الأربعاء، 6 أغسطس 2014

عبدالله فيلبي يكشف فساد ابناء الملك عبدالعزيز


شهادة عبدالله فيلبي  في اولاد الملك عبدالعزيز آل سعود

 يكشف فساد ابناء  الملك عبدالعزيز

يتكلم عن ابن سعود


أولاده الذكور


بلغ مجموع أولاده الذكور أخيراً خمسة وأربعين ولداً، مات منهم عشرة وبقي خمسة وثلاثون. أما بناته فلا نعلم عن عددهن شيئاً. وكان آخر ولد لابن سعود ولد في عام 1947 عندما كان هو في الواحد والسبعين من عمره. ومما يذكر أن عدد أولاده وأحفاده، بما فيهم البنات، بلغ عند موته أكثر من ثلاثمائة.


ومن الجدير بالذكر أن ابن سعود لم يكن وحده محباً لكثرة الأنسال، بل كان يشبهه في ذلك بعض أبنائه وأخوته وأبناء عمه. ولهذا تكاثر عدد أفراد الأسرة السعودية بشكل يثير الدهشة، حتى قيل ان عدد الأمراء والأميرات من آل سعود بلغ مؤخراً نحو خمسة آلاف.


ان هذا العدد الكبير من الأمراء أصبح ظاهرة اجتماعية لها أثرها الكبير في المملكة السعودية. فهم صاروا طبقة متميزة تعيش فوق القانون. وقد توافر لدى أفراد هذه الطبقة من جراء تدفق النفط مال كثير يكاد لا يحصى. ولا حاجة بنا إلى القول ان اجتماع هذين العاملين – أي التميز الطبقي وتوافر المال – لابد أن يؤدي بطبيعته إلى الترف الباذخ والانهماك في الشهوات بلا حدود.


أعطانا المؤلف البريطاني هوارث في كتابه “ملك الصحراء” صورة عجيبة تكاد لا تصدق عن الترف والتبذير اللذين ابتلى بهما الأمراء السعوديون. وهو يذكر أن ابن سعود لم يكن يعرف عما كان يفعله أبناؤه إلا قليلاً، وكان إذا بلغه شيء عنهم يتملكه الغضب وقد يضربهم بالعصا. ولهذا كان في أواخر أيامه يشعر بالتعاسة العميقة.


يقول فيلبي في هذا الشأن ما نصه:


“كانت المشكلة الكبرى التي واجهها الملك – يقصد ابن سعود – في هذا التضخم الذي طرأ على الأسرة المالكة التي غدت تكوّن بمفردها طبقة خاصة قائمة بنفسها. وكانت لدى رجال الأمن أوامر شفوية بعدم التعرض للأمراء أو المساس بهم مخافة أن تنتشر أخبارهم بين الناس.. أما المشكلة الثانية التي ازدادت نتائجها مع الأيام فهي إغراق الملك في سخائه وعطاياه، وهو كرم عرف عنه منذ أيامه الأولى.. ولكن مع تكاثر الأموال والموارد وتوقع استمرارها في المستقبل أخذ سخاء الملك يفوق كل حدود الحكمة والعقل، ويبذر بذور الفساد في طريقه. وكان أول المنتفعين من هذا السخاء حتماً نساء الحريم والأمراء، ويتلوهم رجال البلاد والحاشية والموظفون. واشتدت الشهوة عند هؤلاء في الحصول على المال كلما زاد الملك إغداقاً عليهم في عطاياه، وبلغت الهبات حداً لم تعرفه أي بلاد في العصر الحديث. ولكن الملك نفسه لم يبدل طريقته البسيطة في الحياة، فقد ظلت ملابسه على ما كانت عليه، وقد ظل على غرامه بإنجاب الأطفال حتى اللحظة الأخيرة في حياته، وان كان آخر أولاده قد ولد في عام 1947.


كان الأمراء السعوديون يخشون أباهم في حياته، ولهذا كانوا يتكتمون في أفعالهم بمقدار جهدهم. فلما مات أبوهم في عام 1953 انطلقوا في الملذات ينهلون منها كما يشتهون. فلقد ذهب بموته الرادع الذي كانوا يخشونه أو يستحون منه.


يتداول الناس في المملكة السعودية قصصاً مذهلة عن مبلغ الانهماك في الشهوات الذي ابتلي به الأمراء بعد موت أبيهم. وربما كان في هذه القصص قسط من المبالغة أو التزويق، كما هي عادة الرواة في مثل هذه الأمور، إنما هي على اي حال قد لا تخلو من الحقيقة قليلاً او كثيراً. ان الانهماك في الشهوات امر طبيعي في الإنسان حين يغيب عنه الرادع ولا يشذ عن ذلك إلا القليل النادر من الناس.


 معلومة نشرها


 العالم العراقي علي الوردي

  في كتاب

 اللمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث
================


فيلبي بعد الحرب


مرت بفيلبي خلال الحرب العالمية الثانية فترة عسيرة جداً. فقد اتهمته حكومته بالميل إلى ألمانيا النازية، وحين ذهب إلى الهند اعتقلته ونقلته إلى بريطانيا، وظل هناك طيلة الحرب. ويدعي فيلبي أن نوري السعيد هو الذي وشى به إلى الحكومة البريطانية. ولما عاد فيلبي إلى المملكة السعودية بعد إطلاق سراحه أهداه ابن سعود جارية جديدة من أصل بلوشي أو فارسي اسمها “روزي العبد العزيز”. وكانت هذه الجارية نحيلة قصيرة في السادسة عشرة من عمرها ولكنها جميلة. أما جاريته الأولى فلا ندري ماذا صنع الدهر بها، وربما اعتقها فيلبي أو أهداها – والله أعلم!


كانت لفيلبي داران متواضعتان أهداهما له ابن سعود، إحداهما في الرياض والأخرى في مكة. وصار فيلبي يقيم في الرياض تارة وفي مكة تارة أخرى. وقد أنجبت له جاريته الجديدة أربعة أولاد مات اثنان منهم، وبقي اثنان هما: خالد وفارس. وكان فيلبي حريصاً على تربية هذين الولدين تربية عربية إسلامية.


يحدثنا أمين الميز: انه زار فيلبي في 24 كانون الأول 1954، في داره التي في مكة وكانت مجاورة للحرم، فوجد الدار بسيطة مكونة من طابق واحد، وكانت غرفة الاستقبال مؤثثة بأبسط الأثاث. وقد جاء إليه ولداه الصغيران خالد وفارسن فطلب فيلبي من خالد أن يذهب إلى أمه يدعوها للسلام على الضيف، فذهب خالد إلى أمه ثم عاد مكسور الخاطر وهو يقول بلهجة نجدية: “ما تبغي تجي”. ويقول المميز أنه صحب فيلبي بعد ذلك للصلاة في الحرم، فرآه يؤدي الصلاة بكل خشوع ويتلو الأدعية والآيات القرآنية من أعماق قلبه. ويعلق المميز على ذلك قائلاً: “فهو، والحق أشهد، مسلم مؤمن بكل معنى الكلمة”…


ظلت علاقة فيلبي بابن سعود حسنة حتى النهاية، ولما مات ابن سعود أخذت علاقته مع ابنه الملك سعود تسوء تدريجياً. وسبب ذلك أن فيلبي بدأ ينتقد الترف والتفسخ اللذين سادا المملكة في العهد الجديد، وكتب بعض المقالات حول ذلك في الصحف الأجنبية مما أغضب عليه الملك سعود وحاشيته. وفي أواخر نيسان 1955 أخرج فيلبي من البلاد.


ذكرت الحكومة السعودية للقائم بأعمال السفارة البريطانية في جدة الأسباب التي دعتها لإخراج فيلبي من البلاد، وهي: (1) نشره للشيوعية في داخل المملكة السعودية، (2) عمالته للصهيونية ودعوته لليهود، (3) دأبه في كتاباته على الانتقاص من منزلة الملك سعود بالمقارنة إلى أبيه، (4) استمراره على نشر المقالات في الصحف الأجنبية في انتقاد المملكة السعودية وسياستها، (5) إلقائه أخيراً سلسلة من المحاضرات على موظفي شركة أرامكو في الظهران تتضمن الطعن بالمملكة ورجالاتها.


اتخذ فيلبي بعد نفيه بيتاً له في قرية عجلتون في لبنان، واستدعى إليه من الرياض زوجته الجديدة وولديه خالد وفارس. وفي 7 أيلول 1955 وصلت الزوجة والولدان إلى مطار بيروت، فطلب منها فيلبي ان تسفر عن وجهها حالاً، فأطاعت أمره مرغمة.


أصبح إخراج فيلبي من المملكة السعودية محوراً لدعاية سيئة ضدها، وأخذت بعض الصحف البريطانية تنشر المقالات حول ما يجري في المملكة السعودية من تفسخ وتبذير. وقد ساهمت إذاعة بغداد في هذه الحملة مما أدى إلى توتر شديد في العلاقة بين العراق والمملكة السعودية. واضطر الملك سعود أخيراً إلى مصالحة فيلبي وإلى السماح له بالعودة إلى الرياض.


وفي صباح 30 أيلول 1960، عندما كان فيلبي في بيروت في زيارة عابرة لها، أصيب بهبوط بالقلب، فنقل إلى مستشفى الجامعة الأميركية. وفي غروب ذلك اليوم لفظ فيلبي أنفاسه الأخيرة، وكانت آخر كلمة نطق بها هي: “أنا سئمت”. وفي ظهر اليوم التالي نقل جثمانه إلى مقبرة “الباشورة” الإسلامية في حي البسطة. ولم يكن في تشييع جنازته سوى عشرة اشخاص كان فيهم ولده الأكبر “كيم”. وقد أمر “كيم” أن ينقش على قبر أبيه هذه العبارة: “أعظم مكتشفي جزيرة العرب”.


مهما اختلفت الآراء في فيلبي وأهدافه في الحياة، فهناك اتفاق بين الباحثين على أنه كان نزيهاً مترفعاً عن الدنايا، وقد كان في مقدوره أن يكسب الملايين 

من ابن سعود أو من ابنه سعود، كما فعل الكثيرون، ولكنه مات ولم يملك من حطام الدنيا إلا القليل. والواقع أنه افضل من أولئك الذين جمعوا الملايين، 
إذ هم تركوها لغيرهم يتنعمون بها وتحملوا هم أوزارها.


للمزيد

معاداة جون عبدالله فيلبي للصهيونية ذكرها العلامة العراقي الدكتور علي الوردي

http://goo.gl/lX9E3P


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق