السبت، 1 أغسطس 2015

هل جاء الشيطان بصورة سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام ؟



السلام عليكم

هل ثبت هذه الرواية عن سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام




وقد أخرج الفريابي والحكيم الترمذي والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا قال : هو الشيطان الذي كان على كرسيه يقضي بين الناس أربعين يوما ، وكان لسليمان امرأة يقال : لها جرادة ، وكان بين بعض أهلها وبين قوم خصومة ، فقضى بينهم بالحق إلا أنه ود أن الحق كان لأهلها ، فأوحى الله إليه أن سيصيبك بلاء ، فكان لا يدري أيأتيه من السماء أم من الأرض ؟ وأخرج النسائي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، قال السيوطي بسند قوي عن ابن عباس قال : أراد سليمان أن يدخل الخلاء فأعطى لجرادة خاتمه ، وكانت جرادة امرأته وكانت أحب نسائه إليه ، فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها : هاتي خاتمي فأعطته ، فلما لبسه دانت له الإنس والجن والشياطين ، فلما خرج سليمان من الخلاء قال : هاتي خاتمي ، قالت : قد أعطيته سليمان قال : أنا سليمان ، قالت : كذبت لست سليمان ، فجعل لا يأتي أحدا يقول أنا سليمان إلا كذبه ، حتى جعل الصبيان يرمونه بالحجارة ، فلما رأى ذلك عرف أنه من أمر الله ، وقام الشيطان يحكم بين الناس ، فلما أراد الله أن يرد على سليمانسلطانه ألقى في قلوب الناس إنكار ذلك الشيطان ، فأرسلوا إلى نساء سليمان فقالوا لهن : تنكرن من أمر سليمان شيئا ؟ قلن : نعم إنه يأتينا ونحن نحيض ، وما كان يأتينا قبل ذلك ، فلما رأى الشيطان أنه قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع ، فكتبوا كتبا فيها سحر وكفر فدفنوها تحت كرسي سليمان ، ثم أثاروها وقرءوها على الناس وقالوا بهذا كان يظهر سليمان على الناس ويغلبهم فأكفر الناسسليمان فلم يزالوا يكفرونه ، وبعث ذلك الشيطان بالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فأخذته ، وكان سليمان يعمل على شط البحر بالأجر ، فجاء رجل فاشترى سمكا فيه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم ، فدعا سليمان فقال : تحمل لي هذا السمك ؟ قال : نعم ، قال : بكم ؟ قال : بسمكة من هذا السمك ، فحمل سليمان السمك ثم انطلق به إلى منزله ، فلما انتهى الرجل إلى باب داره أعطاه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم ، فأخذها سليمان فشق بطنها فإذا الخاتم في جوفها فأخذه فلبسه ، فلما لبسه دانت له الجن والإنس والشياطين وعاد إلى حاله وهرب الشيطان حتى لحق بجزيرة من جزائر البحر ، فأرسل سليمان في طلبه ، وكان شيطانا مريدا ، فجعلوا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاءوا فبنوا عليه بنيانا من رصاص فاستيقظ فوثب ، فجعل لا يثب في مكان من البيت إلا أن دار معه الرصاص فأخذوه فأوثقوه وجاءوا به إلى سليمان فأمر به فنقر له تخت من رخام ثم أدخله في جوفه ثم شد بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر ، فذلك قوله : ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا يعني الشيطان الذي كان سلط عليه 

http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=66&ID=683
رد باقتباس

افتراضي رد: هل جاء الشيطان بصورة سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام ؟

قال محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة في كتابه "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" ص 272

ونحن لا نشك في أن هذه الخرافات من أكاذيب بني إسرائيل، وأباطيلهم، وأن ابن عباس وغيره تلقوها عن مسلمة أهل الكتاب وليس أدل على هذا مما ذكره السيوطي في "الدر" قال: وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أربع آيات من كتاب الله لم أدر ما هي؟ حتى سألت عنهن كعب الاحبار رضي الله عنه ... وذكر منها وسألته عن قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} قال: الشيطان أخذ خاتم سليمان عليه السلام الذي فيه ملكه، فقذف به في البحر، فوقع في بطن سمكة، فانطلق سليمان يطوف؛ إذ تصدق عليه بتلك السمكة فاشتواها، فأكلها، فإذا فيها خاتمه، فرجع إليه ملكه.
وكذا ذكرها مطولة جدا البغوي في تفسيره، عن محمد ابن إسحاق عن وهب بن منبه.
قوة السند لا تنافي كونها إسرائيليات:
وأحب أن أؤكد هنا ما ذكرته قبل: من أن قوة السند لا تنافي كونها مما أخذه ابن عباس وغيره عن كعب الأحبار وأمثاله من مسلمة أهل الكتاب، فثبوتها في نفسها لا ينافي كونها من إسرائيليات بني إسرائيل، وخرافاتهم، وافتراءتهم على الأنبياء.
سلفي من العلماء في رد هذا الغثاء:
وقد سبق إلى التنبيه إلى ذلك: الإمام القاضي عياض في "الشفا": "ولا يصح ما نقله الإخباريون من تشبه الشيطان به، وتسلطه على ملكه، وتصرفه في أمته بالجور في حكمه؛ لأن الشياطين لا يسلطون على مثل هذا، وقد عصم الأنبياء من مثله"، وكذلك الإمام الحافظ الناقد: ابن كثير في تفسيره قال بعد أن ذكر الكثير منها:
وهذه كلها من الإسرائيليات، ومن أنكَرِها ما قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن العلاء، وعثمان بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالوا: حدثنا أبو معاوية "قال": أخبرنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} قال: أراد سليمان عليه الصلاة والسلام أن يدخل الخلاء..... ثم ذكر الرواية التي ذكرناها أولا.
ثم قال: إسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قوي، ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما إن صح عنه من أهل الكتاب، وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه الصلاة والسلام، فالظاهر أنهم يكذبون عليه، ولهذا كان في هذا السياق منكرات من أشدها ذكر النساء، فإن المشهور عن مجاهد وغير واحد من أئمة السلف: أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان، بل عصمهن الله عز وجل منه، تشريفا، وتكريما لنبيه عليه السلام، وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف رضي الله عنهم كسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم، وجماعة آخرين، وكلها متلقاة عن أهل الكتاب، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
أقول: كلها أكاذيب، وتلفيقات، ولكن بعض الكذبة من بني إسرائيل كان أحرص، وأبعد غورا من البعض الآخر، فلم يتورط فيما تورط فيه البعض، من ذكر تسلط الشيطان على نساء داود عليه السلام وذلك حتى يكون لما لفقه، وافتراه، بعض القبول عند الناس، أمام البعض الآخر، فكان ساذجا في كذبه، مغفلا في تلفيقه،، فترك آثار الجريمة بينة واضحة، وبذلك: اشتمل ما لفقه على دليل كذبه.
ومن العجيب: أن الإمام السيوطي نبه في كتابه: "تخريج أحاديث الشفاء": أنها إسرائيليات، تلقاها ابن عباس عن أهل الكتاب، وليته نبه إلى ذلك في التفسير.
نسج القصة مهلهل:
والحق: أن نسج القصة مهلهل، عليه أثر الصنعة والاختلاق، ويصادم العقل السليم، والنقل الصحيح في هذا.
وإذا جاز للشيطان أن يتمثل برسول الله سليمان عليه السلام فأي ثقة بالشرائع تبقى بعد هذا؟! وكيف يسلط الله الشيطان على نساء نبيه سليمان، وهو أكرم على الله من ذلك؟!
وأي ملك أو نبوة يتوقف أمرهما على خاتم يدومان بدوامه، ويزولان بزواله؟! وما عهدنا في التاريخ البشري شيئا من ذلك.
وإذا كان خاتم سليمان عليه السلام بهذه المثابة فكيف يغفل الله شأنه في كتابه الشاهد على الكتب السماوية ولم يذكره بكلمة؟! وهل غير الله سبحانه خلقة سليمان في لحظة، حتى أنكرته أعرف الناس به، وهي: زوجته جرادة؟!!
الحق: أن نسج القصة مهلهل، لا يصمد أمام النقد، وأن آثار الكذب والاختلاق بادية عليها.
__________________
رد باقتباس Multi-Quote This Message الرد السريع على هذه الرسالة
  #4   نبه المشرف إلى وجود خلل أو تجاوز في هذه المشاركة   
قديم 06-05-13, 10:19 PM
وفقه الله
تَارِيْخُ التَّسْجِيْلِ فِي الْمُلْتَقَى: 10-08-09
محل السكن: المغرب
عَدَدُ الْمُشَارَكَاتِ: 2,122
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى كاوا محمد ابو عبد البر إرسال رسالة عبر Skype إلى كاوا محمد ابو عبد البر
افتراضي رد: هل جاء الشيطان بصورة سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام ؟

قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة ج 12ص626:

منكر موقوف. أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (6 / 287 / 10993) ، وكذا ابن أبي حاتم في ((التفسير)) ؛ كما في ((ابن كثير)) (4 / 36) ، وابن جرير (1 / 357) من طريق أبي معاوية: حدثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:. . . فذكره موقوفاً عليه.
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير المنهال بن عمرو؛ فهو من أفراد البخاري، وفية كلام يسير، وقال الحافظ في ((التقريب)) :
((صدوق ربما وهم)) .
ولذا؛ قال الحافظ ابن كثير:((إسناده إلى ابن عباس قوي؛ لكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما - إن صح عنه - من أهل الكتاب، وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه الصلاة والسلام، فالظاهر أنهم يكذبون عليه، ولهذا؛ كان في هذا السياق منكرات: من أشدها ذكر النساء. . . وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف رضي الله عنهم: كسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة آخرين، وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب)) .
قلت: ويؤيد ما ذكره من التلقي: ما روى عبد الرزاق وابن المنذر؛ كما في ((الدر)) (5 / 310) عن ابن عباس قال: أربع آيات من كتاب الله لم أدر ما هي؛ حتى سألت عنهن كعب الأحبار. . . وسألته عن قوله تعالى: (وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب) ؛ قال: الشيطان أخذ خاتم سليمان عليه السلام الذي فيه ملكه. . . الحديث مختصراً {ثم وقفت على إسناده في ((تفسير عبد الرزاق)) (3 / 165 - 166) قال: أخبرنا إسرائيل عن فرات القزاز عت سعيد بن جبير عن ابن عباس. وهذا سند صحيح على شرط الشيخين.}؛ ليس فيه ذكر النساء.
قال العلامة الآلوسي في ((تفسيره)) (12 / 199) :((ومعلوم أن كعباً يرويه عن كتب اليهود، وهي لا يوثق بها، على أن إشعار ما يأتي بأن تسخير الشياطين [كان] بعد الفتنة يأبى صحته هذه المقالة كما لا يخفى.
ثم إن أمر خاتم سليمان عليه السلام في غاية الشهرة بين الخواص والعوام، ويستبعد جداً أن يكون الله تعالى قد ربط ما أعطى نبيه من الملك بذلك الخاتم! وعندي أنه لو كان في ذلك الخاتم السر الذي يقولون؛ لذكره الله تعالى في كتابه)) .
قلت: أو نبيه - صلى الله عليه وسلم - في حديثه. والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
وقال أبو حيان في ((تفسيره)) (7 / 397) : ((نقل المفسرون في هذه الفتنة وإلقاء الجسد أقوالاً يجب براءة الأنبياء منها، وهي مما لا يحل نقلها، وهي من أوضاع اليهود والزنادقة)) . قال الآلوسي عقبه:
((وكيف يجوز تمثل الشيطان بصورة نبي حتى يلتبس أمره على الناس، ويعتقدوا أن ذلك المتصور هو النبي! ولو أمكن وجود هذا لم يوثق بإرسال نبي. نسأل الله تعالى سلامة ديننا وعقولنا! ومن أقبح ما فيها: تسلط الشيطان على نساء نبيه حتى وطئهن وهن حيض! الله أكبر! هذا بهتان عظيم، وخطب جسيم. ونسبة الخبر إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لا تسلم صحتها، وكذا لا تسلم دعوى قوة سنده إليه، وإن قال بها من سمعت)) .
يشير إلى ما كان نقله عن ابن حجر والسيوطي أنهما قالا: ((سنده قوي)) .
والحافظ ذكر هذا في ((تخريج الكشاف)) (4 / 142) . والسيوطي في ((الدر المنثور)) (5 / 310) ، وهما تابعان في ذلك الحافظ ابن كثير كما تقدم. ولا أوافق الآلوسي في عدم تسليمه بقوة السند، لأنه الذي يقتضيه علم الحديث والجرح والتعديل، لا سيما وهو موقوف، وليس كل موقوف هو في حكم المرفوع كما هو معلوم، وبخاصة إذا احتمل أنه من الإسرائيليات كهذا، وهو مما نقطع به؛ لما فيه من المخالفات للشرع كما تقدم، وبخاصة أنه صح سنده عن ابن عباس أنه سأل كعباً كما تقدم.
ولتمام الفائدة أقول:قال أبو حيان في تمام كلامه السابق: ((ولم يبين الله الفتنة ما هي، ولا الجسد الذي ألقاه على كرسي سليمان، وأقرب ما قيل فيه: أن المراد بالفتنة كونه لم يستثن في الحديث الذي قال: ((لأطوفن الليلة على سبعين امرأة، كل واحدة تأتي بفارس مجاهد في سبيل الله. ولم يقل: إن شاء الله. فطاف عليهن، فلم تحمل إلا امرأة واحدة وجاءته بشق رجل. . .)) فالمراد بقوله: {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً} ؛ هو هذا، والجسد الملقى هو المولود: شق رجل)) .
وهو الذي استظهره الآلوسي وغيره؛ كالشيخ الشنقيطي - رحمه الله - في((أضواء البيان)) (4 / 77 و 7 / 34 - 35) ، وقال بعد أن أشار إلى القصة: ((لا يخفى أنه باطل لا أصل له. . . يوضح بطلانه قوله تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} ، واعتراف الشيطان بذلك في قوله: {إلا عبادك منهم المخلصين} )) .
__________________

================



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق