الأربعاء، 20 أغسطس 2014

المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة في حوار خاص مع الألوكة عقب زيارة أحمدي نجاد لمصر


المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة
في حوار خاص مع الألوكة
عقب زيارة أحمدي نجاد لمصر


 الأزهر كشف التآمُر الإيراني على استقرار العرب وعقيدة المسلمين.

 استقبالُه بالأحذية والرفض الشعبي تأكيدٌ على رفض التقارب غير الجاد.

 الشيعة يكفِّرون أهلَ السُّنة، وهدفهم نشر التشيع في الدول السنِّية.

 يدَّعون حبَّهم لأهل البيت، ويسبُّون أمهاتِ المؤمنين، ويزعمون التقوى.

• تآمروا لتدمير بلاد السنَّة عبر التاريخ، وهذه أدلة استمرار مؤامراتِهم.

• يعملون على تفتيت الدول العربية التي بها شيعة؛ بجَعْلِ الولاء للفقيه الإيراني.

 تحالفوا مع أمريكا لاحتلال العراق، ويتعبَّدون بقتل السوريين لدخول الجنة.


 الأزهر يتصدى لمؤامراتهم في كل العصور، ورَفَضَ أكاذيب الدمرداش العقالي.

أثارت الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى مصر لحضور مؤتمر القمة الإسلامي ردودَ فعل لدى المفكرين الإسلاميين الذين تحفَّظوا عليها، وحذَّروا من الانخداع بالكلمات المعسولة للإيرانيين الشيعة، الذين هدفُهم الدول السنِّية، وعلى رأسها مصر؛ فهم يكفِّرون أهل السنة، ويشكِّكون في عقيدتهم؛ حتى إنهم يتقربون إلى الله بقتلِهم، يعطون الإمامَ صفاتٍ إلهية، يسبُّون الصحابة ويكفِّرونهم إلا ثلاثة، يتطاولون على أمهات المؤمنين، وخاصة السيدة عائشة، يتآمرون مع أعداء أهلِ السنَّة في كل العصور لتدميرهم، هذه النقاط وغيرها طرحناها في الحوار مع المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ورئيس تحرير مجلة الأزهر، التي أصدرت مؤخرًا كتابين تهاجم فيهما الشيعةَ، بالإضافة إلى أنه صاحب العديد من المؤلَّفات التي تفضح الفكر الشيعي، فماذا قال؟


كيف ترى زيارة أحمدي نجاد وردود الأفعال عليها، سواء في المؤسسة الأزهرية أو خارجها؟

الدكتور محمد عمارة: هذه الزيارة لها جوانبُ متعددة؛ فهي من الناحية السياسية وما صاحَبَها من تصريحات عن الوحدة الإسلامية، فهذه جوانب إيجابية، حتى إذا افترضنا أن الشيعةَ يؤمِنون بالتقية، أنهم يقولون في الظاهر غير ما يضمرونه في الباطن؛ لأنهم أفضل مَن يطبِّقون المبدأ الميكافيللي: "الغاية تبرر الوسيلة"؛ فهم يزعمون حِرْصهم على العلاقات الطيبة مع مصر والدول العربية، ومع هذا فهم يعملون على زعزعة أمن واستقرار الدول العربية، وخاصة دول الخليج، بالإضافة إلى رعاية ودعم المد الشيعي في كل الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، بالإضافة إلى المساندة بالجنود والسلاح لنظام بشار الأسد سفاح دمشق، وكذلك حزب الله في لبنان، واحتلالها للجزر الإماراتية، وإثارتها للقلاقل في البحرين واليمن والسعودية وغيرها من الدول السنِّية، ولا يمكن أن ينسى أبناء العالم الإسلامي دَوْرَها في تمزيق العراق ودعم الاحتلال الأمريكي له.

هذا عن الناحية السياسية، فماذا عن الناحية العقائدية، وخاصة أنه قام بزيارة الأزهر ومقامات آل البيت في مصر؟

الدكتور محمد عمارة: الأزهر مع الحوار الجاد مع الشيعة بشرط إخلاص النوايا، ولكن المشكلة أن ماضي ما تم من الحوار بين الأزهر والمؤسسات الشيعية يؤكد عدم جديتهم، والتاريخ خير شاهد على ذلك، ومع هذا فقد لقَّن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الرئيسَ الإيراني درسًا في التأكيد على الثوابت؛ من رفض وإدانة دعم إيران للتمدُّد الشيعي في البلاد السنية، ومطالبته بوقف سبِّ الصحابة وأمهات المؤمنين، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولكن الرئيس الإيراني تهرَّب من بعض الأسئلة المحرجة، بالإضافة إلى أسلوبه الاستفزازي برفع إصبعيه بعلامة النصر؛ لهذا كان الردُّ الشعبي بمحاولة الاعتداء عليه بالأحذية، والتصدي له من السلفيين، الذين عبَّروا عن رفضهم للزيارة وما صاحبها من فعاليات.

سب الصحابة:

رغم تأكيد الأزهر للرئيس الإيراني ومِن قبله تأكيد الرئيس مرسي في قلب العاصمة الإيرانية على ضرورة توقُّف الشيعة عن سب الصحابة، فإن بعضَهم ينكر ذلك، فهل هم فعلاً يسبُّون الصحابة أم أن الأمر مبالَغٌ فيه؟

الدكتور محمد عمارة: هذا المصطلح غير دقيق؛ لأن الشيعة لا يسبُّون الصحابة، بل إنهم يكفِّرونهم، وهناك فرقٌ بين السب والتكفير؛ فهناك في بعض الكتب الأصولية، مثل كتاب: "الكافي" الذي ينص على أن الصحابة ارتدوا عدا ثلاثة، فهم بهذا القول يشكِّكون في صدق القرآن الكريم، ويشككون في كفاءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه استمر لمدة 23 سنة يربِّي ويصنع الصحابة على عينه، ثم يَكفُرون إلا ثلاثة، لو افترضنا أن مدرِّسًا يربي التلاميذ 23 عامًا، ثم لا يصلح منهم إلا ثلاثة، فمعنى ذلك أنه غير جدير بالتدريس، أو غير قادرٍ على التربية.

موقف الأزهر:

ما هو موقف الأزهر من بعض هذه التجاوزات الشيعية؟

الدكتور محمد عمارة: الأزهر له موقف رافض على طول الخط لانحرافات العقائد الشيعية، سواء من خلال الفتاوى الصادرة عنه، أو من خلال ما صدر عنه من كتبٍ، آخرها كتابان مع مجلة "الأزهر" تم فيهما تفنيدُ عقائد الشيعة والرد عليها.

ليس هذا فحسب، بل إنه على سبيل المثال جاءنا في مجمع البحوث الإسلامية كتاب اسمه: "فصل الخِطَاب في تاريخ قتل ابن الخطَّاب" للشيخ "أبو الحسين الخوئيني"، يقول في هذا الكتاب: إن أبا لؤلؤة المجوسي - رحمه الله - محطِّمُ أكبرِ صنمٍ في تاريخ البشرية، لا يوجد منذ أول يوم من أيام الدنيا وحتى يومنا هذا ولن يوجد صنمٌ أكبر وأعظم من عمر بن الخطاب، ويسمُّون ذكرى مقتل عمر بن الخطاب بـ: "عِيدِ السرور"، ويعتقدون أن الله يرفع فيه القلمَ عن العباد لمدة ثلاثة أيام يفعلون ما يشاؤون.

كما أن زعيم الشيعة في مصر الدمرداش العقالي قد أتى إلينا بكتاب في مجمع البحوث الإسلامية، ويصف في هذا الكتاب عمر بن الخطاب أنه "الصنم الشقي الكافر"، ويقول عن الصحابة أنهم "ارتدوا وصدَّهم الشيطان عن الاستجابة لأمر الله، وجحدوا وارتدوا".

تكفيرهم لأهل السنة:

وماذا يقول عن أهل السنة؟

الدكتور محمد عمارة: يقول عن أهل السنة بأنهم يتبعون الطاغوت، وهم أصنام، ووجَّه كلامه لأهل السنة قائلاً: "لقد جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم، واتبعتم الطاغوت، وقد طبع الله على قلوبكم، وجعل في آذانكم وقرًا"، هذا كلام زعيم الشيعة في مصر عن عمر بن الخطاب وعن الصحابة وعن أهل السنة.

آل البيت:

ولكن الشيعة يقولون: إنهم من أهل البيت، أو محبون لهم؟

الدكتور محمد عمارة: هذا كلام للتضليل؛ لأن كلمة أهل البيت لم تذكر في القرآن إلا مرتين، مرة عن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33]، والغريب أنهم يُكفِّرون أمهات المؤمنين، خاصة عائشة وحفصة وأم حبيبة، وبالتالي فإن مصطلح أهل البيت يُقصَد به نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يقصد به نسلُ الإمام علي - كرم الله وجهه - من السيدة فاطمة فقط كما يعتقدون، أما المرة الثانية التي أتى فيها مصطلح "أهل البيت"، فقد كانت عن "سارة" زوجة نبيِّ الله إبراهيمَ - عليه السلام.

صفات الإمام إلهية:

يقال: إن الإمام عند الشيعة له صفات فوق البشر، ويصل بعضها إلى درجة الألوهية، هل هذا صحيح؟

الدكتور محمد عمارة: هذا الكلام صحيح؛ فمثلاً يقول محمد باقر الصدر في أحد كتبه: "إن الإمامةَ تأتي باتجاهين: اتجاه يقول بأن الإمامة معينة من السماء، وهو الاتجاه الأقوى، أما الاتجاه الآخر، فيقول: إنها تأتي بالشورى"، مع العلم أنهم يرفضون الشورى، بل إنها محرمة عندهم.

وقد وصف الشيخ عبدالعزيز جاويش - وهو من كبار علماء أهل السنة - أئمة الشيعة وصفًا يحتاج إلى من يرسمه؛ حيث قال عنهم: "إنهم عمائم كالتمائم، وجبب كأوراق الكرنب، ولحى كذيول الخيول، ومسابح حباتها كبيض الحمام، وألسنة لا تريح كاتب السيئات"، ويقول الإمام الخميني: "إن الفقيه له كل سلطات الإمام، والتي هي كل سلطات الرسول، والتي هي كل سلطات الله - سبحانه وتعالى - وأن الرد على الفقيه حكمُه الكفر".

مواجهة سرطان التشيع:

التشيع سرطان في الجسد الإسلامي نخشى أن يمتدَّ إلى الدول السنية، فكيف يمكن التعامل معه؟

الدكتور محمد عمارة: صدق وصفُكم للتشيع بأنه سرطان، إذا عز اقتلاعه، فالواجب حصارُه؛ لأنه عندما يكون هناك مجتمع مثل المجتمع المصري، والمجتمعات السنِّية في شمال إفريقيا، وهي موحَّدة في الفكر والثقافة والعقائد، وبالتالي لديها عمود فقري قوي يستطيع تحمُّل مشروعٍ نهضوي، أما إذا جاءت خلايا سرطانية شيعية، فإنها تؤدي لتفكيك هذا الجسم وجعلِه مريضًا، وهذا ما يحاول أن يقومَ به الشيعة، من تفكيكٍ للمجتمعات السنِّية، وتحويلها إلى مجتمعات طائفية، بأسُها بينها شديد، من خلال تطبيق مبدأ: "فرِّقْ تسُدْ".

تكفير الصحابة:

يقال: إنهم لا يكتفون بتكفير الصحابة، بل إنهم يروِّجون عنهم الأكاذيب في علاقتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، هل هذا صحيح؟

الدكتور محمد عمارة: بالتأكيد؛ لأنهم يقولون كلامًا عن صحابة الرسول إفكًا، فمثلاً يقولون: إن عمر وأبا بكر وعائشة سقوا رسولَ الله السمَّ فقتلوه، ثم يتهمون عمرَ بأنه سقى أبا بكر السم فأماته، ويحاولون تشويه صورة الصحابة الذين هم الجيل القرآني الفريد الذي صنعه الرسولُ على عينه في دار الأرقم وفي الروضة الشريفة.

ولم يقف إفكُهم عند هذا الحد، بل إنهم يَكذِبون على جعفر الصادق ويقولون: إن هناك حديثًا يقول: إن الناس كلهم ارتدوا عدا ثلاثة، هم: سلمان، والمقداد، وأبو ذر.

حماية أهل السنة:

كيف نحصن المسلم السنيَّ من هذه الأفكار الشيطانية؟

الدكتور محمد عمارة: نحن الآن نسعى لتحصين العقل المسلم السني ضد هذه العقيدة الفاسدة وضد هذا السرطان؛ فنوضح لأتباع المذاهب السنية أن هناك أحاديثَ غير التي زيَّفوها ونسبوها إلى أئمتِهم المعصومين، ويزعمون أن القرآن الكريم قد حُرِّف، وأن القرآن الحقيقيَّ هو ثلاثةُ أضعاف القرآن الموجود الآن، وبعضهم يقول: إنه سبعة آلاف آية، وليس ستة آلاف، ويزعمون أن القرآن الكريم قد حُذفت منه كلُّ الآيات التي تشهد بالإمامة، وخاصة أنهم جعلوا الإمامة شأنًا إلهيًّا، وليس من سلطة الأمة وشورى الأمة، ويقول الكليني صاحب كتاب "الكافي" الذي يشابه عندهم كتاب "البخاري" عند أهل السنة: إن روايات تحريف القرآن تصل إلى درجة التواتر، ويزعمون أن الإمام هو الذي عنده القرآن، بل يزعمون أن لغةَ القرآن لا يفهمها إلا الإمام فقط.

النظرة المتناقضة للإمام:

ما هو الفرق بين نظرتهم للإمامة ونظرة أهل السنة؟

الدكتور محمد عمارة: الإمامة: في فقه أهل السنة أجمعوا أنها من الفروع أو الفقهيات، وعندما تقرأ كل كتب أهل السنة تجد أن هذا الموقف هو موقف مُجمَع عليه؛ ولذلك فنحن نختلف عنهم في نظام الحكم، ونختلف في الولايات السياسية دون أن يكفِّر أحدٌ منا الآخر، والإمامة بالنسبة لهم هي شيء إلهيٌّ، ومن يختلف فيها معهم يكفرونه، مثل أن يكذِّب الفردُ بالرسالة أو بالنبوة عندنا فنحن نكفِّره؛ لأنها أشياء لا يمكن الخلاف عليها بين المسلمين، أما الفقهيات، فهناك خطأ وصواب، وليست قضايا مكفِّرة؛ ولذلك فهم يَرْوُون عن فاطمة شيئًا غريبًا جدًّا، يقولون: "نزلت الولاية من عند الله في لوح أخضر يشبه الزمرد، هذا لوح أهداه الله إلى رسوله، فيه اسم أبي، واسم بَعْلي، واسم ابنينا، واسم الأوصياء من ولدي، ولم ينزل من الله كتاب مختوم مثل الوصية"، هذا كلام موجود في "الكافي" للكليني؛ فهم جعلوا الأئمة آلهة، وجعلوها نصًّا إلهيًّا وتعيينًا، وليست شورى في الأمة، باختيار أو ببيعة، فهم يقولون في كتبهم: "إن الله قد جعل للأئمة الخلق والرزق"، كما قالوا: إن حساب الناس على الأئمة، وإن إياب الناس إليهم، والخميني يقول: "إن أئمتنا كانوا أنوارًا قبل خلق الدنيا، وكانوا حول العرش"، ويبالغُ آخرون فيقولون: إن الأئمة مخلوقون من نور، وإن الشيعة أنفسهم مخلوقون من طينة أخرى غير طينة البشر، وإنه ليس أحدٌ على ملة الإسلام إلا الأئمة والشيعة.

ووصل الأمر أنه في بعض أبواب الكافي يقولون: إن الأئمة لا يموتون إلا بإرادتهم وباختيارهم، وهذه الخرافات والفكر الخرافي وتكفير الصحابة عندما يُعرَض على الجهال في مصر قد يتأثَّرون، وخاصة الشيعة سيظلون يحلمون بمصر.

حرب دينية:

يقال: إن الشيعة حوَّلوا الحرب في سوريا إلى حرب دينية ضد أهل السنة؛ حيث وقفوا مع نظامٍ من منطلق ديني، هل هذا صحيح أو من قَبيل المبالغة؟

الدكتور محمد عمارة: هذا كلام صحيح، بل إنهم يلعبون في كل البلاد القريبة من إيران؛ فمثلاً يلعبون في سوريا؛ حيث يأتي الشيعي من الحرس الثوري الإيراني، ومن جيش المهدي العراقي، ومن حزب الله، ويقتلون أهلَ السنة، ويضربون المساجد السنية، وعندهم في عقيدتهم: "اقتُل سنيًّا، تدخل الجنة".

للعلم فإن وجودهم في سوريا يمتد إلى أيام حافظ الأسد؛ حيث كانوا يعملون على تحويل النُّصَيْرية أو العَلَويين إلى الاثني عشرية، كما يعملون على تشييع القبائل العربية في سوريا والعراق، أما في اليمن، فيعملون على تحويل الحوثيين من الزيدية - والتي هي أقرب إلى أهل السنة - إلى الشيعة الاثني عشرية.

المؤامرة على العرب:

يحاول الشيعة اللعب بورقة ولاية الفقيه في الدول العربية، فما السبب؟

الدكتور محمد عمارة: لأن الشيعة الموجودين في مصر أو في السعودية أو في البحرين أو في اليمن عندما يكون ولاؤهم للفقيه الموجود في إيران أو في العراق، فمعنى ذلك أن الولاءَ ليس للوطن، وهذه نقطة خطيرة جدًّا؛ لأن نظرية ولاية الفقيه تجعل الولاء الوطني يتآكل لحساب قيادة موجودة خارج الحدود.

تدمير العراق:

لعب شيعة إيران دورًا في تدمير واحتلال العراق بعد أن اتفقوا مع "بوش" على ذلك، هل هذا صحيح؟

الدكتور محمد عمارة: هذا الكلام صحيح؛ لأن السيستاني - وهو فارسي وجنسيته إيرانية لا يتحدث العربية - ومن معه من حزب الدعوة يحكُمون العراق العربي، وأيضًا الشيعة في البحرين بعد أن كان ولاؤهم للبحرين، اختاروا الاستقلال عن البحرين في الاستفتاء، ولا يمانعون من انضمامهم إلى إيران؛ لتبعيتهم للفقيه، وأيضًا في المنطقة الغربية من السعودية ولاؤهم للولي الفقيه، إذًا أنت أمام نظريات لا بد أن يَعِيَ الناسُ خطورة هذه النظريات.

مصر هدف الشيعة:
قلتم: إن الشيعة هدفهم مصر، فما الأسباب التي جعلتكم تؤكِّدون ذلك؟

الدكتور محمد عمارة: لا ينسى الشيعة أن الدولة الفاطمية الشيعية حكمت مصر ثلاثة قرون، وكانت الدولة شيعية والشعب سنيًّا؛ لذلك استندت الدولة إلى الأقلية اليهودية، حتى إن المصريين كانوا يقاومون الشيعة بطرق عجيبة، يعني: كان يصعد الخليفة العزيز بالله الفاطمي على منبر الأزهر ليخطب الجمعة، فيجد منشورًا وضعه له المصريون؛ لأنه كان عنده وزير نصراني ووزير يهودي، ولا يوجد وزير من أهل السنة ولا من الشعب، فيجد منشورًا مكتوبًا عليه: "بالذي أعز اليهود بمنشا، وأعز النصارى بنسطورس، وأذلَّ بك المسلمين، هلا كشفتَ ظلامتي!".

وكان المصريون يقومون بمظاهرات ضد الدولة الفاطمية ويقاومونها بكل أساليب المقاومة، وكان الفاطميون يَلْعنون أبا بكر وعمر وعثمان بالكتابة بالذهب على المنابر، وعندما جاء صلاح الدين الأيوبي أغلق الأزهر خمس سنوات؛ حتى يغيِّر مناهجه من المناهج الشيعية إلى المناهج السنية، وقام بعمل سلسلة من المدارس السنية؛ ليُعيدَ السنَّة إلى الدولة، وهذا ما ساعده على هزيمة الصليبين؛ لأنه أحدث تناغمًا بين المذهب الرسمي للدولة وبين المذهب الذي ينتهجه الشعب.

أهل خيانة:

يقال: إن الشيعة أهل مؤامرة وتواطؤ على أهل السنة، هل تؤكد حوادثُ التاريخ ذلك؟

الدكتور محمد عمارة: عندما جاء العلقمي الوزير الشيعي اتفق مع هولاكو الوثني، واتفق مع التتار على دمار بغداد، وعلى قتل الخليفة وآلاف الناس، وقذف بمكتبات بغداد إلى نهر دجلة، وهذا ما أحدث طفرة كبيرة، وشرخًا في الذاكرة الإسلامية، وضاع جزءٌ كبير جدًّا من تراثنا؛ بسبب هذه الخيانة الشيعية من ابن العلقمي، وعندما أتى صلاح الدين الأيوبي وقضى على الدولة الفاطمية، تآمرت بقايا الدولة الفاطمية مع الصليبيين ضد صلاح الدين.

واليوم استدعوا هولاكو العصر الحديث (بوش) لتدمير العراق، والآن يدمرون سوريا؛ كي تظلَّ سوريا أرضَ خراب محروقة عشرين أو ثلاثين سنة، وتأمن إسرائيلُ على حدودها مع سوريا؛ لأنها ستلعق جراحها لفترة طويلة؛ ولهذا لا بد أن يكون هناك وعيٌ لهذه الخيانات التاريخية، والتي ستظل نقطة سوداء في تاريخهم، سواء ما كان من ابن العلقمي، أو من مأساة العراق، أو من خيانتهم لتدمير سوريا.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/50372/#ixzz3B0JKvq00

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق