19-11-2017
محمد عبدالله
دعا الكاتب والإعلامي السعودي «جمال خاشقجي» ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، للتخلي عن الحساسية السعودية المبالغ فيها تجاه جماعة «الإخوان المسلمون»، مستغربا ما اعتبره تناقضا بين إدراج السلطات الجماعة على قوائم المنظمات الإرهابية في السعودية، وإقامة علاقات تحالف وطيدة مع فرعها اليمني، فضلا عن استقبال مسؤول الإخوان في سوريا على الأراضي السعودية.
وطالب الإعلامي السعودي -الذي منع من الكتابة في المملكة- «بن سلمان» بإطلاق سراح الدعاة والمفكرين السعوديين المعتقلين، داعيا في الوقت ذاته إلى التحالف مع «الإخوان» الذين وصفهم بالحليف الطبيعي للحملة ضد الفاسدين، مشيرا إلى تحالف الملك السعودي الراحل، «فيصل بن عبدالعزيز» معهم، خلال فترة حكمه في ستينات وسبعينات القرن الماضي.
وجاء كلام «خاشقجي» خلال ندوة نظّمها «المركز العربي ـ واشنطن دي سي»، فرع «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات»، أمس الخميس، في العاصمة الأمريكية، تحت عنوان «زلزال في الرياض.. التداعيات الإقليمية والدولية».
وناقشت الندوة التطوّرات التي شهدتها السعودية في الأسبوعين الماضيين، وتداعيات حملة الاعتقالات التي طالت مئات الأمراء ورجال الأعمال تحت شعار «محاربة الفساد»، وقد شارك في الندوة الباحث في مركز «بايكر» للسياسات «كريستيان كوتس»، وأدارها المدير التنفيذي للمركز العربي «خليل الجهشان».
وطرح «الجهشان»، في مستهل الندوة، عددا من الأسئلة حول الأسباب الحقيقية وراء الحملة ضد الفساد في السعودية؛ ما هي دلالات اعتقال شخصيات كبيرة؟ وأثر ذلك على الأوضاع العامة في السعودية وعلى السياسات داخل العائلة الملكية الحاكمة؟ وما هو دور المؤسسة الدينية؟
وأوضح «خاشقجي» أن «غالبية السعوديين، خصوصا الأجيال الشابة، تؤيد محاربة الفساد، ويعتبرون أن ما يقوم به ولي العهد السعودي هو الأمر الصحيح، لكنه يقوم بذلك بطريقة خاطئة»، مشيرا إلى غياب الشفافية عن حملة الاعتقالات، ومنع الصحافة السعودية من مواكبتها وتسليط الضوء عليها من أجل إطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجري.
تداعيات اقتصادية
وقال الكاتب السعودي إن «حملة الاعتقالات قد ترسل إشارات إيجابية للمستثمرين، لكن غياب الشفافية يُثير الشكوك حول مستقبل الاستثمار في السعودية»، مشيراً إلى «حالة الذعر التي يعيشها رجال الأعمال السعوديون، الخائفون على مستقبل أعمالهم، وما إذا كان سيف محاربة الفساد سيطالهم أيضاً، وكذلك ذعر عشرات آلاف العاملين في الشركات التي اعتقل أصحابها في حملة بن سلمان بشأن مسقبل وظائفهم في تلك الشركات».
وأضاف أن «على ولي العهد السعودي التركيز أكثر على حل قضية البطالة، التي تعتبر التحدي الأكبر لاقتصاد المملكة في المستقبل».
من جهته، أشار الباحث الأمريكي «كريستيان كوتس» إلى أن «السعودية التي عرفناها منذ عام 1973 لم تعد موجودة مع قضاء بن سلمان على دور الحرس القديم في آل سعود»، مشيرا إلى أن زيادة المغامرات في المنطقة مؤشرات على تغيّر معادلة القوة.
وحذّر «كوتس» مؤيّدي حملة «بن سلمان» من رفع سقف التوقعات بشأن نجاحه في تنفيذ خطة الإصلاح والقضاء على الفساد وتطبيق رؤية 2030 التي وعد بها، وقال الباحث الأمريكي إن «الصعوبات التي تقف أمام ذلك هي أكبر مما يتصور الأمير السعودي الشاب»، مشيراً إلى ردة فعل أصحاب المصالح المستفيدين من الوضع الذي كان قائماً.
كذلك توقّع «كوتس» مزيداً من الإخفاقات السعودية على مستوى السياسة الخارجية، وقال إنه «سيكون من الصعب على محمد بن سلمان مواجهة الخطر الإيراني من خلال حرب المليشيات وتكتيكاتها التقليدية، لأن إيران لديها خبرة كبيرة في هذا النوع من الحروب، وأثبتت حروب سوريا والعراق واليمن في السنوات الماضية قدرة إيران الكبيرة على المناورة».
وقال الباحث الأمريكي إن «بن سلمان أخطأ في تقدير قدرة إدارة دونالد ترامب على مواجهة التمدّد الإيراني، وقام بخطوات في السياسة الخارجية ستؤدي إلى تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة».
https://www.youtube.com/watch?v=IPn4LqEKkak
التخلص من حساسية الاخوان هو تخلص من القلق والتوجس من الحريات
دعا الكاتب والإعلامي السعودي «جمال خاشقجي» ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، للتخلي عن الحساسية السعودية المبالغ فيها تجاه جماعة «الإخوان المسلمون»، مستغربا ما اعتبره تناقضا بين إدراج السلطات الجماعة على قوائم المنظمات الإرهابية في السعودية، وإقامة علاقات تحالف وطيدة مع فرعها اليمني، فضلا عن استقبال مسؤول الإخوان في سوريا على الأراضي السعودية.
وطالب الإعلامي السعودي -الذي منع من الكتابة في المملكة- «بن سلمان» بإطلاق سراح الدعاة والمفكرين السعوديين المعتقلين، داعيا في الوقت ذاته إلى التحالف مع «الإخوان» الذين وصفهم بالحليف الطبيعي للحملة ضد الفاسدين، مشيرا إلى تحالف الملك السعودي الراحل، «فيصل بن عبدالعزيز» معهم، خلال فترة حكمه في ستينات وسبعينات القرن الماضي.
وجاء كلام «خاشقجي» خلال ندوة نظّمها «المركز العربي ـ واشنطن دي سي»، فرع «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات»، أمس الخميس، في العاصمة الأمريكية، تحت عنوان «زلزال في الرياض.. التداعيات الإقليمية والدولية».
وناقشت الندوة التطوّرات التي شهدتها السعودية في الأسبوعين الماضيين، وتداعيات حملة الاعتقالات التي طالت مئات الأمراء ورجال الأعمال تحت شعار «محاربة الفساد»، وقد شارك في الندوة الباحث في مركز «بايكر» للسياسات «كريستيان كوتس»، وأدارها المدير التنفيذي للمركز العربي «خليل الجهشان».
وطرح «الجهشان»، في مستهل الندوة، عددا من الأسئلة حول الأسباب الحقيقية وراء الحملة ضد الفساد في السعودية؛ ما هي دلالات اعتقال شخصيات كبيرة؟ وأثر ذلك على الأوضاع العامة في السعودية وعلى السياسات داخل العائلة الملكية الحاكمة؟ وما هو دور المؤسسة الدينية؟
وأوضح «خاشقجي» أن «غالبية السعوديين، خصوصا الأجيال الشابة، تؤيد محاربة الفساد، ويعتبرون أن ما يقوم به ولي العهد السعودي هو الأمر الصحيح، لكنه يقوم بذلك بطريقة خاطئة»، مشيرا إلى غياب الشفافية عن حملة الاعتقالات، ومنع الصحافة السعودية من مواكبتها وتسليط الضوء عليها من أجل إطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجري.
تداعيات اقتصادية
وقال الكاتب السعودي إن «حملة الاعتقالات قد ترسل إشارات إيجابية للمستثمرين، لكن غياب الشفافية يُثير الشكوك حول مستقبل الاستثمار في السعودية»، مشيراً إلى «حالة الذعر التي يعيشها رجال الأعمال السعوديون، الخائفون على مستقبل أعمالهم، وما إذا كان سيف محاربة الفساد سيطالهم أيضاً، وكذلك ذعر عشرات آلاف العاملين في الشركات التي اعتقل أصحابها في حملة بن سلمان بشأن مسقبل وظائفهم في تلك الشركات».
وأضاف أن «على ولي العهد السعودي التركيز أكثر على حل قضية البطالة، التي تعتبر التحدي الأكبر لاقتصاد المملكة في المستقبل».
من جهته، أشار الباحث الأمريكي «كريستيان كوتس» إلى أن «السعودية التي عرفناها منذ عام 1973 لم تعد موجودة مع قضاء بن سلمان على دور الحرس القديم في آل سعود»، مشيرا إلى أن زيادة المغامرات في المنطقة مؤشرات على تغيّر معادلة القوة.
وحذّر «كوتس» مؤيّدي حملة «بن سلمان» من رفع سقف التوقعات بشأن نجاحه في تنفيذ خطة الإصلاح والقضاء على الفساد وتطبيق رؤية 2030 التي وعد بها، وقال الباحث الأمريكي إن «الصعوبات التي تقف أمام ذلك هي أكبر مما يتصور الأمير السعودي الشاب»، مشيراً إلى ردة فعل أصحاب المصالح المستفيدين من الوضع الذي كان قائماً.
كذلك توقّع «كوتس» مزيداً من الإخفاقات السعودية على مستوى السياسة الخارجية، وقال إنه «سيكون من الصعب على محمد بن سلمان مواجهة الخطر الإيراني من خلال حرب المليشيات وتكتيكاتها التقليدية، لأن إيران لديها خبرة كبيرة في هذا النوع من الحروب، وأثبتت حروب سوريا والعراق واليمن في السنوات الماضية قدرة إيران الكبيرة على المناورة».
وقال الباحث الأمريكي إن «بن سلمان أخطأ في تقدير قدرة إدارة دونالد ترامب على مواجهة التمدّد الإيراني، وقام بخطوات في السياسة الخارجية ستؤدي إلى تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة».
https://www.youtube.com/watch?v=IPn4LqEKkak
التخلص من حساسية الاخوان هو تخلص من القلق والتوجس من الحريات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق