الاثنين، 31 أكتوبر 2016
تفسير الوحي الذي انزل على ام موسى ووحي النحل
بسم الله الرحمان الرحيم
يقول الله عز وجل : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) (القصص)
تفسير الطبري : الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْت عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ }. يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى } حِين وَلَدَتْ مُوسَى { أَنْ أَرْضِعِيهِ } . وَكَانَ قَتَادَة يَقُول , فِي مَعْنَى ذَلِكَ { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى } : قَذَفْنَا فِي قَلْبهَا . 20681 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى } وَحْيًا جَاءَهَا مِنْ اللَّه , فَقُذِفَ فِي قَلْبهَا , وَلَيْسَ بِوَحْيِ نُبُوَّة , أَنْ أَرْضِعِي مُوسَى { فَإِذَا خِفْت عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ , وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي } الْآيَة . * - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني أَبُو سُفْيَان , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَوْله { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى } قَالَ : قُذِفَ فِي نَفْسهَا
تفسير الجلالين : "وَأَوْحَيْنَا" وَحْي إلْهَام أَوْ مَنَام "إلَى أُمّ مُوسَى" وَهُوَ الْمَوْلُود الْمَذْكُور وَلَمْ يَشْعُر بِوِلَادَتِهِ غَيْر أُخْته "أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْت عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ" الْبَحْر أَيْ النِّيل "وَلَا تَخَافِي" غَرَقه "وَلَا تَحْزَنِي" لِفِرَاقِهِ "إنَّا رَادُّوهُ إلَيْك وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ" فَأَرْضَعَتْهُ ثَلَاثَة أَشْهُر لَا يَبْكِي وَخَافَتْ عَلَيْهِ فَوَضَعَتْهُ فِي تَابُوت مَطْلِيّ بِالْقَارِ مِنْ الدَّاخِل مُمَهَّد لَهُ فِيهِ وَأَغْلَقَتْهُ وَأَلْقَتْهُ فِي بَحْر النِّيل لَيْلًا
تفسير القرطبي : قَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى الْوَحْي وَمَحَامِله وَاخْتُلِفَ فِي هَذَا الْوَحْي إِلَى أُمّ مُوسَى ; فَقَالَتْ فِرْقَة كَانَ قَوْلًا فِي مَنَامهَا وَقَالَ قَتَادَة : كَانَ إِلْهَامًاوَقَالَتْ فِرْقَة : كَانَ بِمَلَكٍ يُمَثَّل لَهَا , قَالَ مُقَاتِل أَتَاهَا جِبْرِيل بِذَلِكَ فَعَلَى هَذَا هُوَ وَحْي إِعْلَام لَا إِلْهَام وَأَجْمَعَ الْكُلّ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ نَبِيَّة , وَإِنَّمَا إِرْسَال الْمَلَك إِلَيْهَا عَلَى نَحْو تَكْلِيم الْمَلَك لِلْأَقْرَعِ وَالْأَبْرَص وَالْأَعْمَى فِي الْحَدِيث الْمَشْهُور ; خَرَّجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم , وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي سُورَة [ بَرَاءَة ] وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا رُوِيَ مِنْ تَكْلِيم الْمَلَائِكَة لِلنَّاسِ مِنْ غَيْر نُبُوَّة
تفسير ابن كثير: فَلَمَّا ضَاقَتْ بِهِ ذَرْعًا أُلْهِمَتْ فِي سِرّهَا وَأُلْقِيَ فِي خَلَدِهَاوَأُنْفِثَ فِي رُوعهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى : " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْت عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْك وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ "
وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) (النحل)
تفسير ابن كثير : الْمُرَاد بِالْوَحْيِ هُنَا الْإِلْهَام وَالْهِدَايَة وَالْإِرْشَاد لِلنَّحْلِ أَنْ تَتَّخِذ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا تَأْوِي إِلَيْهَا وَمِنْ الشَّجَر وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ هِيَ مُحْكَمَة فِي غَايَة الْإِتْقَان فِي تَسْدِيسهَا وَرَصّهَا بِحَيْثُ لَا يَكُون فِي بَيْتهَا خَلَل
تفسير الطبري: الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَوْحَى رَبّك إِلَى النَّحْل أَنْ اِتَّخِذِي مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَر وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَأَلْهَمَ رَبّك يَا مُحَمَّد النَّحْل إِيحَاء إِلَيْهَا
تعريف الوحي :
ويطلق الوحي على : الإشارة ، والكتابة ، والرسالة ، والإلهام و الوحي بمعناه اللغوي يتناول :
1 - الإلهام الفطري للإنسان كالوحي لأم موسى . قال تعالى : { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ } (القصص : 7) .
2 - الإلهام الغريزي للحيوان كالوحي إلى النحل . قال تعالى : { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا } (النحل : 68) .
3 - الإشارة السريعة على سبيل الرمز والإيحاء ، كإيحاء زكريا لقومه . قال تعالى { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا } (مريم : 11) .
4 - وسوسة الشيطان وتزيين الشر في نفوس أوليائه . قال تعالى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ } (الأنعام : 121) .
5 - ما يلقيه الله تعالى إلى ملائكته من أمر ليفعلوه . قال تعالى : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا } (الأنفال : 12)
التعريف الشرعي :
هو " إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب بواسطة أو غير واسطة " .
أنواع الوحي :
لتلقي الوحي من الله تعالى طرق بينها الله تعالى بقوله في سورة الشورى : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } (الشورى : 51) . فأخبر الله تعالى أن تكليمه ووحيه للبشر يقع على ثلاث مراتب
مرتبة الأولى : الوحي المجرد وهو ما يقذفه الله في قلب الموحى إليه مما أراد بحيث لا يشك فيه أنه من الله . ودليله قوله تعالى : { إِلَّا وَحْيًا } (الشورى : 51) . ومثال ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود عن النبي أنه قال : « إن روح القدس نفث في روعي لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب » أخرجه ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي وابن ماجه في سننه وغيرهم
المرتبة الثانية : التكليم من وراء حجاب بلا واسطة كما ثبت ذلك لبعض الرسل والأنبياء كتكليم الله تعالى لموسى على ما أخبر الله به في أكثر من موضع من كتابه . قال تعالى : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } (النساء : 164)
المرتبة الثالثة : الوحي بواسطة الملك . ودليله قوله تعالى : { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ } (الشورى : 51) . وهذا كنزول جبريل بالوحي من الله على الأنبياء والرسل .
المصادر:
تفسير ابن كثير
تفسير الطبري
تفسير الجلالين
تفسير القرطبي
موارد الظمآن (1084 ، 1085) ، والمستدرك (2 / 4) ، وسنن ابن ماجه (2144)
يقول الله عز وجل : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) (القصص)
تفسير الطبري : الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْت عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ }. يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى } حِين وَلَدَتْ مُوسَى { أَنْ أَرْضِعِيهِ } . وَكَانَ قَتَادَة يَقُول , فِي مَعْنَى ذَلِكَ { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى } : قَذَفْنَا فِي قَلْبهَا . 20681 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى } وَحْيًا جَاءَهَا مِنْ اللَّه , فَقُذِفَ فِي قَلْبهَا , وَلَيْسَ بِوَحْيِ نُبُوَّة , أَنْ أَرْضِعِي مُوسَى { فَإِذَا خِفْت عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ , وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي } الْآيَة . * - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني أَبُو سُفْيَان , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَوْله { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى } قَالَ : قُذِفَ فِي نَفْسهَا
تفسير الجلالين : "وَأَوْحَيْنَا" وَحْي إلْهَام أَوْ مَنَام "إلَى أُمّ مُوسَى" وَهُوَ الْمَوْلُود الْمَذْكُور وَلَمْ يَشْعُر بِوِلَادَتِهِ غَيْر أُخْته "أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْت عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ" الْبَحْر أَيْ النِّيل "وَلَا تَخَافِي" غَرَقه "وَلَا تَحْزَنِي" لِفِرَاقِهِ "إنَّا رَادُّوهُ إلَيْك وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ" فَأَرْضَعَتْهُ ثَلَاثَة أَشْهُر لَا يَبْكِي وَخَافَتْ عَلَيْهِ فَوَضَعَتْهُ فِي تَابُوت مَطْلِيّ بِالْقَارِ مِنْ الدَّاخِل مُمَهَّد لَهُ فِيهِ وَأَغْلَقَتْهُ وَأَلْقَتْهُ فِي بَحْر النِّيل لَيْلًا
تفسير القرطبي : قَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى الْوَحْي وَمَحَامِله وَاخْتُلِفَ فِي هَذَا الْوَحْي إِلَى أُمّ مُوسَى ; فَقَالَتْ فِرْقَة كَانَ قَوْلًا فِي مَنَامهَا وَقَالَ قَتَادَة : كَانَ إِلْهَامًاوَقَالَتْ فِرْقَة : كَانَ بِمَلَكٍ يُمَثَّل لَهَا , قَالَ مُقَاتِل أَتَاهَا جِبْرِيل بِذَلِكَ فَعَلَى هَذَا هُوَ وَحْي إِعْلَام لَا إِلْهَام وَأَجْمَعَ الْكُلّ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ نَبِيَّة , وَإِنَّمَا إِرْسَال الْمَلَك إِلَيْهَا عَلَى نَحْو تَكْلِيم الْمَلَك لِلْأَقْرَعِ وَالْأَبْرَص وَالْأَعْمَى فِي الْحَدِيث الْمَشْهُور ; خَرَّجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم , وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي سُورَة [ بَرَاءَة ] وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا رُوِيَ مِنْ تَكْلِيم الْمَلَائِكَة لِلنَّاسِ مِنْ غَيْر نُبُوَّة
تفسير ابن كثير: فَلَمَّا ضَاقَتْ بِهِ ذَرْعًا أُلْهِمَتْ فِي سِرّهَا وَأُلْقِيَ فِي خَلَدِهَاوَأُنْفِثَ فِي رُوعهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى : " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْت عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْك وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ "
وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) (النحل)
تفسير ابن كثير : الْمُرَاد بِالْوَحْيِ هُنَا الْإِلْهَام وَالْهِدَايَة وَالْإِرْشَاد لِلنَّحْلِ أَنْ تَتَّخِذ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا تَأْوِي إِلَيْهَا وَمِنْ الشَّجَر وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ هِيَ مُحْكَمَة فِي غَايَة الْإِتْقَان فِي تَسْدِيسهَا وَرَصّهَا بِحَيْثُ لَا يَكُون فِي بَيْتهَا خَلَل
تفسير الطبري: الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَوْحَى رَبّك إِلَى النَّحْل أَنْ اِتَّخِذِي مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَر وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَأَلْهَمَ رَبّك يَا مُحَمَّد النَّحْل إِيحَاء إِلَيْهَا
تعريف الوحي :
ويطلق الوحي على : الإشارة ، والكتابة ، والرسالة ، والإلهام و الوحي بمعناه اللغوي يتناول :
1 - الإلهام الفطري للإنسان كالوحي لأم موسى . قال تعالى : { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ } (القصص : 7) .
2 - الإلهام الغريزي للحيوان كالوحي إلى النحل . قال تعالى : { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا } (النحل : 68) .
3 - الإشارة السريعة على سبيل الرمز والإيحاء ، كإيحاء زكريا لقومه . قال تعالى { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا } (مريم : 11) .
4 - وسوسة الشيطان وتزيين الشر في نفوس أوليائه . قال تعالى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ } (الأنعام : 121) .
5 - ما يلقيه الله تعالى إلى ملائكته من أمر ليفعلوه . قال تعالى : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا } (الأنفال : 12)
التعريف الشرعي :
هو " إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب بواسطة أو غير واسطة " .
أنواع الوحي :
لتلقي الوحي من الله تعالى طرق بينها الله تعالى بقوله في سورة الشورى : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } (الشورى : 51) . فأخبر الله تعالى أن تكليمه ووحيه للبشر يقع على ثلاث مراتب
مرتبة الأولى : الوحي المجرد وهو ما يقذفه الله في قلب الموحى إليه مما أراد بحيث لا يشك فيه أنه من الله . ودليله قوله تعالى : { إِلَّا وَحْيًا } (الشورى : 51) . ومثال ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود عن النبي أنه قال : « إن روح القدس نفث في روعي لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب » أخرجه ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي وابن ماجه في سننه وغيرهم
المرتبة الثانية : التكليم من وراء حجاب بلا واسطة كما ثبت ذلك لبعض الرسل والأنبياء كتكليم الله تعالى لموسى على ما أخبر الله به في أكثر من موضع من كتابه . قال تعالى : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } (النساء : 164)
المرتبة الثالثة : الوحي بواسطة الملك . ودليله قوله تعالى : { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ } (الشورى : 51) . وهذا كنزول جبريل بالوحي من الله على الأنبياء والرسل .
المصادر:
تفسير ابن كثير
تفسير الطبري
تفسير الجلالين
تفسير القرطبي
موارد الظمآن (1084 ، 1085) ، والمستدرك (2 / 4) ، وسنن ابن ماجه (2144)
جواب حديث تأبير النخيل / النخيل ما أظن يغني ذلك شيئاً
سالم
سانقل حوار تم مع شيعي رافضي حول حديث تابير النخل سانقله لللاطلاع والفائدة
==============
--------------------------------------------------------------------------------
أخرج مسلم في صحيحه في الأصول: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي وأبو كامل الجحدري –وتقاربا في اللفظ وهذا حديث قتيبة– قالا حدثنا أبو عوانة عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: مررت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقوم على رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟». فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «ما أظن يُغني ذلك شيئاً». قال فأُخبِروا بذلك فتركوه. فأُخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بذلك، فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه. فإني إنما ظننت ظناً. فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل».
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (15|116): «قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبراً، وإنما كان ظناً كما بيّنه في هذه الروايات».
ان العديد من النباتات لا تحتاج الي تدخل الانسان لنقل غبار الطلع لان غبار الطلع ينتقل من خلال الرياح
وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في هذه الآية وَأَرْسَلْنَا الرِّيحَ لَوَاقِحَ سورة)[الحجر: 22].
بالنسبة لما جاء في الحديث
الأصل أن كل ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم فهو وحي وشرع من الله تعالى ، لأن الله تعالى قال ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) . فإذا لم يكن ما يقوله من التشريع ، فإنه صلى الله عليه وسلم ، يبيّّن ذلك ، كما في حديث تأبيــــر ( تلقيح) النخل ، فقد بين عندما قال ( ما أرى هذا يغني شيئا ) ، ولكنهم لما أخطأ الصحابة في فهمــه ، أوضح لهم أن معنى ما قال ، أنه يخبر عن ظنه فحسب.
1- النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعو اصحاب النخل الي الامتناع عن التلقيح
2-الكلام كان يدور بينه وبين من يرافقه من الصحابة عن ظنه في التلقيح
3-فالتلقيح احيانا لا يحتاج الي تدخل الانسان
4- فالحديث ليس فيه نهياً أو أمراً أو سنة أو ندباً، وهذا ضابط مهم في الفقه. فقال منذ البداية «ما أظن»، ولم ينههم. ثم أكد على هذا البيان مرة أخرى حين بلغه ما بلغه، فقال: «فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن». فالله الذي رضي لنا الإسلام دينا إلى يوم القيامة، أعلم بأمور دنيانا منا.
==============
النبي موسى عليه السلام ينسى
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً{60} فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً{61} فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً{62} قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ)) الكهف
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً }طه115
=======
وقوله " أنتم أعلم بشؤن دنياكم " .
أي : أنتم أعلم مني بشؤن دنياكم ، فالحداد أعلم منه بالحدادة ، والنجار أعلم منه بالنجارة ، والزارع أعلم منه بالزراعة .......... الخ ، إلا أنه أعلم بالله من كل أحد ، لذلك ورد في الحديث الصحيح " إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا ".
==========
السنة النبوية الصحيحة وحي من الله
سؤال:
أولا : أعتذر عن إثارة مثل هذا السؤال ، ولكي لا أترك مجالا للشك في نيتي ، أقول : إنني أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ، وإنني راض تمام الرضى بالله عز وجل ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا . أسأل عن السنة ، لأنه توجد روايات كثيرة لحديث واحد ، فمثلا نجد في صحيح البخاري حديثا ما بأسلوب مخالف لما هو عليه في صحيح مسلم ، فلماذا لا تكون السنة مثل القرآن العظيم ؟ ما الفرق بين السنة المطهرة والقرآن العظيم ؟ هل السنة النبوية الشريفة هي من الوحي الذي يتنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم ، أم هي من أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم ؟ هل هي من خصائص النبوة أم ماذا ؟
الجواب:
الحمد لله
أولا :
لا بد أن يستقر في عقل وقلب كل مسلم أن السنة - وهي ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير - هي أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أُنزِل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والقسم الآخر من الوحي هو القرآن الكريم .
قال تعالى ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِن هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىْ ) النجم/3-4
وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ القُرآنَ وَمِثلَهُ مَعَهُ ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبعَان عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيكُم بِهَذَا القُرآنِ ، فَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ ، وَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ )
رواه الترمذي (2664) وقال : حسن غريب من هذا الوجه ، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2870)
وهذا ما فهمه السلف الصالح رضوان الله عليهم من ديننا الحنيف :
يقول حسان بن عطية "الكفاية" للخطيب (12) :
" كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن " انتهى .
رواه الدامي في سننه (588) والخطيب في الكفاية (12) ، وعزاه الحافظ في الفتح (13/291) إلى البيهقي ، قال : " بسند صحيح " .
وأهمية السنة في كونها مبيِّنةً لكتاب الله وشارحةً له أوَّلًا ، ثم من كونها تزيد على ما في كتاب الله بعض الأحكام .
يقول الله تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) النحل/44
يقول ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (2/190) :
" البيان منه صلى الله عليه وسلم على ضربين :
الأول : بيان المجمل في الكتاب العزيز ، كالصلوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها وسائر الأحكام .
الثاني : زيادة حكم على حكم الكتاب ، كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها " انتهى .
ثانيا :
لما كانت السنة القسمَ الثانيَ من أقسام الوحي ، كان لا بد من حفظ الله تعالى لها ، ليحفظَ بها الدين من التحريف أو النقص أو الضياع .
يقول ابن حزم رحمه الله "الإحكام" (1/95) :
" قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9
وقال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ ) الأنبياء/45
فأخبر تعالى أن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم كله وحي ، والوحي بلا خلاف ذِكْرٌ ، والذكر محفوظ بنصِّ القرآن ، فصح بذلك أن كلامه صلى الله عليه وسلم كله محفوظ بحفظ الله عز وجل ، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء ، إذ ما حَفِظَ الله تعالى فهو باليقين لا سبيل إلى أن يضيع منه شيء ، فهو منقول إلينا كله ، فلله الحجة علينا أبدا " انتهى .
ثالثا :
وإذا ثبت أن السنة من الوحي الإلهي ، لا بد من التنبه إلى أن الفرق بينها وبين القرآن يكمن في أمر واحد فقط ، وهو أن القرآن كلام الله تعالى ، نزل بلفظه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أما السنة فقد لا تكون من كلامه تعالى ، بل من وحيه فقط ، ثم لا يلزم أن تأتي بلفظها ، بل بالمعنى والمضمون .
ومِن فَهْمِ هذا الفرق ، يظهر أن العبرة في نقل السنة هو المعنى والمضمون ، وليس ذات الألفاظ التي نطق بها النبي صلى الله عليه وسلم ، والشريعة الإسلامية إنما حُفظت بحفظ الله تعالى للقرآن الكريم كاملا ، وبحفظه سبحانه للسنة النبوية في مُجمَلِها ، ومعناها ، وما بيَّنَتهُ من كتاب الله ، وليس في ألفاظها وحروفها .
ومع ذلك فإن علماء هذه الأمة على مدى القرون السالفة ، قد قاموا بحفظ الشريعة والسنة ، ونقلوا لنا ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم كما قالها ، وميزوا ما فيها من الصواب والخطأ ، والحق والباطل .
وما يراه السائل الكريم من تعدد الروايات للحديث الواحد لا يعني أبدا التقصير في حفظ السنة ونقلها ، وإنما اختلفت الروايات لأسباب عديدة ، إذا تبينت ظهر الجواب واضحا ، فيقال :
رابعا :
أسباب تعدد الروايات :
1- تعدد الحادثة :
يقول ابن حزم رحمه الله في "الإحكام" (1/134) :
" وليس اختلاف الروايات عيبا في الحديث إذا كان المعنى واحدا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صحَّ عنه أنه إذا كان يُحَدِّث بحديثٍ كَرَّرَه ثلاث مرات ، فينقل كل إنسان بحسب ما سمع ، فليس هذا الاختلاف في الروايات مما يوهن الحديث إذا كان المعنى واحدا " انتهى .
2- الرواية بالمعنى :
وهو أكثر ما يسبب تعدد الروايات للحديث الواحد ، فإن المهم في نقل الحديث أداء مضمونه ومحتواه ، أما ألفاظه فليست تعبديةً كالقرآن .
مثاله : حديث ( إنما الأعمال بالنيات ) : فقد روي بلفظ ( العمل بالنية ) ولفظ ( إنما الأعمال بالنية ) وآخر ( الأعمال بالنية ) ، وهذا التعدد سببه الرواية بالمعنى ، فإن مخرج الحديث واحد ، وهو يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة عن عمر رضي الله عنه ، والملاحظ أن المعنى الذي يفهم من هذه الجمل واحد ، فأي ضرر في تعدد الروايات حينئذ ؟!
ولكي يطمئن العلماء أكثر إلى أن الراوي نقل المعنى الصحيح للحديث ، كانوا لا يقبلون الرواية بالمعنى إلا من عالم باللغة العربية ، ثم يقارنون رواية الراوي برواية غيره من الثقات ، فيتبين لهم الخطأ في النقل إن وقع ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، ليس هذا محلها .
3- اختصار الراوي للحديث :
أي أن يكون الراوي حافظا للحديث كله ، ولكن يكتفي بذكر جزء منه في حال ، ويذكره كاملا في حال أخرى .
مثاله : روايات حديث أبي هريرة في قصة نسيان النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين من صلاة الظهر ، فكلها جاءت عن أبي هريرة ، وهي قصة واحدة ، وذلك يدل على أن اختلاف الروايات سببه اختصار بعض الرواة . انظر صحيح البخاري (714) (715) (1229)
4- الخطأ :
فقد يقع من أحد الرواة الخطأ ، فيروي الحديث على غير وجهه الذي يرويه الآخرون ، ويمكن معرفة الخطأ بمقارنة الروايات بعضها ببعض ، وهو ما قام به أهل العلم في كتب السنة والتخريج .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الجواب الصحيح" (3/39) :
" ولكن هذه الأمة حفظ الله تعالى لها ما أنزله ، قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9 ، فما في تفسير القرآن أو نقل الحديث أو تفسيره من غلط ، فإن الله يقيم له من الأمة من يبيِّنُه ، ويذكر الدليل على غلط الغالط وكذب الكاذب ، فإن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة ، إذ كانوا آخر الأمم ، فلا نبي بعد نبيهم ، ولا كتاب بعد كتابهم ، وكانت الأمم قبلهم إذا بدَّلوا وغيَّروا بعث الله نبيا يبين لهم ويأمرهم وينهاهم ، ولم يكن بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي ، وقد ضمن الله أن يحفظ ما أنزله من الذكر " انتهى .
والسنة ، على الوجه الذي ذكرناه أولا ، من كونها وحيا من عند الله تعالى : يبين للناس ما نُزِّل إليهم في كتاب الله تعالى ، ويعلمهم من الأحكام ما يحتاجونه في دينهم ، ولو يأت تفصيله ، أو أصله في كتاب الله تعالى ، نقول : السنة على هذا الوجه هي من خصائص النبوة ؛ فهذه الوظيفة هي من أجل وظائف النبوة ، وما زال الناس يرون السنة على هذا الوجه ، بما تحمله الكتب ، أو الروايات الشفهية من اختلاف في بعض الألفاظ ، أو تعدد لسياقات الحديث ، ولم يكن في ذلك ما يدعو للتشكك في منزلتها ، أو القلق من حفظها ، أو التردد والخلاف في حجيتها وحاجة الناس إليها ، على كثرة ما اختلف الناس وتنازعوا في المسائل العلمية والعملية.
يقول العلامة الشيخ عبد الغني عبد الخالق ـ رحمه الله ـ :
" لا نجد في كتب الغزالي والآمدي والبزدوي ، وجميع من اتبع طرقهم في التأليف من الأصوليين ، تصريحا ولا تلويحا بأن في هذه المسألة خلافا ، وهم الذين استقصوا كتب السابقين ومذاهبهم ، وتتبعوا الاختلافات ، حتى الشاذة منها ، واعتنوا بالرد عليها أشد الاعتناء"
ثم نقل عن صاحب المُسَلَّم ، وشارحه : " أن حجية الكتاب والسنة والإجماع والقياس : من علم الكلام ، لكن تعرض الأصولي لحجية الإجماع والقياس ، لأنهما كثر التشغيب فيهما من الحمقى ، من الخوارج والروافض ( خذلهم الله تعالى ) ، وأما حجية الكتاب والسنة : فمتفق عليها عند الأمة ، ممن يدعي التدين كافة ، فلا حاجة إلى الذكر " انتهى .
انظر : حجية السنة ( 248-249) .
وانظر : إجابة السؤال (93111)
الإسلام سؤال وجواب
==============
هل الرسول صلى الله عليه وسلم بشر أم اله
(قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي )الكهف 110
هل يمكن ان يغضب النبي صلى الله عليه وسلم
(ولما رجع موسى الى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي
أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره اليه…) الاعراف150
هل يمكن ان يضرب النبي ويقتل
( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه…) القصص 15
( قال رب اني قتلت منهم نفسا فاخاف أن يقتلون) القصص33
هل يجوز للنبي ان يلعن
(لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم)المائدة 88
النبي يسهو في كتب الرافضة المجوس اتباع عبدالله بن سبا اليهودي
عن الهروي قال : قلت للرضا عليه السلام : إن في سواد الكوفة قوما يزعمون أن النبي لم يقع عليه سهو في صلاته ، فقال : كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو
(راجع عيون أخبار الرضا ، البحار, نور الثقلين)
النبي ابراهيم عليه السلام يكذب
..
بل اكتفى بما قال سيدكم الطبطائي ..
جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي ج 7 ص 227 :
((ان الاقاويل الثلاث التى وصفت فيهما انها كذبات ليست كذبات حقيقية بل من قبيل التوريات والمعاريض البديعي كما ربما يلوح من بعض الفاظ الحديث كالذى ورد في بعض طرقه من قول النبي صلى الله عليه وآله : ( لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات كلها في ذات الله ) وكذا قوله صلى الله عليه وآله : ( مامنها كذبة إلا ماحل بها عن دين الله ) ))
===========
النبي يعبس ويتولى
تفسير مرجع الدين الشيعي حسين فضل الله
مناسبة النزول
دخل المفسرون في جدلٍ حول الشخص الذي كان موضوع الحديث في هذه الآيات، هل هو النبي(ص)، أم هو شخصٌ غيره؟ لأن الصفات التي توحي بها الآيات لهذا الشخص لا تتناسب مع خُلق النبي، وربما لا تتناسب مع عصمته. وسنعالج هذه المسألة في نطاق الروايات الواردة، وفي خط المنهج الإسلامي في خط الدعوة الأخلاقي..
جاء في مجمع البيان «قيل: نزلت الآيات في عبدالله بن أم مكتوم، وهو عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤيّ، وذلك أنه أتى رسول الله(ص) وهو يناجي عتبة بن ربيعة، وأبا جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب، وأبيّاً وأمية ابني خلف، يدعوهم إلى الله ويرجو إسلامهم، فقال: يا رسول الله أقرئني وعلِّمني ممّا علّمك الله، فجعل يناديه ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغلٌ مقبلٌ على غيره، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله(ص) لقطعه كلامه، وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان والعبيد، فأعرض عنه وأقبل على القوم الذين يكلمهم، فنزلت الآيات، وكان رسول الله بعد ذلك يكرمه، وإذا رآه قال: مرحباً بمن عاتبني فيه ربي، ويقول له: هل لك من حاجة، واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين» [1].
* * *
الشيخ الطبرسي وروايات النزول
جاء في مجمع البيان: «قال المرتضى علم الهدى قدّس الله روحه: ليس في ظاهر الآية دلالةٌ على توجّهها إلى النبي(ص)، بل هو خبرٌ محضٌ لم يصرّح بالمخبر عنه، وفيها ما يدلّ على أنّ المعنيّ بها غيره، لأن العبوس ليس من صفات النبي(ص) مع الأعداء المباينين، فضلاً عن المؤمنين المسترشدين، ثم الوصف بأنّ يتصدّى للأغنياء ويتلّهى عن الفقراء، لا يشبه أخلاقه الكريمة، ويؤيّد هذا القول قوله سبحانه في وصفه(ص) {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] وقوله: {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159]، فالظاهر أن قوله {عَبَسَ وَتَوَلَّى} المراد به غيره. وقد روي عن الصادق(ع) أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي(ص)، فجاء ابن أم مكتوم، فلما رآه تقذّر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه.
فإن قيل: فلو صحّ الخبر الأوّل هل يكون العبوس ذنباً أم لا؟ فالجواب أنّ العبوس والانبساط مع الأعمى سواء، إذ لا يشقّ عليه ذلك، فلا يكون ذنباً، فيجوز أن يكون عاتب الله سبحانه بذلك نبيه(ص) ليأخذه بأوفر محاسن الأخلاق، وينبّهه بذلك على عظم حال المؤمن المسترشد، ويعرّفه أن تأليف المؤمن ليقيم على إيمانه أوْلى من تأليف المشرك طمعاً في إيمانه. وقال الجبائيّ: في هذا دلالةٌ على أن الفعل يكون معصيةً فيما بعد، لمكان النهي، فأما في الماضي، فلا يدلّ على أنه كان معصية قبل أن ينهى عنه، والله سبحانه لم ينهه إلاَّ في هذا الوقت.
وقيل: إن في ما فعله الأعمى نوعاً من سوء الأدب، فحسن تأديبه بالإعراض عنه، إلا أنه كان يجوز أن يتوهّم أنه أعرض عنه لفقره، وأقبل عليهم لرياستهم تعظيماً لهم، فعاتبه الله سبحانه على ذلك، وروي عن الصادق(ع) أنه قال: كان رسول الله(ص) إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال مرحباً مرحباً، لا والله لا يعاتبني الله فيك أبداً، وكان يصنع به من اللطف حتى كان يكفُّ عن النبي(ص) ممّا يفعل به»[2].
ولعلّ هذا العرض الذي قدّمه الشيخ الطبرسي أكثر الحديث شمولاً للاعتراضات الدائرة حول نسبة القصة إلى النبي محمد(ص) في سلوكه مع الأعمى، ولذلك نقلناه بطوله.
http://www.bayynat.org/books/quran/abas1.htm
=========
هذه أخلاق المعصوم عندكم
عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد قال : إن أبا الحسن عليه السلام اشترى دارا وأمر مولى له أن يتحول إليها وقال : إن منزلك ضيق فقال : قد أحدث هذه الدار أبي فقال أبو الحسن عليه السلام : إن كان أبوك أحمق ينبغي أن تكون مثله.
الكافي - الشيخ الكليني ج 6 ص 525 .
======
لنرى مايقوله الخميني الذي طعن في النبي صلى الله عليه وسلم
(.. فكل نبيٍ من الأنبياء إنما جاء لإقامة العدل، لكنه لم ينجح، حتى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتحقيق العدالة.. لم يوفَّق في ذلك أيضاً.. فالذي سينجح بتحقيق العدالة في كل أرجاء العالَم هو المهديّ المنتَظَر)!..
المصدر كتاب (مختارات من أحاديث وخطابات الإمام الخميني). الناشر مؤسسة نشر وتنظيم تراث الإمام الخميني
==
طعن الشيعة بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم
------------------------------------------
سأل المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسكـ عليك زوجكـ واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه)) الأحزاب 37
قال الرضا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال : لها: (( سبحان الذي خلقك ))
عيون أخبار الرضا 113 بحار الأنوار 22/217
انظروا إخواني كيف يطعن أحفاد بن سبأ في الرسالة الخالدة وفي عصمة النبي صلى الله عليه وسلم.
هل يستحل الرافضة أن يقولون أن الخميني نظر إلى زوجة رفسنجاني فأعجبته فكيف يقولون هذا عن الرسول الخاتم صلوات الله وسلامه عليه
الشيعة والطعن في فاطمة الزهراء
==
يدعي الشيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع لسانه في فم فاطمةا لزهراء رضي الله عنها ويضع وجههه الكريم بين ثدييها ؟! .
.............................. ..........................
عن حذيفة قال كان النبي ص لا ينام حتى يقبل عرض وجنة فاطمة ع أو بين ثدييها
و عن جعفر بن محمد ع قال كان رسول الله ص لا ينام حتى يضع وجهه الكريم بين ثديي فاطمة ع
بحارالأنوار ج : 43 ص : 78
فهل هذا هو الخلق العظيم عند الإمامية!!؟
لا أحد يقبل بهذا لبناته , ويقبلونه لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع لسانه في فم فاطمة رضي الله عنها وبين ثدييها ؟! .
===
.
الجماع في المسجد النبوي
هل هذه من أخلاق النبي ان يعلن ويشهر بالزهراء رضي الله عنها
بانها تجامع في بيت الله أي المسجد النبوي
.................................................. ................
154 [ 25569 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لا يحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد الا أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، ومن كان من أهلي فانّه منّي .
وسائل الشيعة / ـ باب تحريم الجماع والانزال في المسجد لغير المعصوم .
دين الرافضة النواصب على بن ابى طالب (( والعياذ بالله )) حمار !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
(5). محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل ابن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ياجابر ألك حمار يسير بك فيبلغ بك من المشرق إلى المغرب في يوم واحد؟ فقلت: جعلت فداك ياأبا جعفر وأني لي هذا؟ فقال أبوجعفر عليه السلام: ذاك أمير المؤمنين ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه واله في علي عليه السلام: والله لتبلغن الاسباب والله لتركبن السحاب .
الارشاد في معرفة حجج الله على العباد (ج1)
لمؤلفه
شيخ الامه وعلم الشيعه محمد بن محمد بن النعمان
الملقب بالمفيد
المتوفي سنه 413هـ
الكافي الكليني
الله يعجز عن حل خلافات الملائكة .. فيستعين بعلى رضى الله عنه لحلهاااااااا
--------------------------------------------------------------------------------
أحمد بن عبدالله، عن عبدالله بن محمد العبسي قال: أخبرني حماد بن سلمة، عن الاعمش، عن زياد بن وهب، عن عبدالله بن مسعود قال: أتيت فاطمة صلوات الله عليها، فقلت لها: أين بعلك؟ فقالت: عرج به جبرئيل عليه السلام إلى السماء، فقلت: فيماذا؟ فقالت: إن نفرا من الملائكة تشاجروا في شئ فسألوا حكما من الآدميين فأوحى الله تعالى إليهم أن تخيروا، فاختاروا علي بن أبي طالب عليه السلام .
نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار المجلد التاسع ص 379
من الاختصاص.الارشاد في معرفه حجج الله على العباد لمؤلفه -
شيخ الامه وعلم الشيعه محمد بن محمد بن النعمان
الملقب بالمفيد - المتوفي سنه 413هـ ص [208] - ص [216]
طاعة علي أهم من طاعة الله.
وفي مقدمة تفسير البرهان أن الله تعالى قال:« علي بن أبي طالب حجّتي على خلقي لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني، ولا أدخل الجنة من انكره وإن أطاعني » (مقدمة تفسير البرهان ص 23).
الأئمة لا يجنبون بل ويولدون مختونين ونجوهم (فساؤهم وضراطهم وغائطهم) كريح المسك (الكافي 1/319 كتاب الحجة – باب مواليد الأئمة).
كيف تفسرون و كيف ترون معنى العصمة عند الشيعة بما يلي :
- 16 كا : علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يسلم على النساء ويرددن عليه السلام ، و كان أميرالمؤمنين عليه السلام يسلم على النساء وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن ، و يقول : أتخوف أن تعجبني صوتها فيدخل علي أكثر مما أطلب من الاجر .
(بحار الأنوار)
معصوم و لا يملك السيطرة على نفسه عند رؤيته الشابة ...!!!!!!
- اللهم إغفرلي ما أنت أعلم به مني ، فإن عدت فعد علي بالمغفرة ، اللهم أغفر لي ماوأيت من نفسي ولم تجد له وفاءً عندي اللهم إغفرلي ما تقربت له إليك بلساني ثم خالفقلبي ، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ ، وسقطات الألفاظ ، وشهوات الجنان ، وهفوات اللسان". نهج البلاغة ص104
معصوم و يطلب المغفرة من هفوات اللسان و من الشهوات و .............!!!!!!
" لا تخالطوني بالمصانعة ولا تظنوا بي استثقالاً في حق قيل لي ولا التماسإعظام النفس ، فإنه من استثقل الحق أن يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه ، كان العملبهما أثقل عليه ، فلا تكفوا عن مقالة بحق ، أو مشورة بعدل ، فإني لست في نفسي بفوقأن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي ".نهج البلاغة ص335
معصوم و يخطئ........ !!!!!!!!!
وقال فى الصفحة 780 (عليه السلام): لابنه الحسن(عليه السلام):
يَا بُنَيَّ، احْفَظْ عَنِّيأَرْبَعاً وَأَرْبَعاً، لاَ يَضُرَّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ:
إِنَّأَغْنَى الْغِنَىُ الْعَقْلُ، وَأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ، وَأَوحَشَالْوَحْشَةِ الْعُجْبُ(4)، وَأَكْرَمَ الْحَسَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ.
يَابُنَيَّ، إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الاَْحْمَقِ، فَإِنَّهُ يُريِدُ أَنْ يَنْفَعَكَفَ يَضُرَّكَ.
وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُعَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ.
وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَالْفَاجِرِ، فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ .
َإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَالْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ(1): يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ،وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ.
نهج البلاغة الصفحة 780
معصوم و ينصح إبنه المعصوم بعدم مصادقة الأحمق، الفاجر و الكذاب...........!!!!!!
- عليّ بن ابراهيم في ( تفسيره ) عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض رجاله ، عن أبيعبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ) (1) قال : نزلت في امير المؤمنين ( عليه السلام ) وبلال وعثمان بن مظعون ،فأما امير المؤمنين ( عليه السلام ) فحلف أن لا ينام بالليل ابدا، وأما بلال فانه حلف أن لا يفطر بالنهار أبدا ، وأما عثمان بن مظعون فانهحلف أن لا ينكح ابدا إلى انقال : فخرج رسول الله ( صلى اللهعليه وآله ) ونادى الصلاة جامعة ، وصعد المنبر ، وحمد الله ، واثنى عليه ، ثم قال : ما بال اقوام يحرمون على انفسهم الطيبات الا إنيّ انام الليل، وانكح ،وافطر بالنهار ،فمن رغب عن سنّتي فليس منّي،فقام هؤلاء ، فقالوا : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد حلفناعلى ذلك ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكمبما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهماو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم ) (2) .
تفسير القمي 1 : 179
وسائل الشيعة ج 23
19 ـ باب حكم الحلفعلى ترك الطيبات
معصوم و يحلف بالله بتحريم الطيبات على نفسه ..........!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اتهام الخميني الامام( علي) بالفشل في حكمه الاسلامي
--------------------------------------------------------------------------------
فنجد عصر سيدنا علي عليه السلام مليئا بالحروب والجدال والاضطرابات الداخلية ومؤتمرات المنافقين , لذلك لم ينجح علي عليه السلام في إقامة نظام الحكم الذي كان يقصده .!!!
بالله عليكم يارافضة هل هذا المجوسي من الذين يوالون الامام علي عليه السلام ...
والله ثم والله انهم يكرون ال البيت عليهم السلام , لكن جعلوا ال البيت شمّاعة لهدم الاسلام
لكن من يوم عرفت انه اتى الى نظام الملوك بطائره غربيه وانا غاسل يدي منه
الخميني يوجه نقداً لله تعالى
--------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله ، هاهو الخمينى يوجه نقدا لله عز وجل فى كتابه " كشف الاسرار" ما نصه:
( انه كان من الخير أن ينزل الله آيه تؤكد ان على بن أبى طالب وأولاده أائمة من بعد النبى لأن ذلك كان كفيلا بعدم ظهور الخلاف حول هذه المسأله ) .
أود أن أضيف تعليقا حول هذا الكفريات من كلام الخميني فأقول: إذا كان كما قال الخميني في نقده لله عز وجل معناه أن الله تعالى هو الذي كان سبباً في نشر الخلاف والشقاق بين المسلمين في مسألة الإمامة ، لأنه تعالى لم يذكر في القرآن الكريم النص على أسماء علي والأئمة بأنهم هم الأئمة والولاة بعد النبي عليه الصلاة والسلام ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، كبرت كلمة تخرج من أفوههم إن يقولون إلا كذبا ، وأريد أن أضيف تعليقاً هو أن كلام مرجع الشيعة الخوئي موافق للكلام الخميني عندما قال ، وهو عدم ورود النص أسماء الأئمة واحداً بعد واحد، لا من طرق العامة أي أهل السنة، ولا من طرق الخاصة!!!!، يعني الشيعة . فلذلك افترقت الشيعة على مائة فرقة كل واحدة منهم يقولون خلاف الآخر في الاعتقاد، والله المستعان، نسأل الله تعالى السلامة في العقل والدين .
الخميني يوجه نقداً لله تعالى !!!
08-28-2009سالم
قال الله تعالى
{{{{ يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك }}}}
النص صريح وبين واضح موجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وتبيان الله له صلى الله عليه وسلم
لماذا
أليس لأنه يجهل هذا وإلا لما يبينه الله له
وتبيان الله للرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر
ليكون حكم خاص به أم ليكون عام للمسلمين أيضا فهو حكم من الله فلا يحل للمسلم أن يحرم ما أحل الله لإرضاء نفسه أو إرضاء أحد من الناس أيا كان حتى ولو زوجته
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يجتهد في أمر ما ولكن الوحي يصحح له خطاء إجتهاده
وبينا الكثير من الآيات التي جائت معاتبة للرسول لقيامه بأمر ما ,,, وبينت الآيات ما يجب عليه أن يقوم به
وقد يجتهد في أمر ما ,, ولكن أهل الخبره يصححون له إجتهاده
================
سبحان الله .. إذن لماذا الوحي ينزل على النبي ؟ أنت كمن يقول النبي معصوم ويعلم الغيب فلماذا يأتيه الوحي ؟؟
أنا آسألك زميلي لماذا ينزلـــ الوحي على الأنبياء والرسل؟ أخبرني هداك الله ..
ثم كقياس على كلامك لماذا وضع الله الإمامة بآشخاص لم يتمكنوا من ولاية ولا أمر على الناس ولا نهي .. ولا إظهار دين الله ولا الصدع فيه .. ولم يتمكنوا من إرجاع حق مسلوب ولا دين مبتدع ولا ولاية مغتصبة !!
ولماذا وضع الله القرآن وآراده مع علي وأخفاه علي عن أمة محمد السلف والخلف بسبب رفض شخص يتيم له ..
ولماذا وضع الله للإمام والأنبياء أن يقتلوا .. ولماذا وضع الله المهدي ليخلد اكثر من 1200 سنة أليس الأولى أن يكون كذلك هو النبي معنا !!
ولماذ1 خرج الحسين وقتل وهو إمام يحتاجه الناس ولو لم يخرج لأستفادت الأمة من علمه وعصمته و.....الخ
زميلي النبي نزلت فيه آيات توضح أنه ليس معصوم بالكلية فهو بشر لم يعصم إلا بتبليغ الرسالة ..
( هل كنت إلا بشرا رسولا ) ( ياأيها النبي لم تحرم ماأحل الله لك ) ( عبس وتولى ) ( ....عفى الله عنك لم أذنت لهم ..)
( إستغفر لهم أو لاتستغفر لهم فلن يغفر الله .....) وغيرها آيات آخرى توضح بجلاء أن النبي أخطأ وعاتبه الله وعلمه ..
=============
هل تعلم لماذا أي رد أو حق يظهر منا لا تأخذوا به ؟ لأن فكرة اللوم والذنب والخطأ تحملها عقولكم عنا لذلك لايمكن أن يلج الحق فيها يازميلي لايمكن .. إلا من دعى الله أن يرزقه الحياد والبصيرة ..
قلنا رضي الله عن أبو بكر وعمر قلتم أنكم نواصب .. أين النصب هو موجود بضمائركم حتى لو لم تجدوا لا دليلا من قولــ أو فعل ..
قلنا رضي الله عن أمنا عائشة قلتم أنتم تكرهون فاطمة وعلي !! والله المستعان المعنى أنه إرث باقي بالضمائر كما آجد هنا .. بالضبط
آتيناك بآيات جلية أن النبي أخطأ ونسي وتم تسديده وتعليمه من قبل الوحي فقلتم لأ أنه سر بين الله ورسوله !!
هكذا دون دليل ياضيفنا الفاضل ..
ثم سألتك ولم آجد رداً ..
* إذا كان النبي معصوم بالكلية ويعلم الغيب إذن لماذا وجود الوحي يأتيه ويخبر ويعلم ويصحح له ؟ ألا يكفي الإلهام الذاتي أو اللدني ؟ ويكون يتحدث من وحي نفسه وقلبه !!
نعود إلى حديثنا ونآتيك من مصادركم ونعيدها عليكم أخرى .. حولـــ سهو النبي أو تسديد الوحي له ..
في سبب نزول قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} [النحل 126] ، إن رسول الله لما رأى مصرع حمزة رضي الله عنه يوم أحد قال: لئن أمكنني الله من قريش لأقتلن سبعين رجلا منهم ، وفي رواية – لئن ظفرت لأمثلن ولأمثلن [4] .
وقال تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف 23] ، وذلك أن رسول الله أتاه أناس من اليهود فسألوه عن أشياء فقال لهم: تعالوا غدا أحدثكم ولم يستثن فاحتبس جبرئيل عليه السلام أربعين يوما ثم أتاه فقال: ولا تقولن ... الآية[5] .
والروايات في آيات عتاب الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة :
كقوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} [الأنفال 67-68] .
وقوله: {عفى الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين] [التوبة 43] ، حيث أذن لقوم في التخلف عن الخروج معه إلى الجهاد .
وقوله: {عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدرك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى} [عبس 1-4] .
وقوله: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} [آل عمران60] .
وقوله: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما} [النساء 105-107] .
وقوله: {ولو لا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك} [النساء 112] ، وغيرها … ، ومن أراد التفاصيل فعليه بطلبها في التفاسير .
{وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} [الأنعام 68] .
ويقول تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف 24] .
ويقول: {سنقرؤك فلا تنسى * إلا ما شاء الله} [الأعلى 6-7] .
ويقول الصدوق: إن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي ، وذكر أن شيخه ابن الوليد يقول: أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي ولو جاز أن ترد الأخبار الواردة في هذا المعنى لجاز أن نرد جميع الأخبار ، وفي ردها إبطال الدين والشريعة ، وأنا أحتسب الأجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي والرد على منكريه [6] .
وقد تعرض الصدوق بسبب قوله هذا إلى انتقادات شديدة وتشنيعات كثيرة من القوم ليس هذا مكان بيانه ، وإنما سنورد بعض الروايات التي تنافي العصمة من طرق القوم لتجد الاضطراب الحاصل عندهم بنفسك .
عن جميل قال: سألت أباعبدالله عن رجل صلى ركعتين ثم قام فذهب في حاجته ، قال: يستقبل الصلاة ، قلت: فيما يروي الناس ، فذكر له حديث ذي الشمالين ، فقال: إن رسول الله لم يبرح من مكانه ، ولو برح استقبل [7] .
وعن أبي بصير قال: سألت أباعبدالله عن رجل صلى ركعتين ثم قام فذهب في حاجته ، قال: استقبل الصلاة ، قلت: فما بال رسول الله لم يستقبل حين صلى ركعتين ، فقال: إن رسول لم ينفتل من موضعه [8] .
وعن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبدالله: إنا صلينا المغرب فسها الإمام فسلم في الركعتين فأعدنا الصلاة ، فقال: لم أعدتم ؟ أليس قد انصرف رسول الله في الركعتين فأتم بركعتين ، ألا أتممتم [9] .
وعنه أيضا قال: إن رسول الله سها فسلم في ركعتين ، ثم ذكر حديث ذي الشمالين ، فقال: ثم قام فأضاف إليها ركعتين [10] .
وعن علي رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله الظهر خمس ركعات ، ثم انفتل ، فقال له بعض القوم: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء ؟ فقال: وما ذاك ؟ قال: صليت بنا خمس ركعات ، قال: فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس ، ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلم ، وكان يقول: هما المرغمتان [11] .
[4] - تفسر القمي ، 1/394 تفسير العياشي ، 2/296 البرهان ، 2/389 الصافي ، 3/164 ،165 نور الثقلين ، 3/95 ،96 البحار ، 20/63 المناقب ، 1/193
[5] - من لا يحضره الفقيه ، 3/362 نور الثقلين ، 3/255 العياشي ، 2/350 البحار ، 14/423 ، 16/136 ، 93/80 ، 104/230 النوادر ، 61 البرهان ، 2/644 الصافي ، 3/238
[6] - من لا يحضره الفقيه ، 1/234
[7] - تهذيب الأحكام ، 1/234 البحار ، 17/100
[8] - تهذيب الأحكام ، 1/234 البحار ، 17/100
[9] - تهذيب الأحكام ، 1/186 البحار ، 17/100
[10] - تهذيب الأحكام ، 1/186 البحار ، 17/101 نور الثقلين ، 4/257 الكافي ، 3/355
[11] - تهذيب الأحكام ، 1/236 البحار ، 17/101
هداك زميلي وهدى بك .. هل بعد هذا من كلام أو حجة ؟
==================
نعود إلى حديثنا ونآتيك من مصادركم ونعيدها عليكم أخرى .. حولـــ سهو النبي أو تسديد الوحي له ..
في سبب نزول قوله تعالى: {{{{وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}}}}} [النحل 126] ،
من المخاطب هنا
إن رسول الله لما رأى مصرع حمزة رضي الله عنه يوم أحد قال: لئن أمكنني الله من قريش لأقتلن سبعين رجلا منهم ، وفي رواية – لئن ظفرت لأمثلن ولأمثلن
وقال تعالى: {{{{ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت}}}} [الكهف 23] ،
من المخاطب هنا
وذلك أن رسول الله أتاه أناس من اليهود فسألوه عن أشياء فقال لهم: تعالوا غدا أحدثكم ولم يستثن فاحتبس جبرئيل عليه السلام أربعين يوما ثم أتاه فقال: ولا تقولن ... .
آيات عتاب الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة :
كقوله تعالى: {{{{ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}}}}} [الأنفال 67-68] .
من المخاطب هنا
وقوله تعالى : {{{{{ عفى الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين }}}} [التوبة 43] ،
من المخاطب هنا
وقوله تعالى : {{{{عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدرك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى}}}} [عبس 1-4] .
من المخاطب هنا
وقوله تعالى : {{{{ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون}}}}} [آل عمران60] .
من المخاطب هنا
وقوله تعالى : {{{{{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما}}}} [النساء 105-107] .
من المخاطب هنا
وقوله تعالى : {{{{ ولو لا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك}}}} [النساء 112] ،
من المخاطب هنا
وقوله تعالى {{{{وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}}}}} [الأنعام 68] .
من المخاطب هنا
ويقول تعالى: {{{{{ واذكر ربك إذا نسيت}}}}}} [الكهف 24] .
من المخاطب هنا
ويقول: {{{{سنقرؤك فلا تنسى * إلا ما شاء الله}}}}} [الأعلى 6-7]
من المخاطب هنا
الرد على ما اورده الاهوازي خلق الله نفسه من عرق الخيل
مِمَّا أورده المالكي تحت هذا العنوان (( التجسيم والتشبيه )) مع الإجابة عنها.
فمِن ذلك قوله (ص: 129): (( أما الأهوازي (الحسن بن علي بن إبراهيم وهو من غلاة أهل السنة، وغلاة أهل السنَّة حنابلة) الحنبلي، فقد ألَّف كتاباً طويلاً في الصفات أورد فيه أحاديث باطلة، ومنها حديث عرق الخيل الذي نصُّه: (إنَّ الله لَمَّا أراد أن يخلق نفسه خلق الخيلَ فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسَه من ذلك العرق) تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيراً، والغريب أنَّنا نكفِّر مَن يقول بخلق القرآن أو يسبُّ أحد الصحابة، وفاعل هذا وإن كان مخطئاً، لكنَّه ليس كخطأ مَن يزعم أنَّ الله خلق نفسه من عرق الخيل، فعجباً لِمَن يُكفِّر مَن يقول أنَّ القرآن مخلوق، ولا يُكفِّر مَن يقول إنَّ نفس الله مخلوق!! )).
وقال تعليقاً على كلامه هذا: (( وقد اتَّهمه ابن عساكر بأنَّه من الفرقة السالمية المجسِّمة، لكن ابن تيمية عدَّه في أهل السنَّة في الجملة، فاحتمل أمثال هؤلاء داخل أهل السنَّة مع ما ترى من بشاعتهم، ولم يحتمل دخول المعتزلة والجهمية ومعتدلي الشيعة، وهذه مفارقةٌ عجيبة!! )).
==============
وأجيب عن ذلك بما يلي:
وأجيب عن ذلك بما يلي:
1 ـ قال الحافظ ابن حجر في ترجمة الأهوازي في لسان الميزان: (( وقال ابن عساكر: جمع كتاباً سمَّاه: (شرح البيان في عقود أهل الإيمان)، أودعه أحاديث منكرة، كحديث (إنَّ الله لَمَّا أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثمَّ خلق نفسه من ذلك العرق)، وغير ذلك مِمَّا لا يجوز أن يُروى ولا يحلُّ أن يُعتقد، وكان مذهبُه مذهبَ السالمية، يقول بالظاهر ويتمسَّك بالأحاديث الضعيفة لتقوية مذهبه، وحديث إجراء الخيل موضوع، وضعه بعضُ الزنادقة ليشنِّع به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل، فحمله بعضُ مَن لا عقل له ورواه، هو مِمَّا يُقطع ببطلانه شرعاً وعقلاً )).
وفي هذا بيان أنَّ الأهوازي من السالميَّة وليس من أهل السنَّة، وأنَّ الحديث من وضع الزنادقة للتشنيع على أهل الحديث في رواية المستحيل، وقد أورده المالكيُّ للتَّشنيع على أهل السنَّة!
2 ـ وأمَّا زعم المالكي أنَّ ابن تيمية عدَّه من أهل السنَّة في الجملة، ولم يُبيِّن المصدر لكلام ابن تيمية، وابن تيمية في كتابه منهاج السنة (5/261) ذكر أنَّه من السالمية وأنَّه صنَّف كتاباً في مثالب الأشعري، وأنَّ ابن عساكر ألَّف في الردِّ عليه، وذكر مثالبَ السالميَّة، وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (16/23 ـ 24): (( وهذا يقوله (يعني عدم قبول توبة الداعي إلى البدعة) طائفةٌ مِمَّن ينتسب إلى السنَّة والحديث وليسوا من العلماء بذلك، كأبي علي الأهوازي وأمثاله، مِمَّن لا يُميِّزون بين الأحاديث الصحيحة والموضوعة، وما يُحتجُّ به وما لا يُحتجُّ به، بل يروون كلَّ ما في الباب مُحتجِّين به )).
والخلاصة أنَّ ابن تيمية يرى أنَّه من السالمية وأنَّه ينتسب إلى أهل السنَّة والحديث، وما أشبهَ الليلة بالبارحة، فالمالكي نفسه هو على طريقة الرافضة الذين يحقدون على الصحابة وأهل السنَّة، مع أنَّه ينتسب إلى أهل السنَّة، وهم بُرآءُ منه.
2 ـ وأمَّا زعم المالكي أنَّ ابن تيمية عدَّه من أهل السنَّة في الجملة، ولم يُبيِّن المصدر لكلام ابن تيمية، وابن تيمية في كتابه منهاج السنة (5/261) ذكر أنَّه من السالمية وأنَّه صنَّف كتاباً في مثالب الأشعري، وأنَّ ابن عساكر ألَّف في الردِّ عليه، وذكر مثالبَ السالميَّة، وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (16/23 ـ 24): (( وهذا يقوله (يعني عدم قبول توبة الداعي إلى البدعة) طائفةٌ مِمَّن ينتسب إلى السنَّة والحديث وليسوا من العلماء بذلك، كأبي علي الأهوازي وأمثاله، مِمَّن لا يُميِّزون بين الأحاديث الصحيحة والموضوعة، وما يُحتجُّ به وما لا يُحتجُّ به، بل يروون كلَّ ما في الباب مُحتجِّين به )).
والخلاصة أنَّ ابن تيمية يرى أنَّه من السالمية وأنَّه ينتسب إلى أهل السنَّة والحديث، وما أشبهَ الليلة بالبارحة، فالمالكي نفسه هو على طريقة الرافضة الذين يحقدون على الصحابة وأهل السنَّة، مع أنَّه ينتسب إلى أهل السنَّة، وهم بُرآءُ منه.
=========================
===========================
الإدّعاء بأنّ الإمام الجليل "البربهاري"هو راوي حديث عرق الخيل !!
/watch?v=lg8XdjvoFYA
��نصّ الرواية الموضوعة:
"أن الله لما أراد أن يخلق نفسه؛ خلق الخيل ثم اركضها ثم خلق نفسه من عرق الخيل"
هذا الكلام لايقوله عامي من اهل السنة فكيف يمكن انتسابه الي عالم جليل
وأصل هذا الكلام حديث موضوع من وضع الزنادقة الذين حاولوا لتخريب وجهة الاسلام و لا يجوز نقله ولا الاستدلال به قال ابن حجر العسقلاني: موضوع . يُنظر لسان الميزان - الصفحة أو الرقم: 3/96
قال ابن المبارك -الإمام مشهور-رحمه الله: هذه الأحاديث من وضع الزنادقة, كحديث عرق الخيل, وزغب الصدر, وقفص الذهب, وعيادة الملائكة. قَبَّحَ الله مَنْ وضعها!!
حديث:عرق الخيل
حكم المحدّث الذهبي : لعن الله من وضعه
المصدر [تلخيص كتاب الموضوعات ج:1 ص:18]
و الذي نسبه الي الامام البربهاري فالجواب كما يلي:
✅اولا هذا الكلام منسوب الي الأهوازي و هوأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأَهْوَازي
و وأمّا إمامنا الجليل اسمه ابو محمد حسن بن علي بن خلف البربهاري فالذي اراد ان يتهم الامام البربهاري دلس كلام شخص يشبه اسمه في علي و حسن مع البربهاري و هذا منهج اهل الزيغ*
✅ثانيا ان الأهوازي الذي ذكر هذا الحديث في كتابه شرح البيان في عقود أهل الإيمان هو من فرقة السالمية و هم كالمعتزلة و الاشاعرة و الماتريدية فرقة مبتدعة في العقيدة
يقول ابن البنا في كتابه المختار في اصول السنة عنهم *
وقالوا: ( اي السالمية ) لله سر لو أظهره لبطل التدبير، وكذلك للأنبياء وللعلماء وهذا كفر . انتهي كلامه
فليس مثل هذا الشخص منتسب لأهل السنة ولو اعتبره احد من اهل العلم انه من اهل السنة يقصد في معناها العام و ليس الخاص*فكما ذكرنا ان في معناها العام كل من الصوفية و الاشاعرة و غيرهم يدخلون تحت لفظ سني الا الرافضية
✅ثالثا الذي استدل بقول الأهوازي علي اهل السنة هو حسن المالكي الرافضي قبحه الله فهو كذاب يفتري علي اهل السنة فليحذر منه يقول عبدالمحسن العباد في رده علي المالكي
*قال الحافظ ابن حجر في ترجمة الأهوازي في لسان الميزان: "وقال ابن عساكر: جمع كتابا سماه: (شرح البيان في عقود أهل الإيمان)، أودعه أحاديث منكرة، كحديث (إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق)، وغير ذلك مما لا يجوز أن يروى ولا يحل أن يعتقد، وكان مذهبه مذهب السالمية، يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة لتقوية مذهبه، وحديث إجراء الخيل موضوع، وضعه بعض الزنادقة ليشنع به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل، فحمله بعض من لا عقل له ورواه، هو مما يقطع ببطلانه شرعا وعقلا".
وفي هذا بيان أن الأهوازي من السالمية وليس من أهل السنة، وأن الحديث من وضع الزنادقة للتشنيع على أهل الحديث في رواية المستحيل، وقد أورده المالكي للتشنيع على أهل السنة!
2 ـ وأما زعم المالكي أن ابن تيمية عده من أهل السنة في الجملة، ولم يبين المصدر لكلام ابن تيمية، وابن تيمية في كتابه منهاج السنة (5/261) ذكر أنه من السالمية وأنه صنف كتابا في مثالب الأشعري، وأن ابن عساكر ألف في الرد عليه، وذكر مثالب السالمية، وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (16/23 ـ 24): "وهذا يقوله (يعني عدم قبول توبة الداعي إلى البدعة) طائفة ممن ينتسب إلى السنة والحديث وليسوا من العلماء بذلك، كأبي علي الأهوازي وأمثاله، ممن لا يميزون بين الأحاديث الصحيحة والموضوعة، وما يحتج به وما لا يحتج به، بل يروون كل ما في الباب محتجين به".
والخلاصة أن ابن تيمية يرى أنه من السالمية وأنه ينتسب إلى أهل السنة والحديث، وما أشبه الليلة بالبارحة، فالمالكي نفسه هو على طريقة الرافضة الذين يحقدون على الصحابة وأهل السنة، مع أنه ينتسب إلى أهل السنة، وهم برآء منه. انتهي كلامه .
✅رابعاً : إليكم كلام (مصوّر)لـ حسن فرحان المالكي "الرافضي" الذي إدّعى فيه بأن الشيخ المغزّاوي أورد اسم الأهوازي في كتابه (المصادر العلمية في الدفاع عن العقيدة السلفية)
رابط مباشر:
http://im47.gulfup.com/ZWhBz2.jpg
وفي حقيقة الأمر أنّ ماأوردته المغزّاوي هو الشيخ الجليل أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (233 - 329 هـ)وليس الأهوازي (362 - 446 هـ) ولكنّ المالكي كذب لـ التلبيس كماهي عادته
وإليكم الوثيقة من كتاب المغزاوي:
عنوان الكتاب (رابط مباشر)
http://im47.gulfup.com/HwmnnB.jpg
الصفحة 41
http://im47.gulfup.com/M8XxIe.jpg
و أختم بهذه النصيحة للامام البربهاري-رحمه الله- قال "فاحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة. و انظر من تجالس و ممن تسمع و من تصحب. فان الخلق كأنهم في ردة الا من عصم الله منهم !" شرح السنة 116
كشف أكاذيب المقبالي على الإمام البربهاري (فيديو)
https://www.dropbox.com/s/vc1pgllri85uchc/mm22.wmv?dl=0
/watch?v=lg8XdjvoFYA
��نصّ الرواية الموضوعة:
"أن الله لما أراد أن يخلق نفسه؛ خلق الخيل ثم اركضها ثم خلق نفسه من عرق الخيل"
هذا الكلام لايقوله عامي من اهل السنة فكيف يمكن انتسابه الي عالم جليل
وأصل هذا الكلام حديث موضوع من وضع الزنادقة الذين حاولوا لتخريب وجهة الاسلام و لا يجوز نقله ولا الاستدلال به قال ابن حجر العسقلاني: موضوع . يُنظر لسان الميزان - الصفحة أو الرقم: 3/96
قال ابن المبارك -الإمام مشهور-رحمه الله: هذه الأحاديث من وضع الزنادقة, كحديث عرق الخيل, وزغب الصدر, وقفص الذهب, وعيادة الملائكة. قَبَّحَ الله مَنْ وضعها!!
حديث:عرق الخيل
حكم المحدّث الذهبي : لعن الله من وضعه
المصدر [تلخيص كتاب الموضوعات ج:1 ص:18]
و الذي نسبه الي الامام البربهاري فالجواب كما يلي:
✅اولا هذا الكلام منسوب الي الأهوازي و هوأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأَهْوَازي
و وأمّا إمامنا الجليل اسمه ابو محمد حسن بن علي بن خلف البربهاري فالذي اراد ان يتهم الامام البربهاري دلس كلام شخص يشبه اسمه في علي و حسن مع البربهاري و هذا منهج اهل الزيغ*
✅ثانيا ان الأهوازي الذي ذكر هذا الحديث في كتابه شرح البيان في عقود أهل الإيمان هو من فرقة السالمية و هم كالمعتزلة و الاشاعرة و الماتريدية فرقة مبتدعة في العقيدة
يقول ابن البنا في كتابه المختار في اصول السنة عنهم *
وقالوا: ( اي السالمية ) لله سر لو أظهره لبطل التدبير، وكذلك للأنبياء وللعلماء وهذا كفر . انتهي كلامه
فليس مثل هذا الشخص منتسب لأهل السنة ولو اعتبره احد من اهل العلم انه من اهل السنة يقصد في معناها العام و ليس الخاص*فكما ذكرنا ان في معناها العام كل من الصوفية و الاشاعرة و غيرهم يدخلون تحت لفظ سني الا الرافضية
✅ثالثا الذي استدل بقول الأهوازي علي اهل السنة هو حسن المالكي الرافضي قبحه الله فهو كذاب يفتري علي اهل السنة فليحذر منه يقول عبدالمحسن العباد في رده علي المالكي
*قال الحافظ ابن حجر في ترجمة الأهوازي في لسان الميزان: "وقال ابن عساكر: جمع كتابا سماه: (شرح البيان في عقود أهل الإيمان)، أودعه أحاديث منكرة، كحديث (إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق)، وغير ذلك مما لا يجوز أن يروى ولا يحل أن يعتقد، وكان مذهبه مذهب السالمية، يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة لتقوية مذهبه، وحديث إجراء الخيل موضوع، وضعه بعض الزنادقة ليشنع به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل، فحمله بعض من لا عقل له ورواه، هو مما يقطع ببطلانه شرعا وعقلا".
وفي هذا بيان أن الأهوازي من السالمية وليس من أهل السنة، وأن الحديث من وضع الزنادقة للتشنيع على أهل الحديث في رواية المستحيل، وقد أورده المالكي للتشنيع على أهل السنة!
2 ـ وأما زعم المالكي أن ابن تيمية عده من أهل السنة في الجملة، ولم يبين المصدر لكلام ابن تيمية، وابن تيمية في كتابه منهاج السنة (5/261) ذكر أنه من السالمية وأنه صنف كتابا في مثالب الأشعري، وأن ابن عساكر ألف في الرد عليه، وذكر مثالب السالمية، وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (16/23 ـ 24): "وهذا يقوله (يعني عدم قبول توبة الداعي إلى البدعة) طائفة ممن ينتسب إلى السنة والحديث وليسوا من العلماء بذلك، كأبي علي الأهوازي وأمثاله، ممن لا يميزون بين الأحاديث الصحيحة والموضوعة، وما يحتج به وما لا يحتج به، بل يروون كل ما في الباب محتجين به".
والخلاصة أن ابن تيمية يرى أنه من السالمية وأنه ينتسب إلى أهل السنة والحديث، وما أشبه الليلة بالبارحة، فالمالكي نفسه هو على طريقة الرافضة الذين يحقدون على الصحابة وأهل السنة، مع أنه ينتسب إلى أهل السنة، وهم برآء منه. انتهي كلامه .
✅رابعاً : إليكم كلام (مصوّر)لـ حسن فرحان المالكي "الرافضي" الذي إدّعى فيه بأن الشيخ المغزّاوي أورد اسم الأهوازي في كتابه (المصادر العلمية في الدفاع عن العقيدة السلفية)
رابط مباشر:
http://im47.gulfup.com/ZWhBz2.jpg
وفي حقيقة الأمر أنّ ماأوردته المغزّاوي هو الشيخ الجليل أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (233 - 329 هـ)وليس الأهوازي (362 - 446 هـ) ولكنّ المالكي كذب لـ التلبيس كماهي عادته
وإليكم الوثيقة من كتاب المغزاوي:
عنوان الكتاب (رابط مباشر)
http://im47.gulfup.com/HwmnnB.jpg
الصفحة 41
http://im47.gulfup.com/M8XxIe.jpg
و أختم بهذه النصيحة للامام البربهاري-رحمه الله- قال "فاحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة. و انظر من تجالس و ممن تسمع و من تصحب. فان الخلق كأنهم في ردة الا من عصم الله منهم !" شرح السنة 116
كشف أكاذيب المقبالي على الإمام البربهاري (فيديو)
https://www.dropbox.com/s/vc1pgllri85uchc/mm22.wmv?dl=0
المعوذتين مدينيتان
القول الفصْل واثبات مدنية المعوذتين بالأدلة الصحيحة:جميع الروايات التي قالت بمكية المعوذتين لم يصِح اسنادها!
بينما الحديثيْن الوحيديْن (( غير حديث السحر )) التي صحّ اسنادها ، يدلان على مدنيتها.
وهما روايتي عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ الجهَنِيِّ وَحَدِيثُ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَهُمَا حَدِيثَانِ صَحِيحَانِ.
1- روى الإمامُ مُسْلِمُ: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)).
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: ((أُنْزِلَ - أَوْ أُنْزِلَتْ - عَلَىَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ)) ).
الشاهِد : أن راوي الحديث وهو عقبة بن عامر الجهنيرَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، والذي قال له النبي " أنزل علي الليلة " هو مِمَّنْ أَسْلَمَ بَعْدَ هِجْرَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدِينَةِ، وَكَانَ مِن أَهْلِ الصُّفَّةِ.
كما أن قَوْلُهُ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ) ينفِي احتمَالَ تَكَرُّرِ النُّزُولِ.. الذي تعلق به الدكتور في شبهتِه !!
2-حَدِيثُ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ فقدْ رَوَاهُ التِّرمِذيُّ وَابنُ ماجَه وَالنَّسَائِيُّ .. عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِنسَانِ حَتَّى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا. هَذَا لَفْظُ الترمذيِّ، وَلَفْظُ النَّسَائِيِّ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ منْ عينِ الإنسَانِ وعَينِ الجَانِّ حتَّى نَزَلَتِ المعوِّذَتَانِ فلَمَّا نَزَلَتا أَخَذَ بهِنَّ وتَرَكَ مَا سِوَاهُنَّ.
وَالشاهِد : أن أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عنهُ الذي سمِع رسول الله وروى عنه هذا الحديث هو مِن طَبَقَةِ صِغَارِ الأَنصَارِ مِن لِدَاتِ عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَأَنسِ بنِ مَالِكٍ، قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ المدِينَةَ وَهُوَ غُلامٌ.
فَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا مَدَنيَّتَانِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
( يُراجَع : عبدالعزيز الداخل :http://vb.tafsir.net/tafsir27147/#.U_AOZPmSzpo ).
========================
المعوذتين مدينيتين مدنيتان
جواب هذا السؤال ينبغي أن يتضمن بيان ثلاثة مسائل:
المسألة الأول: تحرير القول في المعوذتين أمكيتان هما أم مدنيتان؟
المسألة الثانية: هل حادثة سحر لبيد بن الأعصم للنبي صحيحة؟
المسألة الثالثة: هل كانت تلك الحادثة هي سبب نزول المعوذتين؟
فأما بيان المسألة الأولى فهذه خلاصة دراسته من كتاب جمهرة التفاسير :
(اختلَفَ أهلُ العِلْمِ فِي نُزولِ المعوِّذَتينِ علَى قولينِ:
القول الأول: أنهما مكِّيتَانِ
وممن قال بهذا القول: الواحديُّ، وأبو المظفَّرِ السَّمعانيُّ، وابنُ عطيةَ، وابنُ جُزَيءٍ الكَلبيُّ، وأبو حيَّانَ الأندلسيُّ، وابنُ عاشُورٍ.
القول الثاني: أنهما مدنيَّتانِ
وممن قال به: الليثُ بنُ نصرٍ السمرقنديُّ، والثعلبيُّ، وأبو عمرٍو الدانيُّ، وأبو مَعْشَرٍ الطبَريُّ، والبغويُّ، وابنُ كثيرٍ، والعَينيُّ في شَرْحِ سُنَنَ أبي دَاوودَ.
وممن حكى الخلاف ولم يرجح: ابن أبي زمنين، والماوردي، وهبة الله بن سلامة المقرئ، والزمخشري، وعلم الدين السخاوي، والقرطبي، وجلال الدين المحلي، والقسطلاني في إرشاد الساري، وزكريا الأنصاري، والشوكاني، والألوسي.
فأمَّا القولُ الأوَّلُ فنُسِبَ إلى: ابنِ عبَّاسٍ، وَقتادَةَ، وَالحسنِ، وَعكرمةَ، وَعطاءٍ، وَجابرِ بنِ زيدٍ، وعلي بن أبي طلحة، وَالضحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ.
َقَالَ الماورديُّ: (مَكِّيَّةٌ في قولِ الحَسَنِ وعِكْرِمَةَ وعَطاءٍ وجابرٍ، ومَدَنِيَّةٌ في أَحَدِ قَوْلَيِ ابنِ عبَّاسٍ وقَتادةَ).
ونَسَبَهُ أبو عبدِ اللهِ مُحَمَّد ُبنُ حَزْمٍ للضحَّاكِ وَالسُّدِّيِّ، وَنَسَبهُ العَيْنِي للسُّدِّيِّ أيضًا.
وَنَسَبَهُ عبدُ الرَّزَّاقِ عَلي مُوسَى لابنِ المبارَكِ فِي مَوضِعَينِ مِن كُتُبهِ (ولم أقف على من أسنده إليه).
وَمِمَّا يُسْتدَلُّ بهِ لهذَا القولِ:
1: ما رواه أبو عبيدٍ القاسم بن سلام في فضائل القرآن عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: (نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا، والفتح، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والحواريون يريد الصف والتغابن، ويا أيها النبي إذا طلقتم، ويا أيها النبي لم تحرم، والفجر، والليل، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، ولم يكن، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله؛ وسائر ذلك بمكة).
وهذا مقطوع على علي بن أبي طلحة.
2: مَا رَواه ابنُ الضريسِ في فضائلِ القرآنِ من طريقِ عمر بن هارون عن عمرَ بنِ عطَاءٍ عَن أبيهِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ فِي ترتيبِ نزولِ سُوَرِ القرآنِ؛ فَعَدَّهُمَا فِيمَا نَزَلَ فِي مَكَّةَ، وعمر بن هارون متروك الحديث.
3: مَا رَوَاهُ ابنُ مُردويهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُنْزِلَ بِمكةَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ذكرهُ السيوطيُّ في الدرِّ المنثورِ، وَلَمْ أَقِفْ علَى إسنادِهِ.
4: ما رواه مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ العَبْدِيُّ (ت: 223 هـ) قال: (حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قالَ: (البَقَرةُ وآلُ عِمْرَانَ والنِّسَاءُ والمائِدَةُ والأَنْفَالُ وَبَرَاءَةٌ والرَعْدُ والنَّحْلُ والحِجْرُ والنُّورُ والأَحْزَابُ ومُحَمَّدُ وَالفَتْحُ والحُجُرَاتُ والرَّحْمَنُ والحَدِيدُ إِلَى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ عَشْرٌ مُتَوَالِيَاتٌ، وَإِذَا زُلْزِلَت وَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ قالَ: هَذَا مَدَنِيٌّ، وَسَائِرُ القُرْآنِ مَكِّيٌ).
وَنَسَبَ هذَا القولَ إِلَى قتادَةَ: ابنُ أبي زمِنينَ، وَأبو عمرٍو الدانيُّ، وَابنُ عطيَّةَ، وَالعَينيُّ
وَقَالَ العَينيُّ: (فِي رِوَايَةِ هَمَّامٍ وَسَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ: مَكِّيَّةٌ).
قلتُ: أمَّا رِوَايةُ همَّامٍ فتقدَّم ذكرُهَا فيما رواه عنه العبدي، وقد أخرجها أيضاً ابن الأنباري والحارث المحاسبي في كتاب فهم القرآن.
وَأمَّا رِوَايَةُ سَعِيدٍ فأخرجها أبو عمرو الداني في كتاب البيان في عد آي القرآن.
وَنَسَبَ ابنُ الجوزيِّ إِلَى قتادَةَ القولَ بأنَّهُمَا مدَنيَّتَانِ.
وَحَكَى الماوَردِيُّ عَن قتادَةَ قولينِ فِي هذِهِ المسألةِ، وَتبعهُ علَى ذَلكَ جَمَاعَةٌ من المفسرين.
قالَ ابْنُ عَاشُورٍ فِي تفسيرِ سُورَةِ الفَلَقِ: (وَاختُلِفَ فيها: أمَكِّيَّةٌ هي أمْ مَدنِيَّةٌ؟ فقالَ جابِرُ بنُ زَيدٍ والحسَنُ وعَطاءٌ وعِكرِمَةُ: مَكِّيَةٌ، وَرَوَاه كُرَيْبٌ عنِ ابنِ عبَّاسٍ.
وقالَ قَتادةُ: هي مَدنِيَّةٌ، ورَواهُ أبو صالِحٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ.
والأَصَحُّ أنها مَكِّيَّةٌ؛ لأنَّ رِوايةَ كُرَيْبٍ عنِ ابنِ عبَّاسٍ مَقبولةٌ، بخِلافِ رِوايةِ أبي صالِحٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ؛ ففيها متكَلَّمٌ) ا.هـ.
وَأَمَّا القولُ الثاني فنُسِبَ إِلَى: ابنِ عباسٍ، وَابنِ الزُّبيرِ ، وَقَتَادَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، وَسُفَيَانَ بنِ عُيينَةَ
نَسَبَهُ إِلَى ابنِ عبَّاسٍ: النحَّاسُ، وَأبو عمرٍو الدَّانِيُّ، وَابنُ عطيَّةَ
قالَ أبو عمرٍو الدَّانِي: (مَدَنِيَّةٌ، هذا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ، وقال قَتَادَةُ: مَكِّيَّةٌ).
وَقَالَ العينيُّ: (وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ فِي قَوْلِ سُفْيَانَ)
قلتُ: يُرِيدُ بذَلِكَ مَا رَوَاهُ أبو عُبيد الله المخزوميُّ عن سُفْيَانُ فِي تفسيرِهِ عَن هِشَامِ بنِ عُروةَ عَن أبيهِ عَن عَائِشَةَ فِي حادَثَةِ سَحْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ، وأن سورة الفلق نرلت بسبب تلك الحادثة.
وهذه الرواية أخرَجها اللالكائيُّ وأبو القاسمِ الأصبهانيُّ، وذكر الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في التلخيصِ أنها في تفسير ابن عيينة، وفيها تَفَرُّدٌ عن جميعِ رواةِ هذا الحديثِ من الأئمة وهم جماعةٌ من الحفَّاظ.
وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ بهِ لِهَذَا القَوْلِ:
1: مَا رواه النحَّاسُ عَن يَمُوتَ بنِ المزَرِّعِ ابنِ أُخْتِ الجَاحِظِ عَن أَبي حَاتَمٍ السِّجِستانيِّ عَن أَبي عُبَيدةَ مَعْمَرِ بنِ المثنَّى عَن يونسَ بنِ حَبيبٍ عَن أَبي عَمْرِو بنِ العَلاءِ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ فِي خَبر تلخيصِ المكيِّ وَالمدنيِّ مِنَ القرآنِ أنَّهُمَا مدنيَّتَانِ.
2: وَقَال النَّحَّاسُ أيضًا: (قَالَ كُرَيْبٌ: وجَدْنَا فِي كِتَابِ ابْنِ عبَّاسٍ أنْ مِنْ سُورَةِ القَدْرِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ مَكِّيَّةٌ إِلَّا إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ، وإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فإنَّهُنَّ مَدَنِيَّاتٌ).
3: مَا أخرَجَهُ ابنُ مَردويه عَن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ قالَ: (أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ذكرَهُ السيوطيُّ في الدرِّ المنثورِ.
وَصَحَّحَ ابنُ الجوزيِّ أنَّهُمَا مدنيَّتَانِ لنزولِهِمَا بسببِ حادِثَةِ سَحْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَسَيَأْتِي بَيَانُ مَا فِيهِ بإِذْنِ اللهِ تَعَالَى.
وَفَصْلُ الخِطَابِ فِي هَذِهِ المسأَلَةِ مَا دَلَّ عَلَيهِ حَديثُ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ الجهَنِيِّ وَحَدِيثُ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَهُمَا حَدِيثَانِ صَحِيحَانِ.
قَالَ الإمامُ مُسْلِمُ: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ بَيَانٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِى حَازِمٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)).
وَحَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: ((أُنْزِلَ - أَوْ أُنْزِلَتْ - عَلَىَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ)) ).
وَالمرْفُوعُ مِنْهُ رَوَاهُ باللَّفْظِ الأَوَّلِ النَّسَائِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ وَالبَيهَقِيُّ وَغَيرُهُم مِن طُرُقٍ عَن جَرِيرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيدِ بهِ.
وَرَوَاهُ باللَّفْظِ الثَّانِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَالدَّارِمِيُّ وَأَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُم مِن طُرُقٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ أَبي خَالِدٍ بهِ.
وَرَاوِي الحديثِ عُقْبةُ بنُ عَامِرٍ الجُهَنِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِمَّنْ أَسْلَمَ بَعْدَ هِجْرَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدِينَةِ، وَكَانَ مِن أَهْلِ الصُّفَّةِ.
وَقَوْلُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (أُنزِلَتِ الليلَةَ) يَدُلُّ عَلَى حَدَاثَةِ نُزُولِهَا عِندَ التَّحدِيثِ.
وَقَولُ عُقْبَةَ: (قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ) -فِيمَا انفرَدَ بهِ مُسْلِمٌ- يَنفِي احتمالَ مُرْسَلِ الصَّحَابيِّ.
وَقَوْلُهُ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ) ينفِي احتمَالَ تَكَرُّرِ النُّزُولِ.
وَفِي رِوَايَةٍ عِندَ عبدِ الرَّزَّاقِ وَغَيرِهِ بإِسْنَادٍ صَحِيحٍ: (لَمْ يُسْمَعْ مِثْلُهُنَّ)
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ فقدْ رَوَاهُ التِّرمِذيُّ وَابنُ ماجَه وَالنَّسَائِيُّ مِن طرقٍ عَن سَعِيدِ بنِ إِيَاسٍ الجُرَيرِيِّ عَن أَبي نَضْرَةَ العَبْدِيِّ عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِنسَانِ حَتَّى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا.
هَذَا لَفْظُ الترمذيِّ، وَلَفْظُ النَّسَائِيِّ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ منْ عينِ الإنسَانِ وعَينِ الجَانِّ حتَّى نَزَلَتِ المعوِّذَتَانِ فلَمَّا نَزَلَتا أَخَذَ بهِنَّ وتَرَكَ مَا سِوَاهُنَّ.
الجُرَيرِيُّ وَأبو نَضْرَةَ مِن رِجَال الصَّحِيحَينِ، وَالحديثُ صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي مَواضِعَ مِن كُتُبِهِ.
وَأبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عنهُ مِن طَبَقَةِ صِغَارِ الأَنصَارِ مِن لِدَاتِ عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَأَنسِ بنِ مَالِكٍ، قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ المدِينَةَ وَهُوَ غُلامٌ.
فَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا مَدَنيَّتَانِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ).
=========
وأود أن أطرح سؤالاً وهو إذا كان الراجح القول بأنهما مدنيتان فلما تُكتب في فهرس المصحف مكيتان؟؟
الذي أعد هذه القائمة اللجنة العلمية المشرفة على طباعة المصحف الشريف ، وقد ذكروا أن عمدتهم في بيان المكي والمدني ما توصلوا إليه من كتب التفسير والقراءات.
والعجيب أن هذين الحديثين لم أقف في كتب التفسير والقراءات على من استدل بهما على مدنية المعوذتين.
وهذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها المفسرون والقراء، فرجحت اللجنة أنهما مكيتان ، وإن كان الأمر عند المحدثين ظاهراً.
والمسألة مبناها على صحة النقل؛ فقول المحدثين هنا مقدم.
==================
بسم الله الرحمن الرحيم
المسألة الثانية: هل حادثة سحر لبيد بن الأعصم للنبي صحيحة؟
الجواب:
ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (سَحَرَ رسولَ الله رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله ). وذكرت القصة.
والحديث رواه جمع من الأئمة في مصنفاتهم وهو حديث صحيح لا مطعن فيه.
وعن زيد بن أرقم قال: (سَحَرَ النبيَّ رجلٌ من اليهود). رواه أحمد وعبد بن حميد والطحاوي والطبراني.
والحديث صحيح الإسناد، وصححه الحافظ العراقي، وقال الألباني: هو على شرط مسلم.
في الحديث الأول أن الذي سحره رجل من بني زريق.
وفي الحديث الثاني: الذي سحره رجل من اليهود.
والجمع بينهما ما بينته روايات صحيحة في الصحيحين وغيرهما عن عائشة قالت: (سحر رسولَ الله يهوديٌّ من يهود بني زريق).
وبنو زريق بطن مشهور من الخزرج وهم من الأنصار، وقد أسلم أكثرهم بعد هجرة النبي .
وكان لهم مسجد معروف في عهد النبي ؛ ففي صحيح البخاري من حديث ابن عمر أن النبي سابق بين الخيل التي لم تضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق.
وكان كل من الأوس والخزرج لهم حلفاء من اليهود في الجاهلية.
قال ابن عباس: ( كانت المرأة تكون مِقْلاتاً فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوِّده [تلتمس بذلك طول بقائه، فجاء الإسلام ، وفيهم منهم] فلما أُجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار؛ فقالوا : لا ندع أبناءنا ؛ فأنزل الله لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الْغَيِّ [فقال رسول الله : « خيروا أصحابكم ، فإن اختاروكم ، فهم منكم ، وإن اختاروهم ، فهم منهم »]). رواه أبو داود والسياق له، والطحاوي وما بين المعكوفين له، ورواه أيضاً البيهقي وابن حبان بألفاظ مقاربة.
وقول اليهود: ( لا ندع أبناءنا ) يريدون أبناءهم من الرضاعة، ممن أرضعوهم فتهودوا من الأوس والخزرج قبل مجيء الإسلام.
فلذلك كان لبيد بن الأعصم يهودياً وهو من بني زريق.
وفي رواية في صحيح البخاري أن الذي سحره لبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقاً.
فيكون هذا الخبيث قد جمع أوصاف الخبث فهو يهودي منافق ساحر.
وقول عائشة: (حتى كان رسول الله يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله)
جاء مفسراً من رواية أخرجها البخاري في صحيحه من طريق سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله سُحِرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.
قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا.
وقد أنكر هذه الحادثة بعض المعتزلة ، وزعموا أن الإقرار بها قدح في عصمة النبي ، وفيه موافقة للكفار في قولهم فيما حكى الله عنهم: وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً
وأجاب أهل العلم عن إيراد المعتزلة بأن المسحور في هذه الآية المراد به الذي أصابه جنون بسبب السحر فخبَّله السحر وأذهب عقله، أمَّا الذي لم يؤثر السحر في عقله وإدراكه ومنطقه فغير مراد هنا ولا حجة لهم في المنع من تصديق قوله بسبب هذا السحر.
والسحر الذي وقع للنبي غير مؤثر في عقله وتبليغه الرسالة بلا خلاف بين أهل العلم.
قال السهيلي (ت:581هـ): (الحديث ثابت خرَّجه أهل الصحيح ، ولا مطعن فيه من جهة النقل، ولا من جهة العقل، لأن العصمة إنما وجبت لهم في عقولهم وأديانهم، وأما أبدانهم فإنهم يُبتلون فيها، ويُخلَصُ إليهم بالجراحة والضرب والسموم والقتل، والأُخذة التي أُخِّذَها رسول الله صلى الله عليه من هذا الفنِّ ، إنما كانت في بعض جوارحه دون بعض)ا.هـ.
الأُخذَة:السحر.
قال ابن القيم: (اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله وأيامه من المتكلمين).
يقصد بالمتكلمين المعتزلة، وهم الذين اشتهر عنهم إنكار هذه القصة.
ومِنَ المعتزلة ومَن وافقهم في بعض أصولهم من ينكر هذه الحادثة لإنكاره حقيقة السحر أصلاً كما فعل ذلك الجصاص والنحاس، ونُقِل ذلك عن القاضي عبد الجبار وأبي بكر الأصم.
ومنهم من أعرض عن ذكرها في تفسيره كما فعل الزمخشري.
والماوردي حكى القولين وتوقف، وهو موافق للمعتزلة في بعض أصولهم.
ولا خلاف بين السلف في ثبوت هذه القصة ، كما أنه لا خلاف في أنها غير مؤثرة في تبليغه للرسالة.
=======
المسألة الثالثة: هل كانت تلك الحادثة هي سبب نزول المعوذتين؟
هذه المسألة وقع فيها لبس في كثير من كتب التفسير ، وهذا اللبس له أسباب سأبينها بإذن الله تعالى
لكن أمثل ما يستدل به في هذه المسألة ما أخرجه عبد بن حميد والطحاوي في مشكل الآثار كلاهما من طريق أحمد بن يونس قال: حدثنا: أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حَيَّان عن زيد بن أرقم قال : سحر النبيَّ رجل من اليهود.
قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، وقال: إن رجلا من اليهود سحرك، والسحر في بئر فلان.
قال: فأرسل علياً فجاءَ به.
قال: فأمرَه أن يحلَّ العُقَدَ، وتُقْرَأ آية؛ فجعلَ يقرأ ويحلُّ حتى قام النبي كأنما أنشط من عقال.
قال: فما ذكر رسول الله لذلك اليهوديِّ شيئا مما صنع به.
قال: ولا أراه في وجهه).
قوله: (فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين) هذا مما تفرد به أحمد بن يونس عن أبي معاوية ، وهو ثقة ثبت، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحهما بلا واسطة، وقال الإمام أحمد لرجل يطلب الحديث: اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام.
وهذه الزيادة اختُلف فيها:
فمن صححها اعتبرها من زيادة الثقة كما فعل الألباني .
ومن نظر إلى مخالفتها لسائر طرق الحديث أعلها بالمخالفة.
فإن حديث زيد بن أرقم روي من أربعة طرق هذا بيانها:
الطريقُ الأوَّل: طريق جرير عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم، وقد أخرجه الطبراني في معجمه الكبير من طريق إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن المديني ثلاثتهم عن جرير به، وأخرجه الحاكم في مستدركه من طريق أحمد بن حنبل عن جرير به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وليس فيه ذكر نزول المعوذتين، وهو أقرب إلى رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
الطريق الثاني: طريق شيبان عن الأعمش عن ثمامة عن زيد بن أرقم بمثل رواية جرير أخرجه الطبراني في الكبير.
الطريق الثالث: طريق سفيان الثوري عن الأعمش عن ثمامة عن زيد بن أرقم أخرجه ابن سعد في الطبقات، والبزار في مسنده، وفي إسناده عندهما موسى بن مسعود وهو أبو حذيفة النهدي، وليس فيه ذكر نزول المعوذتين.
الطريق الرابع: طريق أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم، واختلف فيه فرواه ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي والطبراني وأبو الشيخ الأصبهاني والبغوي من طرق عن أبي معاوية عن الأعمش به، وليس فيه عند جميعهم ذكر نزول المعوذتين.
ورواه عبد بن حميد والطحاوي في مشكل الآثار كلاهما من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم وذكر فيه نزول المعوذتين.
فهذه الزيادة تفرد بها أحمد بن يونس وهو إمام ثقة، لكنه خولف في هذه الزيادة فقد حدَّث بهذا الحديث عن أبي معاوية: أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وهناد بن السري ولم يذكروا هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة حكم عليها بالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ثم مخالفة هذه الزيادة لطرق الحديث الأخرى، ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة صححها كما فعل الألباني .
============
وأما حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وهو الحديث المشهور في قصة سحر النبي
قالت عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنهَا: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّىْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهْوَ عِنْدِي لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: « يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِى فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِى رَجُلاَنِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِى، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَىَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ.
قَالَ مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَ: فِي أَيِّ شَىْءٍ؟ قَالَ: فِى مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ.
قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ ».
فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - - فِى نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ فَقَالَ: « يَا عَائِشَةُ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، أَوْ كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ».
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أَسْتَخْرِجُهُ .
قَالَ: « قَدْ عَافَانِى اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا »
فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ).
فهذا الحديث رواه الشافعي والحميدي وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي والطحاوي وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي والواحدي والبغوي، وليس فيه عند جميعهم ذكر نزول المعوذتين.
وروى اللالكائي في شرح السنة وأبو القاسم الأصبهاني في كتاب الحجة في بيان المحجة كلاهما من طريق أحمد بن إبراهيم العبسقي عن محمد بن إبراهيم بن عبد الله عن أبي عبيد الله المخزومي عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكر الحديث بنحو رواية الجماعة وزاد في آخره: قالت: ونزلت قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ حتى ختم السورة).
وذكر ابن حجر في التلخيص أن هذه الزيادة في تفسير سفيان بن عيينة رواية أبي عبيد الله عنه.
قلت: وهي الرواية التي أخرجها اللالكائي وأبو القاسم الأصبهاني.
والذي يظهر لي أن هذه الزيادة معلولة لأمور:
أولها: مخالفة الأئمة الثقات الحفاظ وهم جمع كثير ومخرج الحديث عندهم واحد؛ فقد روى هذا الحديثَ عن هشامِ بنِ عروةَ: أبو أسامة الحافظ، وعبدُ اللهِ بن نمير، وعيسى بن يونس، وابن أبي الزناد، والليث بن سعد، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ومعمر بن راشد، ويحيى القطان، ووهيب بن خالد، وعلي بن مسهر، ولم يذكروا فيه المعوذتين.
فهذا يبين مخالفة هذه الزيادة لو صحت عن سفيان بن عيينة لجماعة من الأئمة رووا الحديث عن هشام.
الأمر الثاني: أن الشافعي والحميدي وعبد الله بن محمد المسندي قد رووا هذا الحديث عن سفيان بن عيينة عن هشام به، وليس فيه هذه الزيادة، ورواية المسندي أخرجها البخاري في صحيحه، ورواية الحميدي في مسنده، ورواية الشافعي أخرجها البيهقي.
الأمر الثالث: أن ابن عيينة أول ما سمع هذا الحديث من عبد الملك بن جريج عن بعض آل عروة ثم سمعه من هشام، كما ذكر ذلك الحميدي في مسنده، وابن جريج كثير التدليس؛ فجائز أن تكون تلك الزيادة مما دخل عليه من حديث بعض آل عروة ولا نعرف حالهم، وجائز أن تكون عن بعض من قد يدلس عنهم ابن جريج، وجائز أن تكون مدرجة من بعضهم ثم أسندت خطأ، هذا إذا صحت نسبتها إلى سفيان ولم تكن مما أدرج من أحد رواة تفسيره *.
الأمر الرابع: أن هذه الزيادة فيها نزول سورة الفلق مفردة، فخالفت ما صح من نزولهما جميعًا.
الأمر الخامس: أن ظاهر أحاديث عقبة بن عامر يدل على أن المعوذتين نزلتا على النبي وهو في حال صحة وسفر، وهو أمر يحتاج إلى بحث ودراسة، والله تعالى أعلم.
=================================
===============================
" سورة الفلق مختلف فيها والصحيح أنها مدنية لأن سبب نزولها سحر اليهود كما سيأتي، وهم بالمدينة كما في البخاري وغيره فلا يلتفت لمن صحح كونها مكية وكذا سورة الناس ".
قاله شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري الحنفي (المتوفى: 1069هـ)
في تفسير سورة الفلق من حَاشِيته عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوِي، والْمُسَمَّاة: عِنَايةُ القَاضِى وكِفَايةُ الرَّاضِى عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوي .
قال الإمام القرطبي :
ذَهَبَ أَهْلُ السُّنَّةِ إِلَى أَنَّ السِّحْرَ ثَابِتٌ وَلَهُ حَقِيقَةٌ. وَذَهَبَ عَامَّةُ الْمُعْتَزِلَةِ وَأَبُو إسحاق الأسترآبادي مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ إِلَى أَنَّ السِّحْرَ لَا حَقِيقَةَ لَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ تَمْوِيهٌ وَتَخْيِيلٌ وَإِيهَامٌ لِكَوْنِ الشَّيْءِ عَلَى غَيْرِ مَا هُوَ بِهِ، وَأَنَّهُ ضَرْبٌ مِنَ الْخِفَّةِ وَالشَّعْوَذَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:" يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى " وَلَمْ يَقُلْ تَسْعَى عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَلَكِنْ قَالَ" يُخَيَّلُ إِلَيْهِ". وَقَالَ أَيْضًا:" سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ ". وَهَذَا لَا حُجَّةَ فِيهِ، لِأَنَّا لَا نُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ التَّخْيِيلُ وَغَيْرُهُ مِنْ جُمْلَةِ السِّحْرِ، وَلَكِنْ ثَبَتَ وَرَاءَ ذَلِكَ أُمُورٌ جَوَّزَهَا الْعَقْلُ وَوَرَدَ بِهَا السَّمْعُ، فَمِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ ذِكْرِ السِّحْرِ وَتَعْلِيمِهِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَقِيقَةٌ لَمْ يُمْكِنْ تَعْلِيمُهُ، وَلَا أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَهُ النَّاسَ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ لَهُ حَقِيقَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى في قصة سحرة فرعون:" وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ" وَسُورَةِ" الْفَلَقِ"،
مَعَ اتِّفَاقِ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ سَبَبَ نُزُولِهَا مَا كَانَ مِنْ سِحْرِ لَبِيَدِ بْنِ الْأَعْصَمِ
، وَهُوَ مِمَّا خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيَدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمَّا حُلَّ السِّحْرِ: (إِنَّ اللَّهَ شَفَانِي). وَالشِّفَاءُ إِنَّمَا يَكُونُ بِرَفْعِ الْعِلَّةِ وَزَوَالِ الْمَرَضِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ لَهُ حَقًّا وَحَقِيقَةً، فَهُوَ مَقْطُوعٌ بِهِ بِإِخْبَارِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولُهُ عَلَى وُجُودِهِ وَوُقُوعِهِ. وَعَلَى هَذَا أَهْلُ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ الَّذِينَ يَنْعَقِدُ بِهِمُ الْإِجْمَاعُ، وَلَا عِبْرَةَ مَعَ اتِّفَاقِهِمْ بِحُثَالَةِ الْمُعْتَزِلَةِ وَمُخَالَفَتِهِمْ أَهْلَ الْحَقِّ. وَلَقَدْ شَاعَ السِّحْرُ وَذَاعَ فِي سَابِقِ الزَّمَانِ وَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ، وَلَمْ يَبْدُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَلَا مِنَ التَّابِعِينَ إِنْكَارٌ لِأَصْلِهِ. وَرَوَى سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْأَعْوَرِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عِلْمُ السِّحْرِ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى مِصْرَ يُقَالُ لَهَا:" الْفَرَمَا" فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَهُوَ كَافِرٌ، مُكَذِّبٌ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، مُنْكِرٌ لِمَا عُلِمَ مُشَاهَدَةً وَعِيَانًا.
انتهى من تفسير القرطبي آية 102 من سورة البقرة المسألة السابعة .
بينما الحديثيْن الوحيديْن (( غير حديث السحر )) التي صحّ اسنادها ، يدلان على مدنيتها.
وهما روايتي عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ الجهَنِيِّ وَحَدِيثُ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَهُمَا حَدِيثَانِ صَحِيحَانِ.
1- روى الإمامُ مُسْلِمُ: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)).
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: ((أُنْزِلَ - أَوْ أُنْزِلَتْ - عَلَىَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ)) ).
الشاهِد : أن راوي الحديث وهو عقبة بن عامر الجهنيرَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، والذي قال له النبي " أنزل علي الليلة " هو مِمَّنْ أَسْلَمَ بَعْدَ هِجْرَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدِينَةِ، وَكَانَ مِن أَهْلِ الصُّفَّةِ.
كما أن قَوْلُهُ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ) ينفِي احتمَالَ تَكَرُّرِ النُّزُولِ.. الذي تعلق به الدكتور في شبهتِه !!
2-حَدِيثُ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ فقدْ رَوَاهُ التِّرمِذيُّ وَابنُ ماجَه وَالنَّسَائِيُّ .. عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِنسَانِ حَتَّى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا. هَذَا لَفْظُ الترمذيِّ، وَلَفْظُ النَّسَائِيِّ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ منْ عينِ الإنسَانِ وعَينِ الجَانِّ حتَّى نَزَلَتِ المعوِّذَتَانِ فلَمَّا نَزَلَتا أَخَذَ بهِنَّ وتَرَكَ مَا سِوَاهُنَّ.
وَالشاهِد : أن أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عنهُ الذي سمِع رسول الله وروى عنه هذا الحديث هو مِن طَبَقَةِ صِغَارِ الأَنصَارِ مِن لِدَاتِ عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَأَنسِ بنِ مَالِكٍ، قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ المدِينَةَ وَهُوَ غُلامٌ.
فَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا مَدَنيَّتَانِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
( يُراجَع : عبدالعزيز الداخل :http://vb.tafsir.net/tafsir27147/#.U_AOZPmSzpo ).
========================
المعوذتين مدينيتين مدنيتان
جواب هذا السؤال ينبغي أن يتضمن بيان ثلاثة مسائل:
المسألة الأول: تحرير القول في المعوذتين أمكيتان هما أم مدنيتان؟
المسألة الثانية: هل حادثة سحر لبيد بن الأعصم للنبي صحيحة؟
المسألة الثالثة: هل كانت تلك الحادثة هي سبب نزول المعوذتين؟
فأما بيان المسألة الأولى فهذه خلاصة دراسته من كتاب جمهرة التفاسير :
(اختلَفَ أهلُ العِلْمِ فِي نُزولِ المعوِّذَتينِ علَى قولينِ:
القول الأول: أنهما مكِّيتَانِ
وممن قال بهذا القول: الواحديُّ، وأبو المظفَّرِ السَّمعانيُّ، وابنُ عطيةَ، وابنُ جُزَيءٍ الكَلبيُّ، وأبو حيَّانَ الأندلسيُّ، وابنُ عاشُورٍ.
القول الثاني: أنهما مدنيَّتانِ
وممن قال به: الليثُ بنُ نصرٍ السمرقنديُّ، والثعلبيُّ، وأبو عمرٍو الدانيُّ، وأبو مَعْشَرٍ الطبَريُّ، والبغويُّ، وابنُ كثيرٍ، والعَينيُّ في شَرْحِ سُنَنَ أبي دَاوودَ.
وممن حكى الخلاف ولم يرجح: ابن أبي زمنين، والماوردي، وهبة الله بن سلامة المقرئ، والزمخشري، وعلم الدين السخاوي، والقرطبي، وجلال الدين المحلي، والقسطلاني في إرشاد الساري، وزكريا الأنصاري، والشوكاني، والألوسي.
فأمَّا القولُ الأوَّلُ فنُسِبَ إلى: ابنِ عبَّاسٍ، وَقتادَةَ، وَالحسنِ، وَعكرمةَ، وَعطاءٍ، وَجابرِ بنِ زيدٍ، وعلي بن أبي طلحة، وَالضحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ.
َقَالَ الماورديُّ: (مَكِّيَّةٌ في قولِ الحَسَنِ وعِكْرِمَةَ وعَطاءٍ وجابرٍ، ومَدَنِيَّةٌ في أَحَدِ قَوْلَيِ ابنِ عبَّاسٍ وقَتادةَ).
ونَسَبَهُ أبو عبدِ اللهِ مُحَمَّد ُبنُ حَزْمٍ للضحَّاكِ وَالسُّدِّيِّ، وَنَسَبهُ العَيْنِي للسُّدِّيِّ أيضًا.
وَنَسَبَهُ عبدُ الرَّزَّاقِ عَلي مُوسَى لابنِ المبارَكِ فِي مَوضِعَينِ مِن كُتُبهِ (ولم أقف على من أسنده إليه).
وَمِمَّا يُسْتدَلُّ بهِ لهذَا القولِ:
1: ما رواه أبو عبيدٍ القاسم بن سلام في فضائل القرآن عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: (نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا، والفتح، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والحواريون يريد الصف والتغابن، ويا أيها النبي إذا طلقتم، ويا أيها النبي لم تحرم، والفجر، والليل، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، ولم يكن، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله؛ وسائر ذلك بمكة).
وهذا مقطوع على علي بن أبي طلحة.
2: مَا رَواه ابنُ الضريسِ في فضائلِ القرآنِ من طريقِ عمر بن هارون عن عمرَ بنِ عطَاءٍ عَن أبيهِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ فِي ترتيبِ نزولِ سُوَرِ القرآنِ؛ فَعَدَّهُمَا فِيمَا نَزَلَ فِي مَكَّةَ، وعمر بن هارون متروك الحديث.
3: مَا رَوَاهُ ابنُ مُردويهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُنْزِلَ بِمكةَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ذكرهُ السيوطيُّ في الدرِّ المنثورِ، وَلَمْ أَقِفْ علَى إسنادِهِ.
4: ما رواه مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ العَبْدِيُّ (ت: 223 هـ) قال: (حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قالَ: (البَقَرةُ وآلُ عِمْرَانَ والنِّسَاءُ والمائِدَةُ والأَنْفَالُ وَبَرَاءَةٌ والرَعْدُ والنَّحْلُ والحِجْرُ والنُّورُ والأَحْزَابُ ومُحَمَّدُ وَالفَتْحُ والحُجُرَاتُ والرَّحْمَنُ والحَدِيدُ إِلَى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ عَشْرٌ مُتَوَالِيَاتٌ، وَإِذَا زُلْزِلَت وَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ قالَ: هَذَا مَدَنِيٌّ، وَسَائِرُ القُرْآنِ مَكِّيٌ).
وَنَسَبَ هذَا القولَ إِلَى قتادَةَ: ابنُ أبي زمِنينَ، وَأبو عمرٍو الدانيُّ، وَابنُ عطيَّةَ، وَالعَينيُّ
وَقَالَ العَينيُّ: (فِي رِوَايَةِ هَمَّامٍ وَسَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ: مَكِّيَّةٌ).
قلتُ: أمَّا رِوَايةُ همَّامٍ فتقدَّم ذكرُهَا فيما رواه عنه العبدي، وقد أخرجها أيضاً ابن الأنباري والحارث المحاسبي في كتاب فهم القرآن.
وَأمَّا رِوَايَةُ سَعِيدٍ فأخرجها أبو عمرو الداني في كتاب البيان في عد آي القرآن.
وَنَسَبَ ابنُ الجوزيِّ إِلَى قتادَةَ القولَ بأنَّهُمَا مدَنيَّتَانِ.
وَحَكَى الماوَردِيُّ عَن قتادَةَ قولينِ فِي هذِهِ المسألةِ، وَتبعهُ علَى ذَلكَ جَمَاعَةٌ من المفسرين.
قالَ ابْنُ عَاشُورٍ فِي تفسيرِ سُورَةِ الفَلَقِ: (وَاختُلِفَ فيها: أمَكِّيَّةٌ هي أمْ مَدنِيَّةٌ؟ فقالَ جابِرُ بنُ زَيدٍ والحسَنُ وعَطاءٌ وعِكرِمَةُ: مَكِّيَةٌ، وَرَوَاه كُرَيْبٌ عنِ ابنِ عبَّاسٍ.
وقالَ قَتادةُ: هي مَدنِيَّةٌ، ورَواهُ أبو صالِحٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ.
والأَصَحُّ أنها مَكِّيَّةٌ؛ لأنَّ رِوايةَ كُرَيْبٍ عنِ ابنِ عبَّاسٍ مَقبولةٌ، بخِلافِ رِوايةِ أبي صالِحٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ؛ ففيها متكَلَّمٌ) ا.هـ.
وَأَمَّا القولُ الثاني فنُسِبَ إِلَى: ابنِ عباسٍ، وَابنِ الزُّبيرِ ، وَقَتَادَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، وَسُفَيَانَ بنِ عُيينَةَ
نَسَبَهُ إِلَى ابنِ عبَّاسٍ: النحَّاسُ، وَأبو عمرٍو الدَّانِيُّ، وَابنُ عطيَّةَ
قالَ أبو عمرٍو الدَّانِي: (مَدَنِيَّةٌ، هذا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ، وقال قَتَادَةُ: مَكِّيَّةٌ).
وَقَالَ العينيُّ: (وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ فِي قَوْلِ سُفْيَانَ)
قلتُ: يُرِيدُ بذَلِكَ مَا رَوَاهُ أبو عُبيد الله المخزوميُّ عن سُفْيَانُ فِي تفسيرِهِ عَن هِشَامِ بنِ عُروةَ عَن أبيهِ عَن عَائِشَةَ فِي حادَثَةِ سَحْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ، وأن سورة الفلق نرلت بسبب تلك الحادثة.
وهذه الرواية أخرَجها اللالكائيُّ وأبو القاسمِ الأصبهانيُّ، وذكر الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في التلخيصِ أنها في تفسير ابن عيينة، وفيها تَفَرُّدٌ عن جميعِ رواةِ هذا الحديثِ من الأئمة وهم جماعةٌ من الحفَّاظ.
وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ بهِ لِهَذَا القَوْلِ:
1: مَا رواه النحَّاسُ عَن يَمُوتَ بنِ المزَرِّعِ ابنِ أُخْتِ الجَاحِظِ عَن أَبي حَاتَمٍ السِّجِستانيِّ عَن أَبي عُبَيدةَ مَعْمَرِ بنِ المثنَّى عَن يونسَ بنِ حَبيبٍ عَن أَبي عَمْرِو بنِ العَلاءِ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ فِي خَبر تلخيصِ المكيِّ وَالمدنيِّ مِنَ القرآنِ أنَّهُمَا مدنيَّتَانِ.
2: وَقَال النَّحَّاسُ أيضًا: (قَالَ كُرَيْبٌ: وجَدْنَا فِي كِتَابِ ابْنِ عبَّاسٍ أنْ مِنْ سُورَةِ القَدْرِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ مَكِّيَّةٌ إِلَّا إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ، وإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فإنَّهُنَّ مَدَنِيَّاتٌ).
3: مَا أخرَجَهُ ابنُ مَردويه عَن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ قالَ: (أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ذكرَهُ السيوطيُّ في الدرِّ المنثورِ.
وَصَحَّحَ ابنُ الجوزيِّ أنَّهُمَا مدنيَّتَانِ لنزولِهِمَا بسببِ حادِثَةِ سَحْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَسَيَأْتِي بَيَانُ مَا فِيهِ بإِذْنِ اللهِ تَعَالَى.
وَفَصْلُ الخِطَابِ فِي هَذِهِ المسأَلَةِ مَا دَلَّ عَلَيهِ حَديثُ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ الجهَنِيِّ وَحَدِيثُ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَهُمَا حَدِيثَانِ صَحِيحَانِ.
قَالَ الإمامُ مُسْلِمُ: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ بَيَانٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِى حَازِمٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)).
وَحَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: ((أُنْزِلَ - أَوْ أُنْزِلَتْ - عَلَىَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ)) ).
وَالمرْفُوعُ مِنْهُ رَوَاهُ باللَّفْظِ الأَوَّلِ النَّسَائِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ وَالبَيهَقِيُّ وَغَيرُهُم مِن طُرُقٍ عَن جَرِيرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيدِ بهِ.
وَرَوَاهُ باللَّفْظِ الثَّانِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَالدَّارِمِيُّ وَأَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُم مِن طُرُقٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ أَبي خَالِدٍ بهِ.
وَرَاوِي الحديثِ عُقْبةُ بنُ عَامِرٍ الجُهَنِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِمَّنْ أَسْلَمَ بَعْدَ هِجْرَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدِينَةِ، وَكَانَ مِن أَهْلِ الصُّفَّةِ.
وَقَوْلُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (أُنزِلَتِ الليلَةَ) يَدُلُّ عَلَى حَدَاثَةِ نُزُولِهَا عِندَ التَّحدِيثِ.
وَقَولُ عُقْبَةَ: (قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ) -فِيمَا انفرَدَ بهِ مُسْلِمٌ- يَنفِي احتمالَ مُرْسَلِ الصَّحَابيِّ.
وَقَوْلُهُ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ) ينفِي احتمَالَ تَكَرُّرِ النُّزُولِ.
وَفِي رِوَايَةٍ عِندَ عبدِ الرَّزَّاقِ وَغَيرِهِ بإِسْنَادٍ صَحِيحٍ: (لَمْ يُسْمَعْ مِثْلُهُنَّ)
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ فقدْ رَوَاهُ التِّرمِذيُّ وَابنُ ماجَه وَالنَّسَائِيُّ مِن طرقٍ عَن سَعِيدِ بنِ إِيَاسٍ الجُرَيرِيِّ عَن أَبي نَضْرَةَ العَبْدِيِّ عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِنسَانِ حَتَّى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا.
هَذَا لَفْظُ الترمذيِّ، وَلَفْظُ النَّسَائِيِّ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ منْ عينِ الإنسَانِ وعَينِ الجَانِّ حتَّى نَزَلَتِ المعوِّذَتَانِ فلَمَّا نَزَلَتا أَخَذَ بهِنَّ وتَرَكَ مَا سِوَاهُنَّ.
الجُرَيرِيُّ وَأبو نَضْرَةَ مِن رِجَال الصَّحِيحَينِ، وَالحديثُ صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي مَواضِعَ مِن كُتُبِهِ.
وَأبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عنهُ مِن طَبَقَةِ صِغَارِ الأَنصَارِ مِن لِدَاتِ عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَأَنسِ بنِ مَالِكٍ، قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ المدِينَةَ وَهُوَ غُلامٌ.
فَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا مَدَنيَّتَانِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ).
=========
وأود أن أطرح سؤالاً وهو إذا كان الراجح القول بأنهما مدنيتان فلما تُكتب في فهرس المصحف مكيتان؟؟
الذي أعد هذه القائمة اللجنة العلمية المشرفة على طباعة المصحف الشريف ، وقد ذكروا أن عمدتهم في بيان المكي والمدني ما توصلوا إليه من كتب التفسير والقراءات.
والعجيب أن هذين الحديثين لم أقف في كتب التفسير والقراءات على من استدل بهما على مدنية المعوذتين.
وهذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها المفسرون والقراء، فرجحت اللجنة أنهما مكيتان ، وإن كان الأمر عند المحدثين ظاهراً.
والمسألة مبناها على صحة النقل؛ فقول المحدثين هنا مقدم.
==================
بسم الله الرحمن الرحيم
المسألة الثانية: هل حادثة سحر لبيد بن الأعصم للنبي صحيحة؟
الجواب:
ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (سَحَرَ رسولَ الله رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله ). وذكرت القصة.
والحديث رواه جمع من الأئمة في مصنفاتهم وهو حديث صحيح لا مطعن فيه.
وعن زيد بن أرقم قال: (سَحَرَ النبيَّ رجلٌ من اليهود). رواه أحمد وعبد بن حميد والطحاوي والطبراني.
والحديث صحيح الإسناد، وصححه الحافظ العراقي، وقال الألباني: هو على شرط مسلم.
في الحديث الأول أن الذي سحره رجل من بني زريق.
وفي الحديث الثاني: الذي سحره رجل من اليهود.
والجمع بينهما ما بينته روايات صحيحة في الصحيحين وغيرهما عن عائشة قالت: (سحر رسولَ الله يهوديٌّ من يهود بني زريق).
وبنو زريق بطن مشهور من الخزرج وهم من الأنصار، وقد أسلم أكثرهم بعد هجرة النبي .
وكان لهم مسجد معروف في عهد النبي ؛ ففي صحيح البخاري من حديث ابن عمر أن النبي سابق بين الخيل التي لم تضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق.
وكان كل من الأوس والخزرج لهم حلفاء من اليهود في الجاهلية.
قال ابن عباس: ( كانت المرأة تكون مِقْلاتاً فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوِّده [تلتمس بذلك طول بقائه، فجاء الإسلام ، وفيهم منهم] فلما أُجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار؛ فقالوا : لا ندع أبناءنا ؛ فأنزل الله لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الْغَيِّ [فقال رسول الله : « خيروا أصحابكم ، فإن اختاروكم ، فهم منكم ، وإن اختاروهم ، فهم منهم »]). رواه أبو داود والسياق له، والطحاوي وما بين المعكوفين له، ورواه أيضاً البيهقي وابن حبان بألفاظ مقاربة.
وقول اليهود: ( لا ندع أبناءنا ) يريدون أبناءهم من الرضاعة، ممن أرضعوهم فتهودوا من الأوس والخزرج قبل مجيء الإسلام.
فلذلك كان لبيد بن الأعصم يهودياً وهو من بني زريق.
وفي رواية في صحيح البخاري أن الذي سحره لبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقاً.
فيكون هذا الخبيث قد جمع أوصاف الخبث فهو يهودي منافق ساحر.
وقول عائشة: (حتى كان رسول الله يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله)
جاء مفسراً من رواية أخرجها البخاري في صحيحه من طريق سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله سُحِرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.
قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا.
وقد أنكر هذه الحادثة بعض المعتزلة ، وزعموا أن الإقرار بها قدح في عصمة النبي ، وفيه موافقة للكفار في قولهم فيما حكى الله عنهم: وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً
وأجاب أهل العلم عن إيراد المعتزلة بأن المسحور في هذه الآية المراد به الذي أصابه جنون بسبب السحر فخبَّله السحر وأذهب عقله، أمَّا الذي لم يؤثر السحر في عقله وإدراكه ومنطقه فغير مراد هنا ولا حجة لهم في المنع من تصديق قوله بسبب هذا السحر.
والسحر الذي وقع للنبي غير مؤثر في عقله وتبليغه الرسالة بلا خلاف بين أهل العلم.
قال السهيلي (ت:581هـ): (الحديث ثابت خرَّجه أهل الصحيح ، ولا مطعن فيه من جهة النقل، ولا من جهة العقل، لأن العصمة إنما وجبت لهم في عقولهم وأديانهم، وأما أبدانهم فإنهم يُبتلون فيها، ويُخلَصُ إليهم بالجراحة والضرب والسموم والقتل، والأُخذة التي أُخِّذَها رسول الله صلى الله عليه من هذا الفنِّ ، إنما كانت في بعض جوارحه دون بعض)ا.هـ.
الأُخذَة:السحر.
قال ابن القيم: (اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله وأيامه من المتكلمين).
يقصد بالمتكلمين المعتزلة، وهم الذين اشتهر عنهم إنكار هذه القصة.
ومِنَ المعتزلة ومَن وافقهم في بعض أصولهم من ينكر هذه الحادثة لإنكاره حقيقة السحر أصلاً كما فعل ذلك الجصاص والنحاس، ونُقِل ذلك عن القاضي عبد الجبار وأبي بكر الأصم.
ومنهم من أعرض عن ذكرها في تفسيره كما فعل الزمخشري.
والماوردي حكى القولين وتوقف، وهو موافق للمعتزلة في بعض أصولهم.
ولا خلاف بين السلف في ثبوت هذه القصة ، كما أنه لا خلاف في أنها غير مؤثرة في تبليغه للرسالة.
=======
المسألة الثالثة: هل كانت تلك الحادثة هي سبب نزول المعوذتين؟
هذه المسألة وقع فيها لبس في كثير من كتب التفسير ، وهذا اللبس له أسباب سأبينها بإذن الله تعالى
لكن أمثل ما يستدل به في هذه المسألة ما أخرجه عبد بن حميد والطحاوي في مشكل الآثار كلاهما من طريق أحمد بن يونس قال: حدثنا: أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حَيَّان عن زيد بن أرقم قال : سحر النبيَّ رجل من اليهود.
قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، وقال: إن رجلا من اليهود سحرك، والسحر في بئر فلان.
قال: فأرسل علياً فجاءَ به.
قال: فأمرَه أن يحلَّ العُقَدَ، وتُقْرَأ آية؛ فجعلَ يقرأ ويحلُّ حتى قام النبي كأنما أنشط من عقال.
قال: فما ذكر رسول الله لذلك اليهوديِّ شيئا مما صنع به.
قال: ولا أراه في وجهه).
قوله: (فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين) هذا مما تفرد به أحمد بن يونس عن أبي معاوية ، وهو ثقة ثبت، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحهما بلا واسطة، وقال الإمام أحمد لرجل يطلب الحديث: اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام.
وهذه الزيادة اختُلف فيها:
فمن صححها اعتبرها من زيادة الثقة كما فعل الألباني .
ومن نظر إلى مخالفتها لسائر طرق الحديث أعلها بالمخالفة.
فإن حديث زيد بن أرقم روي من أربعة طرق هذا بيانها:
الطريقُ الأوَّل: طريق جرير عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم، وقد أخرجه الطبراني في معجمه الكبير من طريق إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن المديني ثلاثتهم عن جرير به، وأخرجه الحاكم في مستدركه من طريق أحمد بن حنبل عن جرير به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وليس فيه ذكر نزول المعوذتين، وهو أقرب إلى رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
الطريق الثاني: طريق شيبان عن الأعمش عن ثمامة عن زيد بن أرقم بمثل رواية جرير أخرجه الطبراني في الكبير.
الطريق الثالث: طريق سفيان الثوري عن الأعمش عن ثمامة عن زيد بن أرقم أخرجه ابن سعد في الطبقات، والبزار في مسنده، وفي إسناده عندهما موسى بن مسعود وهو أبو حذيفة النهدي، وليس فيه ذكر نزول المعوذتين.
الطريق الرابع: طريق أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم، واختلف فيه فرواه ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي والطبراني وأبو الشيخ الأصبهاني والبغوي من طرق عن أبي معاوية عن الأعمش به، وليس فيه عند جميعهم ذكر نزول المعوذتين.
ورواه عبد بن حميد والطحاوي في مشكل الآثار كلاهما من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم وذكر فيه نزول المعوذتين.
فهذه الزيادة تفرد بها أحمد بن يونس وهو إمام ثقة، لكنه خولف في هذه الزيادة فقد حدَّث بهذا الحديث عن أبي معاوية: أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وهناد بن السري ولم يذكروا هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة حكم عليها بالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ثم مخالفة هذه الزيادة لطرق الحديث الأخرى، ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة صححها كما فعل الألباني .
============
وأما حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وهو الحديث المشهور في قصة سحر النبي
قالت عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنهَا: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّىْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهْوَ عِنْدِي لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: « يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِى فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِى رَجُلاَنِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِى، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَىَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ.
قَالَ مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَ: فِي أَيِّ شَىْءٍ؟ قَالَ: فِى مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ.
قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ ».
فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - - فِى نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ فَقَالَ: « يَا عَائِشَةُ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، أَوْ كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ».
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أَسْتَخْرِجُهُ .
قَالَ: « قَدْ عَافَانِى اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا »
فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ).
فهذا الحديث رواه الشافعي والحميدي وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي والطحاوي وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي والواحدي والبغوي، وليس فيه عند جميعهم ذكر نزول المعوذتين.
وروى اللالكائي في شرح السنة وأبو القاسم الأصبهاني في كتاب الحجة في بيان المحجة كلاهما من طريق أحمد بن إبراهيم العبسقي عن محمد بن إبراهيم بن عبد الله عن أبي عبيد الله المخزومي عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكر الحديث بنحو رواية الجماعة وزاد في آخره: قالت: ونزلت قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ حتى ختم السورة).
وذكر ابن حجر في التلخيص أن هذه الزيادة في تفسير سفيان بن عيينة رواية أبي عبيد الله عنه.
قلت: وهي الرواية التي أخرجها اللالكائي وأبو القاسم الأصبهاني.
والذي يظهر لي أن هذه الزيادة معلولة لأمور:
أولها: مخالفة الأئمة الثقات الحفاظ وهم جمع كثير ومخرج الحديث عندهم واحد؛ فقد روى هذا الحديثَ عن هشامِ بنِ عروةَ: أبو أسامة الحافظ، وعبدُ اللهِ بن نمير، وعيسى بن يونس، وابن أبي الزناد، والليث بن سعد، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ومعمر بن راشد، ويحيى القطان، ووهيب بن خالد، وعلي بن مسهر، ولم يذكروا فيه المعوذتين.
فهذا يبين مخالفة هذه الزيادة لو صحت عن سفيان بن عيينة لجماعة من الأئمة رووا الحديث عن هشام.
الأمر الثاني: أن الشافعي والحميدي وعبد الله بن محمد المسندي قد رووا هذا الحديث عن سفيان بن عيينة عن هشام به، وليس فيه هذه الزيادة، ورواية المسندي أخرجها البخاري في صحيحه، ورواية الحميدي في مسنده، ورواية الشافعي أخرجها البيهقي.
الأمر الثالث: أن ابن عيينة أول ما سمع هذا الحديث من عبد الملك بن جريج عن بعض آل عروة ثم سمعه من هشام، كما ذكر ذلك الحميدي في مسنده، وابن جريج كثير التدليس؛ فجائز أن تكون تلك الزيادة مما دخل عليه من حديث بعض آل عروة ولا نعرف حالهم، وجائز أن تكون عن بعض من قد يدلس عنهم ابن جريج، وجائز أن تكون مدرجة من بعضهم ثم أسندت خطأ، هذا إذا صحت نسبتها إلى سفيان ولم تكن مما أدرج من أحد رواة تفسيره *.
الأمر الرابع: أن هذه الزيادة فيها نزول سورة الفلق مفردة، فخالفت ما صح من نزولهما جميعًا.
الأمر الخامس: أن ظاهر أحاديث عقبة بن عامر يدل على أن المعوذتين نزلتا على النبي وهو في حال صحة وسفر، وهو أمر يحتاج إلى بحث ودراسة، والله تعالى أعلم.
=================================
===============================
" سورة الفلق مختلف فيها والصحيح أنها مدنية لأن سبب نزولها سحر اليهود كما سيأتي، وهم بالمدينة كما في البخاري وغيره فلا يلتفت لمن صحح كونها مكية وكذا سورة الناس ".
قاله شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري الحنفي (المتوفى: 1069هـ)
في تفسير سورة الفلق من حَاشِيته عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوِي، والْمُسَمَّاة: عِنَايةُ القَاضِى وكِفَايةُ الرَّاضِى عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوي .
قال الإمام القرطبي :
ذَهَبَ أَهْلُ السُّنَّةِ إِلَى أَنَّ السِّحْرَ ثَابِتٌ وَلَهُ حَقِيقَةٌ. وَذَهَبَ عَامَّةُ الْمُعْتَزِلَةِ وَأَبُو إسحاق الأسترآبادي مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ إِلَى أَنَّ السِّحْرَ لَا حَقِيقَةَ لَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ تَمْوِيهٌ وَتَخْيِيلٌ وَإِيهَامٌ لِكَوْنِ الشَّيْءِ عَلَى غَيْرِ مَا هُوَ بِهِ، وَأَنَّهُ ضَرْبٌ مِنَ الْخِفَّةِ وَالشَّعْوَذَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:" يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى " وَلَمْ يَقُلْ تَسْعَى عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَلَكِنْ قَالَ" يُخَيَّلُ إِلَيْهِ". وَقَالَ أَيْضًا:" سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ ". وَهَذَا لَا حُجَّةَ فِيهِ، لِأَنَّا لَا نُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ التَّخْيِيلُ وَغَيْرُهُ مِنْ جُمْلَةِ السِّحْرِ، وَلَكِنْ ثَبَتَ وَرَاءَ ذَلِكَ أُمُورٌ جَوَّزَهَا الْعَقْلُ وَوَرَدَ بِهَا السَّمْعُ، فَمِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ ذِكْرِ السِّحْرِ وَتَعْلِيمِهِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَقِيقَةٌ لَمْ يُمْكِنْ تَعْلِيمُهُ، وَلَا أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَهُ النَّاسَ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ لَهُ حَقِيقَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى في قصة سحرة فرعون:" وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ" وَسُورَةِ" الْفَلَقِ"،
مَعَ اتِّفَاقِ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ سَبَبَ نُزُولِهَا مَا كَانَ مِنْ سِحْرِ لَبِيَدِ بْنِ الْأَعْصَمِ
، وَهُوَ مِمَّا خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيَدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمَّا حُلَّ السِّحْرِ: (إِنَّ اللَّهَ شَفَانِي). وَالشِّفَاءُ إِنَّمَا يَكُونُ بِرَفْعِ الْعِلَّةِ وَزَوَالِ الْمَرَضِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ لَهُ حَقًّا وَحَقِيقَةً، فَهُوَ مَقْطُوعٌ بِهِ بِإِخْبَارِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولُهُ عَلَى وُجُودِهِ وَوُقُوعِهِ. وَعَلَى هَذَا أَهْلُ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ الَّذِينَ يَنْعَقِدُ بِهِمُ الْإِجْمَاعُ، وَلَا عِبْرَةَ مَعَ اتِّفَاقِهِمْ بِحُثَالَةِ الْمُعْتَزِلَةِ وَمُخَالَفَتِهِمْ أَهْلَ الْحَقِّ. وَلَقَدْ شَاعَ السِّحْرُ وَذَاعَ فِي سَابِقِ الزَّمَانِ وَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ، وَلَمْ يَبْدُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَلَا مِنَ التَّابِعِينَ إِنْكَارٌ لِأَصْلِهِ. وَرَوَى سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْأَعْوَرِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عِلْمُ السِّحْرِ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى مِصْرَ يُقَالُ لَهَا:" الْفَرَمَا" فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَهُوَ كَافِرٌ، مُكَذِّبٌ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، مُنْكِرٌ لِمَا عُلِمَ مُشَاهَدَةً وَعِيَانًا.
انتهى من تفسير القرطبي آية 102 من سورة البقرة المسألة السابعة .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)