2015-11-01
مبارك فهد الدويلة
فند الكاتب الكويتي والنائب السابق بمجلس الأمة، مبارك فهد الدويلة، اتهام بعض المثقفين والعلمانيين للجماعات الإسلامية، وكيف أن التيارات الإسلامية في الدول العربية تتسم بالوسطية مما يجعل "المتطرفين" يرفضون منهجهم ويكفرون بهم، وكيف أن من يسيطر على قطاع التعليم منذ زمن هم العلمانيين وليس الإسلاميين.
واتهم الدويلة، في مقاله بصحيفة "القبس" الكويتية تحت عنوان "العلمانية.. مصدر الإرهاب"، التيارات والأنظمة العلمانية بدعم من الحكومات بتشويه التيار الإسلامي المعتدل وتحجيمه وتقييد حركته، مما أدى إلى نشأة هذا التطرف!
وإلى نص المقال ..
العلمانية.. مصدر للإرهاب
بقلم/ مبارك فهد الدويلة
يحاول بعض أدعياء الثقافة وأشبال العلمانية في بلادنا العربية أن يربطوا بين الإرهاب والجماعات الإسلامية، بل إن بعض هؤلاء تمادى في جهله بالواقع، ليطالب بتعديل مناهج التربية في مدارسنا، بحجة أنها البيئة التي فرخت هؤلاء الإرهابيين! وبسبب هذا الجهل المتأصل في عقولهم، تناسوا حقيقة دامغة تنسف كل هذا الادعاء الباطل، ذلك أن التيار المسيطر على وزارة التربية في الكويت ــ كمثال ــ منذ تأسيسها إلى اليوم هو التيار العلماني، بل إن هذه المناهج هي التي تخرج من تحت عباءتها غلاة العلمانية في ديارنا، أما الجماعات الإسلامية في الكويت خاصة، والخليج عامة، فهي جماعات -في معظمها- معتدلة ووسطية، بل إن بعضها موالٍ للحكومات العلمانية أكثر من موالاتها للمسلمين!
ولو تتبعنا نشأة الأفراد المتشددين، الذين يطلق البعض عليهم «المتطرفين»، لوجدنا أنهم أولئك الذين رفضوا منهج الجماعات المعتدلة، وأسلوبها في الدعوة المتمثل بالنصح والإرشاد، وسلكوا فهماً شاذاً في التعامل مع المجتمع، وهو الخلع والإبعاد! ولعل تفجيرات المساجد التي تمت في الكويت والسعودية مؤخراً مثال صارخ على ابتعاد هؤلاء الشواذ عن منهج الجماعات الإسلامية العاملة في الساحة الخليجية اليوم! التي يحاول البعض مع الأسف محاربتها ووضعها في قائمة الإرهاب، ولذلك تُعتبر الحكومات والأنظمة التي تحارب هذه الجماعات الوسطية مصدراً من مصادر تفريخ الارهاب في مناطقنا! وكذلك الاعلامي الذي يشوّه هذا الاعتدال في قلمه ولسانه، ويتعمّد ابعاد الشباب عن هذا المنهج المعتدل، هو ايضا مصدر لتفريخ الارهاب!
إن أبناء الأمتين العربية والإسلامية يرون اليوم مقدار الظلم والقهر الذي يمارَس على الشعوب العربية في فلسطين وسوريا والعراق وغيرها! ويرون تخاذل معظم الحكومات العربية في نصرة المسلمين المستضعفين هنا وهناك، فيشعرون بمشاعر الغضب والقهر تختلج في نفوسهم، ولذلك يحتاجون الى حاضنة تحسّن تهذيب هذه المشاعر السلبية، وتحولها إلى ردات فعل ايجابية، هذا النوع من الحاضنات لا يتوافر الا عند الجماعات الاسلامية المعتدلة في منهجها وأسلوبها الدعوي، وليست تلك التي ترى وجوب الالتزام بما تقرره الأنظمة الحاكمة مهما ابتعدت عن منهج الإسلام وتعاليمه، والتي لا يراها هذا الشباب الحائر إلا أدوات تلعب بها هذه الأنظمة وفقاً لمصالحها!
وبما أن هذه الجماعات المعتدلة قد تم تشويه غاياتها وقياداتها من الأقلام العلمانية والمنابر الليبرالية، وقامت الحكومات بمحاربتها وتقييد عملها، لذلك لا يجد هذا الشباب المندفع بمشاعر الكره على الغرب وأعداء الاسلام، الا التطرف في التعامل مع واقعه الذي يراه منكرا، ومجتمعه الذي يراه كافراً! لذلك نشاهد اليوم هذا الإجرام والإرهاب اللذين يُمارسهما هؤلاء باسم الاسلام، والاسلام منهما بريء، والغريب ان نسمع من يتهم المناهج والجماعات المعتدلة بالسبب، الذي أوجد هذا الواقع، بينما الحقيقة الغائبة عن الكثيرين ان ممارسة التيارات والانظمة العلمانية لعمليات تشويه التيار المعتدل وتحجيمه وتقييد حركته، هي السبب وراء نشأة هذا التطرف!
المصدر : شؤون خليجية - متابعات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق