السبت، 3 يناير 2015

الرد على حديث فلا تمتلىء النار حتى يضع الله رجله فتقول قط ؟



طرح الرافضي هذا السؤال كيف يضع الله رجله في النار

حيث قالوا ورد رواية حديث "لا تملأ النار حتى يضع الله رجله فيها"

الحق أن هذه المسألة من جنس مسألة الاستواء على العرش، ومسألة نزول الله، فكما أننا لم نحكم على الاستواء بشيء كوننا لا ندرك كنهه كذلك نفعل بفعل وضع القدم ، فنحن لا ندرك حقيقة هذا الفعل من الله أيضاً.
فهل استواء الله على عرشه يقتضي التماس ؟؟
لا نعلم وليس لنا أن نحكم بشيء، وكل من حاول الإجابة عن هذا السؤال فقد أغرب وأعمل عقله في ما لا معمل له!
وكذلك الأمر بفعل الوضع، فهل وضع القدم في النار يستلزم الإحاطة والتماس ؟؟؟
وأصحاب هذه الشبهة ظنوا أن مجرد وضع القدم في النار يستلزم التماس، وهذا خطأ في الفرض والاستدلال، وحتى إن حدث تماس فالتماس بين شيئين لا يستلزم التناسب بينهما (بمعنى أن يكونا من نفس الجنس)، ومن ادعى ذلك فعليه الدليل.


بل إن خطأ ذلك معلوم في المخلوقات كما هو حال الغاز أو الهواء مع الأجسام، فما بالنا إذا كان أحد المماسين (على فرض حدوث التماس) هو الله الخالق ؟
وقد ذكرنا في حوارنا مع الضيف الباقر مثال المخلوقات التي تعيش في بعدين، وكيفية نزولنا عليهم من فوق ، وكانت الغاية من وراء هذا المثال إثبات أن فعل النزول بالمعنى المعروف لدينا قد يحمل معنى غير معقول عند غيرنا. 
وهذا ما أثبتناه في مثالنا، ويقاس عليه كافة الأفعال الصادرة من الله.
وأصل الإشكال الذي وقع فيه أهل الكلام من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم أنهم قاسوا الفعل على الفعل، فقاسوا فعل النزول على نزولنا والاستواء على استوائنا والمجيء على مجيئنا وهذا من سوء فهمهم وفساد قياسهم.
فإن القياس بين الأفعال المجردة باطل.


لماذا ؟؟


لأن الفعل يتعلق بالفاعل ويتبعه، ولا يمكن لك أن تقيس التابع على التابع ما لم تضمن قياس المتبوع على المتبوع.


فالقياس الذي قاسوه قياس مع الفارق ما لم يثبت أحدهم أن ذات الله كذاتنا ، وعندئذ نقيس أفعاله على أفعالنا ، لأن الفعل في حقيقته ما هو إلا وصف لحركة الفاعل، فإذا كان الفاعل مجهولاً في كنهه فكل أفعاله مبهمه.
وهذه هي النكتة اللطيفة التي أدركها أهل السنة والجماعة أعزهم الله ورفع أقدارهم وخفيت على هؤلاء مع دعواهم أنهم أهل كلام ومنطق ويستدلون بالعقل، وخفي عليهم أن صحيح العقل يؤكد أن الفعل بمجرده يبقى مبهماً حتى يتعلق بفاعل يفعله.
فمتى عرفنا الفاعل، عرفنا كل أفعاله وجيز إدراك أوصافها.
والفعل كما عرّفه اللغويون هو ما دل على حدث وزمان، فما طبيعة حدث النزول وحدث الوضع وحدث الاستواء ؟؟؟
لا نعلم.


لذلك فإن الله علّم آدم الاسماء ولم يعلّمه الأفعال، لأن تعليمه الأسماء وما يقتضيه من تعلّم كنه مسمياتها يستلزم إدراك أفعالها، وفي هذا وجه حسن ودلالة قوية لمن قال بسبق الإسم على الفعل في اللغات.
ومتى خفي الشيء الفاعل عن الإدراك وجب الكف عن قياس كافة أفعاله.
بل نقول: طالما أن حقيقة الفاعل خارجة عن الإدراك، عد منطقياً أن يفعل أفعالاً خارجة عن الإدراك في حقيقتها، ولكن لا بد من التعبير عنها بحسب وصفها، وهذا يستلزم اختراع ألفاظ جديدة في اللغة لاحتواء تلك المعاني الجديدة التي لا ندركها، ولو فعل الله ذلك لاستعمل ألفاظاً غير مفهومة في معانيها كونها تصف أفعالاً لا نعلم كنهها وبالتالي لا نجد لها ألفاظاً معبرة عنها في لغتنا، وهذا مخالف للبلاغة والحكمة، فاقتضى التعبير عنها بلغتنا مما استدعى اشتراك الألفاظ، ولكن استعماله للفظ الاستواء ليس كاستعمالنا للفظ الاستواء ، وكذلك في النزول والوضع وغيره.
فإثبات الفعل لأكثر من فاعل ليس بالضرورة أن يستلزم تشابه الفعل منهم ما لم يتشابه الفاعلون أنفسهم في الجنس والماهية.
وقد يقول قائل: حتى وإن كان الفاعل مجهولاً فيظل جنس الفعل معلوماً، ولو حكمنا على فعل الأكل مثلاً لوجدنا تعدد الآكلين واختلاف طرق الأكل عندهم، ولكن جنس فعل الأكل متحقق في عمومهم وماهيته معلومة وهي تناول الطعام عبر الفم ليحصل منه تغذي الجسم. فالاستقراء يدل على ماهية فعل (وضع القدم) قطعياً كما يدلنا على سائر الأفعال.
نقول: هذا صحيح في جنس فعل الأكل، لأن الاستقراء شمل كل القائمين بالفعل، ولكن في فعل الاستواء وفعل وضع القدم قد دخل فرد من الفاعلين (الله عز وجل) في الحسبة ولم يشمله الاستقراء، فالاستقراء غير تام في هذا الحال حتى يشمل كافة الأفراد.
فليس لنا استنتاج أي خواص وصفات مشتركة ما لم يشمل الاستقراء كامل أفراده، إلا أن نريد إجراء الاستقراء على مخلوقات عالمنا فقط فيصح الاستقراء في خصوص عالمنا.
ومسألتنا هنا عن فعل الله وهو غير مشمول في الاستقراء فلا ينطبق عليه ما يؤديه الاستقراء من أحكام ونتائج.
ثم إننا نرى كيف نأكل نحن بني آدم وكيف تأكل الحيوانات والحشرات بمختلف أنواعها ورأينا كيف أن فعل الأكل ثابت للجميع مع اختلاف ماهيته وطريقته وماهية الواسطة التي يؤكل بها ونوع المأكول، وكل هذا ناتج عن تغاير الآكلين في الجنس.
فلو قلنا لأحد صف لنا فعل الأكل بمجرده وصف لنا كيفيته لكان سؤالاً مبهماً إلا أن نحدد جنس الآكل (الفاعل)، وهذا هو تفسير قولنا أن الفعل بمجرده يبقى مبهماً حتى يتعلق بالفاعل.
لذلك لا يسعنا الإجابة إلا بقولنا أن الأكل معلوم والكيف مجهول
ويبقى مجهولاً حتى يُعلم الفاعل ويُدرك كنهه.
وهذا عين ما قصده أهل السنة والجماعة أعزهم الله ورفع أقدارهم بقولهم الاستواء معلوم والكيف مجهول، وكذلك القول في النزول ووضع القدم وكافة أفعال الله عز وجل.
فإن قيل: إن اختيار الله لفعل الاستواء وفعل النزول وفعل وضع القدم له دوناً عن سائر الأفعال يدل على اختصاص هذه الأفعال بوصف حقيقة الفعل.
نقول: هذا صحيح، ولهذا نقول أن الاستواء معلوم والكيف مجهول، ووضع القدم معلوم والكيف مجهول، وأن الاستواء غير النزول وغير المجيئ وغير وضع القدم في النار كما قلنا أن السمع غير البصر وغير الكلام والعلم غير الحياة وغير القدرة.
إلا أن إثبات جنس الفعل لا يستلزم منه إثبات كيفية الفعل وحقيقة ماهيته وحدوثه في الزمان.
فالحاصل أننا نثبت فعل (وضع الله لقدمه) في النار ولكن بدون كيفية وهؤلاء المشبهة يصرون على القياس بين هذه الأفعال.



فالمشبه هو من رضي بقياس أفعال الله على أفعال العباد بالرغم من إقراره أن ذات الله لا تقاس على ذاتنا، فإضافة إلى فساد عقله ومنطقه وقياسه وقع في التشبيه الذي يتهمنا به.
وتمسك بعضهم بما ورد في صحيح مسلم بلفظ (أما النار فيضع قدمه عليها فتقول قط قط وهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض)
فقالوا: امتلاء النار بعد وضع الله قدمه فيها دليل على أنها أكبر من قدمه، وأن قدم الله جسم.
قلت: الحديث لا يفيد أن جهنم امتلأت بقدم الله ، وغاية ما فيه أن قدم الله كانت سبباً في امتلائها.
ومما يشهد أن النار لا تمتلئ بقدم الله أمران:
أولهما: هو قوله تعالى في كتابه العزيز: (لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم)، وقوله: (لأملأن جهنم منكم أجمعين) ، وقوله (وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) ، وقوله: (ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين).

فهذه آيات صريحة محكمة تفيد أن جهنم تمتلئ بالإنس والجن لا بقدم الجبار.

وقوله (ولكن حق القول مني) وقوله ( وتمت كلمة ربك) يدلان على إحكام هذا الأمر وثبوته فلا يتطرق إليه الشك بعد ذلك، وإتمام كلمة الله يعني نفاذ الأمر ولا تبديل لكلمة الله.
والأمر الثاني: أنه ورد في الصحيحين لفظ (يُزوى بعضها إلى بعض)، أي تنكمش وتكتفي بما لديها لا أنها امتلأت بقدم الجبار، وإلا فإن هذا يستلزم بقاء قدم الجبار فيها لاستمرار امتلائها.
ولفظ (يُزوى بعضها إلى بعض) وهو ثابت ومذكور في الصحيحين يفيد أنها لم تمتلئ بقدم الله، إذ لو أنها امتلأت به لما انزوى بعضها إلى بعض، فانزواء بعضها إلى بعض يدل أن الحيز الزائد الموجود فيها لم يمتلئ بقدم الله بل انكمش على بعضه البعض واكتفت ولم تعد بحاجة إلى مزيد من الإحراق، وكأن طاقتها وقوتها على الإحراق وصلت إلى الدرجة القصوى واصابها الإشباع عند وضع الله قدمه عليها فانزوت لكفايتها بما فيها عن غيره.
وقول جهنم (قط قط) يعني اكتفاؤها وإشباعها وعدم رغبتها في المزيد عما فيها وليس أنها أكلت من قدم الجبار كما يتوهم البعض، فجهنم اكتفت بما فيها بمجرد وضع الجبار قدمه، ولكن ما هيئة هذا الوضع ؟
لا ندري.
وبعضهم حاول تأويل الحديث أن ذكر حرف " في " في قوله (يضع قدمه فيها )يستلزم الإحاطة (أي إحاطة النار بالقدم)، وأن حرف (في) يفيد الظرفية (الشيء الذي يقع في الداخل) ، وهذا يستلزم المحدودية كون القدم في داخل النار. وهم يتمسكون بهذا اللفظ كما ورد في طرق الحديث الصحيحة.
قلت: ورد الحديث أيضاً في طرقه الصحيحة بلفظ: (يضع قدمه عليها)، وبلفظ: (حتى يضع قدمه).
ثم على فرض التسليم باللفظ (يضع قدمه فيها)، فهذا لا يعني الإحاطة والظرفية، فإن الظرفية من معاني حرف (في)، ولكنها تأتي أيضاً بمعنى (على) وهو يقتضي العلو والاستعلاء والفوقية.


قال أبو منصور الهروي في كتابه تهذيب اللغة ص 418:
وتجيء (في) بمعنى على ، قال الله عز وجل: { ولأصلبنكم في جذوع النخل} والمعنى على جذوع النخل ".
وقد حاول البعض التشكيك في هذا الزعم قائلين، أن هذا وقع على سبيل الندرة، والعادة أن الحرف (في) يجري مجرى الظرفية، والنادر لا حكم له، والمعتاد أقرب إلى الذهن من النادر، فلا نقضي بالنادر ونصير إليه إلا بقرينة.
قلت: هذا خطأ فاحش ، فنحن نسلّم أن المراد في العادة من حرف (في) الظرفية، ولكن لا نسلّم أن معنى العلو والفوقية معنى نادر، بل إن الله أكثر من ذكر حرف (في) بمعنى الاستعلاء والفوقية استعمالاً يخرجه عن نطاق النادر إلى المشاع والمعتاد، وكذلك أشيع استعماله عند العرب.
فقد قال الله في كتابه العزيز: ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور، أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير )

ومعلوم ان الله فوق السماء وليس فيها أي بداخلها. فالآية لا تقتضي إحاطة السماء بالله أو أن الله في داخل السماء.
وكذلك قوله: ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)، وقوله: (ويفسدون في الأرض)

فوصف السير والإفساد أنهما في الأرض وهما في الحقيقة عليها.
وقوله: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها)
وقوله: (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم)

ومعلوم أن الجبال موضوعة على الأرض.
وقوله: (وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل )
ولا يقال أن الأرض هي كوكب الأرض بما فيه من غلاف جوي يحويه، فإن هذا ما لم تعرفه العرب، ولم يذكروا الأرض بهذا المعنى.


وقد قال الله: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً)


وقال: ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها)


وقال: (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)

فاستعمل حرف (على) للأرض، ولو كان هذا معنى الأرض عند العرب لما استعمل (على).

وكذلك قوله ( ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام)


وقوله ( والفلك التي تجري في البحر)


وقوله (وإذا مسكم الضر في البحر)

ومعلوم أن الجوار والسفن والفلك على سطح البحر وليست داخله.


وقوله ( فاضرب لهم طريقاً في البحر يبسا )

ولا ريب أن الطريق على سطح البحر وليس في داخله.


وقال (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم)


وقوله ( حملنا ذريتهم في الفلك المشحون)


وقوله (حتى إذا ركبا في السفينة خرقها )

ومعلوم أن الناس يكونون على سطح الفلك وليس فيها


وقوله ( أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر)


وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن قوماً ركبوا سفينة في البحر)

والمقصود أن السفينة على البحر وليس في داخله.


وقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إنك إن تشأ لا تعبد في الأرض)


وقول عائشة في الحديث الشريف في ما رواه البخاري: (فخرج النبي صلى الله عليه وسلم تخط رجلاه في الأرض)

ورجلا الإنسان تخطان على الأرض لا في داخلها.


وقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما في ما رواه البخاري:

(تزوجني الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك)

وفي قول العرب أيضاً ما يفيد ذلك من أشعارهم وخطبهم،


فقد قال قس بن ساعدة في خطبة له في سوق عكاظ وهو مفوّه معروف بفصاحته بين العرب: (إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لمعتبرا )


وقال امرئ القيس

لا كالتي في هواء الجو طالبة ولا كهذا الذي 
في الأرض مطلوب


وقال ابن الخطيب

مراكب 
في البحر المحيط تخبطت ولا جهة تدري والبر تبصر


وقال ابن زمرك الوزير

ومسافر 
في البحر ملء عنانه وافي مع الفتح المبين على قدر


وقال الشاعر الأعشى الهمداني:

يتعتع في الخبار إذا علاه ويعثر 
في الطريق المستقيم

ومعلوم أن التعثر يكون على الطريق وليس في الطريق


وقال حبيب بن أوس:

كم منزل 
في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل


وقال الشنفرى:

كأن لها 
في الأرض نسياً تقصه على أمها وإن تكلمك تبلت


وقال المخبل السعدي:

أو بيضة الدعص التي وضعت 
في الأرض ليس لمسها حجم


هذا مع ملاحظة أن العرب قد ذكروا (على الأرض) إضافة إلى ذكرهم (في الأرض)


فقد قال أبو حية النميري:

لنا جمرات ما على الأرض مثلها ثلاث فقد جربن كل التجارب


وقال ابن الرومي:

وقد نسجت أيدي الجنوب مطارفاً على الأرض دكنا والحواشي على الأرض


وقال أبو عامر بن شهيد:

فولت وللمسك من ذيلها على الأرض خط كظهر الشجاع


وقال ابن مالك الخزاعي:

ظلت على الأرض مظلمة إذ قيل عبد الله قد وعكا


وقالوا في أمثالهم:

ما على الأرض شيء أحق بطول سجن من لسان


مما يدل على أن العرب عدوا الأرض سطحها وما نمشي عليها، فقولهم (في الأرض) دليل على إرادتهم لمعنى الاستعلاء
والفوقية لا الظرفية، وأن هذا هو لسان العرب في العادة مثلما هو في القرآن.


وقد أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، وأن لا شذوذ وندرة وقلة في أي الاستعمالين كما يتوهم البعض.

أما قولهم: كيف تدخل قدم الله جهنم وهي أعدت للمذنبين ؟


قد ذكرنا أن وضع الجبار قدمه في النار لا يستلزم دخولها فيها 
لأن حرف (في) لا يفيد دخول القدم في النار كما وضحنا.


وأيضاً، فإن العبرة ليس بدخول الشيء أو خروجه بل بصفة دخوله، فمن دخل جهنم للتعذيب والحرق فهو المذنب، وإلا فقد ثبت وجود ملائكة حفظة وخزنة لجهنم، وهم داخل جهنم إلا أنهم ليسوا محلاً للتعذيب أو الحرق.

أما من يقول أن قدم الجبار تسحق من تحته، فهو عليهم لا علينا، إذ طالما أنها لا تسحق من تحتها فهو دليل على أن وضع الجبار قدمه في جهنم ليس كوضع أحدنا قدمه في مكان.

فالحاصل أن أصل الشبهة يعتمد على افتراض سبق في الذهن أن قدم الجبار كأقدامنا.

هذا واعلم أن أكثر غلط القوم في هذا المبحث سببه القياس

وكل قياس باطل منشؤه افتراض خاطئ سبق في الذهن.

نرجو أن نكون وفقنا إلى جواب كاف واف

والحمد لله رب العالمين


أبو يحيى الخنفري

=====

الرد

كذلك اقول انه ورد استدلال الشيعة بنفس الحديث في كتبهم

حديث "لا تملأ النار حتى يضع الله رجله فيها"

4569 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار: فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا، وأما الجنة: فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا).البخاري


حدثنا محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. حدثنا معمر عن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر أحاديث منها:وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تحاجت الجنة والنار. فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم؟ قال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي. ولكل واحدة منكما ملؤها. فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله، تبارك وتعالى، رجله. تقول: قط قط قط. فهنالك تمتلئ. ويزوي بعضها إلى بعض. ولا يظلم الله من خلقه أحدا. وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا".صحيح مسلم


==

استدلال الشيعة بالحديث ولم ينكرها مفسر كتاب تفسير الميزان الطبطبائي

قال الطباطبائي( الشيعي) في تفسيره " الميزان " ( 18/362) بعد أن أورد حديث أنس الذي أخرجه السيوطي في الدرر عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال جنهم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وكرمك ولا يزال في الجنة حتى ينشئ الله لها خلقاً آخر فيسكنهم في قصور الجنة .
قال ما نصه ( أقول: وضع القدم على النار وقولها : قط قط مروي في روايات كثيرة من طرق أهل السنة ) .
كما احتج بهذا الحديث " فيلسوف الشيعة الملقب" بصدر المتألهين " محمد بن ابراهيم صدر الدين الشيرازي في تفسيره " القرآن الكريم" ( 1/58وص 156 ) فقال ما نصه : ( ألا ترى صدق ما قلناه النار لا تزال متألّمة لما فيها من النقيص وعدم الإمتلاء حتى يضع الجبّار قدمه فيها كما ورد في الحديث وهي إحدى تينك القدمين المذكورتين في الكرسي ) .
كما احتج بهذا الحديث السيد محمدي الري شهري ( الشيعي ) في موسعته الكبيرة " ميزان الحكمة " (2/178-179) في باب " هل من مزيد " .

يلاحظ ان رجال الدين الشيعة باستدلالهم بهذا الحديث
يؤكدون بان لله سبحانه (و ليس كمثله شيىء) يضع قدمه في النار
ويؤكدون بذلك الصفات التي كانوا ينفونها عن الله سبحانه .
==
ان كتب التفسير ليست كتب للرد على المخالف
فحين يقوم الطبطبائي بالاستدلال بالحديث المروي من طرق اهل السنة والجماعة
دلالة على موافقته على ماجاء به
ولو كان عكس ذلك لما استشهد بالحديث

اذا عندما يستشهد الطبطبائي بالحديث المروي عن طريق السنة دليل على موافقته
ولم يظهر مما ورد في تفسيره انه ينكر هذا الحديث
ونفس الشيء ينطبق على ما استند به صاحب ميزان الحكمة

==

اذا

في تفسير الطبطبائي اورد جانب ذكر
وضع القدم في النار
وقول النار قط قط

وفي ميزان الحكمة اورد جانب ان رب العالمين ما شاء الله أن يضع … إذا ملئت
، وتقول : النار قط قط ..
المصدرين يثبتون قول النار قط قط
وفي تفسير الطبطبائي ذكر وضع القدم في النار

انتهى

=============


بعد ان بين اخينا انها فى كتب القوم

نعود لهذا المبتهج

ونقول

لا تقس او تشبه او تتخيل اذا جأت صفه لله

فعقلك الصغير يمتنع ان يحيط بالمخلوقات فمن باب اولى ان يعجز عقلك الصغير ان يحيط ويلم ويتخيل ويشبه الخالق بالمخلوق

فعندما يقال لله يد لا تنظر فى يدك

كما انا نقول ان الله حى فكذلك الانسان حى ولكن ان تشابها فى الاسم لا يعنى التشابه فى الصفه

وهنا اسالك سؤاااال


هل الله عز وجل متصف بصفات او لا صفات له حيث ان وصفته شبهته كما يخيل لك عقلك ويقيس 


==========
اولا عليك ان تعلم ان الحديث استدل به

الطباطبائي( الشيعي) في تفسيره " الميزان " ( 18/362) بعد أن أورد حديث أنس الذي أخرجه السيوطي في الدرر عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال جنهم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وكرمك ولا يزال في الجنة حتى ينشئ الله لها خلقاً آخر فيسكنهم في قصور الجنة .
قال ما نصه ( أقول: وضع القدم على النار وقولها : قط قط مروي في روايات كثيرة من طرق أهل السنة ) .

كما احتج بهذا الحديث " فيلسوف الشيعة الملقب" بصدر المتألهين " محمد بن ابراهيم صدر الدين الشيرازي في تفسيره " القرآن الكريم" ( 1/58وص 156 ) فقال ما نصه : ( ألا ترى صدق ما قلناه النار لا تزال متألّمة لما فيها من النقيص وعدم الإمتلاء حتى يضع الجبّار قدمه فيها كما ورد في الحديث وهي إحدى تينك القدمين المذكورتين في الكرسي ) .

كما احتج بهذا الحديث السيد محمدي الري شهري ( الشيعي ) في موسعته الكبيرة " ميزان الحكمة " (2/178-179) في باب " هل من مزيد " .

اما رد شرف الدين فهو في موضع الرد على المخالف وتم كشف عورة هذا المجوسي في رد الاخ عبدالله السقاف

كتاب المراجعات وشيخ الازهر تحت الاضواء

http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=39912

و نعود الي الموضوع
يلاحظ ان رجال الدين الشيعة باستدلالهم بهذا الحديث
يؤكدون بان لله سبحانه (و ليس كمثله شيىء) يضع قدمه في النار
ويؤكدون بذلك الصفات التي كانوا ينفونها عن الله سبحانه .
==
ان كتب التفسير ليست كتب للرد على المخالف
فحين يقوم الطبطبائي بالاستدلال بالحديث المروي من طرق اهل السنة والجماعة
دلالة على موافقته على ماجاء به
ولو كان عكس ذلك لما استشهد بالحديث

اذا عندما يستشهد الطبطبائي بالحديث المروي عن طريق السنة دليل على موافقته
ولم يظهر مما ورد في تفسيره انه ينكر هذا الحديث
ونفس الشيء ينطبق على ما استند به صاحب ميزان الحكمة


=========

كما احتج بهذا الحديث " فيلسوف الشيعة الملقب" بصدر المتألهين " محمد بن ابراهيم صدر الدين الشيرازي في تفسيره " القرآن الكريم" ( 1/58وص 156 ) فقال ما نصه : ( ألا ترى صدق ما قلناه النار لا تزال متألّمة لما فيها من النقيص وعدم الإمتلاء حتى يضع الجبّار قدمه فيها كما ورد في الحديث وهي إحدى تينك القدمين المذكورتين في الكرسي ) .


كما احتج بهذا الحديث السيد محمدي الري شهري ( الشيعي ) في موسعته الكبيرة " ميزان الحكمة " (2/178-179) في باب " هل من مزيد " . 


===========


في كتب الشيعة

صفة الساق لله تعالى في قوله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ) رأيت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قاعدا

واضعا إحدى رجليه على فخذه ، فقلت : إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون : إنها جلسة الرب ،
فقال : إني نما جلست هذه الجلسة للملالة ، والرب
لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم . [ 15774 ] 3 - وسائل الشيعة

الساق في تفاسير الشيعة!!!

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=41059
============


أفعال الله تعالى تختلف عن أفعال البشر وهذا كلام جعفر الصادق 
قال السائل : وإذا نزل أليس قد حال عن العرش وحوله عن العرش انتقال ؟ قال أبوعبدالله عليه السلام : ليس ذلك على ما يوجد من المخلوق الذي ينتقل باختلاف الحال عليه والملالة والسأمة وناقل ينقله ويحوله من حال إلى حال ، بل هو تبارك وتعالى لا يحدث عليه الحال ، ولا يجري عليه الحدوث ، فلا يكون نزوله كنزول المخلوق الذي متى تنحى عن مكان خلامنه المكان الاول ولكنه ينزل إلى السماء الدنيا بغير معاناة ولا حركة فيكون هو كمافي السماء السابعة على العرش كذلك هو في سماء الدنيا إنما يكشف عن عظمته ، ويري أولياءه نفسه حيث شاء ، ويكشف ماشاء من قدرته ، ومنظره في القرب والبعد سواء . بحار الأنوار / ج3 / ص331

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق