أحمد الشيبة النعيمي
الخميس، 20 أغسطس 2015
باعتقال الخبير الدولي في الاقتصاد الدكتور الإماراتي ناصر بن غيث يؤكد جهاز الأمن إصراره على استمرار التنكيل بجميع الأحرار والمفكرين والمبدعين الملتزمين بالمنهجية السلمية الوسطية في الدعوة إلى الإصلاح.
وكأن العدو الرئيس لجهاز الأمن هو الإبداع والإنجاز والتألق وإشهار الوجه الحضاري المتميز للإمارات في المحافل الدولية.... وكأن هذا الجهاز لا همَ له غير تصدر الإمارات في قوائم انتهاكات حقوق الإنسان ومحاربة حرية التعبير.
ومثل كل مرة يكون الإرهاب هو الشماعة التي يستخدمها جهاز الأمن ليمارس الإرهاب الحقيقي في محاربة الفكر الحر والإبداع الحضاري والعقول الأكاديمية، ولم تعد هذه الأكاذيب تنطلي على عاقل، فالدكتور ناصر بن غيث أشهر من نار على علم، ومن أشهر الخبراء الاقتصاديين على مستوى الوطن العربي، والأول في تخصصه النوعي بالقانون الاقتصادي والتكتلات الاقتصادية في شهادة الدكتوراه التي حصل عليها من جامعة اسيكس البريطانية كما أنه أول إمارتي يحاضر في جامعة السوربون -أبو ظبي- في القانون الدولي والعلاقات الدولية والدبلوماسية لطلبة الماجستير.
وسجله الإبداعي والحضاري المتميز يؤكد أن اعتقاله إرهاب رسمي يمارسه جهاز الأمن تحت دعوى محاربة الإرهاب وأن اعتقاله شبيه باعتقال مجموعة دعوة الإصلاح فالجميع أصحاب فكر وسطي سلمي يدعو إلى التطوير وينتقد الخطأ بوسائل حضارية. ولم يلمس منهم المجتمع أي عمل تخريبي في حين تشهد لهم إنجازاتهم التي رفعت اسم الإمارات عاليا في المحافل الدولية كما نكسته تصرفات جهاز الأمن وجعلت الإمارات تتصدر تقارير انتهاكات حقوق الإنسان... المجتمع الإماراتي يدرك جيدا من يجلب له العار ومن يريد له الخير والمزيد من التطور والاستقرار والرخاء الدائم والحقيقي...
والحديث العريض عن التسامح الذي يضيق بتغريدة أو كلمة حرة يكشف حقيقته الزائفة وأنه مجرد طلاء خارجي لا حقيقة له في الواقع، والتسامح المطلوب يجب أن يبدأ من الداخل بالتسامح مع جميع أصحاب وجهات النظر المختلفة واحترامها وتنظيم الاختلاف والترحيب بالنقد البناء...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق