شهدت عدة مدن ومحافظات في إقليم أذربيجان بإيران، مواجهات واشتباكات بين قوة "الباسيج" والقوات الأمنية الإيرانية وشرطة مكافحة الشغب من جهة، وأتراك آذريون، من جهة أخرى، خرجوا في مسيرات للاحتجاج على ما بثته إحدى القنوات، واعتبروه عنصرية ضدهم.
ورفع المحتجون شعارات من قبيل "أنا تركي، لا للعنصرية الفارسية تجاه الأتراك، الموت للعنصرية الفارسية، هنا أذربيجان وليست إيران"، كما رفعوا لافتات تندد ببرنامج تلفزيوني ساخر تبثه "القناة الثانية" الإيرانية، وقالوا إن الإهانات في حق الشعب التركي بإيران ممنهجة وليست أخطاء فردية بدرت عن مسؤولين.
وكان نشطاء أتراك آذريون دعوا إلى مسيرات، بعدما أثار حفيظتهم مقطع من إحدى البرامج الساخرة على "القناة الثانية"، ويظهر المقطع أحد الآذريين رفقة ابنه في فندق بالعاصمة طهران يشتكيان رائحة الغرفة الكريهة بالفندق، وعند اقتراب صاحب الفدق منهما اكتشف أن مصدر الرائحة هو فم الطفل الذي ينظف أسنانه بفرشاة تنظيف المرحاض.
وفي تصريح لصحيفة "عربي21"، قال أمين عام "الجبهة الشعبية الديمقراطية الشعبية الأحوازية"، صلاح أبو شريف إن :"تحالف الشعوب غير الفارسية في ما يسمي بجغرافية إيران السياسية والتنسيق فيما بينها هي التي تشكل الخطر الحقيقي على وحدة التراب والأمن القومي للدولة الفارسية".
وأضاف أن الشعوب غير الفارسية تشكل أكثر من 70% من سكان عموم إيران في الجغرافية الإيرانية و"يشكل الأتراك والعرب والأكراد والبلوش والتركمان جبهة واحدة في مواجهة الدولة الفارسية التي تحتل أراضي هذه الشعوب وتضطهدها".
وأوضح أبو شريف أن كل الدلائل و الوثائق على الأرض في إيران تشير إلى أن الأمور تسير خلاف رغبات الدولة الفارسية، "حيث إن نضال الشعوب غير الفارسية يتصاعد من الأحواز حتى بلوشستان وأذربيجان الجنوبية وتركمنسان وكردستان".
وأشار إلى أن هذه الشعوب تنسق في ما بينها في الساحة الدولية وكذلك على الأرض و"أصبحت لها علاقات إقليمية ودولية واسعة وما نشاهده الآن من انتفاضة في مدن أذربيجان الجنوبية يعد استمرارا لنضال الشعوب غير الفارسية الأخرى ومطالبها بالحرية وحق تقرير المصير".
من جهته قال الصحافي والسياسي التركي انصافعلي هدايت في تصريح لـ"عربي21"، "منذ عهد رضا شاه حتى يومنا هذا نشاهد احتقار وإهانة الأتراك من قبل الأنظمة والحكومات الإيرانية لا يتحرك الشعب التركي لاستعادة سلطته الرسمية التي سلبت منها في عهد النظامين الملكي والنظام الفارسي الحالي بإيران".
وأشار إلى أن العرب والمسلمين لا يشاركونهم ثورتهم ضد النظام الإيراني، مضيفا: "حان الوقت ليتحرك العرب لدعم الأتراك الآذريين في إيران، وهذه فرصتهم الذهبية لمواجهة السياسية الإيرانية التوسعية التي دمرت المنطقة العربية".
في السياق ذاته قال السياسي والحقوقي الآذري صالح كامراني في تصريح لصحيفة "عربي21"، إن الأحداث والتطورات في أذربيجان أصبحت تثير مخاوف النظام الإيراني بسبب نسبة عدد الأتراك الذين يشكلون الأغلبية في جغرافيا إيران وأيضا الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي الذي ظهر على السياسية بين الشعب التركي الآذري بإيران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق