخدمون التقية إلا نادراً ، ويفضّلون قولة الحق . أما الروافض فإن التقية عندهم تسعة أعشار الدين !
وعن الحسن المثنى حيث سأله رجل: " ألم يقل رسول الله ( ص) من كنت مولاه فعلي مولاه ؟! " قال: " بلى، والله لو يعني بذلك رسول الله ( ص ) الإمارة والسلطان لأفصح لهم بذلك! فإن رسول الله ( ص ) كان أنصح للمسلمين. لقال: يا أيها الناس، هذا ولي أمركم والقائم عليكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا !! والله لئن كان الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وجعله القائم للمسلمين من بعده ثم ترك علي أمر الله ورسوله، لكان علي أول من ترك أمر الله وأمر رسوله !! " (وفي رواية) قال: " ولو كان الأمر كما يقولون إن الله ورسوله اختار علياً لهذا الأمر وللقيام على الناس بعد رسول الله ( ص )، لكان علي أعظم الناس خطيئة وجرما في ذلك !! إذ ترك أمر رسول الله ( ص ) - يعني فلم يمض لما أمره أو يعذر فيه إلى الناس " فقال له الرافضي: " ألم يقل رسول الله ( ص ) من كنت مولاه فعلي مولاه ؟" فقال الحسن المثنى: " أما والله إن رسول الله ( ص ) لو كان يعني بذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس بعده لأفصح لهم بذلك !! كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت! ولقال لهم: إن هذا ولي أمركم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا، فما كان من وراء هذا شئ. فإن أفصح الناس كان للمسلمين رسول الله ( ص ) " .. (وفي رواية) ثم قال: " لقد أساء آباؤنا وأمهاتنا إن كان ما تقولون (أيها الرافضة) من دين الله حقاً ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه !! فنحن والله كنا أقرب منهم قرابة منكم، وأوجب عليهم حقا ، وأحق بأن يرغبوا فيه منكم !! " ( راجع / تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر (سني) 13/ 69 – 71 ) .
من سيرة عبد الله بن الحسن المثنى :- سئل عبد الله بن الحسن عن أبي بكر وعمر ، فقال: صلى الله عليهما ، ولا صلى على من لم يصل عليهما . وقال : ما أرى أن رجلاً يسب أبا بكر وعمر تتيسر له توبة أبداً .
وقال : والله ، لا يقبل الله توبة عبد تبرأ من أبي بكر وعمر ، وإنهما ليعرضان على قلبي فأدعو الله لهما ، أتقرب به إلى الله عز وجل .
شوهد عبد الله بن حسن توضأ ومسح على خفيه ، فقيل له: تمسح ؟ فقال : نعم ، قد مسح عمر بن الخطاب ، ومن جعل عمر بينه وبين الله فقد استوثق .
سئل عبد الله بن الحسن عن المسح على الخفين ، فقال: إمسح ، فقد مسح عمر بن الخطاب . فقيل له: إنما أسألك أنت تمسح ؟ قال : ذاك أعجز لك ! حين أخبرك عن عمر وتسألني عن رأيي ! فعمر كان خير مني وملء الأرض مثلي . قيل : يا أبا محمد ، إن ناساً يقولون إن هذا منكم تقية . فقال : ونحن بين القبر والمنبر ، اللهم إن هذا قولي في السر والعلانية فلا تسمعن قول أحد بعدي .
قال : من هذا الذي يزعم أن علياً كان مقهوراً ؟ وأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أمره بأمور لم ينفذها ؟! فكفى إزراءاً على علي ومنقصة بأن يزعم قوم أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أمره بأمر فلم ينفذه !
شوهد عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ذكر قتل عثمان ، فبكى حتى بلّ لحيته وثوبه .
قيل لعبد الله بن الحسن: هل في أهل قبلتنا كفار ؟ قال : نعم ، الرافضة .
شوهد عبد الله بن الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة : والله ، إن قتلك لقربة ، لولا حق الجوار ( تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر 27/ 373 – 377 ) .
و سئل عبدالله بن الحسن عن المسح على الخفين ؟ فقال : قد مسح قوم صالحون ، ونحن أهل البيت لا نمسح .. وعن أكل الجري أحلال هو أم حرام ؟ فقال : حلال ، إلا أنا أهل البيت نعافه .. وعن شرب النبيذ ؟ فقال : حلال ، إلا أنا أهل البيت لا نشربه (الكافي للكليني 1/ 349 ) .
الإختلاف بين أولاد الحسن والحسين :كان أولاد الحسن يرون ، مثل الشيعة الزيدية ، أن الإمام يجب عليه الجهاد بالسيف إذا رأى سلطاناً ظالماً في رأيهم ، ولهذا لم يهتموا كثيراً بالعلم والفقه ، فلم يلتف حولهم الشيعة إلا عند الثورات . ولهذا السبب أيضاً توترت علاقاتهم بالعباسيين . وكانوا يفتخرون على أولاد الحسين قائلين : الحسن (ع) كان إماماً على أخيه الحسين " ع " يجب عليه طاعته ، ولم يكن الحسين إماماً للحسن قط ( عمدة الطالب لإبن عنبة ص 193) .
أما أولاد الحسين ( عدا زيد ) ، فبعد كارثة كربلاء ، آثروا إلتزام الهدوء ومجاراة السلطان ، فتحسنت علاقتهم بالعباسيين ، ثم توجهوا للجانب الفقهي والعلمي ، فظهر منهم كبار فقهاء آل البيت ، مثل الباقر والصادق والرضا . وبهذا إشتهروا بين الناس عموماً ( ص276 ) .
وإلتف الرافضة حول أولاد الحسين ، ولكنهم تمادوا وغلوا في ذلك ، كعادتهم ، فقالوا بعدم جواز الجهاد بالسيف إلا عند ظهور المهدي المنتظر ، أو ظهور السفياني ! ( ص274 ، 297 ، 351 ). ورووا على لسان الصادق :- إتقوا الله ، واسكنوا ما سكنت السماء والأرض ( ص 274 ). ولكن ، بعد قرون، عندما أحسوا أن المهدي المنتظر قد تأخر في ظهوره، قاموا بالثورات والإنقلابات، وأقاموا دولاً لهم !! مثل البويهيين والحمدانيين والفاطميين، ثم الصفويين ، ثم ثورة الخميني في إيران مؤخراً .
ولم يختلف أولاد الحسن وأولاد الحسين في الرؤية السياسية فحسب ، وإنما على الأموال والصدقات أيضاً ! فقد كان الحسن المثنى بن الحسن يتولى صدقات علي بن أبي طالب ، ونازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين ، ثم سلمها له (عمدة الطالب لإبن عنبه (شيعي) ص 99 ) . وكان عبد الله المحض يتولى صدقات أمير المؤمنين علي بعد أبيه الحسن المثنى ، ونازعه في ذلك زيد بن علي بن الحسين (عمدة الطالب لإبن عنبه ص 103 ) .
ما معنى إختلاف أولاد الإمام ؟ كما قلنا سابقاً، هو دليل آخر ضد عقيدة الإثناعشرية، فالإمام (المعصوم) لم يربي أولاده على تلك العقيدة، مما أدى إلى إختلافهم وتنازعهم. وقد إنتبه الإثناعشرية إلى ذلك، فعزوا ذلك إلى التقية! ( ص302 ) .
محمد النفس الزكية :- من أولاد الإمام الحسن ، ثار في زمن المنصور ، ونودي أنه مهدي هذه الأمة ، وأيّده أهل المدينة ، ومنهم الإمام مالك بن أنس – فقيه المدينة (عمدة الطالب لإبن عنبه (شيعي) ص 105 ) . وطلب من جعفر الصادق أن يبايعه ، فرفض ، فسجنه ليلة واحدة ص 283 وما بعدها ) .وعزى أولاد الحسن موقف جعفر الصادق ( المتخاذل! ) إلى الحسد ( ص160 ، 131 ، 132 ) .وكان النفس الزكية يرى نفسه أفضل من جعفر الصادق ، وأنه أعلم منه وأسخى منه وأشجع منه ( ص 275 ) . وإنتهت ثورة محمد النفس الزكية بالفشل ، ومقتل محمد ( ص149 ) .ثم ثار أخوه إبراهيم بالبصرة ، وأيّده وجوه الناس ، منهم الإمام ابو حنيفة كما قيل (عمدة الطالب لإبن عنبه ص 109) ، وفشل هو الآخر ( ص151 ، 160 ) .
بغض الشيعة الزيدية للروافض (الإمامية) (الإثناعشرية والإسماعيلية) :- يقول الإمام يحيى بن الحسين - أحد علماء الزيدية (عاش في القرن الثالث الهجري) عن الروافض :- حزب الشيطان الخاسر ، الهالك عند الله ، الجائر ، المُحِلّ للشهوات ، المتبع اللذات ، المبيح للحرمات ، الآمر بالفاحشات (أظنه يقصد زواج المتعة) ، الواصف للعبد الذليل بصفة الواحد الجليل (أعطوا للأئمة بعض صفات الله) ، القائل على الله عز وجل بالمحال (أظنه يقصد البداء) ،، المُنكر للتوحيد ، المشبه لله المجيد بالضعيف من العبيد (يشبّهون الأئمة بالله سبحانه) ،، المُخالف لكتاب الله عز وجل في كل الحالات ، الذي عاند الحق واتبع المنكر والفسق ، حزب الإمامية الرافضة للحق والمحقين ، الطاعنة على أولياء الله المجاهدين الذين أمروا بالمعروف الأكبر ونهوا عن التظالم والمنكر (يقصد أن الرافضة خذلوا وطعنوا في أئمة الزيدية الذين قادوا الثورات) ، وقول هؤلاء الإمامية الذين عطّلوا الجهاد وأظهروا المنكر في البلاد والعباد ، وأمّنوا الظالمين من التغيير عليهم (لأن الرافضة في القرون الأولى كانوا يقولون: لا جهاد إلا مع المهدي المنتظر) ،، وكفّروا من جاهدهم (لأن الرافضة يعتبرون أئمة الزيدية كذابين زنادقة ، وإن كانوا من أحفاد علي وفاطمة) ،، وقول هذا الحزب الضال (الروافض) ، مما لا يُلتفت إليه من المقال ، لما هم عليه من الكفر والايغال (الغلو) ، والقول بالكذب والفسوق والمحال ، فهم على الله ورسوله في كل أمر كاذبون ، ولهما في كل أفعالهم مخالفون ، قد جاهروهما بالعصيان ، وتمردوا عليهما بالبغي والطغيان ، وأظهروا المنكر والفجور ، وأباحوا علانية الفواحش والشرور ، وناصبوا (عادوا) الآمرين بالحسنات المنكرين للمنكر والشرارات الأئمة الهادين من أهل بيت الرسول المطهرين (يقصد أئمة الشيعة الزيدية أهل الثورات) ، وهتكوا - يالهم الويل – الحرمات ، وأماطوا الصالحات ، وحرضوا على إماتة الحق وإظهار البغي والفسق ، وضادّوا الكتاب (خالفوا القرآن) ، وجانبوا الصواب ، وأباحوا الفروج (المتعة) ، وولدوا الكذب (التقية) والهروج (القتل) ، وفيهم ما حدثني أبي وعماي محمد والحسن عن أبيهم القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين عن أبيه عن جده إبراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيهم علي بن أبي طالب عليه وعليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : يا علي يكون في آخر الزمان قوم ، لهم نبز يُعرفون به ، يقال : لهم الرافضة ، فإن أدركتَهم فاقتلهم - قتلهم الله - فإنهم مشركون (الأحكام للإمام يحيى بن الحسين (عالم زيدي من أولاد الحسن) 1/ 454 – 455 ) .
تكفير الرافضة (الإمامية) (الإثناعشرية والإسماعيلية) للشيعة الزيدية :- الرافضة يَعتبرون أئمة الزيدية (إبتداءاً من زيد بن علي فمن بعده) كذابين زنادقة ، ومأواهم جهنم ، وإن كانوا من أحفاد علي وفاطمة (راجع/ الحدائق الناضرة للبحراني 12/ 407 ، الإعتقادات للصدوق ص 113 ، مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 128 ، شرح أصول الكافي للمازندراني 7/ 108 ، كتاب الغيبة للنعماني ص 113 ، مناقب آل أبي طالب لإبن شهراشوب 1/ 223 ، بحار الأنوار للمجلسي 7/ 176 ، مستدرك سفينة البحار للشاهرودي 3/ 408 ، موسوعة أحاديث أهل البيت لهادي النجفي 3/ 497 ، تفسير القمي 2/ 251 ، تفسير جوامع الجامع للطبرسي 3/ 226 ، التفسير الأصفى للكاشاني 2/ 1090 ، تفسير نور الثقلين للحويزي 4/ 496 ، الأمثل في تفسير كتاب الله للشيرازي 15/ 135 ، تاريخ آل زرارة لأبي غالب الزراري ص 115 ، معارج اليقين للسبزواري ص 401 ، البيان في عقائد أهل الإيمان للشريعتي الأصفهاني ص 134 ، من هم أهل بيت النبي لمركز المصطفى التابع للسيستاني صفحة الإعتقادات للشيخ الصدوق ص 82 ) .
رأي علماء أهل السنة في الروافض (االإمامية) (الإثناعشرية والإسماعيلية) :-
قالوا :- إن كثيراً من أهل البدع لا يتورعون عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أجل نشر وترويج عقائدهم الباطلة ، ولا سيما الرافضة منهم. ومثل هؤلاء لا تجوز الرواية عنهم ولا كرامة .
وقد أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه قال : " كنا نُخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنختار أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان ، رضي الله عنه " ... ولكن يبدو أن بعض الناس كانوا يهتمون بهذا الموضوع إهتماماً خاصاً ، فسموا بالعثمانيين. وكان مقابلهم ناس آخرون يفضلون علياً رضي الله عنه على عثمان فسموا بالعلويين. وكان الامر لم يصل بينهم إلى التشيع أو النصب ، ونما خلافهم كان فيمن هو الأفضل مع الاعتراف بفضلهما وصحة خلافتهما. والامام العجلي في كثير من التراجم ، ينبه على آرائهم هذه .
فعلى سبيل المثال روى في ترجمة أبى وائل شقيق بن سلمة بسنده عن عاصم قال : قيل لأبي وائل : أيهما أحب إليك على أو عثمان ؟ قلا : كان على أحب إلى من عثمان ، ثم صار عثمان أحب إلى من على . وطلحة بن مصرف اليامي : كوفي ثقة ، وكان يحرم النبيذ . وكان عثمانياً يفضل عثمان على على ، وكان من أقرأ أهل الكوفة وخيارهم . وزبيد بن الحارث اليامي ، كوفي ثقة ثبت في الحديث ، وكان علوياً وكان يزعم أن شرب النبيذ سنة .
ومن الطرائف التي ذكرها الامام العجلي في هذا الصدد ، ما ذكر في ترجمة طلحة بن مصرف اليامي فقال : " وكان طلحة مصرف وزبيد اليامي متواخيين ، وكان طلحة عثمانياً وزبيد علوياً ، وكان طلحة يحرم النبيذ ، وكان زبيد يشربه ومات طلحة فأوصى إلى زبيد .
وكان عبد الله بن إدريس الأودي ، وعبثر بن القاسم أبو زبيد الزبيدي متواخيين . وكان عبد الله بن إدريس عثمانياً وكان عبثر علوياً . وكان ابن إدريس يحرم النبيذ وكان عبثر يشربه ، ومات عبثر فقام ابن إدريس يسعى في دين عليه حتى قضاه . وكان عبد الله بن عكيم الجهني وعبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري متؤاخيين ، وكان عبد الله بن عكيم عثمانياً وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى علوياً ، وما سمع يتذاكران شيئاً من ذلك . إلا أن ابن عكيم قال لعبد الرحمن بن أبي ليلى يوماً : أما إن صاحبك ( يعنى علياً ) لو صبر لأتاه الناس . وماتت أم عبد الرحمن ابن أبي ليلى فقدم عليها ابن عكيم فصلى عليها " .
ويظهر من هذه الروايات أنهم مع إختلافهم في وجهات نظرهم كانوا إخواناً متحابين في الله ، متعاونين في البر والتقوى ، لا قطيعة بينهم ولا تنافر. وقد ذكر الذهبي عن الأعمش قال : أدركتُ أشياخنا زراً وأبا وائل ، فمنهم من عثمان أحب إليه من على ، ومنهم من على أحب إليه من ثمان ، وكانوا أشد شئ تحاباً وتوداً ( معرفة الثقات للعجلي 1/ 106 – 109) .
سئل مالك بن أنس عن الرافضة ، فقال : لا تكلمهم ولا تروِ عنهم ، فإنهم يكذبون ... قال الشافعي : لم أر أشهد بالزور من الرافضة ... قال يزيد بن هارون : يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون ... قال شريك : إحمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة ، يضعون الحديث ويتخذونه ديناًميزان الاعتدال للذهبي 1/ 27 – 28) .

هل الرافضة كفار ؟؟
لستُ عالماً ولا فقيهاً لأُكفّر هذا وذاك ، ولكني وجدتُ لدى الإثناعشرية أموراً تُعتبر كفراً عند البعض ! فمثلاً :-
يُكفَّر كل من : يُكفِّر أعلام الصحابة لتضمنه تكذيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في شهادته لهم بالجنة ( نيل الأوطار للشوكاني 7/ 351 ، فيض القدير للمناوي 4/ 167 ، فتح الباري لإبن حجر 12/ 267 ) .
يُكفّر كل من : جحد آية من القرآن مجمعاً عليها ، أو زاد في القرآن كلمة وإعتقد أنها منه ، ، أو نسب عائشة رضي الله عنها إلى الفاحشة ( روضة الطالبين لمحيي الدين النووي 7/ 284 ) .
ويُكفّر كل من : من دافع (إعترض على) نص الكتاب أو السنة المقطوع بها المحمول على ظاهره ، فهو كافر بالاجماع ، ، وكذا يُقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة ، أو تكفير الصحابة ،،، أو قال : الأئمة أفضل من الأنبياء ( روضة الطالبين لمحيي الدين النووي 7/ 290 ) .
يُكفّر من نسب الأمة إلى الضلال أو الصحابة إلى الكفر ... أو قال : الأئمة أفضل من الأنبياء (مغني المحتاج لمحمد بن أحمد الشربيني 4/ 136 ) .
ويُكفّر : من ادعى نبوة أحد مع نبينا صلى الله عليه وسلم أو بعده كالعيسوية من اليهود القائلين بتخصيص رسالته إلى العرب وكالخرمية القائلين بتواتر الرسل وكأكثر الرافضة القائلين بمشاركة علي في الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم وبعده فكذلك كل إمام عند هؤلاء يقوم مقامه في النبوة والحجة .. وأشار مالك في أحد قوليه بقتل من كفر الصحابة ثم كفروا (أظنه يقصد الخوارج) من وجه آخر بسبهم النبي صلى الله عليه وسلم على مقتضى قولهم وزعمهم أنه عهد إلى على رضي الله عنه وهو يعلم أنه يكفر بعده .. وكذلك من أنكر شيئا مما نص فيه القرآن بعد علمه أنه من القرآن الذي في أيدي الناس ومصاحف لمسلمين ولم يكن جاهلا به ولا قريب عهد بالإسلام واحتج لإنكاره أما بأنه لم يصبح النقل عنده ولا بلغه العلم به أو لتجويز الوهم على ناقله فنكفره بالطريقين المتقدمين لأنه مكذب للقرآن مكذب للنبي صلى الله عليه وسلم .. وكذلك نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إن الأئمة أفضل من الأنبياء (الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض 2/ 282 – 295 ) .
وسئل عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب : أفي أهل قبلتنا كفار ؟ قال : نعم ، الرافضة ( تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر 27/ 373 – 377 ) .
علاقة جعفر الصادق بأصحابه وأصحاب أبيه :- لم يكن الصادق يثق بالكثير من شيعته ، فرغم إدعائهم بأنهم كانوا عدة آلاف ، كان (ع) لا يرى شيعته أكثر من سبعة عشر رجلاً ، بل أقل ! ( ص373 ). قال (ع) يوماً :- اللهم إغفر لي ولأصحاب أبي ، فإني أعلم أنّ فيهم من يُنقصني ( ص17 ) . وكان (الصادق) يخالف أباه الباقر في العديد من فتاواه ، فقد نقل الإثناعشرية أن الباقر كان يقول في مسألة ما كذا وكذا ، ويقول إبنه جعفر الصادق كذا وكذا ، وهذا ما سبّب إختلافاً في آراء أصحاب الباقر وآراء أصحاب الصادق ( ص389 ) .
محنة الصادق مع الإمامية :- يبدو أن أكبر مشكلة واجهت جعفر الصادق كانت مع الشيعة الإمامية (الروافض) ! فقد أحاطوا به من كل جانب ، وإدعوا أنهم أصحابه وشيعته ، في حين تخلى الجميع عنه سياسياً . فحتى الشيعة الأصلاء (الزيدية) تركوه ، وإنضموا إلى ثورة محمد ذي النفس الزكية (من أحفاد الحسن بن علي) ، ولم يبق حوله سوى الروافض . فإن أيّدهم في عقائدهم صار ضالاً مُضلاً ، وإن تبرأ منهم صار وحيداً !! فقال (ع) يوماً لأحد أصحابه :- إنهم (الإمامية الروافض) يتكلمون بكلام إن أنا أقررتُ به ورضيتُ به أقمتُ على الضلالةِ ، وإن برئتُ منهم شُقَّ عليَّ ، نحن قليل وعدونا كثير (إختيار معرفة الرجال للطوسي 2/ 435 ، جامع الرواة للأردبيلي ، قاموس الرجال للتستري ، طرائف المقال للبروجردي 2/ 555 ، معجم رجال الحديث للخوئي 18/ 41 ) . يبدو أنه (ع) وقع في نفس الورطة التي وقع فيها جده علي بن أبي طالب (ع) ! فقد إلتف حوله جماعة من (الطفيليات) ! إذا أيّدهم ضلّ ، وإذا تبرّأ منهم ضعف !! وأظن أنها محنة أهل البيت عموماً ! والله أعلم .
مشكلة جعفر الصادق مع الكذابين :- كما حصل مع أبيه ، فقد إبتلي الصادق بالرواة الغلاة الكذابين . وكعادة الإثناعشرية فإنهم يتعاملون مع الرواة حسب مذهبهم . فالذين إستمروا على مذهب الإثناعشرية فهو ممدوح محبوب عندهم ، مثل عبد الأعلى وعبيدة بن بشر الذين إدعوا أن جعفر الصادق قال لهما :- والله إني لأعلم ما في السموات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار ، وما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة ( ص35 ) . وفوجئ الصادق يوماً ببعض سودان المدينة وهم يهتفون : لبيك يا جعفر بن محمد لبيك . فغضب (ع) وأصيب بالذعر والخوف ، وسجد لله تعالى ( ص43 ) .فكان (ع) يرفض هذا الغلو ، ويقول :- إنا والله عبيد مخلوقون ، لنا رب نعبده ، وإن لم نعبده عذّبنا ( ص125 ) . وقد ضاق الصادق ذرعاً من أصحابه،فقال يوماً:- إن أصحابنا هؤلاء أبوا أن يزيدوا في صلاتهم في رمضان، وقد زاد رسول الله (ص) في صلاته في رمضان ( وسائل الشيعة للحر العاملي (إثناعشري) 8/ 23 ) .
أبو الخطاب محمد بن مقلاص :- كان في البداية تلميذاً محضياً عند جعفر الصادق ، فقد كان يحمل مسائل شيعة الكوفة إليه ويعود بجواباته ( ص346 ) . وعندما إشتكى منه الناس لشتمه الصحابة ، لم يصدّق جعفر الصادق ذلك ودافع عنه! ( ص111 ) . ثم إزداد أبو الخطاب غلواً ، فتبرأ الصادق منه ولعنه ( ص336 ، 338 ). ولكن بعد فوات الأوان ، فقد إستطاع أبو الخطاب أن يؤثر هو وأتباعه في أهل الكوفة ، حتى قال بعضهم:- لبيك جعفر ، لبيك معراج ( ص378 ). وقد أفسد أبو الخطاب أهل الكوفة ، فصاروا لا يُصلون المغرب حتى يغيب الشفق . فقد سئل الصادق :- أأؤخر المغرب حتى تستبين النجوم ؟ فقال :- خطابية ( يعني أنها بدعة من أبي الخطاب ) ، إن جبرئيل نزل بها ( صلاة المغرب ) على محمد (ص) حين سقط القرص ( قرص الشمس، وهو ما يفعله السنة ) (الإستبصار للطوسي 1/ 262 ، التهذيب للطوسي 2/ 28 ، البحار للمجلسي 80/ 65 ، رجال الكشي 2/ 577، البحار 53/ 39 الهامش ) .وبقي تأثيره حتى ما بعد وفاة الإمام الحسن العسكري ( ص334 ) . والعجيب أن الإثناعشرية يقولون أن الإمام يستطيع تمييز المؤمن من المنافق بمجرد النظر إليه !! ( ص118 ) ، فكيف إنخدع الصادق بأبي الخطاب هذا في البداية ؟!
هشام بن الحكم (فيلسوف الإمامية) :- ظهر في زمان جعفر الصادق . وهو صاحب نظرية الإمام المعصوم الضرورة ، فكان يناقش الناس بأن الله تعالى لا بد أن يُعيّن إماماً للمسلمين ، يجمع كلمتهم ويُخبرهم بحقهم من باطلهم ( ص157 ) . وكان كلمه هذا من الأسباب التي أودت بحبس موسى الكاظم ولهذا كان الإمام الرضا بن موسى الكاظم يكرهه – كما سنرى . والغريب أن لا أحد يعرف أصله! فهو من موالي بني شيبان! ويقال أنه كان في البداية زنديقاً، ثم أصبح من المُشبّهة والمُجسّمة، ثم أصبح من المعتزلة، ثم أصبح من الشيعة الإمامية! وهو الآن عند الإثناعشرية من الشيعة العظماء الذين يؤخذ عنهم الفقه ولا يجوز لأحد أن يطعن فيهم ! (راجع معجم رجال الحديث للخوئي/ ترجمة هشام بن الحكم وكان الرضا (ع) يكرهه ويحمّله مسؤولية ما حصل لأبيه الكاظم . فقال الرضا (ع) يوماً لشيعته :- أما كان لكم في الكاظم (ع) عظة؟ ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بالكاظم (ع) ما صنع، وقال لهم وأخبرهم ؟ أترى الله يغفر له ما ركب منا ؟ (إختيار معرفة الرجال للطوسي 2/ 561 ، قرب الإسناد للحميري القمي ص 381 ، مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 105 ، البحار 48/ 196 – 52/ 111 ، معجم رجال الحديث للخوئي 20/ 315 ، قاموس الرجال للتستري 10/ 534 ) .
زرارة بن أعين ( راجع معجم الخوئي / ترجمة زرارة بن أعين 8/ 225 ) :- من أشهر رواة الإثناعشرية قاطبة ، ويعتبرونه من أصحاب الإجماع الذين أجمع الإثناعشرية على صدقهم وعدالتهم . عاش في زمن الباقر والصادق . كان قليل الأدب ! فقد قال يوماً :- والله ، لو حدثتُ بكل ما سمعته من أبي عبد الله ( جعفر الصادق ) لإنتفخت ذكور الرجال على الخشب (!!) وقال يوماً عنه (ع) :- إن في قلبي عليه لفتة ، ذلك لأن الإمام قد ذمّه وأخرج مخازيه . وقال :- سألتُه (ع) عن شيء ، فلما خرجتُ منه ، ضرطتُ في لحيته ، وقلتُ : لا يُفلح أبداً (!!) . وقال :- صاحبكم هذا ( يقصد جعفر الصادق ) ليس له بصر بكلام الرجال (!!) . وأرسل زرارة يوماً رجلاً إليه (ع) يسأله :- هل أنا من أهل النار أم من أهل الجنة ؟ فقال الصادق للسائل :- هو من أهل النار ، من إدعى عليّ هذا فهو من أهل النار ، فلما وصل الجواب لزرارة ، قال :- عمل (ع) بالتقية (!!) ( رجال الكشي 1/ 3 ) . يروي أحد الشيعة :- دخلتُ على أبي عبد الله ( جعفر الصادق ) ، فقال لي :- كيف تركتَ زرارة ؟ فقلتُ :- تركته لا يصلي العصر حتى تغيب الشمس . فقال :- فأنتَ رسولي إليه ، فقل له فليصلِ في مواقيت أصحابي . فأبلغتُ زرارة ذلك ، فقال :- أنا والله أعلمُ أنك لم تكذب عليه ، ولكن أمرني بشيء ، فأكره أن أدعه (!!) . وقال أحدهم :- قلتُ لأبي عبد الله (ع) : إن زرارة قد روى عن أبي جعفر ( محمد الباقر ) أنه لا يرث مع الأم والأب والإبن والبنت أحد من الناس شيئاً إلا زوج أو زوجة . فقال الصادق :- أما ما رواه عن أبي جعفر فلا يجوز لي رده ، وأما ما في الكتاب في سورة النساء فإن الله عز وجل يقول (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن نساء فوق إثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف )) والكتاب ، يا يونس ، قد ورّث ههنا مع الأبناء ، فلا تورّث البنات إلا الثلثين ذم زرارة :- عدا ما ذكرنا سابقاً ، فقد وردت ستة وثلاثون رواية في كتب الإثناعشرية فيها الإمام يذم زرارة ، منها :- كذب عليَّ والله ، كذب عليَّ والله ، لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة .. اللهم لو لم يكن جهنم إلا سكرجة ( إناء صغير ) لوسعها آل أعين .. إئتِ زرارة وبريداً ( أحد الإثناعشرية أيضاً ) قل لهما ما هذه البدعة التي إبتدعتماها ، أما علمتما أن رسول الله (ص) قال كل بدعة ضلالة .. لا يموتُ زرارة إلا تائهاً .. ما أحدثَ أحد في الإسلام مثلما أحدث زرارة من البدع ، عليه لعنة الله .. هذا والله من الذين وصفهم الله في كتابه العزيز (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً )) .. إنّ هذا من مسائل آل أعين ، ليس من ديني ولا دين آبائي .. إنّ قوماً يعارون الإيمان عارية ثم يسلبونه ، فيقال لهم يوم القيامة المعارون ، أما إن زرارة بن أعين منهم .. إنّ زرارة يريدني على القدر على كبر السن ، وليس من ديني ولا دين آبائي .. إنْ مرض زرارة فلا تعده ، وإن مات فلا تشهد جنازته .. إنّ الله قد نكس قلب زرارة . وقد حاول الخوئي تضعيف معظم هذه الروايات ، ولكنه إعترف في النهاية أن بعضها صحيح السند ، فقال :- إنه لم يثبت صدور أكثرها من المعصوم (ع) ، من جهة ضعف إسنادها ، وأما ما ثبت صدوره ، فلا بد من حمله على التقية (!!) وإستدل بروايات رواها أقرباء زرارة ( إبنه وإبن عمه ) إدعيا فيها أن الإمام لعن زرارة وذمّه لكي يُبعد عيون السلطة عنه ، فلا تؤذيه (!!) ( راجع معجم الخوئي / ترجمة زرارة بن أعين 8/ 225 ) .
تناقض الروايات :- بسبب كثرة الكذابين ، وصلت إلى الناس روايات عن الأئمة تخالف بعضها بعضاً . وقد ورث الإثناعشرية هذه المشكلة ، حتى يكاد يكون التناقض السمة المميزة في المذهب الإثناعشري . وقد إعترف شيخهم أبو جعفر الطوسي بذلك، فقال: أحاديث أصحابنا ،، وقع فيها من الإختلاف ، والتباين ، والمنافاة ، والتضاد ، حتى لا يكاد يتفق خبر ، إلا وبإزائه ما يُضاده ، ولا يسلم حديث ، إلا وفي مقابله ما ينافيه ( التهذيب للطوسي 1/ 1 ) . ويبرر الإثناعشرية ذلك تارة بذريعة التقية (ص152 ) ، وتارة أخرى بإسم التفويض ( أي أن الله ورسوله قد أجاز لهم إصدار فتاوى متناقضة ) !! ( ص50 ) وتارة بإسم التفسير الباطني ( ص338 ) . فمثلاً :- سأله أحدهم أن أباه كان من سبايا بني أمية ، فقال :- أنت في حل مما كان من ذلك ، فخرج فرحاً ، ثم دخل عليه آخر ، وسأله نفس المسألة ، فقال :- ما ذلك إلينا ، ما لنا أن نحل ولا أن نحرم ، فخرج الرجل محتاراً ! ( ص366 ) . وهذا أغرب من الخيال ، بل هذا هو التناقض العجيب الذي يمتاز به الإثناعشرية . ففي الوقت الذي فيه يقولون أن الإمام معصوم من الخطأ والنسيان والسهو(عقائد الإمامية للمظفر (إثناعشري) ص 67 ) ، وبالتالي فإن كلامه دستور يجب الإلتزام ، وأنه هو بمثابة قرآن ناطق ، وعلمه مثل علم النبي (ص) تماماً ، وهو في نفس الوقت يمتلك قدرات عظيمة وقوة خارقة ، إذا بهم يعودون ويقولون أن المعصوم قد يُصدر فتاوى مختلفة متناقضة– بعضها حرام أو كفر - إذا خاف على نفسه أو أهله أو أصحابه ( أي تقية ) !!
التقية :- يقول الإثناعشرية أن التقية جعلت جعفر الصادق (المعصوم من الخطأ عندهم) يمدح أبا حنيفة ! ( ص223 ) .والتقية جعلت الإمام يقول لأحدهم أن الوضوء ثلاثاً ثلاثاً ، ومن نقص عنه فلا صلاة له ! ثم قال لآخر أنه من توضأ ثلاثاً ثلاثاً فلا صلاة له ! ( ص152 ) (ما هذا التناقض؟؟) .وأنه أفطر يوماً من شهر رمضان خوفاً من أن يُضرب عنقه !! ( ص210 ) . أيعقل أن التقية توصل الإمام (المعصوم) إلى هذه الدرجة من الفتاوى الشنيعة ؟! والأغرب من هذا كله أنهم يقولون أن المعصوم يعلم متى يموت !! فعلام الخوف ؟! كما يناقض هذا ما يروونه أنه كان يناظر ويناقش ويختلف مع علماء عصره بكل حرية ودون خوف ( ص217 ، 226 ، 227 ) !! .
الدين السري :- يبدو أن الإثناعشرية شعروا بخطورة مبادئهم على الكيان السياسي آنذاك ، فقرروا العمل تحت الأرض ، وبدأوا ينشرون الروايات التي تحث على الكتمان والسرية والتقية ، من أجل بقاء المذهب في تلك الفترة ( ص112 ، 372 ) .فكان شعارهم :- من آنستَ منه رشداً ، فأخبره ، وأطلب منه الكتمان ، فإن أذاع فمصيره الذبح ! ص344 ) .
القياس :- هو أحد الأساليب المنطقية للفقهاء للوصول إلى حل لبعض المسائل الفقهية إذا لم يجدوا حلاً في الكتاب والسنة ، ويستخدمه علماء أهل السنة والجماعة ، خاصة أبو حنيفة . لكن الإثناعشرية ، جرياً على عادتهم في مخالفة أهل السنة ، رفضوا القياس رفضاً شديداً ، وقالوا أن أئمة أهل البيت يرفضونه أيضاً ( ص227 ) . ولكنهم عادوا وإضطروا إلى إستخدام القياس لحل مشاكلهم الفقهية التي واجهتهم! ولكن كيف، وقد رووا عن (معصوميهم) أن القياس حرام ؟! لذلك وضعوا للقياس تسميات أخرى، مثل:- قياس الأولوية ، ومنصوص العلة ، وتنقيح المناط راجع/الفوائد الرجالية لبحر العلوم 3/ 214 ، أصول الفقه للمظفر 3/ 202 ، الحدائق الناضرة للمحقق البحراني 1/ 60 ) .
من أولاد جعفر الصادق :- إسماعيل :- كان أكبر أولاده ، وكان الصادق يحبه كثيراً ويتمنى أن يكون بعده على كرسي العلم والفقه ( ص269 ) ، حتى إعتبره الشيعة خليفة أبيه ، وكانوا يأتمون به بعد أبيه ( 48/ 25 ) . وبدأوا ينسجون الروايات حوله ، فقالوا أن أباه أخبرهم ببر إسماعيل له ، وأنه (ع) كان يحبه ، وقد إزداد إليه حباً ( ص 268 ) . ولكنهم فوجئوا بوفاته قبل أبيه! فبعضهم نقلوا الإمامة إلى أحد إخوته الأحياء . وبعضهم أصروا على بقائها في إسماعيل وأولاده من بعده ، وهؤلاء هم الشيعة الإسماعيلية ( ص242 ، 255 الهامش ) . أما الإثناعشرية فقد بحثوا عن مخرج لهذا المأزق فقالوا : قد بدا لله فيه! (البداء عندهم هو أن يأمر الله بأمر وينزل الوحي به ، ثم يقوم الله بتغييره قبل التنفيذ ! وهذا مستحيل على الله) . فرووا أن الصادق قال :- ما بدا لله بَداء أعظم من بَداء بدا له في إسماعيل إبني .. إني ناجيتُ الله ونازلته في إسماعيل إبني أن يكون من بعدي ، فأبى ربي إلا أن يكون موسى ( الكاظم ) إبني .. ما زلتُ أبتهل إلى الله عز وجل في إسماعيل إبني أن يحييه لي ويكون القيّم من بعدي ، فأبى ربي ذلك ( ص269 ) . لا بل أخذوا ينتقصون من إسماعيل ، وأنه لا يشبه أباه ، ولا يستحق الإمامة أصلاً ( ص247 ، 259 ، 267 ، 268 ) . وأنه عصى أباه ذات يوم ( ص 267 ) ، بل حتى إنتقصوا من أمه !! ( ص266 ) .لاحظ قدرة الإثناعشرية على التلوّن وتغيير الروايات! فبالأمس كان إسماعيل نعم الولد البار وخليفة أبيه، واليوم هو الولد العاق الذي لا يستحق الإمامة !!
عبد الله الأفطح :- تولى الإمامة الفقهية للشيعة بعد وفاة أبيه الصادق ، لأنه أكبر أخوته ( البحار48/ 65 ، 48/ 67 ) . وبايعه عامة مشايخ الإثناعشرية (الروافض) وفقهائهم ( ص261) . وإجتمع عليه الناس أنه خليفة أبيه ( ص343 ) .
وقالوا إنهم سمعوا الإمام يقول إن الإمامة في الأكبر من ولد الإمام . لكنه لم يعش طويلاً ! فذهب الشيعة إلى أخيه موسى الكاظم ( ص250 ، 251 ، 252 ). لكن قلة منهم أصروا على إمامة الأفطح ، فسموا بالفطحية ( ص253 ) . أما الإثناعشرية فرجعوا وشتموا الأفطح ورموه بالجهل ، وأنه لا يريد أن يعبد الله! ، بعد أن كانوا يعتقدون بإمامته! ( ص 344 ، 257 الهامش ، 261 ، 262 ) . وزعموا أن أباه الصادق وبّخه يوماً ( 48 / 18 ) . وهكذا هم الإثناعشرية ورواياتهم، كما فعلوا مع إسماعيل، بالأمس كان الأفطح إمام الشيعة وسيدهم، واليوم هو كافر لا يريد أن يعبد الله!!
موسى الكاظم :- إلتف حوله معظم الشيعة عدا الفطحية والإسماعيلية . وقالوا إن أباه قد أوصى إليه .
محمد الديباج :- لم يكن إثناعشرياً ، ولم يؤمن بالإمامة السياسية لأخيه موسى الكاظم . بل كان على مذهب الزيدية وأولاد الحسن ، فثار أيام الخليفة المأمون العباسي . فلما إنهزم عفى عنه المأمون وأكرمه وقرّبه منه ( ص243 ، 257 الهامش ) . وقد تخاصم مع إبن أخيه الإمام علي الرضا ( الذي تحالف مع المأمون ) والذي أقسم ألا يجلس معه . ولكن الإثناعشرية ، كعادتهم ، يفسرونها على أساس التقية !! ( ص246 ) .
إسحاق :- كان يتبع أخاه موسى الكاظم ، ورغم هذا فقد إدعت طائفة من الشيعة إمامته ( ص258 الهامش ) .
علي العريضي بن جعفر الصادق :- كان زيدياً، ثار مع أخيه محمد الديباج ( ص258 الهامش ) .
هكذا نرى أن أربعة من أولاد جعفر الصادق لم يكونوا يؤمنون بالإمامة الإثناعشرية ومفاهيمها ، وهم: إسماعيل وأولاده، وعبد الله الأفطح، ومحمد الديباج، وعلي العريضي. فإذا كان أولاد (المعصوم) لم يسمعوا بالعقيدة الإثناعشرية في بيت أبيهم (المعصوم)، فكيف يريدوننا أن نؤمن بها الآن ؟؟!!
وفاة جعفر الصادق :- قبيل وفاته قال : أجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة ،، فنظر إليهم، ثم قال : إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة ( ص2) ولم يذكر حديث الغدير . وأوصى إلى خمسة :- الخليفة أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان (والي البصرة) ، وإبنيه عبد الله الأفطح وموسى الكاظم، وحميدة ( ص251 ) . وقد بكى عليه الخليفة المنصور (ص3 ) . ولكن الإثناعشرية يقولون إنها تقية (ص4 ). ولديهم روايات ضعيفة بلا سند تشير إلى أن المنصور دس له السم فمات (ص5 ) . دفن الصادق بالبقيع ، مع أبيه وجده والإمام الحسن (ص6 ) . الإمام الميت لا يُغسله إلا إمام !! هذه قاعدة وضعها الإثناعشرية لإثبات إمامة موسى الكاظم الذي غسل أباه ، ضد بعض طوائف الشيعة الذين بايعوا عبد الله الأفطح ( الفطحية ) ، أو أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق ( الإسماعيلية ) ( ص127 ) . لكنهم وقعوا لاحقاً في مأزق بسبب قاعدتهم هذه ، فقد مات موسى الكاظم في سجن هارون الرشيد ودفن ببغداد ، بينما كان إبنه علي الرضا في المدينة المنورة ، ولم يستطع غسله . فكيف يقولون أنه خليفة أبيه ؟!!
لماذا لا نجد روايات جعفر الصادق كثيرة في كتب أهل السنة ؟؟ قال أبو عمرو الكشي (من كبار علماء الرجال عند الإثناعشرية) :- قال يحيى بن عبد الحميد الحماني في كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) :- قلت لشريك (القاضي) : إن أقواما يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف الحديث !! فقال شريك : أخبرك القصة :- " كان جعفر بن محمد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً ..فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ، ويقولون : حدثنا جعفر بن محمد ، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كاذبة موضوعة على جعفر ، ليستأكلون الناس بذلك ، ويأخذون منهم الدراهم ، كانوا يأتون من ذلك بكل منكر ! فسمعت العوام بذلك منهم ، فمنهم من هلك ، ومنهم من أنكر . وهؤلاء مثل المفضل بن عمر وبنان وعمر النبطي وغيرهم ، ذكروا أن جعفرا حدثهم أن معرفة الامام تكفي من الصوم والصلاة ! وأنه حدثهم عن الرجعة قبل يوم القيامة ! وأن عليا عليه السلام في السحاب يطير مع الريح ! وأنه كان يتكلم بعد الموت ! وأنه كان يتحرك على المغتسل ! وأن إله السماء وإله الأرض الامام ! فجعلوا لله شريكاً !!! والله ما قال جعفر شيئا من هذا قط ، كان جعفر أتقى لله وأورع من ذلك .. فسمع الناس ذلك فضعفوه (تركوا أحاديثه) ! ولو رأيت جعفراً لعلمتَ أنه واحد الناس (لا نظير له) " (بحار الأنوار للمجلسي 25 / 302 – 303 ) .
جعفر الصادق هو القائم المهدي ؟! يروي الإثناعشريةأن الإمام الباقر أشار إلى ولده جعفر الصادق وقال : هذا والله ولدي قائم آل بيت محمد صلى الله عليه وآله .. وفي رواية أخرى: هذا خير البرية (ص 13) .. وهناك عدة روايات مماثلة في الصفحات التي بعدها .. من أين جاءت هذه الكذبة ؟ بعد إستشهاد الحسين (رض) في زمن يزيد، أذاع الشيعة فيما بينهم أن نهاية بني أمية ستكون على يد المهدي المنتظر! فلما بدأت الثورة الهاشمية ، وتقدمت الرايات السود من خراسان لتدك عرش الأمويين ظن الشيعة أن هذا هو أوان ظهور المهدي! فمن يختارون ؟!في ذلك الوقت كان هناك مرشحين إثنين من أولاد علي لمنصب (المهدي) ، أحدهما هو محمد (الملقب بالنفس الزكية) بن عبد الله المحض، حفيد الحسن بن علي (رض) .والمرشح الثاني هو جعفر الصادق بن محمد الباقر، حفيد الحسين بن علي (رض) . علماً أن جمهور المسلمين وغالبيتهم العظمى يعلمون أن المهدي من علامات الساعة، ولن يولد إلا في آخر الزمان. أما المرشح الأول: محمد النفس الزكية، فقد أيده العلويون من الفرع الحسني، ومعهم بعض المسلمين، لأن إسمه وإسم أبيه يشبه إسم النبي وأبيه (كما جاء في روايات المهدي) . وأما المرشح الثاني: جعفر الصادق، فقد إتجه كلياً للعلم والفقه، ولم يهتم بالسياسة والخلافة، ولا إدعاها لنفسه أبداً ! ويشهد على ذلك كل أفعاله وتصرفاته خلال حياته كلها، إضافة إلى كلامه العلني أمام الناس وأمام الخلفاء! فقد أقسم بالله أمام الخليفة المنصور أنه لا يريد الخلافة ولا الخمس، ومن يدعي عليه ذلك فهو كذاب ! أين المشكلة؟ المشكلة تكمن في شلة الكذابين ، المندسين بين الشيعة . هؤلاء لديهم أجندة سياسية خاصة من البداية . فمنهم جاءت هذه الأحاديث الغريبة والمتناقضة ..
حقيقة العلاقة بين الأمويين وأهل البيت :-
تمت كتابة التاريخ الإسلامي في عهد العباسيين وبإشرافهم وتأثيرهم . إضافة إلى أن معظم الذين كتبوا في التاريخ آنذاك هم إما شيعة (اليعقوبي والمسعودي وإبن رستم الطبري) ، أو نقلوا عن رواة شيعة 0أبو مخنف وإبن السائب الكلبي والواقدي) (راجع / أصل الشيعة وأصولها لكاشف الغطاء (شيعي) ص 154 ) .
لذلك نجد مبالغة في تصوير العداء بين الأمويين وأهل البيت ، معتمدين على ثلاثة أحداث متفرقة ، هي : ما جرى بين علي ومعاوية ، وبين الحسين ويزيد ، وبين زيد بن علي وهشام بن عبد الملك ، متناسين فترات الوفاق والوئام بين الطرفين في باقي الفترة التي دامت حوالي 130 سنة ، وهي فترة الحكم الأموي .
فأبو سفيان كان أول (ثائر شيعي) ! أراد مبايعة علي (رض) بدلاً من أبي بكر ، وإمداده بالمال والسلاح لو إقتضى الأمر ، لكن علياً رفض (بحار الأنوار للمجلسي (شيعي) 28/ 328 ) .
وعندما حوصر الخليفة عثمان الأموي (رض) أرسل علي ولديه الحسن والحسين لحمايته (مروج الذهب للمسعودي (شيعي) 1/ 484 ) .
وحتى أثناء معركة صفين ، لم ينتقص معاوية من مكانة علي وأحقيته بالخلافة ، ولكن طالبه بالإقتصاص من قتلة عثمان (الغدير للأميني (شيعي) 9/ 157 ) .
ثم إن تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية فيه شيء من التزكية لمعاوية ، لأن أهل بيت النبوة لا يسلّمون رقاب المسلمين إلى رجل سوء !! أظن أن هذا منطقي .
وكانت علاقة الخليفة معاوية مع أهل البيت جميعاً جيدة ، وكان يستقبل - بكل حفاوة وتكريم – الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية ، وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن عباس ، وعبدالله بن جعفر بن أبي طالب الذي سمى أحد أولاده معاوية !
وعندما إستشهد الحسين (رض) بسبب غدر أهل الكوفة ، أبدى يزيد حزنه ، وزعم أنه لم يأمر بقتله ، وأعاد نساء أهل البيت معززات مكرمات إلى الحجاز .
وعندما ثار أهل المدينة في موقعة الحرة ، أمر الخليفة يزيد بضمان حياة رجل واحد فيها ، هو علي زين العابدين بن الحسين (كشف الغمة للإربلي (شيعي) 2/ 300 ) .
وعندما تولى عبد الملك الأموي الخلافة أمر الحجاج بتجنب دماء آل أبي طالب (نفس المصدر السابق 2/ 323 ) ، بينما إستباح دماء آل الزبير لأنهم نافسوه على كرسي الحكم .
أما في زمن عمر بن عبد العزيز الأموي ، فكانت علاقته بأهل البيت ممتازة (بحار الأنوار للمجلسي (شيعي) 46/ 327 ) .
ولم تتعكر صفوة العلاقة بعد ذلك ، إلا عندما ثار زيد بن علي ضد هشام بن عبد الملك الأموي . وكان لأهل الكوفة وتشجيعهم ثم غدرهم – كما حصل مع الحسين – دور مهم في إثارة المشكلة (مقاتل الطالبيين للأصفهاني (شيعي) ص 91 ) .
هذا ما وجدناه في كتب التاريخ (العباسية) ، وفي كتب الشيعة أيضاً كما لاحظتم من المصادر . وما خفي كان أعظم ! فقد أمر الخليفة المأمون العباسي منادياً يقول : برئت الذمة من كل من يذكر معاوية بخير أو يفضله على الصحابة ، ومن ذكره بخير أبيح ماله ودمه (أعيان الشيعة للأمين (شيعي) 2/ 16 ، موسوعة المصطفى للشاكري 12/ 287 ، وراجع/ تاريخ الطبري 7/ 187 ، الكامل لإبن الأثير 6/ 406 ، تاريخ الإسلام للذهبي 15/ 5 ) . تخيلوا في ظل هذا الإرهاب الفكري تمت كتابة معظم كتب التاريخ الأولى !

العز بن عبد السلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق