الخميس، 5 مايو 2016

نـار الـشيـعة تطـال الـمـرجـع الـسيد حسـين فـضل الله. بـقـلـم : أبـو سـعـيـد


تاريخ النشر : 2010-04-20

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أزواجه وذريته وصحابته وبعد


الشيخ فضل الله رجل دينٍ شيعي يعتبره البعض من المعتدلين في تشيعه , والحق أنه ليس كذلك, ولكنه يرفض بعض الخرافات التي يمارسها الشيعة أو يعتقدونها , وله أراء صريحة وجريئة في رفض ورد أكآذيب الشيعة التي أسسها وكذبها لهم مشايخهم وكُتاب تأريخهم , والرجل يحاول تدارك ما يمكن تداركه قبل أن يصبح المعتقد أو الدين الشيعي ديناً وثنياً خالصاً , ولكن القوم حمقى , فلم يستطيعوا أن يرتفعوا إلى فكر هذا الرجل , ولم يُقدروا ما يحاول هذا الرجل فعله لهم, فشنوا عليه حملة شعوا لم تبقي ولم تذر, فمنهم من كفره ومنهم من أخرجه من التشيع ومنهم من فسقه , والمضحك أن بعضهم عده من الوهابية , ولم يرتكب هذا الرجل ذنباً سوى أنه أراد لهم ألإصلاح والبعد ولو قليلاً عن خزعبلاتهم وأكآذيبهم التي جعلتهم محط سخرية من العالم كله , والتي أحرجت وأخجلت هذا الرجل الحريص على الشيعة والتشيع .

وهذه الحملة على الشيخ فضل الله ليست بغريبة على حملة فكر إبن سبأ وأبو لؤلؤة المجوسي لعنه الله , فقد تعرض قبله الكثير من علماء الشيعة ومراجعهم لمثل هذه الحملة , لا لشيء سوى أنهم حاولوا تنقية المعتقد من بعض الشوائب , التي يعتقدون هم أنها شوائب , وإلا فالمعتقد برمته ساقط لا إعتبار له , وقد حصل لهم ما حصل لفضل الله بل وقتل بعضهم بدمٍ بارد , والشواهد على ذلك كثيرة جداً ولا تخفى على أحد .

ومن حُمق هولاء القوم والحمق ليس بغريب عليهم , قاموا بإنشاء موقعاً خاصاً للرد على هذا المرجع , وقد فندوا أقواله وردوها وكذبوا عليه وقولوه ما لم يقل , فإن كان هذا حال الشيعة مع واحد منهم , وهو فوق ذلك من السادة أبناء رسول الله كما يزعمون ؟ فكيف يكون حالهم مع غيره ممن ليس على معتقدهم ولا على طريقتهم .

ولمعرفة ما موقف الشيعة من حسين فضل الله وما هي مآخذهم عليه, دعونا نرجع لبعض كتاباتهم وفتاواهم وأقوال علماء الشيعة في هذا الرجل .

يقول أحدهم وإسمه ألأستاذ أبومحمد الكويتي – وهنا ننبه إلى أن أهل الكويت جميعهم من أهل السنة والجماعة , وهولاء الذين ينتسبون للكويت من الشيعة , هم من المجنسين ألإيرانيين والعراقيين . يقول هذا ألإستاذ في كتابه ( وقفات وتساؤلات مع السيد محمد حسين فضل الله ) ما يلي :

( يقول في تسجيل صوتي جواباً على سؤال ( بماذا نرد على من يقول إن الصديقة الطاهرة لم تر الدم ) :
"هذا كما يقول بأن الشمس ليست طالعة في وضوح النهار ، فنحن نعرف أن الزهراء ولدت الحسن والحسين كما ولدت زينب وأم كلثوم وكذلك ، لهذا هذا الكلام سخيف جداً ولا يحتاج إلى رد ، وهذا أمر علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه ، فسواء كانت تره دماً أو ليست ترى دماً فإن رؤيتها الدم لا ينقص من قدرها ، وعدم رؤية الدم لا يعتبر فضيلة كبرى من فضائلها" ). إنتهى

كان هذا هو جواب المرجع محمد حسين فضل الله , ولكن كيف رد عليه مؤلف الكتاب ؟ قال :

( مسألة طهارة الزهراء عليها السلام وردت في روايات كثيرة جداً ، منها ما رواه الشيخ الكليني في الكافي بسند صحيح عن الإمام الكاظم (ع) أنه قال : "إن فاطمة صدّيقة شهيدة ، وإن بنات الأنبياء لا يطمثن" .
وروى أيضاً بسند صحيح عن الإمام الصادق (ع) : "كان بين الحسن والحسين طهر ، وكان بينهما بالميلاد ستة أشهر وعشراً" . فالستة أشهر هي مدة الحمل والعشرة أيام هي فترة الطهر ( دون نفاس ) بما يدل أن الزهراء طاهرة بتول منزهة عن دم النفاس ). إنتهى

ونحن نسأل الشيعة سؤالاً بريئاً ولكنه مهماً جداً .
إذا كُن بنات الأنبياء لا يَطمِثن , فهل يسري هذا على زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله على الجميع ؟ ثم ما الفائدة للدنيا وللدين من كون بنات ألأنبياء يطمثن أولا يطمثن ؟ وماهذا القول السخيف المنحط ولماذا هذا التدخل في خصوصية نساء بيت النبوة إلى درجه إحداث مثل هذا النزاع في أمرٍ لا يقدم ولا يؤخر ؟

ويقول صاحب الكتاب :
( سئل مكتبه : هل يصح حديث ( فاطمة حوراء إنسية ) ؟ وما معناه ؟ وهل صحيح أن نطفة الزهراء تكونت من الجنة عند إسراء الرسول (ص) وتناوله من ثمار الجنة كما في الروايات ؟
فأجاب : "للنقاش في ذلك مجال واسع على الأقل من الناحية التاريخية المحضة ، ولذلك لاختلاف الأحاديث حول ذلك ، مع كون ولادتها كما في أصح الروايات بعد الإسراء بثلاث سنوات ، وظاهر بعض الروايات أن النطفة انعقدت ليلة دخوله على زوجته خديجة ، ولذا فلا بد وأن تكون ولادتها بعد 9 أشهر من حيث الإسراء ، والله العالم") إنتهى

وعلق صاحب الكتاب قائلاً :
( روى القمي في تفسيره بسند صحيح عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان رسول الله يكثر تقبيل فاطمة ، فأنكرت ذلك عائشة فقال رسول الله (ص) : يا عائشة إني لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني من ثمارها فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها" ) إنتهى

وهنا نقف عند السند الصحيح الذي يزعمه هذا المخرف , كيف وصل الخبر إلى أبي عبدالله عليه السلام ؟ من أخبره بهذه الواقعة ؟ فالحديث دار بين رسول الله وعائشة كما يزعم راوي القصة , والخبر إما جاء عن طريق رسول الله أو عن طريق عائشه , وبما أن الحديث لا يذكر النبي ولا عائشة فسنده منقطع ولا دليل على إخبار رسول الله أو عائشة بهذا ألأمر , إلا إذا قلنا أن أبي عبدالله عليه السلام يعلم ما كان وما يكون , فهذا بحث أخر ليس مكانه هنا .
والسؤال نفسه نعود به إلى الشيعة , لماذا فاطمة فقط وليس كل بنات النبي؟ وهن شقيقات فاطمة من أمٍ واحدة وأبٍ واحد ؟ ولماذا فرق رسول الله بين بناته وفضل فاطمة عليهن ؟ وهل هذا فعل الأنبياء ؟

ويقول :
( سئل باستفتاء في موقعه نشر بتاريخ 28/6/2005م :
هل يجوز لنا لعن بعض الصحابة و (معاوية بن أبي سفيان ويزيد ابنه ) ولعن الصحابة من الذين آذوا نبي الله (ص) وآله ؟
فأجاب : "ليس من منهجنا اللعن وقد نهينا عن ذلك في منهج الأئمة من أهل البيت (ع).إنتهى

قلت : عندما قلت أن فضل الله ليس معتدلاً لم أكن متجاوزاً عليه أو ظالماً له , فها هو يجيب بأن اللعن ليس في منهج ألأئمة من آل البيت , ولم يرفض أو يمنع اللعن , ولكن هذا الجواب لم يرضي ابو محمد الكويتي فقال :
( قال آية الله الشيخ محمد السند تعليقاً على هذا الجواب :
" قد ورد لعن النبي (ص) لمعاوية وأبي سفيان ويزيد في طرق حديث أهل سنة الخلافة ، وكذلك بني مروان ، وقد استقصى بعض الأفاضل في الحوزة العلمية في قم موارد عديدة كثيرة ورد فيها لعن النبي (ص) لأشخاص أو جماعات كما قد ورد لعن القرآن الكريم لأشخاص أو جماعات استحقوا ذلك ). إنتهى
تعجب أيها المسلم من قوله : (أن بعض ألأفاضل في الحوزة تقصى موارد اللعن) , وكأن اللعن ركنٌ من أركان ألإسلام ,أو ضرورة من ضرورات ألإيمان, وأظن والله العالم , لو مُنع الشيعة من اللعن والشتم والسب لماتوا جميعاً في يومٍ واحد .

ويقول :
( سئل في نشرة فكر و ثقافة ، المسائل العقائدية ، العدد 324 :
س : ما رأيكم في من ادّعى رؤية الإمام المنتظر (عج) ، علماً أنّ بعضهم ممن يوثق بكلامه وبعضهم من العلماء ؟
ج : "غيبة الإمام المهدي (عج) غيب من غيب الله سبحانه ، وهي غيبة كبرى ، يعني أنه لا يلتقي به أحد . أما إذا كان شخص ما رآه ، كما يدَّعي ، فما هي خصوصية هذا الشخص لأن يراه حتى يهمس في أذنه شيئاً ؟ وهناك بعض النصوص تتحدّث عن تكذيب من ادّعى الرؤية ولو كانوا من الموثقين ، فنحن لا نكذّبكم ، ولكن ربما يخيّل إليهم ذلك) .إنتهى

قلت : رغم إعتراضنا على المهدي وغيبته ولكن , كلام المرجع فضل الله واقعي جداً , فكيف أصدق من جاء وقال لي رأيت المهدي ؟ فإحتمال كذبه أو تخيله كبير جداً, وهذا المهدي لماذا لا يظهر لمجموعة من الناس لكي يشهدوا جميعاً على ذلك ويقدموا الدليل على ظهوره , ولكننا نراه لا يظهر إلا للأفراد , خاصةً للذين إختلطت عقولهم أو للذين هلوسوا من العطش والجوع في الصحارى , ولو خرج يوما في إحدى الحسينيات وأثبت لهم أنه المهدي لإرتاح الشيعة من هذا البلاء وهذا النزاع الذي وصل إلى حد التكفير , ولكان لهذا المهدي من إسمه نصيب.

رد أبو محمد الكويتي على قول المرجع فضل الله بالقول :
( أما قوله بأن الغيبة الكبرى تعني أنه لا يلتقي به أحد فكلام باطل لا يقول به أحد ، ولا خلاف بأن الناس جميعاً بإمكانهم رؤية الإمام – أرواحنا فداه – واللقاء به في غيبته الكبرى( دون معرفته )، كما تشرف الكثير من المؤمنين الصالحين والعلماء الأبرار بلقائه والحديث معه والتشرف بكراماته مع معرفة أنه الإمام عجل الله تعالى فرجه ). إنتهى

هذا يا أبو محمد كلام لم يفقس بيضه بعد وأظن أنه فاسد لن يفقس , كيف يمكن للناس جميعاً رؤية ألإمام ولكن دون معرفته ؟ أليس هذا القول يفتح الباب على مصرعيه لمن يريد أن يكذب ويجني المال والمكانة الإجتماعية ؟ فكل إشارة ولو بسيطة من شخص مجهول سيظنها الشيعة علامة على أن هذا الشخص المجهول هو المهدي , وهذا ما يحصل بالضبط , فعند قراءتي لكتب الشيعة التي تذكر لقاء الشيعة بالمهدي أتذكر ما يقوله بعض الناس حول لقاءهم بالجن والعفاريت , كل القصص ترتكز على الظن والتخيلات ولا يوجد ما يؤكد حادثة واحدة من الحوادث الكثيرة التي تذكر لقاء بعض الشيعة بالمهدي , ثم لماذا لا يظهر المهدي إلا للشيعة فقط ؟ هل جميع المسلمين أعداء للمهدي ؟ أليس فيهم من هو جاهلٌ أو مضلل مخدوع ؟ لماذا لا يظهر لعجائزنا في القرى والبوادي ويخبرهن أنه هو المهدي وعليهن إتباع مذهب أهل البيت ؟ وإلا لما هو مهدي إذاً ؟!
وخروج المهدي للشيعة فقط يذكرني بعقيدة الدروز التي تؤمن بالتناسخ والتراسخ والتفاسخ , سألت أحدهم : لماذا لا يحدث هذا التناسخ إلا عند الدروز فقط ؟ قال نحن نؤمن بذلك . قلت : وهل التناسخ يحدث لمن يؤمن به فقط أم هو أمرٌ رباني قدره الله على عباده ؟ فسكت وقال : لا أدري . فقلت: أصبحت ألآن تدري لو أردت الحق .

ويقول أبو محمد الكويتي معترضاً على إنصاف المرجع فضل الله للفاروق عمر :

(يقول السيد فضل الله في ( الإسلام ومنطق القوة ) تحت عنوان معركة حنين :

"... وانكشف الخيل خيل بني سليم مولّية ، وتبعهم أهل مكة وتبعهم الناس منهزمين ؛ فجعل رسول الله (ص) يقول : يا أنصار الله وأنصار رسول الله ، أنا عبد الله ورسوله ، ورجع رسول الله إلى المعسكر وثاب إليه من انهزم ، وثبت معه يومئذٍ العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب والفضل بن عباس وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وأبو بكر وعمر وأسامة بن زيد في أناس من أهل بيته وأصحابه ) إنتهى

فما كان رد هذا المجوسي الحاقد يا تُرى ؟ قال :

( إن القول بثبات عمر يوم حنين وإن كان لا ينظف سيرته ، إلا أنه مخالف لتاريخ الإسلام ولما عرف به عمر من الجبن والفرار في المعارك وبالتالي فقدانه لأحد أهم متطلبات القائد والحاكم .
وذات الأمر ينطبق على أبي بكر فقد كان من الفارّين أيضاً ). إنتهى

قلت : خذوا يا مسلمين رأي الشيعة دون كذبٍ أو تقية , وليعلم من يلومنا ويتهمنا بإثارة الفتنة موقف الشيعة الصريح من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . هل بعد هذا القول قول ؟ هل هولاء مسلمون يخافون ويغارون على الإسلام ويريدون وحدة المسلمين ؟!!

ويـقـول معترضاً على المرجع فضل الله :
( أجاب السيد فضل الله باستفتاء بتاريخ 24/11/2004م بأن المختوم بخاتم مكتب الاستفتاءات التابع له يعبر عن رأيه ) .
بل يقول ، كما في ( مجلة فكر وثقافة ، المسائل العقائدية ، العدد 388 ) :
"أما إذا جاء من يطلب يا علي ـ مثلاً ـ ارزقني ، يا علي اقض حاجتي ، يا علي أعطني ولداً ، يا علي كذا ، فهذا شرك بالله تعالى ) إنتهى

قلت : أنا أحيي المرجع حسين فضل الله وقوله هو الحق , وبهذا قالت جميع طوائف المسلمين عدا عُباد القبور والمراقد من الشيعة وبعض الصوفية .
علق هذا الفرخ المجوسي على كلام المرجع فضل الله قائلاً :

( يقول الشيخ جعفر السبحاني تحت سؤال : ( هل يجوز نداء أولياء الله والاستغاثة بهم في الشدائد والمكاره ) ؟
"... فالسنة القائمة بين المسلمين على الاستغاثة بالأنبياء وأولياء الله ، وندائهم بأسمائهم عند الشدائد والمصاعب والأخطار المحتملة ، سواء كانت الاستغاثة عند قبورهم الشريفة أو في مكان آخر . ولا يرى المسلمين بأساً في هذه الاستغاثة" ( الوهابية في الميزان ) .إنتهى

قلت : هل سمعتم بمثل هذا الإفتراء والكذب على أمة ألإسلام ؟ هل توجد آية واحدة في كتاب الله تبيح نداء الأولياء والإستغاثة بهم وبأسمائهم من دون الله ؟ هل هناك حديث واحد صدر من رسول الله يأمر المسلمين بمثل هذه الإستغاثه ؟ أي كذبٍ على الله ورسوله طوقتم به أعناقكم يا أعداء الدين والملة ؟ هل قال أحد ألأئمة ألأربعة بجواز الإستغاثة بالأولياء عند الشدائد والأخطار؟
وإن كان ما يقوله هولاء صحيحاً , فلماذا يُستغاث بالأولياء ويترك أنبياء الله ؟ أليس ألأنبياء أفضل البشر وهم من إصطفاهم الله ووكل إليهم تبليغ رسالاته للناس ؟ إذاً لما ترك عُباد القبور والمراقد هولاء الأنبياء وراحوا يستغيثون بمن هم أقل شأنناً وحضوة عند الله؟ ألا يكفي المسلمون نبيهم لكي يستغيثوا به وهو سيد المرسلين وخاتمهم وأفضل خلق الله ؟ وما حاجتهم لغيره مع وجوده ؟ أليس في هذا إشكالية كبيرة وشكٌ كبير في ولاء هولاء وحبهم لرسول الله ؟ الا يعتقد هولاء عملياً أن أولياءهم أفضل من رسول الله وأكثر منفعة منه بدليل إستغاثتهم بهم دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
وأحب أن أنبه هنا إلى أن الإستغاثة عند هولاء لا تلزم وجود المستغيث عند قبر المُستغاث به , فيمكن للتائه في صحارى المغرب العربي مثلاً, أن يستغيث بالولي المدفون في العراق أو مصر أو حتى الهند , ويمكن لمن تعرض للغرق في قناة بنما مثلا, أن يستغيث بالحسين في العراق أو فاطمة البتول في قم أو بالمهدي في السرداب , وأعجب العجب ممن يختفي في سرداب خوف القتل كيف يُغيث الناس وهو أحوج من غيره للإغاثة .!

وهذا سؤال وجهَ للسيد هاشم الهاشمي حول ضلال المرجع فضل الله :
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
قرات جوابكم حول رايكم في السيد فضل الله دام ظله وقد قلتم انه ضال مضل.
فهل برايكم مقلديه ومحبيه وهم منتشرون من الشرق الى الغرب هم ايضا ضالين مضلين?

الجواب : ما ذكرته ليس رأيي الشخصي فقط بل هو رأي المراجع والمجتهدين، وأما بخصوص مقلديه فيمكنكم السؤال حولهم بتوجيه استفتاء للمراجع والمجتهدين الذين حكموا بأنه ضال مضل، ولكن ما أعلمه منهم أن الحكم بضلال مقلديه يتبع مدى معرفتهم بضلاله فمنهم من لايعلم فهو مخدوع مضلل ومنهم من يعلم فهو ضال كصاحبه. إنتهى

وبــــعــــــــد :
ليس ما تقدم هو السبب الرئيس في الهجمة الشرسة على المرجع السيد فضل الله , وإنما ذاك غطاء لما هو أكبر وأخطر , فقد فضح السيد فضل الله مراجع الشيعة وأظهر ما يحدث في حوزاتهم التي يسمونها علمية , والحقيقة أنها أوكار عصابات رسمية ومرخصة , وإليك أيها القاريء الكريم بعض أراء المرجع السيد فضل الله في هذه الحوزات ومن بداخلها .

يقول السيد فضل الله في كتابه الندوة :
( إن مسألة تغيير الحوزات تحتاج إلى ما يشبه الثورة، وأظن أن ظروف الثورة لحد الآن ليست متوفرة، لأننا نعرف أنه ليست في الحوزات حرية فكر، فلا يستطيع الطالب أن يناقش فيها حتى بعض القضايا التاريخية في الهواء الطلق. فكيف يمكن أن يناقش فيها قضايا عقيدية أو اجتماعية أو فقهية، وما إلى ذلك؟! علما أن هناك محاولة تجربة تمشي بين الألغام وإن شاء الله تتكلل بالنجاح )

ويقول :
( إن المرجعية بحسب واقعها الفردي الشخصي المزاجي كالتي تتحرك في واقعنا قد تخرّج مرجعا طليعيا وقد تخرج مرجعا ليس له أي علاقة بالواقع المعاصر وتحدياته وتطلعاته )

ويعترض المرجع فضل الله على تعاطي الحشيش والأفيون في الحوزات فيقول :

(وكذلك الأمر في مسألة الأفيون والترياك بل في الحوزات العلمية كانوا يمارسون شرب الترياك على أساس أنه ليس فيها دليل، وحتى فقهاؤنا عندما أرادوا أن يفتوا بحرمة هذا الإدمان هل إنه بنفسه محرم أم لا، فلم يثبت لديهم إلا في الحالات التي يتحول الإدمان إلى مشكلة صحية غالبة فوق العادة )

ويُبين المرجع فضل حال المراجع الشيعية وسيطرة الغوغاء عليهم فيقول :

( قد يكون لهؤلاء العذر، لأن المشكلة هي أن كثيرا منهم يبتلون بالغوغاء الذين يعطلون عليهم أمرهم، ذلك أن مشكلة الكثيرين هي مشكلة قيادة الغوغاء وحركة الغوغاء، يقول الإمام علي (ع): (الناس ثلاثة عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يسيرون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور الحق ولم يلجأوا إلى ركن وثيق)، فهذا هو الذي منع الكثيرين من المفكرين أن ينطلقوا في أفكارهم بكل حرية، ومنع الكثير من الفقهاء أن يعلنوا عن فتاواهم لأنهم يخافون من العامّة )

ويصف المرجع فضل الله حال الشيعة فيقول في كتابه ( الزهراء القدوة ):

( لقد أراد علي (ع) من خلال رسول الله (ص)، وكذلك أراد لنا ابناؤه وزوجته الطاهرة (ع)، أن ندخل الحياة من الباب الواسع، ولكننا نريد أن ندخلها من الزوايا المنغلقة، فمشكلة أهل البيت (ع) أنهم أرادوا أن يفتحوا لنا أبواب الوعي، ونحن نريد أن نجرّ ذكراهم إلى جوّ التخلّف لأن المتخلفين لا يحبّون إلاّ أن يعيش الآخرون معهم في أجواء التخلّف )

ويقول :
( مشكلتنا أننا ندرس الكثير من نصوص التاريخ أو نصوص القرآن الكريم على أساس مشاعرنا لا على أساس عقولنا، ولهذا ترى الكثيرين قد يأخذون موقفاً مسبقاً من مختلف القضايا، فإذا كان النص يتفق مع موقفهم أخذوا به، وأما إذا كان لا ينسجم مع ما توارثوه فإنهم يعملون على تأويله وإبعاده عن ظاهره وعن سياقه، ولذا فقد أصبحت عملية استظهار النصوص خاضعة للذهنيات المسبّقة التي نحملها. وغدونا نفرض الكثير من هذه الذهنيات على القرآن نفسه، حتى صار القرآن صورة لما نفكر به، بدل أن يكون ما نفكر به صورة قرآن، والأمر نفسه حصل بالنسبة للمسائل التاريخية التي تتصل ببعض الخطوط الفكرية والثقافية والعقيدية، فإن البعض يختار من النصوص التاريخية ما يناسبه ويرفض منها ما لا يروق له، أو أنه يحاول أن يرتب التاريخ على حسب مزاجه ومذاقه الفكري، لا أن يجعل مزاجه الفكري خاضعاً لنتائج البحث العلمي التاريخي )

وأنظروا إلى هذه الخيانة من الخوئي ضد بلده , يقول فضل الله :

( فالسيد الخوئي كان يشجّع جماعة من المؤمنين أن يدفعوا الحقوق الشرعية للثورة الإسلامية في وقتها. وأنا أعرف أن الحكومة العراقية حاولت الضغط على السيد الخوئي لإصدار ولو موقف حيادي بين العراق وبين إيران في الحرب، ولكنه رفض ذلك ) إنتهى

ويقول فضل الله في كتابه ( من وحي القرآن ) وهو يحاول جعل القرآن الكريم مرجعاً لإستباط الأحكام :

( ولقد رأيت أن فقهاءنا الأقدمين والمحدثين لم تنفتح حركة الاجتهاد لديهم على كل تفاصيل القرآن، وهم الذين تعلمنا منهم، ولكن كان لهم منهج تقليدي خاص يجعلهم لا يستوحون من القرآن كثيرا من الأحكام الشرعية والمفاهيم الإسلامية العامّة. فحاولت أن أدخل القرآن كأساس لاستنباطي للفتاوي لأعتبر القرآن هو الذي يشع ضوءا على الأحاسيس ويعطيها إشراقة )

ويقول المرجع الشيعي في كتابه ( المسائل الفقهية ) :

( من المؤسف أن المسائل العقيدية لا تولى الإهتمام المناسب عند العلماء انطلاقا من اقتصار تخصصهم على الفقه وأصوله، مما يجعلهم غير ملمين بالجانب العلمي للعقائد، فلا يملكون عمق التحليل فيه، وربما كانت مراقبة العوام سببا لذلك لدى البعض منهم )

ويشير المرجع بخفاء إلى تكالب مراجع الشيعة على المال فيقول :

(ونحن نعتقد أن هذا من الأمور التي هي ضد مصلحة حركة التشيع، لأن دور المرجع بقي محصوراً في إصدار الفتاوي وقبض حقوق وترخيص أخرى ولا دور في خارج نطاق هذا الموضوع )


وأخيراً . لم نتطرق لقضية كبرى أثارها مراجع الخُمس والمتعة ضد المرجع السيد محمد حسين فضل الله , وبسببها هيجوا عوام الشيعة ضد هذا المرجع , ألا وهي قضية كسر ضلع الزهراء , فقد شككَ المرجع في هذه القصة ورفض إتهام أمير المؤمنين بالجبن وهو يرى زوجته ووديعة رسول الله تضرب ولا يحرك ساكناً , وهذه القضية من الأسباب الرئيسة التي جعلت المراجع يتحركون ضده , كيف لا وهذه القصة المكذوبة المخترعة من أكثر القصص التي تثير الفتنة بين السنة والشيعة والتي تجعل الشيعة يحترقون رغبةً للإنتقام من أتباع أبي بكر وعمر .

ورغم رفضنا وإنكارنا لمعتقد المرجع محمد حسين فضل الله , إلا أننا نشكره ونشد على يديه , فما أحوجنا إلى مثل هذا الرجل من أجل التخفيف من الحقن الطائفي ضد المسلمين والذي يمارسه مراجع الشيعة وخطباء منابرهم وكُتابهم , وإن لم يتدارك الشيعة أنفسهم , ويتعقلوا وينصتوا إلى مراجعهم الذين يحملون فكرٍ حراً يريد تنظيف معتقد التشيع من أكآذيبه وخزعبلاته , فسوف يجدون أنفسهم أخيراً أتباع دين وثني لا يمت للإسلام بصلة , وسوف يخرج الناس من التشيع أفواجاً وزرافات , لأن الإنسان بطبيعه ينفر مما ليس معقولاً أو ممكناً , وهذا بالضبط ما عليه دين الشيعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق