هذه الآية قال فيها بن كثير:
قوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا" أي ليس اليهود بأوليائكم بل ولايتكم راجعة إلى الله ورسوله والمؤمنين وقوله " الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " أي المؤمنون المتصفون بهذه الصفات من إقام الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام وهي عبادة الله وحده لا شريك له وإيتاء الزكاة التي هي حق المخلوقين ومساعدة للمحتاجين من الضعفاء والمساكين وأما قوله " وهم راكعون" فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله " ويؤتون الزكاة " أي في حال ركوعهم ولو كان هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره لأنه ممدوح وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى.
و هذا هو تفسير الآية أما الروايات التي وردت في أن الآية نزلت في حق علي رضي الله عنه فهي:
(الإدعاء)
وحتى إن بعضهم ذكر في هذا أثرا عن علي بن أبي طالب أن هذه الآية نزلت فيه وذلك أنه مر به سائل في حال ركوعه فأعطاه خاتمه
الأدلة
وقال ابن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا أيوب بن سويد عن عتبة بن أبي حكيم في قوله " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " قال هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب .
قلنا الرواية فاشلة لأن بها أيوب بن سويد فهو:
ــ أيوب بن سويد الرملى ، أبو مسعود الحميرى السيبانى
المولد :
الطبقة : 9 : من صغار أتباع التابعين
الوفاة : 193 هـ و قيل 202 هـ
روى له : د ت ق
مرتبته عند ابن حجر : صدوق يخطىء
مرتبته عند الذهبـي : ضعفه أحمد و جماعة
أقوال العلماء : قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
( د ت ق ) : أيوب بن سويد الرملى ، أبو مسعود الحميرى السيبانى . اهـ .
و قال المزى :
قال عبد الوهاب بن أبى عصمة ، عن أحمد بن أبى يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول :
أيوب بن سويد ضعيف .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء يسرق الأحاديث ; قال أهل الرملة : حدث عن ابن المبارك بأحاديث ، ثم قال : حدثنى أولئك الشيوخ الذين حدث ابن المبارك عنهم .
و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى : كان يدعى أحاديث الناس .
و ذكر الترمذى أن ابن المبارك ترك حديثه .
و قال البخارى : يتكلمون فيه .
و قال النسائى : ليس بثقة.
و قال أبو حاتم : لين الحديث .
و ذكره أبو حاتم بن حبان فى كتاب " الثقات " ، و قال : كان ردىء الحفظ ، يخطىء، يتقى حديثه من رواية ابنه محمد بن أيوب عنه ، لأن أخباره إذا سبرت من غير رواية ابنه عنه وجد أكثرها مستقيمة .
و قال أبو أحمد بن عدى : له حديث صالح عن شيوخ معروفين ، منهم : يونس بن يزيد بنسخة الزهرى ، و عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، و ابن جريج ، و الأوزعى ، و الثورى ، و غيرهم ، و يقع فى حديثه ما يوافقه الثقات عليه ، و يقع فيه ما لا يوفقونه عليه ، و يكتب حديثه فى جملة الضغفاء .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 1/406 :
و فى كتاب العقيلى : قال ابن المبارك : ارم به .
و قد طول ابن عدى ترجمته ، و أورد له جملة مناكير من غير رواية ابنه ، لا كما زعم ابن حبان ، و نقل فى ترجمته عن أبى عمير النحاس قال : كان أيوب بن سويد إذا رأى مع أحد حديثه و حديث غيره قال : لقد جمعت بين أروى و النعام . و إذا سألناه عن كتابه قال : خبأته لابنى محمد .
و عن أبى عمير قال : كان بين ضمرة و أيوب بن سويد تباعد ، فكان ضمرة إذا مر بأيوب قال : انظروا ما أبين العبودية فى رقبته . و إذا مر أيوب بضمرة قال : انظروا إليه لو أمر أن يدعو لشيطان لدعا له .
قال : و كان أيوب يؤم الناس .
و قال يونس بن عبد الأعلى : جىء بأيوب إلى دار بنى فلان ، فسمع الشافعى منه أحاديث من كتابه .
و قال الخليلى : لم يرضوا حفظه .
و قال الإسماعيلى : فيه نظر .
و قال ابن يونس فى " تاريخ الغرباء " : تكلموا فيه .
و قال الساجى : ضعيف ، ارم به .
و قال الآجرى ، عن أبى داود : ضعيف .
و قال الجوزجانى : واهى الحديث ، و هو بعد متماسك .
و أرخ أبو القاسم ابن مندة وفاته سنة إحدى و خمسين و مئتين ( كذا بالأصل ،
و لعل الصواب سنة إحدى و مئتين ) . اهـ . ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق