أبعاد زيارة السيسي لروسيا
هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا خلال أقل من أربعة أشهر ، وهو أمر غير مألوف ، خاصة وأنه لا يوجد حدث طارئ أو كبير أو استثنائي يبرر الرحلتين في هذا الوقت القصير ، كما أنه مثلما حدث في الزيارة الأولى يحدث في الزيارة الحالية ، حيث لا يوجد جدول حقيقي معلن للزيارة وخلفياتها والاتفافيات التي سيتم توقيعها إن كانت موجودة ، كلها تخمينات وظنون من الإعلام المصري والروسي أيضا ، والحديث عن السلاح وتحديثه كلام زائد عن الحد ، لأن مصر ليست تحت تهديد تحدي عسكري نظامي كبير أو قريب ، ومعركتها المحدودة ضد مجموعات إرهابية لديها ما يكفي وزيادة لحسمها وإن طال الوقت ، غير أن وجود الشيخ محمد بن زايد هناك في نفس التوقيت ، واللقاء الذي جمعه بالسيسي قبل لقاء بوتين ، ربما يكشف عن أن بعض القضايا الإقليمية هي محور هذه الزيارة ، وبدون شك ، فإن الملف السوري هو الأساس وهو المحور المنطقي كحدث إقليمي يقسم العالم ويقسم المنطقة أيضا ويضغط على أعصاب الجميع . روسيا هي الداعم الأساس لنظام بشار الأسد وإجرامه ، حيث تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة دمويته في مناطق مختلفة وخاصة في محيط العاصمة دمشق ، ومجزرة دوما التي ذهب ضحيتها أكثر من مائة وعشرين طفلا وامرأة شاهدة على ذلك ، وقد استمر القصف بعدها ولم يتوقف ، وقد لوحظ أن هذا التصعيد جاء بعد إعلان موسكو أنها لن تتخلى عن بشار وأنها ترفض أي طلب بعزله ، كما يأتي بعد أيام من تسليم موسكو لجيش بشار ست طائرات حربية حديثة ، والموقف الروسي يأتي معاديا للموقف العربي والخليجي تحديدا ، الذي يرى أن لا مستقبل لبشار وأنه ارتكب من المذابح بحق مئات الآلاف ودمر المدن وهجر ملايين المواطنين فأصبح مستحيلا القبول به تحت أي ذريعة ، إضافة إلى أنه انتهى بارتهان سوريا للسيطرة الإيرانية على القرار العسكري والسياسي والأمني ، وهذا يمثل خطورة كبيرة على دول الخليج وعلى السعودية تحديدا . مصر تحاول أن تتمسك بضبابية الخطاب السياسي والديبلوماسي تجاه سوريا حتى لا تخسر علاقتها بالخليج وهي في مسيس الحاجة له ، وترفض التعليق على مطلب الثورة السورية والمجتمع الدولي ـ باستثناء روسيا والصين ـ برحيل بشار ، وأنه سبب الأزمة ولن يكون جزءا من الحل ، ثم بدأ الخطاب السياسي والديبلوماسي المصري يتغير نسبيا في الآونة الأخيرة نحو التعاطف الضمني مع بشار ، وتغيرت لهجة الإعلام المصري ، وبدأ التركيز على أن بشار يواجه الإرهاب في سوريا ، ناهيك عما تعلنه قوات للمعارضة عن سلاح مصري تم العثور عليه في الزبداني ومناطق أخرى ، وهي اتهامات يصعب التحقق منها ، غير أنها تأتي في سياق تحول الموقف المصري تجاه بشار ونظامه . الموقف المصري من سوريا له بعدان ، نفسي وسياسي ، حيث أن النظرة المصرية إلى أحداث سوريا تأتي باعتبارها امتدادا للربيع العربي ، ولا يخفى أن قيادات مصرية رفيعة تنظر بسلبية شديدة تجاه الربيع العربي ، بل إن بعض الخبراء المقربين من النظام يتحدثون عنه باعتباره مؤامرة أمريكية صهيونية لتقسيم العالم العربي ، وبالتالي فهذه هي نظرتهم للثورة السورية وبالتالي فبشار يتصدى لمؤامرة ، والجانب الآخر ، يتمثل في أن انتصار الثورة السورية بقوة السلاح على النظام السوري بجيشه ومخابراته وأجهزته القمعية الرهيبة ، إذا حدث ، يمكن أن يمثل سابقة ملهمة لأي حراك ثوري مستقبلي في المنطقة العربية ، وهو تصور "كابوسي" للعديد من النظم السياسية العربية التي تعتمد على القبضة الأمنية والسيطرة العسكرية الصارمة لحماية النظام القائم ، ورغم الفوارق الكبيرة بين الحالة السورية بأبعادها الطائفية والعرقية وبين الحالة المصرية ، إلا أن كثيرين من صناع القرار السياسي في مصر يذهبون إلى أن بشار ونظامه هو"رمز" للنظام الجمهوري العربي ، بتركيبته التقليدية ، وبالتالي فحمايته وبقاؤه مطلب مهم وحيوي ، لقطع الطريق على أي أفكار مستقبلية تستلهم النموذج الثوري السوري . ما الذي يمكن أن يقدمه السيسي لروسيا في هذا الملف المعقد والدموي والمربك ، وما الذي تطلبه روسيا من السيسي من دور في تلك القضية ، وهل يمكن أن يغامر السيسي بعلاقته مع السعودية باتخاذ موقف صريح ضد سياستها في سوريا ، وما سر وجود الشيخ محمد بن زايد هناك في نفس التوقيت ، وهو أمر لا يمكن أن يكون عفويا ، وما الذي يربط دوره بدور السيسي بدور بوتين ، كلها تساؤلات لا يمكن الإجابة عليها قبل أسابيع عندما تبدأ بوصلة الأحداث في كشف المواقف الجديدة .
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون
=================
التعاون بين ايران و الامارات ورسيا تهريب الأموال إلى إيران عبر روسيا و دعم بشار الاسد
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/07/blog-post_99.html
محمد بن زايد يهدي حكومة المليشية الشيعية في العراق 10 طائرات ميراج
UAE Offers Mirage Fighters to Iraq
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/06/uae-offers-mirage-fighters-to-iraq.html
(برافدا) الروسيّة: هؤلاء اجتمعوا (سراً) في موسكو .. للقضاء على الخلافة !
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/08/blog-post_213.html
جمال سلطان
هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا خلال أقل من أربعة أشهر ، وهو أمر غير مألوف ، خاصة وأنه لا يوجد حدث طارئ أو كبير أو استثنائي يبرر الرحلتين في هذا الوقت القصير ، كما أنه مثلما حدث في الزيارة الأولى يحدث في الزيارة الحالية ، حيث لا يوجد جدول حقيقي معلن للزيارة وخلفياتها والاتفافيات التي سيتم توقيعها إن كانت موجودة ، كلها تخمينات وظنون من الإعلام المصري والروسي أيضا ، والحديث عن السلاح وتحديثه كلام زائد عن الحد ، لأن مصر ليست تحت تهديد تحدي عسكري نظامي كبير أو قريب ، ومعركتها المحدودة ضد مجموعات إرهابية لديها ما يكفي وزيادة لحسمها وإن طال الوقت ، غير أن وجود الشيخ محمد بن زايد هناك في نفس التوقيت ، واللقاء الذي جمعه بالسيسي قبل لقاء بوتين ، ربما يكشف عن أن بعض القضايا الإقليمية هي محور هذه الزيارة ، وبدون شك ، فإن الملف السوري هو الأساس وهو المحور المنطقي كحدث إقليمي يقسم العالم ويقسم المنطقة أيضا ويضغط على أعصاب الجميع . روسيا هي الداعم الأساس لنظام بشار الأسد وإجرامه ، حيث تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة دمويته في مناطق مختلفة وخاصة في محيط العاصمة دمشق ، ومجزرة دوما التي ذهب ضحيتها أكثر من مائة وعشرين طفلا وامرأة شاهدة على ذلك ، وقد استمر القصف بعدها ولم يتوقف ، وقد لوحظ أن هذا التصعيد جاء بعد إعلان موسكو أنها لن تتخلى عن بشار وأنها ترفض أي طلب بعزله ، كما يأتي بعد أيام من تسليم موسكو لجيش بشار ست طائرات حربية حديثة ، والموقف الروسي يأتي معاديا للموقف العربي والخليجي تحديدا ، الذي يرى أن لا مستقبل لبشار وأنه ارتكب من المذابح بحق مئات الآلاف ودمر المدن وهجر ملايين المواطنين فأصبح مستحيلا القبول به تحت أي ذريعة ، إضافة إلى أنه انتهى بارتهان سوريا للسيطرة الإيرانية على القرار العسكري والسياسي والأمني ، وهذا يمثل خطورة كبيرة على دول الخليج وعلى السعودية تحديدا . مصر تحاول أن تتمسك بضبابية الخطاب السياسي والديبلوماسي تجاه سوريا حتى لا تخسر علاقتها بالخليج وهي في مسيس الحاجة له ، وترفض التعليق على مطلب الثورة السورية والمجتمع الدولي ـ باستثناء روسيا والصين ـ برحيل بشار ، وأنه سبب الأزمة ولن يكون جزءا من الحل ، ثم بدأ الخطاب السياسي والديبلوماسي المصري يتغير نسبيا في الآونة الأخيرة نحو التعاطف الضمني مع بشار ، وتغيرت لهجة الإعلام المصري ، وبدأ التركيز على أن بشار يواجه الإرهاب في سوريا ، ناهيك عما تعلنه قوات للمعارضة عن سلاح مصري تم العثور عليه في الزبداني ومناطق أخرى ، وهي اتهامات يصعب التحقق منها ، غير أنها تأتي في سياق تحول الموقف المصري تجاه بشار ونظامه . الموقف المصري من سوريا له بعدان ، نفسي وسياسي ، حيث أن النظرة المصرية إلى أحداث سوريا تأتي باعتبارها امتدادا للربيع العربي ، ولا يخفى أن قيادات مصرية رفيعة تنظر بسلبية شديدة تجاه الربيع العربي ، بل إن بعض الخبراء المقربين من النظام يتحدثون عنه باعتباره مؤامرة أمريكية صهيونية لتقسيم العالم العربي ، وبالتالي فهذه هي نظرتهم للثورة السورية وبالتالي فبشار يتصدى لمؤامرة ، والجانب الآخر ، يتمثل في أن انتصار الثورة السورية بقوة السلاح على النظام السوري بجيشه ومخابراته وأجهزته القمعية الرهيبة ، إذا حدث ، يمكن أن يمثل سابقة ملهمة لأي حراك ثوري مستقبلي في المنطقة العربية ، وهو تصور "كابوسي" للعديد من النظم السياسية العربية التي تعتمد على القبضة الأمنية والسيطرة العسكرية الصارمة لحماية النظام القائم ، ورغم الفوارق الكبيرة بين الحالة السورية بأبعادها الطائفية والعرقية وبين الحالة المصرية ، إلا أن كثيرين من صناع القرار السياسي في مصر يذهبون إلى أن بشار ونظامه هو"رمز" للنظام الجمهوري العربي ، بتركيبته التقليدية ، وبالتالي فحمايته وبقاؤه مطلب مهم وحيوي ، لقطع الطريق على أي أفكار مستقبلية تستلهم النموذج الثوري السوري . ما الذي يمكن أن يقدمه السيسي لروسيا في هذا الملف المعقد والدموي والمربك ، وما الذي تطلبه روسيا من السيسي من دور في تلك القضية ، وهل يمكن أن يغامر السيسي بعلاقته مع السعودية باتخاذ موقف صريح ضد سياستها في سوريا ، وما سر وجود الشيخ محمد بن زايد هناك في نفس التوقيت ، وهو أمر لا يمكن أن يكون عفويا ، وما الذي يربط دوره بدور السيسي بدور بوتين ، كلها تساؤلات لا يمكن الإجابة عليها قبل أسابيع عندما تبدأ بوصلة الأحداث في كشف المواقف الجديدة .
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون
=================
التعاون بين ايران و الامارات ورسيا تهريب الأموال إلى إيران عبر روسيا و دعم بشار الاسد
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/07/blog-post_99.html
محمد بن زايد يهدي حكومة المليشية الشيعية في العراق 10 طائرات ميراج
UAE Offers Mirage Fighters to Iraq
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/06/uae-offers-mirage-fighters-to-iraq.html
(برافدا) الروسيّة: هؤلاء اجتمعوا (سراً) في موسكو .. للقضاء على الخلافة !
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/08/blog-post_213.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق