الأربعاء، 24 يناير 2018

- هل توجد في الحوزة محاكم تفتيش عقائدية؟ / ألاستاذ اجمد الكاتب

- نعم توجد محاكم ارهابية الخصم والحكم فيه واحد، ولا يسمح للمتهم بالدفاع عن نفسه، وتوجه المحكمة اتهاماتها بلا دليل، وتصدر عقوباتها غيابيا، بالتضليل والتفسيق والاسقاط والاخراج من المذهب والانحراف عن الدين.

وافضل نموذد على ذلك: محاكمة السيد محمد حسين فضل الله، والحكم عليه بالضلال والتضليل

لماذا تحارب الحوزة الاجتهاد وتضلل المجتهدين؟ الموقف من السيد فضل الله إنموذجا!

شهدت الساحة الشيعية من إيران إلى العراق والخليج وإلى سوريا ولبنان ولا تزال تشهد جدلا ثقافيا واسعا محوره الأفكار الإصلاحية الجديدة التي طرحها السيد محمد حسين فضل الله، وقد صدرت حتى الآن مجموعة كتب من مراجع دينية في قم كالشيخ جواد التبريزي الذي كتب (اعتقاداتنا) والشيخ الوحيد الخراساني الذي كتب (مقتطفات ولائية) والشيخ محمد تقي بهجت الذي كتب (البرهان القاطع) والسيد جعفر مرتضى العاملي الذي كتب (مأساة الزهراء) ثم أعقبه بكتاب آخر (لماذا مأساة الزهراء؟) وكتاب آخر (خلفيات مأساة الزهراء) والسيد محمد علي الهاشمي المشهدي الذي أصدر (الحوزة العلمية تدين الانحراف) والسيد ياسين الموسوي الذي كتب (ملاحظات). والشيخ نجيب مروة الذي كتب (حتى لا تكون فتنة) والسيد محمد محمود مرتضى الذي كتب (الفضيحة.. محاكمة كتاب هوامش نقدية).

وقد أصدرت مجموعة من أساتذة الحوزة العلمية في قم: حسين الشاهرودي وأحمد المودي ومصطفى الهرندي وعلي رضا الحاضري ومحمد هادي آل راضي وحسين النجاتي وباقر الأيرواني وحسن الجواهري، بيانات ينددون فيه بأفكار السيد فضل الله وآرائه التي وصفوها بأنها تتعارض مع الضرورات المسلمة عند الطائفة الإمامية، وطالبوا المؤمنين باليقظة والتنبه والابتعاد عما يستوجب من الضرورة الثابتة عند الطائفة، والتصدي لما سموه بالشبهات والتشكيكات.
ويقول بيان آخر صادر باسم الحوزة العلمية في قم: إن الحوزة أعلنت أخيرا موقفها من فضل الله، وذلك على إثر انتشار الأفكار المنحرفة له ومخالفته لمباني العقيدة والمذهب الشيعي، كي لا تكون أفكاره سببا في تضليل الناس أو تنسب أضاليله للشخصيات العلمية الشيعية وتحسب عليها.
وقد وصف الحاج الميرزا جواد التبريزي والوحيد الخراساني في دروسهم الحاشدة في المسجد الأعظم في مدينة قم، الشخص المذكور بالمنحرف المضل، وحذروا الناس من الوقوع في شبهاته وانحرافاته.
ورفض التبريزي دعوة السيد فضل الله أو استقباله في قم، خوفا من سريان أفكاره في أوساط الناس، وأصدر المرجع السيستاني من النجف، كذلك بيانا ضد السيد فضل الله، جاء فيه:
"إن عقائد الطائفة المحقة مشيدة والحمد لله على أسس متينة وقواعد رصينة لن تزلزلها تشكيكات المشككين، .....وفي الختام نهيب بجميع المؤمنين في كل مكان التحلي بالورع والوقوف صفا واحدا في وجه أية إساءة لعقائد الأمة وضروريات المذهب والمرجعية الدينية".

ما هي جريمة فضل الله؟

تتلخص الاتهامات الموجة الى فضل الله بما يلي:
1- أفكاره الإصلاحية الجريئة، ونقده وتشكيكه بالروايات الضعيفة التي سربها الغلاة إلى الفكر الشيعي، وفي هذا المجال يقول: "إن التراث الفقهي والكلامي والفلسفي نتاج المجتهدين والفقهاء والمفكرين، وهو لا يمثل الحقيقة إلا بمقدار ما نقتنع به من تجسيده للحقيقة، على أساس ما نملكه من مقاييس الحقيقة، وبالتالي فإن الفكر الاسلامي ما عدا البديهيات هو فكر بشري قد يخطئ فيه البشر وقد يصيبونه" ويقول: "لا بد من الخروج من أقبية الذات والخصوصيات والحسابات الضيقة، وعلينا أن نواجه قضايانا وأفكارنا وحتى عقيدتنا بالنقد والشجاعة والجرأة قبل أن ينقدها الآخرون، لأننا نملك كمًّا غير قليل من الموروث الذي تركه لنا الأقدمون، والذي ينبغي النظر إليه بعين النقد والتحليل حتى لا نكون مصداقا للآية الكريمة: (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)" ويقول: "إن الحرية المطروحة هنا وهناك هي حرية مناقشة الآخر. أما أن نناقش في فكرنا في عملية نقد علمي فهذا ليس واردا، بل قد نجد هنا وهناك إرهابا فكريا، ولذا فإني أعتقد أن علينا أن ندرس ما عندهم وأن عليهم أن يدرسوا ما عندنا، بطريقة علمية موضوعية بعيدا عما إذا كانت هذه المفردات الفكرية أو الفقهية أو المفهومية مما التزم به المتقدمون، أو مما لم يلتزموا به".
٢- مراجعة للتراث الشيعي، والتشكيك بالرواية التي تتحدث عن ضرب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض) للسيدة فاطمة الزهراء (رض) أو إسقاطها لجنينها وإحراق دارها

٣- حذف الشهادة الثالثة (أشهد أن عليا ولي الله) من الأذان والإقامة، التي سنها الغلاة المفوضة ، كما يقول الشيخ الصدوق، والتي أدخلها الصفويون في الصلاة،

٤- اعتبار الفكر الشيعي وجهة نظر في خط الإسلام، وليس اصلا من اصول الدين أو المذهب
٥- رفض موضوع العصمة والرجعة والبداء،
٦- قوله عن موضوع الإمامة: إنها من المتحول الذي يتحرك في عالم النصوص الخاضعة في توثيقها ومدلولها للاجتهاد مما لم يكن صريحا بالمستوى الذي لا مجال لاحتمال الخلاف فيه، ولم يكن موثقا بالدرجة التي لا يمكن الشك فيه".
٧- انتقاد ظاهرة التسليم للعقائد الموروثة باعتبارها "مسلّمات" وقوله: "إن المسلّمات قد تكون ناتجة عن حالة ذهنية، وقد تصير مسلّمات ليست هي كذلك".
٨- اما الجريمة الكبرى التي ألبت عليه الامبريالية الاميركية فهي تتمثل في النشاط السياسي ومناصرة الثورة الإسلامية ومقاومة الاحتلال الصهيوني للبنان.
٩- الامتداد إلى مناطق الثروة الشيعية كالخليج. والقدرة على جمع المال (الخمس والزكاة) من المريدين، وتمويل المشاريع الخيرية والمؤسسات الثقافية، وما إلى ذلك.
١٠- بعض الفتاوى التجديدية

ان الحملة الإعلامية المضادة له الصادرة من الحوزة في قم،والتي تقوم بمحاكمته اعلاميا، تحاول سد باب الاجتهاد والحيلولة دون الاقتراب من مناقشة القضايا الموروثة حتى إذا كانت هامشية في مجال التاريخ كقضية كسر ضلع الزهراء، والاحتماء بسلاح الفتاوى خوفا من فتح ملفات أخرى أساسية في الفكر الشيعي كملف (الإمام الغائب) الذي تتخذ منه الحوزة والمرجعية التقليدية أساسا لهيمنتها المالية والسياسية والتشريعية على الأمة.

وقد تصدى لهذه المحكمة الظالمة والحملة الاعلامية الجائرة ضد السيد فضل الله، كل من السيد نجيب نور الدين الذي كتب (مأساة كتاب المأساة) والسيد محمد الحسيني الذي كتب (هوامش نقدية) دفاعا عن السيد فضل الله، كما كتب الشيخ محمد أبو السعود القطيفي (جاء الحق – دراسة نقدية للأفكار المطروحة في كتاب مأساة الزهراء) وشارك الشيخ جعفر البحريني الشاخوري بكتاب (مرجعية المرحلة وغبار التغيير)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق