الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

العداوة ما بين الشعب والحكومة


05 أبريل 2019 
الكاتب:نجاة الحشاش


الوضع العام في الكويت يشير إلى أن هناك غضبا شعبيا على أداء الحكومة، وبالتأكيد أن استمرار الغضب يولد عداوة ما بين الشعب والحكومة، فعندما تؤدي الحكومة دورها من دون النظر الى مصلحة ورغبات واحتياجات الشعب، فهذا يعني أن دورها لن يُرى بالعين ولن تشكرها الشعوب عليه.
الكل على علم بأن دورالحكومة هو سن القوانين! وحماية المال العام ومكتسبات الدولة وتوفير مقومات الحياة للشعب من صحة وتعليم وسكن وخدمات الطرق وبناء البنية التحتية وغيرها من الخدمات، فعندما تقدمها الدولة يجب أن تسعى من وراء ذلك إلى راحة ومصلحة المواطن، وأن تحرص على إيجاد أفضل الشركات القادرة على بناء هذه الخدمات بأحدث الطرق وأفضل المواد، وأن تتشدّد في اختيار الشركات المنفذة لهذا المشروع وبالتأكيد ستختار أفضل العروض وأقوى الشركات العالمية خصوصاً أن ما تم رصده لهذا المشروع مبلغ كبير جداً، وستتنافس أفضل الشركات العالمية بتقديم أفضل ما لديها للفوز في هذه المناقصة، ولكن لأن الحكومة تحابي شركات وأشخاصا ومتنفذين فإن المناقصات تؤخذ على حسب الواسطات، وما يدفع تحت الطاولة، ولذلك نرى فشلا في الإنجاز وتعثرا في التسليم وترديا في مواد البناء.
ولأن المقربين والمتنفذين من الحكومة لا يرون سوى التكسب المادي واقتطاع أكبر جزء من الكيكة، فلن يهتموا بمصلحة الشعب وتوفير أفضل الخدمات له، لأن الحكومة باعت المناقصة وقبض من قبض الثمن، والنتيجة أن الفساد اسْتشْرى وعَمَّ فِي البلاد، وازدادت وكثرت طبقة الأثرياء الفاسدين في المجتمع، وبدا تغير الوضع الاجتماعي لبعض عوائل المتنفذين واضحا، فبعد أن كان يسكن بيتا حكومياً أصبح يملك عقارات وفللاً ويمتلك أغلى السيارات العالمية ويلبس أغلى الماركات، بعد أن كان يقول: «بروح سوق المباركية»، أصبح الآن يقول: «شوبنغ في باريس»، وهذا الأمر لا تراه ولا تنتبه إليه الحكومة، ولكن المواطن البسيط الذي يعمل بشرف وأمانة يزداد غضبه على الحكومة لأنها سمحت للفاسدين بالتكسب على حساب مصلحة المواطن.
يجب على الحكومة السعي الجاد لخلق بيئة، يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم وعندما تهمل الحكومة توفير الفرص المناسبة للشعب وللأبناء واحتكارها لفئة معينة من المستفيدين، ومن المقربين من أصحاب السلطة، وأصحاب القرار ومن المقربين من الحكومة، وعندما تهمل الحكومة صيحات الشارع المطالبة بالنظر لاحتياجاتهم، والسعي لتحقيق رغباتهم، التي من شأنها شعور الشعب بالرضى على أداء الحكومة، فالنتيجة الطبيعية ازدياد العداوة ما بين الشعب والحكومة، ولن تهدأ وتزول العداوة إلا بإزالة كل ما سبب هذه العداوة.
الأمر يتطلب قراراً من الحكومة في الرغبة الجادة بالاصلاح والاستماع للأصوات، التي تنزل كل فترة إلى الشارع وتتجمهر، ولكن أن تترك الحكومة البلد على صفيح ساخن والشعب في حالة من الغليان، فهذا مؤشر لا يطمئن، خصوصاً أن هناك من يرى مصلحته وتكسبه من وراء هذا الغليان، ومن يريد أن تكون الكويت بلداً تعمه الفوضى سواء من هم داخل الكويت أو من خارجها، يكفي الشعب تغريدة - وإن كانت كاذبة - أن تجيشه وتشعل نار الغضب لديه، وهذا أيضاً مؤشر خطر يجب الانتباه له والقيام بالبحث عن سبب تصديق الشارع الكويتي للأخبار المغالطة وترويجها ونقلها من دون تحري الصدق، ويتم ظلم الشرفاء منهم ويجر بأسمائهم وعوائلهم تحت مسمى التزوير وهم من ذلك بريئون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق