الأربعاء، 2 مارس 2016

أم بدر: براحة عباس على اسم والدنا فلماذا غيروا اسمها؟

سميت البراحة باسم الشاوي ونسوا والدي

أم بدر: براحة عباس على اسم والدنا فلماذا غيروا اسمها؟

عباس عبدالله عبدالعزيز أول مضمد كويتي
عباس عبدالله عبدالعزيز أول مضمد كويتي

محمد عباس عبدالله عبدالعزيز
محمد عباس عبدالله عبدالعزيز

اولاد واحفاد عباس عبدالله
اولاد واحفاد عباس عبدالله
نشر في : 10/11/2006  
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي.
'القبس' شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع الحاجة ام بدر ابنة عباس عبدالله عبدالعزيز قالت: أنا من مواليد 1935، وانا ابنة اول مضمد كويتي في مستشفى الارسالي الاميركي الذي عمل اكثر من خمسين سنة المشهور بعباس حكيمي ومعروف أيضا ب'عباس ألي، اي علي، وقديما كانت بعض جماعة الشيعة يضيفون اسم الامام علي بن أبي طالب (ع) على الاسم الاول تيمنا وتبريكا مثل ما يقال: أمير علي، وأحمد علي، وحسين علي، انا ابنة من عالج الآباء والاجداد، وانا ابنة احب البراحة، وابنة صاحب البركة والجليب.
براحة عباس
واصرت الحاجة أم بدر على التحدث عن البراحة قبل أي شيء فقالت: براحة عباس سميت على اسم والدي المرحوم عباس وهي عبارة عن ساحة متسعة بين البيوت كانت ملتقى للرجال بعد صلاة العصر واكثر الاوقات مكانا للعب الاولاد والبنات ليلا على ضوء القمر.
وقالت: سميت باسم والدي لان بيتنا الكبير المقسم من الداخل الى 3 بيوت بمساحة 2000 متر مربع كان يطل على البراحة، وسميت باسمه ايضا لوجود ديوان كبير يجمع الاهل والاصدقاء والجيران، وكذلك سميت باسمه لانه كان يداوي المرضى بعد عمله في المستشفى، وكان سكنا لمن قطع المسافات الطويلة من خارج السور.
وتألمت وتأسفت أم بدر على تغيير اسم البراحة او انها لا تذكر في الكتب الكويتية، وهناك من يقول ويذكر برايح كثيرة ويؤكد انها مشهورة اما براحتنا فهي ليست مهمة.
وقالت من معالم براحة عباس: شاوينا 'اظبية' وللاسف بعض الكتاب يسمون البراحة باسم صاحبة الشاوي، وينسى عباس حكيمي المضمد.
ومن معالم براحة عباس دكان يوسف الخريبط المشهور بالزلابية والغريبة وكان رحمه الله يوزع على الاولاد الذين يلعبون 'الكافود' بالمجان حبا لهؤلاء الصغار، ومن معالم الفريج عبدالله النجادة المشهور ببيع النقل 'من المكسرات' ويبيع السبال 'الفول السوداني' وفي براحة عباس 'الدوبي' المشهور هو الكواء الذي كان يكوي الملابس واللقطة هندية، وكيف تنسى هذه البراحة وفيها ام عبدالله 'عزيزة بوشعبون' الطبيبة الشعبية واختها الولادة والخطابة ام حسين؟ ولماذا لا تذكر البراحة ومن سكانها مشاهير الكويت ورجالاتها؟ منهم: ابناء ملا حسين والمراغي، وبيت البالول في السكة الضيقة، وبيت خرم والسميط، والرزوقي، والمطرف صاحب الدكان المشهور، وبالقرب من البراحة بيت البحر والحميضي والخشتي وخالد الزيد، وعباس خورشيد رحمه الله كان له بيت في آخر السكة، وبيت الخباز والصراف صاحب الشجرة الكبيرة المشهورة بشجرة البراحة.
اليسرة
وتحدثت ام بدر عن غسل الملابس في البحر كما كانت المرأة الكويتية معتادة على غسلها مع بعض الحاجات مثل الأواني والسجاد وفركها برمال البحر.
واضافت: كنا نغسل الملابس بالاستعاضة عن الصابون بقطع من الجص (طين ابيض يحرق بالنار يتحول الى جص ناصع البياض) مستخدمين المضرابة، تلك الخشبة الغليظة بطول نصف متر تضرب بها الملابس لتنظيفها، وافضل مكان لغسل الملابس كان على اليسرة وهي عبارة عن طريق صخري داخل البحر وبعض اليسرات تمتد على الساحل، ولكن يسرة القبلة القريبة من براحتنا (براحة عباس) كانت مشهورة ومعروفة عند الكويتيين، واثناء غسل الملابس كنا نشاهد النقع القبلاوية الواسعة الغنية بالأبوام التي كانت ترسو فيها منها: نقعة المرزوق والخرافي والبدر والصقر، اما في الحي الشرقي فكانت نقعة الخميس والشملان والعسعوسي والنصف من اكبر النقع في منطقة الشرق.
وقالت ام بدر: كانت اليسرة ملاذا للاولاد الصغار الذين تصطحبهم امهاتهم لصيد الاسماك الصغيرة والسباحة، وبعض الخدم كانوا يقومون بغسل الاغنام في فصل الصيف، وكنت اشاهد بعض الآباء يسبحون اولادهم الصغار بعد عملية الختان لتعقيم الجروح، وكان ماء البحر المالح شفاء، وكنت اشاهد ايضا بعض صاغة الذهب ومعهم اتربة محلاتهم يضعونها في اوان كبيرة على اليسرة لغسلها وتصفيتها في ماء البحر لعلهم يجدون ذرات الذهب او مخلفات برادته التي تساقطت واختلطت مع الاتربة.
وقالت ام بدر: وعلى اليسرة كان اصحاب نسج الاصواف يضعون النسيج بعد صبغه على الصخر ثم تنقل الاصواف الى البحر وتحمل بعد ان تنشف نوعا ما من على اليسرة.
الإرسالي الأميركي
وتذكرت بعض الذكريات واحاديث والدها عباس فقالت: بدأ الحاج عباس العمل في المستشفى الاميركي الاول من عام 1914 إلى عام ،1964 عمل مع الدكتور ماليري.

ومع الدكتور'بول هاريسون' و'كالفرلي' الدكتورة المشهورة التي سميت ب 'حليمة خاتون' طبيبة النساء وهي التي علمت نساء الكويت كيفية الجلوس على الكراسي لمعالجة آلام الظهر، ولا انسى الممرضة خاتون 'مريم' كانت تشرف على الرجال والنساء، وخاتون 'وسمية' الدكتورة التي دخلت محبتها قلوب الكويتيات وخاتون 'شفيقة'، وخاتون 'فضة' ام سعيد زوجها كان قسا كبيرا، وخاتون ام ديفيد (ام داود) زوجة الدكتور نيكر، واختنا الكبيرة مريم الشطي كانت مربية للاطفال في المستشفى لها اياد بيضاء في خدمة الدكاترة والممرضات والمرضى.
وتحدثت عن الدكتور اسكدر الذي اشرف على المستشفى ما يقارب الاربعين سنة فأحبه كل كويتي وقد توفي في الكويت عام 1975م.
علاجات والدي
وتذكرت مواقف والدها مع المرضى والثقة التي حصل عليها من اطباء المستشفى لقيامه بمهمات صعبة قالت: بدأ في المستشفى وهو صغير في العمر واستمر اكثر من خمسين سنة يعمل حتى دخل غرف العمليات وساعد الدكاترة، وبدأ يعالج المرضى منهم: يوسف الفيلكاوي لسعته لخمة، هذا الحيوان البحري لسعتها كالعقرب شوكتها تفرز السم عالجه بامر من الدكتور سكدر، وكان له ولد يعمل في المستشفى يسمى عبدالله (ابو فيصل)، وكان والدي يعالج مرضى (البواسير) الذي انتشر بين اهل الكويت وكان رحمه الله يقلع الاسنان، ويخيط اطراف العيون، وعالج المصابين في حرب الجهراء، وكان يذهب الى اخر نقطة من الجهراء لعلاجهم، قبل ان تنصب الخيام خلف الشامية، واخيرا تبرع مدير المستشفى بحصان ابيض لوالدي لكي يتنقل عليه من العمل الى المنزل.
وعالج ايضا بعض الشيوخ وكانت هذه ثقة من اسكدر له، أخرج حصوة من مرارة احدهم، وعالج الشيخ حمود المالك الصباح في ابو حليفة تحت اضاءة بدائية (تريك لوكس) فسمع الشيخ يقول له: يا حجي عباس انا ميت ميت عالجني والشفاء من الله تعالى، وكان يجري فتحات للدمامل ويخرج الدم والاوساخ، وعالج والد حيدر خليفة بعد ان خاست رجله بسبب الجرح القديم وقرر الدكتور بترها، رفض والدي واخذ يعالجه في البيت وشفاه الله، وعاش سنوات طويلة وتوفي رحمه الله عن عمر يناهز 120 سنة يمشي وكل يوم يذهب الى البحر بتوصية من والدي.
وتحدثت ام بدر عن زواجها عندما كان عمرها 14 سنة، قالت: لا اعرف شيئا عن الزوج ولا عن الاسرة وكانت العلاقة بين الرجال قوية، فلذلك تزوجني رجل كنت اشاهده عن بعد احيانا، والذي عقد الزواج السيد جواد القزويني، والمهر 300 روبية فيعتبر هذا المبلغ مبالغا فيه لتلك الفترة.
تراحم الفريج
وتحدثت ام بدر عن التكافل والتعاطف والتلاحم بين اهالي 'براحة عباس' قالت: انهم كانوا يطبقون الحديث الشريف 'ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه، وهو يعلم به' لا نظير لتلك المشاعر الوجدانية في نفوس اهل الفريج من الجود والكرم والسخاء، وللأسف الآن الجار يشتكي على جاره ويختلف معه ويصلون الى المخافر والمحاكم لأجل موقف للسيارة.. العجب كل العجب، وكل ما اتمناه من هذا الجيل ان يرثوا العادات الطيبة، ويرجعوا الى احاديث الاولين وسير الآباء والاجداد، وان تعاد البرايح كما كانت في الاحياء الحديثة لكي يجتمع الاولاد ويلعبون الالعاب القديمة، وتوضع الاراجيح، ويجلس الكبار، وتعاد الذكريات المحببة في النفوس، واكرر لماذا لم تذكر براحة عباس مع البرايح التي تذكر في الكويت؟، ولماذا ازيل الاعلان الذي كان موجودا في السابق؟ وكررت ام بدر: ليش.. ليش؟

راديو البراحة
كان الناس يجتمعون حول راديو عباس ألي بعد صلاة المغرب للاستماع لآخر أخبار الحرب العالمية الثانية من عام 1939 حتى ،1945 وهو الراديو الوحيد في البراحة.
كان راديو الشيخ أحمد الجابر الصباح أول راديو في الكويت من عام .1934


محمد عباس: والدي عمل في 'الأمريكاني' من عام 1914 حتى 1964
التقينا محمد احد اولاد المرحوم عباس عبدالله عبدالعزيز المعروف ب'عباس ألي' فقال:
والدي كان عمله الاساسي في المستشفى الارسالي الأمريكاني، وهذه الارسالية التي لها مراكز في البصرة والبحرين ومسقط وقطر والزبير ثم الكويت، وكان الهدف من هذه المراكز محاصرة جزيرة العرب، ولكنها نجحت في ادخال خدمات الطب وعلاج الامراض وفشلت في اهدافها التنصيرية، وكان راتب والدي يأتي من الولايات المتحدة الاميركية، وهذا المركز الطبي العالي كان له دور في ابراز النظافة والصحة والتطعيم والوقاية من الامراض وسوء التغذية، ولا تزال هذه الذكريات عالقة في عقول اهل الكويت وقلوبهم.
هدايا الجزيرة
وتحدث عن الترابط بين اهالي براحة عباس في فصل الصيف حيث كانوا يجتمعون بالقرب من الفرضة ويتوجهون الى جزيرة فيلكا على سفينة آل بوشعبون، المشهورة بنقل الصخور من العشيرج الى السيف لبناء البيوت. وقال محمد: كانت الرحلة تستغرق ما بين 5 الى 7 ساعات للوصول الى الجزيرة وكذلك العودة، وكانت عدة سفن تسير معا منها: الشوعي والبلم والجالبوت.
واضاف: اتذكر اول رحلة كنت معهم في منتصف الاربعينات كانت الجزيرة سياحية ونشطة وفيها اماكن كنا نقضي فيها اوقاتا ممتعة منها: قبر سعد وسعيد وقبر لامرأة تدعى 'سعيدة' هؤلاء الثلاثة لهم حكاية قديمة فأصبحت قبورهم مكانا لقراءة سورة الفاتحة.
وكنا نزور قبر الخضر عليه السلام او يقال ان هذا المكان كان يتواجد فيه واشاهد النساء يأتين للتبرك ويعلقن قطعا خضراء من القماش، ويعتقد بعض الناس انه ما زال حيا، وقيل انه هو الرجل الصالح صاحب موسى عليه السلام، حيث ورد ذكره في سورة الكهف، وكنا نزور لسان داخل البحر يشبه سمك 'الجرجور' يسمى هذا المكان ب'رأس بوير يورة، ومنطقة الآثار القديمة' مرتفعات 'شبيحة' وجاءت التسمية، لأن هناك طفلة فقدت اثناء الاعصار من هذه المنطقة اسمها سبيكة ووجدوها ميتة، وزرنا تل 'الخزنة' وكما قالوا لنا انه يحوي على خزنة من الذهب، ولا أحد يستطيع البحث عنها لوجود ثعبان مخيف يحرسه.
وقال: هدايا الجزيرة كثيرة ومشهورة اشتهرت بأنواع من الحلويات اهمها: 'الكليحة' هي عبارة عن أقراص من الخبز ليس متداولا في أسواق الكويت، وكذلك 'الكلية' وهي اقراص معمولة بالسمن والبيض والسكر تشبه البسكويت، هذا افضل هدايا تقدم للحجاج ويطلق عليها اسم 'زهاب'، والقمح الفيلكاوي، والجزر الوردي الجذاب الذي يصدر للكويت، وكنت اسمع فيلكاويا ينادي في السوق 'جزر فيلجه'، ومن هدايا الجزيرة 'طروح' والسدر الفيلكاوي ينتج ثمرا من دون نواة، واعشاب الجزيرة افضل هدية منها: اصابع العروس، فليلو، بوغنام، الخبزان، العاكول.
وقال: أهل الجزيرة كانوا يطبخون على 'كلك.. تاوة من الطين قبل ان يصرفوا الشولة.
ذكريات البراحة
وتحدث عن معالم براحة عباس والذكريات التي لا تمحى فقال: كل حي له شاوي واحد، اما براحتنا فيها شاوي 'إظبية' وشاوي بو 'مزيد' له ولد اسمه 'صنعات، ومن معالم البراحة مركز لتجمع القوافل التي تأتي من البصرة ثم توزع بضاعتها لساحة الصفاة، ولوري 'عباس ألي' الذي كان ينقل الأهالي الى الكشتة في فصل الربيع من دون مقابل، وكان ابنه ناصر مشهورا بصيد الغزالان ويوزع على الجيران، وبالقرب من ديوان عباس حكيمي يوجد جليب سبيل للناس عليه محالة ودلو، وكان هذا الماء يساعدهم على حل مشاكلهم وتوفير مياه جلبانهم، وبركة الماء العذب ايضا سبيل لأهل الحي كان الماء يملأ عن طريق القربة وكان خالي مسؤولا عنها يضع على ظهره ويفرغها، واحيانا كان يؤجر حمارا لنقل الماء للسرعة وكل حمار على ظهره 3 قرب، وكان الحمار يشخط في العريش عدد القرب التي فرغت.
واضاف: ولا ننسى، نحن ابناء براحة عباس الكندري الشاب اسمه 'فلك ناز' الذي كان ينادي بأعلى صوته كندر كندر وكان يحسب كل قوطي ببزتين.
واخيرا باع والدي البيت علي عقاب واحمد الخطيب عام 1951 وانتقلنا الى حي الصالحية المشهور بشكله المستطيل من بوابة الجهراء، شارع فهد السالم، حتى جنوب المقبرة، كان هذا الحي تكثر فيه الحوط التي تحولت الى مدرسة ومجمعات، ودكاكين لبيع الكاز (الكيروسين) وزيوت السيارات منهم: ناصر العبدالجليل، وغلوم رضا تقي، والحاج منصور، وبعض الكراجات ومنزل سليمان اللهيب، والمجحم والعدواني، والعتيقي والبناي، والراشد والعبيدي، وعبدالملك الصالح والغربللي والحميدي.
وتذكر في الصالحية اول مقصب وعدة حضر لاستخراج التراب الابيض الذي كان يستعمل لغسيل الاواني بدلا من الصابون، وسميت نسبة الى ملا صالح سكرتير حكومة الكويت، وبني مسجد في هذا الحي في عام .1919

============

براحة البدر حاول عجم في الكويت تحويل اسمها الي براحة عباس





ادعت عائلة عباس خورشيد ان براحة عباس تنسب الي عباس خورشيد
فيما ادعت أحدى بنات عباس عبدالله هذه البراحة لأبيها عباس كان (مضمد اشتغل في مستشفى الأمريكاني )
عباس عبدالله عبدالعزيز كان مضمد يعمل في مستشفى الارسالية الاميركية في الكويت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق