الخميس، 5 مايو 2016

ممثل ولاية الفقيه في فيلق القدس يتوعد الرياض..لماذا الآن؟


2016-05-06

شؤون خليجية-خاص

"ممثل ولاية الفقيه في فيلق القدس" يهدد السعودية بالثأر بعد مرور شهر واحد فقط على تلويح قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، بالجاهزية العسكرية ضدها، تهديدات تأتي بالتزامن مع تهديد آخر على لسان نائب قائد الحرس الثوري حسين سلامي، بإغلاق مضيق هرمز، أمام حركة السفن والسيطرة عليه كاملا.

فلماذا تستهدف منظمة الحرس الثوري الإيراني التي تعمل تحت إمرة علي خامنئي تصعيد خطابها العدائي ضد الرياض، هل إيران تستهدف تهديد وإجهاض أي تدخل عربي إسلامي تقوده الرياض لحسم بؤر الصراع بالمنطقة بتوقيت مفترض فيه بحث الخطة باء البديلة للإطاحة بالأسد، والتصعيد ضد الحوثي وصالح بعد فشل المفاوضات اليمنية، أم تمهد لحرب برية أوسع رأس الحربة فيها الحرس الثوري وشبكة المرتزقة والميلشيات التي يقودها قادة الحرس، فتحفزهم بالثأر والجنسية لدفعهم خوضهم لمعارك قادمة، فتهديدات إيران يصاحبها تصعيد عسكري في اليمن وسوريا والعراق، مع تزايد عدد القتلي الإيرانيين والمرتزقة.

الثأر من السعودية؟

اعتبر قائد فيلق لقدس، قاسم سليماني، أن تدخل إيران في العراق وسوريا مصدر "الاستقرار والأمن" في إيران، فيما توعد ممثل خامنئي في فيلق القدس بال"الثأر" لقتلى إيران في سوريا من دول عربية على رأسها السعودية.

شدد ممثل ولي الفقيه في فيلق القدس "علي شيرازي" على أهمية "تصدير الثورة" إلى اليمن والعراق وسوريا مهددا السعودية بالثأر من قتلي إيران الذين سقطوا في "الثورة وحرب الخليج الأولى" إضافة إلى الذين سقطوا خلال تدخل إيران العسكري في سوريا.

ودافع قاسم سليماني عن سقوط قتلى من الحرس الثوري والجيش الإيراني والميلشيا التابعة لهم، معتبرا إياها دفاعا عن النظام الإيراني.ويأتي هذا في توقيت تسعى فيه إيران إلى إخفاء عدد قتلاها في سوريا خل الأيام الأخيرة، رغم تأكيدها خسائر في صفوف الحرس الثوري والجيش الإيراني فيما كشفت مواقع إيرانية عن تشييع دفعة جديدة من المقاتلين الأفغان قضوا خلال الأيام الماضية في معارك حلب.

ومنذ خمس سنوات تحارب إيران في سوريا.وعن هذا ألمح سليماني إلى أيديولوجية تصدير الثورة في النظام التي لعبت دورا في وجود تلك القوات في سوريا والعراق،موضحا أن "ما فعله الخميني لم يفعله أي مرجع آخر في تاريخ التشيع طوال القرون الماضية."

وجاءت تصريحات سليماني على هامش مؤتمر يحتفي بثمانية آلاف قتيل من القوات الإيرانية من محافظة جيلان بعضهم قضى مؤخرا في سوريا.

في سياق مواز، عد فيلق 27 في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين أسد الله، حضور القوات العسكرية الإيرانية في سوريا والعراق من "دلالات تصدير الثورة"، مؤكدا تحقق ما خطط له الخميني كما اعتبر قتال ميلشيا "فاطميون" الأفغانية، و"زينبيون" الباكستانية، و"حيدريون" من العراق من "قوة الإيرانيين" في "تصدير الثورة" الإيرانية، حسبما نقلت وكالة "إيسنا" الحكومية.

جاء ذلك فيما تواصل السلطات الإيرانية تقديم المحفزات للاجئين في بلادها، من الفقراء الأفغان والأذريين؛ من أجل إقناعهم بالقتال بدلاً عن جنودها في سوريا والعراق ومناطق الصراع التي تتدخل فيها، ومن آخرها تقديم الجنسية لذويهم.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، الاثنين: إن "مجلس الشورى الإسلامي صادق على مشروع قرار يسمح للحكومة الإيرانية بمنح الجنسية لزوجة وأبناء ووالدي "الشهداء" غير الإيرانيين الذين استشهدوا خلال الحرب التي فرضها نظام صدام ضد الجمهورية".



كيف ستثأر إيران؟

السؤال الخطير كيف ستثأر إيران من السعودية، هل بتوظيف ترسانة عناصر الحرس الثوري أم الميلشيات الشيعية أم المرتزقة أم توظفهم جميعا في دائرة حروب بالوكالة يبدو أنها قابلة للتمدد والاتساع وليس العكس، فالمؤشرات الميدانية في حلب واليمن تشير إلى تصعيد الحرب البرية الإيراني وحشدها للمزيد من المقاتلين، فيما تصدر هذه الميلشيات في اليمن والعراق عبر الحوثي وحزب الله العراق رسائل تهديد تمس أمن السعودية من ناحية الجنوب والشمال.

الخطير أيضا هو العلاقة بين إيران والحوثي والقاعدة وداعش بحسب مراقبين، فقد طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمشاركون معه باجتماع ضم مستشاريه السياسيين، المجتمع الدولي بإلزام الحوثيين وصالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، وقد اتضح جلياً ارتباط الحوثيين وصالح بالمجاميع الإرهابية ل«القاعدة» و«داعش».

المثير للقلق اقتران الخطاب التعبوي بإعلان رسمي عن حشد قوات خاصة وقناصة ومستشارين خارج الحدود الإيرانية، فقد أعلن المساعد التنسيقي لقائد قوات الشرطة الإيرانية، محمد جواد زاده كمند، مؤخرا عن تجهيز القوات الخاصة التابعة للشرطة الإيرانية للقيام بمهام خارج الحدود الإيرانية دفاعا عن "قيم النظام" الإيراني وذلك حسب ما أوردت وكالة "تسنيم" المنبر الإعلامي لمخابرات الحرس الثوري.يأتي هذا في ظل مشاركة الحرس الثوري في الحرب السورية ووجوده بشكل مكثف في الأراضي العراقية، فيما لم يحدد الجنرال كمند نوعية المهام أو الدول التي ستتحرك لها تلك القوات.

وتؤشر هذه التصريحات على توسيع دائرة الحرب بالوكالة ولكن المثير للقلق هل يمكن توظيف هذه الحشود بمهام داخل السعودية أو دول الخليج عبر زرع خلايا نائمة أو تنشيط القائمة بحيث تنقل المعركة للداخل السعودي، ففي إطار استعراض القوة أعلن القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، في 13 يناير 2016 أن الحرس جهز قرابة 200 ألف شاب بالسلاح في اليمن والعراق وسوريا وأفغانستان وباكستان، بزعم مواجهة الإرهاب، وذلك في كلمة له خلال تأبين أحد القتلى الإيرانيين في سوريا.

التصعيد خطة ممنهجة

تأتي هذه التصريحات العدائية بعد إعلان القيادة الإيرانية أن على رأس أولويات إستراتيجيتها للعشرين سنة المقبلة، الحفاظ على نظام بشار الأسد، وملشيات حزب الله اللبناني، وتمكينهما، حيث شدد مستشار المرشد الأعلى، علي خامنئي، في الشؤون العسكرية، وقائد الحرس الثوري السابق، الجنرال رحيم صفوي تعزيز، على ضرورة دعم ملشيات حزب الله في لبنان لبلوغه "الاكتفاء الذاتي" مالياً وعسكرياً، ليصبح القوة الكبرى في لبنان، مؤكداً ضرورة تمكينه من الحفاظ على إمكانياته "تحت أي ظرف"، في المشهد السياسي اللبناني، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الوسط.

جاء ذلك في تصريحات للصفوي، الخميس الماضي، أثناء شرحه آفاق الإستراتيجية الإيرانية على مدى عشرين سنة مقبلة في المؤتمر الوطني الجيوسياسي بطهران، ووعد صفوي منع سقوط نظام بشار الأسد من الخيارات الإستراتيجية لإيران.

بانتظار الأوامر

في بداية أبريل الماضي شدد قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، على أن قواته أعدت خططًا ومشاريع للرد على السعودية، بعد إعلان الرياض "حزب الله" اللبناني، المدعوم من إيران، منظمة إرهابية. وقال "جعفري" إن قواته تنتظر الأوامر للرد، مشيرًا إلى أن طهران ستدافع بكل قوة عن حزب الله وتعزيز موقفه في لبنان والمنطقة.

وفي أول اجتماع يجمع قادة الحرس الثوري في السنة الإيرانية الجديدة، ربط قائد الحرس الثوري، الجنرال محمد علي جعفري، مبدأ "الحفاظ على الثورة" بأوضاع المنطقة والعمل على تقدمها في الدول الأخرى، وعاد "جعفري" إلى الحديث عن تصدير الثورة الإيرانية إلى الخارج، مشددًا على أهمية "هندسة الثورة" وتوسيع نطاقها في المجال الدولي. وفق ما نقلت عنه وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري.


المصدر : شؤون خليجية-خاص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق