ليست العبرة بالدعاوى، بأن ينسب المدعي نفسه إلى السنة والجماعة، ويجرد مخالفه منها -بدون دليل وبرهان- وإنما العبرة بعرض ذلك على كلام الله ورسوله، واعتماد ما دل عليه الكتاب والسنة.
من مسالك المخالفين لأهل السنة والجماعة منذ مئات السنين، أنهم يموهون الباطل بزخرف من القول، لتسرع العقول الضعيفة إلى قبوله واستحسانه، قال الله تعالى: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ولو شاء ربك ما فعلوه، فذرهم وما يفترون، ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة، وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون".
ويخرجون المعنى الذي يريدون إبطاله في صورة مستهجنة تنفر عنها القلوب، وتنبو عنها الأسماع، ولهذا ذكر الصابوني المتوفى سنة 449 من الهجرة: أن من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة، ووصفهم بالمجسمة والحشوية والناصبة.
وإذا كان هذا هو دأب أهل البدع منذ مئات السنين، فإن أتباعهم المجتمعين في مؤتمر الشيشان، لم يأتوا بجديد، وإنما يسيرون على طريقة أسلافهم أهل البدع والأهواء، الذين يلمزون أهل السنة، ويلمعون أنفسهم بزخرف القول؛ من أجل أن تصغى إليه أفئدة الجهال، فيقبلوا اقترافهم الكذب، وقلب الحقائق.
ومن توفيق الله أنهم لم ينسبوا منهجهم البدعي إلى هدي النبي عليه الصلاة والسلام، ولا إلى منهج صحابته ولا إلى التابعين، وقد يكون الصحابة والتابعون –عندهم– ليسوا من أهل السنة والجماعة، ولذلك لم ينتسبوا إليهم!
وإنما انتسبوا إلى الأشعري، والماتريدي، وغيرهما، ومعلوم أن الأشعري مر بثلاثة أطوار: طريقة المعتزلة، ثم طريقة الكلابية، وأخيرا رجع إلى مذهب السلف، كما في كتابه "الإبانة".
والمنتسبون إلى الأشعري لم يأخذوا ما كان عليه الأشعري في طوره الأخير، وإنما أخذوا المنهج المخالف الذي رجع عنه، وتبرأ منه.
وكونهم يصفون أنفسهم بأهل السنة، نقول: ليست العبرة بالدعاوى، بأن ينسب المدعي نفسه إلى السنة والجماعة، ويجرد مخالفه منها -بدون دليل وبرهان- وإنما العبرة بعرض ذلك على كلام الله ورسوله، واعتماد ما دل عليه الكتاب والسنة.
وهذا ما لا يرغبه المجتمعون في مؤتمر الشيشان، لأن هذا يعريهم ويفضحهم؛ لأنهم ليسوا على شيء من الدليل، وإنما دليلهم عقولهم وتخيلاتهم، ومن مصادر التلقي عندهم: المنامات والذوق والوجد والكشف والإلهام، ولهذا أعرضوا عن الكتاب والسنة في تقرير الاعتقاد، واكتفوا بمدح أنفسهم، والقدح في غيرهم، وما علموا أن ما فعلوه ليس في صالح مناهجهم الباطلة، فإن من سنة الله: أنه إذا أراد إظهار دينه؛ أقام من يعارضه، فيحق الحق بكلماته، ويقذف بالحق على الباطل، فيدمغه فإذا هو زاهق.
فالأشاعرة يخالفون أهل السنة والجماعة: في مصدر التلقي، وفي إثبات وجود الله، وفي التوحيد والإيمان، وفي القرآن والقدر، وفي السببية وأفعال المخلوقات، وفي الحكمة والنبوات، وفي التحسين والتقبيح، وفي التأويل والتكفير والصفات، فكيف يكونون هم أهل السنة، ويقصى عنها من لم يتجاوز القرآن والحديث؟
ولا يتسع المقال لعرض أقوالهم، وبيان مخالفتها عقيدة أهل السنة، وأحسن من تحدث في هذا الموضوع من المعاصرين -فيما اطلعت عليه- الدكتور سفر الحوالي، في كتابه "منهج الأشاعرة في العقيدة"، ثم رأيت شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله– أشاد بهذا الكتاب، فمن شاء التوسع فليرجع إليه.
وأما الصوفية، فمخالفتهم عقيدة أهل السنة والجماعة، أظهر، فالعقيدة عندهم تثبت بالإلهام والكشف والمنامات، ويعتقدون الحلول، ووحدة الوجود، ويعتقد كثير منهم أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون، وسلك بعضهم طريق تحضير الأرواح، واهتموا ببناء الأضرحة وقبور أوليائهم، وإنارتها والتمسح بها، ودينهم هو الرقص والتمايل والغناء، بتكرير كلمة واحدة على أنه ذكر لله، بزعمهم، كقولهم: هو، هو.
ومجرد تصور عقائدهم الباطلة كاف في إبطالها، ولهذا كان من آثار انحرافهم انتشار الوثنية والشرك، المتمثل في بناء القباب على القبور، وصرف أوجه من العبادة لأصحابها المدفونين فيها، مثل الدعاء والاستغاثة والنذر والطواف وغيرها.
ولو سكتوا وتركوا المؤتمرات؛ لكان أستر لبدعهم ومبتدعتهم، لكنهم جمعوا حشفا وسوء كيلة، سوء في المنهج، وطعن في أصحاب الدليل من الكتاب والسنة.
ونحن لا ننتقدهم، لأنهم لم يدعوا أهل السنة إلى مؤتمرهم، بل لمخالفتهم الكتاب والسنة، وتجنيهم على أتباع الكتاب والسنة، وهذا التحزب من أهل الباطل، ليس هو الأول ضد العقيدة الصحيحة، ولن يكون الأخير، لكن العاقبة للمتقين، والحق ممتحن ومنصور، والله تكفل بنصرة عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".
فتهويل بعض الناس، وتخويفهم من هذه الأحزاب، والرغبة في الركون إلى هؤلاء المبتدعة، جهل وضلال، فهذه الأحزاب لن تعدو قدرها، ونحن لا نخشى منهم، ومن أحزابهم الضالة، وإنما ذلك يزيدنا إيمانا وتمسكا بالحق، فالله كافينا، وهو حسبنا ونعم الوكيل، "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء، واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم".
من مسالك المخالفين لأهل السنة والجماعة منذ مئات السنين، أنهم يموهون الباطل بزخرف من القول، لتسرع العقول الضعيفة إلى قبوله واستحسانه، قال الله تعالى: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ولو شاء ربك ما فعلوه، فذرهم وما يفترون، ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة، وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون".
ويخرجون المعنى الذي يريدون إبطاله في صورة مستهجنة تنفر عنها القلوب، وتنبو عنها الأسماع، ولهذا ذكر الصابوني المتوفى سنة 449 من الهجرة: أن من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة، ووصفهم بالمجسمة والحشوية والناصبة.
وإذا كان هذا هو دأب أهل البدع منذ مئات السنين، فإن أتباعهم المجتمعين في مؤتمر الشيشان، لم يأتوا بجديد، وإنما يسيرون على طريقة أسلافهم أهل البدع والأهواء، الذين يلمزون أهل السنة، ويلمعون أنفسهم بزخرف القول؛ من أجل أن تصغى إليه أفئدة الجهال، فيقبلوا اقترافهم الكذب، وقلب الحقائق.
ومن توفيق الله أنهم لم ينسبوا منهجهم البدعي إلى هدي النبي عليه الصلاة والسلام، ولا إلى منهج صحابته ولا إلى التابعين، وقد يكون الصحابة والتابعون –عندهم– ليسوا من أهل السنة والجماعة، ولذلك لم ينتسبوا إليهم!
وإنما انتسبوا إلى الأشعري، والماتريدي، وغيرهما، ومعلوم أن الأشعري مر بثلاثة أطوار: طريقة المعتزلة، ثم طريقة الكلابية، وأخيرا رجع إلى مذهب السلف، كما في كتابه "الإبانة".
والمنتسبون إلى الأشعري لم يأخذوا ما كان عليه الأشعري في طوره الأخير، وإنما أخذوا المنهج المخالف الذي رجع عنه، وتبرأ منه.
وكونهم يصفون أنفسهم بأهل السنة، نقول: ليست العبرة بالدعاوى، بأن ينسب المدعي نفسه إلى السنة والجماعة، ويجرد مخالفه منها -بدون دليل وبرهان- وإنما العبرة بعرض ذلك على كلام الله ورسوله، واعتماد ما دل عليه الكتاب والسنة.
وهذا ما لا يرغبه المجتمعون في مؤتمر الشيشان، لأن هذا يعريهم ويفضحهم؛ لأنهم ليسوا على شيء من الدليل، وإنما دليلهم عقولهم وتخيلاتهم، ومن مصادر التلقي عندهم: المنامات والذوق والوجد والكشف والإلهام، ولهذا أعرضوا عن الكتاب والسنة في تقرير الاعتقاد، واكتفوا بمدح أنفسهم، والقدح في غيرهم، وما علموا أن ما فعلوه ليس في صالح مناهجهم الباطلة، فإن من سنة الله: أنه إذا أراد إظهار دينه؛ أقام من يعارضه، فيحق الحق بكلماته، ويقذف بالحق على الباطل، فيدمغه فإذا هو زاهق.
فالأشاعرة يخالفون أهل السنة والجماعة: في مصدر التلقي، وفي إثبات وجود الله، وفي التوحيد والإيمان، وفي القرآن والقدر، وفي السببية وأفعال المخلوقات، وفي الحكمة والنبوات، وفي التحسين والتقبيح، وفي التأويل والتكفير والصفات، فكيف يكونون هم أهل السنة، ويقصى عنها من لم يتجاوز القرآن والحديث؟
ولا يتسع المقال لعرض أقوالهم، وبيان مخالفتها عقيدة أهل السنة، وأحسن من تحدث في هذا الموضوع من المعاصرين -فيما اطلعت عليه- الدكتور سفر الحوالي، في كتابه "منهج الأشاعرة في العقيدة"، ثم رأيت شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله– أشاد بهذا الكتاب، فمن شاء التوسع فليرجع إليه.
وأما الصوفية، فمخالفتهم عقيدة أهل السنة والجماعة، أظهر، فالعقيدة عندهم تثبت بالإلهام والكشف والمنامات، ويعتقدون الحلول، ووحدة الوجود، ويعتقد كثير منهم أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون، وسلك بعضهم طريق تحضير الأرواح، واهتموا ببناء الأضرحة وقبور أوليائهم، وإنارتها والتمسح بها، ودينهم هو الرقص والتمايل والغناء، بتكرير كلمة واحدة على أنه ذكر لله، بزعمهم، كقولهم: هو، هو.
ومجرد تصور عقائدهم الباطلة كاف في إبطالها، ولهذا كان من آثار انحرافهم انتشار الوثنية والشرك، المتمثل في بناء القباب على القبور، وصرف أوجه من العبادة لأصحابها المدفونين فيها، مثل الدعاء والاستغاثة والنذر والطواف وغيرها.
ولو سكتوا وتركوا المؤتمرات؛ لكان أستر لبدعهم ومبتدعتهم، لكنهم جمعوا حشفا وسوء كيلة، سوء في المنهج، وطعن في أصحاب الدليل من الكتاب والسنة.
ونحن لا ننتقدهم، لأنهم لم يدعوا أهل السنة إلى مؤتمرهم، بل لمخالفتهم الكتاب والسنة، وتجنيهم على أتباع الكتاب والسنة، وهذا التحزب من أهل الباطل، ليس هو الأول ضد العقيدة الصحيحة، ولن يكون الأخير، لكن العاقبة للمتقين، والحق ممتحن ومنصور، والله تكفل بنصرة عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".
فتهويل بعض الناس، وتخويفهم من هذه الأحزاب، والرغبة في الركون إلى هؤلاء المبتدعة، جهل وضلال، فهذه الأحزاب لن تعدو قدرها، ونحن لا نخشى منهم، ومن أحزابهم الضالة، وإنما ذلك يزيدنا إيمانا وتمسكا بالحق، فالله كافينا، وهو حسبنا ونعم الوكيل، "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء، واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق