لغة الأمة عنوان ثقافتها وحضارتها لذا تعمل الأمم على المحافظة عليها والرقي بها واللغة العربية عنصر جوهري في خلق جماعات مستقرة ولها قيمة كبيرة لا تتمثل فقط في أنها وسيلة التعبير الوحيدة للأمة العربية ولكن لأنها أولاً وقبل كل شيء هي لغة القرآن الكريم فالحمد للّه الذي جعل القرآن ينبوعاً للحقائق والعلوم والمعارف فانشغـل بها العلماء والأدباء يفسرون المعاني ويستنبطون الأحكام وتعتبر اللغة العربية بتراثها الأدبي إحدى اللغات العظيمة في العالم وقد احتلت مكانة كبيرة في التاريخ إلي جانب الدور العظيم الذي لعبته ولا تزال تلعبه في تنمية المجتمعات العربية والإسلامية.
وقد ذكر العالم اللغوي فيرجسون أن اللغة العربية بالنسبة إلى عدد المتكلمين بها وبالنسبة لمدى تأثيرها تعتبر أعظم اللغات السامية وواحدة من اللغات المهمة في العالم ويتكلم بها أكثر من 100 مليون نسمة تمتد أراضيهم ما بين آسيا وشمال أفريقيا ومن الخليج العربي إلى المحيط الأطلنطي بالإضافة إلى بعض الجيوب المنعزلة التي يتحدث أهلها العربية مثل جيبوتي وزنجبار وفي أوروبا ـ نجد مالطا وصقلية حتى القرن الثامن عشر وفي إسبانيا حتى القرن الخامس عشر ولأن العربية لغة القرآن الكريم فإنها ارتبطت بالإسلام ارتباطاً كبيراً وتعتبر اللغة العربية واحدة من اللغات التي تكتب بها وثائق الأمم المتحدة وتتعلم العربية في أماكن كثيرة بخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد هذا التمهيد لبيان مكانة اللغة العربية بين اللغات لابد من التطرق للّهجات العربية الحديثة التي نستعملها في أغلب وسائل الإعلام في العالم العربي و حتى بين التواصل بين ابناء الوطن العربي في مختلف وسائل الاتصال منها الانترنت التي اضحت وسيلة مهمة للتقارب بين الشعوب و الامم باختلاف السنتها و لهجاتها و ثقافتها تأثير الاختلافات في اللهجات على اللغة العربية: يظهر هذا التأثير في المجال الصوتي والصرفي والدلالي فمن حيث المجال الصوتي نلاحظ الاختلاف في نطق بعض الأصوات مثلا في اللهجة الكويتية عنها في لهجة أهل القاهرة فيبدل الكويتيون حرف الجيم بالياء قديماً وحديثاً نحو دجاجة دياية رجال رياّل جامعة يامعة لكن هذا التأثير والتغير في هذا الصوت يأخذ منحنى آخر في الوقت الحاضر فلم تعد كل كلمة بها جيماً تقلب ياء نحو جامعة الكويت جمعية تعاونية وهكذا في مصر صوت الثاء يقل استعماله بأكثر مما نتصور فلا ينطق صوت الثاء بل يبدل تاء فلا يقال ثوم أنما توم وأحياناً تقلب سينا في ثناء سناء وهكذا بالنسبة للهجات القريبة الأخرى أما الجانب الدلالي فهو أكثر مايكون وضوحاً فلبعض الكلمات دلالات ومعان تختلف في الاستعمال بين مجتمع لغوي وآخر نحو كلمة المَرَة بمعنى السيدة فهي تدل على اكتمال العقل والنضوج في اللهجة بلد لكنها في لهجة بلد عربي آخر تعطي معنى مغايراً .
انَّ ما يميز اللغة العربية عن اللغات العالمية الأخرى هو قدرتها على التعبير بمخارج حروفٍ ليست موجودة في لغات عالمية أخرى مثل حرف الضاد، وهي التِي وحدتِ العرب عبر تاريْخهم الطويل، وكانت قديماً لغة الحضارة عبر الأزمانِ والآبادِ. ورغم كل مميزات اللغة العربية الفصحى وأهميتها فإننا نجد البعض مازال مصراً على إلغاء التكلم باللغة العربية الفصحى أو الكتابة بها، وبل يدعو مراراً وتكراراً إلى التحدث عبر شاشات التلفاز باللهجة العامية، بدعوى أنها لغة التراث والأصالة، وهذه الدعوات المشبوهة انتشرت بشكل كبير في لبنان ومصر والجزائر. إن اللهجة العامية ليست لغةً بل هي طريقة شعبية أو أسلوب للتعبير عند الشعوب، أو لهجة تطورت مع الزمن واختلاط الشعوب العربية بغيرها نتيجة التجارة أو نتيجة استعمار بعض الدول للشعوب والدول الأخرى، حيث دخلت العديد من المصطلحات الأجنبية عند هذه الشعوب حتى غدت لغة التداول اليومية، كما يرجع أيضاَ تشكل اللهجة إلى تطور المجتمعات البشرية عبر العصور.
رغم كل هذه المبررات للهجة المحلية، لكنها لا يمكن أن تحلَّ ء ولا بشكلٍ من الأشكالِ ء مكان اللغة الأم، لأن اللهجات أشبه بفروع الشجرة التي تنتهي بالشجرة الأصلية وهي اللغة الأم الأصلية، التي يجب أن نحتفظ بها ونصونها لا أن ندعو إلى إلغائِها كما يحلو للبعض أن يتفوه ويتشدق، ففي الوقت الذي نلاحظ فيه تمسك الأوربي الشديد بلغته الأم رغم تعلمه عدة لغات نجد أن البعض من العربِ يدعو إلى إلغائِها وجعل اللهجة العامية مكانها، ومما زاد الوضع سوأً هو أستخدام اللهجة العامية في دبلجة المسلسلات الأجنبية المستوردة مثل المسلسلات التركية المدبلجة باللهجة السورية والمسلسلات الأخرى المدبلجة باللهجة اللبنانية أو المصرية، وما إلى ذلك من لهجاتٍ.
ومن المستغرب تمسك البعض باللهجات العربية بحجة أنها دليل الأصالة والتراث، إلى حد أن البعض أعتبرها دليل القومية والوطنية والذين بالغوا في مدح لهجاتهم وإضفاء المصطلحات الغربية، حتَّى أخذ بعضهم يطالب بإلغاء الكتابة بالحروف العربية والكتابة بأحرف لاتينيةٍ، ناسين أو متناسين أن العربي هو من تكلم اللغة العربية وآمن بالوحدة العربية سبيلاً لتقارب العرب، وهل تنهض الوحدة إلا بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ. وطبعاً من المعروف أن سبب شيوع اللهجات العامية التي دخلت فيها المصطلحات الأجنبية، هو ضعف أهتمام الحكومات العربية باللغة العربية الفصحى وعدم توجيه أبنائِها إلى الاهتمام بتلك اللغة وعظمتها وأصالتها ووجوب تعليم قواعدها للأجيال، باستثناء بعض الدول والحكومات العربية مثل الجمهورية العربية السورية التي وصل اهتمامها باللغة العربية أنها جعلت اللغة العربية هي المادة الوحيدة التي ترسب وحدها في الفصول الانتقالية والشهادات في المدارس والمعاهد.
إنَّ لغتنا العربية في خطرٍ، ويتوجب على الحكومات العربية أن تعي هذا الخطر وأن تسعى للاهتمام باللغة العربية الفصحى، ووجوب التكلم بها والكتابة في المدارس وفي الجامعات وفي المراكز الرسمية وفي برامج التلفاز لتعزز الاهتمام بتلك اللغة الأصيلة وتمنع تسرب الأفكار والمصطلحات الغربية لدى شبابنا والتي تهدد بزوال لغتنا إلى الأبد.
وقد ذكر العالم اللغوي فيرجسون أن اللغة العربية بالنسبة إلى عدد المتكلمين بها وبالنسبة لمدى تأثيرها تعتبر أعظم اللغات السامية وواحدة من اللغات المهمة في العالم ويتكلم بها أكثر من 100 مليون نسمة تمتد أراضيهم ما بين آسيا وشمال أفريقيا ومن الخليج العربي إلى المحيط الأطلنطي بالإضافة إلى بعض الجيوب المنعزلة التي يتحدث أهلها العربية مثل جيبوتي وزنجبار وفي أوروبا ـ نجد مالطا وصقلية حتى القرن الثامن عشر وفي إسبانيا حتى القرن الخامس عشر ولأن العربية لغة القرآن الكريم فإنها ارتبطت بالإسلام ارتباطاً كبيراً وتعتبر اللغة العربية واحدة من اللغات التي تكتب بها وثائق الأمم المتحدة وتتعلم العربية في أماكن كثيرة بخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد هذا التمهيد لبيان مكانة اللغة العربية بين اللغات لابد من التطرق للّهجات العربية الحديثة التي نستعملها في أغلب وسائل الإعلام في العالم العربي و حتى بين التواصل بين ابناء الوطن العربي في مختلف وسائل الاتصال منها الانترنت التي اضحت وسيلة مهمة للتقارب بين الشعوب و الامم باختلاف السنتها و لهجاتها و ثقافتها تأثير الاختلافات في اللهجات على اللغة العربية: يظهر هذا التأثير في المجال الصوتي والصرفي والدلالي فمن حيث المجال الصوتي نلاحظ الاختلاف في نطق بعض الأصوات مثلا في اللهجة الكويتية عنها في لهجة أهل القاهرة فيبدل الكويتيون حرف الجيم بالياء قديماً وحديثاً نحو دجاجة دياية رجال رياّل جامعة يامعة لكن هذا التأثير والتغير في هذا الصوت يأخذ منحنى آخر في الوقت الحاضر فلم تعد كل كلمة بها جيماً تقلب ياء نحو جامعة الكويت جمعية تعاونية وهكذا في مصر صوت الثاء يقل استعماله بأكثر مما نتصور فلا ينطق صوت الثاء بل يبدل تاء فلا يقال ثوم أنما توم وأحياناً تقلب سينا في ثناء سناء وهكذا بالنسبة للهجات القريبة الأخرى أما الجانب الدلالي فهو أكثر مايكون وضوحاً فلبعض الكلمات دلالات ومعان تختلف في الاستعمال بين مجتمع لغوي وآخر نحو كلمة المَرَة بمعنى السيدة فهي تدل على اكتمال العقل والنضوج في اللهجة بلد لكنها في لهجة بلد عربي آخر تعطي معنى مغايراً .
انَّ ما يميز اللغة العربية عن اللغات العالمية الأخرى هو قدرتها على التعبير بمخارج حروفٍ ليست موجودة في لغات عالمية أخرى مثل حرف الضاد، وهي التِي وحدتِ العرب عبر تاريْخهم الطويل، وكانت قديماً لغة الحضارة عبر الأزمانِ والآبادِ. ورغم كل مميزات اللغة العربية الفصحى وأهميتها فإننا نجد البعض مازال مصراً على إلغاء التكلم باللغة العربية الفصحى أو الكتابة بها، وبل يدعو مراراً وتكراراً إلى التحدث عبر شاشات التلفاز باللهجة العامية، بدعوى أنها لغة التراث والأصالة، وهذه الدعوات المشبوهة انتشرت بشكل كبير في لبنان ومصر والجزائر. إن اللهجة العامية ليست لغةً بل هي طريقة شعبية أو أسلوب للتعبير عند الشعوب، أو لهجة تطورت مع الزمن واختلاط الشعوب العربية بغيرها نتيجة التجارة أو نتيجة استعمار بعض الدول للشعوب والدول الأخرى، حيث دخلت العديد من المصطلحات الأجنبية عند هذه الشعوب حتى غدت لغة التداول اليومية، كما يرجع أيضاَ تشكل اللهجة إلى تطور المجتمعات البشرية عبر العصور.
رغم كل هذه المبررات للهجة المحلية، لكنها لا يمكن أن تحلَّ ء ولا بشكلٍ من الأشكالِ ء مكان اللغة الأم، لأن اللهجات أشبه بفروع الشجرة التي تنتهي بالشجرة الأصلية وهي اللغة الأم الأصلية، التي يجب أن نحتفظ بها ونصونها لا أن ندعو إلى إلغائِها كما يحلو للبعض أن يتفوه ويتشدق، ففي الوقت الذي نلاحظ فيه تمسك الأوربي الشديد بلغته الأم رغم تعلمه عدة لغات نجد أن البعض من العربِ يدعو إلى إلغائِها وجعل اللهجة العامية مكانها، ومما زاد الوضع سوأً هو أستخدام اللهجة العامية في دبلجة المسلسلات الأجنبية المستوردة مثل المسلسلات التركية المدبلجة باللهجة السورية والمسلسلات الأخرى المدبلجة باللهجة اللبنانية أو المصرية، وما إلى ذلك من لهجاتٍ.
ومن المستغرب تمسك البعض باللهجات العربية بحجة أنها دليل الأصالة والتراث، إلى حد أن البعض أعتبرها دليل القومية والوطنية والذين بالغوا في مدح لهجاتهم وإضفاء المصطلحات الغربية، حتَّى أخذ بعضهم يطالب بإلغاء الكتابة بالحروف العربية والكتابة بأحرف لاتينيةٍ، ناسين أو متناسين أن العربي هو من تكلم اللغة العربية وآمن بالوحدة العربية سبيلاً لتقارب العرب، وهل تنهض الوحدة إلا بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ. وطبعاً من المعروف أن سبب شيوع اللهجات العامية التي دخلت فيها المصطلحات الأجنبية، هو ضعف أهتمام الحكومات العربية باللغة العربية الفصحى وعدم توجيه أبنائِها إلى الاهتمام بتلك اللغة وعظمتها وأصالتها ووجوب تعليم قواعدها للأجيال، باستثناء بعض الدول والحكومات العربية مثل الجمهورية العربية السورية التي وصل اهتمامها باللغة العربية أنها جعلت اللغة العربية هي المادة الوحيدة التي ترسب وحدها في الفصول الانتقالية والشهادات في المدارس والمعاهد.
إنَّ لغتنا العربية في خطرٍ، ويتوجب على الحكومات العربية أن تعي هذا الخطر وأن تسعى للاهتمام باللغة العربية الفصحى، ووجوب التكلم بها والكتابة في المدارس وفي الجامعات وفي المراكز الرسمية وفي برامج التلفاز لتعزز الاهتمام بتلك اللغة الأصيلة وتمنع تسرب الأفكار والمصطلحات الغربية لدى شبابنا والتي تهدد بزوال لغتنا إلى الأبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق